الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أفعال المقاربة:
"أقسام أفعال المقاربة":
اعلم أن هذا الباب يشتمل على ثلاثة أنواع من الفعل: أفعال المقاربة، وهي ثلاثة: كاد وكرب، وأوشك، وضعت للدلالة على قرب الخبر، وأفعال الرجاء، وهي أيضاً ثلاثة: عسى، وحرى، واخلولق، وضعت للدلالة على رجاء الخبر، وبقية أفعال الباب للدلالة على الشروع في الخبر، وهي: أنشأ، وطفق، وأخذ، وجعل، وعلق؛ فتسمية الكل أفعال مقاربة من باب التغليب.
64-
ككان كاد وعسى، لكن ندر
…
غير مضارع لهذين خبر
"كَكَانَ" في العمل "كَادَ وعَسَى لَكِنْ نَدَرْ غَيْرُ" جملة فعل "مُضَارِع لِهَذَيْنِ" وأخواتهما من أفعال الباب "خَبَرْ" فلذلك افترقا ببابين، وغير جملة المضارع: المفرد، كقوله "من الطويل":
231-
فَأبْتُ إلَى فَهْمٍ وَمَا كِدْتُ آئبا
…
"وكم مثلها فارقتها وهي تصفر"
231- التخريج: البيت لتأبط شرا في ديوانه ص91؛ والأغاني 21/ 159؛ وتخليص الشواهد ص309؛ وخزانة الأدب 8/ 374، 375، 376؛ والخصائص 1/ 391؛ والدرر 2/ 150؛ وشرح التصريح 1/ 203؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص83؛ وشرح شواهد الإيضاح ص629؛ ولسان العرب 3/ 383 "كيد"؛ والمقاصد النحوية 2/ 165؛ وبلا نسبة في الإنصاف 2/ 544؛ وخزانة الأدب 9/ 347؛ ورصف المباني ص190؛ وشرح ابن عقيل ص164؛ وشرح عمدة الحافظ ص822؛ وشرح المفصل 7/ 13؛ وهمع الهوامع 1/ 130. =
وقوله "من الرجز":
232-
"أكثرت في العذل ملحا دائما"
…
لَا تُكْثِرَنَّ إنّي عَسِيتُ صَائِمَا
= شرح المفردات: أبت: عدت. فهم: اسم قبيلة الشاعر. تصفر: تتأسف.
المعنى: يقول: عدت إلى قومي بعد أن عز الرجوع إليهم لمشارفتي على التلف، وكم مثلها فارقتها وهي تتأسف.
الإعراب: "فأبت": الفاء بحسب ما قبلها، "أبت": فعل ماض، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. "إلى فهم": جار ومجرور متعلقان بـ"أبت". "وما": الواو الحالية، "ما" حرف نفي. "كدت": فعل ماض ناقص من أفعال المقاربة، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع اسم "كاد". "آئبا": خبر "كاد": منصوب. "وكم": الواو حرف استئناف، "كم" خبرية في محل رفع مبتدأ وهو مضاف. "مثلها": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، و"ها" ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "فارقتها": فعل ماض، والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل، و"ها": ضمير في محل نصب مفعول به. "وهي": الواو حالية، "هي": ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. "تصفر": فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره:"هي".
وجمل: "أبت
…
" بحسب ما قبلها. وجملة "وما كدت آئبا" في محل نصب حال. وجملة: "كم مثلها فارقتها
…
" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "فارقتها" في محل رفع خبر المبتدأ "كم". وجملة "وهي تصفر" في محل نصب حال.
الشاهد: قوله: "كدت آئبا" حيث جاء خبر "كاد"، وهو "آئبا" اسما مفردا، وهذا شاذ.
232-
التخريج: الرجز لرؤبة في ملحقات ديوانه ص185؛ وخزانة الأدب 9/ 316، 317، 322؛ والخصائص 1/ 83؛ والدرر 2/ 149؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص83؛ والمقاصد النحوية 2/ 161؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 175؛ وتخليص الشواهد ص309؛ وخزانة الأدب 8/ 374، 376؛ والجنى الداني ص463؛ وشرح شواهد المغني ص444؛ وشرح المفصل 7/ 14؛ ومغني اللبيب 1/ 152؛ وهمع الهوامع 1/ 130.
اللغة: العذل: اللوم. ملحا: ملجا.
الإعراب: "أكثرت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "في العذل": جار ومجرور متعلقان بـ"أكثرت". "ملحا": حال منصوب. "دائما": نعت "ملحا" منصوب. "لا": الناهية. "تكثرن": فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة، والنون للتوكيد، وهو في محل جزم، وفاعله ضمير مستتر تقديره:"أنت". "إني": حرف مشبه بالفعل، والياء ضمير في محل نصب اسم "إن". "عسيت": فعل ماض ناقص، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع اسم "عسى". "صائما": خبر "عسى" منصوب.
وجملة: "أكثرت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لا تكثرن" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "إني عسيت
…
" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "عسيت" في محل رفع خبر "إن".
الشاهد: قوله: "عسيت صائما" حيث ورد خبر "عسى" اسما مفردا ظاهرا، والأصل أن يرد جملة فعلية فعلها مضارع.
وأما: {فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ} 1 فالخبر محذوف، أي: يمسح مسحا؛ والجملة الاسمية كقوله "من الوافر":
233-
وَقَدْ جَعَلَتْ قَلُوصُ بَنِي زِيَادٍ
…
مِنَ الأَكْوَارِ مَرْتَعُهَا قَرِيْبُ
وجملة الماضي؛ كقول ابن عباس رضي الله عنهما: "فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا".
"اقتران خبر أفعال المقاربة بـ"أن":
165-
وكونه بدون "أن" بعد عسى
…
نزر وكاد الأمر فيه عكسا
"وَكَوْنُهُ"، أي: كون المضارع الواقع خبرا "بِدُوْنِ أن" المصدرية "بَعْدَ عَسَى نَزْرٌ"، أي:
1 ص: 33.
233-
التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص320؛ وخزانة الأدب 5/ 120، 9/ 352؛ والدرر 2/ 152؛ وشرح التصريح 1/ 204؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص310؛ وشرح شواهد المغني ص606؛ والمقاصد النحوية 2/ 170؛ وهمع الهوامع 1/ 130.
اللغة: القلوص: الناقة الفتية. بنو زياد: اسم قبيلة. الأكوار: جمع كور وهو القطيع الضخم من الإبل، وبيت النحل. المرتع: مكان الرعي الخصيب.
المعنى: لقد صارت نوق بني زياد الفتية ترعى قريبا من القطيع، أو قريبا من بيوت النحل والزنابير، كناية عن قرب المرعى من مساكن القبيلة.
الإعراب: وقد: "الواو": بحسب ما قبلها، "قد": حرف تحقيق وتقريب. جعلت: فعل ماض ناقص "من أفعال الشروع"، و"التاء": للتأنيث. قلوص: اسم "جعلت" مرفوع بالضمة. بني. مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. زياد: مضاف إليه مجرور بالكسرة. من الأكوار: جار ومجرور متعلقان بـ"قريب". مرتعها: مبتدأ مرفوع بالضمة، و"ها": ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. قريب: خبر "مرتع" مرفوع بالضمة.
وجملة "وقد جعلت
…
": بحسب ما قبلها، أو ابتدائية لا محل لها. وجملة "مرتعها قريب": في محل نصب خبر "جعلت".
والشاهد فيه قوله: "جعلت قلوص
…
مرتعها قريب" حيث جاء خبر "جعلت" جملة اسمية، معتبرة مكان الجملة الفعلية "تقترب من الأكوار".
قليل، ومنه قوله "من الوافر":
234-
عَسَى الْكَرْبُ الَّذِي أَمْسَيْتَ فِيْهِ
…
يَكُوْنُ وَرَاءَهُ فَرَجٌ قَرِيْبُ
"وَكَادَ الأمْرُ فِيْهِ عُكِسَا" فاقترانه بـ"أن" بعدها قليل، كقوله "من الخفيف":
235-
كَادَتِ الْنَفْسُ أنْ تَفِيظَ عَلَيْهِ
…
"إذ غدا حشو ريطة وبرود"
234- التخريج: البيت لهدبة بن خشرم في خزانة الأدب 9/ 328؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 142؛ والدرر 2/ 145؛ وشرح التصريح 1/ 206؛ وشرح شواهد الإيضاح ص97؛ وشرح شواهد المغني ص443؛ والكتاب 3/ 159؛ واللمع ص225؛ والمقاصد النحوية 2/ 184؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص128؛ وتخليص الشواهد ص326؛ وخزانة الأدب 9/ 316؛ والجنى الداني ص462؛ وشرح ابن عقيل ص165؛ وشرح عمدة الحافظ ص816؛ والمقرب 1/ 98؛ وشرح المفصل 7/ 177، 121؛ ومغني اللبيب ص152؛ والمقتضب 3/ 70؛ وهمع اللهوامع 1/ 130.
شرح المفردات: الكرب: الهم والغم.
الإعراب: "عسى": فعل ماض ناقص من أفعال الرجاء. "الكرب": اسم "عسى" مرفوع. "الذي": اسم موصول مبني في محل نعت "الكرب". "أمسيت": فعل ماض ناقص، والتاء ضمير في رفع اسم "أمسى". "فيه": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "أمسى". "يكون": فعل مضارع ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هو". "وراءه": ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف خبر مقدم، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "فرج": مبتدأ مؤخر. "قريب": نعت "فرج" مرفوع.
وجملة: "عسى الكرب" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "أمسيت فيه" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة: "وراءه فرج" في محل نصب خبر "يكون". وجملة "يكون
…
" في محب نصب خبر "عسى".
الشاهد: قوله: "يكون وراءه فرج قريب" حيث وقع خبر "عسى" فعلا مضارعا مجردا من "أن" المصدرية وهذا قليل.
235-
التخريج: البيت بلا نسبة في أدب الكاتب ص406؛ وأوضح المسالك 1/ 315؛ وخزانة الأدب 9/ 348؛ وشرح شواهد المغني 2/ 948؛ وشرح ابن عقيل ص167؛ ولسان العرب 6/ 234 "نفس"، 7/ 454 "فيظ"؛ ومغني اللبيب 2/ 662. ونسبه الأب حنا الفاخوري في تحقيقه لشرح شذور الذهب ص293 لمحمد بن مناذر اليربوعي بالولاء.
اللغة والمعنى: تفيض: تهلك. الرابطة: الثوب الذي يشبه الملحفة، وهنا بمعنى الكفن. البرود: الثوب المخطط.
يقول: كادت النفس تفارق الجسد لفقد ذلك الرجل الذي لف بأكفانه.
الإعراب: كادت: فعل ماض ناقص، والتاء: للتأنيث. النفس: اسم "كاد" مرفوع. أن: حرف نصب ومصدري. تفيض: فعل مضارع منصوب، والفاعل: هي. عليه: جار ومجرور متعلقان بـ"تفيض". إذ: =
وقوله "من الطويل":
236-
أَبَيْتُمْ قَبُوْلَ السِّلْمِ مِنَّا فَكِدْتُمُو
…
لَدَى الْحَرْبِ أنْ تُغْنُو الْسُّيُوفَ عَنِ السَّلِّ
وأنشد سيبويه "من الطويل":
237-
فَلَمْ أرَ مِثْلَهَا خُبَاسَةً وَاجِد
…
فَنَهْنَهْتُ نَفْسِي بَعْدَمَا كِدْتُ أَفْعَلَهْ
= ظرف متعلق بـ"تفيض". غدا: فعل ماض، والفاعل: هو. حشو: حال منصوب، وهو مضاف. ريطة: مضاف إليه مجرور. وبرود: الواو: حرف عطف، برود: معطوف على "ريطة" مجرور. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل نصب خبر "كاد".
وجملة "كادت النفس أن تفيض" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية، أو ابتدائية. وجملة "تفيض عليه" الفعلية لا محل لها، صلة الموصول الحرفي. وجملة "غدا حشو ريطة وبرود" الفعلية في محل جر بالإضافة.
والشاهد فيه قوله: "كادت النفس أن تفيض" حيث جاء خبر "كاد" جملة مضارعية مقترنة بـ"أن"، والأكثر عدم اقترانها بها.
236-
التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص330؛ والمقاصد النحوية 2/ 208.
اللغة: أبيتم: رفضتم. السلم: الصلح.
المعنى: يقول: لقد عرضنا عليكم الصلح فرفضتموه، وقررتم محاربتنا، وما إن التقينا حتى كدنا لا نحتاج إلى سل سيوفنا لجبنكم وعجزكم عن مقاومتنا.
الإعراب: أبيتم: فعل ماض، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل، و"الميم": لجمع الذكور. قبول: مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف. السلم: مضاف إليه مجرور بالكسرة. منا: جار ومجرور متعلقان بـ"قبول" فكدتم": الفاء حرف عطف، "كدتم": فعل ماض ناقص، و"التاء": ضمير في محل رفع اسم "كاد"، و"الميم": لجمع الذكور. لدى: ظرف متعلق بـ"تغنوا" وهو مضاف. الحرب: مضاف إليه مجرور بالكسرة. أن: حرف نصب ومصدري. تغنوا: فعل مضارع منصوب بحذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، و"الواو": ضمير في محل رفع فاعل. السيوف: مفعول به منصوب بالفتحة. عن السل: جار ومجرور متعلقان بـ"تغنوا".
وجملة "أبيتم قبول السلم": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "كدتم
…
": استئنافية لا محل لها من الإعراب. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل نصب خبر "كاد".
الشاهد: قوله: "كدتم
…
أن تغنوا" حيث اقترن الفعل المضارع الواقع خبرا لـ"كان" بـ"أن" الناصبة، وهذا قليل.
237-
التخريج: البيت لامرئ القيس في ملحق ديوانه ص471؛ وله أو لعمرو "لعله تحريف عامر" ابن جؤين في لسان العرب 6/ 62 "خبس"؛ ولعامر بن جؤين في الأغاني 9/ 93؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 337؛ والكتاب 1/ 307؛ والمقاصد النحوية 4/ 401؛ ولعامر بن جؤين أو لبعض الطائيين في شرح شواهد المغني ص931؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص148؛ وجمهرة اللغة ص289؛ والدرر =
وقال: أراد بعدما كدت أن أفعله، فحذف "أن" وأبقى عملها، وفيه إشعار باطراد اقتران خبر "كاد" بـ"أن"؛ لأن العامل لا يحذف ويبقى عمله إلا إذا اطرد ثبوته.
166-
وكعسى حرى ولكن جعلا
…
خبرها حتما بأن متصلا
167-
وألزموا اخلولق "أن" مثل حرى
…
وبعد أوشك انتفا "أن" نزرا
"وَكَعَسَى" في العمل والدلالة على الرجاء "حَرَى وَلكِنْ جُعِلا خَبَرُهَا حَتْما بِأَنْ مُتَّصِلا"، نحو:"حرى زيد أن يقوم"، ولا يجوز حرى زيد يقوم "وَأَلْزَمُوْا اخْلَوْلَقَ، أنْ مِثْلَ حَرَى"، فقالوا:"أخلولقت السماء أن تمطر"، ولم يقولوا: اخلولقت تمطر "وَبَعْدَ أَوْشَكَ انْتِفَا "أَنْ" نَزُرَا"، أي: قل، والكثير الاقتران بها، كقوله "من الطويل":
238-
وَلَوْ سُئِل الْنَّاسُ التّرَابَ لأَوْشَكُوا
…
إذَا قِيْلَ هَاتُوا أَنْ يَمَلُّوا وَيَمْنَعُوا
= 1/ 177؛ ورصف المباني ص113؛ ومغني اللبيب2/ 640؛ والمقرب 1/ 270؛ وهمع الهوامع 1/ 58.
اللغة: الخباسة: الغنيمة. نهنهت نفسي: كففتها وزجرتها.
المعنى: لم أر مثلها غنيمة محب وقد زجرت نفسي ومنعتها بعد ما كدت أن أقع فيه.
الإعراب: "فلم": "الفاء": بحسب ما قبلها، "لم": حرف نفي وجزم وقلب. "أر": فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، والفاعل: ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا. "مثلها": مفعول به منصوب. "خباسة": مفعول به ثان منصوب بالفتحة. "واجد": مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة. "ونهنهت": الواو استئنافية، "نهنهت": فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، والتاء: في محل رفع فاعل. "نفسي": مفعول به منصوب وهو مضاف، والياء: ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة. "بعد": مفعول فيه ظرف مكان منصوب متعلق بالفعل نهنهت. "ما كدت": "ما": مصدرية تؤول مع ما بعدها بمصدر في محل جر بالإضافة، "كدت": فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، والتاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع اسمها. "أفعله": فعل مضارع منصوب بأن "المحذوفة"، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا، والهاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. والمصدر المؤول من "أن" وما بعده في محل نصب خبر "كاد".
وجملة "لم أر": بحسب ما قبلها. وجملة "نهنهت نفسي": جملة فعلية لا محل لها من الإعراب استئنافية. وجملة "كدت أفعله": صلة الموصول الحرفي لا محل لها. وجملة "أفعله": صلة الموصول الحرفي لا محل لها.
والشاهد فيه قوله: "ما كدت أفعله" نصب أفعله بأن المحذوفة للضرورة.
238-
التخريج: البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 311؛ وتخليص الشواهد ص322؛ والدرر =
ومن التجرد قوله "من المنسرح":
239-
يُوْشِكُ مَنْ فَرَّ مِنْ مَنِيَّتِهِ
…
فِيْ بَعْضِ غِرَّاتِهِ يُوَافِقُهَا
= 2/ 144؛ وشرح التصريح 1/ 206؛ وشرح ابن عقيل ص168، 171؛ وشرح عمدة الحافظ ص817؛ ولسان العرب 10/ 513 "وشك"؛ والمقاصد النحوية 2/ 182؛ وهمع الهوامع 1/ 130.
اللغة والمعنى: سئل: طلب منهم العطاء. هاتوا: أعطوا. ملوا الشيء: سئموه. يمنعوا: يحرموا.
يقول: من طبيعة الناس الاستئثار بكل شيء، فإذا طلب منهم أن يعطوا التراب وهو أتفه شيء في الوجود لامتنعوا.
الإعراب: ولو: الواو: بحسب ما قبلها، لو: حرف امتناع. سئل: فعل ماض للمجهول. الناس: نائب فاعل مرفوع. وهو في الأصل مفعول به أول. التراب: مفعول به ثان. لأوشكوا: اللام: رابطة لجواب "لو"، أوشكوا: من الأفعال المقاربة مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. والواو: ضمير في محل رفع اسم "أوشك"، والألف: للتفريق. إذا: ظرف يتضمن معنى الشرط. قيل: فعل ماض مبني لمجهول. هاتوا: فعل أمر، والواو: فاعل، والألف: للتفريق. أن: حرف نصب ومصدري. يملوا: فعل مضارع منصوب بحذف النون، والواو: فاعل. فيمنعوا: الفاء: حرف عطف، يمنعوا: فعل مضارع معطوف على "يملوا" منصوب بحذف النون، والواو: فاعل، والألف: للتفريق.
وجملة "لو سئل الناس
…
" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية، أو معطوفة على جملة سابقة. وجملة "لأوشكوا" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم. وجملة "إذا قيل هاتوا" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها اعتراضية. وجملة "قيل
…
" الفعلية في محل جر بالإضافة. وجملة "هاتوا" الفعلية في محل رفع نائب فاعل. والجملة المصدرية من "أن" وما بعدها في محل نصب خبر "أوشك". وجملة "يمنعوا" الفعلية معطوفة على جملة "يملوا".
والشاهد فيه قوله: "لأوشكوا أن يملوا" حيث اقترن خبر "أوشك" بـ"أن" المصدرية مع الفعل المضارع، وهو الغالب في خبرها.
239-
التخريج: البيت لأمية بن أبي الصلت في ديوانه ص42؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 167؛ وشرح التصريح 1/ 207؛ وشرح المفصل 7/ 126؛ والعقد الفريد 3/ 187؛ والكتاب 3/ 161؛ ولسان العرب 6/ 32 "بيس"، 188 "كأس"؛ والمقاصد النحوية 2/ 187؛ ولعمران بن حطان في ديوانه ص123؛ ولأمية أو لرجل من الخوارج في تخليص الشواهد ص323؛ والدرر 2/ 136؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 313؛ وشرح ابن عقيل ص167؛ وشرح عمدة الحافظ ص818؛ والمقرب 1/ 98؛ ومع الهوامع 1/ 129، 130.
اللغة والمعنى: المنية: الموت. الغرات: ج الغرة، وهي الغفلة. يوافقها: يصادفها.
يقول: إن الذي يفر من ساحة الوغى طمعا بالنجاة، فإن الموت لا بد ملاقيه في غفلة من غفلاته. =
168-
ومثل كاد في الأصح كربا
…
وترك "أن" مع ذي الشروع وجبا
169-
كأنشأ السائق يحدو وطفق
…
كذا جعلت وأخذت وعلق
"وَمِثْل كَادَ فِي الأَصَحِّ كَرَبَا" بفتح الراء، ونقل كسرها أيضا، يعني أن إثبات "أن" بعدها قليل؛ ومنه قوله "من الرجز":
240-
قَدْ بُرْتَ أوْ كَرَبْتَ أَنْ تَبُورا
…
لَمَّا رَأَيْتَ بَيْهَسا مَثْبُورَا
= وبمعنى آخر: أن الإنسان مصيره إلى الهلاك لا محالة.
الإعراب: يوشك: فعل مضارع ناقص مرفوع. من: اسم موصول مبني في محل رفع اسم "يوشك". فر: فعل ماض، والفاعل: هو. من منيته: جار ومجرور متعلقان بـ"فر"، وهو مضاف، والهاء: ضمير في محل جر بالإضافة. في بعض: جار ومجرور متعلقان بـ"يوافقها"، وهو مضاف. غراته: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، والهاء: ضمير في محل جر بالإضافة. يوافقها: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: هو، وها: ضمير في محل نصب مفعول به.
وجملة "يوشك
…
" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية أو استئنافية. وجملة "فر من منيته" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول. وجملة "يوافقها" الفعلية في محل نصب خبر "يوشك".
والشاهد فيه مجيء خبر "يوشك" غير مقترن بـ"أن"، وهذا قليل.
240-
التخريج: الرجز للعجاج في ملحق ديوانه 2/ 286؛ والمقاصد النحوية 2/ 210؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص330.
اللغة: برت: هلكت. كرب: اقترب. تبور: تهلك. البيهس: من أسماء الأسد، ثم سمي به علم. الثبور: الخاسر أو الهالك.
الإعراب: قد: حرف تحقيق. برت: فعل ماض، و"التاء": ضمير في محل رفع فاع. أو: حرف عطف. كربت: فعل ماض ناقص، و"التاء": ضمير في محل رفع اسم "كرب". أن: حرف نصب ومصدري. تبورا: فعل مضارع منصوب، و"الألف": للإطلاق، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت". لما: ظرف زمان متعلق بـ"برت". رأيت: فعل ماض، و"التاء": ضمير في محل رفع فاعل. بيهسا: مفعول به منصوب. مثبورا: حال منصوب بالفتحة.
وجملة "قد برت
…
": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "كربت
…
" معطوفة على سابقتها. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل نصب خبر "كرب". وجملة "رأيت
…
": في محل جر بالإضافة.
الشاهد: قوله: "كربت أن تبورا" حيث جاء خبر "كرب" فعلا مضارعا مقترنا بـ"أن" الناصبة، وهذا من القليل.
وقوله "من الطويل":
241-
سَقَاهَا ذَوُوْ الأحْلَامِ سَجْلاً عَلَى الظَّمَا
…
وَقَدْ كَرَبَتْ أعْنَاقُهَا أنْ تُقَطَّعَا
والكثير التجرد، ولم يذكر سيبويه غيره، ومنه قوله "من الخفيف":
242-
كَرَبَ الْقَلْبُ مِنْ جَوَاهُ يَذُوبُ
…
حِيْنَ قَالَ الوُشَاةُ هِنْدٌ غَضُوْبُ
241- التخريج: البيت لأبي زيد الأسلمي في الدرر 2/ 143؛ وشرح التصريح 1/ 207؛ وشرح عمدة الحافظ ص815؛ والمقاصد النحوية 2/ 193؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 316؛ وشرح ابن عقيل ص196؛ والمقرب 1/ 99؛ وهمع الهوامع 1/ 130؛ وتخليص الشواهد ص330.
اللغة والمعنى: ذوو الأحلام: أصحاب العقول. السجل: الدلو. الظمأ: العطش.
يقول: لقد سقاها أصحاب العقول عندما كانت بأشد الحاجة إلى الماء، وأوشكت على الهلاك.
الإعراب: سقاها: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر، وها: ضمير في محل نصب مفعول به. ذوو: فاعل مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف. الأحلام: مضاف إليه مجرور. سجلا: مفعول به ثان لـ"سقى" منصوب. على الظما: جار ومجرور متعلقان بـ"سقى". وقد: الواو: حالية، قد: حرف تحقيق. كربت: فعل ماض ناقص، والتاء: للتأنيث. أعناقها: اسم "كرب" مرفوع، وهو مضاف، وها: ضمير في محل جر بالإضافة. أن: حرف نصب ومصدري. تقطعا: فعل مضارع منصوب أصله "تتقطعا" حذفت تاؤه الأولى للتخفيف، والفاعل: هي، والألف: للإطلاق. والمصدر المؤول من "أن تقطعا" في محل نصب خبر "كرب".
وجملة "سقاها ذوو الأحلام" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "قد كربت
…
" الفعلية في محل نصب حال. وجملة "أن تقطعا" الفعلية في محل نصب خبر "كرب".
والشاهد فيه قوله: "أن تقطعا" حيث جاء خبر "كرب" فعلا مضارعا مقترنا بـ"أن"، والأكثر عدم الاقتران.
242-
التخريج: البيت للكلحبة اليربوعي أو لرجل من طيئ في الدرر 2/ 141؛ وشرح التصريح 1/ 207؛ والمقاصد النحوية 2/ 189؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 314؛ وتخليص الشواهد ص330؛ وشرح ابن عقيل ص169؛ وشرح عمدة الحافظ ص814؛ وهمع الهوامع 1/ 130.
اللغة والمعنى: الجوى: حرقة الفؤاد من عشق أو حزن. الوشاة: ج الواشي. وهو النمام والمفسد.
يقول: إن قلبه كاد يذوب من شدة الوجد والحزن حين أخبره المفسدون أن هندا قد غضبت عليه.
الإعراب: كرب: فعل ماض ناقص. القلب: اسم "كرب" مرفوع. من جراه: جار ومجرور متعلقان بـ"يذوب"، وهو مضاف، والهاء: ضمير في محل جر بالإضافة. يذوب: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: هو. حين: ظرف متعلق بـ"يذوب". قال: فعل ماض. الوشاة: فاعل مرفوع. هند: مبتدأ مرفوع. غضوب: خبر مرفوع.
وجملة "كرب القلب
…
" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "يذوب" الفعلية في =
"وَتَرْكَ "أَنْ" مَعَ ذِي الشُّرُوعِ وَجَبَا" لما بينهما من المنافاة؛ لأن أفعال الشروع للحال، و"أن" للاستقبال "كَأَنْشَأَ السَّائِقُ يَحْدُو وَطَفِق" زيد يعدو، بكسر الفاء وفتحها وطبق بالباء أيضا، و"كَذَا جَعَلْتُ" أتكلم "وَأَخَذْتُ" أقرأ "وَعَلِق" زيد يسمع؛ ومنه قوله "من الوافر":
243-
أرَاكَ عَلِقْتَ تَظْلِم مَنْ أجَرْنَا
…
وَظُلْمُ الْجَارِ إذْلَالُ الْمُجِيْرِ
تنبيهات: الأول: عد الناظم في غير هذا الكتاب من أفعال الشروع "هب" و"قام"، نحو:"هب زيد يفعل"، و"قام بكر ينشد".
الثاني: إذا دل دليل على خبر هذا الباب جاز حذفه، ومنه الحديث:"من تأنى أصاب أو كاد، ومن عجل أخطأ أو كاد".
= محل نصب خبر "كرب". وجملة "قال الوشاة" الفعلية في محل جر بالإضافة. وجملة "هند غضوب" الاسمية في محل نصب مفعول به.
والشاهد فيه: "يذوب" حيث جرد خبر "كرب" من "أن"، وهذا هو الغالب.
243-
التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 2/ 134؛ وشرح عمدة الحافظ ص810؛ وهمع الهوامع 1/ 128.
اللغة والمعنى: علقت: أخذت. تظلم: تعتدي. أجرنا: أغثنا وساعدنا. المجير: المغيث.
يقول: إنني أراك تعتدي على من ساعدناه وحميناه، واعتداؤك على من احتمى بنا هو اعتداء علينا بالذات.
الإعراب: أراك: فعل مضارع مروفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر، والفاعل: أنا، والكاف: ضمير في محل نصب مفعول به أول. علقت: فعل ماض ناقص، والتاء: ضمير في محل رفع اسم "علق". تظلم: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل: أنت. من: اسم موصول في محل نصب مفعول به. أجرنا: فعل ماض مبني على السكون، ونا: ضمير في محل رفع فاعل، والعائد محذوف تقديره:"أجرناه". وظلم: الواو: حرف استئناف، ظلم: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. الجار: مضاف إليه مجرور. إذلال: خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف. المجير: مضاف إليه مجرور.
وجملة "أراك علقت
…
" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "علقت تظلم" الفعلية في محل نصب مفعول به ثان لـ"أرى". وجملة "تظلم" الفعلية في محل نصب خبر "علق". وجملة "أجرنا" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول. وجملة "ظلم الجار إذلال المجير" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية.
والشاهد فيه قوله: "علقت تظلم" حيث أتى خبر "علق" الدال على الشروع فعلا مضارعا مجردا من "أن" المصدرية، وهو الأصل في خبر هذا الفعل وإخوانه. =
الثالث: يجب في المضارع الواقع خبرا لأفعال هذا الباب -غير "عسى"- أن يكون رافعا لضمير الاسم، وأما قوله "من الطويل":
244-
"وقفت على ربع لمية ناقتي
…
فما زلت أبكي عنده وأخاطبه"
وَأَسْقِيهِ حَتَّى كَادَ مِمَّا أَبُثُّه
…
تُكَلِّمنِي أحْجَارُهُ وَمَلَاعِبُه
244- التخريج: البيتان لذي الرمة في ديوانه ص821؛ وأدب الكاتب ص462؛ والدرر 2/ 155؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 364؛ وشرح التصريح 1/ 204؛ وشرح شافية ابن الحاجب 1/ 91، 92؛ وشرح شواهد الإيضاح ص583؛ وشرح شواهد الشافية ص41؛ والكتاب 4/ 59؛ ولسان العرب 14/ 391 "سقى"، 14/ 440 "شكا"؛ والمقاصد النحوية 2/ 176؛ والممتع في التصريف ص187؛ وبلا نسبة في الصاحبي في فقه اللغة ص226؛ وهمع الهوامع 1/ 131.
شرح المفردات: الربع: المكان الذي تقطنه مية. مية: حبيبة الشاعر. أسقيه: أدعو له بالسقيا. أبثه: أخبره بكل ما في نفسي. الملاعب: ج الملعب، وهو مكان اللعب.
المعنى: يقول: لقد أقام في ربع حبيبته يبكي ويخاطبه ويطلب له السقيا ويبثه لواعجه حتى كادت أحجاره وملاعبه تكلمه.
الإعراب: "وقفت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "على ربع": جار ومجرور متعلقان بـ"وقف". "لمية": جار ومجرور متعلقان بـ"وقف". "ناقتي": مفعول به منصوب، وهو مضاف، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "فما": الفاء: حرف استئناف. "ما": حرف نفي. "زلت": فعل ماض ناقص، والتاء ضمير في محل رفع اسم "ما زال". "أبكي": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر في وجوبا تقديره "أنا". "حوله": ظرف مكان متعلق بـ"أبكي"، وهو مضاف. والهاء، ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله
…
وجوبا "أنا". و"أسقيه": الواو حرف عطف، "أسقيه" يعرب إعراب "أخاطبه" "حتى": حرف غاية وجر. "كاد": فعل ماض ناقص من أفعال المقاربة. "مما": جار ومجرور متعلقان بـ"تكلمني": "أبثه": فعل مضارع مرفوع، والهاء ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله
…
وجوبا "أنا". "تكلمني": فعل مضارع مرفوع، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به. "أحجاره":"أحجار" فاعل مرفوع، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "وملاعبه": الواو حرف عطف، و"ملاعبه": معطوف على "أحجاره".
وجملة: "وقفت
…
" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "ما زلت أبكي" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "أبكي" في محل نصب خبر "ما زال". وجملة "وأخاطبه" معطوفة على جملة "أبكي". وجملة "أسقيه" معطوفة على جملة "أبكي". وجملة "كاد تكلمني
…
" في محل جر بحرف الجر وجملة: "أبثه" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "تكلمني" في محل نصب خبر "كاد".
الشاهد قوله: "كاد تكلمني أحجاره" حيث رفع المضارع الواقع خبرا لـ"كاد" السببي، الاسم الظاهر المضاف إلى ضمير الاسم، وهو "أحجاره". وقيل:"أحجاره" بدل من الضمير المستتر في "كاد" العائد إلى "الربع"، و"تكلمني" فيه ضمير مستتر عائد إلى "أحجار". وأصل الكلام هو:"كاد "هو" أحجاره تكلمني".
وقوله "من البسيط":
245-
وَقَدْ جَعَلْتُ إذَا مَا قُمْتُ يُثْقِلُنِي
…
ثَوْبِي فَأَنْهَضُ نَهْضَ الْشَّارِبِ الثملِ
فأحجاره وثوبي: بدلان من اسمي كاد وجعل، وأما "عسى" فإنه يجوز في المضارع بعدها خاصة أن يرفع السببي؛ كقوله "من الطويل":
246-
وَمَاذَا عَسَى الحَجَّاجُ يَبْلُغُ جَهْدُهُ
…
إذَا نَحْنُ جَاوَزْنَا حَفِيْرَ زِيَادِ
245- التخريج: البيت لعمرو بن أحمر في ملحق ديوانه ص181-182؛ وخزانة الأدب 9/ 359، 362؛ ولأبي حية النمري في ملحق ديوانه ص186؛ والحيوان 6/ 483؛ وشرح التصريح 1/ 204؛ وشرح شواهد الإيضاح ص74؛ والمقاصد النحوية 2/ 173؛ ولابن أحمر أو لأبي حية النمري في الدرر 2/ 133؛ ولأبي حية أو للحكم بن عبدل في شرح شواهد المغني 2/ 911؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 305؛ وشرح التصريح 1/ 206؛ ومغني اللبيب 2/ 579؛ والمقرب 1/ 101.
اللغة والمعنى: يثقلني: يجهدني ويتعبني. أنهض: أقوم. الثمل: السكران.
الإعراب: وقد: الواو: حسب ما قبلها، قد: حرف تحقيق. جعلت: من أفعال الشروع، والتاء: ضمير في محل رفع اسم "جعل". إذا: ظرف يتضمن معنى الشرط. ما: زائدة. قمت: فعل ماض، والتاء: فاعل. يثقلني: فعل مضارع مرفوع، والنون: للوقاية، والياء: في محل نصب مفعول به. ثوبي: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء، وهو مضاف. والياء: في محل جر بالإضافة. فأنهض: الفاء: حرف عطف، أنهض: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: أنا. نهض: مفعول مطلق منصوب، وهو مضاف. الشارب: مضاف إليه مجرور. الثمل: نعت "الشارب" مجرور.
وجملة "جعلت
…
" الفعلية معطوفة على ما قبلها، أو استئنافية. وجملة "قمت
…
" الفعلية في محل جر بالإضافة. وجملة "يثقلني" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم. وجملة "أنهض
…
" الفعلية معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب.
والشاهد فيه مجيء "جعل" للشروع، وخبره جملة شرطية مصدرة بـ"إذا".
246-
التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 1/ 160؛ والدرر 2/ 154؛ وشرح التصريح 1/ 205؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص677؛ ومعجم ما استعجم ص459؛ والمقاصد النحوية 2/ 180؛ ولمالك بن الريب في ملحق ديوانه ص51؛ وخزانة الأدب 2/ 211؛ والشعر والشعراء 1/ 361؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 1/ 131.
شرح المفردات: جاوز: قطع. حفير زياد: موضع.
المعنى: يقول بماذا يستطيع الحجاج بن يوسف إدراكنا إذا تجاوزنا حفير زياد، وابتعدنا عن حدود ولايته؟ =
روي بنصب "جهده" ورفعه، ولا يجوز أن يرفع ظاهرا غير سببي، وأما قوله "من الوافر":
عَسَى الْكَرْبُ الَّذِي أَمْسَيْتَ فِيْهِ
…
يَكُوْنُ وَرَاءَهُ فَرَجٌ قَرِيْبُ1
فإن في "يكون" ضمير الاسم، والجملة بعد خبر كان.
"ما يتصرف من أفعال المقاربة":
170-
واستعملوا مضارعا لأوشكا
…
وكاد لا غير وزادوا موشكا
"وَاسْتَعْمَلُوا مُضَارِعا لأَوْشَكَا" كما رأيت، وهو أكثر استعمالا من ماضيها "وَكَادَ لا غَيْرُ"، أي: دون غيرهما من أفعال الباب؛ فإنه ملازم لصيغة الماضي، "وَزَادُوا مُوْشِكا" اسم
= الإعراب. "وماذا": الواو بحسب ما قبلها، "ماذا": اسم استفهام في محل رفع مبتدأ. وقيل: "ما" اسم استفهام في محل رفع مبتدأ، و"ذا" اسم موصول في محل رفع خبر "ما". "عسى": فعل ماض ناقص من أفعال الرجاء. "الحجاج": اسم "عسى" مرفوع. "يبلغ": فعل مضارع مرفوع. "جهده": "بالرفع" فاعل مرفوع، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "وبالنصب" مفعول به منصوب، وفاعل "يبلغ"
…
"هو". "إذا": ظرف مبني في محل نصب مفعول فيه، متعلق. "نحن": ضمير منفصل في محل رفع فاعل لفعل محذوف تقديره: إذا جاوزنا نحن جاوزنا أو توكيد للضمير المتصل الفاعل في "جاوزنا". "جاوزنا": فعل ماض، و"نا": ضمير في محل رفع فاعل. "حفير": مفعول به، وهو مضاف. "زياد": مضاف إليه مجرور.
وجملة: "ماذا عسى
…
" بحسب ما قبلها. وجملة: "عسى الحجاج
…
" في محل رفع مبتدأ وجملة: "يبلغ
…
" في محل نصب خبر "عسى". وجملة: "نحن
…
" في محل جر بالإضافة.
الشاهد: قوله: "يبلغ جهده" حيث رفع "جهد" على أنه فاعل "يبلغ" الواقع خبرا لـ"عسى". وفي البيت شاهد آخر للنحاة وهو مجيء خبر "عسى" فعلا مضارعا غير مقترن بـ"أن" المصدرية.
1 تقدم بالرقم 234.
فاعل من "أوشك" معملا عمله، كقوله "من المتقارب":
247-
فَمُوْشِكَةٌ أرْضُنَا أَنْ تَعُودَا
…
خِلَافَ الأنِيسِ وَحُوْشا يَبَابَا
وقوله "من الوافر":
248-
فَإِنَّكَ مُوْشِكٌ ألا تَرَاهَا
…
وَتَعْدُو دُونَ غَاضِرَةَ الْعَوَادِي
247- التخريج: البيت لأبي سهم الهذلي في تخليص الشواهد ص336؛ والدرر 2/ 137؛ والمقاصد النحوية 2/ 211؛ ولأسامة بن الحارث في شرح أشعار الهذليين ص1293؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 1/ 129.
اللغة: أرض وحش: أي خالية. اليباب: الخالي.
الإعراب: "فموشكة": الفاء بحسب ما قبلها، و"موشكة": خبر مقدم مرفوع، وهو اسم فاعل من "أوشك"، واسمه ضمير مستتر فيه. "أرضنا": مبتدأ مؤخر مرفوع، وهو مضاف، "نا": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "أن": حرف نصب ومصدرية. "تعود": فعل مضارع منصوب، وفاعله ضمير مستتر تقديره:"هي". "خلاف": حال من الضمير المستتر في "تعود" تقديره: "تعود مخالفة"، وقيل:"منصوب على الظرفية، متعلق بـ"تعود"، وهو مضاف. "الأنيس": مضاف إليه مجرور. "وحوشا": حال ثانية منصوبة، "يبابا": حال ثالثة، وقيل: توكيد لـ"وحوشا".
وجملة: "موشكة أرضنا
…
" بحسب ما قبلها، وجملة "تعود" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "فموشكة" حيث ورد اسم الفاعل من "أوشك".
248-
التخريج: البيت لكثير عزة في ديوانه ص220؛ والدرر 2/ 138؛ وشرح التصريح 1/ 208؛ وشرح عمدة الحافظ ص823؛ والمقاصد النحوية 2/ 205؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص336؛ وهمع الهوامع 1/ 129.
شرح المفردات: غاضرة: اسم إحدى جواري أم البنين، زوجة الوليد الخليفة الأموي، وأخت عمر بن عبد العزيز. العوادي: ج العادية، وهي المصيبة.
المعنى: يقول مخاطبا نفسه: اغنم لقاء غاضرة، فإنك مقبل على مفارقتها، وستحول دونها عواتق الدهر، فلن تجد إليها سبيلا.
الإعراب: "فإنك": الفاء بحسب ما قبلها، "إنك": حرف مشبه بالفعل، والكاف ضمير في محل نصب اسم "إن" "موشك": خبر "إن" مرفوع، وهو اسم فاعل من "أوشك" واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره:"أنت". "أن": حرف نصب. "لا": حرف نفي. "تراها": فعل مضارع منصوب بالفتحة المقدرة، و"ها": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره:"أنت". والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل نصب خبر "موشك". "وتعدو": الواو حرف استئناف، "تعدو": فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة. "دون": ظرف متعلق بـ"تعدو". وهو مضاف. "غاضرة": مضاف إليه =
وهو نادر.
تنبيهان: الأول: أثبت جماعة اسم الفاعل من "كاد" و"كرب"، وأنشدوا على الأول قوله "من الطويل":
249-
أَمُوْتُ أَسًى يَوْمَ الرِّجَامِ وَإِنَّني
…
يَقِينا لَرَهْنٌ بِالَّذِي أَنَا كَائِدُ
وعلى الثاني قوله "من الكامل":
250-
أَبُنَيَّ إِنَّ أَبَاكَ كَارِبُ يَوْمِهِ
…
فَإذَا دُعِيْتَ إلَى الْمَكَارِمِ فَاعْجَلِ
= مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث. "العوادي": فاعل "تعدو" مرفوع بالضمة المقدرة.
وجملة: "إنك موشك" بحسب ما قبلها. وجملة: "تراها" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة: "تعدو" استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "موشك أن لا تراها" حيث استعمل اسم الفاعل من "أوشك" الناقصة، وهذا نادر، وأكثر استعماله أن يكون مضارعا.
249-
التخريج: البيت لكثير عزة في ديوانه ص320؛ وتخليص الشواهد ص336؛ والدرر 2/ 138؛ وشرح التصريح 1/ 208؛ وشرح عمدة الحافظ ص824؛ والمقاصد النحوية 2/ 198؛ وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص171.
شرح المفردات: الأسى: الحزن. الرجام: اسم موضع. كائد: اسم فاعل من "كاد".
المعنى: يقول: كدت أموت أسى وحزنا إذ بلغني النبأ يوم الرجام، فأصبحت أقاسي اللوعة والأسى وإني بلا شك إليك صائر.
الإعراب: "أموت": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره:"أنا". "أسى": مفعول لأجله منصوب بالفتحة المقدرة. "يوم": ظرف مكان منصوب متعلق بـ"أموت" وهو مضاف. "الرجام": مضاف إليه مجرور. "وإنني": الواو حرف استئناف، "إنني": حرف مشبه بالفعل، والنون الثانية للتوكيد، والياء ضمير في محل نصب اسم "إن". "يقينا": مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره: "أوقن يقينا". "الرهن": اللام للتأكيد، أو المزحلقة. "رهن": خبر "إن" مرفوع. "بالذي": جار ومجرور متعلقان بـ"رهن". "أنا": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. "كائد": خبر المبتدأ مرفوع، واسمه ضمير مستتر
…
"هو".
وجملة: "أموت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "إنني لرهن" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أوقن" المحذوفة اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "أنا كائد" صلة الموصول.
الشاهد: قوله: "كائد" حيث استخدم الشاعر اسم الفاعل من "كاد" الذي هو من أفعال المقاربة، وهو فعل لا يكون منه إلا الفعل المضارع. وقيل: إن الصواب فيه "كابد" من المكابدة، ولا شاهد فيه.
250-
التخريج: البيت لعبد قيس بن خفاف في الأصمعيات ص229؛ والحماسة الشجرية 1/ 469؛ وسمط اللآلي ص937؛ وشرح اختيارات المفضل ص1555؛ وشرح التصريح 1/ 208؛ وشرح =
والصواب أن الذي في البيت الأول "كابد" -بالباء الموحدة- كما جزم به ابن السكيت في شرح ديوان كثير، اسم فاعل من المكابدة غير جار على فعله؛ إذ القياس مكابد. قال ابن سيده: كابده مكابدة وكبادا: قاساه، والاسم كابد كالكاهل والغارب، وأن كاربا في البيت الثاني اسم فاعل من "كرب" التامة، نحو قولهم:"كرب الشتاء"، أي: قرب، كما جزم به الجوهري وغيره.
الثاني: حكى الأخفش: طفق يطفق كضرب يضرب، وطفق يطفق كعلم يعلم وسمع أيضا: إن البعير ليهرم حتى يجعل إذا شرب الماء مجه.
= شواهد المغني 1/ 271؛ ولسان العرب 1/ 712 "كرب"؛ والمقاصد النحوية 2/ 202؛ ونوادر أبي زيد ص114؛ ولعبد الله بن خفاف في تخليص الشواهد ص336؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص328.
شرح المفردات: كارب: اسم فاعل من "كرب" أي اقترب. وكارب يومه: أي مقترب من يومه الأخير. المكارم: ج المكرمة، وهي خصلة من خصال الكرم. اعجل: لا تتوان.
المعنى: يقول الشاعر مخاطبا ابنه: يا بني إن وصيتي الأخيرة لك هي أن تجيب كل من سألك، وتلبي النداء إلى كل مكرمة.
الإعراب: "أبني": الهمزة حرف نداء، "بني": منادى منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل الياء، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "إن": حرف مشبه بالفعل. "أباك": اسم "إن" منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف، والكاف ضمير في محل جر بالإضافة. "كارب": خبر "إن" مرفوع، وهو مضاف. "يومه": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "فإذا": الفاء حرف استئناف. "إذا": ظرف يتضمن معنى الشرط مبني في محل نصب مفعول فيه، متعلق بجوابه. "دعيت": فعل ماض للمجهول مبني على السكون، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع نائب فاعل. "إلى المكارم": جار ومجرور متعلقان بـ"دعيت". "فاعجل": الفاء رابطة لجواب الشرط، "اعجل": فعل أمر مبني على السكون وحرك بالكسر للضرورة الشعرية، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره:"أنت".
وجملة: "أبني
…
" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "إن أباك
…
" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "فإذا دعيت فاعجل" الشرطية استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "دعيت" في محل جر بالإضافة. وجملة: "فاعجل" جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "كارب يومه" حيث ذهب جماعة من النحاة إلى أن "كارب" اسم فاعل من "كرب" الناقصة التي ترفع اسما وتنصب خبرا، وعليه فإضافة "كارب" إلى "يومه" من إضافة اسم الفاعل إلى ظرفه. وقال جمهور النحاة: إن "كارب" اسم فاعل من "كرب" التامة، وفاعله هو "يومه" فتكون إضافته إليه من إضافة اسم الفاعل إلى فاعله.
"ما يجيء من أفعال المقاربة تاما":
171-
بعد عسى اخلولق أوشك قد يرد
…
غنى بـ "أن يفعل" عن ثان فقد
"بَعْدَ عَسَى" و"اخْلَوْلَقَ" و"أَوْشَكَ قَدْ يَرِدْ غِنًى بِأَنْ يَفْعَلَ"، أي: يستغني بـ"أن" والمضارع "عَنْ ثَانٍ" من معموليها "فُقِدْ" وتسمى حينئذٍ تامة نحو: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا} 1 و"اخلولق أن يأتي"، و"أوشك أن يفعل"، فـ"أن" والمضارع في تأويل اسم مرفوع بالفاعلية مستغنى به عن المنصوب الذي هو الخبر.
وهذا إذا لم يكن بعد "أن" والمضارع اسم ظاهر، فإن كان، نحو:"عسى أن يقوم زيد"، فذهب الشلوبين إلى أنه يجب أن يكون الاسم الظاهر مرفوعا بـ"يقوم"، و"أن يقوم" فاعل عسى، وهي تامة لا خبر لها، وذهب المبرد والسيرافي والفارسي إلى تجويز ذلك، وتجويز وجه آخر، وهو أن يكون الاسم الظاهر مرفوعا بـ"عسى" اسما لها، و"أن" والمضارع في موضع نصب خبرا لها متقدما على الاسم، وفاعل المضارع ضمير يعود على الاسم الظاهر، وجاز عوده عليه متأخر التقدمة في النية، وتظهر فائدة الخلاف في التثنية والجمع والتأنيث، فتقول على رأيه:"عسى أن يقوم الزيدان"، و"عسى أن تقوم الزيدون"، و"عسى أن تقوم الهندات"، و"عسى أن تطلع الشمس"، بتأنيث "تطلع" وتذكيره، وعلى رأيهم يجوز ذلك، ويجوز:"عسى أن يقوما الزيدان"، و"عسى أن يقوموا الزيدون"، و"عسى أن يقمن الهندات"، و"عسى أن تطلع الشمس"؛ بتأنيث "تطلع" فقط، وهكذا "أوشك" و"اخلولق".
تنبيه: يتعين الوجه الأول في نحو: "عسى أن يضرب زيد عمرا"؛ فلا يجوز أن يكون "زيد" اسم "عسى" لئلا يلزم الفصل بين صلة "أن" ومعمولها وهو "عمرا" بأجنبي، وهو "زيد"، ونظيره قوله تعالى:{عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} 2.
1 البقرة: 216.
2 الإسراء: 79.
172-
وجردن عسى أو ارفع مضمرا
…
بها إذا اسم قبلها قد ذكرا
"وَجَرِّدَنْ عسى" وأختيها "اخلولق" و"أوشك" من الضمير واجعلها مسندة إلى أن يفعل" كما مر "أَوِ ارْفَعْ مُضْمَرا بِهَا" يكون اسمها، و"أن يفعل" خبرها "إذَا اسْمٌ قَبْلَهَا قَدْ ذُكِرَا" ويظهر أثر ذلك في التثنية، والجمع والتأنيث، فتقول على الأول: "الزيدان عسى أن يقوما"، و"الزيدون عسى أن يقوموا"، و"هند عسى أن تقوم"، و"الهندان عسى أن يقوما"، و"الهندات عسى أن يقمن"، وهكذا "اخلولق" و"أوشك"، هذه لغة الحجاز؛ وتقول على الثاني: "الزيدان عسيا"، و"الزيدون عسوا"، و"هند عست"، و"الهندان عستا"، و"الهندات عسين"، وهكذا "اخلولق" و"أوشك"؛ وهذه لغة تميم.
تنبيهان: الأول: ما سوى "عسى"، و"اخلولق"، و"أوشك" من أفعال الباب يجب فيه الإضمار، تقول:"الزيدان أخذا يكتبان، وطفقا يخصفان"؛ ولا يجوز: "أخذ يكتبان، وطفق يخصفان".
الثاني: اختلف فيما يتصل بـ"عسى" من الكاف وأخواتها، نحو:"عساك"، و"عساه"؛ فذهب سيبويه إلى أنه في موضع نصب حملا على "لعل" كما حملت "لعل" على "عسى" في اقتران خبرها بـ"أن"؛ كما في الحديث:"فلعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض". وذهب المبرد والفارسي إلى أن "عسى" على ما كانت عليه من رفع الاسم ونصب الخبر، لكن الذي كان اسما جعل خبرا، والذي كان خبرا جعل اسما، وذهب الأخفش إلى أن "عسى" على ما كانت عليه، إلا أن ضمير النصب ناب عن ضمير الرفع، كما ناب عنه في قوله "من الرجز":
251-
يابنَ الْزّبَيْرِ طَالَمَا عَصَيْكَا
…
وَطَالَمَا عَنَّيْتَنَا إِلَيْكَا
251- التخريج: الرجز لرجل من حمير في خزانة الأدب 4/ 428، 430؛ وشرح شواهد الشافية ص425؛ وشرح شواهد المغني 446؛ ولسان العرب 15/ 445 "تا"؛ والمقاصد النحوية 4/ 591؛ ونوادر أبي زيد ص105؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص468؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 280؛ وشرح شافية ابن الحاجب 3/ 202؛ ولسان العرب 15/ 193 "قفا"؛ والمقرب 2/ 183؛ والممتع في التصريف 1/ 414.
اللغة: عصيكا: عصيت، فأبدل التاء كافا. عناه: أتعبه.
المعنى: يا عبد الله بن الزبير لقد طال عصيانك، وهذا ما حملنا مشقة المجيء لقتالك ما دمت لم تطع الأوامر، وكثيرا ما أتعبتنا في سبيل الوصول إليك.
وكما ناب ضمير الرفع عن ضمير النصب وضمير الجر في التوكيد، نحو:"رأيتك أنت"، و"مررت بك أنت"، وهذا ما اختاره الناظم؛ قال: ولو كان الضمير المشار إليه في موضع نصب كما يقول سيبويه والمبرد لم يقتصر عليه في مثل:
252-
"تقول بنتي قد أنى أناكا"
…
يَا أبَتَا عَلَّكَ أَوْ عَسَاكَا
لأنه بمنزلة المفعول، والجزء الثاني بمنزلة الفاعل، والفاعل لا يحذف، وكذا ما أشبهه، انتهى؛ وفيه نظر.
= الإعراب: يا بن: "يا": حرف نداء، "ابن": منادى مضاف منصوب بالفتحة. الزبير: مضاف إليه مجرور بالكسرة. طالما:" فعل ماض و"ما" مصدرية والمصدر المؤول فاعل لـ"طال". عصيكا: فعل ماض مبني على السكون، و"تاء المخاطبة": ضمير متصل في محل رفع فاعل، وقلت كافا للضرورة، و"الألف": للإطلاق. وطالما: "الواو": للعطف، "طالما": فعل ماض، و"ما" مصدرية. عنيتنا: فعل ماض مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل، و"نا": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. إليكا: جار ومجرور متعلقان بـ"عنيتنا"، و"الألف": للإطلاق.
وجملة "يابن الزبير": ابتدائية لا محل لها. وجملة "عصيكا: صلة الموصول لا محل لها. وجملة "عنيتنا": صلة الموصول لا محل لها.
والشاهد فيه قوله: "عصيكا" حيث أبدل "الكاف" مكان "التاء" بدلا تصريفيا لضرورة القافية، ولم يجعلها ضميرا ناب عن ضمير.
252-
التخريج: الرجز لرؤبة في ملحقات ديوانه ص181؛ وخزانة الأدب 5/ 362، 367، 368؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 164؛ وشرح شواهد المغني 1/ 433؛ وشرح المفصل 2/ 90، 7/ 123؛ والكتاب 2/ 375؛ والمقاصد النحوية 4/ 252؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 336؛ والجنى الداني ص446، 470؛ والخصائص 2/ 96؛ والدرر 2/ 159؛ ورصف المباني ص29، 249، 355؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 406، 2/ 493، 502؛ وشرح المفصل 2/ 12، 3/ 118، 230، 8/ 87، 9/ 33؛ واللامات ص135؛ ولسان العرب 14/ 349 "روي"؛ وما ينصرف وما لا ينصرف ص130؛ والمقتضب 3/ 171؛ ومغني اللبيب 1/ 151، 2/ 699؛ وهمع الهوامع 1/ 132.
المعنى: لعلك يا أبتي تفرح، أو عساك تنجح.
الإعراب: "يا": حرف نداء. "أبتا": منادى مضاف منصوب بالفتحة، و"تا": عوض عن الياء المحذوفة التي هي ضمير متصل في محل جر بالإضافة "يا أبي". "علك": حرف مشبه بالفعل، و"الكاف": ضمير متصل في محل نصب اسمها، وخبرها محذوف تقديره "علك مرتاح". "أو": حرف عطف. "عساكا": فعل ماض ناقص، و"الكاف": ضمير متصل في محل رفع اسمها، وخبرها محذوف تقديره "عساك مرتاحا". =
173-
والفتح والكسر أجز في السين من
…
نحو "عسيت"، وانتقا الفتح زكن
"وَالْفَتْحَ والْكَسْرَ أَجِزْ فِي السِّيْنِ مِنْ""عسى" إذا اتصل بها تاء الضمير أو نوناه كما في نَحْوِ: "عَسَيْتُ"، و"عسينا"، و"عسين". "وَانْتِقَا الْفَتْحِ زُكِنْ" انتقا -بالقاف- مصدر انتقى الشيء، أي: اختاره، وزكن: علم: أي: اختيار الفتح علم؛ لأنه الأصل، وعليه أكثر القراء في قوله تعالى:{فَهَلْ عَسَيْتُمْ} 1 وقرأ نافع بالكسر.
""كاد" نفيها نفي وإثباتها إثبات":
خاتمة: قال في شرح الكافية: قد اشتهر القول بأن "كاد" إثباتها نفي، ونفيها إثبات، حتى جعل هذا المعنى لغزا:
أَنْحَوِيَّ هَذَا الْعَصْرِ مَا هِي لَفْظَةٌ
…
جَرَتْ فِي لِسَانَيْ جُرْهُمٍ وَثَمُوْدِ
إذَا اسْتُعْمِلَتْ فِي صُوْرَةٍ الْجَحْدِ أَثْبَتَتْ
…
وَإِنْ أَثْبَتَتْ قَامَتْ مَقَامَ جُحُوْدِ
ومراد هذا القائل "كاد"؛ ومن زعم هذا فليس بمصيب، بل حكم "كاد" حكم سائر الأفعال، وأن معناها منفي إذا صحبها حرف نفي، وثابت إذا لم يصحبها، فإذا قال قائل:"كاد زيد يبكي" فمعناه قارب زيد البكاء، فمقاربة البكاء ثابتة، ونفس البكاء منتف، وإذا قال:"لم يكد يبكي" فمعناه لم يقارب البكاء، فمقاربة البكاء منتفية، ونفس البكاء منتف انتفاء أبعد من انتفائه عند ثبوت المقاربة؛ ولهذا كان قول ذي الرمة "من الطويل":
253-
إذَا غَيَّرَ الْنَأيُ الْمُحِبِّيْنَ لَمْ يَكَدْ
…
رَسِيْسُ الْهَوَى مِنْ حُبِّ مَيَّةَ يَبْرَحُ
= وجملة "يا أبتا علك" ابتدائية لا محل لها. وجملة "علك
…
" استئنافية لا محل لها. وجملة "عساك" معطوفة عليها لا محل لها.
والشاهد فيه قوله: "عساكا" حيث الضمير الكاف في محل رفع اسم "عسى".
1 محمد: 22.
253-
التخريج: البيت لذي الرمة في ديوانه ص1192؛ وخزانة الأدب 9/ 309-312؛ وشرح المفصل 7/ 124؛ ولسان العرب 6/ 97 "رسس".
اللغة: النأي: الهجران والبعد. رسيس الهوى: أثر الحب. يبرح: يبقى.
المعنى: يقول: إذا ابتعد العشاق عمن يحبون قد يسلونهن فيزول عنهم ما يعانونه، أما أنا فحبها راسخ في قلبي لن يزول.
الإعراب: إذا: ظرف زمان يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. غير: فعل ماض مبني على الفتح. =
صحيحا بليغا؛ لأن معناه: إذا تغير حب كل محب لم يقارب حبي التغير، وإذا لم يقاربه فهو بعيد منه؛ فهذا أبلغ من أن يقول: لم يبرح؛ لأنه قد يكون غير بارح وهو قريب من البراح، بخلاف المخبر عنه بنفي مقاربة البراح، وكذا قوله تعالى:{إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا} 1 هو أبلغ في نفي الرؤية من أن يقال: لم يرها؛ لأن من لم ير قد يقارب الرؤية، بخلاف من لم يقارب، وأما قوله تعالى:{فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ} 2، فكلام تضمن كلامين مضمون كل واحد منهما في وقت غير وقت الآخر؛ والتقدير: فذبحوها بعد أن كانوا بعداء من ذبحها غير مقاربين له، وهذا واضح. والله أعلم.
= النأي: فاعل مرفوع بالضمة. المحبين: مفعول به منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم. لم: حرف نفي وجزم وقلب. يكد: فعل مضارع ناقص. رسيس: اسم يكد مرفوع بالضمة، وهو مضاف. الهوى: مضاف إليه مجرور. من حب: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من "رسيس الهوى"، وهو مضاف. مية: مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف. يبرح: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره:"هو".
وجملة "إذا غير النأي
…
": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "غير النأي
…
": في محل جر بالإضافة. وجملة "يبرح": في محل نصب خبر "كاد".
الشاهد: قوله: "لم يكد رسيس الهوى يبرح" حيث جاء معنى "يكاد" يفيد النفي لأنه صحبها حرف نفي، وهو قوله "لم". والمعنى كما سيبينه الشارح.
1 النور: 40.
2 البقرة: 71.