الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل في "ما" و"لا" و"لات" و"إن" المشبهات بـ"ليس
":
إنما شبهت هذه بـ"ليس" في العمل لمشابهتها إياها في المعنى، وإنما أفردت عن باب "كان" لأنها حروف وتلك أفعال.
["ما" وشروطها وإعمالها] :
158-
إعمال "ليس" أعملت "ما" دون "إن"
…
مع بقا النفي، وترتيب زكن
159-
وسبق حرف جر أو ظرف كـ"ما
…
بي أنت معنيا" أجاز العلما
"إِعْمَالَ لَيْسَ أعْمِلَتْ مَا" النافية، نحو:{مَا هَذَا بَشَرًا} 1، {مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ} 2، وهذه لغة الحجازيين، وأهملها بنو تميم، وهو القياس؛ لعدم اختصاصهم بالأسماء، ولإعمالها عند الحجازيين شروط أشار إليها بقوله:"دَونَ إِنْ مَعَ بَقَا الْنَّفْيِ وَتَرْتِيبٍ زُكِنْ"، أي: علم، فإن فقد شرط من هذه الشروط بطل عملها، نحو:"ما إن زيد قائم"، فـ"ما": حرف نفي مهمل، و"إن": زائدة، و"زيد": مبتدأ، و"قائم": خبره، ومنه قوله "من البسيط":
211-
بَنِي غُدَانَةَ مَا إِنْ أَنْتُمُ ذَهَبٌ
…
وَلَا صَرِيِفٌ وَلَكِنْ أَنْتُمُ الْخَزَفُ
1 يوسف: 31.
2 المجادلة: 2.
211-
التخريج: البيت بلا نسبة في الأشباه والنظائر 3/ 340؛ وأوضح المسالك 1/ 274؛ وتخليص الشواهد ص277؛ والجنى الداني ص328؛ وجواهر الأدب ص207، 208؛ وخزانة الأدب =
وأما رواية يعقوب بن السكيت "ذهبا" بالنصب فمخرَّجة على أن "إن" نافية مؤكدة لـ"ما"، لا زائدة؛ وكذا إذا انتقض النفي بـ"إلا" نحو:{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ} 1؛ فأما قوله "من الطويل":
212-
وَمَا الْدَّهْرُ إلَاّ مَنْجَنُوْنا بِأَهْلِهِ
…
وَمَا صَاحِبُ الْحَاجَاتِ إلَاّ مُعَذَّبا
= 4/ 119؛ والدرر 2/ 101؛ وشرح التصريح 1/ 197؛ وشرح شواهد المغني 1/ 84؛ وشرح عمدة الحافظ ص214؛ وشرح قطر الندى ص143؛ ولسان العرب 9/ 190 "صرف"؛ ومغني اللبيب 1/ 25؛ والمقاصد النحوية 2/ 91؛ وهمع الهوامع 1/ 123.
اللغة والمعنى: غدانة: حي من بني يربوع. الصريف: الفضة الخالصة. الخزف: الفخار.
يهجو الشاعر بني غدانة وينعتهم بالحقارة، وأنهم ليسوا بأشراف الناس وأسيادهم.
الإعراب: بني: منادى منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف. غدانة: مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف. ما: حرف نفي. إن: زائدة. أنتم: ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. ذهب: خبر المبتدأ مرفوع. ولا: الواو: حرف عطف، لا: لتأكيد النفي. صريف: معطوف على "ذهب". ولكن: الواو: حرف عطف، لكن: حرف استدراك. أنتم: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
الخزف: خبر المبتدأ مرفوع.
وجملة "بني غدانة
…
" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية تقديرها: "أنادي". وجملة "ما إن أنتم ذهب" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة "أنتم الخزف" الاسمية معطوفة على "أنتم ذهب".
والشاهد فيه قوله: "ما إن أنتم ذهب" حيث زيدت "إن" بعد "ما" فبطل عملها.
1 آل عمران: 144.
212-
التخريج: البيت لأحد بني سعد في شرح شواهد المغني ص219؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص271؛ والجنى الداني ص325؛ وخزانة الأدب 4/ 130، 9/ 249، 250؛ والدرر 2/ 98، 3/ 117؛ ورصف المباني ص311؛ وشرح التصريح 1/ 197؛ وشرح المفصل 8/ 75؛ ومغني اللبيب ص73؛ والمقاصد النحوية 2/ 92؛ وهمع الهوامع 1/ 123، 230.
شرح المفردات: المنجنون: الدولاب الذي يستقى عليه، وهو مؤنث.
المعنى: يقول: إن الدهر يدور بالناس كما يدور المنجنون، وأشد ما يتعذب في هذه الحياة هو صاحب الحاجات لكثرة العقبات التي تقف حجر عثرة أمام تحقيق أهدافه.
الإعراب: "وما": الواو بحسب ما قبلها، و"ما": من أخوات "ليس". "الدهر": اسم "ما" مرفوع. "إلا": حرف استثناء وحصر. "منجنونا": خبر "ما" منصوب. "بأهله": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ"منجنون"، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "وما": الواو حرف عطف، و"ما": من أخوات "ليس". "صاحب": اسم "ما" مرفوع، وهو مضاف، "الحاجات": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "إلا": حرف حصر واستثناء. "معذبا": خبر "ما" منصوب. =
فشاذ، أو مؤوَّل؛ وكذا يبطل عملها إذا تقدم خبرها على اسمها، نحو:"ما قام زيد"، ومنه قوله "من الطويل":
213-
وَمَا خُذَّلٌ قَوْمِي فَأَخْضَعَ لِلعِدَا
…
وَلَكِنْ إذَا أَدْعُوْهُمُ فَهُمُ هُمُ
وأما قول الفرزدق "من البسيط":
فَأَصْبَحُوا قَدْ أَعَادَ اللَّهُ نِعْمَتَهُمْ
…
إذْ هُمْ قُرَيْشٌ وَإذْ مَا مِثْلُهُمْ بَشَرُ1
= وجملة "ما الدهر
…
" بحسب ما قبلها. وجملة "ما صاحب
…
" معطوفة على سابقتها.
الشاهد: إعمال "ما" مع انتقاض خبرها بـ"إلا"، وهذا شاذ، وخرج على أنه بتقدير: وما الدهر إلا يشبه منجنونا، وما صاحب الحاجات إلا يشبه معذبا، فهما منصوبان بالفعل الواقع خبرا. وقيل: يجوز أن يكون "منجنونا" منصوب على الحال، والخبر محذوف، أي: وما الدهر إلا مثل المنجنون لا يستقر على حاله، وعلى هذا تكون عاملة قبل انتقاض نفيها، وكذا يكون التقدير في الثاني، أي: وما صاحب الحاجات موجودا إلا معذبا، ولا تقدر هنا "مثل"، لأن الثاني هو الأول.
213-
التخريج: البيت بلا نسبة في شرح التصريح 1/ 198؛ والمقاصد النحوية 2/ 94.
شرح المفردات: الخذل: ج الخاذل، وهو الذي يتخلى عن المساعدة. أخضع: أذل.
المعنى: يقول إن قومه لا يخذلونه إذا ما دعاهم لنصرته، ولا يدعوني أستسلم للذل والخنوع، بل يكونون دائما على أهبة الاستعداد لمساعدتي.
الإعراب: "وما": الواو بحسب ما قبلها، و"ما": حرف نفي. "خذل": خبر مقدم لمبتدأ مرفوع. "قومي": مبتدأ مؤخر مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "فأخضع": الفاء: فاء السببية، "أخضع" فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنا". والمصدر المؤول من أن وما بعدها معطوف على مصدر مرفوع منتزع من الكلام السابق، فهو مثله في محل رفع. "للعدى": جار ومجرور متعلقان بـ"أخضع". "ولكن": الواو حرف استئناف، و"لكن": حرف استدراك. "إذا": ظرف يتضمن معنى الشرط مبني في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره:"أنا". "فهم": الفاء رابطة جواب "إذا"، و"هم" ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. "هم": ضمير منفصل مبني في محل رفع خبر للمبتدأ.
وجملة: "ما خذل قومي" بحسب ما قبلها. وجملة "أخضع" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة "إذا أدعوهم فهم هم" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أدعوهم
…
" في محل جر بالإضافة. وجملة: "فهم هم" جواب الشرط غير الجازم لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "ما خذل قومي" حيث أبطل عمل "ما" لتقدم الخبر على المبتدأ.
1 تقدم بالرقم 179.
فشاذ، وقيل: غلط سببه أنه تميمي وأراد أن يتكلم بلغة الحجاز ولم يدر أن من شروط النصب عندهم بقاء الترتيب بين الاسم والخبر، وقيل مؤول.
تنبيهان: الأول: قال في التسهيل: "وقد تعمل متوسطا خبرها، وموجبا بـ"إلا"، وفاقا لسيبويه في الأول، وليونس في الثاني".
الثاني: اقتضى إطلاقه منع العمل عند توسط الخبر، ولو كان ظرفا أو مجرورا، قال في شرح الكافية:"من النحويين من يرى عمل "ما" إذا تقدم خبرها وكان ظرفا أو مجرورا، وهو اختيار أبي الحسن بن عصفور".
"وَسَبْقَ حَرْفِ جَر" مع مجروره "أَوْ ظَرْفٍ" مدخولي "ما" مع بقاء العمل "كَمَا بِي أَنْتَ مَعْنِيا"، و"ما عندك زيد قائما" "أجَازَ العُلَما" سبق: مصدر نصب بالمفعولية لأجاز مضاف إلى فاعله، والمراد أنه يجوز تقديم معمول خبر "ما" على اسمها إذا كان ظرفا أو مجرورا كما مثل، ومنه قوله "من الطويل":
214-
بِأُهْبَةِ حَزْمٍ لُذْ وَإِنْ كُنْتَ آمِنا
…
فَمَا كُلَّ حِيْن مَنْ تُوالِي مُوَالِيَا
214- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح التصريح 1/ 199؛ والمقاصد النحوية 2/ 101.
شرح المفردات: الأهبة: الاستعداد. الحزم: ضبط الأمور. لذ: التجيء. توالي: تناصر.
المعنى: يقول: كن حازما في أمورك، ولا تستسلم للطمأنينة دائما، لأن ليس كل من تأمنه أو تثق به يكون لك مخلصا.
الإعراب: "بأهبة": جار ومجرور متعلقان بـ"لذ"، وهو مضاف. "حزم": مضاف إليه. "لذ": فعل أمر مبني على السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره:"أنت". "وإن": الواو: حالية، و"إن": حرف وصل. "كنت": فعل ماض ناقص، والتاء ضمير في محل رفع اسم "كان"، وهو فعل الشرط. "آمنا": خبر "كان" منصوب. "فما": الفاء حرف استئناف، و"ما": من أخوات "ليس". "كل": نائب عن ظرف في محل نصب مفعول فيه متعلق بـ"مواليا"، وهو مضاف. "حين": مضاف إليه مجرور. "من": اسم موصول مبني في محل رفع اسم "ما". "توالي": فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة للثقل. وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". "مواليا": خبر "ما" منصوب، والألف للإطلاق.
وجملة: "لذا" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "وإن كنت آمنا" في محل نصب حال. وجملة: "فما كل حين
…
" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "توالي" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "ما كل حين من توالي مواليا" حيث أعمل "ما" النافية عمل "ليس"، فرفع بها المبتدأ، وهو "من" ونصب الخبر، وهو "مواليا"، رغم تقدم معمول الخبر، وهو قوله:"لكل حين" على الاسم والخبر معا، وإنما ساغ الإعمال مع هذا التقدم كون هذا المعمول المتقدم ظرفا.
فإن كان غير ظرف أو مجرور بطل العمل، نحو:"ما طعامك زيد آكل"، ومنه قوله "من الطويل":
215-
وَقَالُوْا تَعَرَّفْهَا الْمَنِازِلَ مِنْ مِنىً
…
وَمَا كُلَّ مَنْ وَافَى مِنًى أنَا عَارِفُ
وأجاز ابن كيسان بقاء العمل والحالة هذه.
160-
ورفع معطوف بلكن أو ببل
…
من بعد منصوب بـ"ما" الزم حيث حل
"وَرَفْعَ مَعْطُوفٍ بـ"لَكِنْ" أوْ بـ"بَلْ" مِنْ بَعْدِ" خبر "مَنْصُوْبٍ بِمَا" الحجازية "الزَمْ حَيْثُ حَلْ". "رفع": مصدر نصب بالمفعولية لالزم، مضاف إلى مفعوله، والفاعل محذوف،
215- التخريج: البيت لمزاحم بن الحارث العقيلي في خزانة الأدب 6/ 268؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 43؛ وشرح التصريح 1/ 198؛ وشرح شواهد الإيضاح ص154؛ وشرح شواهد المغني 2/ 970؛ والكتاب 1/ 72، 146؛ ولسان العرب 9/ 270 "غطرف"؛ والمقاصد النحوية 2/ 98؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 233؛ والخصائص 2/ 354، 376؛ ولسان العرب 9/ 237 "عرف"؛ ومغني اللبيب 2/ 694.
شرح المفردات: تعرفها: اسأل الناس عنها. منى: اسم مكان قريب من مكة فيه منسك من مناسك الحج. وافى: أتى.
المعنى: يقول: قالوا اسأل الناس عن منازل الحبيبة القائمة في منى، وكيف لي ذلك؛ وأنا الغريب عن منى وعن كل من يأتيها.
الإعراب: "وقالوا": الواو بحسب ما قبلها، "قالوا": فعل ماض مبني على الضم، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل، والألف فارقة. "تعرفها": فعل أمر وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت"، و"ها": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. "المنازل": بدل من "ها"، أو منصوب بنزع الخافض. "من منى": جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من "المنازل". "وما": الواو حرف عطف، و"ما": حرف نفي. "كل": "بالنصب" مفعول به لاسم الفاعل "عارف" منصوب وهو مضاف. "من": اسم موصول مبني في محل جر بالإضافة. "وبالرفع" مبتدأ مرفوع. "وافى": فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره:"هو". "منى": مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة. "أنا": ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. "عارف": خبر للمبتدأ.
وجملة: "قالوا" بحسب ما قبلها. وجملة: "تعرفها" في محل نصب مفعول به. وجملة "ما كل من
…
أنا عارف" استئنافية لا محل لها من الإعراب باعتبار "كل" مبتدأ. وعلى هذا جملة "أنا عارف" الاسمية في محل رفع خبرا للمبتدأ "كل". وبنصب "كل" تكون هي الاستئنافية. وجملة: "وافى
…
" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "ما كل من وافى مني أنا عارف" حيث أبطل عمل "ما" على رواية نصب "كل" باعتبارها مفعولا به لاسم الفاعل "عارف"، وذلك لتقدم معمول خبرها "كل" على اسمها دون أن يكون ظرفا.
والتقدير: الزم رفعك معطوفا بـ"لكن" أو بـ"بل" إلى آخره، وإنما وجب الرفع لكونه خبر مبتدأ مقدر، ولا يجوز نصبه عطفا على خبر "ما"؛ لأنه موجب، وهي لا تعمل في الموجب، تقول:"ما زيد قائما بل قاعد"، و"ما عمرو شجاعا لكن كريم"، أي: بل هو قاعد، ولكن هو كريم؛ فإن كان العطف بحرف لا يوجب، كالواو والفاء، جاز الرفع والنصب، نحو:"ما زيد قائما ولا قاعدا، ولا قاعد"، والأرجح النصب.
تنبيه: قد عرفت أن تسمية ما بعد "بل" و"لكن" معطوفا مجاز؛ إذ ليس بمعطوف، وإنما هو خبر مبتدأ مقدر، و"بل" و"لكن" حرفا ابتداء.
"زيادة الباء في خبر "ما"":
161-
وبعد ما وليس جر البا الخبر
…
وبعد لا ونفي كان قد يجر
"وَبَعْدَ مَا" النافية "وَلَيْسَ جَر البَا" الزائدة "الخَبَرْ" كثيرا، نحو:{وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ} 1، {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} 2، "وَبَعْدَ لَا" النافية "وَنَفْيِ كَانَ" وبقية النواسخ "قَدْ يُجَرْ" قليلاً، من ذلك قوله "من الطويل":
216-
فَكُنْ لِي شَفِيْعا يَوْمَ لَا ذُوْ شَفَاعَةٍ
…
بِمُغْنٍ فَتِيلا عَنْ سَوَادِ بنِ قَاربِ
1 فصلت: 46.
2 الزمر: 36.
216-
التخريج: البيت لسواد بن قارب في الجنى الداني ص54؛ والدرر 2/ 162، 3/ 148؛ وشرح التصريح 1/ 201، 2/ 41؛ وشرح عمدة الحافظ ص215؛ والمقاصد النحوية 2/ 114، 3/ 417؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 3/ 125؛ وشرح شواهد المغني ص835؛ وشرح ابن عقيل ص156؛ ومغني اللبيب ص419؛ وهمع الهوامع 1/ 127، 218.
شرح المفردات: الشفيع: المساعد. الفتيل: الشيء القليل، وأغنى فتيلا: أي شيئا.
المعنى: يطلب الشاعر من مخاطبه أن يكون له شفيعا يوم عز عليه الشفيع.
الإعراب: "فكن": الفاء بحسب ما قبلها، "كن": فعل أمر ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره:"أنت". "لي": جار ومجرور متعلقان بـ"شفيعا". "شفيعا": خبر "كن" منصوب. "يوم": ظرف زمان منصوب متعلق بـ"شفيعا"، وهو مضاف. "لا": نافية تعمل عمل "ليس". "ذو": اسم "لا" مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. "شفاعة": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "بمغن": الباء حرف جر زائد، "مغن": اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر "لا". "فتيلا": مفعول به لاسم الفاعل "مغن" منصوب. "عن سواد": جار ومجرور متعلقان بـ"مغن"، وهو مضاف. "بن": نعت "مغن" مجرور، وهو مضاف. "قارب": مضاف إليه مجرور بالكسرة. =
وقوله "من الطويل":
217-
وَإِنْ مُدَّتِ الأَيْدِي إلَى الْزَّادِ لَمْ أَكُنْ
…
بِأَعْجَلِهمْ إذْ أَجْشَعُ الْقَوْمِ أَعْجَلُ
وقوله "من الطويل":
218-
دَعَانِي أَخِي وَالْخَيْلُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ
…
فَلَمَّا دَعَانِي لَمْ يَجِدْنِي بِقُعْدَد
= وجملة: "كن لي شفيعا" بحسب ما قبلها. وجملة: "لا ذو شفاعة" في محل جر بالإضافة.
الشاهد: قوله: "بمغن" حيث دخلت الباء الزائدة على خبر "لا" كما تدخل على خبر "ما" العاملة عمل "ليس".
217-
التخريج: البيت للشنفرى في ديوانه ص59؛ وتخليص الشواهد ص285؛ وخزانة الأدب 3/ 340؛ والدرر 2/ 124؛ وشرح التصريح 1/ 202؛ وشرح شواهد المغني 2/ 899؛ والمقاصد النحوية 2/ 117، 4/ 51؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 3/ 124؛ وأوضح المسالك 1/ 295؛ والجنى الداني ص54؛ وشرح ابن عقيل ص157؛ ومغني اللبيب 2/ 560؛ وهمع الهوامع 1/ 127.
اللغة: شرح المفردات: الزاد: طعام المسافر. أجشع: أطمع.
المعنى: يفخر الشاعر بقناعته وعدم طمعه في الأكل، لأن نفسه تأبى هذه الدناءة.
الإعراب: وإن: الواو بحسب ما قبلها، "إن": حرف شرط جازم. مدت: فعل ماض للمجهول مبني على الفتحة، وهو فعل الشرط والتاء للتأنيث وحركت بالكسر منعا من التقاء الساكنين. الأيدي: نائب فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. إلى: حرف جر. الزاد: اسم مجرور بالكسرة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل "مد". لم: حرف جزم. أكن: فعل مضارع ناقص مجزوم، وهو جواب الشرط، واسمع ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره:"أنا". بأعجلهم: الباء حرف جر زائد، "أعجلهم" اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر "أكن"، وهو مضاف، "هم": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. إذ: حرف تعليل. أجشع: مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف. القوم: مضاف إليه مجرور بالكسرة. أعجل: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة.
وجملة: "إن مدت
…
" معطوفة على جملة سابقة. وجملة "لم أكن
…
" لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو بـ"إذا"، وجملة "أجشع القوم أعجل" تعليلية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "بأعجلهم" حيث أدخل الباء الزائدة على خبر "كان المنفية بـ"لم"، ومجيء أفعل التفضيل، وهو قوله: "بأعجلهم" نفسه لغير التفضيل، فالمعنى هنا: لم أكن بعجيلهم.
218-
التخريج: البيت لدريد بن الصمة في ديوانه ص48؛ وتخليص الشواهد ص286؛ وجمهرة أشعار العرب 1/ 590؛ والدرر 2/ 125؛ وشرح التصريح 1/ 202؛ ولسان العرب 3/ 362 "قعد"؛ والمقاصد النحوية 2/ 121؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص55؛ وهمع الهوامع 1/ 127. =
وربما أجروا الاستفهام مجرى النفي لشبهه إياه، كقوله "من الطويل":
219-
يَقُوْلُ إذَا اقْلَوْلَى عَلَيْهَا وَأَقْرَدَتْ
…
أَلَا هَلْ أَخُوْ عَيْشٍ لَذِيْذٍ بِدَائِم
= شرح المفردات: القعدد: اللئيم، الجبان.
المعنى، يقول: لم أكن جبانا عندما استصرخني أخي طالبا المساعدة، بالرغم من المعركة التي كانت تفصلني عنه.
الإعراب: "دعاني": فعل ماض، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به. "أخي": فاعل مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "والخيل":"الواو" حالية، و"الخيل": مبتدأ مرفوع. "بيني": ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، وهو مضاف، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "وبينه": الواو حرف عطف، "بينه": معطوف على بيني وتعرب إعرابها. فلما": الفاء حرف عطف، "لما": اسم شرط غير جازم مبني في محل نصب مفعول فيه ظرف زمان متعلق بـ"يجد". "دعاني": فعل ماض، والنون للوقاية، والياء في محل نصب مفعول به. "لم": حرف جزم. "يجدني": فعل مضارع مجزوم، والنون للوقاية، والياء في محل نصب مفعول به، فاعله
…
"هو". "بقعدد": الباء حرف جر زائد. "قعدد": اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه مفعول به ثان لـ"يجد".
وجملة: "دعاني أخي" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "والخيل
…
" في محل نصب حال. وجملة "لما دعاني لم يجدني" الشرطية معطوفة على الجملة السابقة. وجملة "دعاني
…
" في محل جر بالإضافة. وجملة: "لم يجدني" جواب شرط غير جازم.
الشاهد: قوله: "بقعدد" حيث دخلت الباء، حرف الجر الزائد عليه، وهو مفعول ثان لـ"يجد" الذي أصله خبر.
219-
التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه ص863 "طبعة الصاوي"؛ والأزهية ص210؛ وتخليص الشواهد ص286؛ وجمهرة اللغة ص636؛ وخزانة الأدب 4/ 142؛ والدرر 2/ 126؛ وشرح التصريح 10/ 202؛ وشرح شواهد المغني 2/ 772؛ ولسان العرب 15/ 200 "قلد"؛ والمقاصد النحوية 2/ 135، 149؛ وبلا نسبة في أساس البلاغة ص361 "قرد"؛ والأشباه والنظائر 3/ 126؛ وأوضح المسالك 1/ 299؛ والجنى الداني ص55؛ وجواهر الأدب ص52؛ وخزانة الأدب 5/ 14؛ والدرر 5/ 139؛ ولسان العرب 3/ 350 "قرد"، 11/ 707 "هلل"؛ والمنصف 3/ 67؛ وهمع الهوامع 1/ 127، 2/ 77.
شرح المفردات: اقلولى: امتطى، رحل. أقردت: ذلت وسكنت.
المعنى: يتهم الفرزدق جريرا بخساسة عيش قومه فيقول: لو أن أحدهم امتطى أتانا، وسكنت له، تمنى لو يدوم له هذا العيش اللذيذ.
الإعراب: "يقول": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره:"هو". "إذا": ظرف مبني في محل نصب مفعول فيه متعلق بجوابه. "اقلولى": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره =
وَنَدر في غير ذلك؛ كخبر "إنَّ"، و"لكن" و"ليت"، في قوله "من الطويل":
220-
فَإِنْ تَنْأَ عَنْهَا حِقْبَةً لَا تُلاقِهَا
…
فإنَّكَ مِمَّا أحْدَثَتْ بِالْمُجَرِّبِ
= "هو". "عليها": جار ومجرور متعلقان بـ"اقلولى". "وأقردت": الواو حرف عطف، "أقردت": فعل ماض، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره:"هي". "ألا": حرف استفتاح. "هل": حرف استفهام. "أخو": مبتدأ مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الخمسة، وهو مضاف. "عيش": مضاف إليه مجرور. "لذيذ": نعت "عيش" مجرور. "بدائم": الباء حرف جر زائد. "دائم": اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه خبر "أخو".
وجملة "أقردت" معطوفة على جملة "اقلولى". وجملة: أخو عيش
…
" في محل نصب مفعول به.
الشاهد: قوله: "أخو عيش
…
بدائم" حيث زاد الباء حرف الجر الزائد على خبر "أخو"؛ وهو "بدائم".
220-
التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص42؛ وتخليص الشواهد ص286؛ والدرر 1/ 293، 2/ 128؛ وشرح التصريح 1/ 202؛ والصاحبي في فقه اللغة ص107؛ والمقاصد النحوية 2/ 126؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 125؛ وجواهر الأدب ص54؛ ورصف المباني ص257؛ وهمع الهوامع 1/ 88، 127.
شرح المفردات: تنأى: تبتعد. عنها: أي عن أم جندب. الحقبة: المدة من الزمن.
المعنى: يقول: إن ابتعدت عن أم جندب مدة من الزمن، دون أن تراها، نقضت عهدك، والتجربة خير برهان.
الإعراب: "فإن": الفاء بحسب ما قبلها، "إن": حرف شرط جازم. "تنأ": فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنت". "عنها": جار ومجرور متعلقان بـ"تنأ". "حقبة": ظرف زمان منصوب متعلق بـ"تنأ". "لا": حرف نفي. "تلاقها": بدل من "تنأ"، فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة، و"ها" ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنت"، وقيل: جواب الشرط. "فإنك": الفاء رابطة جواب الشرط، و"إنك": حرف مشبه بالفعل، والكاف ضمير في محل نصب اسم "إن". "مما":"من": حرف جر، و"ما": حرف مصدري، و"ما": مع ما دخلت عليه في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بـ"المجرب"، ويجوز أن تكون "ما" اسما موصولا في محل جر بـ"من"، والعائد من جملة الصلة إلى الموصول محذوف، والتقدير: من الذي أحدثته. "أحدثت": فعل ماض والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هي". "بالمجرب": الباء حرف جر زائد، "المجرب": اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه خبر "إن".
وجملة: "إن تنأ
…
" بحسب ما قبلها. وجملة "لا تلاقها": إذا اعتبرناها جواب الشرط، فهي لا محل لها من الإعراب لعدم اقترانها بالفاء، أو "إذا" الفجائية، أو هي بدل من فعل الشرط. وجملة: "فإنك
…
" في محل جزم جواب الشرط.
الشاهد: قوله: "فإنك بالمجرب" حيث دخلت الباء الزائدة على خبر "إن" وهو "بالمجرب" وهذا نادر. وفي البيت شاهد آخر هو حذف عائد "أل" غير مجرورة بـ"من".
وقوله "من الطويل":
221-
وَلَكِنَّ أَجْرا لَوْ فَعَلْتَ بِهَيِّنٍ
…
وَهَلْ يُنْكَرُ الْمَعْرُوْفُ فِي النَّاسِ وَالأَجْرُ
وقوله:
أَلَا لَيْتَ ذَا العَيْش اللَّذِيْذ بِدَائِمٍ1
على إحدى الروايتين، وإنما دخلت في خبر "أن" في قوله تعالى:{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ} 2، لأنه في معنى: أوليس الله بقادر.
تنبيهات: الأول: لا فرق في دخول الباء في خبر "ما" بين أن تكون حجازية أو تميمية، كما اقتضاه إطلاقه، وصرح به في غير هذا الكتاب، وزعم أبو علي أن دخول الباء مخصوص بالحجازية، وتبعه على ذلك الزمخشري، وهو مردود؛ فقد نقل سيبويه ذلك عن تميم، وهو موجود في أشعارهم؛ فلا التفات إلى من منع ذلك.
الثاني: اقتضى إطلاقه أيضا أنه لا فرق في ذلك بين العاملة والتي بطل عملها بدخول
221- التخريج: البيت بلا نسبة في الأشباه والنظائر 3/ 126؛ وخزانة الأدب 9/ 523؛ والدرر 2/ 127؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 142؛ وشرح التصريح 1/ 202؛ وشرح المفصل 8/ 23، 139؛ ولسان العرب 15/ 226 "كفي"؛ والمقاصد النحوية 2/ 134؛ وهمع الهوامع 1/ 127.
الإعراب: "ولكن": الواو بحسب ما قبلها، "لكن": حرف مشبه بالفعل. "أجرا": اسم "لكن" منصوب. "لو": حرف شرط غير جازم. "فعلت": فعل ماض، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، وهو فعل الشرط، وجوابه محذوف تقديره:"لو فعلت لنلت جزاءه" مثلا. ويجوز أن تكون "لو" حرف تمن، فلا تحتاج عندئذ إلى جواب. "بهين": الباء حرف جر زائد، "هين": اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه خبر "لكن". "وهل": الواو حرف استئناف، "هل": حرف استفهام. "ينكر": فعل مضارع للمجهول مرفوع. "المعروف": نائب فاعل مرفوع. "في الناس": جار ومجرور متعلقان بـ"ينكر". "والأجر": الواو حرف عطف، "الأجر": معطوف على "المعروف" مرفوع.
وجملة "لكن
…
" بحسب ما قبلها. وجملة "لو فعلت لنلت" الشرطية اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وجملة "هل ينكر
…
" استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "بهين" حيث دخلت الباء الزائدة على خبر "لكن""بهين"، وذلك لشبه "لكن" بالفعل، ومع ذلك فقد قيل: إنه شاذ.
1 تقدم بالرقم 219، برواية مختلفة.
2 الأحقاف: 33.
"إن"، وقد صرح بذلك في غير هذا الكتاب، ومنه قوله "من المتقارب":
222-
لَعَمْرُكَ مَا إِنْ أَبُوْ مَالِكٍ
…
بِوَاهٍ وَلَا بِضَعِيْفٍ قُوَاهْ
الثالث: اقتضى إطلاقه أيضا أنه لا فرق في "لا" بين العاملة عمل "ليس" -كما تقدم- والعاملة عمل "إن"، نحو: قولهم: "لا خير بخير بعده النار" أي: لا خير خير.
["لا" وشروط إعمالها] :
162-
في النكرات أعملت كليس "لا"
…
وقد تلي "لات" و"إن" ذا العملا
163-
وما لـ"لات" في سوى حين عمل
…
وحذف ذي الرفع فشا والعكس قل
"فِي النَّكِرَات أُعْمِلَت كَلَيْسَ لَا" النافية؛ بشرط بقاء النفي والترتيب على ما مر، وهو أيضا خاص بلغة الحجاز دون تميم، ومنه قوله "من الطويل":
223-
تعَزَّ فَلا شَيْءٌ عَلَى الأرْضِ بَاقِيَا
…
وَلَا وَزَرٌ مِما قَضَى اللَّهُ وَاقِيَا
222- التخريج: البيت للمتنخل الهذلي في الأغاني 23/ 265؛ وأمالي المرتضى 1/ 306؛ وخزانة الأدب 4/ 146؛ والدرر 2/ 123؛ وشرح أشعار الهذليين 3/ 1276؛ والشعر والشعراء 2/ 664؛ ولذي الإصبع العدواني في خزانة الأدب 4/ 150؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص53؛ وخزانة الأدب 4/ 142؛ وهمع الهوامع 1/ 227.
اللغة: أبو مالك: كنية أبي الشاعر واسمه عويمر، واسم الشاعر مالك بن عويمر. الواهي: الضعيف.
المعنى: إن أبا مالك كان شهما قويا، شديد الخصومة، لا يكل أمره إلى أحد.
الإعراب: لعمرك: "اللام": للابتداء، "عمرك": مبتدأ مرفوع وهو مضاف، و"الكاف": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة، وخبره محذوف تقديره:"قسمي". ما: حرف نفي. إن: زائدة. أبو: مبتدأ مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. مالك: مضاف إليه مجرور بالكسرة. بواه: "الباء" حرف جر زائد، "واه": اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه خبر المبتدأ. ولا: "الواو": حرف عطف، "لا": لتوكيد النفي. بضعيف: معطوف على "واه". قواه: فاعل للصفة المشبهة "ضعيف" وهو مضاف، و"الهاء": ضمير في محل جر بالإضافة.
وجملة "لعمرك
…
": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أبوك بواه": جواب القسم لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "ما إن أبوك بواه" حيث زاد الباء في خبر "ما" التي بطل عملها بسبب اقترانها بـ"إن" الزائدة.
223-
التخريج: البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 289؛ وتخليص الشواهد ص294؛ =
تنبيهات: الأول: ذكر ابن الشجري أنها أعملت في معرفة، وأنشد للنابغة الجعدي "من الطويل":
224-
"بدت فعل ذي ود فلما تبعتها
…
تولت وبقت حاجتي في فؤاديا"
وَحَلَّتْ سَوَادَ الْقَلْبِ لَا أَنَا بَاغِيا
…
سِوْاهَا وَلَا عَنْ حُبِّهَا مُتَرَاخِيا
وتردد رأي الناظم في هذا البيت، فأجاز في شرح التسهيل القياس عليه، وتأوله في
والجنى الداني ص292؛ وجواهر الأدب ص238؛ والدرر 2/ 111؛ وشرح التصريح 1/ 199؛ وشرح شواهد المغني 2/ 612؛ وشرح ابن عقيل ص158؛ وشرح عمدة الحافظ ص216؛ وشرح قطر الندى ص114؛ ومغني اللبيب 1/ 239؛ والمقاصد النحوية 2/ 102؛ وهمع الهوامع 1/ 125.
اللغة والمعنى: تعز: تصبر. الوزر: الملجأ. واقيا: حافظا.
يقول: تصبر على نوازل الدهر لأنه لا شيء يدوم عليها، وإذا حل القضاء على إنسان فلن ينفعه أي ملجا أو واق.
الإعراب: تعز: فعل أمر مبني على حذف حرف العلة، والفاعل: أنت. فلا: الفاء: حرف تعليل، لا: حرف نفي يعمل عمل "ليس". شيء: اسم "لا" مرفوع على الأرض: جار ومجرور متعلقان بصفة لـ"شيء". باقيا: خبر "لا" منصوب. ولا: الواو: حرف عطف، لا: حرف نفي يعمل عمل "ليس". وزر: اسم "لا" مرفوع. مما: جار ومجرور متعلقان بصفة لـ"وزر". قضى: فعل ماض. الله: اسم الجلالة فاعل مرفوع. واقيا: خبر "لا" منصوب.
وجملة "تعز
…
" الفعلية لا محل لها من الإعراب. لأنها ابتدائية. وجملة "لا شيء على الأرض باقيا" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها تعليلية. وجملة "قضى الله" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول الاسمي. وجملة "لا وزر
…
" معطوفة على جملة "لا شيء
…
".
والشاهد فيه قوله: "لا شيء باقيا"، وقوله:"لا وزر واقيا" حيث أعمل "لا" النافية عمل "ليس" في الموضعين، واسمها وخبرها نكرتان في الموضعين، وهذا هو القياس.
224-
التخريج: البيتان للنابغة الجعدي في ديوانه ص171؛ والأشباه والنظائر 8/ 110؛ وتخليص الشواهد ص294؛ والجنى الداني ص293؛ وخزانة الأدب 3/ 337؛ والدرر 2/ 114؛ وشرح التصريح 1/ 199؛ وشرح شواهد المغني 2/ 613؛ ومغني اللبيب 1/ 240؛ والمقاصد النحوية 2/ 141؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص247؛ وهمع الهوامع 1/ 125.
اللغة: ذو الود: صاحب المودة. تولت: أعرضت. بق: ترك. سواد القلب: مهجته. الباغي: المبتغي، الطالب. التراخي: التهاون.
المعنى: يقول: تظاهرت أنها تضمر لي المودة، ولما لحقتها ابتعدت عني وتركتني فريسة الهوى، لقد ملكت فؤادي، فلم يعد يبغي سواها، ولا يستطيع التخلص من شباكها.
الإعراب: "بدت": فعل ماض، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر تقديره:"هي". "فعل": مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره: "تفعل"، وهو مضاف. "ذي": مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء =
شرح الكافية فقال: "يمكن عندي أن يجعل أنا مرفوع فعل مضمر ناصب باغيا على الحال، تقديره: لا أرى باغيا، فلما أضمر الفعل برز الضمير وانفصل، ويجوز أن يجعل "أنا" مبتدأ، والفعل المقدر بعده خبرا ناصبا باغيا على الحال، ويكون هذا من باب الاستغناء بالمعمول عن العامل لدلالته عليه، ونظائره كثيرة منها قولهم: "حكمك مسمطا"1 أي: حكمك لك مسمطا، أي: مثبتا، فجعل "مسمطا" وهو حال مغنيا عن عامله مع كونه غير فعل، فأن يعامل "باغيا" بذلك وعامله فعل أحق وأولى" هذا لفظه.
الثاني: اقتضى كلامه مساواة "لا" لـ"ليس" في كثرة العمل، وليس كذلك، بل عملها عمل "ليس" قليل، حتى منعه الفراء ومن وافقه، وقد نبه عليه في غير هذا الكتاب.
الثالث: الغالب على خبر "لا" أن يكون محذوفا، حتى قيل إن ذلك لازم كقوله
= الستة، وهو مضاف. "ود": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "فلما": الفاء حرف استئناف، "لما": اسم شرط غير جازم، ظرف زمان متعلق بـ"تولت". "تبعتها": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل، و"ها": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. "تولت": فعل ماض، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر تقديره:"هي". "وبقت": الواو حرف عطف، "بقت": فعل ماض، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر تقديره:"هي". "حاجتي": مفعول به منصوب، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "في فؤاديا": جار ومجرور متعلقان بـ"بقت"، وهو مضاف، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، والألف للإطلاق. "وحلت": الواو حرف عطف، "حلت": فعل ماض، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر تقديره:"هي". "سواد": مفعول به، وهو مضاف. "القلب": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "لا": من أخوات "ليس". "أنا": ضمير منفصل مبني في محل رفع اسم "لا". "باغيا": خبر "لا" منصوب. "سواها": مفعول به لاسم الفاعل "باغيا" منصوب، وهو مضاف، و"ها" ضمير في محل جر بالإضافة. "ولا": الواو حرف عطف، "لا": نافية. "عن حبها": جار ومجرور متعلقان بـ"متراخيا"، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. "متراخيا": معطوف على "باغيا".
وجملة: "بدت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "تفعل فعل
…
" في محل نصب حال. وجملة: "تبعتها" في محل جر بالإضافة. وجملة: "تولت" جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. وجملة: "بقت" معطوفة على "تولت". وجملة "حلت
…
" معطوفة على "تولت". وجملة: "لا أنا باغيا
…
" في محل نصب حال.
الشاهد: قوله: "لا أنا باغيا سواها" حيث أعمل "لا" النافية عمل "ليس" مع كون اسمها "أنا" معرفة، وهذا شاذ.
1 هذا القول من أمثال العرب وقد ورد في جمهرة الأمثال 1/ 374، 451؛ ولسان العرب 7/ 323 "سمط"؛ ومجمع الأمثال 1/ 212. والمعنى: حكمك مجوز نافذ لا يرد ولا يعقب. والمثل من أقوال أبي بكر الصديق.
"مجزوء الكامل":
225-
مَنْ صَدَّ عَنْ نِيْرَانِهَا
…
فأنا ابْنُ قَيْسٍ لَا بَرَاحُ
أي: لا براح لي، والصحيح جواز ذكره، كما تقدم.
""لات" و"إن" وشروط إعمالهما":
"وَقَدْ تَلِي لَاتَ وَإِنْ ذَا الْعَمَلَا" المذكور؛ أما "لات" فأثبت سيبويه والجمهور عملها، ونقل منعه عن الأخفش.
وأما "إن" فأجاز إعمالها الكسائي وأكثر الكوفيين وطائفة من البصريين، ومنعه جمهور البصريين، واختلف النقل عن سيبويه والمبرد، والصحيح الإعمال، فقد سمع نثرا ونظما؛ فمن النثر قولهم:"إن أحد خيرا من أحد إلا بالعافية"، وجعل منه ابن جني قراءة سعيد بن
225- التخريج: البيت لسعد بن مالك في الأشباه والنظائر 8/ 109، 130؛ وخزانة الأدب 1/ 467، والدرر 2/ 112؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 8؛ وشرح التصريح 1/ 199؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص509؛ وشرح شواهد المغني ص582، 612؛ وشرح المفصل 1/ 109؛ والكتاب 1/ 58؛ ولسان العرب 2/ 409 "برح"؛ والمؤتلف والمختلف ص135؛ والمقاصد النحوية 2/ 150؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ص326؛ والإنصاف ص367؛ وتخليص الشواهد ص293؛ ورصف المباني ص266؛ وشرح المفصل 1/ 108؛ وكتاب اللامات ص105؛ ومغني اللبيب ص239، 631؛ والمقتضب 4/ 360.
شرح المفردات: النيران: أي الحروب. ابن قيس: نسبة إلى جده قيس بن ثعلبة.
المعنى: يعرض الشاعر بالحارث بن عباد الذي اعتزل حرب تغلب وبكر، ويفخر بنفسه ويقول: أنا ذلك المشهور بالنجدة والبلاء الحسن.
الإعراب: "من" اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ. "صد": فعل ماض، وهو فعل الشرط. عن نيرانها: جار ومجرور متعلقان بـ"صد" وهو مضاف، و"ها": في محل جر بالإضافة. "فأنا": الفاء رابطة لجواب الشرط، "أنا": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. "ابن": خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "قيس": مضاف إليه مجرور. "لا": نافية تعمل عمل "ليس". "براح": اسم "لا" مرفوع، وخبرها محذوف والتقدير:"لا براح لي".
وجملة: "من صد
…
" الشرطية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "صد" في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة "أنا ابن قيس
…
" في محل جزم جواب الشرط المقترن بالفاء.
الشاهد: قوله: "لا براح" حيث أعمل "لا" عمل "ليس"، فرفع بها الاسم "براح" وحذف الخبر.
جبير: "إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادًا أَمْثَالُكُمْ"1 على أن "إن" نافية رفعت "الذين" ونصبت "عبادًا أمثالكم" خبرا ونعتا؛ والمعنى: ليس الأصنام الذين تدعون من دون الله عبادا أمثالكم في الاتصاف بالعقل، فلو كانوا أمثالكم وعبدتموهم لكنتم بذلك مخطئين ضالين، فكيف حالكم في عبادة من هو دونكم بعدم الحياة والإدراك؟ ومن النظم قوله:"من المنسرح":
226-
إِنْ هُوَ مُسْتَوْلِيا عَلَى أَحَدٍ
…
إلَاّ عَلَى أَضْعَفِ الْمَجَانِينِ
وقوله "من الطويل":
227-
إِنْ الْمَرءُ مَيْتا بِانْقِضَاءِ حَيَاتِهِ
…
وَلَكِنْ بِأَنْ يُبْغَى عَلَيْهِ فَيُخْذَلا
وقد عرفت أنه لا يشترط في معموليها أن يكونا نكرتين.
1 الأعراف: 194.
226-
التخريج: البيت بلا نسبة في الأزهية ص46؛ وأوضح المسالك 1/ 291؛ وجواهر الأدب ص206؛ وخزانة الأدب 4/ 166؛ والدرر 2/ 108؛ ورصف المباني ص108؛ وشرح التصريح 1/ 201؛ وشرح ابن عقيل ص160؛ وشرح عمدة الحافظ ص216؛ والمقاصد النحوية 2/ 113؛ والمقرب 1/ 105؛ وهمع الهوامع 1/ 125.
اللغة والمعنى: إن: ما. مستوليا: مسيطرا. المجانين: الذين فقدوا عقولهم.
يقول: إنه لضعفه لا يستطيع التأثير إلا على ضعاف العقول.
الإعراب: إن: حرف نفي يعمل عمل "ليس". هو: ضمير منفصل في محل رفع اسم "إن". مستوليا. خبر "إن" منصوب. على أحد: جار ومجرور متعلقان بـ"مستوليا"، إلا: أداة حصر. على أضعف: جار ومجرور متعلقان بـ"مستوليا". وهو مضاف. المجانين: مضاف إليه مجرور.
وجملة "إن هو مستوليا" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية.
والشاهد فيه قوله: "إن هو مستوليا" حيث أعمل "إن" عمل "ليس"، فرفع بها المبتدأ ونصب الخبر.
227-
التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص307؛ والجنى الداني ص210؛ والدرر اللوامع 2/ 109؛ وشرح عمدة الحافظ ص217؛ والمقاصد النحوية 2/ 145؛ وهمع الهوامع 1/ 125.
اللغة: انقضاء الحياة: الموت. يبغى عليه: يظلم. يخذل: يتخلى عن مساعدته.
المعنى: يقول: ليس المرء ميتا بانقضاء حياته، وإنما يكون ميتا عندما يموت ظلما درن أن يقتص من ظالمه. =
"وَمَا لِلَاتَ فِيْ سِوَى" اسم "حِيْنٍ" أي: زمان "عَمَلْ" بل لا تعمل إلا في أسماء الأحيان، نحو: حين، وساعة، وأوان، قال تعالى:{وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ} 1وقال الشاعر "من الكامل":
228-
نَدِمَ الْبُغاةُ وَلَاتَ سَاعَةَ مَنْدَم
…
"والبغي مرتع مبتغيه وخيم"
= الإعراب: "إن": من أخوات "ليس". "المرء": اسم "إن" مرفوع. "ميتا": خبر "إن" منصوب "بانقضاء": جار ومجرور متعلقان بـ"ميتا"، وهو مضاف. "حياته": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "ولكن": الواو استئنافية، "لكن": حرف استدراك. "بأن": الباء حرف جر، "أن": حرف نصب ومصدري. "يبغى": فعل مضارع للمجهول منصوب. "عليه": جار ومجرور نائب عن الفاعل. والمصدر المؤول "أن" وما بعدها في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره:"يموت". "فيخذلا": الفاء حرف عطف، "يخذلا": فعل مضارع للمجهول منصوب لأنه معطوف على "يبغى"، ونائب فاعله ضمير مستتر تقديره:"هو".
وجملة: "إن المرء ميتا" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يموت" المحذوفة استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "يبغى عليه" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة: "يخذلا" معطوفة على "يبغى".
الشاهد: قوله: "إن المرء ميتا" حيث أعمل "إن" النافية عمل "ليس".
1 ص: 38.
228-
التخريج: البيت لمحمد بن عيسى بن طلحة، أو للمهلهل بن مالك الكناني في المقاصد النحوية 2/ 146؛ ولأحدهما أو لرجل من طيئ أو لمحمد بن عيسى أو للمهلهل في خزانة الأدب 4/ 175؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص294؛ وجواهر الأدب ص250؛ وخزانة الأدب 4/ 187؛ والدرر 2/ 117؛ وشرح ابن عقيل ص162؛ وهمع الهوامع 1/ 126.
اللغة والمعنى: البغاة: ج الباغي وهو كل من تجاوز حدوده، الظالم: مرتع: مكان اللهو. وخيم: سيئ العاقبة.
يقول: ندم الظالمون على ما فرطوا في ساعة القصاص، غير أن ندمهم لا ينفعهم شيئا، لأن أوانه قد فات، ولأن مصير الظلم وخيم وسيئ العاقبة.
الإعراب: ندم: فعل ماض. البغاة: فاعل مرفوع. ولات: الواو: حالية، لات: حرف نفي يعمل عمل "ليس"، واسم "لات" محذوف تقديره:"لات الساعة ساعة ندم". ساعة: خبر "لات" منصوب، وهو مضاف. مندم: مضاف إليه مجرور. والبغي: الواو: حرف استئناف. البغي: مبتدأ أول مرفوع. مرتع: مبتدأ ثان مرفوع، وهو مضاف. مبتغيه: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. والهاء: في محل جر بالإضافة. وخيم: خبر المبتدأ الثاني.
وجملة "ندم البغاة" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "لات ساعة مندم" الفعلية في محل نصب حال. وجملة "والبغي
…
" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة "مرتع مبتغيه وخيم" الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ الأول "البغي". =
و"إن" التي في خبرها اللام، نحو:"علمت إن زيدا لقائم"، ذكر ذلك جماعة من المغاربة. والظاهر أن المعلق إنما هو اللام لا "إن"، إلا أن ابن الخباز حكى في بعض كتبه أنه يجوز:"علمت إن زيدا قائم"، بالكسر مع عدم اللام، وأن ذلك مذهب سيبويه، فعلى هذا المعلق "إن".
الثالث: قد عرفت أن الإلغاء سبيله عند وجود سببه الجواز، والتعليق سبيله الوجوب، وأن الملغى لا عمل له البتة، والمعلق عامل في المحل، حتى يجوز العطف بالنصب على المحل، كقوله "من الطويل":
338-
وما كنت أدري قبل عزة ما البكا
…
ولا موجعات القلب حتى تولت
يروى بنصب "موجعات" بالكسرة عطفا على محل قوله "ما البكا".
ووجه تسميته تعليقا أن العامل ملغى في اللفظ عامل في المحل؛ فهو عامل لا عامل،
338- التخريج: البيت لكثير عزة في ديوانه ص95؛ وخزانة الأدب 9/ 144؛ وشرح التصريح 1/ 257؛ وشرح شواهد المغني ص813، 824؛ وشرح قطر الندى ص178؛ ومغني اللبيب ص419؛ والمقاصد النحوية 2/ 408؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 2/ 64.
اللغة والمعنى: أدري: أعرف. عزة: اسم حبيبة الشاعر. تولت: ابتعدت.
يقول: لم أكن أعرف البكاء والحسرة إلا بعد أن ابتعدت عزة، وتخلت عني.
الإعراب: وما: الواو: بحسب ما قبلها، ما: حرف نفي. كنت: فعل ماض ناقص، والتاء: ضمير في محل رفع اسم "كان". أدري: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل، والفاعل: أنا. قبل: ظرف متعلق بـ"أدري"، وهو مضاف. عزة: مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث. ما: اسم استفهام في محل رفع مبتدأ، البكا: خبر المبتدأ مرفوع. أو "ما" في محل رفع خبر مقدم للمبتدأ، و"البكا": مبتدأ مؤخر مرفوع. ولا: الواو: حرف عطف، لا: حرف لتأكيد النفي. موجعات: معطوف على محل جملة "ما البكى" منصوب بالكسرة بدلا من الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم، وهو مضاف. القلب: مضاف إليه مجرور. حتى: حرف جر وغاية. تولت: فعل ماض، والفاعل: هي، والتاء: للتأنيث. والمصدر المؤول من "أن" المضمرة وما بعدها في محل جر بحرف الجر "حتى"، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "أدري".
وجملة "ما كنت أدري" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية أو استئنافية، أو معطوفة على جملة سابقة. وجملة "ما البكا" الاسمية في محل نصب مفعول به لـ"أدري". وجملة "تولت" الفعلية لا محل لها من الإعراب لإنها صلة الموصول الحرفي.
والشاهد فيه قوله: "ولا موجعات" حيث عطف بالنصب على محل مفعول "أدري"، الذي بمعنى "أعلم"، فهو يقتضي مفعولين، و"ما" الاستفهامية في قوله:"ما البكا" علق "أدري" عن العمل لفظا لا محلا، لأن اسم الاستفهام لا يجوز أن يعمل فيه ما قبله، لأن رتبته التصدير.
فارتفاع "مجير" على الابتداء، أو الفاعلية، أي: لات يحصل مجير، أو لات له مجير، و"لات" مهملة لعدم دخولها على الزمان.
تنبيه: للنحويين في "لات" الواقع بعدها "هنا"، كقوله:
حَنَّتْ نَوَارُ وَلَات هَنَّا حَنَّتِ1
مذهبان "أحدهما": أن "لات" مهملة لا اسم لها ولا خبر، و"هنا" في موضع نصب على الظرفية؛ لأنه إشارة إلى المكان، و"حنت" مع "أن" مقدرة قبلها في موضع رفع بالابتداء، والتقدير: حنت نوار ولات هنالك حنين؛ وهذا توجيه الفارسي؛ "والثاني": أن تكون "هنا" اسم "لات"، و"حنت" خبرها على حذف مضاف، والتقدير: وليس الوقت وقت حنين، وهذا الوجه ضعيف؛ لأن فيه إخراج "هنا" عن الظرفية، وهي من الظروف التي لا تتصرف؛ وفيه أيضا إعمال "لات" في معرفة، وإنما تعمل في نكرة.
واختصت "لات" بأنها لا يذكر معها معمولاها معا، بل لا بد من حذف أحدهما.
"وَحَذْفُ ذِي الْرَّفْعِ" منهما، وهو الاسم "فَشَا" فتقدير:{وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ} 2: ولات الحين حين مناص، أي: وليس الوقت وقت فرار، فحذف الاسم وبقي الخبر "وَالْعَكْسُ قلْ" جدا قرأ بعضهم شذوذا {وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ} برفع "حين" على أنه اسمها،
= ومجرور متعلقان بـ"لهف". "للهفة": جار ومجرور متعلقان بخبر المبتدأ المحذوف. "من خائف": جار ومجرور متعلقان بـ"لهفة" أو بمحذوف نعت لـ"لهفة". "يبغي": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هو". "جوارك": مفعول به منصوب، وهو مضاف، والكاف ضمير في محل جر بالإضافة. "حين": ظرف زمان منصوب متعلق بـ"يبغي": "لات": حرف نفي بطل عمله لأنه لم يدخل على زمان. "مجير": فاعل لفعل محذوف تقديره: حين لا يحصل مجير له، أو مبتدأ خبره محذوف والتقدير "لات له مجير".
وجملة: "لهفي عليك
…
" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "يبغي جوارك" في محل جر نعت "خائف". وجملة: "لات مجير" في محل جر بالإضافة.
الشاهد: قوله: "لات مجير" حيث وقع اسم مرفوع من غير أسماء الزمان بعد "لات" واعتبر الاسم المرفوع فاعلا لفعل محذوف، أو مبتدأ خبره محذوف.
1 تقدم بالرقم 80.
2 ص: 30.
والخبر محذوف، والتقدير: ولات حين مناص لهم، أي: كائنا لهم.
خاتمة: أصل "لات": "لا" النافية زيدت عليها تاء التأنيث، كما في "ربت" و"ثمت" قيل: ليقوى شبهها بالفعل، وقيل: للمبالغة في النفي، كما في نحو:"علامة" و"نسابة"، للمبالغة، وحركت فرقا بين لحاقها الحرف ولحاقها الفعل، وليس لالتقاء الساكنين؛ بدليل "ربت" و"ثمت" فإنها فيهما متحركة مع تحريك ما قبلها.
وقيل: أصلها ليس، قلبت الياء ألفا والسين تاء، وهو ضعيف لوجهين:
الأول: أن فيه جمعا بين إعلالين، وهو مرفوض في كلامهم لم يجئ منه إلا ماء وشاء، ألا ترى أنهم لم يدغموا في "يطد" و"يتد" فرارا من حذف الواو التي هي الفاء وقلب العين إلى جنس اللام.
والثاني: أن قلب الياء الساكنة ألفا وقلب السين تاء شاذان لا يقدم عليهما إلا بدليل، ولا دليل. والله أعلم.