المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌المفعول معه: 311- ينصب تالي الواو مفعولا معه … في نحو "سيري - شرح الأشمونى لألفية ابن مالك - جـ ١

[الأشموني، أبو الحسن]

الفصل: ‌ ‌المفعول معه: 311- ينصب تالي الواو مفعولا معه … في نحو "سيري

‌المفعول معه:

311-

ينصب تالي الواو مفعولا معه

في نحو "سيري والطريق مسرعه"

312-

بما من الفعل وشبهه سبق

ذا النصب لا بالواو في القول الأحق

"ينصب" الاسم الفضلة "تالي الواو" التي بمعنى "مع" التالية لجملة ذات فعل أو اسم يشبهه مما فيه معنى الفعل وحروفه "مفعولا معه" كما "في نحو سيري والطريق مسرعه" و"أنا سائر والنيل"، و"أعجبني سيرك والنيل"، فـ"الطريق" و"النيل" نصب بالمفعول معه.

وخرج بالاسم نحو: "لا تأكل السمك وتشرب اللبن"، ونحو:"سرت والشمس طالعة"؛ فإن تالي الواو في الأول فعل وفي الثاني جملة.

وبالفضلة نحو: "اشترك زيد وعمرو".

وبالواو نحو: "جئت مع عمرو".

وبكونها بمعنى "مع" نحو: "جاء زيد وعمرو قبله، أو بعده".

وبكونها تالية لجملة، نحو:"كل رجل وضيعته"؛ فلا يجوز فيه النصب خلافا للضيمري.

وبكون الجملة ذات فعل، أو اسم يشبهه، نحو:"هذا لك وأباك"؛ فلا يتكلم به، خلافا لأبي علي.

وأما قولهم: "ما أنت وزيدا"، و"كيف أنت وقصعة من ثريد" وما أشبهه فسيأتي بيانه.

ص: 491

"بما من الفعل وشبهه سبق ذا النصب" ذا النصب: رفع بالابتداء، خبره في المجرور الأول، وهو "بما"، و"سبق": صلة "ما"، ومن الفعل: متعلق ب "سبق"، أي: نصب المفعول معه إنما هو بما تقدم في الجملة قبله من فعل وشبهه "لا بالواو في القول الأحق" خلافا للجرجاني في دعواه أن النصب بالواو؛ إذ لو كان الأمر كما ادعى لوجب اتصال الضمير بها فكان يقال: "جلست وك"، كما يتصل بغيرها من الحروف العاملة، نحو:"إنك" و"لك"، وذلك ممتنع باتفاق، وأيضا فهي حينئذ حرف مختص بالاسم غير منزل منزلة الجزء؛ فحقه ألا يعمل إلا الجر كحروف الجر، ولا بالخلاف خلافا للكوفيين1. وإنما قيل:"غير منزل منزلة الجزء" للاحتراز من لام التعريف؛ فإنها اختصت بالاسم، ولم تعمل فيه؛ لكونها كالجزء منه؛ بدليل تخطي العامل لها؛ وتناول إطلاق الفعل الظاهر كما مثل، والمقدر كقوله "من الوافر":

432-

فما لك والتلدد حول نجد

"وقد غصت تهامة بالرجال"

1 انظر المسألة الثلاثين في الإنصاف في مسائل الخلاف ص248-250.

432-

التخريج: البيت لمسكين الدارمي في ديوانه ص66؛ وشرح المفصل ص2/ 50؛ والكتاب 1/ 308؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 3/ 142؛ ورصف المباني ص422.

اللغة: التلدد: الذهاب والمجيء حيرة. غصت: امتلأت.

المعنى: يقول: مالك تذهب وتجيء إلى نجد بالرغم من قحطها، وتترك تهامة الخصبة مع كثرة رجالها والمقيمين فيها؟

الإعراب: فما: "الفاء": بحسب ما قبلها، و"ما": اسم استفهام في محل رفع مبتدأ. لك: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. والتلدد: "الواو": للمعية، "التلدد": مفعول معه منصوب بالفتحة. حول: ظرف مكان، متعلق بـ"التلدد"، وهو مضاف. نجد: مضاف إليه مجرور بالكسرة. وقد: "الواو": حالية، و"قد": حرف تحقيق. غصت: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث. تهامة: فاعل مرفوع بالضمة. بالرجال. جار ومجرور متعلقان بـ"غص".

وجملة "مالك

" بحسب ما قبلها. وجملة "قد غصت": في محل نصب حال.

الشاهد: قوله: "والتلدد" حيث نصبه بفعل مقدر، لأنه لا يمكن اعتبار الواو حرف عطف، ونعطف الاسم "التلدد" على الضمير المجرور في "لك"، لأنه حين العطف على الضمير المتصل لا بد من إعادة العامل في الضمير على المعطوف، فيقال:"فما لك وللتلدد".

ص: 492

أي: ما تصنع والتلدد، ومن إعمال شبه الفعل قوله "من الطويل":

433-

"إذا كانت الهيجاء وانشقت العصا"

فحسبك والضحاك سيف مهند

وقوله "من الطويل":

434-

فقدني وإياهم فإن ألق بعضهم

يكونوا كتعجيل السنام والمسرهد

433- التخريج: البيت لجرير في ذيل الأمالي ص140؛ وليس في ديوانه؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 7/ 581؛ وسمط اللآلي ص899؛ وشرح شواهد الإيضاح ص374؛ وشرح شواهد المغني 2/ 900؛ وشرح عمدة الحافظ ص407، 667؛ وشرح المفصل 2/ 51؛ ولسان العرب 1/ 312 "حسب"، 2/ 395 "هيج"، 15/ 66 "عصا"؛ والمقاصد النحوية 3/ 84.

اللغة: انشقت العصا: تفرق القوم. الهيجاء: الحرب الطاحنة الشرسة.

المعنى: إذا نشبت الحرب، وتفرقت الجماعات، فيكفيك أن تصحب السيف الضحاك بيمناك.

الإعراب: إذا: ظرف لما يستقبل من الزمن خافض لفعله متعلق بجوابه مبني على السكون في محل نصب متضمن معنى الشرط. كانت: فعل ماض تام مبني على الفتحة الظاهرة و"التاء": للتأنيث، وحركت بالكسر منعا لالتقاء الساكنين. الهيجاء: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. وانشقت: "الواو": عاطفة، "انشقت": فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة، و"التاء": للتأنيث، وحركت بالكسر منعا لالتقاء الساكنين. العصا: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر. فحسبك: "الفاء": رابطة لجواب الشرط و"حسبك": مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة وهو مضاف، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. والضحاك: "الواو": للمعية، "الضحاك": مفعول معه منصوب. سيف: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة. مهند: صفة مرفوعة بالضمة الظاهرة.

وجملة "إذ كانت الهيجاء فحسبك

": ابتدائية لا محل لها. وجملة "كانت الهيجاء": في محل جر بالإضافة. وجملة "وانشقت العصا": معطوفة في محل جر بالإضافة. وجملة "فحسبك سيف": جواب شرط غير جازم لا محل لها.

والشاهد فيه قوله: "والضحاك" حيث انتصب على أنه مفعول معه والعامل فيه اسم يشبه الفعل وهو "حسبك". ويروى البيت بجر "الضحاك" وبرفعه وفي هاتين الحالتين لا يستشهد به هنا.

434-

التخريج: البيت لأسيد بن أبي إياس الهذلي في شرح أشعار الهذليين 2/ 628؛ والمقاصد النحوية 3/ 84.

اللغة: قدني: اسم بمعنى "حسب". السنام: حدبة الجمل. المسرهد: السمين أو الناعم.

الإعراب: فقدني: "الفاء": بحسب ما قبلها، و"قدني": اسم بمعنى "حسب" مبني في محل رفع مبتدأ والنون: للوقاية، وهو مضاف، و"الياء": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. وإياهم: "الواو": للمعية، و"إياهم": ضمير منفصل مبني في محل نصب مفعول معه. فإن: "الفاء": استئنافية، "إن": حرف شرط جازم. ألق: فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، وفاعله ضمير مستتر فيه =

ص: 493

وقوله "من البسيط":

435-

لا تحسبنك أثوابي فقد جمعت

هذا ردائي مطويا وسربالا

فـ"سربالا": نصب على المفعول معه، والعامل فيه مطويا، لا هذا، خلافا لأبي علي في تجويزه الأمرين.

تنبيه: أفهم بقوله "سبق" أن المفعول معه لا يتقدم على عامله، وهو اتفاق، فلا يجوز:"والطريق سرت"، وفي تقدمه على مصاحبه خلاف، والصحيح المنع، وأجاز ذلك

= وجوبا تقديره: "أنا". بعضهم: مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف، و"هم": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. يكونوا: فعل مضارع ناقص مجزوم لأنه جواب الشرط وعلامة جزمه حذف النون، و"الواو": ضمير متصل مبني في محل رفع اسم "كان". كتعجيل: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "يكونوا"، وهو مضاف. السنام: مضاف إليه مجرور بالكسرة. المسرهد: نعت "السنام" مجرور بالكسرة.

وجملة "قدني

" بحسب ما قبلها، وجملة "يكونوا": جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو "إذا" لا محل لها من الإعراب.

الشاهد: قوله: "قدني وإياهم" حيث نصب الضمير المنفصل "إياهم" على أنه مفعول معه بعد اسم يشبه الفعل "قدني" وهو بمعنى "حسب"، ولا يصح أن يكون اسم فعل مضارع بمعنى "يكفي"، لأنه لو اعتبر كذلك لكانت ياء المتكلم في "قدني" في محل نصب مفعول به، وهنا يصح أن تكون الواو حرف عطف، و"إياهم" معطوفا على الياء.

435-

التخريج: البيت بلا نسبة في الأشباه والنظائر 7/ 76؛ والدرر 3/ 154؛ وشرح التصريح 1/ 343؛ والمقاصد النحوية 3/ 86.

المعنى: يخاطب الشاعر رفيقا له، وهما يريدان النجاة من الإعداء: لا تكن أثوابي عائقا فيما أنت ذاهب إليه، فإنها مجموعة وسهلة الحمل.

الإعراب: لا: حرف نهي وجزم. تحسبنك: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، و"النون": للتوكيد، و"الكاف": ضمير في محل نصب مفعول به، والفعل "تحسبنك" في محل جزم بـ"لا" الناهية: أثوابي: فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"الياء": ضمير في محل جر بالإضافة. فقد: "الفاء": تعليلية، "قد": حرف تحقيق. جمعت: فعل ماض للمجهول، و"التاء": للتأنيث، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره:"هي". هذا: اسم إشارة في محل رفع مبتدأ. ردائي: خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. مطويا: حال منصوب. وسربالا: "الواو": للمعية، "سربالا": مفعول معه منصوب.

وجملة "لا تحسبنك": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "قد جمعت": تعليلية لا محل من الإعراب. وجملة "هذا ردائي": استئنافية لا محل لها من الإعراب.

الشاهد: قوله: "وسربالا" حيث نصب "سربالا" على أنه مفعول معه بعد اسم يشبه الفعل "مطويا" أو -كما يرى الفارسي- بعد اسم الإشارة "هذا" لذا نصب الحال الذي صاحبه "ردائي" الذي هو خبر المبتدأ "هذا".

ص: 494

ابن جني، تمسكا بقوله "من الطويل":

436-

جمعت وفحشا غيبة ونميمة

ثلاث خصال لست عنها بمرعوي

وقوله "من البسيط":

437-

أكنيه حين أناديه لأكرمه

ولا ألقبه والسوءة اللقبا

436- التخريج: البيت ليزيد بن الحكم في خزانة الأدب 3/ 130، 134؛ والدرر 3/ 156؛ وشرح شواهد المغني 2/ 697؛ وشرح عمدة الحافظ ص637؛ والمقاصد النحوية 3/ 86، 262؛ وبلا نسبة في خزانة الأجب 9/ 141؛ والخصائص 2/ 383؛ وشرح التصريح 1/ 344، 2/ 137؛ وهمع الهوامع 1/ 220.

اللغة: الفحش: القول القبيح. الغيبة: الاغتياب. النميمة: الوشاية والإفساد. ارعوى عن الجهل: امتنع عنه وانصرف.

الإعراب: جمعت: فعل ماض، و"التاء": ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. وفحشا: "الواو": للمعية، و"فحشا": مفعول معه منصوب. غيبة: مفعول به منصوب. ونميمة: "الواو": حرف عطف، و"نميمة": معطوف على "غيبة" منصوب. ثلاث: بدل من "فحشا" و"غيبة" و"نميمة" منصوب، وهو مضاف. خصال: مضاف إليه مجرور بالكسرة. لست: فعل ماض ناقص، و"التاء": ضمير متصل مبني في محل رفع اسم "ليس". عنها: جار ومجرور متعلقان ب "مرعوي". بمرعوي: "الباء": حرف جر زائد، و"مرعوي": اسم مجرور لفظا منصوب محلا خبر "لست"، و"الياء": للإطلاق.

وجملة "جمعت

": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لست عنها بمرعوي": في محل نصب نعت "ثلاث".

الشاهد: قوله: "جمعت وفحشا غيبة" حيث تقدم المفعول معه "فحشا" على مصاحبة أي المعطوف عليه "غيبة"، وهذا جائز عند أبي الفتح.

437-

التخريج: البيت لبعض الفزاريين في شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1146؛ والمقاصد النحوية 2/ 411، 3/ 89؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 9/ 141.

اللغة: أكنية: أدعوه بالكنية. السوءة: الفعلة القبيحة.

الإعراب: أكنيه: فعل مضارع مرفوع، و"الهاء": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره:"أنا". حين: ظرف زمان، متعلق ب "أكنيه". أناديه: فعل مضارع مرفوع، و"الهاء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره:"أنا". لأكرمه: "اللام": للتعليل، "أكرمه": فعل مضارع منصوب، و"الهاء": ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنا". ولا:"الواو": حرف عطف، و"لا": نافية. ألقبه: فعل مضارع مرفوع، و"الهاء": ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره:"أنا". والسوءة: "الواو": للمعية، و"السوءة": مفعول معه منصوب. اللقبا: مفعول به ثان منصوب، و"الألف" للإطلاق.

وجملة "أكنيه": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أناديه": في محل جر بالإضافة. والمصدر =

ص: 495

على رواية من نصب "السوءة" و"اللقب"، يعني أن المراد في الأول: جمعت غيبة ونميمة مع فحش، وفي الثاني: ولا ألقبه اللقب مع السوءة؛ لأن من اللقب ما يكون لغير سوءة.

ولا حجة له فيهما؛ لإمكان جعل الواو فيهم عاطفة قدمت هي ومعطوفها، وذلك في البيت الأول ظاهر، وأما في الثاني فعلى أن يكون أصله: ولا ألقبه اللقب ولا أسوؤه السوءة، ثم حذف ناصب السوءة.

313-

وبعد "ما" استفهام أو "كيف" نصب

بفعل كون مضمر بعض العرب

"وبعد ما استفهام أو كيف نصب" الاسم على المعية "بفعل كون مضمر" وجوبا "بعض العرب" فقالوا: ما أنت وزيدا، ومنه قوله "من المتقارب":

438-

ما أنت والسير في متلف

"يبرح بالذكر الضابط"

= والمؤول "لأكرمه" في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بـ"أكنيه". وجملة "لا ألقبه": معطوفة على جملة "أكنيه".

الشاهد: قوله: "لا ألقبه والسوءة اللقبا" حيث تقدم المفعول معه "السوءة" على مصاحبه "اللقبا"، وهذا جائز عند أبي الفتح.

438-

التخريج: البيت لأسامة بن حبيب الهذلي في الدرر 3/ 157؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 128؛ وشرح أشعار الهذليين ص1289؛ وشرح المفصل 2/ 52؛ والمقاصد النحوية 3/ 93؛ وللهذلي في لسان العرب 4/ 532 "عبر"؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص421؛ وشرح عمدة الحافظ ص404؛ والكتاب 1/ 303؛ وهمع الهوامع 3/ 93.

اللغة: المتلف: المهلك. يبرح: يضني. الضابط: هنا، العظيم. الذكر: الجمل.

المعنى: يقول: إنه لا يبالي السير في مهلكة.

الإعراب: ما: اسم استفهام مبني في محل رفع مبتدأ. أنت: ضمير منفصل مبني في محل رفع خبر المبتدأ. والسير: "الواو": للمعية، و"السير": مفعول معه منصوب. في متلف: جار ومجرور متعلقان بـ"السير". يبرح: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره:"هو". بالذكر: جار ومجرور متعلقان بـ"يبرح". الضابط: نعت "الذكر" مجرور بالكسرة.

وجملة "ما أنت والسير": ابتدائية لا محل لها. وجملة "يبرح": في محل جر نعت "متلف".

الشاهد: قوله: "ما أنت والسير" حيث نصب "السير" على أنه مفعول معه بإضمار فعل يعمل فيه تقديره: "ما كنت".

ص: 496

وقالوا: "كيف أنت وقصعة من ثريد"، والأصل: ما تكون وزيدا، وكيف تكون وقصعة؛ فاسم "كان" مستكن، وخبرها ما تقدم عليها من اسم استفهام، فلما حذف الفعل من اللفظ انفصل الضمير.

تنيهان: الأول: من ذلك أيضا قوله "من الكامل":

439-

أزمان قومي والجماعة كالذي

لزم الرحالة أن تميل مميلا

فـ"الجماعة": نصب على المعية بفعل كون مضمر، والتقدير: أزمان كان قومي والجماعة، كذا قدره سيبويه.

الثاني: في قوله "بعض العرب" إشارة إلى أن الأرجح في مثل ما ذكره الرفع بالعطف.

314-

والعطف إن يمكن بلا ضعف أحق

والنصب مختار لدى ضعف النسق

315-

والنصب إن لم يجز العطف يجب

أو اعتقد إضمار عامل تصب

"والعطف إن يمكن بلا ضعف" من جهة المعنى أو من جهة اللفظ "أحق" وأرجح من

439- التخريج: البيت للراعي النميري في ديوانه ص234؛ والأزهية ص71؛ وخزانة الأدب 3/ 145، 148؛ والدرر 2/ 89؛ وشرح التصريح 1/ 195؛ والكتاب 1/ 305؛ والمقاصد النحوية 2/ 99؛ وبلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص405؛ والمقرب 1/ 160؛ وهمع الهوامع 1/ 122، 2/ 156.

شرح المفردات: الرحالة: سرج من جلود لا خشب فيه يتخذ للجري السريع. المميل: الانحراف.

المعنى: يقول: أيام كان قومي والجماعة ثابتين على موقفهم القاضي بطاعة الخليفة، لا يعصون، ولا يشاركون في فتنة.

الإعراب: "أزمان": ظرف زمان منصوب متعلق بفعل ورد سابقا. "قومي": اسم "كان" المحذوفة، أو فاعل لـ"كان" التامة، وهو مضاف، والياء في محل جر بالإضافة. "والجماعة": الواو للمعية، "الجماعة": مفعول معه منصوب. "كالذي": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "كان"، أو بمحذوف حال من "قومي". "لزم": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره:"هو". "الرحالة": مفعول به منصوب. "أن": حرف نصب. "تميل": فعل مضارع منصوب، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره:"هي". "مميلا": مفعول مطلق منصوب بالفتحة.

وجملة "كان قومي

" في محل جر بالإضافة. وجملة: "لزم" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "تميل" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب.

الشاهد: قوله: "والجماعة": حيث نصبت على المعية بفعل كون مضمر، والتقدير: أزمان كان قومي والجماعة.

ص: 497

النصب على المعية، كما في نحو:"جاء زيد وعمرو"، و"جئت أنا وزيد"، {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} 1 برفع ما بعد الواو على العطف؛ لأنه الأصل، وقد أمكن بلا ضعف، ويجوز النصب على المعية في مثله "والنصب" على المعية "مختار لدى ضعف النسق": إما من جهة المعنى، كما في نحو قولهم:"لو تركت الناقة وفصيلها لرضعها"، فإن العطف فيه ممكن على تقدير: لو تركت الناقة ترأم فصيلها وترك فصيلها يرضعها لرضعها؛ لكن فيه تكلف وتكثير عبارة؛ فهو ضعيف؛ فالوجه النصب على معنى: لو تركت الناقة مع فصيلها؛ ونحو قوله "من الطويل":

440-

إذا أعجبتك الدهر حال من امرئ

فدعه وواكل أمره واللياليا

وقوله "من الوافر":

441-

فكونوا أنتم وبني أبيكم

مكان الكليتين من الطحال

1 البقرة: 35؛ والأعراف: 19.

440-

التخريج: البيت لأفنون التغلبي في حماسة البحتري ص164؛ ولمويلك العبدي في حماسة البحتري ص215؛ وبلا نسبة في المقاصد النحوية 3/ 99.

الإعراب: إذا: ظرف زمان يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه. أعجبتك: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث، و"الكاف": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. الدهر: ظرف زمان متعلق بـ"أعجبتك". حال: فاعل مرفوع بالضمة. من امرئ: جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ"حال". فدعه: "الفاء": رابطة جواب الشرط، و"دعه": فعل أمر، و"الهاء": ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنت". وواكل:"الواو": حرف عطف، "واكل": فعل أمر مبني على السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنت". أمره: مفعول به منصوب، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير في محل جر بالإضافة. واللياليا: "الواو": للمعية، و"اللياليا": مفعول معه منصوب بالفتحة، و"الألف": للإطلاق.

وجملة "إذا أعجبتك

": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أعجبتك": في محل جر بالإضافة. وجملة "دعه" جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. وجملة "واكل": معطوفة على "دعه".

الشاهد: قوله: "واللياليا": حيث نصبه على أنه مفعول معه، وليست الواو قبله عاطفة، لأنها لو كانت كذلك، لأصبح المعنى: اترك أمره لليالي واترك الليالي لأمره، وهذا يؤدي إلى ضعف في المعنى.

441-

التخريج: البيت لشعبة بن قمير في نوادر أبي زيد ص141؛ وهو للأقرع بن معاذ في سمط اللآلي ص914؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 2/ 243؛ والدرر 3/ 154/ 158؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 126، 2/ 640؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 429؛ وشرح التصريح 1/ 345؛ وشرح المفصل 2/ 48؛ والكتاب 1/ 298؛ واللمع ص143؛ ومجالس ثعلب ص125؛ والمقاصد النحوية 3/ 102؛ وهمع الهوامع 1/ 220. =

ص: 498

لأن في العطف تعسفا في الأول وتوهينا للمعنى في الثاني، وفي النصب على المعية سلامة منها، فكان أولى.

وإما من جهة اللفظ، كما في نحو:"جئت وزيدا"، و"اذهب وعمرا"؛ لأن العطف على ضمير الرفع المتصل لا يحسن ولا يقوى إلا مع الفضل، ولا فضل؛ فالوجه النصب؛ لأن فيه سلامة من ارتكاب وجه ضعيف عنه مندوحة.

"والنصب" على المعية "إن لم يجز العطف" لمانع معنوي، أو لفظي "يجب" فالمانع المعنوي كما في "سرت والنيل"، و"مشيت والحائط"، و"مات زيد وطلوع الشمس"؛ مما لا يصح مشاركة ما بعد الواو منه لما قبلها في حكمه، والمانع اللفظي كما في نحو:"مالك وزيدا"، و"ما شأنك وعمرا"؛ لأن العطف على الضمير المجرور من غير إعادة الجار ممتنع عند الجمهور؛ فيتعين النصب على المعية. هذا حيث أمكن النصب على المعية كما رأيت، فأما إذا امتنع مع امتناع العطف، وهو رابع الأقسام، وذلك كما في نحو قوله "من الرجز":

442-

علفتها تبنا وماء باردا

"حتى شتت همالة عيناها"

= اللغة: بنو أبيكم: أي من ينتسبون إليكم.

المعنى: يقول: كونوا ومن ينتسبون إليكم متعاونين ومتضامنين، ولا تدعوا للفرقة مكانا بينكم، بل كونوا معا بمثابة الكليتين من الطحال.

الإعراب: فكونوا: الفاء بحسب ما قبلها، "كونوا": فعل أمر ناقص، والواو ضمير متصل مبني في محل رفع اسم "كان". أنتم: ضمير منفصل مؤكد للضمير المتصل في محل رفع. وبني: الواو: واو المعية، "بني": مفعول معه منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف. أبيكم: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف، و"كم": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. مكان: ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر "كان"، وهو مضاف. الكليتين: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى. من: حرف جر. الطحال: اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بـ"مكان" لاشتماله على رائحة الفعل.

الشاهد فيه قوله: "وبني" حيث نصبه على أنه مفعول معه بالرغم من وجود الضمير المنفصل المؤكد للضمير المتصل، والمسوغ للعطف. فالرفع يلزم المعطوف مشاركة المعطوف عليه في أن يكونوا بمثابة الكليتين من الطحال، وهذا ما لا يريده الشاعر.

442-

التخريج: الرجز بلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 108، 7/ 233؛ وأمالي المرتضى 2/ 259؛ والإنصاف 2/ 612؛ وأوضح المسالك 2/ 245؛ والخصائص 2/ 431؛ والدرر 6/ 79؛ وشرح التصريح 1/ 346؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1147؛ وشرح شواهد المغني 1/ 58، 2/ 929؛ =

ص: 499

وقوله "من الوافر":

443-

إذا ما الغانيات برزن يوما

وزججن الحواجب والعيونا

= وشرح ابن عقيل ص305؛ 3/ 367 "قلد"؛ 9/ 255 "علف"؛ ومغني اللبيب 2/ 632؛ والمقاصد النحوية 3/ 101؛ وهمع الهوامع 2/ 130.

اللغة والمعنى: علف: أطعم. التبن: ما تهشم من سيقان القمح والشعير بعد الدرس. همالة عيناها: أي غزيرة الفيض.

يقول: إنه علف دابته تبنا، وسقاها ماء باردا حتى سالت دموعها بغزارة.

الإعراب: علفتها: فعل ماض، والتاء: فاعل، وها: في محل نصب مفعول به أول. تبنا: مفعول به ثان. وماء: الواو: حرف عطف. ماء: مفعول به لفعل محذوف تقديره: "سقيتها ماء". باردا: نعت "ماء". حتى: حرف جر وغاية. شتت: فعل ماض، والتاء: للتأنيث. همالة: حال من فاعل "شتت" منصوب. عيناها: فاعل "شتت" مرفوع بالألف لأنه مثنى، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. والمصدر المؤول من بعد "حتى" مجرور بـ"حتى". والجار والمجرور متعلقان بـ"علف" والتقدير: "علفتها تبنا وسقيتها ماء إلى أن شتت همالة عينها".

وجملة "علفتها" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "شئت" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول الحرفي المقدر.

والشاهد: فيه قوله: "وماء" حيث لا يصح أن يكون مفعولا به، لأنه لا يصح أن يشترك مع لفظة "التبن" بعامل واحد، وهو قوله:"علفتها"، لأن الماء لا يعلف، وإنما يسقى، فلا بد من تقدير عامل، والتقدير:"سقيتها". وقيل: "الماء" مفعول معه. وقيل إنه معطوف على "تبنا" لأن الشاعر ضمن الفعل "علفتها" معنى الفعل "أنلتها"، أو "قدمت لها".

443-

التخريج: البيت للراعي النميري في ديوانه ص269؛ والدرر 3/ 158؛ وشرح شواهد المغني 2/ 775؛ ولسان العرب 2/ 287 "زجج"؛ والمقاصد النحوية 3/ 19؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 3/ 212، 7/ 233؛ والإنصاف 2/ 610؛ وأوضح المسالك 2/ 247؛ وتذكرة النحاة ص617؛ وحاشية يس 1/ 342؛ والخصائص 2/ 432؛ والدرر 6/ 80؛ وشرح التصريح 1/ 346؛ وشرح ابن عقيل ص504؛ وشرح عمدة الحافظ ص635؛ وكتاب الصناعتين ص182؛ ولسان العرب 1/ 422 "رغب"؛ ومغني اللبيب 1/ 357؛ وهمع الهوامع 1/ 222، 2/ 130.

اللغة والمعنى: الغانيات: ج الغانية، وهي المرأة الجميلة التي استغنت عن الزينة. برزن: ظهرن. زججن: رققن.

يقول: إذا ما خرجت النساء الجميلات المستغنيات عن الزينة في أي يوم، وقد رققن حواجبهن، وكحلن عيونهن، فلا بد أن يعلق بهن من ينظر إليهن.

الإعراب: إذا: ظرف في محل نصب مفعول فيه. ما: زائدة. الغانيات: فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده. برزن: فعل ماض، والنون: فاعل. يوما: ظرف متعلق بـ"برزن". وزججن: الواو حرف عطف، =

ص: 500

فإن العطف ممتنع؛ لانتفاء المشاركة، والنصب على المعية ممتنع لانتفاء المصاحبة في الأول وانتفاء فائدة الإعلام بها في الثاني؛ فأول العامل المذكور بعامل يصخ انصبابه عليهما، فأول "علفتها" بـ"أنلتها"، و"زججن" بـ"زين"، كما ذهب إليه الجرمي والمازني والمبرد وأبو عبيدة والأصمعي واليزيدي. "أو اعتقد إضمار عامل" ملائم لما بعد الواو ناصب له "تصب" أي: وسقيتها ماء، وكحلن العيون، وإلى هذا ذهب الفراء والفارسي ومن تبعهما.

تنبيه: بقي من الأقسام قسم خامس، وهو تعين العطف وامتناع النصب على المعية، نحو:"كل رجل وضيعته"، و"اشترك زيد وعمرو"، و"جاء زيد وعمرو قبله، أو بعده"، انتهى.

خاتمة: ذهب أبو الحسن الأخفش إلى أن هذا الباب سماعي1، وذهب غيره إلى أنه مقيس في كل اسم استكمل الشروط السابقة. وهو ما اقتضاه إيراد الناظم، وهو الصحيح. والله تعالى أعلم.

= زججن: فعل ماض. والنون: فاعل. الحواجب: مفعول به منصوب. والعيونا: الواو: حرف عطف. العيونا: مفعول به لفعل محذوف تقديره "كحلن"، والألف: للإطلاق.

وجملة "

الغانيات" الفعلية في محل جر بالإضافة. وجملة "برزن يوما" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها تفسيرية. وجملة "زججن

" الفعلية معطوفة على جملة "برزن". وجملة "كحلن العيون" الفعلية معطوفة على جملة "زججن الحواجب".

والشاهد فيه قوله: "زججن الحواجب والعيونا"، فإن الفعل "زججن" لا يصح أن يتعدى إلى قوله:"العيونا" إلا بتأويله بـ"جملن" أو نحوه، وفي هذه الحالة تكون الواو قد عطفت مفردا على مفرد، ويجوز أن يكون قوله:"العيونا" منصوب بفعل محذوف تقديره: "كحلن" أو نحو، وفي هذه الحالة تكون الواو قد عطفت جملة على جملة.

1 قال ابن مالك في كتابه "الكافية الشافية":

وبعض أهل النحو لا يقيس في

ذا الباب فهو بالسماع يكتفي

ص: 501