الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ورواه شيبان، عن قتادة قال: حدث الحسن
(1)
.
فرواية شيبان هذه تدل على أن قتادة قد دلسه عن الحسن.
القرينة الثانية: أن يكون في متن الحديث أو إسناده نكارة وشذوذ
، فإن الأئمة يلجؤون كثيراً إلى التعليل بالتدليس، وغرضهم من ذلك تبرئة المدلس الثقة، وجعل العهدة على من أسقطه.
مثال ذلك حديث أبي معاوية، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن ابن عمر:"كنا نعد ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي، وأصحابه متوافرون: أبو بكر، وعمر، وعثمان، ثم نسكت"
(2)
.
سئل عنه علي بن المديني فقال: "أنا أفرقه، كان أبو معاوية لا يقول فيه: حدثنا"
(3)
.
وهذا الحديث عن سهيل لا يرويه ثقة غير أبي معاوية، رغم كثرة أصحاب سهيل، وفيهم حفاظ ثقات مكثرون عنه
(4)
، وليس لأبي معاوية عن سهيل في
(1)
" سنن البيهقي " 9: 362، و"فتح الباري" لابن رجب 2: 125، ووقع في الأول: ثنا الحسن، وهو تحريف فيما يظهر.
(2)
. "مسند أحمد" 2: 14، و"مصنف ابن أبي شيبة" 12: 9، و"السنة" لابن أبي عاصم حديث (1195)، و"مسند أبي يعلى" حديث (5784)، و"علل ابن أبي حاتم" 2: 352، و"السنة" للخلال حديث (541)، و"صحيح ابن حبان" حديث (7251)، و"المعجم الكبير" حديث (13301)، من طرق كثيرة عن أبي معاوية.
(3)
. "معرفة الرجال" 2: 232.
(4)
. انظر في أصحاب سهيل: "تحفة الأشراف" 9: 394 - 426.
الكتب الستة سوى حديث واحد عند مسلم في المتابعات
(1)
، وهذا المتن فيه كلام لبعض الأئمة، وخاصة الجملة الأخيرة منه
(2)
، فمثل هذا لا تردد في ضرورة مطالبة المدلس بالتصريح بالتحديث فيه، لينظر بعد ذلك في الأمور الأخرى في الإسناد، مثل كون أبي معاوية يهم في غير حديث الأعمش، وما في حفظ سهيل بن أبي صالح من كلام.
وروى الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري قصة شكوى امرأة صفوان بن معطل، وأنه كان يضربها إذا صلت، ويمنعها الصيام، وأنه كان لا يستيقظ للفجر حتى تطلع الشمس
(3)
، قال البزار بعد أن وصفه بالنكارة: "وإنما أتت نكرة هذا الحديث أن الأعمش لم يقل: حدثنا أبوصالح، فأحسب أنه أخذه عن رجل غير ثقة، وأمسك عن ذكر الرجل، فصار الحديث ظاهر إسناده الحسن
…
"
(4)
.
ومن ذلك أن أبا معاوية، وحفص بن غياث، رويا عن الأعمش، عن إبراهيم النخعي مرسلاً حديث الضحك في الصلاة
(5)
، وقد تقدم في المبحث
(1)
. "صحيح مسلم" حديث (1878)، و"تحفة الأشراف" 9:425.
(2)
. انظر: "فتح الباري" لابن حجر 7: 16، 58، كلامه على الحديثين (3655)، (3697).
(3)
"سنن أبي داود" حديث (2459)، و"مسند أحمد" 3: 80 - 85، و"صحيح ابن حبان" حديث (1488).
(4)
"مختصر سنن أبي داود" للمنذري 3: 337 (الحاشية)، وانظر:"التاريخ الصغير" 1: 43، و"فتح الباري" 8:462.
(5)
. "الكامل" 3: 1028، و"سنن الدارقطني" 1: 171، و"سنن البيهقي" 1:146.
الثالث أن سفيان الثوري قال: إن الأعمش لم يسمعه من إبراهيم.
ومن أهم ما يستدل به على ذلك بالنسبة لنا رواية وكيع، عن الأعمش، ففيها قول الأعمش: أرى إبراهيم ذكره
(1)
، ولذا قال أحمد:"يقول الأعمش: أرى إبراهيم، يعلم أنه ليس من حديث إبراهيم المشهور، يعني بقوله: أرى"
(2)
.
ولعل هذا من الأحاديث التي قال فيها الأعمش فيما رواه عنه عبدالله بن نمير: "حدثت بأحاديث على التعجب، فبلغني أن قوماً اتخذوها ديناً، لا عدت لشيء منها"
(3)
.
وقال يحيى القطان: "كان الأعمش إذا جاء بإسناد جيد تهلَّل وجهه، وإذا جاء بذاك الآخر فالله أعلم "
(4)
.
وروى ابن عيينة، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن حسان بن بلال، عن عمار:" رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يخلل لحيته "
(5)
، قال أبوحاتم: "لم يحدث بهذا أحد سوى ابن عيينة، عن ابن أبي عروبة، لو كان صحيحاً لكان في مصنفات ابن أبي عروبة، ولم يذكر ابن عيينة في هذا الحديث
(1)
. "العلل ومعرفة الرجال" 2: 67.
(2)
. "مسائل أبي داود" ص 414.
(3)
"العلل ومعرفة الرجال" 2: 416.
(4)
. "الجامع لأخلاق الراوي" 2: 102، وانظر حديثاً من هذا النوع في "علل ابن أبي حاتم" 2:406.
(5)
"سنن الترمذي" حديث (30)، و"سنن ابن ماجه" حديث (429).