الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخاتمة، وفيها أهمُّ النتائج والتوصيات:
في نهاية تحقيق هذا الجزء من هذا الشرح العظيم، أريد أن أسجِّل -قبل نهاية المطاف- أهمَّ النتائج التي وقفت عليها أثناء التحقيق، فأقول -وبالله التوفيق-:
1 -
بدا لي أثناء التحقيق: ما يتمتَّع به كتاب (الأربعين النوويَّة) من شهرةٍ بين أهل العلم، ممَّا أدَّى إلى تتابع شروح العلماء عليه، حتى وصَلتْ -في عدِّ بعض الباحثين- إلى: أكثر من مائةٍ وعشرين شرحًا (1) ، ومن بينها هذا الشَّرحُ النفيسُ الذي بين يديك.
2 -
سعَة علوم الشارح المُناويِّ رحمه الله ممَّا قد فتح الله عليه أثناء هذا الشرح، فهو شرحٌ قد جمع بين المتانة والرَّصانة، قد فتَّق فيه علومًا منها: الحديثُ، واللغةُ، والفقهُ وأصولهُ، موشِّحًا كلَّ ذلك بنقولٍ عن الأئمَّة، رصَّعها بتعليقات، هي أحيانًا تعقيبات، تدلُّ على مكانة مؤلِّفه، وعمق نظره، رحمه الله، ولعلَّ من أسباب ذلك تنوُّعُ مشايخه، الذي أدَّى إلى تنوُّعِ علومه.
3 -
ظهر لي كيفيَّة تتابُعِ العلماء -عبر القرون- على استفادة بعضهم من بعضٍ، وذلك من خلال كثرة نقول المصنِّف رحمه الله عمَّن سبقه، تارةً بالتصريح باسمه، وتارةً بعدمه، ممَّا يدلُّ على اعترافه بالفضل لمن سبق، وهو بذلك أحقّ، وقد قيل:(العلم رحمٌ بين أهله).
4 -
أهمِّية كتاب (المصابيح) للبغويِّ رحمه الله من بين كتب السنة، واهتمام العلماء بهذا الكتاب شرحًا وتعليقًا واختصارًا ودراسةً، ولقد نقل المصنِّفُ رحمه الله عن كلٍّ من: التوربشتيِّ، والبيضَاويِّ، والمُظهِريِّ، والطِّيبيِّ، وكلُّهم لهم شروحٌ على كتاب (المصابيح)، أو مختصره:(مشكاة المصابيح) ولقد أكثر الشارحُ النقلَ عن شرح الطيبيِّ؛ إذ نقل عنه (عشرين مرَّةً) ، ثمَّ عن القاضي البيضاويِّ؛ حيث نقل عنه أيضًا
(1) انظر: إتحاف الأنام بذكر جهود العلماء على الأربعين في مباني الإسلام وقواعد الأحكام، جمع راشد الغفيلي.
أكثر من عشر مرَّات.
5 -
من الأبواب الجميلة التي اشتمل عليها هذا الشرح: المواعظُ المؤدِّيةُ إلى تزكية النفس، وهي من العلوم الجليلة التي تحتاج شروح الحديث إليها، ولقد نقل المصنِّف عيونًا منها عن أئمَّة التابعين ومن بعدهم.
أما التوصيات:
1 -
فقد ظهر لي من خلال هذا الشرح: تقاربُ شروح (الأربعين النوويَّة) واستفادة بعضهم من بعضٍ، ورأيت أنَّ أشملها جمعًا، وأوسعها علمًا، وأغزرها فائدةً: شروحٌ خمسةٌ وهي: (شرح الطوفيِّ، والفاكهانيّ، وابن رجبٍ، وابن حجرٍ الهيتميّ، والمناويِّ) فأقترح أن لو جمعت عيونُ هذه الشروح في كتابٍ واحدٍ يجمع بين علومها، ويقرِّب بين فوائدها.
2 -
من خلال هذا الشرح: تبيَّن لي مقدار علوم الشارح المناويِّ رحمه الله لا سيَّما من خلال شرحه على الجامعِ الصغيرِ: (فيضِ القديرِ) ، ولقد بلغني أنَّ بعض الأقسام بدأت بتحقيقه، فأتمنَّى لو خَرجَ محقَّقًا تحقيقًا علميًّا متكاملًا، حتَّى يتمَّ نشره بين طلبة العلم لينتفع به.
3 -
رأيت ما يعاني الباحث -لا سيَّما في التحقيق- من تعبٍ وجهْدٍ؛ حرصًا على إكمال الفائدة، ثمَّ بالمقابل أرى التقاعس الشديد من الباحثين عن نشر بحوثهم، ولو على النطاق الإلكتروني، وقد يكون التقاعس له أسبابه التي منها ما يقبل، فأنصحُ إخواني الباحثين، وزملائي الدارسين: ألا يجعلوا أعمالهم حبيسةَ الرُّفوفِ، بل يقدِّمونها لشُدَاة العِلم الأُلُوف، ويسألون الله تعالى الإخلاصَ، والنفع والقبول والخلاصَ.
اللهمَّ صلِّ على محمَّدٍ وأزواجه وذرَّيته، كما صلَّيت على آل إبراهيمَ
وبارك على محمَّدٍ وأزواجه وذرَّيته، كما باركت على آل إبراهيمَ
إنَّك حميدٌ مجيدٌ