الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
زيادة الإيمان ونقصانه
ومن عقيدة السلف الصالح - أهل السنة والجماعة - التي أجمعوا عليها: أن الإيمان يزيد وينقص، وأهله يتفاضلون فيه.
فقد وردت أدلة كثيرة من الآيات والأحاديث، ومن أئمة السلف الصالح على أن الإيمان درجات وشعب، يزيد وينقص.
الإيمان يزيد: بأعمال القلب والجوارح وبقول اللسان؛ كالطاعات والعبادات؛ من التصديق والمعرفة والعلم، وذكر الله تعالى، والحب والبغض في الله، والخوف والرجاء من الله، والتوكل على الله.. الخ، والقيام بجميع شعائر الدين من الأعمال الصالحة.
الإيمان ينقص: بأعمال القلب والجوارح وبقول اللسان؛ كفعل المعاصي والمنكرات، وارتكاب الذنوب والكبائر، والأقوال والأفعال الرديئة، وبغفلة القلب ونسيان ذكر الله تعالى، وبالحسد، والكبر، والعجب، والرياء والسمعة، والجهل، والإعراض، والتعلق بالدنيا، وقرناء السوء، وجميع الأعمال الطالحة.
وأن أهل الإيمان يتفاضلون في إيمانهم على حسب علمهم وعملهم؛ فبعضهم أكمل إيمانا من بعض.
قال الله تعالى: {وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا} (1) .
وقال: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} (3) .
وقال: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ} (4) .
وقال: {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى} (6) .
وقال تعالى: {وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} (7) .
وقال تعالى: {وَمَا زَادَهُمْ إِلَاّ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} (8) .
(1) سورة المدثر، الآية:31.
(2)
سورة التوبة، الآية:124.
(3)
سورة الأنفال، الآية:2.
(4)
سورة الفتح، الآية:4.
(5)
سورة آل عمران، الآية:173.
(6)
سورة مريم، الآية:76.
(7)
سورة الكهف، الآية:13.
(8)
سورة الأحزاب، الآية:22.
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله؛ فقد استكمل الإيمان)(1) .
وقال: (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا)(2) .
وقال: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، ومن لم يستطع فبقلبه؛ وذلك أضعف الإيمان)(3) .
وقال: (يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله، وفي قلبه وزن شعيرة من خير، ويخرج من النار من قال: لا إله إلا الله، وفي قلبه وزن برة من خير، ويخرج من النار من قال: لا إله إلا الله، وفي قلبه وزن ذرة من خير)(4) .
ووجه الدلالة في هذه الآيات والأحاديث واضح وبين في أن الإيمان يزيد، وما جاز عليه الزيادة جاز عليه النقصان.
(1)(رواهما أبو داود) في (كتاب السنة) باب: (الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه) . وصححه الألباني في (صحيح سنن أبي داود) ج 3، ص 886.
(2)
المرجع السابق.
(3)
(رواه مسلم) في (كتاب الإيمان) باب: (بيان كون النهي عن المنكر من الإيمان وأن الإيمان يزيد وينقص، وأن الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر واجبان) .
(4)
(رواه البخاري) في (كتاب الإيمان) باب: (زيادة الإيمان ونقصانه) .
ومن الأدلة على نقصان الإيمان، قول الله تعالى في المنافقين:
وقوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} (2) .
وقوله: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} (3) .
وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم: (
…
وذلك أضعف الإيمان) (4) .
وبناءً على زيادته ونقصانه يتكامل المؤمنون في إيمانهم، ويتفاضلون بقدر طاعتهم لله وموافقتهم لشرعه، قال تعالى:
(1) سورة آل عمران، الآية:167.
(2)
سورة الأنعام، الآية:82.
(3)
سورة الصف، الآية:5.
(4)
(رواه مسلم) في (كتاب الإيمان) باب: (بيان كون النهي عن المنكر من الإيمان) .
(5)
سورة الحديد، الآية:10.