الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القسم الثاني: ما فيه إثبات السماع أو اللقي لوجود التصريح به، أو نفي ذلك لعدم وجوده
.
فمن ذلك أن علي بن المديني سأل يحيى بن سعيد القطان: هل سمع زرارة (يعني ابن أوفى) من ابن عباس؟ فقال: "ليس فيها شيء: سمعت"
(1)
.
وقال عبدالله بن أحمد في شأن سليمان بن قيس اليشكري: "قال أبي: وقد حدث عنه الجعد أبوعثمان، فقلت له: سمع منه؟ قال: يقول الجعد: حدث سليمان، حدث سليمان، فلا أدري - يعني سمع منه أم لا -"
(2)
.
وسئل ابن معين عن وهب بن منبه هل لقي النعمان بن بشير؟ فقال: "يُروى عنه في حديث أنه لقيه"
(3)
.
وقيل له: ثابت سمع من ابن عمر؟ قال: "نعم، قال: سمعت ابن عمر"
(4)
.
وقال أيضاً: "قالوا: إن عطاء بن أبي رباح لم يسمع من ابن عمر شيئاً، ولكنه قد رآه، ولا يصحح له سماع"
(5)
.
وقال ابن المديني: " قيس بن أبي حازم سمع من أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي
…
"، قيل له: هؤلاء كلهم سمع منهم قيس بن أبي حازم سماعاً؟ قال:
(1)
. "المراسيل" ص 63.
(2)
. "العلل ومعرفة الرجال" 2: 487.
(3)
. "المراسيل" ص 228.
(4)
. "معرفة الرجال" 1: 128.
(5)
. "معرفة الرجال" 1: 126.
"نعم، سمع منهم سماعاً، ولولا ذلك لم نعد له سماعاً "
(1)
.
وقال أيضاً في همام بن الحارث: "روى عن أبي الدرداء، ولا ينكر لقاؤه عندنا، وقد لقيه، ولم يقل: سمعت"
(2)
.
وسئل ابن المديني عن سماع سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف من عبدالله بن جعفر؟ فقال: "ليس فيه سماع"، ثم قال:" لم يلق سعد بن إبراهيم أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم "
(3)
.
وقال الفلاس في ميمون بن أبي شبيب: "كان يحدث عن أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم .... ، وليس عندنا في شيء منه يقول: سمعت، ولم أخبر أن أحداً يزعم أنه سمع من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم"
(4)
.
وسئل محمد بن عوف الحمصي الحافظ عن سماع شريح بن عبيد من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"ما أظن ذلك، وذلك أنه لا يقول في شيء: سمعت، وهو ثقة"
(5)
.
وقال أبوحاتم حين سئل عن خالد بن معدان عن أبي هريرة، هل هو متصل؟ :"قد أدرك أباهريرة، ولا يُذكر سماعٌ"
(6)
.
(1)
. "علل ابن المديني" ص 61.
(2)
. "علل ابن المديني" ص 61.
(3)
. "تهذيب الكمال" 10: 244.
(4)
. "تهذيب الكمال " 29: 207.
(5)
. "تاريخ دمشق" 23: 64.
(6)
. "المراسيل" ص 53.
وقال في سماع أبي عبدالرحمن السلمي من عثمان بن عفان: "قد روى عنه، ولم يذكر سماعاً"
(1)
.
وقال في رواية مجاهد عن علي: "أدرك علياً، لا يُذكر رؤيةٌ ولا سماعٌ"
(2)
.
وأما البخاري فقد أكثر من نقد الأسانيد بعدم ذكر السماع، أو الحكم بالاتصال لذكر السماع، ويصفو منه شيء كثير في محل النزاع
(3)
، وقد كان البخاري في كتابه:"التاريخ الكبير" شديد الحرص على بيان كيفية رواية المترجم له عن شيوخه، فينص على التصريح بالتحديث، وعلى من ذكر عنه رؤية، وعلى من روى عنه بالعنعنة، أو بصيغة أن
(4)
.
القسم الثالث: ما فيه إثبات إدراك الراوي لمن روى عنه، ونفي سماعه منه، وفوق ذلك أن يثبتوا رؤيته له أو دخوله عليه وينفوا سماعه منه، فمن ذلك قول شعبة:"قد أدرك رفيع أبوالعالية: علي بن أبي طالب، ولم يسمع منه شيئاً"
(5)
.
(1)
. "المراسيل" ص 107.
(2)
. "المراسيل" ص 206، وانظر أيضاً ص 79 فقرة (282)، ص 88 فقرة (319)، ص 209 فقرة (780)، ص 242 فقرة (904).
(3)
. انظر " موقف الإمامين" ص 165 - 250، 259، 456.
(4)
. انظر: "موقف الإمامين" ص 94 - 107.
(5)
. "تاريخ الدوري عن ابن معين" 2: 167، و "المعرفة والتاريخ" 2: 832، و"المراسيل" ص 58، و"الجرح والتعديل" 1: 131، وانظر:"التاريخ الكبير" 3: 326، و"تهذيب التهذيب" 3: 285، فقد روى أبوالعالية عن علي رضي الله عنه، واختلف في سماعه منه.
ونقل ابن المديني عن يحيى القطان قوله في الرواة عن زيد بن ثابت: "ومن أهل المدينة ممن روى عنه ممن أدركه، ولا يثبت له لقاؤه، ولا يثبت له السماع منه"، ثم عد جماعة
(1)
.
وقال أحمد: "عطاء - يعني ابن أبي رباح - قد رأى ابن عمر، ولم يسمع منه"
(2)
.
وسئل أحمد عن ابن عون هل سمع من أنس؟ فقال: " قد رآه، وأما سماع فلا أعلم"
(3)
.
وقال الدوري: "سمعت يحيى بن معين يقول في حديث عبدالجبار بن الورد، عن عبيدالله بن أبي يزيد - قال: دخلت على أبي لبابة بن عبدالمنذر، فقلت ليحيى: سمع من أبي لبابة؟ فقال: لا أدري"
(4)
.
وقال أبوحاتم في إبراهيم النخعي: "أدرك أنساً، ولم يسمع منه"
(5)
.
وقال أيضاً: "حصين بن جندب أبوظبيان قد أدرك ابن مسعود، ولا أظنه سمع منه"
(6)
.
وقال أبوحاتم أيضاً: "أيوب السختياني رأى أنس بن مالك، ولم يسمع
(1)
. "علل ابن المديني" ص 48.
(2)
. "المراسيل" ص 154.
(3)
. "علل المروذي" ص 41.
(4)
. "تاريخ عباس" 2: 384، و" المراسيل" ص 120.
(5)
. "المراسيل" ص 9.
(6)
. "المراسيل" ص 99.