الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْعَلَمُ:
"تعريف العلم":
72-
اسم يعين المسمى مطلقا
…
علمه كجعفر وخرنقا
73-
وقرن وعدن ولاحق
…
وشذقم وهيلة وواشق
"اسْمٌ يُعَيِّنُ المسَمَّى" به "مُطْلَقا عَلَمُهُ" أي: علم ذلك المسمى، فاسم: مبتدأ، و"يعين المسمى": جملة في موضع رفع صفة له، ومطلقا: حال من فاعل "يعين"، وهو الضمير المستتر، وعلمه، خبر؛ ويجوز أن يكون "علمه" مبتدأ مؤخرا، و"اسم يعين المسمى" خبرا مقدما، وهو حينئذٍ مما تقدم فيه الخبر وجوبا؛ لكون المبتدأ ملتبسا بضميره، والتقدير: علم المسمى اسم يعين المسمى مطلقا، أي: مجردا عن القرائن الخارجية، فخرج بقوله:"يعين المسمى" النكرات، وبقوله:"مطلقا" بقية المعارف؛ فإنها إنما تعين مسماها بواسطة قرينة خارجة عن ذات الاسم: إما لفظية كأل والصلة، أو معنوية كالحضور والغيبة.
ثم العلم على نوعين: جنسي وسيأتي، وشخصي ومسماه العاقل وغيره، مما يؤلف من الحيوان وغيره "كَجَعْفَرٍ" لرجل "وَخِرْنِقا" لامرأة، وهي أخت طرفة بن العبد لأمه "وَقَرَنٍ" لقبيلة ينسب إليها أويس القرني "وَعَدَنٍ" لبلد "ولَاحِق" لفرس "وشَذْقَمٍ" لجمل "وَهَيْلَةٍ" لشاة "وَوَاشِق" لكلب.
"أقسام العلم":
74-
واسما أتى وكنية ولقبا
…
وأخرن ذا إن سواه صحبا
"وَاسما أَتَى" العلم، والمراد به هنا ما ليس بكنية ولا بلقب "وَ" أتى "كُنْيَةً" وهي: ما صدر بأب أو أم: كأبي بكر، وأم هانئ "وَ" أَتى "لَقَبا" وهو ما أشعر برفعة مسماه أو ضعته: كزين العابدين، وبطة "وَأَخِّرَنْ ذا" أي: أخر اللقب "إن سِواهُ" يعني الاسم "صَحِبا" تقول: "جاء زيد زين العابدين"، ولا يجوز: جاء زين العابدين زيد؛ لأن اللقب في الأغلب منقول من غير الإنسان كبطة، فلو قدم لأوهم إرادة مسماه الأول، وذلك مأمون بتأخيره، وقد ندر تقديمه في قوله "من الوافر":
66-
أَنَا ابنُ مُزَيْقِيَا عَمْرو وَجَدِّي
…
أَبُوهُ مُنْذِرٌ مَاءُ السَّمَاءِ
وقوله "من البسيط":
67-
بِأَنَّ ذَا الْكَلْبِ عَمْرا خَيرُهُمْ حَسَبا
…
بِبَطْنِ شريَانَ يَعْوِي حَوْلَهُ الذِّيبُ
66- التخريج: البيت لأوس بن الصامت في شرح التصريح 1/ 121؛ والمقاصد النحوية 1/ 391؛ ولبعض الأنصار في خزانة الأدب 4/ 365؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص118؛ ولسان العرب 10/ 343 "مزق"، 13/ 545 "موه"، 15/ 208 "قوا".
شرح المفردات: مزيقيا: لقب أحد الملوك اليمنيين القدامى، وهو عمرو بن عامر جد الأنصار.
الإعراب: "أنا": ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. "ابن": خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "مزيقيا": مضاف إليه مجرور. "عمرو": بدل أو عطف بيان من "مزيقيا". "وجدي": الواو حرف عطف، و"جدي": مبتدأ أول مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "أبوه": مبتدأ ثان أو بدل من "جدي" مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "منذر": خبر المبتدأ الثاني مرفوع بالضمة. "ماء": بدل أو عطف بيان لـ"منذر"، وهو مضاف. "السماء": مضاف إليه مجرور بالكسرة.
وجملة: "أنا ابن مزيقيا" الاسمية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أبوه منذر
…
" الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ الأول.
الشاهد قوله: "مزيقيا عمرو" حيث قدم اللقب "مزيقيا" على الاسم "عمرو"؛ والقياس أن يقدم الاسم على اللقب كما في العجز: "منذر ماء السماء".
67-
التخريج: البيت لجنوب أخت عمرو ذي الكلب في تخليص الشواهد ص118؛ والدرر 1/ 225؛ ولسان العرب 14/ 431 "شرى"؛ ومعجم ما استعجم ص739؛ والمقاصد النحوية 1/ 395 "وفيه: أقول: "قائلتهما هي ريطة بنت عاصم كذا قاله بعضهم، والصحيح أن قائلتهما هي جنوب أخت عمرو ذي الكلب"؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 1/ 71. =
تنبيه: لا ترتيب بين الكنية وغيرها؛ فمن تقديمها على الاسم قوله "من الرجز":
68-
أَقْسَمَ بِاللَّه أَبُو حَفصٍ عُمرْ
…
مَا مَسَّهَا مِنْ نَقَبٍ وَلَا دَبَرْ
ومن تقديم الاسم عليها قوله "من الطويل":
69-
وَمَا اهَتَزَّ عَرشُ اللَّهِ مِنْ أَجَلِ هَالِكٍ
…
سَمعنَا بِهِ إلَاّ لِسَعْدٍ أَبي عَمرو
= اللغة: الحسب: الشرف. بطن شريان: موضع. يعوي حوله الذيب: كناية عن موته.
الإعراب: "بأن": الباء حرف جر، "أن": حرف مشبه بالفعل. "ذا": اسم "أن" منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. "الكلب": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "عمرا": بدل من "ذا" أو عطف بيان منصوب بالفتحة. "خيرهم": نعت "عمرا" منصوب بالفتحة، وهو مضاف، و"هم": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "حسبا": تمييز منصوب بالفتحة. "ببطن": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر في محل جر بالإضافة. "حسبا": تمييز منصوب بالفتحة. "ببطن": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "أن"، وهو مضاف. "شريان": مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية، وزيادة الألف والنون. "يعوي": فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. "حوله": ظرف مكان متعلق بـ"يعوي"، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "الذيب": فاعل "يعوي" مرفوع بالضمة.
وجملة "يعوي الذيب" في محل نصب حال. ويجوز أن يكون الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال من "عمرو" وجملة "يعوي الذيب" في محل خبر "أن". وجملة "أن ذا الكلب
…
" المؤولة بمصدر في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بـ"أبلغ" في البيت السابق.
الشاهد: قولها: "ذا الكلب عمرا" حيث قدم اللقب "ذا الكلب" على الاسم "عمرا" وهذا قليل.
68-
التخريج: الرجز لرؤبة في شرح المفصل 3/ 71؛ وليس في ديوانه، ولا يمكن أن يكون رؤبة هو قائله، ذلك أن رؤبة غير معدود في التابعين، وليس هو من هذه الطبقة، وقد مات سنة 145هـ. وهو لعبد الله بن كيسبة أو لأعرابي في خزانة الأدب 5/ 154، 156؛ ولأعرابي في شرح التصريح 1/ 121؛ والمقاصد النحوية 4/ 115؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 128؛ وشرح ابن عقيل ص489؛ ولسان العرب 1/ 776 "نقب"، 5/ 48 "فجر"؛ ومعاهد التنصيص 1/ 279.
اللغة والمعنى: أبو حفص هو عمر بن الخطاب. النقب: رقة خف البغير. الدبر: جرح الدابة.
الإعراب: أقسم: فعل ماض. بالله: جار ومجرور متعلقان بـ"أقسم". أبو: فاعل مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. حفص: مضاف إليه مجرور. عمر: عطف بيان مرفوع وسكن للضرورة الشعرية. وجملة "أقسم
…
" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية.
ما: حرف نفي. مسها: فعل ماض، ومفعول به. من: حرف جر زائد. نقب: اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه فاعل "مس". ولا: حرف عطف، وحرف نفي. دبر: اسم معطوف على "نقب" مجرور لفظا مرفوع محلا، وقد سكن للضرورة الشعرية. وجملة "ما مسها" لا محل لها من الإعراب لأنها جواب القسم.
والشاهد فيه قوله: "أبو حفص عمر"، حيث قدم الكنية "أبو حفص" على الاسم "عمر".
69-
التخريج: البيت لحسان بن ثابت في شرح التصريح 1/ 121؛ والمقاصد النحوية 1/ 393؛ ولم أقع عليه في ديوانه. =
وكذلك يفعل بها مع اللقب. اهـ.
وقد رفع توهم دخول الكنية في قوله: "سواه" بقوله:
75-
وإن يكونا مفردين فأضف
…
حتما وإلا أتبع الذي ردف
"وَإِن يَكُونَا" أي: الاسم واللقب "مُفْرَدَيْنِ فَأَضِف" الاسم إلى اللقب "حتما" إن لم يمنع من الإضافة مانع على ما سيأتي بيانه، هذا ما ذهب إليه جمهور البصريين، نحو:"هذا سعيد كرز" يتأولون الأول بالمسمى، والثاني بالاسم، وذهب الكوفيون إلى جواز إتباع الثاني للأول على أنه بدل منه أو عطف بيان، نحو:"هذا سعيد كرز"، و"رأيت سعيدا كرزا"، و"مررت بسعيد كرز"، والقطع: إلى النصب بإضمار فعل، وإلى الرفع بإضمار مبتدأ، نحو:"مررت بسعيد كرزا وكرز"، أي: أعني كرزا، وهو كرز.
"وإِلَاّ" أي: وإن لم يكونا مفردين: بأن كانا مركبين، نحو:"عبد الله أنف الناقة"، أو الاسم، نحو:"عبد الله بطة"، أو اللقب، نحو:"زيد أنف الناقة" امتنعت الإضافة للطول، وحينئذٍ "أَتْبِع الَّذِي رَدِفْ" وهو اللقب للاسم في الإعراب: بيانا، أو بدلا، ولك القطع على ما تقدم، وكذا إن كانا مفردين ومنع من الإضافة مانع كـ"أل" نحو:"الحارث كرز".
= شرح المفردات: اهتز: تحرك. الهالك: الميت.
الإعراب: "وما": الواو بحسب ما قبلها، و"ما": حرف نفي. "اهتز": فعل ماض مبني على الفتح. "عرش": فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف. "الله": اسم الجلالة مضاف إليه مجرور. "من أجل": جار ومجرور متعلقان بـ"اهتز" وهو مضاف. "هالك": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "سمعنا": فعل ماض مبني على السكون، و"نا": ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. "به": جار ومجرور متعلقان بـ"سمع". "إلا": حرف حصر. "لسعد": جار ومجرور متعلقان بـ"اهتز". "أبي": بدل من "سعد" مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. "عمرو" مضاف إليه مجرور بالكسرة.
وجملة: "ما اهتز
…
" الفعلية بحسب ما قبلها. وجملة "سمعنا
…
" الفعلية في محل جر نعت "هالك".
الشاهد: قوله: "لسعد أبي عمرو" حيث قدم الاسم الذي هو "سعد" على الكنية التي هي "أبي عمرو"، وهذا جائز.
76-
ومنه منقول كفضل وأسد
…
وذو ارتجال كسعاد وأدد
77-
وجملة وما بمزج ركبا
…
ذا إن بغير "ويه" ثم أعربا
78-
وشاع في الأعلام ذو الإضافه
…
كعبد شمس وأبي قحافه
"وَمِنْهُ" أي: بعض العلم "مَنقُول" عن شيء سبق استعماله فيه قبل العلمية، وذلك المنقول عنه مصدر "كَفَضْلٍ" وَاسم عين مثل "أَسَدْ" واسم فاعل كحارث، واسم مفعول كمسعود، وصفة مشبهة كسعيد، وفعل ماض كشمر -علم فرس- قال الشاعر "من الطويل":
70-
أَبُوكَ حُبَابٌ سَارِقُ الضيفِ بُرْده
وَجَدِّيَ يَا حَجَّاجُ فَارِسُ شَمّرَا
وفعل مضارع كيشكر، قال الشاعر "من مجزوء البسيط":
71-
وَيَشْكُرُ اللَّه لَا يَشْكُرُهُ
70- التخريج: البيت لجميل بثينة في ديوانه ص80؛ والعقد الفريد 5/ 299؛ وبلا نسبة في شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص315؛ ولسان العرب 4/ 429 "شمر"، 12/ 53 "بقم".
اللغة: حباب: اسم يطلق على الخبيث الماكر. البرد: الثياب: شمر: أكرم خيل العرب.
المعنى: يقول: إن أباك حباب يسرق ثياب ضيفه، وجدي يا حجاج هو فارس شمر.
الإعراب: أبوك: مبتدأ مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف، و"الكاف": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة، حباب: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة، سارق: نعت "حباب" مرفوع بالضمة، أو خبر ثان للمبتدأ، وهو مضاف. الضيف: مضاف إليه مجرور بالكسرة. برده: بدل من الضيف مجرور بالكسرة، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. وجدي: "الواو": حرف عطف، "جدي": مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف، و"الياء": ضمير في محل جر بالإضافة: يا: حرف نداء. حجاج: منادى مبني على الضم في محل نصب. فارس: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف. شمرا: مضاف إليه مجرور، والألف للإطلاق.
وجملة "أبوك حباب": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "جدي
…
": معطوفة على سابقتها. وجملة "يا حجاج": اعتراضية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "شمرا" فإن أصله فعل ماض ثم غدا علما مثل "بقم" و"خضم" و"ترجم" كلها أعلام نقلت عن الفعل الماضي.
71-
التخريج: لعله محرف عن قول زياد الأعجم في ديوانه ص67 "من المتقارب":
ويشكر تشكر من ضامها
…
ويشكر لله لا تشكر
اللغة: يشكر: علم منقول عن الفعل المضارع. يشكره: يثني عليه. =
وجملة وستأتي، "وَ" بعضه الآخر "ذُو ارْتِجَالٍ"؛ إذ لا واسطة على المشهور، وذهب بعضهم إلى أن الذي علميته بالغلبة لا منقول ولا مرتجل، وعن سيبويه أن الأعلام كلها منقولة، وعن الزجاج كلها مرتجلة، والمرتجل هو: ما استعمل من أول الأمر علما "كَسُعَادَ" علم امرأة "وَأُدَدْ" علم رجل "وَ" عن المنقول ما أصله الذي نقل عنه "جُمْلَةٌ" فعلية والفاعل ظاهر: كبرق نحره، وشاب قرناها؛ أو ضمير بارز: كأطرقا -علم مفازة- قال الشاعر "من المتقارب":
72-
عَلَى أَطْرِقَا بَالِيَاتِ الخِيَام
…
"إلا الثمام وإلا العصي"
أو مستتر: كيزيد، في قوله "من الرجز":
73-
نُبِّئْتُ أَخْوَالِي بَنِي يَزِيدُ
…
ظُلْما عَلَيْنَا لَهُمْ فَدِيدُ
= الإعراب: يشكر: مبتدأ مرفوع بالضمة. الله: مبتدأ ثان مرفوع بالضمة. لا: النافية. يشكره: فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"الهاء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره:"هو".
وجملة "يشكر الله
…
": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "الله لا يشكره": في محل رفع خبر المبتدأ الأول. وجملة "لا يشكره": في محل رفع خبر المبتدأ الثاني.
الشاهد: قوله: "يشكر" فإن أصله فعل مضارع، ثم غدا علما مثل "يزيد" و"تغلب" و"تدمر" كلها أعلام نقلت عن الفعل المضارع.
72-
التخريج: البيت لأبي ذؤيب الهذلي في خزانة الأدب 2/ 317، 7/ 342؛ وشرح أشعار الهذليين 1/ 100؛ وشرح المفصل 1/ 31؛ ولسان العرب 10/ 224 "طرق"؛ ومعجم ما استعجم 1/ 167؛ والمقاصد النحوية 1/ 397؛ وللهذلي في خزانة الأدب 7/ 326؛ وشرح المفصل 1/ 29؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ص333.
اللغة: أطرقا: اسم موضع. باليات: قديمات. الثمام: نوع من النبات يحشى به خصاص البيوت، ويستر به جوانب الخيمة. العصي: ج العصا، وهي قضيب غليظ، أو خشب تبنى بها بيوت الأعراب.
المعنى: يقول: إن الديار قد بليت ولم يبق منها إلا الثمام والعصي.
الإعراب: على أطرقا: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من الديار في البيت السابق. باليات: حال ثانية، وهي مضافة. الخيام: مضاف إليه مجرور بالكسرة. إلا: حرف استثناء. الثمام: "بالرفع" مبتدأ خبره محذوف تقديره: "إلا الثمام باقية"، و"بالنصب" منصوب على الاستثناء. وإلا:"الواو": حرف عطف، و"إلا": زائدة. العصي: معطوف على "الثمام".
الشاهد: قوله: "أطرقا" فإن أصله فعل أمر، ثم غدا اسم علم.
73-
التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص172؛ وخزانة الأدب 1/ 270؛ وشرح التصريح =
ومنه إصمت -علم مفازة- قال الشاعر "من البسيط":
74-
أَشْلَى سَلُوقِيَّةً بَاتَتْ وَبَاتَ بِهَا
…
بِوَحْشِ إصْمِتَ فِي أَصْلَابِهَا أَوَدُ
= 1/ 117؛ والمقاصد النحوية 1/ 388، 4/ 370؛ وبلا نسبة في شرح المفصل 1/ 28؛ ولسان العرب 3/ 200 "زيد"، 329 "فدد"؛ ومجالس ثعلب ص212؛ ومغني اللبيب 2/ 626.
شرح المفردات: نبئت: أخبرت. الفديد: الجلبة والصياح.
المعنى: يقول: لقد أخبرت أن بني يزيد يكثرون من الصياح علينا ليلحقوا بنا الأذى.
الإعراب: "نبئت": فعل ماض للمجهول، والتاء ضمير في محل رفع نائب فاعل. "أخوالي": مفعول به ثان منصوب، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "بني": بدل من "أخوال" منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف. "يزيد": مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية. "ظلما": مفعول لأجله منصوب. "علينا": جار ومجرور متعلقان بـ"ظلما" أو "فديد". "لهم": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم للمبتدأ. "فديد": مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.
وجملة: "نبئت" الفعلية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لهم فديد" الاسمية في محل نصب مفعول به ثالث لـ"نبئت".
الشاهد: قوله: "يزيد" حيث سمى به، وأصله فعل مضارع ماضيه "زاد" مشتمل على ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هو" فهو منقول من جملة مؤلفة من فعل وفاعل.
74-
التخريج: البيت للراعي النميري في ديوانه ص69؛ وخزانة الأدب 7/ 324، 327، 336، 341؛ وشرح المفصل 1/ 29، 30؛ ولسان العرب 2/ 55 "صمت"؛ والمعاني الكبير 1/ 220؛ ومعجم البلدان 1/ 212 "إصمت"؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ص306، 341.
اللغة: أشلى: أغرى، دعا. السلوقية: أي الكلاب السلوقية. إصمت: اسم موضع. ويقال: لقيته ببلدة إصمت: أي بمكان قفر. الأصلاب: ج الصلب، وهو وسط الظهر من العنق إلى العجز. الأود: الاعوجاج.
المعنى: يقول: أغرى الصياد كلابه السلوقية المحدودبة الظهر بوحوش هذه البرية.
الإعراب: أشلى: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره:"هو". سلوقية: مفعول به منصوب بالفتحة. باتت: فعل ماض ناقص، و"التاء": للتأنيث، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هي". وبات:"الواو": حرف عطف، "بات": فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هو". بها: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "بات". بوحش: جار ومجرور متعلقان بـ"أشلى"، وهو مضاف. إصمت: مضاف إليه مجرور. في أصلابها: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. أود: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.
وجملة "أشلى
…
": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "في أصلابها أود": في محل نصب نعت "سلوقية".
الشاهد: قوله: "إصمت" فإن أصله فعل أمر ثم نقل إلى علم.
تنبيه: حكم العلم المركب تركيب إسناد -وهو المنقول من جملة- أن يحكى أصله، ولم يرد عن العرب علم منقول من مبتدأ وخبر، لكنه بمقتضى القياس جائز، اهـ.
"وَ" من العلم "مَا بِمَزْجٍ رُكِّبَا" وهو: كل اسمين جعلا اسما واحدا، منزلا ثانيهما من الأول منزلة تاء التأنيث مما قبلها، نحو: بعلبك، وحضرموت، ومعد يكرب، وسيبويه، و"ذَا" المركب تركيب مزج "إِنْ بِغَيْرَ "وَيْهِ" "تَمَّ"" أي" ختم "أُعْرِبَا" إعراب ما لا ينصرف على الجزء الثاني، وقد يبنى ما تم بغير "ويه" على الفتح تشبيها بخمسة عشر، وقد يضاف صدره إلى عجزه. والأول هو الأشهر؛ أما المركب المزجي المختوم بويه كسيبويه وعمرويه، فإنه مبني على الكسر؛ لما سلف، وقد يعرب غير منصرف كالمختوم بغير "ويه".
"وَشَاعَ فِي الأَعْلَامِ ذُو الإضَافَهْ" وهو: كل اسمين جعلا اسما واحدا، منزلا ثانيهما من الأول منزلة التنوين، وهو على ضربين: غير كنية "كَعَبْدِ شَمْسٍ"، وَكنية، مثل "أَبِي قُحَافَهْ" وإعرابه إعراب غيره من المتضايفين.
"علم الجنس":
79-
ووضعوا لبعض الأجناس علم
…
كعلم الأشخاص لفظا وهو عم
80-
من ذاك أم عريط للعقرب
…
وهكذا ثعالة للثعلب
81-
ومثله برة للمبره
…
كذا فجار علم للفجره
"وَوَضَعُوا لِبْعضِ الأَجْنَاسِ" التي لا تؤلف غالبا كالسباع والوحوش والأجناس "عَلَمْ" عوضا عما فاتها من وضع الأعلام لأشخاصها لعدم الداعي إليه، وهذا هو النوع الثاني من نوعي العلم، وهو "كَعَلَمِ الأشْخَاصِ لَفْظَا"؛ فلا يضاف، ولا يدخل عليه حرف التعريف، ولا ينعت بالنكرة، ويبتدأ به، وتنصب النكرة بعده على الحال، ويمنع من الصرف مع سبب آخر غير العلمية كالتأنيث في "أسامة"، و"ثعالة"، ووزن الفعل في "بنات أوبر"، و"ابن آوى"، والزيادة في "سبحان" علم التسبيح، و"كيسان" علم على الغدر.
وعلم: مفعول بوضعوا، ووقف عليه بالسكون على لغة ربيعة. ولفظا: تمييز، أي: العلم الجنسي كالعلم الشخصي من حيث اللفظ.
"وَهْوَ" من جهة المعنى "عَم" وشاع في أمته؛ فلا يختص به واحد دون آخر، ولا
كذلك علم الشخص، لما عرفت، وهذا معنى ما ذكره الناظم في باب النكرة والمعرفة من شرح التسهيل من أن "أسامة" ونحوه: نكرة معنى، معرفة لفظا، وأنه في الشياع كأسد. وهو مذهب قوم من النحاة، لكن تفرقة الواضع بين اسم الجنس وعلم الجنس في الأحكام اللفظية تؤذن بالفرق بينهما في المعنى أيضا، وفي كلام سيبويه الإشارة إلى الفرق، فإن كلامه في هذا حاصله أن هذه الأسماء موضوعة للحقائق المتحدة في الذهن، ومثله بالمعهود بينه وبين مخاطبه، فكما صح أن يعرف ذلك المعهود باللام، فلا يبعد أن يوضع له علم.
قال بعضهم: والفرق بين "أسد" و"أسامة" أن أسدا موضوع للواحد من آحاد الجنس لا بعينه في أصل وضعه، و"أسامة" موضوع للحقيقة المتحدة في الذهن، فإذا أطلقت "أسدا" على واحد أطلقته على أصل وضعه، وإذا أطلقت "أسامة" على واحد فإنما أردت الحقيقة، ولزم من إطلاقه على الحقيقة باعتبار الوجود التعدد، فجاء التعدد ضمنا، لا باعتبار أصل الوضع، قال الأندلسي شارح الجزولية: وهي مسألة مشكلة.
"مِنْ ذَاك" الموضوع علما للجنس "أَمُّ عِرْيَطٍ" وشبوة "لِلعَقْرَبِ وَهكَذا ثُعَالَةٌ" وأبو الحصين "لِلْثَعْلَبِ"، وأسامة وأبو الحارث للأسد، وذؤالة وأبو جعدة للذئب، "وَمِثْلُهُ بَرَّةُ" علم "لِلمَبَرَّه" بمعنى البر، و"كَذَا فَجَارِ" بكسر كحذام "عَلَمٌ لِلْفَجرَهْ" بمعنى الفجور، وهو: الميل عن الحق، وقد جمعهما الشاعر في قوله "من الكامل":
75-
إنَّا اقتَسَمْنَا خُطَّتَيْنا بَيْنَنَا
…
فَحَمَلْتُ بَرَّةَ وَاحْتَمَلْتَ فَجَار
75- التخريج: البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص55؛ وإصلاح المنطق ص336؛ وخزانة الأدب 6/ 327، 330، 333؛ والدرر 1/ 97؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 216؛ وشرح التصريح 1/ 125؛ وشرح المفصل 4/ 53؛ والكتاب 3/ 274؛ ولسان العرب 4/ 52 "برر"، 5/ 48 "فجر"، 11/ 174 "حمل"؛ والمقاصد النحوية 1/ 405؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 349؛ وجمهرة اللغة ص463؛ وخزانة الأدب 6/ 287؛ والخصائص 2/ 198، 3/ 261، 265؛ وشرح عمدة الحافظ ص141؛ وشرح المفصل 1/ 38؛ ولسان العرب 13/ 37 "أنن"؛ ومجالس ثعلب 2/ 464؛ وهمع الهوامع 1/ 29.
اللغة: برة: اسم للبر. فجار: اسم من الفجور.
المعنى: يهجو الشاعر زرعة بن عمرو الذي دعاه إلى الغدر بحلفائه بني أسد فأبى.
الإعراب: إنا: حرف مشبه بالفعل، و"نا": ضمير متصل مبني في محل نصب اسم "إن". اقتسمنا: فعل ماض مبني على السكون، و"نا": ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. خطتينا: مفعول به منصوب بالياء لأنه مثنى، وهو مضاف، و"نا": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. بيننا: ظرف مكان متعلق بـ"اقتسمنا"، وهو مضاف، و"نا": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. فحملت: "الفاء": حرف عطف، "حملت": فعل ماض مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. برة: =
ومثله "كيسان" علم على الغدر، ومنه قوله "من الطويل":
76-
إذَا مَا دَعَوْا كَيْسانَ كَانَت كُهُولُهُم
…
إلى الغَدْرِ أدنى مِنْ شَبَابِهُمُ المُردِ
وكذا "أم قشعم" للموت، و"أم صبور" للأمر الشديد.
فقد عرفت أن العلم الجنسي يكون للذوات والمعاني، ويكون اسما وكنية.
خاتمة: قد جاء علم الجنس لما يؤلف كقولهم للمجهول العين والنسب: "هيان بن بيان" وللفرس: "أبو المضاء"، وللأحمق:"أبو الدغفاء"، وهو قليل.
= مفعول به منصوب بالفتحة. واحتملت: "الواو": حرف عطف، "احتملت": فعل ماض مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. فجار: مفعول به مبني على الكسر في محل نصب.
وجملة "إنا اقتسمنا": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "اقتسمنا": في محل رفع خبر "إن". وجملة "حملت": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "احتملت": معطوفة على سابقتها.
الشاهد: قوله: "فجار" حيث استعمله علما على الفجرة.
76-
التخريج: البيت للنمر بن تولب في ملحق ديوانه ص399؛ والأغاني 14/ 82؛ وله أو لضمرة بن ضمرة في شرح المفصل 1/ 37، 38؛ ولسان العرب 6/ 201 "كيس"؛ وبلا نسبة في شرح التصريح 1/ 215.
اللغة: كيسان: اسم للغدر. الكهول: ج الكهل، وهو الذي خطه الشيب. المرد: ج الأمرد، وهو الغلام الذي لم ينبت الشعر في وجهه.
المعنى: يصف الشاعر بني كيسان بالغدر والجبانة.
الإعراب: إذا: ظرف زمان يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. ما: زائدة. دعوا: فعل ماض مبني على الضم، و"الواو": ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. كيسان: "بالنصب" مفعول به منصوب، و"بالرفع" منادى مبني على الضم في محل نصب. كانت: فعل ماض ناقص، و"التاء" للتأنيث كهولهم: اسم "كان" مرفوع بالضمة، وهو مضاف، و"هم": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. إلى الغدر: جار ومجرور متعلقان بـ"أدنى". "أدنى": خبر "كان" منصوب بالفتحة المقدرة. من شبابهم: جار ومجرور متعلقان بـ"أدنى"، وهو مضاف، و"هم": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. المرد: نعت "شباب" مجرور بالكسرة.
وجملة: "إذا ما دعوا": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "دعوا": في محل جر بالإضافة. وجملة "كانت
…
": لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم.
الشاهد: قوله "كيسان" حيث استعمله اسما للغدر.