المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌لا" التي لنفي الجنس: - شرح الأشمونى لألفية ابن مالك - جـ ١

[الأشموني، أبو الحسن]

الفصل: ‌لا" التي لنفي الجنس:

"‌

‌لا" التي لنفي الجنس:

اعلم أنه إذا قصد بـ"لا" نفي الجنس على سبيل الاستغراق اختصت بالاسم؛ لأن قصد الاستغراق على سبيل التنصيص يستلزم وجود "من" لفظا أو معنى، ولا يليق ذلك إلا بالأسماء النكرات؛ فوجب لـ"لا" عند ذلك القصد عمل فيما يليها، وذلك العمل: إما رفع، وإما نصب، وإما جر؛ فلم يكن جرا لئلا يعتقد أنه بـ"من" المنوية؛ فإنها في حكم الموجودة؛ لظهورها في بعض الأحيان كقوله "من الطويل":

289-

فقام يذود الناس عنها بسيفه

وقال ألا لا من سبيل إلى هند

289- التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص396؛ والدرر 2/ 221؛ وشرح التصريح 1/ 239؛ وشرح ابن عقيل ص255؛ ولسان العرب 15/ 434 "ألا"، 15/ 468 "لا"؛ ومجالس ثعلب ص176؛ والمقاصد النحوية 2/ 332؛ وهمع الهوامع 1/ 146.

شرح المفردات: يذود: يدفع. سبيل: طريق.

المعنى: يقول: لقد قام بدفع الناس عن هند، متسائلا عن طريق للوصول إليها.

الإعراب: "فقام": الفاء بحسب ما قبلها، "قام": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره:"هو". "يذود": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره:"هو". "الناس": مفعول به منصوب. "عنها": جار ومجرور متعلقان بـ"يذود". "بسيفه": جار ومجرور متعلقان بـ"يذود"، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "وقال": الواو حرف عطف، "قال": فعل ماض وفاعله

"هو". "ألا": حرف استفتاح. "لا": نافية للجنس. "من": حرف جر زائد. "سبيل": اسم مجرور لفظا مبني في محل نصب اسم "لا". "إلى هند": جار ومجرور متعلقان بخبر "لا"، أو بمحذوف نعت اسم "لا"، ويكون خبرها محذوفا. =

ص: 328

ولم يكن رفعا؛ لئلا يعتقد أنه بالابتداء، فتعين النصب؛ ولأن في ذلك إلحاقا لـ"لا" بـ"إن" لمشابهتها إياها في التوكيد، فإن "لا" لتوكيد النفي، و"إن" لتوكيد الإثبات، ولفظ "لا" مساو للفظ "إن" إذا خففت في تضمن متحرك بعده ساكن، فلما ناسبتها حملت عليها في العمل، وقد أشار إلى عملها على وجه يؤذن بذلك فقال:

"شروط إعمال "لا" النافية للجنس ":

197-

عمل إن اجعل للا في نكره

مفردة جاءتك أو مكرره

"عمل إن اجعل للا في نكره مفردة جاءتك"، نحو:"لا غلام رجل قائم"؛ "أو مكرره"، نحو:"لا حول ولا قوة إلا بالله"، وهو مع المفردة على سبيل الوجوب، ومع المكررة على سبيل الجواز، كما ستراه.

تنبيه: شروط إعمال "لا" العمل المذكور على ما أفهمه كلامه تصريحا وتلويحا سبعة: أن تكون نافية، وأن يكون منفيها الجنس، وأن يكون نفيه نصا، وأن لا يدخل عليها جار، وأن يكون اسمها نكرة، وأن يتصل بها، وأن يكون خبرها أيضا نكرة.

فإن كانت غير نافية لم تعمل، وشذ إعمال الزائدة في قوله "من البسيط":

290-

لو لم تكن غطفان لا ذنوب لها

إذن للام ذوو أحسابها عمرا

= وجملة: "قام" بحسب ما قبلها. وجملة "يذود" في محل نصب حال. وجملة: "قال" معطوفة على "قام". وجملة "ألا لا من سبيل

" في محل نصب مفعول به.

الشاهد: قوله: "ألا لا من سبيل" حيث ظهرت "من" بعد "لا" فدل ذلك على أن اسم "لا" إذا لم تذكر معه "من" فهو متضمن إياها، وذلك حسب رأي ابن عصفور.

290-

التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 1/ 230؛ وخزانة الأدب 4/ 30-32، 50؛ والدرر 2/ 226؛ وشرح التصريح 1/ 237؛ والمقاصد النحوية 2/ 322؛ وبلا نسبة في الخصائص 2/ 36؛ ولسان العرب 9/ 269 "غطف"؛ وهمع الهوامع 1/ 147.

شرح المفردات: غطفان: إحدى قبائل العرب الشمالية قاتلوا النبي صلى الله عليه وسلم في وقعة الخندق، ثم دخلوا الإسلام وارتدوا، حاربوا مع عائشة رضي الله عنها في موقعة الجمل، وساعدوا الأمويين في معركة الزاب. الأحساب: ج الحسب، وهو الأصل الشريف.

المعنى: يقول: لو كانت غطفان بريئة من الذنوب للام عقلاؤها عمر بن هبيرة بسبب قدحه وذمه، ومنعوه من التمادي في الفساد. =

ص: 329

وإن كانت لنفي الوحدة أو لنفي الجنس لا على سبيل التنصيص عملت عمل "ليس" كما مر، وإن دخل عليها جار خفض النكرة، نحو:"جئت بلا زاد"، و"غضبت من لا شيء"، وشذ:"جئت بلا شيء"، بالفتح، وإن كان الاسم معرفة أو منفصلا أهملت ووجب تكرارها، نحو:"لا زيد في الدار ولا عمرو"، و"لا في الدار رجل ولا امرأة"، وأما نحو:"قضية ولا أبا حسن لها"، ونحو قوله "من الرجز":

291-

لا هيثم الليلة للمطي

"ولا فتى مثل ابن خيبري"

= الإعراب: "لو": حرف شرط غير جازم، حرف امتناع لامتناع. "لم": حرف جزم. "تكن": فعل مضارع ناقص مجزوم وهو فعل الشرط. "غطفان": اسم "تكن" مرفوع. "لا": زائدة. ذنوب: اسم "لا" مبني في محل نصب. "لها": جار ومجرور متعلقان بخبر "لا" المحذوف. "إذا": حرف جواب. "للام": اللام وقاعة في جواب "لو"، "لام": فعل ماض. "ذوو": فاعل مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف. "أحسابها": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. "عمرا": مفعول به منصوب بالفتحة، والألف للإطلاق.

وجملة: "لو لم تكن

" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لا ذنوب لها" في محل نصب خبر "تكن". وجملة "للام

" جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب.

الشاهد: قوله: "لا ذنوب لها" حيث جاءت "لا" زائدة، والنكرة بعدها مبنية على الفتح، وعمل "لا" الزائدة شاذ، وأصل الكلام:"لو لم تكن ذنوب لغطفان".

291-

التخريج: الرجز لبعض بني دبير في الدرر 2/ 213؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص250؛ والأشباه والنظائر 3/ 82، 8/ 98؛ وتخليص الشواهد ص179؛ وخزانة الأدب 4/ 57، 89؛ ورصف المباني ص260؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 59؛ وشرح شواهد الإيضاح ص105؛ وشرح المفصل 2/ 102، 4/ 123؛ والكتاب 2/ 296؛ والمقتضب 4/ 362؛ وهمع الهوامع 1/ 145.

اللغة: هيثم: اسم رجل، وهو هيثم بن الأشتر اشتهر بحسن حدائه للإبل. ابن خيبري: هو جميل بن عبد الله بن معمر، وكان شجاعا يحمي أدبار الإبل من الأعداء؛ وقيل المراد به علي بن أبي طالب.

الإعراب: لا: نافية للجنس: هيثم: اسم "لا" مبني في محل نصب. الليلة: ظرف زمان متعلق بمحذوف خبر "لا". للمطي: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "لا". ولا: "الواو": حرف عطف، "لا": نافية للجنس. فتى: اسم "لا" مبني في محل نصب. مثل: خبر لا مرفوع، وهو مضاف. ابن: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. خيبري: مضاف إليه مجرور.

وجملة "لا هيثم

": ابتدائية لا محل من الإعراب. وجملة "لا فتى

": معطوفة على سابقتها.

الشاهد: قوله: "لا هيثم" حيث وقع اسم "لا" النافية للجنس معرفة، وأول على تقدير: لا مثل هيثم.

ص: 330

وقوله "من الوافر":

292-

"أرى الحاجات عند أبي خبيب"

نكدن ولا أمية في البلاد

فمؤول. وعدم التكرار في قوله "من البسيط":

293-

أشاء ما شئت حتى لا أزال لما

لا أنت شائية من شأننا شاني

292- التخريج: البيت لعبد الله بن الزبير في ملحق ديوانه ص147؛ وخزانة الأدب 4/ 61، 62؛ والدرر 2/ 211؛ وشرح المفصل 2/ 102، 104؛ والكتاب 2/ 297؛ ولفضالة بن شريك في الأغاني 12/ 66؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 569؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص261؛ والمقتضب 4/ 362؛ والمقرب 1/ 189.

اللغة والمعنى: أبو خبيب: عبد الله بن الزبير بن العوام. نكدن: من النكد، وهو ضيق العيش وتعسره. أمية: أي بني أمية.

يقول: إن حياة أبي خبيب أضحت متعسرة، لأنه لم يمنحه ما أراد، فلا يستطيع أن يعطي السائلين كما يفعل بنو أمية الذين يعطون بلا حساب.

الإعراب: أرى: فعل مضارع، والفاعل: أنا. الحاجات: مفعول به أول منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم. عند: ظرف متعلق بمحذوف حال من "الحاجات"، وهو مضاف. أبي: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. خبيب: مضاف إليه مجرور. نكدن: فعل ماض، والنون: فاعل. ولا: الواو: حالية، لا: نافية للجنس: أمية: اسم "لا" مبني على الفتح في محل نصب. بالبلاد: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "لا".

وجملة "أرى الحاجات

" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "نكدن" الفعلية في محل نصب مفعول به ثان لـ"أرى". وجملة "لا أمية بالبلاد" الاسمية في محل نصب حال.

والشاهد فيه قوله: "ولا أمية" حيث وقع اسم "لا" النافية للجنس معرفة، وأول على تقدير: ولا مثل أمية.

293-

التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 2/ 234؛ وشرح التصريح 1/ 227؛ والمقاصد النحوية 2/ 325؛ وهمع الهوامع 1/ 148.

المعنى: يقول: إنني أريد ما تريدينه حتى إنني أكره ما تكرهينه في شأننا.

الإعراب: "أشاء": فعل مضارع مرفوع وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنا". "ما": اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به. "شئت": فعل ماض والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "حتى": حرف ابتداء. "لا": حرف نفي. "أزال": فعل مضارع ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره:"أنا". "لما": جار ومجرور متعلقان بـ"شاني". "لا": حرف نفي. "أنت": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. "شائية": خبر المبتدأ. "من شأننا": جار ومجرور متعلقان بـ"شائية"، وهو مضاف، و"نا": ضمير في محل جر بالإضافة. "شاني": خبر "لا أزال" منصوب" =

ص: 331

"أنواع اسم "لا":

واعلم أن اسم "لا" على ثلاثة أضرب: مضاف، ومشبه بالمضاف -وهو ما بعده شيء من تمام معناه، ويسمى مطولا وممطولا، أي: ممدودا- ومفرد، وهو ما سواهما.

198-

فانصب بها مضافا أو مضارعه

وبعد ذلك الخبر اذكر رافعه

199-

وركب المفرد فاتحا كلا

حول ولا قوة والثاني اجعلا

200-

مرفوعا أو منصوبا أو مركبا

وإن رفعت أولا لا تنصبا

"فانصب بها مضافا"، نحو:"لا صاحب بر ممقوت""أو مضارعه"، أي: مشابهه، نحو:"لا طالعا جبلا ظاهر""وبعد ذاك" المنصوب "الخبر اذكر" حال كونك "رافعه" حتما؛ وأما الرافع له فقال الشلوبين: لا خلاف في أن "لا" هي الرافعة له عند عدم تركيبها، فإن ركبت مع الاسم المفرد فمذهب الأخفش أنها أيضا هي الرافعة له، وقال في التسهيل: إنه الأصح، ومذهب سيبويه أنه مرفوع بما كان مرفوعا به قبل دخولها، ولم تعمل إلا في الاسم.

تنبيه: أفهم قوله: "وبعد ذا الخبر اذكر" أنه لا يجوز تقديم خبرها على اسمها، وهو ظاهر.

"حكم اسم "لا" المفرد":

"وركب" اسم "المفرد" -وهو ما ليس مضافا، ولا مشبها به- مع "لا" تركيب "خمسة عشر""فاتحا" له من غير تنوين، وهذه الفتحة فتحة بناء على الصحيح، وإنما بني -والحالة هذه- لتضمنه حرف الجر؛ لأن قولنا:"لا رجل في الدار"، مبني على جواب سؤال سائل: محقق، أو مقدر، سأل فقال:"هل من رجل في الدار"؟ وكان من الواجب أن يقال: "لا من رجل في الدار"؛ ليكون الجواب مطابقا للسؤال؛ إلا أنه لما جرى ذكر "من" في

= وجملة: "أشاء" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "شئت" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لا أزال شانيا" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لا أنت شائية" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

الشاهد: قوله: "لا أنت شائية" حيث دخلت "لا" النافية على المعرفة وهو "أنت" دون أن تتكرر، وذلك للضرورة الشعرية.

ص: 332

السؤال استغني عنه في الجواب، فحذف، فقيل:"لا رجل في الدار"، فتضمن "من"، فبني لذلك، وبني على الحركة إيذانا بعروض البناء، وعلى الفتح لخفته، هذا إذا كان المفرد بالمعنى المذكور غير مثنى أو مجموع جمع سلامة وهو المفرد "كلا حول ولا" قوة إلا بالله، وجمع التكسير مثل:"لا غلمان لك"؛ أما المثنى والمجموع جمع سلامة لمذكر فيبنيان على ما ينصبان به، وهو الياء، كقوله "من الطويل":

294-

تعز فلا إلفين بالعيش متعا

ولكن لوراد المنون تتابع

وقوله "من الخفيف":

295-

يحشر الناس لا بنين ولا آ

باء إلا وقد عنتهم شؤون

294- التخريج: البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 2/ 10؛ وتخليص الشواهد ص395؛ والدرر 2/ 222؛ وشرح التصريح 1/ 239؛ والمقاصد النحوية 2/ 333؛ وهمع الهوامع 1/ 146.

اللغة والمعنى: تعز: أي تصبر وتجلد. الإلفان: مثنى الإلف، وهو الصاحب. الوراد: ج الوارد، وهو الشارب. المنون: الموت.

يقول: تصبر إذا ما أصابتك مصيبة بفقد إلفك، فسنة الحياة ما إن يتمتع إلفان فيها حتى يفرق الموت بينهما، فيأخذ أحدهما ثم يلحقه بالآخر.

الإعراب: تعز: فعل أمر مبني على حذف العلة، والفاعل: أنت. فلا: الفاء: للتعليل أو للتفريع، لا: النافية للجنس. إلفين: اسم "لا" مبني على الياء في محل نصب. بالعيش: جار ومجرور متعلقان بـ"متعا". متعا: فعل ماض للمجهول، والألف: نائب فاعل. ولكن: الواو: حرف عطف، لكن: حرف استدراك. لوراد: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم، وهو مضاف. المنون: مضاف إليه مجرور. تتابع: مبتدأ مؤخر مرفوع.

وجملة "تعز

" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "لا إلفين

" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة "متعا" الفعلية في محل رفع خبر "لا". وجملة "لوراد

تتابع" الاسمية معطوفة على جملة "لا إلفين" لا محل لها من الإعراب.

والشاهد فيه قوله: "فلا إلفين" حيث بنى اسم "لا" وهو قوله: "إلفين" على الياء لأنه مثنى، والمثنى يبنى، إذا كان اسما لـ"لا"، على ما ينصب به لو كان معربا.

295-

التخريج: البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 2/ 11؛ وتخليص الشواهد ص396؛ والدرر 2/ 223؛ وشرح التصريح 1/ 239؛ والمقاصد النحوية 2/ 334؛ وهمع الهوامع 1/ 146.

اللغة والمعنى: يحشر الناس: يبعثون يوم القيامة. عنتهم: أهمتهم. الشؤون: القضايا، وهنا الخطوب.

ص: 333

وذهب المبرد إلى أنهما معربان.

وأما جمع السلامة لمؤنث فيبنى على ما ينصب به، وهو الكسر، ويجوز أيضا فتحه، وأوجبه ابن عصفور، وقال الناظم: الفتح أولى، وقد روي بالوجهين قوله "من البسيط":

296-

إن الشباب الذي مجد عواقبه

فيه تلد ولا لذات لشيب

= يقول: يبعث الناس يوم القيامة للحساب، وهنا لا ينفع الناس أبناؤهم ولا آباؤهم لأن كلا منهم يكون قد شغله همه عن هموم غيره.

الإعراب: يحشر: فعل مضارع للمجهول مرفوع. الناس: نائب فاعل مرفوع. لا: النافية للجنس. بنين: اسم "لا" مبني على الياء في محل نصب، وخبر "لا" محذوف. ولا: الواو: حرف عطف، لا: النافية للجنس. آباء: اسم "لا" مبني على الفتح في محل نصب، والخبر محذوف. إلا: حرف استثناء. وقد: الواو: حالية. قد: حرف تحقيق. عنتهم: فعل ماض، والتاء للتأنيث، و"هم": ضمير في محل نصب مفعول به. شؤون: فاعل مرفوع.

وجملة "يحشر

" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "لا بنين

" الاسمية في محل نصب حال. وجملة "لا آباء

" الاسمية معطوفة على سابقتها. وجملة "عنتهم

" الفعلية في محل نصب حال.

والشاهد فيه قوله: "لا بنين" حيث جاء فيه اسم "لا" جمع مذكر سالما، وبني على الياء التي هي علامة نصبه في حال الإعراب.

296-

التخريج: البيت لسلامة بن جندل في ديوانه ص91؛ وتخليص الشواهد ص400؛ وخزانة الأدب 4/ 27؛ والدرر 2/ 224؛ وشرح التصريح 1/ 238؛ والشعر والشعراء ص278؛ والمقاصد النحوية 2/ 326؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 2/ 9؛ وشرح ابن عقيل ص201؛ وهمع الهوامع 1/ 146.

اللغة والمعنى: العاقبة: النهاية. ومجد عواقبه: أي محمودة نهايته. الشيب: ج أشيب، وهو الذي ابيض شعره.

يقول: إن المجد واللذات للشباب، بعكس المشيب الذي لا يحمل إلا العجز والهرم.

الإعراب: إن: حرف مشبه بالفعل. الشباب: اسم "إن" منصوب. الذي: اسم موصول في محل نصب نعت "الشباب". مجد: خبر مقدم مرفوع. عواقبه: مبتدأ مؤخر مرفوع. وهو مضاف، والهاء: ضمير في محل جر بالإضافة. فيه: جار ومجرور متعلقان بـ"نلذ". فعل مضارع مرفوع، والفاعل: نحن. ولا: الواو: حرف عطف، لا: النافية للجنس. لذات: اسم "لا" مبني في محل نصب. للشيب: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "لا".

وجملة "إن الشباب

" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "مجد عواقبه" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول. وجملة "فيه نلذ

" الفعلية في محل خبر "إن". وجملة "لا لذات للشيب" الاسمية معطوفة على جملة لها محل من الإعراب. =

ص: 334

وقوله "من البسيط":

297-

لا سابغات، ولا جأواء باسلة

تقي المنون لدى استيفاء آجال

"حكم المعطوف على اسم "لا" مع تكرار "لا"":

"والثاني" وهو المعطوف مع تكرار "لا"، كقوة من "لا حول ولا قوة إلا بالله" "اجعلا

= والشاهد فيه قوله: "ولا لذات" حيث جاء اسم "لا"، وهو قوله:"لذات" جمع مؤنث سالما، ووردت الرواية ببنائه على الكسرة نيابة عن الفتحة، كما كان ينصب بها لو أنه معرب، ويروى ببنائه على الفتح، والوجهان جائزان.

297-

التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص396؛ والدرر 2/ 226؛ وشرح الأشموني 1/ 151؛ وهمع الهوامع 1/ 146.

اللغة: شرح المفردات: السابغات: الدروع الواسعة. الجأواء: الجيوش العظيمة التي تلونت بالسواد لكثرة الدروع. الباسلة: المتصفة بالشجاعة. تقي المنون: تحفظ من الموت. لدى استيفاء آجال: لدى بلوغ الإنسان آخر حياته.

المعنى: يقول عندما يدنو أجل الإنسان لا شيء يقيه من الموت، لا الدروع الواسعة التي يلبسها، ولا الجيوش المتصفة بالشجاعة.

الإعراب: لا: نافية للجنس. سابغات: اسم "لا" مبني على الفتح أو على الكسر في محل نصب. ولا: الواو حرف عطف. "لا": نافية للجنس. جأواء: اسم "لا" مبني في محل نصب. باسلة: نعت "جأواء" منصوب بالفتحة. تقي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هي". المنون: مفعول به منصوب بالفتحة. لدى: ظرف زمان مبني في محل نصب مفعول فيه متعلق بالفعل "تقي". وهو مضاف. استيفاء: مضاف إليه مجرور بالكسرة، وهو مضاف. آجال: مضاف إليه مجرور بالكسرة.

وجملة: "لا سابغات

" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لا جأواء باسلة

" معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. وجملة "تقي المنون

" في محل رفع خبر "لا".

الشاهد فيه قوله: "لا سابغات" حيث وقع جمع المؤنث السالم اسما لـ"لا"، فجاز فيه البناء على الفتح، أو البناء على الكسر نيابة عن الفتحة. وقد روي البيت بالوجهين.

ص: 335

مرفوعا" كقوله "من الكامل":

298-

"هذا وجدكم الصغار بعينه"

لا أم لي إن كان ذاك ولا أب

298- التخريج: البيت من أكثر الشواهد النحوية المختلف عليها، فهو لرجل من مذحج في الكتاب 2/ 292؛ وهو لضمرة بن جابر في خزانة الأدب 2/ 38، 40؛ وهو لرجل من مذحج أو لضمرة بن ضمرة، أو لهمام أخي جساس ابني مرة في تخليص الشواهد ص405؛ وهو لرجل من مذحج أو لهمام بن مرة في شرح شواهد الإيضاح ص209؛ وهو لرجل من بني عبد مناف، أو لابن أحمر، أو لضمرة بن ضمرة أو لرجل من مذحج أو لهمام بن مرة، أو لرجل من بني عبد مناة في الدرر 6/ 175؛ وهو لهني بن أحمد أو لزرافة الباهلي في لسان العرب 6/ 61 "حيس"؛ وهو لرجل من مذحج أو لهمام بن مرة أو لرجل من بني عبد مناة أو لابن الأحمر، أو لضمرة بن ضمرة في شرح التصريح 1/ 241؛ ولابن أحمد في المؤتلف والمختلف ص38؛ والمقاصد النحوية 2/ 339؛ ولرجل من مذحج أو لهمام أخي حسان بن مرة أو لضمرة بن ضمرة أو لابن أحمد في شرح شواهد المغني ص921؛ ولهمام بن مرة في الحماسة الشجرية 1/ 256؛ ولعامر بن جوين الطائي أو منقذ بن مرة الكناني في حماسة البحتري ص78؛ ولرجل من بني عبد مناة بن كنانة في سمط اللآلي ص288؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص241، 245؛ والأشباه والنظائر 4/ 162؛ وأمالي ابن الحاجب ص593، 847؛ وأوضح المسالك 2/ 16؛ ورصف المباني ص267؛ وشرح ابن عقيل ص202؛ وشرح المفصل 2/ 292؛ وكتاب اللامات ص106؛ واللمع في العربية ص129؛ ومغني اللبيب ص593؛ والمقتضب 4/ 371.

اللغة والمعنى: الصغار: الذل والضيم.

يقول: أقسم بجدكم أن هذا الأمر "تفضيل أحد علي" هو الذل بعينه؛ وإن كان ذلك حاصلا فلا أم لي ولا أب؛ أي ساقط الحسب والنسب.

الإعراب: هذا: ها: للتنبيه، و"ذا" اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ. وجدكم: الواو حرف جر وقسم، جد: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة والجار والمجرور متعلقان بفعل القسم المحذوف، وتقديره: أقسم. و"كم": ضمير في محل جر بالإضافة. الصغار: خبر المبتدأ "ذا" مرفوع. بعينه: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال. وقيل: الباء: حرف جر زائد، عين: تأكيد لـ"الصغار". وهو مضاف. الهاء: ضمير في محل جر بالإضافة. لا: النافية للجنس. أم: اسم "لا" مبني في محل نصب. لي: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "لا". "إن": حرف شرط. كان: فعل ماض تام. ذاك: اسم إشارة في محل رفع فاعل. ولا: الواو: حرف عطف، لا: زائدة لتأكيد النفي. أب: معطوف على محل "لا" مع اسمها.

وجملة "هذا وجدكم

" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "أقسم وجدكم" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها اعتراضية. وجملة "لا أم لي" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة "إن كان ذاك مع جواب الشرط المحذوف" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها اعتراضية.

والشاهد فيه قوله: "ولا أب" حيث جاء "أب" مرفوعا بالابتداء بعد "لا" النافية غير العاملة التي تلت "لا" النافية للجنس.

ص: 336

"أو منصوبا" كقوله "من السريع":

299-

لا نسب اليوم ولا خلة

"اتسع الخرق على الراقع"

"أو مركبا" كالأول، نحو:"لا بَيْعَ فِيهِ وَلا خُلَّةَ وَلا شَفَاعَةََ"1 في قراءة أبي عمرو وابن كثير.

فأما الرفع فإنه على أحد ثلاثة أوجه: العطف على محل "لا" مع اسمها؛ فإن محلهما رفع بالابتداء عند سيبويه، وحينئذ تكون "لا" الثانية زائدة بين العاطف والمعطوف لتأكيد النفي، أو بالابتداء وليس لـ"لا" عمل فيه، أو أن "لا" الثانية عاملة عمل "ليس".

وأما النصب فبالعطف على محل اسم "لا"، وتكون "لا" الثانية زائدة بين العاطف والمعطوف، كما مر.

"وإن رفعت أولا" إما بالابتداء، أو على إعمال "لا" عمل "ليس"، فالثاني: وهو المعطوف "لا تنصبا"؛ لأن نصبه إنما يكون بالعطف على منصوب لفظا أو محلا، وهو حينئذ

299- التخريج: البيت لأنس بن العباس بن مرداس في الدرر 6/ 175، 313؛ وشرح التصريح 1/ 241؛ وشرح شواهد المغني 2/ 601؛ والكتاب 2/ 285، 309؛ ولسان العرب 5/ 115 "قمر" 10/ 238 "عتق"؛ والمقاصد النحوية 2/ 351؛ وله أو لشقران مولى سلامان بن قضاعة في شرح أبيات سيبويه 1/ 583، 587؛ ولأبي عامر جد العباس بن مرداس في ذيل سمط اللآلي ص37؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب 1/ 412؛ وأوضح المسالك 2/ 20؛ وتخليص الشواهد ص405؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص75، 967؛ وشرح ابن عقيل ص202؛ وشرح المفصل 2/ 101، 135، 9/ 138؛ واللمع في العربية ص128؛ ومغني اللبيب 1/ 266؛ وهمع الهوامع 2/ 144، 211.

اللغة والمعنى: الخلة: الصداقة. الخرق: الفجوة بين شقين. الراقع: المصلح.

يقول: لم يعد بالإمكان إصلاح ذات البين، لأن الخطب قد تفاقم، فلا يفيد هذا نسب ولا خلة.

الإعراب: لا: النافية للجنس. نسب: اسم "لا" مبني في محل نصب. اليوم: ظرف متعلق بمحذوف خبر "لا". ولا: الواو: حرف عطف، لا: زائدة لتأكيد النفي. خلة: معطوفة على اسم "لا". اتسع: فعل ماض. الخرق: فاعل مرفوع. على الراقع: جار ومجرور متعلقان بـ"اتسع".

وجملة "لا نسب اليوم" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "اتسع الخرق

" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية.

والشاهد فيه قوله: "ولا خلة" على تقدير "لا" زائدة، و"خلة" معطوفة بالواو على محل "نسب".

1 البقرة: 254.

ص: 337

مفقود، بل يتعين إما رفعه، كقوله "من البسيط":

300-

فما هجرتك حتى قلت معلنة

لا ناقة لي في هذا ولا جمل

وإما بناؤه على الفتح، كقوله "من الوافر":

301-

فلا لغو ولا تأثيم فيها

وما فاهوا به أبدا مقيم

300- التخريج: البيت للراعي النميري في ديوانه ص198؛ وتخليص الشواهد ص405؛ وشرح التصريح 1/ 241؛ وشرح المفصل 2/ 111، 113؛ والكتاب 2/ 295؛ ولسان العرب 15/ 254 "لقا"؛ ومجالس ثعلب ص35؛ والمقاصد النحوية 2/ 336؛ واللمع ص128. شرح المفردات: صرمتك: أي قطعت حبل ودك، ويروى "هجرتك".

المعنى: يقول: ما قطعت حبل ودك حتى تبرأت مني معلنة أن الأمر لا يهمني.

الإعراب: "وما": الواو بحسب ما قبلها، "ما": حرف نفي. "صرمتك": فعل ماض مبني على السكون، التاء ضمير متصل في محل رفع فاعل، والكاف ضمير في محل نصب مفعول به. "حتى": حرف غاية وجر. "قلت": فعل ماض مبني على السكون، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. والمصدر المؤول من "أن" المضمرة بعد "حتى" وما بعدها في محل جر بحرف الجر "حتى"، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "صرمتك". "معلنة": حال منصوب. "لا": حرف نفي، أو عاملة عمل "ليس". "ناقة": مبتدأ أو اسم "لا" مرفوع. "لي": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ أو خبر "لا". "في هذا": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. "ولا": الواو حرف عطف، "لا": حرف نفي. "جمل": معطوفة على "ناقة".

وجملة: "ما صرمتك" بحسب ما قبلها، وجملة:"قلت" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لا ناقة لي" في محل نصب مفعول به. وجملة: "لا جمل" معطوفة على جملة "لا ناقة لي".

الشاهد: قوله: "لا ناقة لي في هذا ولا جمل" حيث تكررت "لا"، فرفع الاسم بعد "لا" الأولى إما لأنه مبتدأ، وهي نافية غير عاملة، وإما لأنه اسمها، وهي عاملة عمل "ليس"، ورفع الاسم بعد "لا" الثانية، إما لأن "لا" الثانية زائدة، والاسم بعدها معطوف على الاسم الذي بعد "لا" الأولى، وإما لأن "لا" الثانية مهملة والاسم بعدها مرفوع بالابتداء، وخبره محذوف، وجملة المبتدأ والخبر معطوفة على جملة "لا" ومعموليها أو على جملة المبتدأ والخبر، وإما لأن "لا" الثانية عاملة عمل "ليس"، فالاسم بعدها مرفوع على أنه سامها، وخبرها محذوف، والجملة معطوفة على الجملة.

301-

التخريج: البيت لأمية بن أبي الصلت في ديوانه ص54؛ وتخليص الشواهد ص406، 411؛ والدرر 6/ 178؛ وشرح التصريح 1/ 241؛ ولسان العرب 12/ 6 "أثم"؛ والمقاصد النحوية 2/ 346؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 2/ 19؛ وجواهر الأدب ص93، 245؛ وخزانة الأدب 4/ 494؛ =

ص: 338

فحاصل ما يجوز في نحو: "لا حول ولا قوة إلا بالله" خمسة أوجه: فتحهما، وفتح الأول مع نصب الثاني، وفتح الأول مع رفع الثاني، ورفعهما، ورفع الأول مع فتح الثاني.

تنبيهان: الأول: أفهم كلامه أنه إذا كان الأول منصوبا جاز في المعطوف أيضا الأوجه الثلاثة: الفتح، والنصب، والرفع، نحو:"لا غلام رجل ولا امرأةَ، ولا امرأةً، ولا امرأةٌ".

الثاني: محل جواز الأوجه الثلاثة في المعطوف إذا كان صالحا لعمل "لا"؛ فإن لم يكن صالحا تعين رفعه، نحو:"لا امرأة فيها ولا زيد"، و"لا غلام رجل فيها ولا عمرو".

= وسر صناعة الإعراب 1/ 415؛ وشرح ابن عقيل ص203؛ ولسان العرب 13/ 526 "فوه"؛ واللمع ص129؛ وهمع الهوامع 2/ 144.

اللغة والمعنى: اللغة: القول الباطل. التأثيم: من الإثم، وهو ارتكاب الحرام. يقول: إن أهل الجنة لا يتكلمون بالباطل، ولا يقع بينهم إثم حتى ينسبه بعضهم إلى بعض.

الإعراب: فلا: الفاء: حرف استئناف، لا: حرف نفي لا عمل لها، أو عاملة عمل "ليس". لغو: اسم "لا" مرفوع. أو مبتدأ مرفوع. ولا: الواو: حرف عطف، لا: النافية للجنس. تأثيم: اسم "لا" مبني في محل نصب. فيها: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، وخبر "لا" محذوف يدل عليه خبر المبتدأ.

والتقدير: "فلا لغو فيها ولا تأثيم فيها". وما: الواو: حرف عطف. ما: اسم موصول في محل رفع مبتدأ. فاهوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بالواو، والواو: فاعل، والألف: للتفريق. أبدا: ظرف متعلق بـ"مقيم". مقيم: خبر المبتدأ مرفوع.

وجملة "لا لغو

" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة "لا تأثيم" الاسمية معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. وجملة "ما فاهوا

" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. وجملة: "فاهوا

" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول.

والشاهد فيه قوله: "فلا لغو ولا تأثيم" حيث أعمل "لا" الأولى عمل "ليس"، أو أبطل عملها، وأعمل "لا" الثانية عمل "لا" النافية للجنس. وهذا جائز.

ص: 339

"حكم نعت اسم "لا"":

201-

ومفردا نعتا لمبني يلي

فافتح أو انصبن أو ارفع تعدل

"ومفردا نعتا لمبني يلي" منعوته أجز فيه الأوجه الثلاثة "فافتح" على نية تركيب الصفة مع الموصوف قبل دخول "لا". مثل "خمسة عشر"، نحو:"لا رجل ظريف فيها"، "أو انصبن" مراعاة لمحل الاسم "لا"، نحو:"لا رجل ظريفا فيها"، "أو ارفع تعدل" مراعاة لمحل "لا" مع المنعوت، نحو:"لا رجل ظريف فيها".

202-

وغير ما يلي وغير المفرد

لا تبن وانصبه أو الرفع اقصد

"وغير ما يلي" منعوته "وغير المفرد" -وهو المضاف، والمشبه به- "لا تبن" لتعذر موجب البناء بالطول "وانصبه"، نحو:"لا رجل فيها ظريفا"، و"لا رجل صاحب بر فيها"، و"لا رجل طالع جبلا ظاهر"؛ "أو الرفع اقصد"، نحو:"لا رجل فيها ظريف"، و"لا رجل صاحب بر فيها"، و"لا رجل طالع جبلا ظاهر"؛ وكذا يمتنع البناء، ويجوز الأمران الآخران إذا كان المنعوت غير مفرد، نحو:"لا غلام سفر ماهرا -أو ماهر- فيها"؛ وقد يتناوله قوله "وغير المفرد".

203-

والعطف إن لم تتكرر "لا" احكما

له بما للنعت ذي الفضل انتمى

"والعطف إن لم تتكرر "لا" معه "احكما له بما للنعت ذي الفصل انتمى" من جواز النصب والرفع دون البناء، كقوله "من الطويل":

302-

فلا أب وابنا مثل مروان وابنه

"إذا هو بالمجد ارتدى وتأزرا"

302- التخريج: البيت لرجل من عبد مناة في تخليص الشواهد في شرح شواهد ص413، 414؛ وخزانة الأدب 4/ 67، 68؛ وشرح التصريح 1/ 243؛ وشرح شواهد الإيضاح ص207؛ والمقاصد النحوية 2/ 355؛ وللفرزدق أو لرجل من عبد مناة في الدرر 6/ 172؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب 1/ 419، 2/ 593، 847؛ وأوضح المسالك 2/ 22؛ وجواهر الأدب ص241؛ وشرح المفصل 2/ 101، 110؛ والكتاب 2/ 285؛ واللامات ص105؛ واللمع ص130؛ والمقتضب 4/ 372؛ وهمع الهوامع 2/ 143. =

ص: 340

بنصب "ابن"، ويجوز رفعه، ويمتنع بناؤه على الفتح، وأما ما حكاه الأخفش من نحو:"لا رجل وامرأة بالفتح"؛ فشاذ، وما ذكره في معطوف يصلح لعمل "لا": فإن لم يصلح تعين رفعه، نحو:"لا رجل وهند فيها".

"حكم البدل من اسم "لا"":

تنبيه: حكم البدل الصالح لعمل "لا" حكم النعت المفصول، نحو:"لا أحد رجلا وامرأة فيها"، و"لا أحد رجل وامرأة فيها"؛ فإن لم يصلح له تعين الرفع، نحو:"لا أحد زيد وعمرو فيها".

= اللغة: مروان: هو مروان بن الحكم، وابنه: عبد الملك بن مروان. ارتدى بالمجد: أي ظهر بمظاهر العظمة والشرف. تأزر لبس الإزار.

المعنى: يقول: ما من أب وابن يشبهان مروان بن الحكم وابنه عبد الملك لحرصهما على المجد والشهرة.

الإعراب: فلا: الفاء حرف استئناف، و"لا": نافية للجنس. أب: اسم "لا" مبني على الفتح في محل نصب. وابنا: الواو: حرف عطف، و"ابنا" معطوف على محل اسم "لا" منصوب بالفتحة، ويجوز فيه الرفع على أنه معطوف على محل "لا" مع اسمها أي في محل رفع مبتدأ. مثل: نعت اسم "لا" منصوب، والخبر محذوف تقديره: "لا أب وابنا

موجودان"، ويجوز رفعه على أنه خبر "لا"، وهو مضاف. مروان: مضاف إليه مجرور بالفتحة عوضا عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون. وابنه: الواو حرف عطف، و"ابنه": معطوف على "مروان" مجرورة بالكسرة، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. إذا: ظرف يتضمن معنى الشرط مبني في محل مفعول فيه، متعلق بجوابه، ويجوز أن تكون بمعنى "إذ" الدالة على التعليل. هو: فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده، أو توكيد لفظي للضمير المستتر في الفعل المقدر الذي يفسره الفعل الظاهر. بالمجد: الباء حرف جر، و"المجد": اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "ارتدى". ارتدى: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هو". وتأزرا: الواو حرف عطف، "تأزرا" معطوف على "ارتدى". ارتدى: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة. والألف للإطلاق.

وجملة: "فلا أب

" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ارتدى هو" المحذوفة في محل جر بالإضافة. وجملة "ارتدى بالمجد" تفسيريه لا محل لها من الإعراب. وجملة "تأزر" معطوفة على جملة "ارتدى".

الشاهد فيه قوله: "فلا أب وابنا" حيث عطف على اسم "لا" النافية للجنس ولم يكررها، وجاء بالمعطوف منصوبا، لأنه عطفه على محل اسم "لا"، وهو مبني على الفتح في محل نصب. ويجوز فيه الرفع على أنه معطوف على محل "لا" مع اسمها، فإنهما معا في محل رفع مبتدأ.

ص: 341

204-

وأعط "لا" مع همزة استفهام

ما تستحق دون الاستفهام

"وأعط لا" هذه "مع همزة استفهام ما تستحق" من الأحكام "دون الاستفهام" على ما سبق بيانه.

وأكثر ما يكون ذلك إذا قصد بالاستفهام معها التوبيخ والإنكار، كقوله "من البسيط":

303-

ألا طعان ألا فرسان عادية

إلا تجشؤكم حول التنانير

وقوله "من البسيط":

304-

ألا ارعواء لمن ولت شبيبته

وآذنت بمشيب بعده هرم

303- التخريج: البيت لحسان بن ثابت في ديوانه ص179 "الحاشية"؛ وتخليص الشواهد ص414؛ والجنى الداني ص384؛ وخزانة الأدب 4/ 69، 77، 79؛ وشرح شواهد المغني 1/ 210؛ والكتاب 2/ 306؛ والمقاصد النحوية 2/ 362؛ ولخداش بن زهير في شرح أبيات سيبويه 1/ 558؛ ولحسان أو لخداش في الدرر 2/ 230؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص80؛ وشرح عمدة الحافظ ص318؛ وهمع الهوامع 1/ 147.

اللغة: الطعان: الضرب بالرمح. الفرسان العادية: المقاتلون الظالمون، أو كثيروا العدو وسريعوه. التجشؤ: معروف، صوت يصدر عن امتلاء المعدة. التنانير: جمع تنور وهو الموقد الذي كانوا يخبزون فيه.

المعنى: ليس لكم قتال ولا مقاتلون أشداء، بل أنتم كسالى تجلسون متراصين أمام المواقد، شبعانين كالبهائم.

الإعراب: ألا: "الهمزة": حرف استفهام لا محل له. "لا": نافية للجنس تعمل عمل "إن". طعان: اسم "ألا" مبني على الفتح في محل نصب، وخبرها محذوف. ألا فرسان: ذات الإعراب لـ"ألا طعان". عادية: صفة "فرسان" منصوبة بالفتحة. إلا: حرف حصر. تجشؤكم: بدل من "طعان" على المحل، مرفوع بالضمة، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر مضاف إليه، والميم علامة جمع الذكور العقلاء. حول: مفعول فيه ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بالمصدر "تجشؤ". التنانير: مضاف إليه مجرور بالكسرة.

وجملة "ألا طعان": ابتدائية لا محل لها. وجملة "ألا فرسان": ابتدائية كذلك لا محل لها.

والشاهد فيه قوله: "ألا": حيث جاء بها للتوبيخ والإنكار، ودخول الهمزة على "لا" النافية للجنس، لم يغير من عملها.

304-

التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص314؛ والدرر 2/ 232؛ وشرح التصريح 1/ 245؛ وشرح شواهد المغني 1/ 212؛ وشرح ابن عقيل ص206؛ وشرح عمدة الحافظ ص319؛ ومغني اللبيب 1/ 68؛ والمقاصد النحوية 2/ 360؛ وهمع الهوامع 1/ 147.

شرح المفردات: الارعواء: الرجوع. ولت: ذهبت، أدبرت. آذنت: أعلمت. المشيب: هنا الشيخوخة. الهرم: أقصى الكبر. =

ص: 342

ويقل ذلك إذا كان مجرد استفهام عن النفي، حتى توهم الشلوبين أنه غير واقع، كقوله "من البسيط":

305-

ألا اصطبار لسلمى أم لها جلد

إذا ألاقي الذي لاقاه أمثالي

= المعنى: يقول: ألا يرتدع عن الطيش وقبائح الأعمال ذلك الذي ولى شبابه، وداهمه الشيب، وأعلمه بالشيخوخة ودنو الأجل؟!

الإعراب: "ألا": الهمزة للاستفهام، "لا": النافية للجنس. "ارعواء": اسم "لا" مبني على الفتح. "لمن": جار ومجرور متعلقان بخبر "لا" المحذوف. "ولت": فعل ماض، والتاء للتأنيث. "شبيبته": فاعل مرفوع، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "وآذنت": الواو حرف عطف، "آذنت": فعل ماض، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره:"هي". "بمشيب": جار ومجرور متعلقان بـ"آذنت". "بعده": ظرف زمان منصوب متعلق بخبر مقدم للمبتدأ وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "هرم": مبتدأ مؤخر مرفوع.

وجملة: "ألا ارعواء

" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ولت

" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "آذنت" معطوفة على جملة "ولت". وجملة "بعده هرم" في محل جر نعت "مشيب".

الشاهد: قوله: "لا ارعواء" حيث دخلت همزة الاستفهام على "لا" النافية للجنس، وبقيت هذه عاملة في حين أنها أفادت التوبيخ والإنكار.

305-

التخريج: البيت لقيس بن الملوح في ديوانه ص178؛ وجواهر الأدب ص245؛ والدرر 2/ 229؛ وشرح التصريح 1/ 224؛ وشرح شواهد المغني 1/ 42؛ 213؛ والمقاصد النحوية 2/ 258؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص415؛ والجنى الداني ص384؛ وخزانة الأدب 4/ 70؛ وشرح ابن عقيل ص207؛ وشرح عمدة الحافظ ص320، 384؛ ومغني اللبيب 1/ 15؛ وهمع الهوامع 1/ 147.

شرح المفردات: الاصطبار: الصبر. الجلد: الصبر.

المعنى: يقول: إن فقدت سلمى الصبر والجلد فإني ألاقي مصير من هم أمثالي.

الإعراب: "ألا": الهمزة للاستفهام، "لا": النافية للجنس. "اصطبار": اسم "لا" مبني على الفتح. "لسلمى": جار ومجرور متعلقان بخبر "لا" المحذوف. "أم": حرف عطف. "لها": جار ومجرور متعلقان بخبر مقدم للمبتدأ. "جلد": مبتدأ مؤخر مرفوع. "إذا" ظرف متعلق بالخبر المقدم المحذوف. "ألاقي": فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنا". الذي: اسم موصول في محل نصب مفعول به. "لاقاه": فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة، والهاء: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. "أمثالي": فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء، والياء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.

وجملة: "ألا اصطبار

" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لها جلد" معطوفة على الجملة السابقة. وجملة "ألاقي

" في محل جر بالإضافة. وجملة "لاقاه أمثالي" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. =

ص: 343

أما إذا قصد بالاستفهام التمني -وهو كثير- كقوله "من الطويل":

306-

ألا عمر ولى مستطاع رجوعه

فيرأب ما أثأت يد الغفلات

فعند الخليل وسيبويه أن "ألا" هذه بمنزلة "أتمنى" فلا خبر لها، وبمنزلة "ليت" فلا يجوز مراعاة محلها مع اسمها، ولا إلغاؤها إذا تكررت، وخالفهما المازني والمبرد، ولا حجة لهما في البيت؛ إذ لا يتعين كون "مستطاع" خبر أو صفة، و"رجوعه" فاعلا، بل يجوز كون "مستطاع" خبر مقدما، و"رجوعه" مبتدأ مؤخرا، والجملة صفة ثانية، ولا خبر هناك.

"أوجه استخدام "ألا":

تنبيه: تأتي "ألا" لمجرد التنبيه، وهي الاستفتاحية، فتدخل على الجملتين، نحو:

= الشاهد: قوله: "ألا اصطبار" حيث عامل "لا" بعد دخول همزة الاستفهام عليها كما كان يعاملها قبل دخولها.

306-

التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص415؛ والجنى الداني ص384؛ وخزانة الأدب 4/ 70؛ وشرح التصريح 1/ 245؛ وشرح شواهد المغني ص800؛ وشرح ابن عقيل ص208؛ وشرح عمدة الحافظ ص318؛ ومغني اللبيب ص69، 381؛ والمقاصد النحوية 2/ 361.

شرح المفردات: ولى: ذهب وأدبر. رأب الصدع: أصلحه. أثأى: أفسد.

المعنى: يقول: ليت أيام العمر الماضية تعود لتصلح ما أفسدته غوائل الأيام.

الإعراب: "ألا": الهمزة للاستفهام، و"لا": النافية للجنس. "عمر": اسم "لا" مبني في محل نصب. "ولى": فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره:"هو". "مستطاع": خبر "لا" مرفوع. "رجوعه": نائب فاعل لـ"مستطاع" مرفوع، وقيل:"مستطاع" خبر مقدم للمبتدأ. "رجوعه": مبتدأ مؤخر وخبر "لا" محذوف، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "فيرأب": الفاء فاء السببية. "يرأب": فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره:"هو". والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها معطوف على مصدر مرفوع منتزع من الكلام السابق، فهو مثله في محل رفع. "ما": اسم موصول في محل نصب مفعول به. "أثأت": فعل ماض، والتاء للتأنيث:"يد": فاعل مرفوع، وهو مضاف. "الغفلات": مضاف إليه مجرور.

وجملة: "ألا عمر

" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ولى" في محل نصب نعت "عمر". وجملة "مستطاع رجوعه" في محل نصب نعت "عمر". وجملة "يرأب" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة "أثأت

" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

الشاهد: قوله: "ألا عمر" حيث أريد بالاستفهام مع "لا" مجرد التمني وهذا كثير.

ص: 344

{أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} {أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ} 2؛ وللعرض والتحضيض؛ فتختص بالفعلية، نحو:{أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} {أَلا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ} 4، وقوله:"من الوافر":

307-

ألا رجلا جزاه الله خيرا

يدل على محصلة تبيت

وليست الأولى مركبة على الأظهر، وفي الأخيرتين خلاف، وكلامه في الكافية يشعر بالتركيب.

1 يونس: 62.

2 هود: 8.

3 النور: 12.

4 التوبة: 13.

307-

التخريج: البيت لعمرو بن قعاس "أو قعناس" المرادي في خزانة الأدب 3/ 51، 53؛ والطرائف الأدبية ص73؛ وشرح شواهد المغني ص214، 215؛ وبلا نسبة في الأزهية ص164؛ وإصلاح المنطق ص431؛ وأمالي ابن الحاجب ص167، 412؛ وتخليص الشواهد ص415؛ وتذكرة النحاة ص43؛ والجنى الداني ص382؛ وجواهر الأدب ص337؛ وخزانة الأدب 4/ 89، 183، 195، 268، 11/ 193؛ ورصف المباني ص79؛ وشرح شواهد المغني ص641؛ وشرح عمدة الحافظ ص317؛ وشرح المفصل 2/ 101؛ والكتاب 2/ 308؛ ولسان العرب 11/ 155 "حصل"؛ والمقاصد النحوية 2/ 366، 3/ 352؛ ونوادر أبي زيد ص56.

اللغة: يدل: يرشد ويشير. المحصلة: المرأة التي تخلص الذهب من شوائبه.

المعنى: أتمنى أن أجد رجلا يرشدني إلى امرأة تعرف قيمتي، وتنام عندي "أي تغدو زوجتي"، وجزاه الله عني خيرا.

الإعراب: ألا: حرف عرض وتحضيض لا محل له. رجلا: مفعول به لفعل محذوف، منصوب بالفتحة، بتقدير "ألا ترونني رجلا". جزاه: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف، و"الهاء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. الله: لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة. خيرا: مفعول به ثان لـ"جزى" منصوب بالفتحة. يدل: فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو". على محصلة: جار ومجرور متعلقان بـ"يدل". تبيت: فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"الفاعل": ضمير تقديره "هي".

وجملة "ألا ترونني رجلا": ابتدائية لا محل لها. وجملة "جزاه الله خيرا": اعتراضية لا محل لها. وجملة "يدل": في محل نصب صفة لـ"رجلا". وجملة "تبيت": في محل جر صفة لـ"محصلة".

والشاهد فيه قوله: "ألا رجلا" حيث جاءت "ألا" للعرض والتحضيض، وهي تختص بالجملة الفعلية، لذا قدروا فعلا محذوفا.

ص: 345

"كثرة حذف خبر "لا"":

205-

وشاع في ذا الباب إسقاط الخبر

إذا المراد مع سقوطه ظهر

"وشاع في ذا الباب إسقاط الخبر" جوازا عند الحجازيين، ولزوما عند التميميين والطائيين "إذا المراد مع سقوطه ظهر" بقرينة، نحو:{وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ} {قَالُوا لَا ضَيْرَ} 2؛ فإن خفي المراد وجب ذكره عند الجميع، ولا فرق بين الظرف وغيره، قال حاتم "من البسيط":

308-

ورد جازرهم حرفا مصرمة

ولا كريم من الولدان مصبوح

"ندرة حذف اسم "لا"":

تنبيه: ندر في هذا الباب حذف الاسم وإبقاء الخبر؛ من ذلك قولهم: "عليك"، يريدون: لا بأس عليك.

1 سبأ: 51.

2 الشعراء: 50.

308-

التخريج: البيت لحاتم بن عبد الله الطائي في ملحق ديوانه ص294؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 573؛ ولأبي ذؤيب الهذلي في ملحق شرح أشعار الهذليين ص1307؛ وشرح شواهد الإيضاح ص205؛ وشرح المفصل 1/ 107؛ ولرجل جاهلي من بني النبيت في المقاصد النحوية 2/ 368، 369 "وقد خطأ العيني نسبته إلى حاتم وإلى أبي ذؤيب"؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص422؛ ورصف المباني ص266، 267؛ والكتاب 2/ 299؛ ولسان العرب 4/ 452 "صرر"؛ والمقتضب 4/ 370.

اللغة: اللقاح: ج اللقوح، وهي الناقة الحلوب. الأصرة: ج الصرار، وهو خيط يشد به رأس الضرع لئلا يرضعها ولدها. مصبوح: مسقي الصبوح، والصبوح شرب الصباح.

الإعراب: "ورد": الواو بحسب ما قبلها، و"رد": فعل ماض. "جازرهم": فاعل مرفوع بالضمة. "حرفا": مفعول به منصوب بالفتحة "مصرمة": نعت منصوب بالفتحة. "ولا": الواو: حالية، و"لا": نافية للجنس. "كريم": اسم "لا". "من الوالدين": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ"كريم". "مصبوح": خبر "لا" مرفوع.

وجملة: "ورد جازرهم" بحسب ما قبلها ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "غدت اللقاح" في محل جر بالإضافة. وجملة: "غدت" تفسيرية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "ولا كريم

" في محل نصب حال.

الشاهد: قوله: "ولا كريم من الولدان مصبوح" حيث ذكر خبر "لا" وهو مصبوح الذي لا يمكن حذفه لعدم وجود ما يدل عليه.

ص: 346

"وجوب تكرار "لا"":

خاتمة: إذا اتصل بـ"لا" خبر، أو نعت، أو حال؛ وجب تكرارها، نحو:{لا فِيهَا غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ} {يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ} 2، و"جاء زيد لا خائفا ولا أسفا"؛ وأما قوله "من الطويل":

309-

وأنت امرؤ منا خلقت لغيرنا

حياتك لا نفع وموتك فاجع

وقوله "من الطويل":

310-

بكت جزعا واسترجعت ثم آذنت

ركائبها أن لا إلينا رجوعها

1 الصافات: 47.

2 النور: 35.

309-

التخريج: البيت للضحاك بن هنام في الاشتقاق ص350؛ وخزانة الأدب 4/ 38؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 521؛ ولأبي زبيد الطائي في حماسة البحتري ص116؛ ولرجل من سلول في الكتاب 2/ 305؛ وبلا نسبة في الأزهية ص162؛ والدرر 2/ 235؛ وشرح المفصل 2/ 112؛ والمقتضب 4/ 360؛ وهمع الهوامع 1/ 148.

اللغة: منا: أي: من نسبنا. خلقت لغيرنا: أي أن نفعك لسوانا.

المعنى: يقول: إنك من نسبنا غير أن نفعك لغيرنا لعدم مشاركتك لنا، فحياتك لا تنفعنا، ولكن موتك يفجعنا لأنك واحد منا.

الإعراب: وأنت: "الواو": بحسب ما قبلها، و"أنت": ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. امرؤ: خبر المبتدأ مرفوع. منا: جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ"امرؤ". خلقت: فعل ماض للمجهول، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. لغيرنا: جار ومجرور متعلقان بـ"خلقت" وهو مضاف، و"نا": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. حياتك: مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف، و"الكاف": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. لا: حرف نفي. نفع: خبر المبتدأ مرفوع، وقيل مبتدأ مرفوع خبره محذوف تقديره "نفع فيها". وجملة المبتدأ والخبر في محل رفع خبر المبتدأ. وموتك:"الواو": حرف عطف، "موتك": مبتدأ مرفوع وهو مضاف، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. فاجع: خبر المبتدأ مرفوع.

وجملة "أنت امرؤ منا": بحسب ما قبلها. وجملة "خلقت

": في محل رفع نعت "امرؤ". وجملة "حياتك لا نفع": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "موتك فاجع": معطوفة على سابقتها.

الشاهد: قوله: "حياتك لا نفع" حيث دخلت "لا" على المبتدأ ولم تتكرر، والقياس أن يقال:"حياتك لا تقع ولا ضرر" مثلا.

310-

التخريج: البيت بلا نسبة في خزانة الأدب 4/ 34؛ والدرر 2/ 233؛ ورصف المباني ص261؛ وشرح المفصل 2/ 112؛ والكتاب 2/ 298؛ والمقتضب 4/ 361؛ والمقرب 1/ 189؛ وهمع الهوامع 1/ 148. =

ص: 347

وقوله "من الطويل":

311-

قهرت العدا لا مستعينا بعصبة

ولكن بأنواع الخدائع والمكر

فضرورة، والله أعلم.

اللغة: الجزع: الخوف. استرجعت: طلبت الرجوع من الرجل لصعوبة فراق الأحبة. آذنت: أعلمت. الركائب: المطي.

المعنى: يصور الشاعر جزع محبوبته التي فارقته وبكاءها واسترجعت لفراقه.

الإعراب: بكت: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره:"هي". جزعا: مفعول لأجله، أو مفعول مطلق، أو حال تقديره "جازعة" منصوب، واسترجعت:"الواو": حرف عطف، "استرجعت": فعل ماض، و"التاء" للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره. "هي". ثم: حرف عطف. "استرجعت": فعل ماض، و"التاء": للتأنيث. ركائبها: فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. أن: تفسيرية أو مخففة من "أن" واسمها ضمير الشأن. "لا": حرف نفي. إلينا: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. رجوعها: مبتدأ مؤخر، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل في محل جر بالإضافة.

وجملة "بكت": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "استرجعت": معطوفة على سابقتها. وجملة "آذنت": معطوفة أيضا على الجملة السابقة. وجملة "لا إلينا رجوعها": تفسيرية لا محل لها من الإعراب.

الشاهد: قوله: "لا إلينا رجوعها" حيث دخلت "لا" على الخبر "إلينا" ولم تكرر، وهذا شاذ.

311-

التخريج: البيت بلا نسبة في الجنى الداني ص299؛ والدرر 2/ 235، 4/ 11؛ وهمع الهوامع 1/ 48، 245.

اللغة: قهرت: غلبت وانتصرت. العدا: الأعداء. العصبة: الجماعة المتعاونة من الناس. الخدائع: ج الخديعة، وهي إظهار خلاف ما تخفيه. المكر: الخداع بالحيلة.

المعنى: يقول: إنه استطاع بفضل مكره وخداعه أن ينتصر على الأعداء دون أن يستعين بأحد.

الإعراب: قهرت: فعل ماض، و"التاء": ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. العدا: مفعول به منصوب. لا: حرف نفي. مستعينا: حال منصوب. بعصبة: جار ومجرورمتعلقان بـ"مستعينا". ولكن: "الواو": حرف استئناف، "لكن": حرف استدراك. بأنواع: جار ومجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره: "ولكن قهرتهم بأنواع"، وهو مضاف. الخدائع: مضاف إليه مجرور. والمكر: "الواو": حرف عطف، "المكر": معطوف على "الخدائع"، مجرور بالكسرة.

وجملة "قهرت العدا": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ولكن قهرتهم بأنواع": استئنافية لا محل لها من الإعراب.

الشاهد: قوله: "لا مستعينا" حيث دخلت "لا" النافية على الحال "مستعينا" ولم تتكرر، وهذا للضرورة.

ص: 348