الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النَّكِرةُ وَالْمَعْرِفَةُ:
"تعريف النكرة":
52-
نكرة قابل أل مؤثرا
…
أو واقع موقع ما قد ذكرا
"نَكِرَةٌ قَابِلُ أَلْ مُؤَثّرا" فيه التعريف؛ كرجل، وفرس، وشمس، وقمر "أَوْ وَاقِعٌ مَوْقِعَ ما قَدْ ذُكِرا" أي: ما يقبل "أل"، وذلك كـ"ذي"، بمعنى صاحب، و"من" و"ما" في الشرط والاستفهام، خلافا لابن كيسان في الاستفهاميتين؛ فإنهما عنده معرفتان، فهذه لا تقبل "أل" لكنها تقع موقع ما يقبلها، إذ الأولى تقع موقع صاحب، و"من" و"ما" يقعان موقع إنسان وشيء، ولا يؤثر خلوهما من تضمن معنى الشرط والاستفهام، فإن ذلك طارئ على "من" و"ما"؛ إذ لم يوضعا في الأصل له، ومن ذلك أيضا "من" و"ما"؛ نكرتين موصوفتين، كما في "مررت بمن معجب لك"، و"بما معجب لك" فإنهما لا يقبلان "أل"، لكنهما واقعان موقع إنسان وشيء، وكلاهما يقبل "أل"، وكذلك "صه" و"مه" بالتنوين، لا يقبلان "أل"، لكنهما يقعان موقع ما يقبلها، وهو سكوتا وانكفافا، وما أشبه ذلك، ونكرة: مبتدأ، والمسوّغ قصد الجنس، وقابل "أل": خبر، ومؤثرا: حال من المضاف إليه، وهو "أل"، وشرط جواز ذلك موجود، وهو اقتضاء المضاف العمل في الحال وصاحبها، واحترز بـ"مؤثرا" عما يدخله "أل" من الأعلام لضرورة أو لمح وصف، على ما سيأتي بيانه، فإنها لا تؤثر فيه تعريفا؛ فليس بنكرة.
تنبيه: قدم النكرة لأنها الأصل، إذ لا يوجد معرفة إلا وله اسم نكرة، ويوجد كثير من النكرات لا معرفة له، والمستقل أولى بالأصالة، وأيضا فالشيء أول وجوده تلزمه الأسماء
العامة، ثم يعرض له بعد ذلك الأسماء الخاصة، كالآدمي إذا ولد فإنه يسمى إنسانا أو مولودا أو موجودا، ثم بعد ذلك يوضع له الاسم: العلم، واللقب، والكنية. وأنكر النكرات: مذكور، ثم موجود، ثم محدث، ثم جوهر، ثم جسم، ثم نام، ثم حيوان، ثم إنسان، ثم رجل، ثم عالم، فكل واحد من هذه أعم مما تحته وأخص مما فوقه، فتقول: كل عالم رجل، ولا عكس، وهكذا كل رجل إنسان إلى آخره.
" تعريف المعرفة":
53-
وغيره معرفة كهم وذي
…
وهند وابني والغلام والذي
"وَغَيْرُهُ" أي: غير ما يقبل "أل" المذكورة أو يقع موقع ما يقبلها "مَعْرِفَةٌ"؛ إذ لا واسطة، واستغنى بحد النكرة عن حد المعرفة، قال في شرح التسهيل: من تعرض لحد المعرفة عجز عن الوصول إليه دون استدراك عليه.
وأنواع المعرفة على ما ذكره هنا ستة: المضمر "كَهُمْ، وَ" اسم الإشارة، نحو:"ذِي"، وَالعلم، نحو:"هِنْدَ"، وَالمضاف إلى معرفة، نحو:"ابْنِي"، والمحلى بأل، نحو:"الْغُلَامُ"، وَالموصول، نحو:"الَّذِي"، وزاد في شرح الكافية المنادى المقصود كـ"يا رجل"، واختار في التسهيل أن تعريفه بالإشارة إليه والمواجهة، ونقله في شرحه عن نص سيبويه، وذهب قوم إلى أنه معرفة بـ"أل" مقدرة، وزاد ابن كيسان "من"، و"ما" الاستفهاميتين كما تقدم.
ولما فات على الناظم ترتيب المعارف في الذكر على حسب ترتيبها في المعرفة لضيق النظم رتبها في التبويب على ما ستراه، فأعرفها المضمر على الأصح، ثم العلم ثم اسم الإشارة، ثم الموصول، ثم المحلى، وقيل: هما في مرتبة واحدة، وقيل: المحلى أعرف من الموصول، وأما المضاف فإنه في رتبة ما أضيف إليه، مطلقا عند الناظم، وعند الأكثر أن المضاف إلى المضمر في رتبة العلم، وأعرف الضمائر ضمير المتكلم، ثم المخاطب، ثم الغائب السالم عن الإبهام، وجعل الناظم هذا في التسهيل دون العلم.
"أقسام الضمير":
54-
فما لذي غيبة أو حضور
…
كأنت وهو سم بالضمير
"فَمَا" وضع "لِذِي غَيْبَةٍ" تقدم ذكره: لفظا، أو معنى، أو حكما، على ما سيأتي في آخر باب الفاعل، "أَوْ" لذي "حُضُور": متكلم، أو مخاطب "كَأنْتَ" وأنا "وَهْوَ" وفروعها "سَمِّ" في اصطلاح البصريين "بِالْضَّمِير" والمضمر، وسماه الكوفيون كناية ومكنيا.
تنبيه: رفع إبهام دخول اسم الإشارة في ذي الحضور بالتمثيل.
55-
وذو اتصال منه ما لا يبتدا
…
ولا يلي إلا اختيارا أبدا
56-
كالياء والكاف من "ابني أكرمك"
…
والياء والها من "سليه ما ملك"
"وَذُو اتِّصَالٍ مِنْهُ مَا لَا يُبْتَدَا" به، "وَلَا يَلِي إلَاّ" الاستثنائية "اخْتِيَارا أَبَدَا" وقد يليها اضطرارا، كقوله "من البسيط":
45-
وَمَا نُبَالِي إذَا مَا كنْتِ جَارَتَنَا
…
أَن لَا يُجَاوِرَنَا إلَاّكِ دَيَّارُ
45- التخريج: البيت بلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 129؛ وأمالي ابن الحاجب ص385؛ وتخليص الشواهد ص100؛ وخزانة الأدب 5/ 278، 325؛ والخصائص 1/ 307، 2/ 195؛ والدرر 1/ 176؛ وشرح شواهد المغني ص844؛ وشرح ابن عقيل ص52؛ وشرح المفصل 3/ 101؛ ومغني اللبيب ص2/ 441؛ والمقاصد النحوية 1/ 253؛ وهمع الهوامع 1/ 57.
شرح المفردات: ما علينا: أي لا يهمنا، لا نكترث. ديار: أحد.
المعنى: يقول: لا يهمنا ألا يجاورنا أحد سواك، لأن جوارك يغنينا عن جميع الناس.
الإعراب: "وما": الواو بحسب ما قبلها، و"ما": حرف نفي. "نبالي": فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره "نحن". "إذا" اسم شرط مبني في محل نصب مفعول فيه متعلق بجوابه. "ما": زائدة. "كنت": فعل ماض ناقص، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع اسم "كان". "جارتنا": خبر "كان" منصوب وهو مضاف، و"نا": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "أن": حرف نصب. "لا": حرف نفي. "يجاورنا": فعل مضارع منصوب بالفتحة، و"نا": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. "إلاك": حرف استثناء، والكاف ضمير متصل مبني في محل نصب على الاستثناء "ديار": فاعل مرفوع بالضمة. ويجوز أن يكون المصدر المنسبك من "أن" وما بعدها منصوبا على نزع الخافض تقديره: "ما علينا في عدم مجاورة غيرك إيانا ضرر". =
وذلك "كَالْيَاء والْكَافِ مِنْ" قولك: "ابْنِي أَكْرَمَكْ وَاليَاءِ وَالْهَاء" مِنْ قولك: "سَلِيه مَا مَلَكْ" فالأول -وهو الياء- ضمير متكلم مجرور، والثاني -وهو الكاف- ضمير مخاطب منصوب، والثالث -وهو الياء- ضمير المخاطبة مرفوع، والرابع -وهو الهاء- ضمير الغائب منصوب، وهي ضمائر متصلة: لا تتأتى البداءة بها، ولا تقع بعد إلا.
"أسباب بناء الضمير":
57-
وكل مضمر له البنا يجب
…
ولفظ ما جر كلفظ ما نصب
"وَكُلُّ مُضْمَرٍ" متصلاً كان أو منفصلاً "لَهُ الْبِنَا يَجِبْ" باتفاق النحاة، واختلف في سبب بنائه؛ فقيل: لمشابهته الحرف في المعنى؛ لأن كل مضمر مضمن معنى التكلم أو الخطاب أو الغيبة، وهي من معاني الحروف.
وذكر في التسهيل لبنائها أربعة أسباب:
الأول: مشابهة الحرف في الوضع؛ لأن أكثرها على حرف أو حرفين، وحمل الباقي على الأكثر.
والثاني: مشابهته في الافتقار؛ لأن المضمر لا تتم دلالته على مسماه إلا بضميمة من مشاهدة أو غيرها.
والثالث: مشابهته له في الجمود؛ فلا يتصرف في لفظه: بوجه من الوجوه حتى بالتصغير ولا بأن يوصف أو يوصف به.
الرابع: الاستغناء عن الإعراب باختلاف صيغه لاختلاف المعاني.
قال الشارح: ولعل هذا هو المعتبر عند الشيخ في بناء المضمرات؛ ولذلك عقبه بتقسيمها بحسب الإعراب، كأنه قصد بذلك إظهار علة البناء فقال:"وَلَفْظُ مَا جُرَّ كَلَفْظِ مَا نُصِبْ"، نحو:"إنه"، و"له"، و"رأيتك"، و"مررت بك".
= وجملة "ما نبالي
…
" الفعلية بحسب ما قبلها. وجملة: "ما كنت جارتنا" في محل جر بالإضافة. وجملة "يجاورنا إلاك" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "إلاك" حيث أوقع الضمير المتصل بعد "إلا" للضرورة الشعرية، والقياس:"إلا إياك".
58-
للرفع والنصب والجر "نا" صلح
…
كـ"اعرف بنا فإننا نلنا المنح"
"لِلرَّفْعِ وَالْنَّصْبِ وَجرّ نا" الدال على المتكلم المشارك أو المعظم نفسه "صَلَحْ" مع اتحاد المعنى والاتصال "كَاعْرِفْ بِنَا فَإنَّنَا نِلْنَا الْمِنَحْ" فـ"نا" في "بنا" في موضع جر بالباء، وفي "فإننا" في موضع نصب بـ"أن"، وفي "نلنا" في موضع رفع بالفاعلية، وأما الياء و"هم" فإنهما يستعملان للرفع والنصب والجر، لكن لا يشبهان "نا" من كل وجه؛ فإن الياء وإن استعملت للثلاثة وكانت ضميرا متصلا فيها إلا أنها ليست فيها بمعنى واحد، لأنها في حالة الرفع للمخاطبة، نحو:"اضربي"، وفي حالة الجر والنصب للمتكلم نحو:"لي"، و"إني"، و"هم" تستعمل للثلاثة وتكون فيها بمعنى واحد؛ إلا أنها في حالة الرفع ضمير منفصل، وفي الجر والنصب ضمير متصل.
59-
وألف والواو والنون لما
…
غاب وغيره كقاما واعلما
"وَأَلِفٌ وَالْوَاوُ وَالْنُّونُ" ضمائر رفع بارزة متصلة "لِمَا غَابَ وَغَيْرِهِ" أي: المخاطب، فالغائب "كَقَامَا" وقاموا، وقمن، "وَ" المخاطب نحو:"اعْلَمَا" واعلموا، واعلمن.
تنبيه: رفع توهم شمول قوله "وغيره" المتكلم بالتمثيل.
ولما كان الضمير المتصل على نوعين: بارز -وهو ما له وجود في اللفظ- ومستتر -وهو ما ليس كذلك- وقدم الكلام على الأول، شرع في بيان الثاني بقوله:
60-
ومن ضمير الرفع ما يستتر
…
كافعل أوافق نغتبط إذ تشكر
"وَمِنْ ضَمِيْرِ الْرَّفْعِ" أي: لا النصب ولا الجر "مَا يَسْتَتِرُ" وجوبا، أو جوازا؛ فالأول هو الذي لا يخلفه ظاهر ولا ضمير منفصل، وهو المرفوع بأمر الواحد المخاطب، "كَافْعَلْ" يا زيد، أو بمضارع مبدوء بهمزة المتكلم، مثل:"أُوَافِقْ"، أو بنون المتكلم المشارك أو المعظم نفسه مثل "نَغْتَبِطْ"، أو بتاء المخاطب، نحو:"إذْ تَشْكُرُ" أو بفعل استثناء كخلا وعدا ولا يكون في نحو: "قاموا ما خلا زيدا"، و"ما عدا عمرا"، و"لا يكون بكرا"، أو بأفعل
التعجب، نحو:"ما أحسن الزيدين" أو بأفعل التفضيل، نحو:{هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا} 1، أو باسم فعل ليس بمعنى المضي: كـ"نزال"، و"مه"، و"أف"، و"أوَّه"، والثاني: هو الذي يخلفه الظاهر أو الضمير المنفصل، وهو المرفوع بفعل الغائب أو الغائبة أو الصفات المحضة.
قال في التوضيح: هذا تقسيم ابن مالك وابن يعيش وغيرهما، وفيه نظر: إذ الاستتار في نحو: "زيد قام" واجب؛ فإنه لا يقال: "قام هو" على الفاعلية، وأما "زيد قام أبوه" أو "ما قام إلا هو" فتركيب آخر، والتحقيق أن يقال: ينقسم العامل إلى ما لا يرفع إلا الضمير كأقوم، وإلى ما يرفعهما كقام، انتهى.
تنبيه: إنما خص ضمير الرفع بالاستتار لأنه عمدة يجب ذكره، فإن وجد في اللفظ فذاك، وإلا فهو موجود في النية والتقدير، بخلاف ضميري النصب والجر؛ فإنهما فضلة، ولا داعي إلى تقدير وجودهما إذا عدما من اللفظ.
61-
وذو ارتفاع وانفصال أنا هو
…
وأنت والفروع لا تشتبه
"وَذُو ارْتِفَاعٍ وانْفِصَالٍ أنا" للمتكلم، و "هُو" للغائب، "وَأَنْتَ" للمخاطب، "وَالفرُوعُ" عليها واضحة "لا تَشْتَبِهُ" عليك.
62-
وذو انتصاب في انفصال جعلا
…
إياي والتفريع ليس مشكلا
"وَذُو انْتِصَابٍ فِي انْفِصَالٍ جُعِلَا، إِيَّايَ" وفروعه، "وَالْتَفْرِيعُ لَيْسَ مُشْكِلاً".
فتلخص أن الضمير على خمسة أنواع: مرفوع متصل، ومرفوع منفصل، ومنصوب متصل، ومنصوب منفصل، ومجرور ولا يكون إلا متصلا.
تنبيه: مذهب البصريين أن ألف "أنا" زائدة، والاسم هو الهمزة والنون، ومذهب الكوفيين -واختاره الناظم- أن الاسم مجموع الأحرف الثلاثة، وفيه خمس لغات ذكرها في التسهيل: فصحاهن إثبات ألفه وقفا وحذفها وصلا، والثانية إثباتها وصلا ووقفا، وهي لغة تميم، والثالثة "هنا" بإبدال همزة هاء، والرابعة "آن" بمدة بعد الهمزة، قال الناظم من قال
1 مريم: 74.
"آن" فإنه قلب "أنا" كما قال بعض العرب: "راء" في "رأى" والخامسة "أن" كـ"عن"، حكاها قطرب.
وأما "هو" فمذهب البصريين أنه بجملته ضمير، وكذلك "هي"؛ وأما "هما" و"هم" و"هنَّ" فكذلك عند أبي علي، وهو ظاهر كلام الناظم هنا وفي التسهيل، وقيل: غير ذلك.
وأما "أنت" فالضمير عند البصريين "أن"، والتاء حرف خطاب كالاسم لفظا وتصرفا.
وأما "إياي" فذهب سيبويه إلى أن "إيا" هو الضمير، ولواحقه -وهي الياء من "إياي"، والكاف من "إياك"، والهاء من "إياه"- حروف تدل على المراد به من تكلم أو خطاب أو غيبة، وذهب الخليل إلى أنها ضمائر، واختاره الناظم1.
63-
وفي اختيار لا يجيء المنفصل
…
إذا تأتي أن يجيء المتصل
"وَفِي اخْتِيَارٍ لَا يَجِيءُ" الضمير "الْمُنْفَصِل إذا تَأَتَّى أَنْ يَجِيءَ" الضمير؛ "الْمُتَّصِل" لأن الغرض من وضع المضمرات إنما هو الاختصار، والمتصل أخصر من المنفصل، فلا عدول عنه إلا حيث لم يتأت الاتصال؛ لضرورة نظم، كقوله "من البسيط":
46-
وَمَا أُصَاحبُ مِنْ قَوْمٍ فأذكُرَهُم
…
إلَاّ يَزيدُهُمُ حُبًّا إليَّ هُم
1 انظر المسألة الثامنة والتسعين في الإنصاف في مسائل الخلاف ص695-702.
46-
التخريج: البيت لزياد بن منقذ في خزانة الأدب 5/ 250، 255؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 271؛ وشرح التصريح 1/ 104؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1392؛ وشرح شواهد المغني 1/ 135، 137، 428؛ وشرح المفصل 7/ 26؛ والشعر والشعراء 2/ 701؛ ومعجم الشعراء ص9؛ والمقاصد النحوية 1/ 256؛ ولبدر بن سعيد أخي زياد "أو المرار" في الأغاني 10/ 330؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص83؛ ومغني اللبيب 1/ 146.
المعنى: يقول: ما إن تعرف إلى قوم في أسفاره وعاشرهم حتى ازداد لقومه حبا، وتفضيلا لهم على سواهم لمكارم أخلاقهم.
الإعراب: "وما": الواو بحسب ما قبلها، و"ما": حرف نفي. "أصاحب": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره "أنا". "من": حرف جر زائد. "قوم": اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه مفعول به لـ"أصاحب". "فأذكرهم": الفاء: السببية، "أذكرهم" فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره "أنا"، و"هم" ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. والمصدر المؤول من "أن أذكرهم" معطوف على مصدر منتزع مما قبله. "إلا": حرف حصر. "يزيدهم": =
وقوله "من البسيط":
47-
بِالْبَاعِثِ الْوَارِثِ الأَمْوَاتِ قَدْ ضَمِنَتْ
…
إيَّاهُمُ الأرضُ فِي دهر الدَّهَارِيرِ
الأصل: "إلا يزيدونهم"، و"قد ضمنتهم"، أو تقدم الضمير على عامله، نحو:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ} 1 أو كونه محصورا بألا أو إنما، نحو:{أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} 2.
= فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"هم": ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول. "حبا": مفعول به ثان منصوب بالفتحة. "إلي": جار ومجرور متعلقان بـ"يزيد". "هم": ضمير منفصل في محل رفع فاعل "يزيد".
وجملة: "ما أصاحب
…
" الفعلية بحسب ما قبلها. وجملة "أذكرهم" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب.
وجملة: "يزيدهم" في محل نصب حال.
الشاهد: قوله: "إلا يزيدهم حبا إلي هم" حيث فصل الضمير المرفوع "هم"؛ والقياس أن يجيء به ضميرا متصلا بالعامل الذي هو "يزيد": فيقول: "إلا يزيدونهم"، ولكنه فصله للضرورة. ويحتمل أن يكون فاعل "يزيد" ضميرا مستترا تقديره:"هو" يعود إلى المصدر المفهوم من "أذكر"؛ وكأنه قال: "لا يزيدهم ذكري لهم حبا إلي"، وعلى هذا يكون الضمير البارز المرفوع في آخر البيت توكيدا لذلك الضمير المستتر.
47-
التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 1/ 214؛ وخزانة الأدب 5/ 288، 26؛ والدرر 1/ 195؛ وشرح التصريح 1/ 104؛ والمقاصد النحوية 1/ 274؛ ولأمية بن أبي الصلت في الخصائص 1/ 307، 2/ 195؛ ولم أقع عليه في ديوانه؛ ولأمية أو للفرزدق في تخليص الشواهد ص87؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 129؛ والإنصاف 2/ 698؛ وتذكرة النحاة ص42؛ وشرح ابن عقيل ص56، 60؛ وهمع الهوامع 1/ 62.
شرح المفردات: الباعث: أي الله جل جلاله الذي يبعث الأموات ويحييهم. الوارث: أي الله الذي يرجع إليه كل شيء. ضمنت اشتملت عليهم. الدهارير: جمع لا مفرد له، وهو بمعنى الأزمنة القديمة، أو الشدائد.
المعنى: يقسم الشاعر بالله باعث الموتى ووارث الكائنات التي طوتها الأرض منذ أقدم العصور.
الإعراب: "بالباعث": جار ومجرور متعلقان بـ"حلفت" في البيت السابق. "الوارث": نعت "الباعث" مجرور بالكسرة. الأموات: مضاف إليه مجرور بالكسرة، أو مفعول به. "قد": حرف تحقيق. "ضمنت": فعل ماض والتاء للتأنيث. "إياهم": ضمير منفصل في محل نصب مفعول به. "الأرض": فاعل مرفوع بالضمة. "في دهر": جار ومجرور متعلقان بـ"ضمنت"، وهو مضاف. الدهارير: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
وجملة "ضمنت
…
" في محل نصب حال.
الشاهد: قوله: "قد ضمنت إياهم الأرض" حيث فصل الضمير للضرورة الشعرية، والقياس القول:"ضمنتهم الأرض".
1 الفاتحة: 5.
2 يوسف: 40.
ونحو قوله "من الطويل":
48-
أَنَا الذائدُ الْحَامِي الذِّمَار وَإِنَّمَا
…
يُدَافِعُ عَنْ أَحْسَابِهِمْ أَنَا أَوْ مِثْلِي
لأن المعنى: "لا يدافع إلا أنا"، أو كون العامل محذوفا أو معنويا، نحو:"إياك والشر" و"أنا زيد"؛ لتعذر الاتصال بالمحذوف والمعنوي.
64-
وصل أو افصل هاء سلنيه وما
…
أشبهه في "كنته" الخلف انتمى
65-
كذاك خلتنيه واتصالا
…
أختار غيري اختار الانفصالا
"وَصِلْ أوِ افْصِلْ هَاء سَلْنِيهِ وَمَا أَشْبَهَهُ" أي: وما أشبه هاء سلنيه، من كل ثاني ضميرين أولهما أخص وغير مرفوع، والعامل فيهما غير ناسخ للابتداء، سواء كان فعلا، نحو:"سلنيه"، و"سلني إياه"، و"الدرهم أعطيتكه"، و"أعطيتك إياه"، والاتصال حينئذٍ أرجح،
48- التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 2/ 153؛ وتذكرة النحاة ص85؛ والجنى الداني ص397؛ وخزانة الأدب 4/ 465؛ والدرر 1/ 196؛ وشرح شواهد المغني 2/ 718؛ ولسان العرب 15/ 200 "قلا"؛ والمحتسب 2/ 195؛ ومعاهد التنصيص 1/ 260؛ ومغني اللبيب 1/ 309؛ والمقاصد النحوية 1/ 277؛ ولأمية بن أبي الصلت في ديوانه ص48؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 111، 114، 7/ 242؛ ولسان العرب 13/ 31 "أنن"؛ وهمع الهوامع 1/ 62.
شرح المفردات: الذائد: المدافع. الأحساب: الشرف والمجد، أو مفاخر الآباء والأجداد. الذمار: كل ما يجب الحفاظ عليه.
المعنى: يقول: إنه حامي مجد وشرف ومآثر قومه، ولا يستطيع القيام بهذه المهمة إلا هو ومثله.
الإعراب: "أنا": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. "الذائد": خبر المبتدأ مرفوع بالضمة. "الحامي": نعت "لذائد" مرفوع، أو خبر ثان للمبتدأ. "الذمار": مفعول به، أو مضاف إليه مجرور. "وإنما": الواو حرف استئناف، "إنما": أداة حصر، أو حرف دال على القصر. "يدافع": فعل مضارع مرفوع. "عن أحسابهم": جار ومجرور متعلقان بـ"يدافع"، وهو مضاف، و"هم": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "أنا": ضمير منفصل مبني في محل رفع فاعل. "أو": حرف عطف. "مثلي": معطوف على "أنا" مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء، وهو مضاف، والياء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
وجملة "أنا الحامي
…
" الاسمية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "إنما يدافع
…
" استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "إنما يدافع أنا أو مثلي" حيث تعين انفصال الضمير لأنه محصور بـ"إنما".
قال تعالى: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ} 1، {أَنُلْزِمُكُمُوهَا} 2، {إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا} 3، {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا} 4 ومن الفصل "إن الله ملككم إياهم، ولو شاء لملكهم إياكم" أو اسما نحو: "الدرهم أنا معطيكه"، و"معطيك إياه" والانفصال حينئذٍ أرجح؛ ومن الاتصال قوله "من المتقارب":
49-
لئن كَانَ حُبِّك لِي كاذِبا
…
لقد كانَ حُبِّيكِ حَقّا يَقِينا
وقوله "من الوافر":
50-
"فلا تطمع أبيت اللعن فيها"
…
وَمَنْعُكُهَا بِشَيء يُسْتَطَاعُ
1 البقرة: 137.
2 هود: 28.
3 محمد: 37.
4 الأنفال: 43.
49-
التخريج: البيت بلا نسبة في شرح التصريح 1/ 107؛ والمقاصد النحوية 1/ 283.
الإعراب: "لئن": اللام موطئة للقسم، و"إن": حرف شرط جازم. "كان": فعل ماض ناقص، وهو فعل الشرط. "حبك": اسم كان مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والكاف ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "لي": جار ومجرور متعلقان بـ"حب". "كاذبا": خبر "كان" منصوب بالفتحة. "لقد": اللام رابطة لجواب القسم، و"قد": حرف تحقيق. "كان": فعل ماض ناقص. "حبيك": اسم "كان" مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل الياء، والياء في محل جر بالإضافة. والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به للمصدر. "حقا": خبر كان منصوب. "يقينا": نعت "حقا" منصوب.
وجملة "أقسم" المحذوفة ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "كان" واسمها وخبرها لا محل لها من الإعراب لأنها جواب القسم. والجملة الشرطية "إن كان
…
" مع الجواب المحذوف اعتراضية بين القسم وجوابه، لا محل لها من الإعراب، وجواب الشرط محذوف دل عليه جواب القسم.
الشاهد: قوله: "حبيك" حيث جاء بالضمير الثاني، وهو ضمير المخاطبة، متصلا وهذا جائز، ولو أتى به منفصلا لكان أفصح، وذلك لأن العامل اسم.
50-
التخريج: البيت لعبيدة بن ربيعة في شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص211؛ ولرجل من تميم في تخليص الشواهد ص89؛ وله أو لعبيدة بن ربيعة في خزانة الأدب 5/ 267، 299؛ ولرجل من تميم أو لقحيف العجلي في شرح شواهد المغني 1/ 338؛ والمقاصد النحوية 1/ 302؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص55؛ ورصف المباني ص150.
اللغة: أبيت اللعن: دعاء بالصلاح ومحبة الناس حتى لا يوجد من يلعنه. منعكها: منعك إياها.
المعنى: لا تطمع بها -جعلك الله ممن لا يلعنون -فإن بالمقدور أن أمنعك منها، وعدم حصولك عليها شيء مستطاع. =
وَ"فِي" هاء "كُنْتُهُ" وبابه "الْخلْفُ" الآتي ذكره "انْتَمَى" أي: انتسب، وَ"كَذَاكَ" في هاء "خِلْتَنِيهِ" وما أشبهه، من كل ثاني ضميرين أولهما أخص، وغير مرفوع، والعامل فيهما ناسخ للابتداء، "وَاتِّصَالا أَخْتَارُ" في البابين؛ لأنه الأصل، ومن الاتصال في باب "كان" قوله صلى الله عليه وسلم في ابن صياد:"إن يكنه فلن تسلط عليه، وألا يكنه فلا خير لك في قتله" وقول الشاعر "من الطويل":
51-
"دع الخمر يشربها الغواة فإنني
…
رأيت أخاها مغنيا بمكانها"
فإن لا يكُنْهَا أَوَ تَكُنْهُ فَإنَّهُ
…
أخوهَا غذته أمه بِلِبَانها
= الإعراب: فلا: "الفاء": بحسب ما قبلها، "لا": ناهية تجزم الفعل المضارع. تطمع: فعل مضارع مجزوم بالسكون، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنت". أبيت: فعل ماض مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. اللعن: مفعول به منصوب بالفتحة. فيها: جار ومجرور متعلقان بـ"تطمع". ومنعكها: "الواو": حالية، "منع": مبتدأ مرفوع بالضمة، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة، و"ها": ضمير متصل في محل نصب مفعول به للمصدر "منع". بشيء: "الباء": حرف جر زائد، "شيء": خبر "منع" مرفوع محلا، مجرور لفظا بحرف الجر الزائد. يستطاع: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة، و"نائب الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو".
وجملة "فلا تطمع": بحسب الفاء، أو بحسب ما قبلها. وجملة "أبيت اللعن": اعتراضية لا محل لها. وجملة "منعكها بشيء": في محل نصب حال. وجملة "يستطاع": في محل رفع صفة لـ"شيء" على المحل، أو جر صفة على اللفظ.
والشاهد فيه قوله: "منعكها" حيث أتى بالضمير الثاني "ها" متصلا، والأشهر أن يقول: منعك إياها.
51-
التخريج: البيتان لأبي الأسود الدؤلي في ديوانه ص162، 306؛ والبيت الثاني مع نسبته في أدب الكاتب ص407؛ وإصلاح المنطق ص297؛ وتخليص الشواهد ص92؛ وخزانة الأدب 5/ 327، 331؛ والرد على النحاة ص100؛ وشرح المفصل 3/ 107؛ والكتاب 1/ 46؛ ولسان العرب 13/ 371 "كنن"، 374 "لبن"؛ والمقاصد النحوية 1/ 310؛ وبلا نسبة في المقتضب 3/ 98؛ والمقرب 1/ 96.
اللغة: فإن لا يكنها: أي فإلا يكن أخو الخمر هو الخمر. أو تكنه: أي أو تكن الخمر هي أخاها. فاسم "يكن" الأولى ضمير مستتر يعود على الأخ، والضمير البارز المنصوب العائد إلى الأخ هو خبرها.
المعنى: دعك من هذا الإثم يرتكبه السفهاء من الناس؛ فإني وجدت أخا الخمر، أي العنب أو الزبيب، مغنيا عنها وصالحا لأن تحل محلها، فإن لم يكونا شيئا واحدا فهما أخوان رضعا من ثدي أم واحدة.
الإعراب: "دع": فعل أمر مبني على السكون وحرك بالكسر منعا من التقاء الساكنين، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت. "الخمر": مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. "يشربها": فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب وعلامة جزمه السكون، والهاء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. "الغواة": فاعل مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة. "فإنني": "الفاء": استئنافية، "إن": حرف مشبه بالفعل،
وأما الاتصال في باب "خال" فلمشابهة "خلتنيه" و"ظننتكه" بسألتنيه وأعطيتكه، وهو ظاهر، ومنه قوله "من البسيط":
52-
بلغْت صُنْعَ امْرِئ بَر إخَالُكَهُ
…
إذْ لَمْ تَزَلْ لاِكْتِسَابِ الْحَمْدِ مُبْتَدِرَا
= والياء: ضمير متصل في محل نصب اسمها. "رأيت": فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالتاء المتحركة والتاء في محل رفع فاعل. "أخاها": مفعول به أول منصوب بالألف لأنه من الأسماء الخمسة، والها: ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "مغنيا": مفعول به ثان منصوب بالفتحة. "بمكانها": جار ومجرور متعلقان باسم الفاعل يغني.
وجملة "دع": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يشربها": جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء لا محل لها، والتقدير:"دع الخمر إن تدعها يشربها". وجملة "إنني رأيت": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "رأيت": في محل رفع خبر إن.
"فإن": الفاء استئنافية، "إن": حرف شرط جازم. "لا يكنها": "لا": نافية لا عمل لها، "يكنها": فعل مضارع ناقص مجزوم لأنه فعل الشرط وعلامة جزمه السكون الظاهرة والها ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب خبر كان وسامها ضمير مستتر يعود على "الأخ". "أو": حرف عطف. "تكنه": فعل مضارع ناقص معطوف مجزوم وعلامة جزمه السكون، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب خبر كان واسمها ضمير مستتر تقديره:"هي" يعود إلى "الخمر". "فإنه": "الفاء": رابطة لجواب الشرط، "إن": حرف مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل في محل نصب اسمها. "أخوها": خبر إن مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الخمسة والهاء مضاف إليه. "غذته": فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين والتاء تاء التأنيث الساكنة والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به. "أمه": فاعل مرفوع بالضمة. "بلبانها": جار ومجرور متعلقان بالفعل "غذته". و"ها": في محل جر بالإضافة.
وجملة "إن لا يكنها فإنه أخوها": استئنافية لا محل لها. وجملة "يكنها": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "تكنه": معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. وجملة "فإنه أخوها": في محل جزم جواب شرط مقترن بالفاء. وجملة "غذته أمه": في محل نصب حال.
والشاهد فيه قوله: "يكنها أو تكنه" حيث جاء بخبر تكن ضميرا متصلا، وأصل القياس أن يكون خبرها ضميرا منفصلا.
52-
التخريج: البيت بلا نسبة في شرح التصريح 1/ 108؛ والمقاصد النحوية 1/ 287.
شرح المفردات: بلغت: أخبرت. البر: الصادق. إخالكه: أظنك إياه. المبتدر: المسرع.
المعنى: لقد عرفت ما قمت به من محامد الأفعال، وأنك الرجل السابق إلى حميد الأعمال.
الإعراب: "بلغت": فعل ماض للمجهول مبني على السكون، والتاء في محل رفع نائب فاعل. "صنع": مفعول به ثان، وهو مضاف. "امرئ": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "بر": نعت "امرئ" مجرور بالكسرة. "إخالكه": فعل مضارع مرفوع بالضمة، والكاف ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به أول، والهاء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به ثان، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنا". "إذا": =
وأما "غَيْرِي" سيبويه والأكثر فإنه "اخْتَارَ الانْفِصَالا" فيهما؛ لأن الضمير في البابين خبر في الأصل، وحق الخبر الانفصال، وكلاهما مسموع، فمن الأول قوله "من الطويل":
53-
لَئِنْ كَانَ إيَّاهُ لَقَدْ حَالَ بُعْدُنَا
…
عَنْ الْعَهْدِ وَالإنْسَانُ قَدْ يَتَغَيرُ
ومن الثاني قوله "من البسيط":
54-
أخِي حَسِبْتُكَ إيَّاهُ وَقَدْ مُلِئَتْ
…
أَرجَاءُ صَدْرِكِ بالأَضْغَانِ وَالإحَنِ
= حرف تعليل. "لم تزل": "لم": حرف نفي وجزم وقلب، "تزل": فعل مضارع ناقص مجزوم بـ"لم". واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". "لاكتساب": جار ومجرور متعلقان بـ"مبتدرا". وهو مضاف. "الحمد": مضاف إليه مجرور. "مبتدرا": خبر "لم تزل" منصوب بالفتحة.
وجملة "بلغت" الفعلية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "إخالكه" الفعلية في محل جر نعت "امرئ". وجملة "لم تزل
…
" تعليلة لا محل لها من الإعراب، أو في محل جر بالإضافة إذا اعتبرت "إذ" ظرفا.
الشاهد: قوله: "إخالكه" حيث أتى بالضمير الثاني، وهو "الهاء" متصلا، وهو المفعول به الثاني لـ"إخال"، وهذا جائز.
53-
التخريج: البيت لعمر بن أبي ربيعة في ديوانه ص94؛ وتخليص الشواهد ص93؛ وخزانة الأدب 5/ 312، 313؛ وشرح التصريح 1/ 108؛ وشرح المفصل 3/ 107؛ والمقاصد النحوية 1/ 314؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 102؛ والمقرب 1/ 95.
شرح المفردات: حال: تغير. عن العهد: عما كنا عليه سابقا.
المعنى: يقول: لئن كان هو الشخص الذي كنا نعرفه؟! لقد تغير، والدهر قد يغير الإنسان، ويبدل أحواله.
الإعراب: "لئن": اللام الموطئة للقسم، و"إن": حرف شرط جازم. "كان": فعل ماض ناقص، وهو فعل الشرط. واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هو". "إياه": ضمير منفصل مبني في محل نصب خبر "كان". "لقد": اللام رابطة لجواب القسم، و"قد": حرف تحقيق. "حال": فعل ماض وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "بعدنا": ظرف زمان منصوب متعلق بـ"حال". و"نا": في محل جر بالإضافة. "عن العهد": جار ومجرور متعلقان بـ"حال". "والإنسان": الواو حالية، و"الإنسان" مبتدأ مرفوع. "قد": حرف تقليل. "يتغير": فعل مضارع مرفوع بالضمة وفاعله "هو".
وجملة "أقسم" المحذوفة ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "حال
…
" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها جواب القسم. والجملة الشرطية "إن كان
…
" مع الجواب المحذوف اعتراضية بين القسم وجوابه، لا محل لها من الإعراب. وجواب الشرط محذوف دل عليه جواب القسم. وجملة: "الإنسان قد يتغير" الاسمية في محل نصب حال. وجملة "يتغير" الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ.
الشاهد: قوله: "لئن كان إياه" حيث جاء خبر "كان" ضميرا منفصلا، والأكثر أن يكون كذلك.
54-
التخريج: البيت بلا نسبة في شرح التصريح 1/ 107؛ والمقاصد النحوية 1/ 286. =
تنبيه: وافق الناظم في التسهيل سيبويه على اختيار الانفصال في باب "خلتنيه": قال لأنه خبر مبتدأ في الأصل، وقد حجزه عن الفعل منصوب آخر، بخلاف هاء "كنته"، فإنه خبر مبتدأ في الأصل، ولكنه شبيه بهاء "ضربته" في أنه لم يحجزه إلا ضمير مرفوع، والمرفوع كجزء من الفعل، وما اختاره الناظم هنا هو مختار الرماني وابن الطراوة.
66-
وقدم الأخص في اتصال
…
وقدمن ما شئت في انفصال
"وَقَدِّم الأَخَصَّ" من الضميرين في الأبواب الثلاثة على غير الأخص منهما، وجوبا "فِي" حال "اتِّصَالِ" فقدم ضمير المتكلم على ضمير المخاطب، وضمير المخاطب على ضمير الغائب كما في "سلنيه"، و"أعطيتكه"، و"كنته"، و"خلتنيه" و"ظننتكه" و"حسبتنيك" ولا يجوز تقديم الهاء على الكاف، ولا الهاء ولا الكاف على الياء في الاتصال، "وَقَدِّمَنْ مَا شِئْتَ" من الأخص وغير الأخص "فِي انْفِصَالِ"، نحو:"سلني إياه" و"سله إياي"، و"الدرهم أعطيتك إياه"، و"أعطيته إياك"، و"الصديق كنت إياه"، و"كان إياي" وهكذا إلى آخره، ومنه:"إن الله ملككم إياهم ولو شاء لملكهم إياكم".
تنبيه: حاصل ما ذكره أن الضمير الذي يجوز اتصاله وانفصاله هو ما كان خبرا لكان أو
= شرح المفردات: حسبتك: ظننتك. الأضغان: الأحقاد. الإحن: ج الإحنة، وهي الحقد.
المعنى: يقول: لقد ظننتك أخي، فإذا بي أجدك بحرا زاخرا بالأحقاد والكراهية.
الإعراب: "أخي": مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء، وهو مضاف، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، ويجوز أن يكون مفعولا به على الاشتغال. "حسبتك": فعل ماض، والتاء ضمير مبني في محل رفع فاعل، والكاف ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به أول. "إياه": ضمير منفصل في محل نصب مفعول به ثان. "وقد": الواو: حالية: و"قد": حرف تحقيق. "ملئت": فعل ماض للمجهول، والتاء للتأنيث. "أرجاء": نائب فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف. "صدرك": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، والكاف في محل جر بالإضافة. "بالأضغان": جار ومجرور متعلقان بـ"ملئت". "والإحن": الواو حرف عطف، "الإحن": معطوف على "الأضغان" مجرور بالكسرة.
وجملة: "أخي حسبتك" الاسمية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "حسبتك
…
" الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، وعلى الاشتغال تعرب ابتدائية لا محل لها من الإعراب، وتكون على ذلك فعلية. وجملة "وقد ملئت
…
" الفعلية في محل نصب حال.
الشاهد: قوله: "حسبتك إياه" حيث جاء بالضمير الثاني، وهو "إياه" منفصلا وهو المفعول به الثاني للفعل "حسب"، وهذا جائز، كما يجوز الإتيان به متصلا "حسبتكه".
إحدى أخواتها، أو ثاني ضميرين أولهما أخص وغير مرفوع، فخرج مثل الكاف من نحو:"أكرمتك"، ودخل مثل الهاء من نحو قوله:
وَمَنْعُكَهَا بِشَيء يُسْتَطَاعُ
فإن الهاء ثاني ضميرين أولهما -وهو الكاف- أخص، وغير مرفوع؛ لأنه مجرور بإضافة المصدر إليه.
67-
وفي اتحاد الرتبة الزم فصلا
…
وقد يبيح الغيب فيه وصلا
"وَفِي اتِّحَادِ الْرُّتْبَةِ" وهو أن لا يكون فيهما أخص، بأن يكونا معا ضميري تكلم أو خطاب أو غيبة "الْزَمْ فَصْلا"، نحو:"سلني إياي"، و"أعطيتك إياك"، و"خلته إياه" ولا يجوز:"سلنيني"، ولا "أعطيتكك"، ولا "خلتهه" "وَقَدْ يُبيحُ الْغَيْب" أي: كونهما للغيبة "فِيهِ" أي: في الاتحاد "وَصْلا": من ذلك ما رواه الكسائي من قول بعض العرب: هم أحسن الناس وجوها وأنضرهموما، وقوله "من الطويل":
55-
لِوَجْهِكَ فِي الإحْسَانِ بَسْطٌ وَبهْجَةٌ
…
أَنَا لَهُمَاهُ قَفْوُ أَكْرَمِ والِدِ
1 تقدم بالرقم 50.
55-
التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص97؛ وتذكرة النحاة ص50؛ والدرر 1/ 203؛ وشرح التصريح 1/ 109؛ والمقاصد النحوية 1/ 342؛ وهمع الهوامع 1/ 63.
شرح المفردات: البسط: الانشراح. القفو: الاتباع.
المعنى: يقول: إن وجهك يشرق بالانشراح والسرور عندما تمد يدك للإحسان، وهذا العمل قد اقتفيت أثره عن والدك المعروف بجوده وكرمه.
الإعراب: "لوجهك": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم، وهو مضاف، والكاف ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "في الإحسان": جار ومجرور متعلقان بـ"بسط": مبتدأ مؤخر مرفوع. "وبهجة": الواو حرف عطف، و"بهجة": معطوف على "بسط": مرفوع. "أنالهماه": فعل ماض، و"هما": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به ثان. "قفو": فاعل مرفوع، وهو مضاف. "أكرم": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. "والد": مضاف إليه مجرور بالكسرة.
وجملة "لوجهك بسيط": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أنالهماه قفو
…
" في محل رفع صفة. =
وقوله "من الطويل":
56-
وَقَدْ جَعَلتْ نَفْسِي تَطيبُ لِضَغْمَةٍ
…
لِضَغْمِهُمَا يَقْرَعُ الْعَظْمِ نَابُهَا
وشرط الناظم لجواز ذلك أن يختلف لفظاهما، كما في هذه الشواهد، قال: فإن اتفقا -في الغيبة، وفي التذكير أو التأنيث، وفي الإفراد أو التثنية أو الجمع ولم يكن الأول مرفوعا- وجب كون الثاني بلفظ الانفصال، نحو:"فأعطاه إياه"، ولو قال:"فأعطاهوه" بالاتصال لم يجز، لما في ذلك من استثقال توالي المثلين مع إيهام كون الثاني تأكيدا للأول، وكذا لو اتفقا في الإفراد والتأنيث، نحو:"أعطاها إياها" أو في التثنية أو الجمع، نحو:"أعطاهما إياهما"، أو "أعطاهم إياهم". أو "أعطاهن إياهن" فالاتصال في هذا وأمثاله ممتنع. هذه عبارته في بعض كتبه، ثم قال: فإن اختلفا وتقاربت الهاءان، نحو:"أعطاهوها" و"أعطاهاه" ازداد الانفصال حسنا وجودة؛ لأن فيه تخلصا من قرب الهاء من
= الشاهد: قوله: "أنالهماه" حيث جاء الضمير الثاني، وهو "الهاء" متصلا، والقياس أن يأتي منفصلا "أنالهما إياه" لأن الضميرين اتحدا رتبة.
56-
التخريج: البيت لمغلس بن لقيط في تخليص الشواهد ص94؛ وخزانة الأدب 5/ 301، 303، 305؛ وشرح شواهد الإيضاح ص75؛ والمقاصد النحوية 1/ 333؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ص381؛ والكتاب 2/ 365.
اللغة: الضمغة: العضة القوية بالناب.
المعنى: يقول: إن نفسه استطابت لأن يضغمها ضغمة يقرع لها الناب العظم.
الإعراب: وقد: "الواو": بحسب ما قبلها، "قد": حرف تحقيق. جعلت: فعل ماض ناقص من أفعال الشروع، و"التاء": للتأنيث. نفسي: اسم "جعل" مرفوع بالضمة المقدرة، وهو مضاف، و"الياء": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. تطيب: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره:"هي". لضغمة: جار ومجرور متعلقان بـ"تطيب". لضغمهماها: جار ومجرور متعلقان بـ"يقرع"، وهو مضاف، وياء المتكلم المحذوفة في محل جر بالإضافة، و"ها": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول مطلق. يقرع: فعل مضارع مرفوع بالضمة. العظم: مفعول به منصوب بالفتحة. نابها: فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
وجملة "قد جعلت
…
": بحسب ما قبلها. وجملة "تطيب": في محل نصب خبر "جعل". وجملة "يقرع": في محل جر نعت "ضغمة".
الشاهد: قوله: "لضغمهماها" حيث جاء الضمير الثاني "ها" متصلا والشائع أن يكون منفصلا كأن يقال: "لضغمهما إياها"، وهذا قليل.
الهاء؛ إذ ليس بينهما فصل إلا بالواو في نحو: "أعطاهوها" وبالألف في نحو: "أعطاهاه" بخلاف "أنضرهموها" و"أنالهماه" وشبهه.
تنبيه: قد اعتذر الشارح عن الناظم في عدم ذكره الشرط المذكور بأن قوله: "وصلا" -بلفظ التنكير- على معنى نوع من الوصل؛ تعريض بأنه لا يستباح الاتصال مع الاتحاد في الغيبة مطلقا، بل يقيد وهو الاختلاف في اللفظ.
"نون الوقاية ومواضعها":
68-
وقبل يا النفس مع الفعل التزم
…
نون وقاية و"ليسي" قد نظم
"وَقَبْلَ يَا النَّفْسِ" دون غيرها من المضمرات "مَعَ الفِعْلِ" مطلقا "الْتُزِمْ نُونُ وِقَايَةٍ" مكسورة، نحو:"دعاني"، "ويكرمني"، "وأعطني"، و"قام القوم ما خلاني"، و"ما عداني وحاشاني"، إن قدرتهن أفعالا، و"ما أحسنني إن اتقيت الله"، و"عليه رجلا ليسني"، وندر "ليسي" بغير نون كما أشار إليه بقوله:"وَلَيْسي قَدْ نُظِمْ"، أي: في قوله "من الرجز":
57-
"عددت قومي كعديد الطيس"
…
إذْ ذَهَبَ الْقَوْمُ الْكِرَامُ لَيْسِي
57- التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص175؛ وخزانة الأدب 5/ 324، 325؛ والدرر 1/ 204؛ وشرح التصريح 1/ 110؛ وشرح شواهد المغني 2/ 488، 769؛ ولسان العرب 6/ 128 "طيس"؛ والمقاصد النحوية 1/ 244؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص99؛ والجنى الداني ص150؛ وجواهر الأدب ص15؛ وخزانة الأدب 5/ 396، 9/ 266؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 32؛ وشرح ابن عقيل ص60؛ وشرح المفصل 3/ 108؛ ولسان العرب 6/ 211 "ليس"؛ ومغني اللبيب 1/ 171، 2/ 344؛ وهمع الهوامع 1/ 64، 233.
شرح المفردات: عددت قومي: أحصيتهم. الطيس: العدد الكثير. ليسي: غيري.
المعنى: يقول: أحصيت قومي فوجدتهم كثيري العدد غير أني لم أجد فيهم كريما، إذ ذهب الكرام، ولم يبق سواي.
الإعراب: "عددت": فعل ماض والتاء
…
فاعل. "قومي": مفعول به منصوب، وهو مضاف، والياء
…
في محل جر بالإضافة. "كعديد": جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لموصوف محذوف تقديره: "عددت قومي عدا مماثلا لعديد
…
" أو الكاف بمعنى "مثل" مبني في محل نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر، وهو مضاف، "عديد": مضاف إليه مجرور بالكسرة، وهو مضاف. "الطيس": مضاف =
وجوز الكوفيون "ما أحسني" بناء على ما عندهم من أنه اسم لا فعل؛ وأما نحو: "تأمروني" فالصحيح أن المحذوفة نون الرفع1.
تنبيه: مذهب الجمهور أنها إنما سميت نون الوقاية لأنها تقي الفعل الكسر، وقال الناظم: بل لأنها تقي الفعل اللبس في "أكرمني" في الأمر، فلولا النون لالتبست ياء المتكلم بياء المخاطبة، وأمر المذكر بأمر المؤنثة، ففعل الأمر أحق بها من غيره، ثم حمل الماضي والمضارع على الأمر.
69-
و"ليتني" فشا و"ليتي" ندرا
…
ومع "لعل" اعكس وكن مخيرا
70-
في الباقيات واضطرارا خففا
…
مني وعني بعض من قد سلفا
"وَلَيْتَني" بثبوت نون الوقاية "فَشَا" حملا على الفعل؛ لمشابهتها له مع عدم المعارض "وَلَيْتي" بحذفها "نَدَرَا"، ومنه قوله "من الوافر":
58-
كَمُنْيَةِ جَابِرٍ إذْ قَالَ لَيْتِي
…
"أصادفه وأتلف جل مالي"
= إليه مجرور بالكسرة. "إذ" أداة تعليل، أو ظرف زمان مبني في محل نصب متعلق بـ"عددت". "ذهب": فعل ماض. "القوم": فاعل مرفوع. "الكرام": نعت "القوم" مرفوع بالضمة. "ليسي": فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا يعود على معنى الكلية المفهوم من "ذهب القوم الكرام"، والياء ضمير متصل مبني في محل نصب خبر "ليس".
وجملة: "عددت
…
" الفعلية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ذهب
…
" تعليلية لا محل لها من الإعراب، أو في محل جر بالإضافة باعتبار "إذ" ظرف زمان.
الشاهد: قوله: "ليسي" حيث حذف نون الوقاية التي تلحق الأفعال عند اتصالها بياء المتكلم لتقيها الجر، وهذا الحذف للضرورة الشعرية.
1 إذا اجتمعت نون الرفع ونون الوقاية، جاز:
1-
الإتيان بهما على الأصل.
2-
إثباتهما مدغمين.
3-
حذف إحداهما.
58-
التخريج: البيت لزيد الخيل في ديوانه ص87؛ وتخليص الشواهد ص100؛ وخزانة الأدب 5/ 375، 377؛ والدرر 1/ 205؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 97؛ وشرح المفصل 3/ 123؛ والكتاب 2/ 370؛ ولسان العرب 2/ 87 "ليت"؛ والمقاصد النحوية 1/ 346؛ ونوادر أبي زيد ص68؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص153؛ ورصف المباني ص300، 361؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 550؛ ومجالس ثعلب ص129؛ والمقتضب 1/ 250؛ وهمع الهوامع 1/ 64.
اللغة: المنية: ما يتمناه المرء. جابر: رجل من غطفان كان يتمنى لقاء زيد، ولما لقيه قهره زيد. جل: معظم. =
وهو ضرورة، وقال الفراء: يجوز "ليتي" و"ليتني" وظاهره الجواز في الاختيار "وَمَعْ لَعَلَّ اعْكِسْ" هذا الحكم؛ فالأكثر "لعلي" بلا نون، والأقل "لعلني" ومنه قوله "من الطويل":
59-
فَقُلْتُ أعِيرَانِي الْقَدُومَ لَعَلَّنِي
…
أخُطُّ بِهَا قَبْراً لأبْيَضَ مَاجِدِ
ومع قلته هو أكثر من "ليتي" نبه على ذلك في الكافية، وإنما ضعفت "لعل" عن
= الإعراب: "كمنية": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لمنعوت محذوف تقديره: "تمنى تمنيا مشابها لمنية جابر، وهو مضاف. "جابر": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "إذ": ظرف زمان في محل نصب مفعول فيه. "قال": فعل ماض مبني على الفتح، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هو". "ليتي": حرف مشبه بالفعل، والياء ضمير في محل نصب اسم "ليت". "أصادفه": فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنا"، والهاء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. "وأتلف": الواو حالية، "أتلف": فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنا". "جل": مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف. "مالي": مضاف إليه مجرور بالكسرة، وهو مضاف، والياء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
وجملة: "قال
…
" في محل جر بالإضافة. وجملة: "ليتي أصادفه" في محل نصب مفعول به. وجملة: "أصادفه" في محل رفع خبر "ليت". وجملة: "أتلف" في محل رفع خبر المبتدأ المحذوف تقديره: "أنا أتلف". وجملة "وأنا أتلف" في محل نصب حال.
الشاهد: قوله: "ليتي" حيث حذف نون الوقاية، وهذا الحذف نادر.
59-
التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص105؛ والدرر 1/ 212؛ وهمع الهوامع 1/ 64.
اللغة: القدوم: آلة ينجر بها الخشب. أخط: أنحت. القبر: المراد به هنا قراب السيف. أبيض ماجد: سيف صقيل.
الإعراب: "فقلت": الفاء حسب ما قبلها، "قلت": فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، والتاء فاعل. "أعيراني": فعل أمر مبني على حذف النون، والألف ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، والنون حرف للوقاية لا محل له من الإعراب، والياء: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به أول. "القدوم": مفعول به ثان منصوب بالفتحة. "لعلني": حرف مشبه بالفعل، والنون حرف للوقاية، والياء: ضمير متصل مبني في محل نصب اسم "لعل". "أخط": فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنا. "بها": جار ومجرور متعلقان بـ"أخط". "قبرا": مفعول به منصوب "لأبيض": جار ومجرور بالفتحة عوضا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف، متعلقان بمحذوف صفة لـ"قبرا". "ماجد": نعت مجرور.
وجملة "قلت" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أعيراني" في محل نصب مقول القول. وجملة "لعلني" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أخط" في محل رفع خبر "لعل".
الشاهد: قوله: "لعلني" حيث جاء بنون الوقاية مع "لعل"، وهذا قليل.
أخواتها لأنها تستعمل جارة، نحو "من الطويل":
60-
"فقلت ادع أخرى وارفع الصوت جهرة"
…
لَعَلَّ أَبِي الْمِغْوَارِ مِنْكَ قَرِيبُ
وفي بعض لغاتها "لعن" -بالنون- فيجتمع ثلاث نونات.
"وَكُنْ مُخَيَّرا فِي" أخوات "ليت" و"لعل""الْبَاقِيَاتِ" على السواء، فتقول:"إني" و"إنني"، و"كأني" و"كأنني"، و"لكني" و"لكنني" فثبوتها لوجود المشابهة المذكورة، وحذفها لكراهة توالي الأمثال.
"وَاضْطِرَارا خَفَّفَا مِنِّي وَعَنِّي بَعْضُ مَنْ قَدْ سَلَفَا" من العرب، فقال "من الرمل":
61-
أَيُّهَا السَّائِلُ عَنْهُمْ وَعَني
…
لَسْتُ مِنْ قَيْس وَلَا قَيْسُ مِنِي
60- التخريج: البيت لكعب بن سعد الغنوي في الأصمعيات ص96؛ وخزانة الأدب 10/ 426، 428، 430، 436؛ والدرر 4/ 174؛ وسر صناعة الإعراب ص407؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 69؛ وشرح شواهد المغني ص691؛ ولسان العرب 1/ 283 "جوب"، 11/ 473 "علل"؛ والمقاصد النحوية 3/ 247؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص375؛ وشرح التصريح 1/ 213؛ وكتاب اللامات ص136؛ ولسان العرب 12/ 550 "لمم"؛ ومغني اللبيب ص286، 441؛ وهمع الهوامع 2/ 33.
الإعراب: "فقلت": الفاء بحسب ما قبلها، "قلت": فعل ماض، والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل. "ادع": فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر تقديره:"أنت". "أخرى": مفعول به منصوب، أو نعت لمنعوت محذوف تقديره:"مرة أخرى". "وارفع": الواو حرف عطف، "ارفع": فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر تقديره:"أنت". "الصوت": مفعول به منصوب. "جهرة": مفعول مطلق منصوب. "لعل": حرف جر شبيه بالزائد. "أبي": اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ، وهو مضاف. "المغوار": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "منك": جار ومجرور متعلقان بـ"قريب": خبر المبتدأ مرفوع بالضمة.
وجملة: "قلت" بحسب ما قبلها. وجملة: "ادع" في محل نصب مفعول به. وجملة: "ارفع" معطوفة على جملة: "ادع". وجملة: "أبي المغوار
…
" استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "لعل أبي المغوار
…
" حيث وردت "لعل" حرف جر على لغة عقيل.
61-
التخريج: البيت بلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 90؛ وتخليص الشواهد ص106؛ والجنى الداني ص151؛ وجواهر الأدب ص152؛ وخزانة الأدب 5/ 380، 381؛ ورصف المباني ص361؛ والدرر 1/ 210؛ وشرح التصريح 1/ 112؛ وشرح ابن عقيل ص63؛ وشرح المفصل 3/ 125؛ والمقاصد النحوية 1/ 352؛ وهمع الهوامع 1/ 64.
شرح المفردات: قيس: هو قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد.
الإعراب: "أيها": "أي": منادى مبني على الضم في محل نصب. و"ها": للتنبيه. "السائل": نعت "أي" مرفوع بالضمة. "عنهم": جار ومجرور متعلقان بـ"السائل". "وعني": الواو حرف عطف، "عني" جار =
وهو في غاية الندرة، والكثير "مني" و"عني" بثبوت نون الوقاية، وإنما لحقت نون الوقاية من وعن لحفظ البناء على السكون.
71-
وفي لدني لدني قل وفي
…
قدني وقطني الحذف أيضا قد يفي
"وَفِي لَدُنِّي" بالتشديد "لَدُنِي" بالتخفيف "قَلَّ" أي: لدني -بغير نون الوقاية- قل في "لدني" -بثبوتها- ومنه قراءة نافع: "قد بلغت من لَدُنِي عذرا"1 بتخفيف النون وضم الدال، وقرأ الجمهور بالتشديد.
"وَفِي قَدْنِي وَقَطْنِي" بمعنى حسبي "الْحَذْفُ" للنون "أَيْضا قَدْ يَفِي" قليلا، ومنه قوله جامعا بين اللغتين في "قدني" "من الرجز":
62-
قَدني مِنْ نَصْرِ الخُبَيْبَيْنِ قَدِي
…
"ليس الإمام بالشحيح الملحد"
= ومجرور. "لست": فعل ماض ناقص، والتاء ضمير متصل في محل رفع اسم "ليس". "من قيس": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "ليس". "ولا": الواو حرف عطف، "لا": حرف نفي. "قيس": معطوف على اسم "ليس" مرفوع. "مني": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "ليس"؛ أو "قيس": مبتدأ، و"مني": جار ومجرور متعلقان بخبر المبتدأ المحذوف.
وجملة "أيها السائل
…
" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لست من قيس" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لا قيس مني" الاسمية معطوفة على جملة "لست من قيس"، فهي مثلها لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "عني" و"مني" حيث حذف النون للضرورة الشعرية، والقياس "عني" و"مني".
1 الكهف: 76.
62-
التخريج: الرجز لحميد بن مالك الأرقط في خزانة الأدب 5/ 382، 383، 385، 389، 391، 392؛ والدرر 1/ 207؛ وشرح شواهد المغني 1/ 487؛ ولسان العرب 1/ 344 "خبب"؛ والمقاصد النحوية 1/ 357؛ ولحميد بن ثور في لسان العرب 3/ 389 "لحد" وليس في ديوانه؛ ولأبي بحدلة في شرح المفصل 3/ 124؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 4/ 241؛ وتخليص الشواهد ص108؛ والجنى الداني ص253؛ وخزانة الأدب 6/ 246، 7/ 431؛ ورصف المباني ص362؛ وشرح ابن عقيل ص64؛ والكتاب 2/ 371؛ ومغني اللبيب 1/ 170؛ ونوادر أبي زيد ص205.
شرح المفردات: قدني: يكفيني، حسبي. الخبيبان: هما: عبد الله بن الزبير وابنه خبيب، وقيل مصعب بن الزبير أيضا. ويروى "الخبيبين" بالجمع فيعني عبد الله وشيعته. الشحيح: البخيل.
الإعراب: "قدني": اسم بمعنى "حسب" مبني في محل رفع مبتدأ، والنون للوقاية، وهو مضاف، والياء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "من نصر": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، =
وفي الحديث: $ "قط قط بعزتك"، يروى بسكون الطاء، وبكسرها مع الياء ودونها، ويروى "قطني قطني" بنون الوقاية، و"قط قط" بالتنوين، والنون أشهر، ومنه قوله "من الرجز":
63-
امْتَلأَ الحَوْضُ وَقالَ قَطْنِي
…
مَهْلا رُوَيْدا قَدْ مَلأْتَ بَطْني
وكون "قد"، و"قط" بمعنى "حسب" في اللغتين هو مذهب الخليل وسيبويه، وذهب
= وهو مضاف. "الخبيبين": مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى. قدي: توكيد لفظي، وهو مضاف، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "ليس": فعل ماض ناقص. "الإمام": اسم "ليس" مرفوع. "بالشحيح": الباء حرف جر زائد. "الشحيح": اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر "ليس". "الملحد": نعت "الشحيح" مجرور بالكسرة.
وجملة: "قدني
…
" الاسمية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ليس الإمام
…
" الاسمية الاستئافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "قدني" و"قدي" حيث أثبت النون في الأولى، وهو الأشهر، وحذفها من الثانية، وهو قليل.
63-
التخريج: الرجز بلا نسبة في إصلاح المنطق ص57، 34؛ وأمالي المرتضى 2/ 309؛ وتخليص الشواهد ص111؛ وجواهر الأدب ص151؛ والخصائص 1/ 23؛ ورصف المباني ص362؛ وسمط اللآلي ص475؛ وشرح المفصل 1/ 82، 2/ 131، 3/ 125؛ وكتاب اللامات ص140؛ ولسان العرب 7/ 382 "قطط"، 13/ 344 "قطن"؛ ومجالس ثعلب ص189؛ والمقاصد النحوية 1/ 361.
اللغة: قطني: اسم فعل بمعنى يكفي، أو اسم بمعنى حسبي. رويدا: متمهلا.
المعنى: امتلأ الحوض تماما حتى كأنه تكلم فقال: كفاني ما صببت في جوفي، فتمهل فقد ملأت بطني.
الإعراب: "امتلأ": فعل ماض مبني على الفتح. "الحوض": فاعل مرفوع بالضمة. "وقال": "الواو": حرف عطف، "قال": فعل ماض مبني على الفتح، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو". "قطني": اسم فعل مضارع مبني على السكون، و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنت". "مهلا": مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره "تمهل". "رويدا": مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره "أرود". "قد": حرف تحقيق. "ملأت": فعل ماض مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. "بطني": مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
وجملة "امتلأ الحوض": ابتدائية لا محل لها. وجملة: "قال": معطوفة عليها لا محل لها. وجملة "قطني": في محل نصب مفعول به "مقول القول". وجملة: "تمهل مهلا" استئنافية لا محل لها. وجملة: "أرود رويدا": كالسابقة. وجملة "قد ملأت": استئنافية لا محل لها.
الكوفيون إلى أن من جعلهما بمعنى حسب قال: "قدي"، و"قطي" بغير نون كما تقول: حسبي، ومن جعلهما اسم فعل بمعنى "أكتفى" قال:"قدني" و"قطني" بالنون، كغيرهما من أسماء الأفعال.
خاتمة: وقعت نون الوقاية قبل ياء النفس مع الاسم المعرب في قوله صلى الله عليه وسلم لليهود: "فهل أنتم صادقوني؟ "، وقول الشاعر "من الطويل":
64-
وَلَيْسَ بِمُعْيِيني وَفِي الناس ممْتعٌ
…
صَدِيقٌ إذَا أعْيَا عَلَيَّ صَدِيقُ
وقوله "من الطويل":
65-
وَلَيْسَ الْمُوافِيني لِيُرفَدَ خائِبا
…
فإنَّ لَهُ أَضْعَافَ مَا كَانَ أَمَّلا
= والشاهد فيه قوله: "قطني": حيث دخلت نون الوقاية على الاسم، مما يدل على أن نون الوقاية قد تلحق بعض الأسماء، ولحقت "قط" هنا للمحافظة على سكون "الطاء" الذي هو حالة البناء.
64-
التخريج: البيت بلا نسبة في الأشباه والنظائر 7/ 15.
اللغة: الأمر المعيي: الأمر الصعب الذي يعجز الإنسان عن تحقيقه. الممتع: هنا، كامل الصفات. أعيا: شق وصعب.
المعنى: يقول: لست عاجزا عن إيجاد صديق كامل الصفات ما دام موجودا بين الناس، إذا هجرني أحدهم أو عاملني معاملة غير لائقة بين الأصدقاء.
الإعراب: وليس: "الواو": بحسب ما قبلها، "ليس": فعل ماض ناقص. بمعييني: "الباء": حرف جر زائد، "معييني": اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر "ليس"، وهو مضاف، و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وفي الناس: "الواو": حالية، "في الناس": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. ممتع: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. صديق: اسم "ليس" مرفوع بالضمة. إذا ظرف يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. أعيا: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر. علي: جار ومجرور متعلقان بـ"أعيا". صديق: فاعل مرفوع بالضمة.
وجملة "ليس بمعييني": بحسب ما قبلها. وجملة "في الناس ممتع": في محل نصب حال. وجملة "أعيا": في محل جر بالإضافة.
الشاهد: قوله "بمعييني" حيث أثبت نون الوقاية مع اسم الفاعل عند إضافته إلى ياء المتكلم، وهذا شاذ.
65-
التخريج: البيت بلا نسبة في الأشباه والنظائر 7/ 15؛ والدرر 1/ 213؛ والمقاصد النحوية 1/ 387؛ وهمع الهوامع 1/ 65.
اللغة: الموافي: من وافاك، إذا جاءك. يرفد: يعطي. =
للتنبيه على أصل متروك؛ وذلك لأن الأصل أن تصحب نون الوقاية الأسماء المعربة المضافة إلى ياء المتكلم لتقيها خفاء الإعراب، فلما منعوها ذلك نبهوا عليه في بعض الأسماء المعربة المشابهة للفعل.
ومما لحقته هذه النون من الأسماء المعربة المشابهة للفعل أفعل التفضيل في قوله صلى الله عليه وسلم: $ "غير الدجال أخوفني عليكم"؛ لمشابهة أفعل التفضيل لفعل التعجب، نحو:"ما أحسنني إن اتقيت الله"، والله أعلم.
= المعنى: إن القادم إلي قاصدا معروفي وإحساني، لا يرجع دون أن ينال بغيته ومطلوبه بل إن له أضعاف ما أمله مني.
الإعراب: وليس: "الواو": حسب ما قبلها، "ليس": فعل ماض ناقص. الموافيني: اسم ليس مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. ليرفد: "اللام": لام التعليل، "يرفد": فعل مضارع مبني للمجهول منصوب بأن المضمرة بعد لام التعليل، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو. والمصدر المؤول من "أن" المقدرة، والفعل "يرفد" مجرور باللام، والجار والمجرور متعلقان بـ"الموافيني". خائبا: خبر ليس منصوب. فإن؛ "الفاء": استئنافية، "إن": حرف مشبه بالفعل. له: جار ومجرور متعلقان بخبر إن المحذوف المقدم المرفوع. أضعاف: اسم إن منصوب مؤخر. ما: اسم موصول بمعنى الذي في محل جر بالإضافة. كان: فعل ماض ناقص مبني على الفتح، واسمها ضمير محذوف تقديره هو. أملا: فعل ماض مبني على الفتح والألف للإطلاق، والفاعل: ضمير مستتر تقديره: هو.
وجملة "ليس الموافيني خائبا": حسب ما قبلها أو استئنافية. وجملة "إن له أضعاف" استئنافية لا محل لها. وجملة "أملا": في محل نصب خبر كان. وجملة "كان أملا": صلة الموصول الحرفي لا محل لها وجملة "يرفد" صلة الموصول الحرفي لا محل لها.
والشاهد فيه قوله: "الموافيني": حيث توسطت نون الوقاية بين الاسم، وهو "الموافي" والمضاف إليه وهو "ياء" المتكلم شذوذا.