الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[كتاب الأَطْعمَة]
[148]
قال الدوسري (3/ ص 168):
"2 - وأما حديث ابن عمرو:
فأخرجه الطبراني، وقال الهيثمي (5/ 31):"رواه الطبراني عن شيخه مسعود بن محمد، وهو ضعيفٌ". أهـ. قلت: وهم الهيثمي في شيخ الطبراني فظنّه مسعود بن محمد أبو سعيد الجُرْجَاني المعتزلي المذكور في "الميزان"(4/ 100) و"اللسان"(6/ 27)، وليس كما ظنّ فهذا متأخرٌ توفي سنة (416)، يروي عنه الخطيبُ. وإنما هو في الحقيقة -كما سمّاه الطبراني في "معجمه الصغير" (2/ 115) -: مسعود بن محمد الرّملي أبو الجارود، ولم أقف على ترجمته، ولم أقف على سند الحديث فمسند عبد الله بن عمرو من "المعجم الكبير" في حكم المفقود." انتهى.
قلت: قد طبع مسند عبد الله بن عمرو من "المعجم الكبير" مؤخرًا، وهو قطعة من الجزء (13) بتحقيق الشيخ حمدي عبد المجيد السلفي -حفظه الله- وإليك إسناده.
قال الطبراني: حدثنا أبو يزيد القراطيسي، قال: ثنا نعيم بن حماد، قال: حدثني ابن المبارك، عن يحيى بن أيوب، عن محمد بن محمد، عن عبد الرحمن ابن زياد بن أنعم، عن أبي عبد الرحمن الحلبي، عن عبد الله بن عمرو (الحديث).
فتبين من ذلك وهم الهيثمي في قوله "رواه الطبراني عن شيخه مسعود بن
محمد وهو ضعيف". وكذلك وهم الأخ الدوسري في تصحيحه للاسم!
فليس في الإسناد مسعود بن محمد بتاتًا، والله تعالى أعلم.
…
[149]
روى تمام الرازي (3/ رقم: 965/ ص 175) عن أبي هريرة مرفوعًا: "من بات في يده غمر فأصابه شيء فلا يلومنّ إلا نفسه".
قال الدوسري:
"وورد الحديث من رواية ابن عباس وأبي سعيد. . .إلخ.
قال: "وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم: 502) من طريق الزبير بن بكار عن ابن عيينة عن الزهريّ عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس.
قال المنذري في "الترغيب"(3/ 154) -وتبعه الهيثمي (5/ 30) -:
"رجاله رجال الصحيح إلا الزُّبير بن بكّار، وقد تفرّد به كما قال الطبراني، ولا يضرُّ تفردّه، فإنّه ثقةٌ إمامٌ". أهـ.
قلت: وقد خُولِف فيه:
فرواه معمرُ عند عبد الرزاق في "المصنف (11/ 437)، وسعدانُ -وهو ابن نصر، قال أبو حاتم: صدوق. كما في "الجرح والتعديل" (4/ 291) ووثّقه الدارقطني كما في "تاريخ بغداد" (9/ 205) - عند الذهبي في معجمه اللطيف (بتحقيقي- رقم: 16)، وعلي بن حرب -وهو ثقة من رجال "التهذيب" (7/ 294) - عند الذهبي أيضًا في "سير النبلاء" (4/ 478)، الأول عن الزهري، والآخران عن ابن عيينة عن الزهري، عن عبيد الله مرسلًا.
قال الذهبي في "المعجم": مرسل نظيف الإسناد". وقال في "السِّير": "مرسلٌ قويُّ الإسناد". أهـ.
فرواية هؤلاء الثقات الثلاثة أرجح من رواية الزُّبير، فالصحيح أنَّه مرسل" انتهى كلامه.
قلت: عفا الله عنك.
فإن الزبير بن بكار لم يتفرد به، فقد تابعه اثنان وهما: عبد الوهاب بن فليح المقري -وهو ثقة- ومحمد بن ميمون الخياط -وهو صدوق- فروياه عن ابن عيينة، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس مرفوعًا.
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 348).
وبهذا تعلم خطأ الطبراني -ومن تابعه كالمنذري والهيثمي- حينما قال: "لم يروه عن سفيان عن الزهري عن عبيد الله، إلا الزبير بن بكار" وتعلم أيضًا خطأ الأخ الدوسري حينما قال: "فرواية هؤلاء الثقات الثلاثة أرجح من رواية الزبير فالصحيح أنه مرسل"!!
والصواب أن الحديث صحيح مسندًا ومرسلًا والله تعالى أعلم.
…
[150]
وقال الدوسري (3/ ص 187):
"محمد بن إسحاق وشيخه لم أعثر على ترجمة لهما".
قلت: أما محمد بن إسحاق وهو ابن الحريص (1) فقد ترجم له ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(52/ 26) والذهبي في "تاريخ الإسلام"(وفيات 281 - 290)(ص 253 - 254) ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا.
(1) وقع في "تاريخ الإسلام": (الحرير).
[151]
قال تمام (3/ رقم: 974/ ص 189):
"أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأَذْرَعيُّ في آخرين، قالوا: نا أبو زُرعة عبد الرحمن بن عمرو: نا أحمد بن يونس: نا طلحة بن زيد: نا إبراهيم بن أبي عَبْلة عن عبد الله بن يزيد عن عبد الله بن عمرو عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "أكرِموا الخُبزَ، فإنَّ الله عز وجل أنزل له بركات السماء، وأخرجَ له بركات الأرضِ".
قلت: لم يخرجه الأخ الدوسري، وقد وقفت عليه:
أخرجه أبو الحسن الحمامي في "جزء الاعتكاف"(99/ 2) -كما في "الضعيفة"(6/ 419) - من طريق طلحة بن زيد به.
وقال "غريب من حديث طلحة بن زيد" أهـ.
وطلحة متروك كما في "التقريب".
…
[152]
قال الدوسري (3/ ص 190):
"والآفة نُمير بن الوليد فهو مجهول، وقد ذكر ابن عساكر الحديث في ترجمته ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره الحافظ في "اللسان" (6/ 171) فقال: "أخرج له أبو سعد الماليني حديثن من رواية علي بن عبد الله بن طول الحرّاني عن أحمد بن الهيثم بن محمد القاضي عن أبيه [الضمير يعود على نمير] عن أبيه عن جدّه عن أبي موسى مرفوعًا: "اللهم أمتعنا بالإسلام والخبز. . [وذكر باقي الحديث] وبه: "أكرموا الخبز. . [وذكر لفظ الحديث الآتي] قال أبو سعد: يُقال: إن نُميرًا تفرّد بهذين الحديثين. قلت [القائل الحافظ]: وهما
موضوعان، ونُمير ما عرفتُه ولا مَنْ دونَه. وأمّا أبوه وجدّه فمعروفان".
قلت: وقع في "اللسان" سقط، مما أدى بالأخ الدوسري إلى الزيادة، والإشكال على القارئ.
فقد جاء -على الصواب- في "اللسان"(7/ 218 - المرعشلي)". . .عن أحمد بن الهيثم بن محمد القاضي [عنه]-يعني عن نمير- عن أبيه، عن جده، عن أبي موسى مرفوعًا. . ." إلخ.
فسقطت كلمة [عنه] التي تحل الإشكال، بينما زاد الأخ الدوسري [عن أبيه] مرتين وهذا خطأ. والله الموفق.
…
[153]
قال الدوسري (3/ ص 193):
"5 - وأخرجه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" -كما في "اللآلىء" (2/ 214) - قال: حدثنا الجارود: حدثنا عبد الحميد بن أبي داود: حدثنا مروان ابن إسماعيل عن سالم عن إسماعيل بن فلان عن الحجاج بن علاط السُّلَمي مرفوعًا: "أكرموا الخبز، فإن الله تعالى أنزله من بركات السماء، وأخرجه من بركات الأرض".
قك: كذا وقع الإسناد في "اللآلىء المصنوعة" وهي طبعة رديئة سقيمة، ولا أدري أهكذا جاء الإسناد عند الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" أم أنه وقع فيه القلب والسقط والتحريف؟!
والذي يظهر لي هو الاحتمال الثاني، ودليل ذلك أن الرافقي أخرجه في "جزئه"(31/ 1) -كما في "الضعيفة"(6/ 418) - من طريق مروان بن سالم، عن إسماعيل بن أميه، عن بعض ولد الحجاج بن علاط، عن الحجاج بن علاط
السلمي (الحديث).
ومروان بن سالم -وليس ابن إسماعيل كما في "اللآلىء"- هو الغفاري الجزري متروك، ورماه الساجي وغيره بالوضع كما في "التقريب".
وبالمقارنة بين الإسنادين يتضح ما ذكرته والله الموفق إلى الصواب.
…
[154]
وقال الدوسري (3/ ص 194):
"بشر لم أقف على ترجمته".
قلت: وقفت على ترجمته، فقد ذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 143) وهو معروف بتساهله.
…
[155]
وقال الدوسري (3/ ص 201):
"محمد بن أبي سليمان لم أتبينه".
قلت: ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 99) وابن حاتم في "الجرح والتعديل"(7/ 269) ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا.
وذكره ابن حبان في "الثقات"(5/ 377)!
…
[156]
قال تمام (3/ رقم: 986/ ص 201 - 202):
"أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد: نا عبد العزيز ابن سعيد الهاشمي: نا محمد بن أبي السَّريِّ: نا الوليد بن مسلم: نا محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سَلام عن أبيه عن جدّه.
عن عبد الله بن سَلام، قال: قَدِمَت عيرٌ من طعامٍ، فيها جَمَلٌ لعثمان بن
عفان رضي الله عنه، عليه دقيقٌ حُوَّارَى وسمن وعسل. فأتاها النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فدعا فيها بالبركة، ثمّ دعا ببُرْمَة فنُصبَتْ على النّار، وجعل فيها من العسل والدقيق والسّمْن، ثمّ عُصِدَ حتى نَضجَ أو كاد ينضَجُ، ثم أُنِزلَ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كُلُوا، هذا شيء تُسمِّيه فارسٌ: الخبيصَ".
فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكلنا.
قال الدوسري:
"أخرجه الطبراني في "الصغير" (2/ 24) و"الأوسط" (مجمع البحرين) ق 210/أ) و"الكبير" (كما في "المجمع") من طريق محمد بن أبي السَّريِّ به.
والسند عندهم: (عن محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جدّه). وقال الطبراني: لا يُروى عن عبد الله بن سلام إلا بهذا الإسناد، تفرّد به الوليد بن مسلم.
وإسناده ضعيف: ابن أبي السَّري وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: ليّن الحديث. وقال ابن عدي: كثير الغلط. وقال مسلمة بن قاسم: كان كثير الوهم، وكان لا بأس به. وقال ابن وضّاح: كان كثير الحفظ، وكثير الغلط. وحمزة بن يوسف لم يوثّقه غير ابن حبان، ولم يذكروا عنه روايًا غير ابنه محمد ففيه جهالةٌ." انتهى.
قلت: وقع الأستاذ الفاضل في بعض الأخطاء:
الأول: أنه عزا الحديث إلى الإمام الطبراني في "الكبير"، وذكر أنه أخرجه من طريق ابن أبي السري به.
وهذا خطأ. وتحكّم غير مقبول فليس في "المجمع" ذكر لإسناد الطبراني فمن أين له بهذا؟!
وأظن أن الذي دفعه إلى هذا الأمر قول الطبراني "لا يروى عن عبد الله بن سلام إلا بهذا الإسناد تفرد به الوليد بن مسلم".
وكذلك رأى الحديث في "الأوسط" و"الصغير" من طريق ابن أبي السري فظنه كذلك في "الكبير" وهو ليس كما ظنه.
فقد أخرجه الطبراني في "الكبير"(قطعة من الجزء 13)(ص 150) قال: حدثنا مطلب بن شعيب الأزدي، قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز الرملي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم به.
فمحمد بن عبدالعزيز الرملي هو متابع لابن أبي السري.
الثاني: إعلاله الحديث بابن أبي السري غير مقبول فإنه قد توبع -كما سبق- من محمد بن عبد العزيز الرملي -وهو صدوق- فانحصرت علة الإسناد في حمزة بن يوسف ولم يوثقه غير ابن حبان!
والحديث قد خرجته في "جزء إسلام زيد بن حارثة وغيره من أحاديث الشيوخ"(رقم: 3) لتمام الرازي، فراجعه إن شئت.
…
[157]
وقال (3/ ص 203):
"الهيثم بيض له ابن أبي حاتم في "الجرح" (9/ 82 - 83) وجده لم أعثر على ترجمته" أهـ.
قلت: جده هو عبد الله بن أبي عبد الله وقد وقفت على ترجمته في "التاريخ الكبير"(5/ 129) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا.
وذكره ابن حبان في "الثقات"(5/ 63) على عادته!