الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[كتاب التفسير]
[206]
قال تمام (4/ رقم: 1297/ ص 95):
"أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن حَيْش بن شيخ الفرغاني. . ." إلخ.
قلت: كذا وقع عند الدوسري (حيش) بالمهملة وهو تصحيف، صوابه (جيش) بالمعجمة كما في (1/ 62 - ط حمدي) و (1/ 62 - تحقيق التميمي) وكما في ترجمته في "تاريخ دمشق"(34/ 262).
…
[207]
قال تمام (4/ رقم: 1309/ ص 104):
"أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذْرَعي: نا محمد بن الخَضر البزاز بالرّقَّة: نا إسحاق بن عبد الله البُوقي: نا شَريك عن عاصم بن بَهْدَلة عن أبي عبد الرحمَن السُّلَمي.
عن عثمان بن عفّان - رضى الله عنه-، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضلُكم من قَرأ القرآن وأقرأه".
قال الدوسري:
"إسحاق البوقي ذكره ابن ماكولا في "الإكمال" (1/ 484) وابن الأثير في "اللباب" (1/ 510) ولم يحكيا فيه جرحًا ولا تعديلًا. وفي "معجم البلدان" لياقوت (1/ 510): "روى عنه هلال بن العلاء الرَّقي ومحمد بن الخَضِر مناكير. قاله أبو عبد الله بن مندة" أهـ.
وهذه من فوائد "المعجم" النّفسية.
والراوي عنه لم أعثر على ترجمة له. . ." إلخ.
قلت: وهنا ملاحظتان:
الأولى: إعلاله الحديث بإسحاق البوقي ليس بصواب فإنه قد توبع:
تابعه معاوية بن حفص الشعبي -وهو صدوق- فرواه عن شريك القاضي به.
أخرجه أبو الفضل الرازي في "فضائل القرآن وتلاوته"(رقم: 88).
ولكن في الإسناد محمد بن مصفي وهو يدلس تدليس التسوية ولم يصرح بالتحديث في جميع طبقات السند.
الثانية: قوله في محمد بن الخضر الرقي: "لم أعثر على ترجمة له".
قلت: وقفت على ترجمته في "تاريخ الرقة"(ص 183). للقشيري، ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا".
…
[208]
قال تمام (4/ رقم: 1316/ ص 110):
"حدثنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيّوب بن حذلم: نا أبو القاسم بَركَة ابن نَشيط (غثكل) الفرغاني: نا عثمان -وهو ابن أبي شيبة-: نا أبو خالد -يعني: الأحمر- عن الحسن بن عُبيد الله عن طلحة بن مُصرف عن عبد الرحمن ابن عَوْسَجة.
عن البَرَاء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "زيّنوا القرآنَ بأصواتكم".
قال الدوسري -في أثناء تخريجه-:
"كما توبع ابن عوسجه:
تابعه. . . وعبد الرحمن بن أبي ليلى عند ابن الأعرابي في "معجمه"(ق 95/ أ) لكن في السند إليه: عبيد بن إسحاق العطار ضعفه ابن معين
والدارقطني، وقال البخاري: منكر الحديث وتركه النسائي والأزدي. (اللسان: 4/ 117) انتهى.
قك: قصّر الأخ الدوسري في تعليله، فإن عبيد بن إسحاق مع ضعفه- قد خولف: خالفه جندل بن والق عند الحاكم (1/ 572) ومحمد بن بكار عند البغوي في "مسند ابن الجعد"(2168) والخطيب في "تاريخ بغداد"(4/ 261) فروياه عن قيس بن الربيع، عن زبيد، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء مرفوعًا.
وجندل بن والق صدوق كما قال أبو حاتم الرازي (الجرح والتعديل: 2/ 535).
ومحمد بن بكار هو الهاشمي ثقه كما في "التقريب".
فتبين من ذلك أن رواية عبد الرحمن بن عوسجة هي الصواب.
…
[209]
قال تمام (4/ رقم: 1321/ ص 120 - 121):
- أخبرنا أحمد بن سليمان بن أيوب [بن سليمان] بن محمد بن عبد الله بن حذلم الأسدي القاضي: نا أبو القاسم يزيد بن داود بن عبد الصمد: نا آدم بن أبي إياس: نا شَيْبان عن منصور عن سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة.
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "جدالٌ في القرآن كفرٌ".
قال الدوسري:
"أخرجه أحمد (2/ 494) من طريق شَيْبان به، لكن قال: عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة.
وأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 529) - ومن طريقة الآجري في "الشريعة"
(ص 67) والخطيب في "التاريخ"(4/ 81) - عن يحيى بن يعلى التيمي عن منصور به كرواية تمَّام. وأخرجه أحمد (2/ 258) من طريق آخر عن سعد عن سلمة به.
وإسناده صحيح. وذكْرُ عمر بن أبي سلمة فيه من قبيل المزيد في متصل الأسانيد، وقد أخرجه أحمد (2/ 478) والحاكم (2/ 223) والبيهقي في "الشعب"(2/ 416) من طريقين آخرين عن سعد بن إبراهيم عن عمر بن أبي سلمة به. وعمر ليس بالقوي." انتهى.
قلت: وقع سقط في إسناد تمام الرازي، مما جعل الأخ الدوسري يبني على ذلك نتائج خاطئة.
فعند تمام: ". . .نا آدم بن أبي إياس: نا شيبان، عن منصور، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة. . ." -وسقط منه ذكر عمر بن أبي سلمة بين سعد بن إبراهيم وأبي سلمة-.
قال الشيخ مشهور حسن سلمان في تعليقه على كتاب "الإعتصام"(2/ 443 - 444).
أخرجه الدارقطني في "العلل"(9/ 317) وأبو إسماعيل الهروي في "ذم الكلام وأهله"(2/ 4/ رقم 160 - تحقيق عبد الرحمن الشّبل) عن طاهر بن خالد، والهروي (2/ 5) عن موسى بن سهل الرملي، وابن عدي في "الكامل"(5/ 1699) عن ابن أبي قرصافة، والدينوري في "المجالسة" (8/ 3497) عن ابن دازيل أربعتهم قالوا: حدثنا آدم بن أبي إياس، به.
وتابع آدم على ذكر عمر بن أبي سلمة عن أبيه فيه: حجاج، وعنه أحمد في "المسند"(2/ 494).
وهكذا رواه عن منصور: عمر بن أبي قيس، أخرجه من طريقه أبو إسماعيل الهروي في "ذم الكلام وأهله"(2/ 5)، وأفاده الدارقطني في العلل" (9/ 316).
وخالف شيبان وابن أبي قيس: أبو المحيَّاة يحيى بن يعلى؛ فرواه عن منصور عن سعد عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وأسقط (عمر بن أبي سلمة).
أخرجه هكذا ابن أبي شيبة في "المصنف"(10/ 529) ومن طريقه الآجري في "الشريعة"(1/ 203) - وأبو يعلى في "المسند"(10/ 303) والخطيب في "تاريخه"(4/ 81).
وأخطأ أبو المحياة في هذا الإسقاط.
وتوبع منصور على ذكر عمر فيه، تابعه.
* سفيان الثوري.
أخرجه أحمد في "المسند"(2/ 478) - ومن طريقه الخلال في "السنة"(5/ 78/ رقم 663) - عن وكيع وعبد الرحمن بن مهدي، والهروي في "ذم الكلام وأهله"(2/ 7/ رقم 162) عن عبد الرحمن بن مهدي، والبيهقي في "الشعب"(2/ 416/ رقم 2256 - ط دار الكتب العلمية) عن محمد بن يوسف وأبي أحمد الزّبيري؛ جميعهم عنه، به.
* ليث بن أبي سليم.
واختلف عليه فيه؛ فرواه أبو كدينة يحيى بن المهلب عنه، وجوَّده.
وأرسله معتمر والطفاوي (محمد بن عبد الرحمن أبو المنذر) عن ليث؛ فقالا: عنه عن سعد عن عمر بن أبي سلمة عن أبي هريرة، وقال زهير وزائدة وجرير: عن ليث عن سعد عن أبي سلمة عن أبي هريرة، أفاده الدارقطني في "العلل"
(9/ 316 - 317).
وقد صحح الدارقطني طريق عمر بن أبي سلمة دون سائر الطرق فقال: "والصحيح قول الثوري ومن تابعه" أهـ.
وبالتالي، فليست رواية سفيان ومن تابعه من قبيل المزيد في متصل الأسانيد كما قال الدوسري!!
…
[210]
قال الدوسري (4/ ص 122) في التعليق على الحديث السابق:
"ورُوي من حديث ابن عمرو، وأبيه، وأبي جُهيم، وزيد بن ثابت:
فقد أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 528) ومن طريقه الآجري (ص 68) وابن بطَّة (793) من طريق موسى بن عُبيدة عن عبد الله بن يزيد عن عبد الرحمن بن ثوبان عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا.
وهذا إسنادٌ ضعيف: موسى ضعيف كما في "التقريب"، وعبد الرحمن بن ثوبان لم أعثر على ترجمته، وليس هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، فذاك متأخِّرٌ. وعزاه الهيثمي (1/ 157) للطبراني، وقال:"وفيه موسى بن عُبيدة، وهو ضعيف جدًّا". انتهى.
قلت: نعم هو ليس بعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وإن كان قد نص عليه عند الهروي في "ذم الكلام"(2/ 85 - 86)، بأنه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ولكن ذلك وهم من موسى بن عبيدة وهو ضعيف.
والصواب أنه عبد الرحمن بن ثابت مولى عمرو بن العاص وكنيته أبو قيس وهو ثقة، روى عن عبد الله بن عمرو بن العاص وأبيه عمرو بن العاص، فظنه موسى بن عبيدة بما أن اسمه عبد الرحمن بن ثابت هو ذاك الذي ينسب إلى جده
ابن ثوبان.
والأمر خلاف ذلك، ولعل ثمة شيئًا يؤيد هذا الكلام وهو أن الإمام أحمد رحمه الله أخرج هذا الحديث في "مسنده" عن أبي قيس عبد الرحمن بن ثابت، عن مولاه عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وذلك من طريقين:
الأول: من طريق أبي سعيد مولى بني هاشم، عن عبد الله بن جعفر، بنحوه (4/ 204).
والثاني: من طريق أبي سلمة الخزاعي.
كلاهما عن عبد الله بن جعفر -وهو المخزومي-، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، عن بسر بن سعيد، عن أبي قيس عبد الرحمن بن ثابت، بنحوه.
وهذه الطريق الثانية في "مسنده"(4/ 205) من مسند عمرو بن العاص.
وعبد الله بن جعفر المخزومي ليس به بأس كما في "التقريب" وباقي رجاله ثقات.
فقول الأستاذ الدوسري: "وعبد الرحمن بن ثوبان لم أعثر على ترجمته" مبني على ما وقع في الإسناد من الوهم.
وانظر كلام الأخ عبد الله بن محمد الأنصاري في تحقيقه لكتاب "ذم الكلام"(2/ 86) فقد استفدت هذا منه جزاه الله خيرًا.
…
[211]
قال تمام (4/ رقم: 1324) ص 124 - 125):
"أخبرني أبو بكر محمد بن عبد الله جَبَلة المُضَريّ: نا صالح بن محمد الرَّازي ببغداد -يُعرف بـ"جَزَرَة [الحافظ]-: نا عفَّان بن مسلم: نا حمَّاد بن سلمة عن
قتادة عن الحسن.
عن سَمُرة أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ القرآن أنزِل على ثلاثة أحرفٍ".
قال الدوسري:
"أخرجه أحمد (5/ 22) والبزَّار (كشف-2314) والطبراني في "الكبير" (7/ 249) من طريق عفَّان به. وقال البزَّار: "لا نعلم يروى هذا اللفظ إلَّا عن سَمُرة، ولا رواه عن قتادة إلَّا حمَّاد".
قال الهثيمي (7/ 152): رجاله رجال الصحيح". أهـ. والحسن لم يسمع من سمرة سوى حديث العقيقة، فهو منقطع إذًا" انتهى.
قلت: قصر الأخ الدوسري في تعليل هذا الحديث، فإن فيه علتين أيضًا:
الأولى: عنعنة قتادة فإنه مدلس.
الثانية: الاختلاف في لفظه على حماد بن سلمة، فقد رواه عنه عفان هكذا.
وخالفه بهز بن أسد -وهو ثقة ثبت- فرواه عن حماد بن سلمة به، ولفظه:"نزل القرآن على سبعة أحرف".
أخرجه الإمام أحمد (5/ 16).
وهذا هو الصواب لموافقته لسائر أحاديث الباب كما قال الشيخ الألباني رحمه الله في "الضعيفة"(6/ 533) فراجعه فإنه مهم.
…
[212]
قال تمام (4/ رقم: 1337/ ص 139 - 140):
حدّثنا أبي رحمه الله: نا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن الجَعْد الوشاء ببغداد: نا أبو مَعْمَر إسماعيل بن إبراهيم القَطِيعي: نا عبد الله بن إدريس عن أبيه عن سماك بن حرب عن عياض الأشعري.
عن أبي موسى الأشعري، قال: قرأتُ عندَ النبي صلى الله عليه وسلم: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54]، قال:"هم قومُك أهلُ اليمن" قال الدوسري: -في نهاية التخريج-:
"وورد عن ابن عباس موقوفًا:
أخرجه ابن أبي حاتم -كما في "تفسير ابن كثير"(2/ 70) - من طريق عبد الله بن الأجلح، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عنه قال: ناس من أهل اليمن، ثم من كندة من السكون. وإسناده حسن" انتهى.
قلت: وقع الأستاذ في خطئين:
الأول: أنه عيّن محمد بن عمرو بأنه ابن علقمة وليس كذلك، وقد تصرف في سياق إسناد ابن كثير فزاد فيه (ابن علقمة) وهذا ينافي الأمانة العلمية. واعلم أن محمد بن عمرو إنما هو الأسدي وليس ابن علقمة. ويدل على ذلك أمران.
أحدهما: أن الأسدي قد ذكر في الرواة عن سالم، وفي شيوخ عبد الله بن الأجلح، بينما محمد بن عمرو بن علقمة لم يذكر إلا في شيوخ ابن الأجلح فقط.
الآخر: قال البخاري في "التاريخ"(1/ 1/ 194):
"محمد بن عمرو -أراه- الأسدي، عن سالم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ} قال: من اليمن.
قاله الأشج، قال: حدثنا عبد الله بن الأجلح (1). قال أبو عبد الله -وهو
(1) انظر: "جزء فيه من حديث الأشج"(رقم: 162) والتعليق عليه فقد استفدت هذا منه -جزاه الله خيرًا-.
البخاري- كان في كتابي الأسدي فلم يقله" انتهى.
وقال أبو حاتم الرازي- كما في "الجرح والتعديل"(4/ 1/ 33): "محمد ابن عمرو الأسدي عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير. . .فذكره.
روى عنه عبد الله بن الأجلح" انتهى.
وانظر أيضًا: "الثقات" لابن حبان (9/ 36).
فتبين من ذلك أن محمد بن عمرو هو الأسدي بخلاف ما قاله الدوسري.
الثاني: قول الدوسري: "وإسناده حسن" خطأ أيضًا وهو مبني على ما توهمه من أن محمد بن عمرو هو ابن علقمة الصدوق!
وحيث تبين لك الصواب، فإن الأسدي ذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولم يذكرا من الرواة عنه غير عبد الله بن الأجلح فهو مجهول.
وتوثيق ابن حبان له لا شيء.
فالإسناد ضعيف. والله الموفق.
…
[213]
وقال الدوسري (4/ ص 143):
"وحاضر والراوي عنه لم أعثر على ترجمة لهما" أهـ.
قك: أما حاضر بن المطهر فقد ترجم له ابن حبان في "ثقاته"(8/ 219) وقال: "يروي عن مجاعة بن الزبير العتكي روى عنه يحيى بن غيلان البغدادي".
…
[214]
قال تمام (4/ رقم: / 1461 ص 168):
"أخبرنا أبو الحسين محمد بن همْيان: نا الحسن بن عَرَفَة: نا يحيى بن
عبد الملك بن أبي غَنيَّة عن أبيه.
عن الحكم في قوله عز وجل: {لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ} [ق 32]، قال: هو الذّاكرُ ذنبَه في الخلاء.
قال الدوسري:
"شيخ تمام قال الكتاني: تكلموا فيه. (اللسان 5/ 416) انتهى.
قلت: هنا ملاحظتان على الأستاذ.
الأولى أنه لم يخرج هذا الأثر، وقد أخرجه الإمام ابن جرير في "تفسيره" (11/ 428 - ط العلمية) عن الحسن بن عرفة به ولفظه:"هو الذاكر الله في الخلاء".
الثانية: قوله: "شيخ تمام تكلموا فيه".
قلت: وهذا لا يضر إن شاء الله فإنه قد توبع من الإمام الثقة الثبت ابن جرير الطبري، والله الموفق.
…
[215]
قال تمام (4/ رقم: 1363/ ص 169):
"أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن محمد: نا القاسم بن زكريّا المُطرِّز، قال: حدّثني محمد بن حُميد: نا علي بن مجاهد وحكّام وهارون عن عَنْبَسة عن أبي هاشم الواسطي عن ميمون بن سياه.
عن أنس بن مالك عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في قوله: {سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى} [النجم: 14] قال: "شجرةُ نَبِق".
قلت: لم يخرج الأخ الدوسري هذا الحديث وقد وقفت عليه.
أخرجه ابن عدي في "الكامل"(6/ 415) من طريق محمد بن حميد به (1)، وتحرف المتن عنده فقال:"سدرة المنتهى" سدّة بنتي"!!
(1) وقرن مع علي بن مجاهد وهارون وحكام: سلمة.
بينما جاء على الصواب في "ذخيرة الحفاظ"(3/ 1469) -وقد رتب أحاديث الكامل على الحروف والألفاظ- ولفظه: "سدرة المنتهى، سدرة نبق".
والله الموفق للصواب.
…
[216]
قال تمام (4/ رقم: 1372/ ص 179):
"حدّثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان من لفظه إملاءً: نا أبو يحيى عبد الله بن أبي مَسَرَّة بمكّةَ: نا خلاد بن يحيى: أنا محمد بن زياد: نا ميمون بن مِهْران عن ابن عبّاس.
أنّ عائشة رضي الله عنها أتتها امرأةٌ مشتملةٌ على يمينها قد شلَّت، لا يُتنفَعُ بها. فقالت لها عائشة: مالك؟! قالت: أُخبرك بالعَجَب! كان أبي معطاءً كثيرَ المعروف، وكانت أمي مُمسكةً لَا يكاد يخرج من يدها خيرٌ، فمات أبي قبلها بزمان، ثمّ ماتت هي بعدُ. فأعرج بروحي فخرجت، فإذا أنا بأبي قائم على حوض، يسقي من أقبل وأدبر. فقلت: يا أبَهْ! هل جاءتكم أمّي؟ قال: وقد
قُبضت؟! قلت: نعم. قال: ما جاءتنا، ولكن التمسيها في ذات الشمال. قاَلت: فخرجتُ فإذا أنا بها قائمة عُريانةً ليس عليها إلَّا خُريقةٌ وارت بها عورتَها، في يديها شُحَيمةٌ تدلك بها راحتَها، كلّما نَديِتْ لحستها، وبين يديها نهرٌ يجري وهي تُنادي: وَاعطَشَاه! وَاعَطَشاه!. . .إلخ.
قلت: لم يخرجه الأستاذ الدوسري، وقد وقفت عليه.
أخرجه الحاكم في "المستدرك"(4/ 472) من طريق معمر قال: حدثني شيخ لنا أن امرأة جاءت إلى بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فقالت لها: ادعي الله أن يطلق
لي يدي. . . فذكره بنحو رواية تمام غير أن الشطر المرفوع في رواية تمام غير موجود عند الحاكم.
قال الإمام الذهبي في "تلخيصه":
"سنده واه".
…
[217]
وقال الدوسري (4/ ص 181):
"عمر بن حفص السدوسي لم أعثر على ترجمته".
قلت: ترجم له الخطيب البغدادي في "تاريخه"(11/ 216) وقال: "كان ثقة".
…
[218]
قال تمام (4/ رقم: 1378/ ص 185):
"حدّثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن محمد بن هاشم البغدادي الورّاق: نا أحمد بن الحسن بن علي [بن الحسين] الكسائي: نا محمد بن يحيى الكسائي: نا الليث بن خالد: نا يحيى بن المبارك اليزيدي أبو محمد عن أبي عمرو بن العلاء عن الحسن عن أمّه.
عن أمِّ سلمة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ: {مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ} .
قال الدوسري:
"أم الحسن اسمها خَيْرَة، قال الحافظ: مقبولة".
ثم قال:
"وله طريق آخر:
أخرجه أبو داود (4001) وابنه في "المصاحف"(ص 94) والترمذي
(2927)
-واستغربه- من طريق ابن جُريج عن ابن أبي مُلَيكة عن أم سلمة. وابن جريج مدلّس، ولم يصرّح بالتحديث.
وأعلّه الترمذي فقال: ليس إسناده بمتصل، لأن الليث بن سعد روى هذا الحديث، عن ابن أبي مُلّيكة عن يعى بن مَمْلَك عن أم سلمة. وحديث الليث أصحّ، وليس فيه: وكان يقرأ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} ". أهـ.
ورواية الليث هذه عند أبي داود (1466) والترمذي (2923) -وقال: حسن صحيح- والنسائي (1022) والطبراني في "الكبير"(23/ 292) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 201). ويعلى لم يوثقه غير ابن حبّان، وأشار الذهبي في "الميزان" (4/ 258) إلى تجهيله فقال:"ما حدّث عنه سوى ابن أبي مُلَيكة! ".
وليس فيها -كما قال الترمذي-: وكان يقرأ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} . انتهى.
قك: هنا ملاحظتان على الأخ عفا الله عنه:
الأولى: قوله عن أم الحسن البصري مقبولة تبعًا للحافظ غير صواب.
فقد قال الإمام ابن حزم في "المحلى"(3/ 127).
"ثقة مشهورة".
وقال أيضًا (4/ 220): "ثقة الثقات" ووثقها ابن حبان (اللسان 7/ 525).
الثانية: نقل الأخ الدوسري تعليل الترمذي لرواية ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن أم سلمه، وترجيحه لرواية الليث الذي أدخل بين ابن أبى مليكة وأم سلمة يعلى ابن مَمْلك وهو مجهول.
وهذا التعليل غير مقبول وهو غير قادح إن شاء الله.
قال العلامة المباركفوري فى "تحفة الأحوذي"(8/ 247 - 248):
"صرح الحافظ في "تهذيب التهذيب" أن ابن أبي مليكة روى عن أسماء وعائشة وأم سلمة، وفي البخاري قال ابن أبي مليكة: أدركت ثلاثين من الصحابة. فيجوز أن ابن أبي مليكة كان يروي الحديث أولًا عن يعلى عن أم سلمة ثم لقيها فسمعه منها فروى عنها بلا واسطة" انتهى.
قلت: وهذا كلام جيِّد حسن.
ولكن في الإسناد ابن جريج وهو مدلس. وباجتماع هذا الطريق مع الطريق الآخر وهي رواية تمام الرازي يصير الحديث بهما حسنًا لغيره إن شاء الله تعالى.
…
[219]
وقال الدوسري (4/ ص 186) في التعليق على الحديث السابق:
"ورُوي من حديث أبي هريرة:
أخرجه ابن جُمَيع الصيداوي في "معجمه (ص 175) " -ومن طريقه: الخطيب في "التاريخ"(5/ 139) - عن أحمد بن محمد الواسطي عن محمد بن الجهم السمّري عن بشر بن محمد السكّري عن هارون الأعور عن الأعمش عن أبي صالح عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} .
وإسناده ضعيف، شيخ ابن جميع ذكر الخطيب الحديث في ترجمته ولم يحك فيه شيئًا، وبشر قال الأزدي: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: شيخ. ووثّقه ابن حبان، وقال ابن عدي: لا بأس به. (اللسان: 2/ 32). انتهى.
قلت: وفاتك -حفظك الله- أن ثلاثة من الرواة وهم: حماد بن أسامة وخلاد بن يحيى والفضل بن دكين قد رووه عن سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي صالح، عن أبي هريرة موقوفًا عليه بقراءة (مالك).
أخرج رواياتهم ابن أبي داود في "المصاحف"(278 - 279 - 280).