الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأدلة من السنة
على أن الأعمال جزء من الإيمان
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
(قل آمنت بالله؛ فاستقم)(1) .
وقال: (الإيمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها قول: لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان)(2) .
وقال: (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن أحب عبداً لا يحبه إلا لله، ومن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله كما يكره أن يلقى في النار)(3) .
وقال: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)(4) .
(1)(رواه مسلم) في (كتاب الإيمان) باب: (جامع أوصاف الإسلام) .
(2)
(رواه مسلم) في (كتاب الإيمان) باب: (بيان عدد شعب الإيمان وأفضلها وأدناها) .
(3)
(رواه البخاري) في (كتاب الإيمان) باب: (من كره أن يعود في الكفر) .
(4)
(رواه البخاري) في (كتاب الإيمان) باب: (حب النبي صلى الله عليه وسلم من الإيمان) .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لوفد عبد القيس؛ عندما سألوه عن أمور الدين؛ فأمرهم:
(بالإيمان بالله وحده) وقال: (أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟) قالوا: الله ورسوله أعلم، قال:(شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وتعطوا الخمس من المغنم)(1) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: أي العمل أفضل؟ فقال: (إيمان بالله ورسوله) قيل: ثم ماذا؟ قال: (الجهاد في سبيل الله) قيل: ثم ماذا؟ قال: (حج مبرور)(2) .
وقال صلى الله عليه وسلم: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه)(3) .
وقال: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)(4) .
(1)(رواه البخاري) في (كتاب الإيمان) باب: (أداء الخمس من الإيمان) .
(2)
(رواه البخاري) في (كتاب الإيمان) باب: (من قال إن الإيمان هو العمل) .
(3)
(رواه البخاري) في (كتاب الإيمان) باب: (تطوع قيام رمضان من الإيمان) .
(4)
(رواه البخاري) في (كتاب الإيمان) باب: (من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه) .
وغيرها من الأحاديث النبوية الدالة على أن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان، وأنه لا ينفع التصديق ولا القول بدون العمل وأداء الفرائض.
فهذه هي الأدلة من الكتاب والسنة؛ تدل على أن الأعمال جزء من الإيمان، ولم يثبت المدح فيهما إلا على إيمان معه العمل؛ لا على إيمان خال عن أعمال، وهذا هو القول الحق، الذي أجمع عليه سلف هذه الأمة، ومن تبعهم بإحسان إلى يومنا هذا.
فتعريفهم للإيمان حكم الشرعي موافق للنقول؛ أما غيرهم فقد مالوا عن الحق وجانبوا الصواب.
وفي الحقيقة أن المؤمن الصادق مع ربه - جل وعلا - والطالب للحق، العامل لآخرته؛ يبتعد من شبهات الشيطان وخطواته، ويتبع الجماعة، ولا يقول قولاً ولا يعمل عملاً إلا وله فيها إمام من أئمة أهل السنة المعتبرين، ويكفيه - أيضاً - دليل واحد صحيح من الشرع، لكي يعتقد ذلك الأمر ويعمل بها؛ فكيف وقد تضافرت الأدلة الشرعية الصريحة من كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على صحة ما أجمع عليه سلف هذه الأمة المعصومة، في مسمى الإيمان، وفي جميع ما يعتقدون، والحمد لله.