المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

"‌ ‌ظن" وأخواتها: "عملها وأنواعها وألفاظها": هذه الأفعال تدخل بعد استيفاء فاعلها على - شرح الأشمونى لألفية ابن مالك - جـ ١

[الأشموني، أبو الحسن]

الفصل: "‌ ‌ظن" وأخواتها: "عملها وأنواعها وألفاظها": هذه الأفعال تدخل بعد استيفاء فاعلها على

"‌

‌ظن" وأخواتها:

"عملها وأنواعها وألفاظها":

هذه الأفعال تدخل بعد استيفاء فاعلها على المبتدأ والخبر؛ فتنصبهما مفعولين، وهي على نوعين: أفعال قلوب، سميت بذلك لقيام معانيها بالقلب، وأفعال تصيير، وقد أشار إلى الأول بقوله:

206-

انصب بفعل القلب جزأي ابتدا

أعني رأى خال علمت وجدا

207-

ظن حسبت وزعمت مع عد

حجا درى وجعل اللذ كاعتقد

208-

وهب تعلم والتي كصيرا

أيضا بها انصب مبتدأ وخبرا

"انصب بفعل القلب جزأي ابتدا" يعني المبتدأ والخبر "أعني" بفعل القلب "رأى" بمعنى علم، وهو الكثير، كقوله "من الوافر":

312-

رأيت الله أكبر كل شيء

محاولة وأكثرهم جنودا

312- التخريج: البيت لخداش بن زهير في المقاصد النحوية 2/ 371؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص425؛ وشرح ابن عقيل ص210؛ والمقتضب 4/ 97.

اللغة: المحاولة: هنا القوة. ويروى: "وأكثره جنودا" و"وأكثرهم عديدا" مكان "وأكثرهم جنودا".

المعنى: يقول: إني وجدت الله سبحانه وتعالى أقوى الأقوياء وأكثرهم جنودا.

الإعراب: رأيت: فعل ماض مبني على السكون، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. الله: اسم الجلالة مفعول به أول منصوب بالفتحة. أكبر: مفعول به ثان منصوب بالفتحة، وهو مضاف. كل: مضاف إليه مجرور بالكسرة، وهو مضاف. شيء: مضاف إليه مجرور بالكسرة. محاولة: تمييز منصوب =

ص: 349

وبمعنى "ظن" وهو قليل، وقد اجتمعا في قوله تعالى:{إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا، وَنَرَاهُ قَرِيبًا} 1، أي: يظنونه ونعلمه، فإن كانت بصرية، أو من الرأي، أو بمعنى أصاب رئته؛ تعدت إلى واحد، وأما الحلمية فستأتي، و"خال" بمعنى "ظن"، كقوله "من الطويل":

313-

إخالك إن لم تغضض الطرف ذا هوى

يسومك ما لا يستطاع من الوجد

= بالفتحة. وأكثرهم: الواو حرف عطف، "أكثرهم" معطوف على "أكبر"، وهو مضاف، و"هم" ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. جنودا: تمييز منصوب بالفتحة.

وجملة "رأيت الله

" ابتدائية لا محل لها من الإعراب.

الشاهد فيه قوله: "رأيت الله أكبر" حيث جاء بالفعل "رأى" بمعنى "علم" فنصب مفعولين هما: "الله" و"أكبر".

1 المعارج: 6-7.

313-

التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 2/ 248؛ وشرح التصريح 1/ 249؛ وهمع الهوامع 1/ 150.

شرح المفردات: إخالك: أظنك، وهمزة "إخال" مكسورة على غير القياس. غض الطرف: إطباق الجفن، والمراد صرف النفس عن الحسان. يسومك: يكلفك. الوجد: العشق والهيام.

يقول: إن لم تصرف نفسك عن الحسان فستبتلى بعشق يكلفك ما لا تقدر على احتماله.

الإعراب: "إخالك": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، والكاف ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به أول. "إن": حرف شرط. "لم": حرف نفي وجزم وقلب. "تغضض": فعل مضارع مجزوم بالسكون وقد حرك بالكسر منعا من التقاء الساكنين، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. "الطرف": مفعول به منصوب. "ذا": مفعول ثان لـ"إخال" منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. "هوى": مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف المثبتة رسما المحذوفة صوتا لالتقاء الساكنين، منعه من ظهورها التعذر. "يسومك": فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو، والكاف ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به أول لـ"يسوم". "ما": اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به ثان. "لا": حرف نفي. "يستطاع": فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو. "من الوجد": جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من "ما" الموصولة.

وجملة "إخالك" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "إن لم تغضض

" مع جواب الشرط المحذوف، اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وجملة جواب الشرط المحذوف المقدرة بـ"إخالك" لا محل لها من الإعراب لعدم اقترانها بالفاء أو "إذا" الفجائية. وجملة "يسومك" في محل جر صفة لـ"هوى"، وجملة "لا يستطاع" لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول.

الشاهد: قوله: "إخالك ذا هوى" حيث نصب بالفعل المضارع "إخال" وهو فعل قلبي معناه الرجحان، مفعولين أولهما كاف الخطاب، وثانيهما "ذا".

ص: 350

وبمعنى علم، وهو قليل، كقوله "من الطويل":

314-

دعاني الغواني عمهن وخلتني

لي اسم فلا أدعى به وهو أول

فإن كانت بمعنى "تكبر" أو "ظلع" فهي لازمة؛ و"علمت" بمعنى "تيقنت"، كقوله "من البسيط":

315-

علمتك الباذل المعروف فانبعثت

إليك بي واجفات الشوق والأمل

314- التخريج: البيت للنمر بن تولب في ديوانه ص370؛ وتخليص الشواهد ص437؛ والدرر 2/ 248، 266؛ وشرح شواهد المغني 2/ 629؛ والمقاصد النحوية 2/ 395؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 1/ 150.

اللغة: الغواني: ج الغانية، وهي التي استغنت بجمالها عن الزينة.

الإعراب: "دعاني": فعل ماض، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به أول. "الغواني": فاعل مرفوع. "عمهن": مفعول به ثان، وهو مضاف، "هن" ضمير في محل جر بالإضافة. "وخلتني": الواو حرف عطف، "خلتني": فعل ماض، والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل، والنون للوقاية، الياء ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول. "لي": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. "اسم": مبتدأ مؤخر مرفوع. "فلا": الفاء حرف عطف، "لا": حرف نفي. "أدعى": فعل مضارع للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره. "أنا". "به": جار ومجرور متعلقان بـ"أدعى". "وهو": الواو حالية، "هو": ضمير منفصل مستتر في محل رفع مبتدأ. "أول": خبر المبتدأ مرفوع.

وجملة: "دعاني

" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "خلتني" معطوفة على سابقتها. وجملة: "لي اسم" في محل نصب مفعول به ثان لـ"خلتني". وجملة: "لا أدعى" معطوفة على سابقتها. وجملة: "هو أول" في محل نصب حال.

الشاهد: قوله: "خلتني لي اسم" حيث ورد الفعل "خال" دالا على اليقين وليس "الظن"، فنصب مفعولين أولهما: الياء، والثاني الجملة الاسمية "لي اسم".

315-

التخريج: البيت بلا نسبة في المقاصد النحوية 2/ 419.

اللغة: الباذل: السخي. المعروف: الخير. الواجفات: المسرعات.

الإعراب: "علمتك": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل، والكاف ضمير في محل نصب مفعول به أول. "الباذل": مفعول به ثان. "المعروف": "بالنصب" مفعول به لاسم الفاعل "الباذل"، و"بالجر" مضاف إليه. "فانبعثت": الفاء حرف عطف، "انبعثت": فعل ماض، والتاء للتأنيث. "إليك": جار ومجرور متعلقان بـ"انبعثت". "بي": جار ومجرور متعلقان بـ"انبعثت". "واجفات": فاعل مرفوع، وهو مضاف:"الشوق": مضاف إليه مجرور. "والأمل": الواو حرف عطف، "الأمل": معطوف على الشوق، مجرور.

وجملة: "علمتك" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "انبعثت

" معطوفة على سابقتها. =

ص: 351

وقوله "من الطويل":

316-

علمتك منانا فلست بآمل

نداك ولو ظمآن غرثان عاريا

وبمعنى "ظننت"، وهو قليل، نحو:{فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ} 1؛ فإن كانت من قولهم: "علم الرجل"، إذا انشقت شفته العليا فهو أعلم؛ فهي لازمة؛ وأما التي بمعنى "عرف" فستأتي. و"وجد" بمعنى "علم"، نحو:{وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ} 2 ومصدرها الوجود؛ فإن كانت بمعنى "أصاب" تعدت إلى واحد، ومصدرها الوجدان، وإن كانت بمعنى "استغنى" أو "حزن" أو "حقد" فهي لازمة؛ و"ظن" بمعنى الرجحان، كقوله "من الطويل":

317-

ظننتك إن شبت لظى الحرب صاليا

فعردت فيمن كان عنها معردا

= الشاهد: قوله: "علمتك الباذل" حيث ورد الفعل "علم" دالا على اليقين، فنصب مفعولين أولهما الكاف، والثاني "الباذل".

316-

التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 2/ 86؛ وهمع الهوامع 1/ 121.

اللغة: المنان: الذي يكثر من تعداد فضائله. الآمل: الراجي. الندى: العطاء. ظمآن: عطشان. الغرثان: الجائع.

المعنى: يقول: عرفتك منانا لذلك لا أطمع في جودك ولو كنت عطشان أو جائعا أو عاريا.

الإعراب: علمتك: فعل ماض، و"التاء": ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، و"الكاف": ضمير في محل نصب مفعول به أول. منانا: مفعول به ثان منصوب. فلست: "الفاء": حرف استئناف، "لست": فعل ماض ناقص، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع اسم "ليس". بآمل: "الباء": حرف جر زائد، "آمل": اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر "ليس". نداك: مفعول به لاسم الفاعل "آمل" منصوب، وهو مضاف، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. ولو: "الواو" حالية، "لو": حرف شرط غير جازم. ظمآن: خبر "كان" المحذوفة مع اسمها تقديره: "لو كنت ظمآن". غرثان: خبر ثان منصوب، أو صفة لـ"غرثان". عاريا: خبر ثالث منصوب أو صفة لـ"غرثان". وجواب "لو" محذوف يدل عليه سابق الكلام.

وجملة "علمتك": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لست بآمل": استئنافية لا محل لها من الإعراب. والجملة الشرطية في محل نصب حال.

الشاهد: قوله: "علمتك منانا" حيث وردت "علم" بمعنى اليقين، فنصبت مفعولين، أولهما الضمير "الكاف"، وثانيهما "منانا".

1 الممتحنة: 10.

2 الأعراف: 102.

317-

التخريج: البيت بلا نسبة في شرح التصريح 1/ 248؛ والمقاصد النحوية 2/ 381. =

ص: 352

وبمعنى اليقين، وهو قليل، نحو:{يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ} 1 وأما التي بمعنى "اتهم" فستأتي؛ و"حسبت" بمعنى "ظننت"، كقوله تعالى:{يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ} {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ} 3، وبمعنى "تيقنت"، وهو قليل، كقوله "من الطويل":

318-

حسبت التقى والجود خير تجارة

رباحا إذا ما المرء أصبح ثاقلا

= شرح المفردات: شبت: اشتعلت: لظى الحرب: نارها. الصالي: المحترق. عرد: هرب، أو أحجم عن مواجهة الخصم.

المعنى: يقول: ظننتك شجاعا، تخوض غمار الحرب بلا خوف أو وجل، فإذا بك جبان تفر مع الفارين مؤثرا الهزيمة على الشهامة.

الإعراب: "ظننتك": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل، والكاف ضمير في محل نصب مفعول به أول. "إن": حرف شرط. "شبت": فعل ماض وهو فعل الشرط، والتاء للتأنيث. "لظى": فاعل مرفوع، وهو مضاف. "الحرب": مضاف إليه مجرور. "صاليا": مفعول به ثان لـ"ظن". وجملة جواب الشرط محذوفة. "فعردت": الفاء حرف عطف، "عردت": فعل ماض، والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل. "فيمن": جار ومجرور متعلقان بـ"عردت". "كان": فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره:"هو". "عنها": جار ومجرور متعلقان بـ"معردا". "معردا": خبر "كان" منصوب.

وجملة: "ظننتك

" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "إن شبت ظننتك" الشرطية اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ظننت" المحذوفة جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء لا محل لها من الإعراب. وجملة "عردت" معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. وجملة "كان معردا" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

الشاهد: قوله: "ظننتك" حيث استعمل "ظن" بمعنى اليقين، ويحتمل أن تكون بمعنى الرجحان، وهو الغالب.

1 البقرة: 46.

2 البقرة: 273.

3 الكهف: 18.

318-

التخريج: البيت للبيد بن ربيعة في ديوانه ص246؛ وأساس البلاغة ص46 "ثقل"؛ والدرر 2/ 247؛ وشرح التصريح 1/ 249؛ ولسان العرب 11/ 88؛ والمقاصد النحوية 2/ 348؛ وبلا نسبة تخليص الشواهد ص435؛ وشرح ابن عقيل ص213؛ وشرح قطر الندى ص274؛ وهمع الهوامع 1/ 149.

شرح المفردات: التقى: خوف الله. الجود: الكرم. ثاقلا: ميتا.

المعنى: يقول: إنني أرى خوف الله والسخاء أفضل ما يتاجر به الإنسان استعدادا لآخرته.

الإعراب: "حسبت": فعل ماض، والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل. "التقى": مفعول به أول. "والجود": الواو حرف عطف، "الجود" معطوف على "التقى" منصوب. "خير": مفعول به ثان وهو مضاف. =

ص: 353

وفي مضارعها لغتان: فتح السين، وهو القياس، وكسرها، وهو الأكثر في الاستعمال، ومصدرها الحسبان –بكسر الحاء- والمحسَبَة والمحسِبَة، فإن كانت بمعنى صار أحسب -أي: ذا شفرة أو حمرة وبياض كالبرص- فهي لازمة "وزعمت مع عد" بمعنى الرجحان؛ فالأول كقوله "من الخفيف":

319-

زعمتني شيخا ولست بشيخ

إنما الشيخ من يدب دبيبا

ومصدرها الزعم. قال السيرافي: هو قول مقرون باعتقاد صح أم لا، وقال الجرجاني: هو قول مع علم، وقال ابن الأنباري: إنه يستعمل في القول من غير صحة.

= "تجارة": مضاف إليه مجرور. "رباحا" تمييز منصوب. "إذا": ظرف متعلق بالفعل "حسبت". "ما": زائدة. "المرء": اسم لفعل ناقص محذوف يفسره ما بعده. "أصبح": فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره:"هو". "ثاقلا": خبر "أصبح" منصوب.

وجملة: "حسبت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. والجملة من الفعل الناقص المحذوف في محل جر بالإضافة. وجملة: "أصبح ثاقلا" تفسيرية لا محل لها من الإعراب.

الشاهد: قوله: "حسبت التقى والجود خير تجارة" حيث ورد الفعل "حسب" مفيدا اليقين، فنصب مفعولين، أولهما:"التقى"، وثانيهما "خير".

319-

التخريج: البيت لأبي أمية أوس الحنفي في الدرر 1/ 214 "سقط من الطبعة، وهو في الفهرس برقم 575" وشرح التصريح 1/ 248؛ وشرح شواهد المغني ص922؛ والمقاصد النحوية 2/ 397؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 2/ 38؛ وتخليص الشواهد ص428؛ وشرح قطر الندى ص172؛ ومغني اللبيب ص594.

اللغة والمعنى: زعمتني: ظنتني. دب دبيبا: مشى بتثاقل وبطء.

يقول: إنها ظنتني شيخا عاجزا ولست بذلك لأن الشيخ هو ذلك الضعيف الذي يتثاقل في مشيته.

الإعراب: زعمتني: فعل ماض، والتاء: للتأنيث، والنون: للوقاية، والياء: في محل نصب مفعول به أول، والفاعل: هي. شيخا: مفعول به ثان. ولست: الواو: حالية، لست: فعل ماض ناقص، والتاء: ضمير في محل رفع اسم "ليس". بشيخ: الباء: حرف جر زائد، شيخ: اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر "ليس". إنما: كافة ومكفوفة. الشيخ: مبتدأ مرفوع. من: اسم موصول في محل رفع خبر المبتدأ. يدب: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: هو. دبيبا: مفعول مطلق.

وجملة "زعمتني شيخا" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "لست بشيخ" الفعلية في محل نصب حال. وجملة "إنما الشيخ

" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها تفسيرية. وجملة "يدب دبيبا" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول.

والشاهد فيه قوله: "زعمتني شيخا" حيث استعمل الفعل "زعم" بمعنى "ظن" ونصب مفعولين: أحدهما ياء المتكلم في "زعمتني"، وثانيهما قوله "شيخا"، وهذا مستعمل في كلام العرب من غير شذوذ ولا قياس.

ص: 354

ويقوي هذا قولهم: "زعم مطية الكذب"1، أي: هذه اللفظة مركب الكذب.

فإن كانت بمعنى "تكفل" أو "رأس" تعدت لواحد: تار بنفسها، وتارة بالحرف، وإن كانت بمعنى "سمن" أو "هزل" فهي لازمة.

تنبيه: الأكثر تعدي "زعم" إلى "أن" وصلتها، نحو:{زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا} 2 وقوله "من الطويل":

320-

وقد زعمت أني تغيرت بعدها

ومن ذا الذي يا عز لا يتغير

والثاني كقوله "من الطويل":

321-

فلا تعدد المولى شريكك في الغنى

ولكنما المولى شريكك في العدم

1 هذ القول من أمثال العرب وقد ورد في زهر الأكم 3/ 138؛ ولسان العرب 12/ 267 "زعم". وفي هذه المصادر "زعموا" مكان "زعم".

2 التغابن: 7.

320-

التخريج: البيت لكثير عزة في ديوانه ص328؛ والأغاني 9/ 26؛ وتخليص الشواهد ص428؛ وخزانة الأدب 5/ 222، 314؛ وشرح التصريح 1/ 248؛ والمقاصد النحوية 2/ 380؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 2/ 40.

الإعراب: وقد: الواو: بحسب ما قبلها، قد: حرف تحقيق. زعمت: فعل ماض، والتاء: للتأنيث. أني: حرف مشبه بالفعل، والياء: ضمير في محل نصب اسم "أن". تغيرت: فعل ماض، والتاء: فاعل. بعدها: ظرف متعلق بـ"تغير"، وهو مضاف، و"ها": في محل جر بالإضافة. ومن: الواو: حرف استئناف، من: اسم استفهام في محل رفع مبتدأ. ذا: اسم إشارة في محل رفع خبر المبتدأ. الذي: اسم موصول في محل بدل من "ذا". يا: حرف نداء. عز: منادى مرخم مبني على الضم المقدر على التاء المحذوفة، في محل نصب. لا: حرف نفي. تتغير: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: هو.

وجملة "قد زعمت

" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية، أو معطوفة على جملة سابقة. وجملة "أني تغيرت" المؤولة بمصدر سد مسد مفعولي "زعم". وجملة "تغيرت بعدها" الفعلية في محل رفع خبر "أن". وجملة "من ذا الذي" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة "يا عز" الفعلية لا محل لها من الإعراب. لأنها اعتراضية. وجملة "لا يتغير" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول الاسمي.

والشاهد فيه قوله: "زعمت أني تغيرت" حيث نصب الفعل "زعمت" مفعولين، وقد سدت مسدهما "أن" مع اسمها وخبرها؛ وأكثر ما تتعدى "زعم" إلى مفعولين بواسطة "أن".

321-

التخريج: البيت للنعمان بن بشير في ديوانه ص29؛ وتخليص الشواهد ص431؛ والدرر 2/ 328؛ وشرح التصريح 1/ 248؛ والمقاصد النحوية 2/ 277؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 3/ 57؛ وشرح ابن عقيل ص214؛ وهمع الهوامع 1/ 148. =

ص: 355

فإن كانت بمعنى "حسب" تعدت لواحد. و"حجا" بمعنى "ظن"، كقوله "من البسيط":

322-

قد كنت أحجو أبا عمرو أخا ثقة

حتى ألمت بنا يوما ملمات

= شرح المفردات: تعدد: تحسب. المولى: المعتِق والمعتَق، وهنا بمعنى النصير. العدم: الفقر.

المعنى: لا تحسب الذين رافقوك في زمن غناك حلفاء لك وإنما عد حليفا من ناصرك ووقف إلى جانبك في زمن فقرك وضيق حالك.

الإعراب: "فلا": الفاء بحسب ما قبلها، "لا": الناهية. "تعدد": فعل مضارع مجزوم بالسكون وحرك بالكسر منعا من التقاء الساكنين، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره:"أنت". "المولى": مفعول به أول. "شريكك": مفعول به ثان منصوب، وهو مضاف، والكاف ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "في الغنى": جار ومجرور متعلقان بـ"شريك". "ولكنهما": الواو حرف استئناف، "لكن": حرف مشبه بالفعل بطل عمله، "ما": الكافة. "المولى": مبتدأ مرفوع. "شريكك": خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف، والكاف ضمير في محل جر بالإضافة. "في العدم": جار ومجرور متعلقان بـ"شريك".

وجملة: "لا تعدد" بحسب ما قبلها. وجملة: "لكنما المولى

" استئنافية لا محل لها من الإعراب.

الشاهد: قوله: "لا تعدد المولى شريكك

" حيث ورد الفعل "عد" دالا على الرجحان، فنصب مفعولين هما "المولى" و"شريك".

322-

التخريج: البيت لتميم بن مقبل في تخليص الشواهد ص440؛ وشرح التصريح 1/ 248؛ والمقاصد النحوية 2/ 376؛ ولم أقع عليه في ديوانه؛ وله أو لأبي شبل الأعرابي في الدرر 2/ 237؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 2/ 35؛ وشرح ابن عقيل ص215؛ ولسان العرب 2/ 315 "ضربج"، 14/ 167 "حجا"؛ وهمع الهوامع 1/ 148.

اللغة والمعنى: أحجو: أظن: ألمت بنا: أصابتنا. الملمات: ج الململة، وهي المصيبة.

يقول: قد كنت أظن أن أبا عمرو صديق مخلص، ولكن مصائب الدهر قد كشفته وأظهرت حقيقته.

الإعراب: قد: حرف تحقيق. كنت: فعل ماض ناقص، والتاء: ضمير في محل رفع اسم "كان". أحجو: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل. والفاعل: أنا. أبا: مفعول به أول منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. عمرو: مضاف إليه مجرور. أخا: مفعول به ثان منصوب، وهو مضاف. ثقة: مضاف إليه مجرور. حتى: حرف جر وغاية. ألمت: فعل ماض، والتاء: للتأنيث. والمصدر المؤول من "أن" المضمرة بعد "حتى" والفعل "ألمت" في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بـ"أحجو". بنا: جار ومجرور متعلقان بـ"ألم". يوما: ظرف متعلق بـ"ألم". ملمات: فاعل مرفوع.

وجملة "قد كنت أحجو

" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "أحجو

" الفعلية في محل نصب خبر "كان".

والشاهد فيه قوله: "أحجو أبا عمرو أخا ثقة" حيث ورد الفعل "حجا" بمعنى "ظن" فنصب مفعولين.

ص: 356

فإذا كانت بمعنى غلب في المحاجاة1، أو قصد2، أو رد؛ تعدت إلى واحد، وإن كانت بمعنى أقام3 أو بخل فهي لازمة. و"درى" بمعنى "علم"، كقوله "من البسيط":

323-

دريت الوفي العهد يا عرو فاغتبط

فإن اغتباطا بالوفاء حميد

والأكثر فيه أن يتعدى إلى واحد بالباء، تقول:"دريت بكذا"؛ فإن دخلت عليه همزة النقل تعدى إلى واحد بنفسه وإلى آخر بالباء، نحو: {قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا

1 المحاجاة: تبادل الأحجيات.

2 ومنه قول الأخطل "من الطويل":

حجونا بني النعمان إن عص ملكهم

وقبل بني النعمان حاربنا عمرو

3 ومنه قول الحجاج "من الرجز":

فهن يعكفن به إذا حجا

عكف النبط يلعبون الفنزجا

323-

التخريج: البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 2/ 33؛ والدرر 2/ 245؛ وشرح التصريح 1/ 247؛ وشرح ابن عقيل ص212، 218؛ وشرح قطر الندى ص171؛ والمقاصد النحوية 2/ 372؛ وهمع الهوامع 1/ 149.

اللغة والمعنى: دريت: علمت. الوفي العهد: الصادق في ولائه. عرو: ترخيم عروة، وهو اسم رجل. الاغتباط: السرور.

يقول: لقد علم أنك وفي للعهد، فحق لك أن تسريا عروة وتحمد.

الإعراب: دريت: فعل ماض للمجهول، والتاء: نائب فاعل. الوفي: مفعول به ثان، وهو مضاف. العهد: مضاف إليه مجرور. يا: حرف نداء. عرو: منادى مرخم مبني على الضم المقدر على التاء المحذوفة في محل نصب على النداء. فاغتبط: الفاء: حرف عطف، اغتبط: فعل أمر، والفاعل: أنت. فإن: الفاء: حرف استئناف أو تعليل، إن: حرف مشبه بالفعل. اغتباطا: اسم "إن" منصوب. بالوفاء: جار ومجرور متعلقان بـ"اغتباطا". حميد: خبر "إن".

وجملة "دريت الوفي العهد" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "يا عرو" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة "اغتبط" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية أو جواب شرط جازم محذوف مع فعله تقديره: "فإن كنت فاغتبط". وجملة "إن اغتباطا حميد" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها تعليلية.

والشاهد فيه مجيء "درى" بمعنى "علم" فنصبت مفعولين، وهما التاء في "دريت"، وهي نائب فاعل، وأصلها مفعول به، وقوله "الوفي".

ص: 357

أَدْرَاكُمْ بِهِ} 1 وتكون بمعنى ختل2 -أي: خدع- فتعدى لواحد، نحو:"دريت الصيد"، أي: ختلته "وجعل اللذ كاعتقد" في المعنى، نحو:{وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا} 3؛ فإن كانت بمعنى "أوجد" أو "أوجب" تعدت إلى واحد، نحو:{وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} 4، وتقول: جعلت للعامل كذا، والتي بمعنى "أنشأ" قد مضى الكلام عليها في بابها. وأما التي بمعنى "صبر" فستأتي؛ و"هب" بلفظ الأمر بمعنى "ظن"، كقوله "من المتقارب":

324-

فقلت أجرني أبا خالد

وإلا فهبني امرأ هالكا

1 يونس: 16.

2 ومنه قول الأخطل "من الطويل":

فإن كنت قد أقصدتني إذ رميتني

بسهمك فالرامي يصيد ولا يدري

3 الزخرف: 19.

4 الأنعام: 1.

324-

التخريج: البيت لعبد الله بن همام السلولي في تخليص الشواهد ص442؛ وخزانة الأدب 9/ 36؛ والدرر 2/ 243؛ وشرح التصريح 1/ 248؛ وشرح شواهد المغني 2/ 932؛ ولسان العرب 1/ 804 "وهب"؛ ومعاهد التنصيص 1/ 285؛ والمقاصد النحوية 2/ 378؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 2/ 37؛ وشرح ابن عقيل ص216؛ ومغني اللبيب 2/ 594؛ وهمع الهوامع 1/ 149.

اللغة والمعنى: أجرني: أغثني، احمني. هبني: اعتبرني.

يقول: أغثني واحمني يا أبا مالك وإلا فاعتبرني من الهالكين.

الإعراب: فقلت: الفاء: بحسب ما قبلها، قلت: فعل ماض، والتاء: فاعل. أجرني: فعل أمر، والفاعل: أنت، والنون: للوقاية، والياء: في محل نصب مفعول به. أبا: منادى منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. مالك: مضاف إليه مجرور. وإلا: الواو: حرف استئناف، إلا: مركبة من "إن" الشرطية، و"لا" النافية، وفعل الشرط محذوف تقديره:"وإلا تجرني فهبني". فهبني: الفاء: رابطة لجواب الشرط، هبني: فعل أمر، والفاعل: أنت، والنون: للوقاية، والياء: في محل نصب مفعول به. امرأ: مفعول به ثان منصوب. هالكا: نعت "امرأ".

وجملة "قلت أجرني" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية أو معطوفة على جملة سابقة. وجملة "أجرني" الفعلية في محل نصب مفعول به. وجملة "أبا مالك" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة "

فهبني" الشرطية مع جوابها لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة "هبني" الفعلية في محل جزم جواب الشرط لاقترانها بالفاء.

والشاهد فيه قوله: "فهبني امرأ" حيث جاء الفعل "هب" دالا على الرجحان، فنصب مفعولين هما الياء في "هبني"، و"امرأ".

ص: 358

أي: اعتقدني، و"تعلم" بمعنى "اعلم"، كقوله "من الطويل":

325-

تعلم شفاء النفس قهر عدوها

فبالغ بلطف في التحيل والمكر

والكثير المشهور استعمالها في "أن" وصلتها، كقوله "من الطويل":

326-

فقلت تعلم أن للصيد غرة

وإلا تضيعها فإنك قاتله

325- التخريج: البيت لزياد بن سيار في خزانة الأدب 9/ 129؛ والدرر 2/ 246؛ وشرح التصريح 1/ 247؛ وشرح شواهد المغني 2/ 923؛ والمقاصد النحوية 2/ 374؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 2/ 31؛ وشرح ابن عقيل ص212؛ وهمع الهوامع 1/ 149.

اللغة والمعنى: تعلم: تيقن. شفاء النفس: راحة البال. التحيل: استعمال الحيلة. المكر: الخديعة.

يقول: كن على يقين. شفاء النفس: راحة البال. التحيل: استعمال الحيلة. المكر: الخديعة.

يقول: كن على يقين بأن شفاء النفس وراحتها لا تكون إلا بالانتصار على عدوها، لذلك من الواجب أن تحتاط للأمر بالاحتيال والخديعة.

الإعراب: تعلم: فعل أمر، والفاعل: أنت. شفاء: مفعول به أول، وهو مضاف. النفس: مضاف إليه مجرور. قهر: مفعول به ثان، وهو مضاف. عدوها: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، و"ها": في محل جر بالإضافة. فبالغ: الفاء: حرف عطف، أو رابطة لجواب شرط محذوف تقديره:"إذا كان الأمر كذلك فبالغ"، بالغ: فعل أمر، والفاعل: أنت. بلطف: جار ومجرور متعلقان بـ"بالغ". في التحيل: جار ومجرور متعلقان بـ"بالغ". والمكر: الواو: حرف عطف، المكر: اسم معطوف على "التحيل" مجرور.

وجملة "تعلم شفاء النفس قهر عدوها" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "بالغ

" الفعلية معطوفة على جملة "تعلم".

والشاهد فيه مجيء الفعل "تعلم" بمعنى "اعلم"، فنصب مفعولين هما "شفاء"، و"قهر".

326-

التخريج: البيت لزهير بن أبي سلمى في ديوانه ص134؛ وشرح التصريح 1/ 247؛ ولسان العرب 13/ 13 "أذن"؛ والمقاصد النحوية 2/ 374.

شرح المفردات: الغرة: الغفلة.

المعنى: يقول: اعلم أن للصيد غفلة يجب الاستفادة منها، فمن اغتنمها ظفر بصيده.

الإعراب: "فقلت": الفاء بحسب ما قبلها، "قلت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "تعلم": فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره:"أنت". "أن": حرف مشبه بالفعل. "للصيد": جار ومجرور متعلقان بخبر "أن" المحذوف. "غرة": اسم "أن" منصوب. وجملة "أن" ومعمولاها سدت مسد مفعولي "تعلم". "وإلا": الواو حرف استئناف. "إن" حرف شرط جازم، "لا": حرف نفي. "تضيعها": فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره:"أنت"، و"ها": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. "فإنك": الفاء رابطة جواب الشرط، "إنك": حرف مشبه بالفعل، والكاف ضمير متصل مبني في محل نصب اسم "إن". "قاتله": خبر "إن" مرفوع، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. =

ص: 359

وقوله "من الطويل":

327-

تعلم رسول الله أنك مدركي

"وأن وعيدا منك كالأخذ باليد"

وفي حديث الدجال "تعلموا أن ربكم ليس بأعور" أي: اعلموا.

فإن كانت بمعنى "تعلم الحساب" ونحوه، تعدت لواحد.

فقد بان لك أن أفعال القلوب المذكورة على أربعة أنواع:

الأول: ما يفيد في الخبر يقينا، وهو ثلاثة: وجد، وتعلم، ودرى.

والثاني: ما يفيد فيه رجحانا، وهو خمسة: جعل، وحجا، وعد، وزعم، وهب.

والثالث: ما يرد للآمرين، والغالب كونه لليقين، وهو اثنان: رأى، وعلم.

= وجملة: "تضيعها فقلت

" بحسب ما قبلها. وجملة: "تعلم

" في محل نصب مفعول به. وجملة: "إلا تضيعها

" الشرطية استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "فإنك قاتله" في محل جزم جواب الشرط.

الشاهد: قوله: "تعلم أن للصيد غرة" حيث ورد "تعلم" بمعنى "اعلم، وعدي إلى مفعولين سدت "أن" ومعمولاها مسدهما. وهذا هو الكثير في الاستعمال.

327-

التخريج: البيت ملفق من بيتين لأسيد بن أبي إياس الهذلي في شرح أشعار الهذليين 2/ 627؛ ومغني اللبيب ص2/ 594.

اللغة والمعنى: مدركي: تبلغني. الوعيد: التهديد.

الإعراب: تعلم: فعل أمر، والفاعل: أنت. رسول: منادى منصوب وهو مضاف. الله: اسم الجلالة مضاف إليه مجرور. أنك: حرف مشبه بالفعل، والكاف: في محل نصب اسم "إن" مدركي: خبر "أن" مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء، وهو مضاف، والياء: ضمير في محل جر بالإضافة وأن: الواو: حرف عطف، أن: حرف مشبه بالفعل. وعيدا: اسم "أن" منصوب. منك: جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف تقديره: "موجود". كالأخذ: جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف تقديره "موجود". باليد: جار ومجرور متعلقان بـ"الأخذ".

وجملة "تعلم رسول الله" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "

رسول الله" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها اعتراضية. وجملة "أنك مدركي" الاسمية في محل نصب مفعول به. وجملة "أن وعيدا

" الاسمية معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب.

والشاهد فيه استعمال الفعل "تعلم" بمعنى "اعلم" فتعدى إلى مفعولين سدت "أن" وما بعدها مسدهما، وهذا هو الأكثر في تعدي هذا الفعل.

ص: 360

والرابع: ما يرد لهما والغالب كونه للرجحان، وهو ثلاثة: ظن، وخال، وحسب.

تنبيه: إنما قال: "أعني رأى، إلى آخره" إيذانا بأن أفعال القلوب ليست كلها تنصب مفعولين؛ إذ منها ما لا ينصب إلا مفعولا واحدا، نحو:"عرف" و"فهم"، ومنها لازم، نحو:"جبن" و"حزن".

وهذا شروع في النوع الثاني من أفعال الباب، وهي أفعال التصيير "والتي كصيرا" من الأفعال في الدلالة على التحويل، نحو: جعل، واتخذ، وتخذ، ووهب، وترك، ورد "أيضا بها انصب" بعد أن تستوفي فاعلها "مبتدأ وخبرا"، نحو "من الرجز":

328-

"ولعبت طير بهم أبابيل"

فصيروا مثل كعصف مأكول

ونحو: {فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} 1، ونحو:{وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} 2 وكقوله "من الوافر":

329-

تخذت غراز إثرهم دليلا

"وفروا في الحجاز ليعجزوني"

328- التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص181؛ وخزانة الأدب 10/ 168، 175، 184، 189؛ وشرح التصريح 1/ 252؛ وشرح شواهد المغني 1/ 503؛ والمقاصد النحوية 2/ 402؛ ولحميد الأرقط في الدرر 2/ 250؛ والكتاب 1/ 408؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص90؛ وخزانة الأدب 7/ 73؛ ورصف المباني ص201؛ وسر صناعة الإعراب ص296؛ ولسان العرب 9/ 247 "عصف"؛ ومغني اللبيب 1/ 180؛ والمقتضب 4/ 141، 350؛ وهمع الهوامع 1/ 150.

شرح المفردات: العصف: بقل الزرع.

المعنى: يقول أصبحوا كبقل أكل ولم يبق منه ما يستفاد منه.

الإعراب: "فصيروا": الفاء بحسب ما قبلها، "صيروا": فعل ماض للمجهول، والواو ضمير في محل رفع نائب فاعل. "مثل": مفعول به ثان. "كعصف": الكاف زائدة، "عصف": مضاف إليه مجرور. "مأكول": نعت "عصف" مجرور بالكسرة وحرك بالسكون للضرورة الشعرية.

وجملة "صيروا" بحسب ما قبلها.

الشاهد: قوله: "فصيروا مثل" حيث استعمل الفعل "صير" بمعنى "حول من حالة إلى حالة"، ونصب بها مفعولين أولهما: واو الجماعة التي أنابها عن الفاعل، وثانيهما:"مثل".

1 الفرقان: 23.

2 النساء: 125.

239-

التخريج: البيت لأبي جندب الهذلي في شرح أشعار الهذليين 1/ 354؛ وشرح التصريح 1/ 252؛ ولسان العرب 5/ 370 "عجز"؛ والمقاصد النحوية 2/ 400. =

ص: 361

وما حكاه ابن الأعرابي من قولهم: وهبني الله فداك، ونحو:{وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ} 1، وقوله "من الطويل":

330-

وربيته حتى إذا ما تركته

أخا القوم واستغنى عن المسح شاربه

= شرح المفردات: تخذ: أخذ. "غراز": اسك واد. يعجزوني: يجعلوني عاجزا.

المعنى: يقول: سرت وراءهم في وادي غراز، متتبعا آثارهم، وقد هربوا مني خلسة في الحجاز كي لا أدركهم.

الإعراب: "تخذ": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "غراز": مفعول به أول منصوب. "إثرهم": ظرف مكان منصوب متعلق بـ"تخذ"، وهو مضاف، و"هم" ضمير في محل جر بالإضافة. "دليلا": مفعول به ثان منصوب. "وفروا": الواو حرف عطف أو حالية، "فروا": فعل ماض، والواو ضمير في محل رفع فاعل، والألف: فارقة. "في الحجاز": جار ومجرور متعلقان بـ"فروا". "ليعجزوني": اللام للتعليل، "يعجزوني": فعل مضارع منصوب بـ"أن" المضمرة بعد اللام. وعلامة نصبه حذف النون، والواو ضمير في محل رفع فاعل، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "فروا".

وجملة: "تخذت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "فروا" معطوفة على الجملة السابقة، أو في محل نصب حال. وجملة "يعجزوني" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب.

الشاهد: قوله: "تخذت غراز إثرهم دليلا" حيث نصب "تخذ" الدال على التصيير مفعولين أولهما: "غراز"، وثانيهما:"دليلا".

1 الكهف: 99 والاستشهاد بهذه الآية على أن "ترك" تأتي بمعنى "صير" و"جعل" وهذا الأمر مختلف فيه.

330-

التخريج: البيت لفرعان بن الأعرف في الدرر 2/ 251؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1445؛ ولسان العرب 3/ 122 "جعد"؛ والمقاصد النحوية 2/ 398؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 1/ 150.

اللغة: واستغنى عن المسح شاربه: كناية عن الكبر، والاستغناء عن الناس.

المعنى: يقول: إنه رباه إلى أن كبر، وأصبح بإمكانه أن يخدم نفسه بنفسه دون أن يخدم بنفسه دون أن تكون له حاجة إلى سواه.

الإعراب: "وربيته": الواو بحسب ما قبلها، "ربيته": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل، والهاء ضمير في محل نصب مفعول به. "حتى": ابتدائية. "إذا": ظرف يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه. "ما": زائدة. "تركته": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل، والهاء ضمير في محل نصب مفعول به. "أخا": مفعول به ثان، وهو مضاف. "القوم": مضاف إليه مجرور. "واستغنى" الواو حرف عطف، "استغنى": فعل ماض. "عن المسح": جار ومجرور متعلقان بـ"استغنى". "شاربه": فاعل مرفوع، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة.

وجملة: "ربيته" بحسب ما قبلها. وجملة: "إذا ما تركته

" الشرطية استئنافية لا محل لها من =

ص: 362

ونحو: {لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا} 1، وقوله "من الوافر":

331-

رمى الحدثان نسوة آل حرب

بمقدار سمدن له سمودا

فرد شعورهن السود بيضا

ورد وجوههن البيض سودا

209-

وخص بالتعليق والإلغاء ما

من قبل هب والأمر عب قد ألزما

210-

كذا تعلم ولغير الماض من

سواهما اجعل كل ما له زكن

"وخص بالتعليق"، وهو إبطال العمل لفظا لا محلا "والإلغاء" هو إبطاله لفظا ومحلا،

= الإعراب. وجملة: "تركته" في محل جر بالإضافة. وجملة: "استغنى

" معطوفة على سابقتها.

الشاهد: قوله: "تركته أخا القوم" حيث ورد الفعل "ترك" بمعنى "حول" أو "صير"، فنصب مفعولين أولهما الهاء، وثانيهما "أخا".

1 البقرة: 109 وأكثر المفسرين على أن "يردونكم" في هذه الآية الكريمة ليست بمعنى يصيرونكم، بل هي بمعنى يرجعونكم، وعليه يكون قوله "كفارا" حالا من الضمير الذي للمخاطبين الواقع مفعولا. وشبهة الشارح تبعا لبعض المفسرين في أن "يردونكم" بمعنى يصيرونكم أننا لو جعلناه بمعنى يرجعونكم لدل على أن المخاطبين كانوا كفارا ثم آمنوا مع أننا نقطع بأن بعضهم لم يكن كافرا كمن ولد في الإسلام، وهذه شبهة ضعيفة؛ لأن الخطاب لا يدل على أن المراد كل واحد منهم، ويكفي أن يكون أكثرهم قد كان كذلك.

331-

التخريج: البيتان لعبد الله بن الزبير في ملحق ديوانه ص143-144؛ وتخليص الشواهد ص443؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص941؛ والمقاصد النحوية 2/ 417؛ ولأيمن بن خريم في ديوانه ص126؛ ولفضالة بن شريك في عيون الأخبار 3/ 76؛ ومعجم الشعراء ص309؛ وللكميت بن معروف في ذيل الأمالي ص115؛ وبلا نسبة في لسان العرب 3/ 219 "سمد""البيت الأول فقط".

اللغة: الحدثان: مصائب الدهر. سمدن: حزن. السمود: الحزن.

المعنى: يقول: إن الدهر قد أنزل مصائبه بنساء بني حرب وجعلهن شديدات الحزن، فصير شعورهن بيضا من الهم، وسود وجوههن من شدة اللطم.

الإعراب: "رمى": فعل ماض. "الحدثان": فاعل مرفوع. "نسوة": مفعول به، وهو مضاف. "آل": مضاف إليه، وهو مضاف. "حرب": مضاف إليه. "بمقدار": جار ومجرور متعلقان بـ"رمى". "سمدن": فعل ماض، والنون ضمير في محل رفع فاعل. "له": جار ومجرور متعلقان بـ"سمد". "سمودا": مفعول مطلق منصوب. "فرد": الفاء حرف عطف، "رد": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره:"هو". "شعورهن": مفعول به أول، وهو مضاف، "هن": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "السود": نعت "شعور" منصوب. "بيضا": مفعول به ثان منصوب. "ورد": الواو حرف عطف، "رد": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره "هو". "وجوههن": مفعول به منصوب، وهو مضاف، "هن" ضمير في محل جر بالإضافة. "البيض": نعت "وجوه" منصوب. "سودا": مفعول به ثان منصوب بالفتحة.

وجملة: "رمى الحدثان" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "سمدن" في محل جر نعت =

ص: 363

"ما" ذكر "من قبل هب" من أفعال القلوب، وهو أحد عشر فعلا، وذلك لأن هذه الأفعال لا تؤثر فيما دخلت عليه تأثير الفعل في المفعول؛ لأن متناولها في الحقيقة ليس هو الأشخاص، وإنما متناولها الأحداث التي تدل عليها أسامي الفاعلين والمفعولين، فهي ضعيفة العمل؛ بخلاف أفعال التصيير. وإنما لم يدخل التعليق والإلغاء "هب" و"تعلم" -وإن كان قلبيين- لضعف شبههما بأفعال القلوب، من حيث لزوم صيغة الأمر، كما أشار إليه بقوله:"والأمر هب قد ألزما، كذا تعلم" ألزما: ماض مجهول فيه ضمير مستتر يعود على "هب" نائب عن الفاعل، والألف للإطلاق، والأمر نصب بالمفعولية، والجملة خبر المبتدأ، وهو "هب".

"ولغير الماض" وهو: المضارع، والأمر، واسم الفاعل، واسم المفعول، والمصدر "من سواهما" أي: سوى "هب" و"تعلم"، من أفعال الباب "اجعل كل ماله"، أي: للماضي "زكن"، أي: علم، من الأحكام، من نصب مفعولين هما في الأصل مبتدأ وخبر، نحو:"أظن زيدا قائما"، ويا هذا ظن زيدا قائما، و"أنا ظان زيدا قائما"، و"مررت برجل مظنون أبوه قائما"، و"أعجبني ظنك زيدا قائما"؛ ومن جواز الإلغاء في القلبي وتعليقه على ما ستراه.

211-

وجوز الإلغاء لا في الابتدا

وانو ضمير الشأن أو لام ابتدا

212-

في موهم إلغاء ما تقدما

والتزم التعليق قبل نفي "ما"

213-

و"إن" و"لا" لام ابتداء أو قسم

كذا والاستفهام ذا له انحتم

"وجوز الإلغاء لا في" حال "الابتدا" بالفعل، بل في حال توسطه أو تأخره، وصدق ذلك بثلاث صور:

= "مقدار". وجملة: "فرد شعورهن

" معطوفة على جملة "رمى الحدثان" فهي مثلها لا محل لها من الإعراب. وجملة: "رد وجوههن

" معطوفة على "رد شعورهن".

الشاهد: قوله: "فرد شعورهن

" و"رد وجوههن

" حيث ورد الفعل "رد" بمعنى التصيير أو التحويل، فنصب مفعولين، أولهما في الجملة الأولى: "شعورهن"، وثانيهما "بيضا". وفي الجملة الثانية المفعول الأول هو: "وجوههن"، والمفعول الثاني هو "سودا".

ص: 364

الأولى: أن يتوسط الفعل بين المفعولين، والإلغاء والإعمال حينئذ سواء، كقوله "من الوافر":

332-

شجاك أظن ربع الظاعنين

"فلم تعبأ بعذل العاذلينا"

يروى برفع "ربع" على أنه فاعل "شجاك": أي أحزنك، و"أظن": لغو، وينصبه على أنه مفعول أول لـ"أظن"، و"شجاك": المفعول الثاني مقدم.

الثانية: أن يتأخر عنهما، والإلغاء حينئذ أرجح، كقوله "من الخفيف":

333-

آت الموت تعلمون فلا ير

هبكم من لظى الحروب اضطرام

332- التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص446؛ والدرر 2/ 261؛ وشرح شواهد المغني 2/ 806؛ والمقاصد النحوية 2/ 419؛ وهمع الهوامع 1/ 153.

اللغة: الشجو: الحزن والغصة. الربع: الطلل "رسم الديار". الظاعن: المسافر. لم يعبأ: لم يبال ولم يعر انتباها.

المعنى: إن سبب حزنك، منظر ديار الحبيبة وهو خاو من أهله، وقد أخذ عليك قلبك وعقلك، فأظهرت أساك غير عابئ بلوم أو تقريع.

الإعراب: شجاك: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر و"الكاف": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. أظن: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا. ربع: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة وهو مضاف. الظاعنينا: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والألف للإطلاق. ولم:"الواو": عاطفة، "لم": حرف نفي وقلب وجزم. تعبأ: فعل مضارع مجزوم بـ"لم" وعلامة جزمه السكون الظاهرة والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. بعذل: جار ومجرور متعلقان بالفعل تعبأ، وهو مضاف. العاذلينا: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والألف للإطلاق.

وجملة "شجاك": ابتدائية لا محل لها. وجملة "أظن": اعتراضية لا محل لها. وجملة "لم تعبأ": معطوفة على ابتدائية فهي مثلها لا محل لها.

والشاهد فيه قوله: "أظن" وقد وقع بين الفعل وفاعله، وبالتالي يجوز إعماله أو إلغاؤه.

333-

التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص445؛ والمقاصد النحوية 2/ 402.

اللغة: أرهب: أخاف. لظى الحروب: نار الحروب. اضطرام: اشتعال.

المعنى: يقول: إن الموت واقع لا محالة، فلم يخافه الناس؟ ولماذا يخافون الحروب إذا اشتعلت واشتد أوارها؟

الإعراب: آت: خبر مقدم مرفوع بالضمة المقدرة على الياء المحذوفة لأنه اسم منقوص. الموت: مبتدأ مؤخر مرفوع. تعلمون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، و"الواو": ضمير في محل رفع فاعل. فلا: "الفاء": فاء الفصيحة، و"لا": الناهية. يرهبكم: فعل مضارع مجزوم، و"كم": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. من لظى: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من "اضطرام" وأصله نعت له، ولكن =

ص: 365

الثالثة: أن يتقدم عليهما ولا يبتدأ به، بل يتقدم عليه شيء، نحو:"متى ظننت زيدا قائما"، والإعمال حينئذ أرجح، وقيل: واجب.

ولا يجوز إلغاء المتقدم، خلافا للكوفيين والأخفش؛ "وانو ضمير الشأن"؛ ليكون هو المفعول الأول، والجزآن جملة في موضع المفعول الثاني، "أو" انو "لام ابتدا" لتكون المسألة من باب التعليق "في موهم إلغاء ما تقدما" كقوله "من البسيط":

334-

أرجو وآمل أن تدنو مودتها

وما إخال لدينا منك تنويل

= نعت النكرة إذا تقدم أعرب حالا، وهو مضاف. الحروب: مضاف إليه مجرور. اضطرام: فاعل مرفوع بالضمة.

وجملة "الموت آت": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "تعلمون": اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لا يرهبكم": استئنافية لا محل لها من الإعراب.

الشاهد: قوله: "آت الموت تعلمون" حيث أخر الفعل الذي يتعدى إلى مفعولين عن مفعوليه، وألغى عمل الفعل عن هذين المفعولين، ورفعهما على أنهما مبتدأ وخبر، والأصل:"تعلمون الموت آتيا".

334-

التخريج: البيت لكعب بن زهير في ديوانه ص62؛ وخزانة الأدب 11/ 311؛ والدرر 1/ 172، 2/ 259؛ وشرح التصريح 1/ 258؛ وشرح عمدة الحافظ ص248؛ والمقاصد النحوية 2/ 412؛ وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص220؛ وهمع الهوامع 1/ 53، 153.

شرح المفردات: الرجاء: توقع الخير. تدنو: تقرب. إخال: أظن. التنويل: العطاء.

المعنى: يتمنى لو يكون حبها وشيكا منه، ولكنه يستدرك بقوله: لا أظن أن ذلك سيتم.

الإعراب: "أرجو": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره:"أنا". "وآمل": الواو حرف عطف، "آمل" كإعراب "أرجو". "أن": حرف نصب ومصدرية. "تدنو": فعل مضارع منصوب. "مودتها": فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"ها" ضمير في محل جر بالإضافة. "وما": الواو حرف عطف، "ما": حرف نفي. "إخال": فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنا". "لدينا": ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف خبر مقدم، وهو مضاف، و"نا": ضمير في محل جر بالإضافة. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل نصب مفعول به. "منك": جار ومجرور متعلقان بـ"تنويل". "تنويل": مبتدأ مؤخر مرفوع.

وجملة: "أرجو" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "وآمل" معطوفة على جملة "أرجو". وجملة "تدنو مودتها" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة "لدينا تنويل" في محل نصب مفعول به لـ"إخال".

الشاهد: قوله: "إخال لدينا تنويل" حيث ألغى عمل الفعل القلبي "إخال" مع تقدمه على معموليه، فرفع "تنويل" على الابتداء، وخبره المجرور قبله. والقياس فتح همزة "إخال".

ص: 366

وقوله "من البسيط":

335-

كذاك أدبت حتى صار من خلقي

أني رأيت ملاك الشيمة الأدب

فعلى الأول التقدير: إخاله، ورأيته: أي الشان، وعلى الثاني لملاك، وللدينا، فالفعل عامل على التقديرين.

نعم يجوز أن يكون ما في البيتين من باب الإلغاء؛ لتقدم "ما" في الأول و"إني" في الثاني على الفعل، لكن الأرجح خلافه، كما عرفت، فالحمل على ما سبق أولى.

335- التخريج: البيت لبعض الفزاريين في خزانة الأدب 9/ 139، 143، 10/ 335؛ والدرر 2/ 257؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 3/ 133؛ وتخليص الشواهد ص449؛ وشرح التصريح 1/ 258؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1146؛ وشرح عمدة الحافظ ص249؛ وشرح ابن عقيل ص221؛ والمقاصد النحوية 2/ 411، 3/ 89؛ والمقرب 1/ 117؛ وهمع الهوامع 1/ 153.

شرح المفردات: أدب: هذب. الملاك: الأمر الذي يملك. الشيمة: الخصلة الحميدة، الخلق.

المعنى: يقول: على هذا المنوال نشأت وتعلمت حتى صارت مكارم الأخلاق من شيمتي، والأدب منهج سلوكي.

الإعراب: "كذاك" الكاف اسم بمعنى "مثل" مفعول مطلق نائب عن المصدر، وهو مضاف، "ذاك": اسم إشارة في محل جر بالإضافة، أو الكاف حرف جر، "ذاك" اسم إشارة في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان بمحذوف نعت للمفعول المطلق. "أدبت": فعل ماض للمجهول، والتاء في محل رفع نائب فاعل. "حتى": حرف غاية وجر. "صار": فعل ماض ناقص. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل جر بحرف الجر "حتى"، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "أدبت". "من خلقي": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "صار"، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "أني": حرف مشبه بالفعل، والياء في محل نصب اسم "أن". "رأيت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "ملاك": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "الشيمة": مضاف إليه مجرور. "الأدب": خبر المبتدأ مرفوع. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل رفع اسم "صار".

وجملة المبتدأ والخبر سدت مسد مفعولي "رأيت". وجملة "أدبت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "صار" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب.

الشاهد: قوله: "رأيت ملاك الشيمة الأدب" حيث ألغى عمل "رأيت" مع تقدمه، ولو أعمله لقال:"رأيت ملاك الشيمة الأدبا" بنصب "ملاك" و"الأدبا" على أنهما مفعولان لـ"رأيت". وخرجه البصريون على ثلاثة أوجه: الأول أنه من باب التعليق، ولام الابتداء مقدرة الدخول على "ملاك". والثاني أنه من باب الإعمال، والمفعول الأول ضمير شأن محذوف، وجملة المبتدأ وخبره في محل نصب مفعول ثان. والثالث أنه من باب الإلغاء، ولكن سبب الإلغاء أن الفعل لم يكن في أول الكلام، بل قد سبقه قول الشاعر "أني".

ص: 367

"والتزم التعليق" عن العمل في اللفظ، إذا وقع الفعل قبل شيء له الصدر، كما إذا وقع "قبل نفي ما" النافية، نحو:{لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاءِ يَنْطِقُونَ} "وإن، ولا" النافيتين في جواب قسم ملفوظ أو مقدر، نحو:"علمت والله إن زيد قائم، و"علمت إن زيد قائم"، و"علمت والله لا زيد في الدار ولا عمرو"، و"علمت لا زيد في الدار ولا عمرو"؛ "ولام ابتداء أو" لام جواب "قسم كذا"، نحو: {وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ} 2، وكقوله "من الكامل":

336-

ولقد علمت لتأتين منيتي

إن المنايا لا تطيش سهامها

"والاستفهام ذا" الحكم "له انحتم" سواء كان بالحرف، نحو: {وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ

1 الأنبياء: 65.

2 البقرة: 102.

336-

التخريج: البيت للبيد بن ربيعة في ديوانه ص308؛ وتخليص الشواهد ص453؛ وخزانة الأدب 9/ 159-161؛ والدرر 2/ 263؛ وشرح شواهد المغني 2/ 828؛ والكتاب 3/ 110؛ والمقاصد النحوية 2/ 405؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 2/ 61؛ وخزانة الأدب 10/ 334؛ وسر صناعة الإعراب ص400؛ وشرح قطر الندى ص176؛ ومغني اللبيب 2/ 401، 407؛ وهمع الهوامع 1/ 154.

اللغة والمعنى: المنية: الموت. تطيش: تخطئ.

يقول: لقد عرفت أن الموت لا مفر منه، وأن سهامه لا تخطئ أحدا من الناس عاجلا أم آجلا.

الإعراب: ولقد: الواو: بحسب ما قبلها، لقد: اللام: موطئة للقسم، قد: حرف تحقيق. علمت: فعل ماض، والتاء: فاعل. لتأتين: اللام: واقعة في جواب القسم، تأتين: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، والنون: للتوكيد. منيتي: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء، وهو مضاف. والياء: ضمير في محل جر بالإضافة. إن: حرف مشبه بالفعل. المنايا: اسم "إن" منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر. لا: حرف نفي. تطيش: فعل مضارع مرفوع. سهامها: فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"ها" في محل جر بالإضافة.

وجملة "قد علمت

" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية أو استئنافية. وجملة "تأتين منيتي" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها جواب القسم. وجملة "إن المنايا

" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة "لا تطيش سهامها" الفعلية في محل رفع خبر "إن".

والشاهد فيه قوله: "علمت لتأتين منيتي" حيث جاء الفعل "علم" المتعدي إلى مفعولين معلقا عن العمل لفظا لا تقديرا بسبب اعتراض اللام الواقعة في جواب القسم بينه وبين معموليه.

ص: 368

بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ} 1 أم بالاسم، سواء كان الاسم مبتدأ نحو:{لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى} {وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا} 3، أم خبرا، نحو:"علمت متى السفر"، أم مضافا إليه المبتدأ، نحو:"علمت أبو من زيد"، أم فضلة، نحو:{وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} 4 فـ"أي": نصب على المصدر بما بعده، أي: ينقلبون منقلبا أي انقلاب، وليس منصوبا بما قبله؛ لأن الاستفهام له الصدر؛ فلا يعمل فيه ما قبله.

تنبيهات: الأول: إذا كان الواقع بين المعلق والمعلق غير مضاف، نحو:"علمت زيدا من هو"، جاز نصبه، وهو الأجود؛ ولكونه غير مستفهم به ولا مضاف إلى مستفهم به، وجاز أيضا رفعه؛ لأنه المستفهم عنه في المعنى، وهذا شبيه بقولهم:"إن أحدا لا يقول ذلك"، فـ"أحد" هذا لا يستعمل إلا بعد نفي، وهنا قد وقع قبل النفي؛ لأنه والضمير في "لا يقول" شيء واحد في المعنى.

الثاني: من المعلقات أيضا "لعل"، نحو:{وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ} 5. ذكر ذلك أبو علي في التذكرة، و"لو" الشرطية؛ كقوله "من الطويل":

337-

وقد علم الأقوام لو أن حاتما

أراد ثراء المال كان له وفر

1 الأنبياء: 109.

2 الكهف: 12.

3 طه: 71.

4 الشعراء: 227.

5 الأنبياء: 111.

337-

التخريج: البيت لحاتم الطائي في ديوانه ص202؛ والأغاني 17/ 276، 295؛ وأمالي الزجاجي ص209؛ وخزانة الأدب 4/ 213؛ والدرر 2/ 264؛ والشعر والشعراء 1/ 253؛ ولسان العرب 4/ 548 "عذر"، 14/ 110 "ثرا"؛ وهمع الهوامع 1/ 154؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص789.

المعنى: يقول: لقد علم الناس لو أن حاتما أراد جمع المال لكان له المال الوفير.

الإعراب: وقد: الواو: بحسب ما قبلها، قد: حرف تحقيق. علم: فعل ماض. الأقوام: فاعل مرفوع. لو: حرف امتناع لامتناع. أن: حرف مشبه بالفعل. حاتما: اسم "أن" منصوب. أراد: فعل ماض، والفاعل: هو. ثراء: مفعول به لـ"أراد"، وهو مضاف. المال: مضاف إليه مجرور. كان: فعل ماض ناقص. له: جار ومجرور متعلقان بخبر "كان" المحذوف. وفر: اسم "كان" مؤخر مرفوع.

وجملة "قد علم الأقوام" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية أو استئنافية أو معطوفة على جملة سابقة. وجملة "أراد

" الفعلية في محل رفع خبر "أن". وجملة "كان له وفر" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم.

والشاهد فيه قوله: "علم الأقوام

" حيث علق الفعل "علم" عن العمل –وهو ينصب مفعولين- لوقوع "لو" قبلهما.

ص: 369

و"إن" التي في خبرها اللام، نحو:"علمت إن زيدا لقائم"، ذكر ذلك جماعة من المغاربة. والظاهر أن المعلق إنما هو اللام لا "إن"، إلا أن ابن الخباز حكى في بعض كتبه أنه يجوز:"علمت إن زيدا قائم"، بالكسر مع عدم اللام، وأن ذلك مذهب سيبويه، فعلى هذا المعلق "إن".

الثالث: قد عرفت أن الإلغاء سبيله عند وجود سببه الجواز، والتعليق سبيله الوجوب، وأن الملغى لا عمل له البتة، والمعلق عامل في المحل، حتى يجوز العطف بالنصب على المحل، كقوله "من الطويل":

338-

وما كنت أدري قبل عزة ما البكا

ولا موجعات القلب حتى تولت

يروى بنصب "موجعات" بالكسرة عطفا على محل قوله "ما البكا".

ووجه تسميته تعليقا أن العامل ملغى في اللفظ عامل في المحل؛ فهو عامل لا عامل،

338- التخريج: البيت لكثير عزة في ديوانه ص95؛ وخزانة الأدب 9/ 144؛ وشرح التصريح 1/ 257؛ وشرح شواهد المغني ص813، 824؛ وشرح قطر الندى ص178؛ ومغني اللبيب ص419؛ والمقاصد النحوية 2/ 408؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 2/ 64.

اللغة والمعنى: أدري: أعرف. عزة: اسم حبيبة الشاعر. تولت: ابتعدت.

يقول: لم أكن أعرف البكاء والحسرة إلا بعد أن ابتعدت عزة، وتخلت عني.

الإعراب: وما: الواو: بحسب ما قبلها، ما: حرف نفي. كنت: فعل ماض ناقص، والتاء: ضمير في محل رفع اسم "كان". أدري: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل، والفاعل: أنا. قبل: ظرف متعلق بـ"أدري"، وهو مضاف. عزة: مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث. ما: اسم استفهام في محل رفع مبتدأ، البكا: خبر المبتدأ مرفوع. أو "ما" في محل رفع خبر مقدم للمبتدأ، و"البكا": مبتدأ مؤخر مرفوع. ولا: الواو: حرف عطف، لا: حرف لتأكيد النفي. موجعات: معطوف على محل جملة "ما البكى" منصوب بالكسرة بدلا من الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم، وهو مضاف. القلب: مضاف إليه مجرور. حتى: حرف جر وغاية. تولت: فعل ماض، والفاعل: هي، والتاء: للتأنيث. والمصدر المؤول من "أن" المضمرة وما بعدها في محل جر بحرف الجر "حتى"، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "أدري".

وجملة "ما كنت أدري" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية أو استئنافية، أو معطوفة على جملة سابقة. وجملة "ما البكا" الاسمية في محل نصب مفعول به لـ"أدري". وجملة "تولت" الفعلية لا محل لها من الإعراب لإنها صلة الموصول الحرفي.

والشاهد فيه قوله: "ولا موجعات" حيث عطف بالنصب على محل مفعول "أدري"، الذي بمعنى "أعلم"، فهو يقتضي مفعولين، و"ما" الاستفهامية في قوله:"ما البكا" علق "أدري" عن العمل لفظا لا محلا، لأن اسم الاستفهام لا يجوز أن يعمل فيه ما قبله، لأن رتبته التصدير.

ص: 370

فسمي معلقا أخذا من المرأة المعلقة التي لا مزوجة ولا مطلقة؛ ولهذا قال ابن الخشاب: لقد أجاد أهل هذه الصناعة في هذا اللقب لهذا المعنى.

الرابع: قد ألحق بأفعال القلوب في التعليق أفعال غيرها، نحو:{فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا} {فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ، بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ} {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ} {يَسْأَلونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ} 4، {وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ} 5؛ ومنه ما حكاه سيبويه من قولهم: أما ترى أي برق ههنا.

214-

"لعلم عرفان وظن تهمه

تعدية لواحد ملتزمه"

نحو: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا} 6، أي: لا تعرفون، وتقول:"سرق مالي" و"ظننت زيدا": أي اتهمته، واسم المفعول منه "مظنون" و"ظنين"، قال الله تعالى:{وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ} 7: أي بمتهم.

وقد نبهت على استعمال بقية أفعال القلوب في غير ما يتعدى فيه إلى مفعولين كما رأيت؛ وإنما خص هو "علم" و"ظن" بالتنبيه لأنهما الأصل؛ إذ غيرهما لا ينصب المفعولين إلا إذا كان بمعناهما، وأيضا فغيرهما عند عدم نصب المفعولين يخرج عن القلبية غالبا، بخلافهما.

215-

ولرأى الرؤيا انم ما لعلما

طالب مفعولين من قبل انتمى

"ولرأى" التي مصدرها "الرؤيا" وهي الحلمية "انم"، أي: انسب "ما لعلما طالب مفعولين من قبل انتمى"، أي: انتسب، "ما" موصول صلته "انتمى" في موضع نصب مفعول لـ"انم"، و"طالب" حال من "علم"، و"لرأى" متعلق بـ"انم"، و"لعلما" متعلق بـ"انتمى"، وكذلك "من قبل". والتقدير: انسب لرأى التي مصدرها الرؤيا الذي انتسب

1 الكهف: 19.

2 القلم: 5-6.

3 الأعراف: 184.

4 الذاريات: 12.

5 يونس: 53.

6 النحل: 78.

7 التكوير: 24.

ص: 371

لـ"علم" متعدية إلى مفعولين من الأحكام، وذلك لأنها مثلها من حيث الإدراك بالحس الباطن، قال الشاعر "من الوافر":

239-

أبو حنش يؤرقني وطلق

وعمار وآونة أثالا

أراهم رفقتي حتى إذا ما

تجافى الليل وانخزل انخزالا

إذا أنا كالذي يجري لورد

إلى آل فلم يدرك بلالا

339- التخريج: الأبيات لابن أحمر في ديوانه ص129؛ والحماسة البصرية 1/ 262؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 487؛ ولسان العرب 6/ 289 "حنش"؛ والمقاصد النحوية 2/ 421؛ وبلا نسبة في الأزمنة والأمكنة 1/ 240؛ والإنصاف 1/ 354؛ وتخليص الشواهد ص455؛ والخصائص 2/ 378.

اللغة: أبو حنش، وطلق، وعمار، وأثال: أعلام رجال، وهم رفقاء الشاعر. يؤرقني: يسهدني. تجافى الليل وانخزل انخزالا: مشى بتثاقل كناية عن ظهور حقيقة رفاقه. الورد: إتيان الماء. الآل: السراب. البلال: البلل.

الإعراب: "أبو": مبتدأ مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. "حنش": مضاف إليه مجرور. "يؤرقني": فعل مضارع مرفوع، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر تقديره:"هو": "وطلق": الواو حرف عطف، "طلق": معطوف على "أبو". "وعمار": الواو حرف عطف، "عمار": معطوف على "أبو". "وآونة": الواو حرف عطف، "آونة": ظرف زمان منصوب، متعلق بفعل محذوف يفسره المذكور والتقدير:"يؤرقني آونة أثالا". "أثالا": معطوف على "أبو"، وحذفت تاؤه للترخيم، تقديره:"أثالة". "أراهم": فعل مضارع مرفوع، و"هم": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به أول، وفاعله ضمير مستتر تقديره:"أنا". "رفقتي": مفعول به ثان، وهو مضاف، والياء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "حتى": ابتدائية. "إذا": ظرف يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. "ما": زائدة. "تجافى": فعل ماض. "الليل": فاعل مرفوع بالضمة. "وانخزل": الواو حرف عطف، "انخزل": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره:"هو". "انخزالا": مفعول مطلق منصوب. "إذا": الفجائية. "أنا": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. "كالذي": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. "يجري": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره:"هو". "لورد": جار ومجرور متعلقان بـ"يجري". "إلى آل": جار ومجرور متعلقان بـ"يجري". "فلم": الفاء حرف عطف، "لم": حرف جزم. "يدرك": فعل مضارع مجزوم، وفاعله ضمير مستتر تقديره:"هو". "بلالا": مفعول به منصوب.

وجملة: "أبو حنش

" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "يؤرقني" في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة: "أراهم" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "إذا ما تجافى

" الشرطية استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "تجافى الليل" في محل جر بالإضافة. وجملة: "انخزل

" معطوفة على "تجافى". وجملة: "إذا أنا كالذي يجري" جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. وجملة "يجري" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لم يدرك

" معطوفة على الجملة السابقة.

الشاهد: قوله: "أراهم رفقتي" حيث ورد الفعل "أرى" بمعنى "حلم""رأى حلما"، وأجراه مجرى "علم" فنصب مفعولين أولهما "هم"، وثانيهما "رفقتي".

ص: 372

فهو من "أراهم" مفعول أول، و"رفقتي" مفعول ثان.

وإنما قيد بقوله: "طالب مفعولين من قبل" لئلا يعتقد أنه أحال على "علم" العرفانية.

فإن قلت: ليس في قوله "الرؤيا" نص على المراد؛ إذ الرؤيا تستعمل مصدرا لـ"رأى" مطلقا حلمية كانت أو يقظية.

قلت: الغالب والمشهور كونها مصدرا للحلمية.

"حذف معمولي هذه الأفعال أو أحدهما لدليل أو لغيره":

216-

ولا تجز هنا بلا دليل

سقوط مفعولين أو مفعول

"ولا تجز هنا" في هذا الباب "بلا دليل سقوط مفعولين أو مفعول" ويسمى اقتصارا؛ أما الثاني فبالإجماع؛ وفي الأول -وهو حذفهما معا اقتصارا- خلاف؛ فعن سيبويه والأخفش المنع مطلقا، كما هو ظاهر إطلاق النظم، وعن الأكثرين الجواز مطلقا، تمسكا بنحو:{أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى} 1، أي: يعلم، {وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ} 2، وقولهم:"من يسمع يخل"3؛ وعن الأعلم الجواز في أفعال الظن دون أفعال العلم.

أما حذفهما لدليل -ويسمى اختصارا- فجائز إجماعا، نحو؛ {أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} 4؛ وقوله "من الطويل":

340-

بأي كتاب أم بأية سنة

ترى حبهم عارا علي وتحسب

1 النجم: 35.

2 الفتح: 12.

3 هذا القول من أمثال العرب وقد ورد في تمثال الأمثال 2/ 564؛ وجمهرة الأمثال 2/ 263؛ وفصل المقال ص412؛ وكتاب الأمثال ص290؛ ولسان العرب 11/ 226، 227 "خيل"؛ والمستقصى 2/ 362؛ ومجمع الأمثال 2/ 300، ومعناه أن من يسمع أخبار الناس ومعائبهم يقع في نفسه المكروه عليهم.

4 القصص: 62، 74.

340-

التخريج: البيت للكميت في خزانة الأدب 9/ 137؛ والدرر 1/ 272، 2/ 253؛ وشرح التصريح 1/ 259؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص692؛ والمحتسب 1/ 183؛ والمقاصد النحوية =

ص: 373

وفي حذف أحدهما اختصارا خلاف؛ فمنعه ابن ملكون، وأجازه الجمهور.

ومن ذلك -والمحذوف الأول- قوله تعالى: {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ} 1 في قراءة يحسبن بالياء آخر الحروف، أي: ولا يحسبن الذين يبخلون ما يبخلون به هو خيرا.

ومنه -والمحذوف الثاني- قوله "من الكامل":

341-

ولقد نزلت فلا تظني غيره

مني بمنزلة المحب المكرم

2/ 413، 3/ 112؛ وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص225؛ وهمع الهوامع 1/ 152.

شرح المفردات: "ترى": هنا من الرأي بمعنى الاعتقاد.

الإعراب: "بأي": جار ومجرور متعلقان بـ"ترى"، و"أي": مضاف. "كتاب": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "أم": حرف عطف. "بأية": جار ومجرور معطوفان على الجار والمجرور السابقين، و"أية": مضاف. "سنة": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "ترى": فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت. "حبهم": مفعول به أول لـ"ترى"، و"هم" ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. "عارا": مفعول به ثان منصوب بالفتحة. "علي": جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لـ"عارا". "وتحسب": الواو حرف عطف، و"تحسب" فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت.

وجملة "ترى" ابتدائية لا محل لها من الإعراب، وجملة "تحسب" معطوفة على جملة "ترى" لا محل لها من الإعراب.

الشاهد: قوله: "تحسب" حيث حذف المفعولين لدلالة سابق الكلام عليهما، والتقدير:"وتحسب حبهم عارا علي".

1 آل عمران: 180.

341-

التخريج: البيت لعنترة في ديوانه ص191؛ وأدب الكاتب ص613؛ والأشباه والنظائر 2/ 405؛ والاشتقاق ص38؛ والأغاني 9/ 212؛ وجمهرة اللغة ص591؛ وخزانة الأدب 3/ 227، 9/ 136؛ والخصائص 2/ 216؛ والدرر 2/ 254؛ وشرح شواهد المغني 1/ 480؛ ولسان العرب 1/ 289 "حبب"؛ والمقاصد النحوية 2/ 314؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 2/ 70؛ وشرح ابن عقيل ص225؛ والمقرب 1/ 117؛ وهمع الهوامع 1/ 152.

المعنى: يقول: إنك قد نزلت من قلبي منزلة من يحب ويكرم، فتيقني هذا ولا تظني غيره على الإطلاق.

الإعراب: ولقد: الواو بحسب ما قبلها، واللام: موطئة للقسم، قد: حرف تحقيق. نزلت: فعل ماض. والتاء: فاعل. فلا: الفاء: حرف عطف أو استئناف، لا: ناهية. تظني: فعل مضارع مجزوم بحذف =

ص: 374

217-

وكتظن اجعل "تقول" إن ولي

مستفهما به ولم ينفصل

318-

بغير ظرف أو كظرف أو عمل

وإن ببعض ذي فصلت يحتمل

"وكتظن" عملا ومعنى "اجعل" جوازا. "تقول" مضارع "قال" المبدوء بتاء الخطاب؛ فانصب به مفعولين "إن ولي مستفهما به" من حرف أو اسم "ولم ينفصل" عنه "بغير ظرف أو كظرف" وهو الجار والمجرور "أو عمل" أي: معمول "وإن ببعض ذي" المذكورات "فصلت يحتمل"؛ فمن ذلك حيث لا فصل قوله "من الطويل":

342-

علام تقول الرمح يثقل عاتقي

إذا أنا لم أطعن إذا الخيل كرت

= النون لأنه من الأفعال الخمسة، والياء: فاعل. غيره: مفعول به أول، وهو مضاف، والهاء: في محل جر بالإضافة. مني: جار ومجرور متعلقان بـ"نزلت". بمنزلة: جار ومجرور متعلقان بـ"نزلت"، وهو مضاف. المحب: مضاف إليه مجرور. المكرم: نعت "المحب" مجرور.

وجملة "لقد نزلت

" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها جواب القسم. وجملة "لا تظني

" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية أو معطوفة على جملة "نزلت".

والشاهد فيه قوله: "فلا تظني غيره" حيث حذف المفعول الثاني لـ"تظن" لقيام الدليل على المحذوف، وتقدير الكلام: ولقد نزلت فلا تظني غيره واقعا.

342-

التخريج: البيت لعمرو بن معديكرب في ديوانه ص72؛ وخزانة الأدب 2/ 436؛ والدرر 2/ 274؛ وشرح التصريح 1/ 263؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص159؛ وشرح شواهد المغني ص418؛ ولسان العرب 11/ 575 "قول"؛ والمقاصد النحوية 2/ 436؛ وبلا نسبة في مغني اللبيب ص143؛ وهمع الهوامع 1/ 157.

شرح المفردات: العاتق: ما بين المنكب والعنق. كر: عطف.

المعنى: يتساءل: لم يحمل الرمح ويستثقل به إذا لم يطعن به الأعداء عندما تكر الخيول، وتحتدم المعركة؟

الإعراب: "علام": جار ومجرور متعلقان بـ"تقول". "تقول": فعل مضارع مرفوع، وفاعله

وجوبا "أنت". "الرمح": مفعول به أول. "يثقل": فعل مضارع مرفوع، وفاعله

"هو". "عاتقي": مفعول به منصوب، وهو مضاف، والياء في محل جر بالإضافة. "إذا": ظرف زمان متعلق بالفعل "يثقل". "أنا": توكيد الفاعل "أطعن" المحذوف. "لم": حرف جزم. "أطعن": فعل مضارع مجزوم، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره:"أنا". "إذا": ظرف زمان متعلق بالفعل "يثقل". "الخيل": فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده. "كرت": فعل ماض والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هي".

وجملة "تقول" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "يثقل" في محل نصب مفعول به ثان لـ"تقول" وجملة "أنا لم أطعن" في محل جر بالإضافة. وجملة "كرت الخيل" في محل جر بالإضافة؛ وجملة "لم أطعن" وجملة "كرت" تفسيريتان لا محل لهما من الإعراب.

الشاهد: قوله: "علام تقول الرمح" حيث نصب "الرمح" لكون "تقول" بمعنى: "تظن".

ص: 375

وقوله "من الرجز":

343-

متى تقول القلص الرواسما

يدنين أم قاسم وقاسما

ومنه مع الفصل بالظرف قوله "من البسيط":

344-

أبعد بعد تقول الدار جامعة

شملي بهم أم تقول البعد محتوما

343- التخريج: الرجز لهدبة بن خشرم في ديوانه ص130؛ وتخليص الشواهد ص456؛ وخزانة الأدب 9/ 336؛ والدرر 2/ 273؛ والشعر والشعراء 2/ 695؛ ولسان العرب 11/ 575 "قول"، 12/ 456 "فغم"؛ والمقاصد النحوية 2/ 427؛ وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص227؛ وهمع الهوامع 1/ 157.

اللغة والمعنى: القلص: ج القلوص، وهي الفتية من الأبل. الرواسم: التي تسير سيرا شديدا. أم قاسم: كنية أخت زياد بن زيد العذري.

يقول: متى نظن القلص التي تسير سيرا شديدا، تحمل أم قاسم وابنها؟

الإعراب: متى: اسم استفهام متعلق بـ"تقول". تقول: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: أنت. القلص: مفعول به أول. الرواسما: نعت "القلص"، والألف: للإطلاق. يدين: فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة، والنون: فاعل. أم: مفعول به منصوب، وهو مضاف. قاسم: مضاف إليه مجرور. وقاسما: الواو: حرف العطف، قاسما: معطوف على "أم" منصوب.

وجملة "تقول القلص

" الفعلية في محل جر بالإضافة. وجملة "يدنين

" الفعلية في محل نصب مفعول به ثان لـ"تقول".

والشاهد فيه قوله: "تقول القلص يدنين" حيث ورد الفعل "تقول" بمعنى "تظن"، فنصب مفعولين هما "القلص" وجملة "يدنين".

344-

التخريج: البيت بلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 232؛ وأوضح المسالك 2/ 77؛ وتخليص الشواهد ص45؛ والدرر 2/ 275؛ وشرح التصريح 1/263؛ وشرح شواهد المغني 2/ 969؛ ومغني اللبيب 2/ 692؛ والمقاصد النحوية 2/ 438؛ وهمع الهوامع 1/ 157.

اللغة والمعنى: الشمل: ما اجتمع من الأمر.

يقول: أتظن أن الدار ستجمع شملنا بعد أن تفرقنا، أم أن هذا الفراق أصبح أمرا محتوما؟

الإعراب: أبعد: الهمزة للاستفهام، بعد: ظرف متعلق بـ"تقول"، وهو مضاف. بعد: مضاف إليه مجرور. تقول: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: أنت. الدار: مفعول به أول. جامعة: مفعول به ثان. شملي: مفعول به لاسم الفاعل "جامعة"، وهو مضاف، والياء: ضمير في محل جر بالإضافة. بهم: جار ومجرور متعلقان بـ"جامعة". أم: حرف عطف. تقول: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: أنت. البعد: مفعول به أول. محتوما: مفعول به ثان لـ"تقول".

وجملة "تقول الدار جامعة" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية أو استئنافية. وجملة "تقول البعد محتوما" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. =

ص: 376

ومنه مع الفصل بالمعمول قوله "من الوافر":

345-

أجهالا تقول بني لؤي

لعمر أبيك أم متجاهلينا

فإن فقد شرط من هذا الأربعة تعين رفع الجزءين على الحكاية، نحو:"قال زيد عمرو منطلق"، و"يقول زيد عمرو منطلق"، و"أنت تقول زيد منطلق"، و"أأنت تقول زيد منطلق".

تنبيه: زاد السهيلي شرط آخرا، وهو ألا يتعدى باللام، نحو:"أتقول لزيد عمرو منطلق"، وزاد في التسهيل أن يكون حاضرا، وفي شرحه أن يكون مقصودا به الحال. هذا كله في غير لغة سليم.

= وفي البيت شاهدان أولهما قوله: "أبعد بعد تقول الدار جامعة"، حيث أعمل "تقول" عمل "تظن" لاستكمالها شروط الإعمال، ولا يمنع العمل الفصل بين الاستفهام وبين الفعل "تقول" بالظرف "بعد". وثانيهما قوله:"أم تقول البعد محتوما" حيث أعمل "تقول" من غير فصل.

345-

التخريج: البيت للكميت بن زيد في خزانة الأدب 9/ 183، 184؛ والدرر 2/ 276؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 132؛ وشرح التصريح 1/ 263؛ وشرح المفصل 7/ 78، 79؛ والكتاب 1/ 123؛ والمقاصد النحوية 2/ 429؛ وليس في ديوانه؛ وبلا نسبة في أمالي المرتضى 1/ 363؛ وأوضح المسالك 2/ 78؛ وتخليص الشواهد ص457؛ وخزانة الأدب 2/ 439؛ وشرح ابن عقيل ص228؛ والمقتضب 2/ 349؛ وهمع الهوامع 1/ 157.

اللغة والمعنى: الجهال: من الجهل، وهو السفه والعصيان، أو عدم المعرفة. المتجاهل: هو المتظاهر بالجهل.

يقول: أتظن أن بني لؤي جهال حقيقة، أم أنهم يتظاهرون بالجهل؟

الإعراب: أجهالا: الهمزة للاستفهام، جهالا: مفعول به ثان لـ"تقول" منصوب. تقول: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: أنت. بني: مفعول به أول منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف. لؤي: مضاف إليه مجرور، لعمر: اللام: للقسم، عمر: مبتدأ والخبر محذوف تقديره "قسمي"، وهو مضاف. أبيك: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف، والكاف: في محل جر بالإضافة. أم: حرف عطف: متجاهلينا: معطوف على "جهالا" منصوب بالياء، والألف للإطلاق.

وجملة "تقول

" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية أو استئنافية.

والشاهد فيه قوله: "أجهالا تقول بني لؤي" حيث أعمل "تقول" عمل "تظن"، فنصب به مفعولين، أحدهما قوله:"جهالا"، والثاني قوله:"بني لؤي"، مع أنه فصل بين أداة الاستفهام والفعل بفاصل -وهو قوله:"جهالا"- وذلك لأن هذا الفصل لا يمنع الإعمال، لأن الفاصل معمول للفعل، فهو مفعوله الثاني.

ص: 377

219-

وأجري القول كظن مطلقا

عند سليم نحو "قل ذا مشفقا"

"وأجري القول كظن مطلقا" أي: ولو مع فقد الشروط المذكورة "عند سليم نحو قل ذا مشفقا" وقوله "من الرجز":

346-

قالت وكنت رجلا فطينا

هذا لعمر الله إسرائينا

تنبيه: على هذه اللغة تفتح "أن" بعد "قلت" وشبهه، ومنه قوله "من الطويل":

347-

إذا قلت أني آئب أهل بلدة

وضعت بها عنه الولية بالهجر

346- التخريج: الرجز لأعرابي في المقاصد النحوية 2/ 425؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص456؛ والدرر 2/ 272؛ وسمط اللآلي ص681؛ وشرح التصريح 1/ 264؛ ولسان العرب 13/ 323 "فطن"، 459، 460 "يمن"؛ والمعاني الكبيرة ص646؛ وهمع الهوامع 1/ 157.

اللغة: الفطين: الفهيم. إسرائين: لغة في إسرائيل.

المعنى: قالته امرأة لزوجها، وقد صاد ضبا: إنه مسخ من بني إسرائيل.

الإعراب: "قالت": فعل ماض، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر تقديره:"هي". "وكنت": الواو حالية، "كنت": فعل ماض ناقص، والتاء ضمير في محل رفع اسم "كان". "رجلا": خبر "كان" منصوب. "فطينا": نعت "رجلا" منصوب. "هذا": اسم إشارة في محل نصب مفعول به أول لـ"قالت". "لعمر": اللام للقسم، "عمر": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "الله": اسم الجلالة، مضاف إليه مجرور، وخبر المبتدأ محذوف تقديره:"لعمر الله قسمي". "إسرائينا": مفعول به ثان لـ"قالت"، والألف للإطلاق.

وجملة: "قالت

" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "وكنت رجلا" في محل نصب حال. وجملة: "لعمر الله" اعتراضية لا محل لها من الإعراب.

الشاهد: قوله: "قالت

هذا إسرائينا" حيث ورد الفعل "قال" بمعنى "ظن"، فنصب مفعولين: أولهما "هذا" وثانيهما "إسرائينا".

347-

التخريج: البيت للحطيئة في ديوانه ص225؛ وتخليص الشواهد ص459؛ وخزانة الأدب 2/ 440؛ وشرح التصريح 1/ 262؛ والمقاصد النحوية 2/ 432.

شرح المفردات: الآئب: القاصد. عنه: أي عن البعير. الولية: البرذعة أو نحوها. الهجر: شدة الحر.

المعنى: يقول: إنه لشدة سرعة بعيره يصل إلى البلدة بنصف ما تقتضيه المسافة من الوقت، أي يصل عند الظهر وفي ظنه أنه سيصل عند الغروب.

الإعراب: "إذا": ظرف يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. "قلت": فعل ماض، والتاء

فاعل. "أني": حرف مشبه بالفعل، والياء ضمير في محل نصب اسم "أن". "آئب": خبر "أن" مرفوع. "أهل": مفعول به لاسم الفاعل "آئب" منصوب، وهو مضاف. "بلدة": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "وضعت": فعل =

ص: 378

خاتمة: قد عرفت أن القول إنما ينصب المفعولين حيث تضمن معنى الظن، وإلا فهو وفروعه مما يتعدى إلى واحد، ومفعوله إما مفرد، وهو على نوعين: مفرد في معنى الجملة، نحو:"قلت شعرا، وخطبة، وحديثا"؛ ومفرد يراد به مجرد اللفظ، نحو:{يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ} 1 أي: يطلق عليه هذا الاسم، ولو كان مبنيا للفاعل لنصب "إبراهيم"، خلافا لمن منع هذا النوع. وممن أجازه ابن خروف والزمخشري. وإما جملة فتحكى به، فتكون في موضوع مفعوله، والله أعلم.

= ماض، والتاء

فاعل. "بها": جار ومجرور متعلقان بـ"وضعت". "عنه": جار ومجرور متعلقان بـ"وضعت". "الولية": مفعول به منصوب. "بالهجر": جار ومجرور متعلقان بـ"وضعت".

وجملة: "إذا قلت وضعت" الشرطية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "قلت" في محل جر بالإضافة. وجملة "وضعت

" لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم.

الشاهد: قوله: "أني آئب" حيث فتح همزة "أن" لأن "قلت" بمعنى "ظننت"، وهي لغة "سليم"، فإنهم يجرون القول مجرى الظن مطلقا، وعلى هذه اللغة تفتح همزة "إن" بعد القول.

1 الأنبياء: 60.

ص: 379