الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[كتاب المناقب]
[224]
قال تمام (4/ رقم: 1461/ ص 272):
"أخبرنا إبراهيم بن محمد بن سنان، ومحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن، قالا: نا زكريا بن يحيى، قال: حدّثني إبراهيم بن إسحاق ابن أبي الجحيم: نا علي بن قتيبة الخراساني: نا مالك عن الجَهْم ابن أبي الجَهْم.
عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ الله عز وجل ضَرَبَ الحقَّ -أو قال: جَعَلَ. أبو عبد الرحمن شكّ فيه- على لسان عمرَ وقلِبه".
قال الدوسري:
أخرجه ابن عساكر (13/ ق 7/ ب) من طريق تمّام.
وعلي بن قتيبة قال ابن عدي: له أحاديث باطلة عن مالك. وقال العقيلي: يحدّث عن الثقات بالبواطل وبما لا أصل له. (اللسان: 4/ 250).
. . . ثم قال:
"والصواب في هذا: أن الجهم يرويه عن المِسْوَر بن مَخْرَمة عن أبي هريرة مرفوعًا، هكذا أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 25) - ومن طريقه: ابن أبي عاصم في "السنّة" (1250) - وأحمد (2/ 401) وابن الأعرابي في "معجمه" (ق 228/ أ) والطبراني في "الأوسط" (ق 176/ ب) - ومن طريقه: أبو نُعيم في "الحلية" (1/ 42) و"الإمامة" (رقم: 100) - وابن عساكر (13/ ق 7/ ب- 8/ أ) من طريق عبد الله بن عمر العمري، وأخرجه البزّار (كشف- 2501) من طريق أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي، قالا: عن الجهم به. انتهى.
قلت: أما البزار فإنه أخرجه في "مسنده"(6/ ق 32/ أ- مخطوط) من طريق
أبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي، عن عبد الله بن عمر العمري عن الجهم به.
وقد سقط من "كشف الأستار" التي عزا إليها الأخ الدوسري: (عبد الله بن عمر العمري) بين العقدي والجهم.
وقد غرّ الأستاذ الدوسري هذا السقط فجعل العقدي متابعًا لعبد الله العمري وهذا خطأ.
وانظر: التعليق على "المجالسة"(2/ 57) للدينوري.
…
[225]
وقال الدوسري (4/ ص 273):
"طاهر والحجاج لم أعثر على ترجمة لهما".
قلت: أما طاهر بن علي أبو الطيب الطبراني فقد ترجم له ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(24/ 253). ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا.
…
[226]
وقال الدوسري (4/ ص 274) -في التعليق على الحديث السابق-:
"وأمّا حديث أبي ذر:
فأخرجه ابن سعد (2/ 335) وأحمد في "المسند"(5/ 165، 177) و"الفضائل"(316) - والقطيعي في "زوائد الفضائل"(521) - ويعقوب بن سفيان (1/ 461) وابن أبي عاصم (1249) وابن ماجه (108) والطبراني في "مسند الشاميين"(1543) والحاكم (3/ 86 - 87) وصحّحه على شرطهما- وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 161) والبغوي في "شرح السنة"(14/ 85) وابن عساكر (13/ ق 7/ أ، ب) من طريق محمد بن إسحاق عن مكحول عن غُضَيف
ابن الحارث عنه مرفوعًا: "إن الله وضع الحق على لسان عمر يقول به".
وابن إسحاق قد صرّح بالتحديث عند يعقوب فأُمن تدليسه، وقد تابعه: محمد بن عجلان وهشام بن الغاز عند الطبراني والحاكم وأبي نعيم وابن عساكر. لكن مكحولًا لم يصرح بالتحديث، وقد وصمه بالتدليس ابن حبّان والذهبي." انتهى.
قلت: هنا ملاحظتان:
الأولى: أن حديث أبي ذر هذا أخرجه أبو داود في "سننه"(2962) من طريق محمد بن إسحاق به.
فلم يعزه إليه الأخ الدوسري وعزاه لمن دونه.
الثانية: قوله أن محمد بن عجلان وهشام بن الغاز قد تابعا ابن إسحاق عند الطبراني والحاكم وأبي نعيم وابن عساكر.
قلت: أخرجه المذكورون من طريق أبي خالد الأحمر سليمان بن حيان، عن ابن عجلان وهشام بن الغاز ومحمد بن إسحاق، عن مكحول، عن غضيف، عن أبي ذر مرفوعًا.
لكن، قال الدارقطني في "العلل" (6/ 259):"أحسب أبا خالد حمل حديث هشام بن الغاز وابن عجلان على حديث ابن إسحاق، فجوّد إسناده لأن غيره يرويه عن هشام بن الغاز وعن محمد بن عجلان عن مكحول مرسلًا عن أبي ذر".
وقال في "الأفراد"(2/ 269 - مع "الأطراف"): تفرد به أبو خالد الأحمر عن هشام بن الغاز عن مكحول".
قلت: أبو خالد الأحمر اتفق أهل العلم بالنقل أنه لم يكن حافظًا كما قال
البزار، وقال ابن عدي:"أتي من سوء حفظه، فيغلط ويخطىء، وهو في الأصل كما قال ابن معين: "صدوق وليس بحجة".
وكلام الدارقطني السابق صحيح، إذ رواه هشام وابن عجلان عن مكحول عن أبي ذر مرسلًا دون ذكر غضيف.
أخرجه الروياني في "مسنده"(3/ 317 - 318/ رقم 268 - "المستدرك")، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(ص 86 - 87 - ترجمة عمر)؛ عن يحيى القطان، عن ابن عجلان، عن مكحول، عن أبي ذر.
ورواه كذلك عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين النَّوفلي وعبد الله بن علي عن مكحول عن أبي ذر مرسلًا.
أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق"(رقم 504 - "منتقى السلفي"، و 2/ 862/ رقم 962 - تحقيق سعاد)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(ص 87 - ترجمة عمر).
وكذلك رواه عن مكحول عقيل بن خالد، أفاده الدارقطني في "العلل"(رقم 1116).
يتبيّن لنا مما مضى أن ابن الغاز وابن عجلان لم يتابعا محمد بن إسحاق؛ فإنهما أرسلاه ووصله هو، خلافًا لما ذكره الأخ الدوسري- عفا الله عنا وعنه.
استفدت هذا من تعليق الشيخ مشهور حسن حفظه الله على "المجالسة"(2/ 64 - 65) ونلقته منه مع تصرف يسير.
…
[227)
وقال الدوسري (4/ ص 281) في حديث: "اقتدوا باللّذيَن من بعدي. . ." إلخ.
"أما حديث حذيفة:
فقد أخرجه الحميدي (رقم: 450) وابن سعد في "الطبقات"(2/ 334) وأحمد (5/ 382) وابنه عبد الله في "السنَّة"(1366) والترمذي (3662) -وحسَّنه- وابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 379) وأبو نعيم في "الحلية"(9/ 109) - ومن طريقه: الذهبي في "النبلاء"(10/ 88) - والخطيب في "الفقيه والمتفقه"(1/ 177) والبغوي في "شرح السنَّة"(14/ 101) وابن عساكر في "التاريخ"(13/ ق 38/ أ) كلهم من طريق زائدة بن قدامة، وأخرجه الحاكم (3/ 75) وابن عساكر (جزء ابن مسعود ص 63، 64 و 9/ 323/ ب) وابن بَلبان في "تحفة الصديق"(ص 64) والذهبي (1/ 481) من طريق الثوري ومسعر (عند الذهبي: الثوري فقط)، كلهم عن عبد الملك بن عمير عن رِبْعي بن حراش عنه مرفوعًا. واقتصر بعضهم على الفصل الأول منه." انتهى.
قلت: خلط الأستاذ الدوسري بين من روى الحديث عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن حذيفة، وبين من رواه عن عبد الملك بن عمير عن مولى ربعي عن حذيفة!
فجعل كل المصادر متفقة على رواية الحديث عن عبد الملك عن ربعي عن حذيفة وهذا غلط. فإن أبا نعيم في "حليته"(9/ 109) - ومن طريقه الذهبي في "النبلاء"(10/ 88) - إنما رواه من طريق عبد الملك بن عمير عن مولى ربعي عن حذيفة. والله الموفق للصواب.
…
[228]
قال الدوسري (4/ 282) في التعليق على الحديث السابق:
"وقال ابن عبد البر عن الحديث: "مختلفٌ في إسناده، ومتكلمٌ فيه من أجل
مولى رِبْعي وهو مجهول عندهم". أهـ.
قلت: ليس هذا كلام ابن عبد البر، وإنما هو من كلام البزّار نقله عنه ابن عبد البر كما في "الجامع" (2/ 1165) فإنه لما ساقه قال عقبه:"هو كما قال البزار" والله الموفق.
…
[229]
وقال الدوسري (4/ ص 283 - 284):
"وأما حديث أبي الدرداء:
فأخرجه الطبراني في "الكبير" و"مسند الشاميين"(913) - ومن طريقه ابن عساكر (9/ ق 324/ أ) - عن شيخه عبد الرحمن بن معاوية العتبي عن محمد بن نصر الفارسي عن الحكم بن نافع عن إسماعيل بن عيّاش عن المطعم بن المقدام الصنعاني عن عنبسة بن عبد الله الكلاعي عن أبي إدريس الخولاني عنه مرفوعًا: "اقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكر وعمر، فإنَّهما حبل الله الممدود، فمن تمسَّك بهما فقد تمسك بعروة الله الوثقى التي لا انفصام لها".
وشيخ الطبراني وشيخه وعنبسة لم أعثر على تراجمهم، وقال الهيثمي (9/ 53):"وفيه من لم أعرفهم". انتهى.
قلت: أما شيخ الطبراني وهو عبد الرحمن بن معاوية العتبي فقد ترجم له الذهبي في "تاريخ الإسلام"(وفيات 291 - 300)(ص 195) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا.
وانظر "بلغة القاصي والداني في تراجم شيوخ الطبراني"(ص 205) للعلامة حماد الأنصاري رحمه الله.
وأما عنبسة فهو ابن سعيد الكلاعي، وقد نسب في إسنادي الطبراني وابن
عساكر إلى عبد الله ولعله أحد أجداده.
وعنبسة هذا قال أبو حاتم: "ليس بالقوي وقال أبو زرعة: "أحاديثه منكرة" وذكره ابن حبان في "الثقات".
انظر: "الجرح والتعديل"(6/ 400) و"الثقات"(7/ 289) و"اللسان"(5/ 343 - ط المرعشلي).
…
[230]
وقال الدوسري (4/ ص 284):
"وأما حديث ابن عمر:
فأخرجه العقيلي (4/ 94 - 95) والدارقطني في "غرائب مالك" -كما في "اللسان"(5/ 237) - وابن عساكر (9/ ق 324/ أ) من طريق محمد بن عبد الله ابن عمر العمري عن نافع عنه. . . إلخ.
قلت: وقع سقط في الإسناد.
وصوابه: "عن محمد بن عبد الله العمري، عن مالك، عن نافع. . .".
فسقط ذكر مالك. وهو في المصادر المذكورة.
…
[231]
قال تمام (4/ رقم: 1469/ ص 286):
"أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا الفضل بن يوسف القصباني بالكوفة: نا الفَيض ابن الفضل البَجَلي: نا مسْعَر عن عطيَّة العَوْفي.
عن أبي سعيد الخُدْري، [قَال:] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. "إنَّ أهل الدَّرجات العُلَى لَيرون من هو أسفل منهم كما ترون الكوكبَ الأحمرَ في أفق السماء، وإن أبا بكر منهم وأنْعَما".
قال الدوسري في نهاية التخريج:
"ثم وقفت له على إسناد جيِّد:
فقد أخرجه ابن الأعرابي في "المعجم"(ق 98/ ب) عن شيخه إبراهيم بن عبد الله العبسي عن وكيع بن الجراح عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد موفوعًا.
وإبراهيم قال الذهبي في "النبلاء"(13/ 43):
"صدوق، جائز الحديث". انتهى.
قلت: ولكن إبراهيم بن عبد الله قد خولف: خالفه ابن أبي شيبة وأحمد بن حنبل وعلي بن محمد وعمرو بن عبد الله فرووه عن وكيع، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد.
وهذا هو المحفوظ.
أما رواية ابن ابن أبي شيبه فهي في "مصنفه"(12/ 6) ورواية أحمد في "مسنده"(3/ 98). ورواية علي وعمرو في "سنن ابن ماجه"(96).
وقد تابع وكيعًا على هذه الرواية المحفوظة جمع من الرواة وهم:
• ابن نمير عند أحمد في "المسند"(3/ 27).
• وسفيان بن عيينة عنده كذلك (3/ 72).
• محمد بن فضيل عند الترمذي (3658).
• أبو معاوية عند ابن أبي عاصم (1416).
• جرير بن عبد الحميد عند أبي يعلى (1178).
وانظر: التعليق على "ما انتقى ابن مردوديه"(179) للشيخ بدر بن عبد الله البدر- حفظه الله.
[232]
وقال الدوسري (4/ ص 289) -في التعليق على الحديث السابق-:
"وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 175/ أ) من طريق محمد بن خالد بن خداش عن سَلْم بن قتيبة عن يونس بن أبي إسحاق عن الشَّعْبي عن أبي هريرة مرفوعًا، وابن خداش أورده ابن حّبان في "الثقات"، وقال: " يُغرب".
وقال الهيثمي (9/ 54): "ورجاله رجال الصحيح غير سَلْم بن قتيبة وهو ثقة". أهـ. وليس كما قال فابن خِداش لم يرو له من الستة غير ابن ماجه." انتهى.
قلت: وفاتك أيها الأخ، أن سلم بن قتيبة قال فيه أبو حاتم الرازي:"كثير الوهم" كما في "الجرح والتعديل"(4/ 266).
…
[233]
وقال الدوسري (4/ ص 306):
"وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3/ 36) - وعنه أبو نعيم في "الحلية" (2/ 34) - عن شيخه جعفر بن محمد بن سليمان النوفلي. . .
وشيخ الطبراني لم أعثر على ترجمته." انتهى.
قلت: له ترجمة في "تاريخ الإسلام"(وفيات: 281 - 290 هـ)(ص 140) و"التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة"(1/ 406).
وانظر: "بلغة القاصي والداني في تراجم شيوخ الطبراني"(ص 116) للعلامة المحدث حماد الأنصاري رحمه الله-
[234]
وقال الدوسري (4/ ص 314):
"وأخرجه الأزدي في "الضعفاء" -كما في "اللآلىء" (1/ 404) - ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" (426) من طريق عمير بن عمران عن حفص بن غياث عن محمد بن عبيد الله العزرمي عن عطاء عنه. [يعني عن أبي هريرة].
قال السيوطي: "العزرمي وعمير متروكان". انتهى.
قلت: كذا وقع في "العلل": "العزرمي" وفي "اللآلىء": "الغرزمي" وكلاهما خطأ.
والصواب: "العرزمي" بمهملتين ثم زاي معجمة، انظر:"الأنساب"(9/ 271) للسمعاني.
والله الموفق.
…
[235]
قال الدوسري (4/ ص 318) في حديث: "إن فاطمة أحصنت فرجها. . ." الحديث.
قال:
"وأخرجه ابن شاهين (رقم: 11) وأبو القاسم المهرواني -كما في "اللآلىء" (1/ 401) - من طريق حفص بن عمرو الأيلي عن عبد الملك بن الوليد بن معدان وسلام بن سليمان القارئ عن عاصم عن زر عن حذيفة مرفوعًا.
وقال الخطيب في "المهروانيات" -كما في "اللآلىء"-: كذا رُوي هذا الحديث عن عاصم عن زر عن حذيفة، وخالفهما عمر بن غياث فرواه عن عاصم عن زر عن ابن مسعود، وقوله أشبه بالصواب".
قلت: عبارة الخطيب في "المهروانيات" تختلف اختلافًا كبيرًا عما جاء في "اللآلىء" ومن المعلوم أن طبعة "اللآلىء" فيها سقط كثير وتصحيفات وتحريفات.
وإليك الصواب في عبارته:
قال الخطيب في "المهروانيات"(137):
"كذا روي هذا الحديث عن عاصم عن زر عن حذيفة.
وخالفهما عمرو بن غياث فرواه عن عاصم عن زر عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم تسليمًا.
وخالفهم أبو نعيم بن دكين فرواه عن عمرو بن غياث عن عاصم عن زر عن النبي صلى الله عليه وسلم تسليمًا- "مرسلًا".
وقول أبي نعيم أشبه بالصواب، والله أعلم" انتهى كلامه رحمه الله.
…
[236]
قال تمام (4/ رقم: 1497/ ص 319):
"أخبرنا أبو الحسين محمد بن يحيى. . .إلخ، وفيه: ". . .امرئ القيس بن عامر بن يعمر بن رفيدة. . .".
قلت: كذا وقع في الإسناد: (يعمر) وهو تحريف وصوابه (النعمان) كما في "الظاهرية"(2/ 1200 ط حمدي) وتاريخ دمشق (19/ 342) - و"أسد الغابة"(2/ 350) و"الإصابة"(1/ 705 - العلمية) وغيرها من مصادر التراجم.
وكذلك وقع في الحديث الذي ذُكر إسناده عند ذكر أشعار حارثه في ابنه ومنهما:
بكيت على زيد ولم أدر ما فعل
…
أحي يرجىّ أم أتى دونه الأجل
وفيه
تذكر فيه الشمسُ عندَ طلوعها
…
وتعرض ذكراه إذا عَسْعس الطَّفلَ
قلت: كذا جاء عند الأخ الدوسري (تذكر فيه) والذي في "الفوائد"(2/ 1200 - ط حمدي) و (2/ 1193 - تحقيق التميمي) و"جزء إسلام زيد بن حارثة" لتمام الرازي (رقم: 1 - بتحقيقي) و"الأنساب"(2/ 610) للبلاذري.
وقع عندهم: (تذكرنيه) -بالنون- خلافًا لما تحرف عند الأخ الدوسري.
ثم رأيت في "فهارس الروض البسام"(5/ ص 394): (تذكرنيه) على الصواب. والله الموفق.
…
[237]
قال تمام (4/ رقم: 1512/ ص 333 - 334):
- أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا الحسن بن مُكْرِم: نا داود بن المُحبَّر: نا أبو الأشهب عن الحسن.
عن قيس بن عاصم المنقري أنّه قَدم على النبيِّ صلى الله عليه وسلم فلمّا رآه قال: "هذا سيد ذي وبر".
قلت: أعل الأخ الدوسري هذا الإسناد بابن المحبر وقد كذبه أحمد وغيره.
ثم ذكر طريقًا آخر عند أبي يعلى وغيره من طريق زياد بن أبي زياد الجصاص عن الحسن به، وقال:"إسناده ضعيف لأجل زياد".
ثم قال:
"وأخرجه البخاري في "الأدب" (رقم: 953) والبزار (كشف-2744) من طريق القاسم بن مطيب [زاد البزار: عن يونس بن عبيد] عن الحسن به.
وابن مُطَيَّب لم أرَ فيه إلَّا قول ابن حبّان في "المجروحين"(2/ 213): "يخطئ عمّن يروي على قلّة روايته فاستحقّ الترك كما كَثُر ذلك منه". أهـ. وابن حبّان غير خاف تعنته في الجرح، ولذا قال الحافظ في "التقريب":"فيه لينٌ". . .
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات"(7/ 36) من طريق الثوري، قال: أعلم عن رجل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقيس بن عاصم:. . .الحديث.
وهذا ظاهره الإرسال مع ما فيه من الإبهام لروايه.
والراجح -والله أعلم- أن الحديث ضعيف، وأنّ تعددَ طرقه لا يكفي لتحسينه لوهن أكثرها الشديد." انتهى.
قلت: كذا قال الأستاذ غفر الله له.
وقد فاته أن ابن عبد البر في "التمهيد"(4/ 213) أخرجه من طريق عبد الملك ابن قريب الأصمعي قال: حدثنا المبارك بن فضالة، قال: سمعت الحسن يحدث عن قيس بن عاصم. . .الحديث.
ثم إن هذه الطريق مع الطرق التي ساقها الأخ الدوسري عدا الواهي منها يجعل للحديث أصلًا.
ولذلك حسن الحافظ ابن حجر في "الإصابة"(5/ 483) سنده للحسن البصري وعزاه لابن سعد ولعل ذلك بمجموع الطرق.
وقد صرّح الحسن بسماعه من قيس بن عاصم عند الحاكم والطبراني.
كما أن الشيخ الألباني- رحمه الله في "صحيح الأدب المفرد"(رقم: 730) قد حسنه لغيره وهو كما قال. والله الموفق.
[238]
قال تمام (4/ رقم: 1537/ ص 365):
"أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فيل البالسي: نا أبو مسلمة إسحاق بن سعيد القرشي: نا خُلَيد بن دَعْلج. (ح) وحدّثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن القرشي من لفظه: نا الحسن بن علي ابن خلف الصيدلاني: نا إسحاق بن سعيد الأَرْكون: نا خُليد بن دَعْلَج عن عطاء ابن أبي رباح.
عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمانُ الأرض من الغرق: القوسُ، وأمانُ: الموالاةُ لقريش. قريش أهلُ الله، قريش أهلُ الله، فإذا خالفتها قبيلة من العرب صاروا حزبَ إبليس".
قلت: خرج الأستاذ الدوسري هذا الحديث وضعفه.
وفات الأستاذ أن ينبه على أنه ثبت عن ابن عباس موقوفًا.
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(768) بإسناد صحيح عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: القوس أمان لأهل الأرض من الغرق، والمجرة باب السماء الذي تنشق منه".
…
[239]
قال تمام (4/ رقم: 1544/ ص 370 - 371):
"أخبرنا أبو عبد الرحمن ضحّاك بن يزيد السَّكْسكي ببيت لَهْيا -من ولد يزيد ابن أبي كبشة-: نا أبو هاشم وُرَيْزة بن محمد الغسّاني: نا عبد الله بن سليمان العبدي: نا محمد بن طحلاء، قال: حدّثني عبد الرحمن بن سالم بن عتبة بن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: حدثني أبي عن أبيه.
عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"مُضَر صخرة الله التي لا تُقَلُّ".
قلت: هكذا جاءت لفظة الحديث عند الأخ الدوسري (تفل) بالفاء.
والصواب: (تقل) بالقاف كما في مخطوطة الظاهرية (ج 11/ ق 114/ ب) و (1/ 697 - ط حمدي).
وقد عزاه الحافظ العراقي في "محجة القرب إلى محبة العرب"(ص 419) إلى "فوائد تمام" وذكره على الصواب.
ثم إن الحديث الذي عزاه الدوسري إلى "أمثال الحديث" بلفظ: "إن تميمًا صخرة صمّاء لا تفل".
قلت: في "أمثال الحديث": (تغل) بالغين وليس بالفاء أيضًا.
…
[240]
قال تمام (4/ رقم: 1554/ ص 387):
- حدّثنا أبي رحمه الله: نا أبو عبد الله محمد بن أيّوب الرّازي: نا أبو عون محمد بن عون الزِّيادي: نا حمّاد بن يزيد المِنْقريّ: نا مَخْلَد بن عُقبة بن شُرَحْبيل الجُعْفي.
عن جدِّه: شُرَحْبيل -وقد لقيَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تعذرت عليه التجارةُ فعليه بعُمان".
قال الدوسري -بعد تخريجه-:
"أبو عون وشيخه لم أعثر على ترجمة لهما" أهـ.
قلت: أما أبو عون فقد تابعه عمار بن هارون عند ابن قانع في "معجم الصحابة"(1/ 330).
وأما الراوي عنه وهو حماد بن يزيد فقد ترجم له البخاري في "تاريخه"(3/ 21) وابن أبي حاتم (3/ 151) ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا.
وذكره ابن حبان في "الثقات"(6/ 219). ولا يخفى تساهله.