المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌[كتاب الجهاد] [138] قال تمام (3/ رقم: 843/ ص 46): "أخبرنا أبو - الإعلام بنقد كتاب الروض البسام

[محمد صباح منصور]

الفصل: ‌ ‌[كتاب الجهاد] [138] قال تمام (3/ رقم: 843/ ص 46): "أخبرنا أبو

[كتاب الجهاد]

[138]

قال تمام (3/ رقم: 843/ ص 46):

"أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن الوليد المرّي المقرئ: نا أبو القاسم أخطل بن الحكم بن جابر القرشي: نا الفريابي: نا ابن ثوبان عن حسّان ابن عطيّة عن أبي مُنيب الجُرَشيّ.

عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بُعثتُ بين يَدي الساعة بالسيف حتى يُعبدَ اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وجُعل رزقي تحتَ ظلّ رُمحي، وجُعل الذلُّ على من خالفَ أمري، ومن تشبّه بقومٍ فهو منهم".

قال الدوسري (3/ ص 47):

"وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (1/ 88) من طريق الوليد بن مسلم قال: ثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية به.

وهذا إسنادٌ جيّد إن سلم من تسوية الوليد، فإنه -كما هو مذكور في ترجمته من "التهذيب"(11/ 154) - كان يحذف شيوخ الأوزاعي الضعفاء من الإسناد، إجلالًا منه للأوزاعي عن الرواية عنهم! لكن يوهّن هذا الاحتمال أن الأوزاعي معروف بكثرة الرواية عن حسّان، كما أنهما من بلد واحد (الشام)، ولا حاجة بالتالي إلى واسطة بينهما." انتهى.

قلت: وقول الدوسري: "هذا إسناد جيد" ليس بجيد، فإنه معلول بعلل قادحة.

أولًا: أن الوليد بن مسلم وهو وإن كان ثقة إلا أنه يدلس ويسوي، لاسيما في حديثه عن الأوزاعي، فهو يدلس عن شيوخه وشيوخ شيوخه كما قال الحافظ ابن

ص: 148

حجر في كتابه "النكت"(1/ 293) - فلا يؤمن تدليسه إذا لم يصرح بالتحديث في كل طبقات السند.

ثانيًا: أن في الإسناد أبا أميه شيخ الطحاوي واسمه: محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي وهو صدوق كثير الوهم كما قال الحاكم.

ثالثًا: أن الوليد بن مسلم خالفه ثلاثة من الثقات وهم:

1 -

عبد الله بن المبارك عند القضاعي (390) مقتصرًا على الفقرة الأخيرة من الحديث.

2 -

سفيان الثوري عند ابن أبي شيبة (12/ 350).

3 -

عيسى بن يونس عند ابن أبي شيبة (5/ 322) و (12/ 349).

فرووه ثلاثتهم (ابن المبارك وسفيان وعيسى) عن الأوزاعي عن سعيد بن جبلة عن طاوس مرسلًا.

وهذا أشبه.

وقد حسن هذا الطريق الحافظ في "الفتح"(6/ 116) وفي "تغليق التعليق"(3/ 446) وليس كما قال رحمه الله، لأن في الإسناد سعيد بن جبلة وقد قال عنه محمد بن خفيف الشيرازي:"ليس هو عندهم بذاك"(اللسان: 3/ 30).

أما الحديث فله طرق وشواهد يحسن بها، والله أعلم.

[139]

قال تمام (3/ رقم: 856/ ص 58):

"أخبرنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث: نا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الرازي: نا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر، نا مالك بن أنس عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه.

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "السفر قطعة من العذاب: يمنع

ص: 149

أحدكم نومه وطعامه وشرابه. فإذا قضى أحدكم نهمته من سفره فليُعجِّل إلى أهله".

قلت: خرّج هذا الحديث الأستاذ الدوسري وذكر أن الصواب إنما هو رواية مالك كما في "الموطأ"(2/ 980) عن سمي مولى أبي بكر عن أبي صالح عن أبي هريرة.

وأخرجه البخاري (3/ 622 و 6/ 139 و 9/ 555) عن القعنبي وعبد الله بن يوسف التنيسي وأبو نعيم (1)، وأخرجه مسلم (3/ 1526) عن القعنبي -أيضًا- وإسماعيل بن أبي أويس وأبو (1) مصعب ومنصور بن أبي مزاحم وقتيبة بن سعيد ويحيى بن يحيى ثمانيتهم عن مالك عن سمي به.

ثم قال الدوسري:

"ورواه إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي عن أبي مصعب عن مالك عن سُهيل، أخرجه ابن عساكر (41/ ق 378/ ب).

وقد وهم فيه الهاشمي، وقد تكلم في صحة سماعه للموطأ من أبي مصعب، وقال الذهبي: لا بأس به إن شاء الله. (الميزان: 1/ 46) ولم أرَ من وثّقه من المتقدمين". انتهى كلامه.

قلت: ونسبتك الوهم في الإسناد إلى الهاشمي فيها نظر.

فإن إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي قد روى هذا الحديث في "الجزء الأول من أماليه". (رقم: 11 - تحقيق القشقري) -على الصواب- من طريق أبي مصعب، عن مالك بن أنس، عن سمي مولى أبي بكر عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعًا.

(1) كذا في "الروض"!

ص: 150

فقد يكون الوهم منه ثم رواه على الصواب ووافق الجماعة أو يكون ممن دونه وهذا وارد.

وأما قول الدوسري: "وقد تكلم في صحة سماعه للموطأ من أبي مصعب"، فهذا مما لايلتفت إليه، وقد رده القاضي محمد بن علي الهاشمي فقال: رأيت على كتاب الموطأ المسموع من أبي مصعب الزهري عن مالك رأيت السماع على ظهره سماعًا قديمًا صحيحًا، سمع الأمير عبد الصمد بن موسى الهاشمي وابنه إبراهيم.

انظر "سؤالات السهمي للدارقطني"(رقم: 182).

وقال الذهبي في "العبر"(2/ 25).

وهو آخر من روى الموطأ عن أبي مصعب".

[140]

وقال الدوسري (3/ ص 71):

"وأما رواية عثمان بن عمر -وهو ثقة- التي ذكرها البيهقي فإني لم أقف على إسنادها كاملًا فأحكم عليه" انتهى.

قلت: قد وقفت على هذه الرواية.

أخرجها أبو داود في "المراسيل"(314).

قال حدثنا مخلد بن خالد، حدثنا عثمان -يعني ابن عمر- أخبرنا يونس، عن عقيل، عن الزهري مرسلًا.

ورجاله ثقات.

ص: 151