الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبد الملك بن مسعود بن بشكوال (ت سنة 578 هـ)، وقد نقل في كتابه من مصنفات ابن أبي الدنيا مثل "الفرج بعد الشدة"، وكتاب "المستصرخين بالله" و"الدعاء" لابن أبي حاتم، و"الأخبار" للطحاوي، و"من عُرف بالإجابة" للقصري غيرها، جمعه بدون تمحيص وتدقيق، فجمع بين الغث والسمين (1).
وقد ذكر فيه الآيات والآثار التي ورد فيها لفظ الاستغاثة، وبعض قصص من استغاثوا بالله فأغاثهم.
7 -
"العدة للكرب والشدة"، جمع أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي (ت 643 هـ)(2).
8 -
"الفرج بعد الشدة والضيقة"، تأليف الشريف إبراهيم بن عبد الله الحازمي.
وأما ما ورد عرضاً فكثير جداً، فلا يكاد يخلو كتاب حديث أو تفسير من ذكر الاستغاثة بالله (3).
*
القسم الثاني: الانحراف في مسألة الاستغاثة:
تعتبر الاستغاثة بالأموات من أهم عقائد القبورية، فهي الغاية التي لا
(1) انظر: مقدمة كتاب المستغيثين ص 7، ضبط نصه غنيم عباس غنيم، الناشر دار المشكاة - القاهرة الطبعة الأولى 1414 هـ، والسير للذهبي 21/ 139 رقم الترجمة 71، وما ذكر من مصادر هذا الكتاب تعرضت للاستغاثة بالله.
(2)
طُبع بتحقيق/ ياسر إبراهيم، الناشر دار المشكاة - القاهرة الطبعة الأولى 1414 هـ.
(3)
يضاف إلى هذه الكتب، أن جميع من ألف في الدعاء: باباً في كتاب، أو كتاباً مفرداً، كلهم يبيّن أن الدعاء بجميع أنواعه يجب إخلاصه لله -تعالى- منها:
الدعاء لمحمد بن الفضيح الضبي الكوفي (ت 195 هـ)، والدعاء لأبي داود السجستاني (ت 275 هـ) صاحب السنن، والدعاء لابن أبي الدنيا (ت 281 هـ)، والدعاء لابن أبي عاصم (ت 287 هـ)، والدعاء لأبي عبد الله ابن فطيس الأندلسي (ت 319 هـ)، والدعاء لأبي عبد الله المحاملي (ت 330 هـ)، والدعاء للطبراني (ت 360 هـ)، والدعاء لابن أبي زيد القيرواني (ت 389 هـ)، وشأن الدعاء للخطابي (ت 388 هـ)، والدعوات لجعفر بن محمد بن المعتز المستغفري (ت 432 هـ)، والدعوات الكبير للبيهقي (ت 458 هـ).
فهذه بعض كتب المتقدمين، وأما المتأخرون فلا يحصيهم إلا الله، وانظر: كتب الدعاء في الصحاح كصحيح البخاري ومسلم، والسنن وغيرها.
غاية وراءها، والمقصد الأسمى، فهم يثبتون أن الأموات يعلمون الغيب؛ وأن لهم التصرف المطلق في الكائنات، وأنهم أحياء في قبورهم حياة كحياتنا؛ وأنهم يسمعون نداء المستغيثين بهم، كل ذلك ليجوِّزوا الاستغاثة بهم، ولذا قال بعض العلماء:"الاستغاثة بالأموات أُمُّ الشركيات"(1).
لذلك اهتم القبورية بهذه المسألة، وأوْلوها عنايتهم، وألفوا فيها المؤلفات عرضاً ورداً، وحسب ما يصل إلينا، وحسب ادعاء ابن النعمان في كتابه "مصباح الظلام"، فهو يعتبر أول كتاب في هذا الانحراف، أي في القرن السابع الهجري.
ومن المعلوم أن بدع القبور ظهرت في آخر القرن الثالث الهجري، في عهد الدولة البويهية الرافضية، فهذه البدعة بدأت متقدمة عند الرافضة، لأن أصل دينهم قائم على عبادة الأئمة، وقد تسربت فيما بعد إلى بعض المنتسبين إلى السنة.
لذا لن أذكر كتب الرافضة في هذه المسألة لأنها كثيرة، وسأقتصر على كتب القبورية فقط:
1 -
"مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام في اليقظة والمنام"، تأليف (شمس الدين أبو عبد الله) محمد بن موسى بن النعمان المراكشي المزالي التلمساني الفاسي (ت سنة 683 هـ)(2).
وحسب علمي لم يطبع، وقد حصلت على نسخة خطية منه من قسم
(1) جهود علماء الحنفية 2/ 1049.
(2)
انظر: الأعلام للزركلي 7/ 118 ومعجم المؤلفين 12/ 68 طبعة الترقي بدمشق 1380 هـ، والمنخل لغربلة خرافات ابن الحاج في المدخل، تأليف د. محمد الخميس ص 22 - 23، الطبعة الأولى 1416 هـ، الناشر دار الصميعي الرياض - السعودية.
وفي كشف الظنون 2/ 1706 نسب هذا الكتاب لأبي الربيع سليمان بن موسى الكلاعي (ت 634 هـ)، وهذه النسبة لا تصح لأنه إمام محدث، وقد ذكر مترجموه أن له كتاب "مصباح الظلام" وأنه على غرار "الشهاب" في الحديث، فلعله اشتبه على صاحب كشف الظنون.
انظر: جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية، تأليف شمس الدين الأفغاني 2/ 1050.
المخطوطات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية مصورة من مخطوط في مكتبة شستربتي رقم (3677)، وغاية كاتبه جمع أخبار من استغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم ولاذ به في شدته وتوسل إلى الله به (1)، وحسب ما وصل إلينا فهو أول كتاب يذكر الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم من دون الله عز وجل، وإن كان أقل ضلالاً ممن جاء بعده.
وقد ذكر أشياء صحيحة مثل أحاديث الشفاعة، وأحاديث معجزات النبي صلى الله عليه وسلم في تكثير الماء أو الطعام لكن في غير موضعها.
وذكر أشياء معلوم بطلانها مثل قصة مالك مع المنصور، وقصة العتبي؛ يظن أنها صحيحة. وهو كما وصفه ابن تيمية:"وغاية ما ذكره نقل غير مصدق عن قائل غير معصوم"(2).
وهو قدوة لكل قبوري جاء بعده، فقد نقل منه البكري في رده على ابن تيمية (3)، ونقل منه النبهاني في "شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق"(4).
2 -
كتاب البكري (ت 724 هـ) في الرد على ابن تيمية ولم يصل إلينا سوى ما أورده ابن تيمية للرد عليه في كتابنا هذا، ولم تذكر لنا مصادر ترجمة البكري أي شيء عنه، وهو رد على فتوى في حكم الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم لابن تيمية، قال ابن تيمية:"وقد ذهب إليه الجواب ووقف عليه، وزعم أنه يرد عليه، فافترى على المجيب"(5).
وقد ذهب البكري في جوابه إلى جواز الاستغاثة بالنبي والرجل الصالح، بل كفَّر من أنكرها، وجعلها من صفات الكمال للنبي صلى الله عليه وسلم التي يكفر من أنكرها.
3 -
"شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق"، تأليف يوسف بن إسماعيل النبهاني (ت سنة 1350 هـ)(6)، حمل فيه على شيخ الإسلام ابن تيمية، وأجاز
(1) انظر: ص 2 من المخطوط.
(2)
انظر: ص 384.
(3)
انظر: ص 245.
(4)
ص 242 الطبعة الثانية 1374 هـ، الناشر مكتبة مصطفى البابي الحلبي وأولاده - مصر.
(5)
انظر: ص 302.
(6)
وقد طبع الكتاب طبعتين، الأولى طبعة دار الفكر بيروت 1350 هـ، والثانية عام 1374 هـ في مجلد.
الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم والصالحين والأولياء. وهو والله شواهد الضلال.
4 -
"الإغاثة بأدلة الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم"، تأليف حسن بن علي السقاف -هداه الله- قال فيه بالاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم، وجعل عمدته أدلة حياة النبي صلى الله عليه وسلم (1).
5 -
"نفحات القرب والاتصال بإثبات التصرف للأولياء بعد الانتقال"، تأليف شهاب الدين أبي العباس الحموي الحنفي (ت 1098 هـ).
6 -
"تحريض الأغبياء على الاستغاثة بالأنبياء والأولياء"، تأليف عبد الله بن إبراهيم الميرغني (ت 1207 هـ).
7 -
"أنوار الانتباه بحِلِّ النداء بيا رسول الله"، تأليف أحمد رضا الأفغاني إمام البريلوية (ت 1340 هـ)، وله كتابان آخران هما:"بركات الاستمداد" و"حدائق بخشش" يعني حدائق الهبات، كله استغاثات بالأموات (2).
وأما عقد القبورية الأبواب والفصول في كتبهم للاستغاثة بالأموات؛ فكثيرة (3).
(1) الطبعة الأولى عام 1410 هـ، الناشر مكتبة الإمام النووي عمان - الأردن.
(2)
انظر: جهود علماء الحنفية 2/ 1052.
(3)
انظر: على سبيل المثال: "شفاء السقام" للسبكي الباب الثامن في التوسل والاستغاثة والتشفع بالنبي صلى الله عليه وسلم، ص 113 ط بولاق، والتركمة، وص 160 ط لجنة التراث ببيروت، نقلاً عن جهود علماء الحنفية 2/ 1053، وفي طبعة دار الآفاق الجديدة بيروت - لبنان الطبعة الثانية 1978 ص 16 حُرف عنوان الباب إلى الاستعانة بدل الاستغاثة، وما ذاك إلا محاولة للتهرب من القول بهذه العقيدة الشركية، التي هي أم الشركيات، ولا غرابة فقد حرَّفوا كلام الله ورسوله فأئمتهم من باب أولى.
و"غوث العباد" للحمامي ص 211 طبعة الديوبندية، "والتوسل" لابن مرزوق ص 185 الباب الثامن، "وحجة الله على العاملين" الباب الثاني 2/ 785.
و"حقيقة التوسل والوسيلة في ضوء الكتاب والسنة"، لموسى محمد علي الباب الثاني الفصل الأول ص 137 وما بعدها والثاني ص 155 - 175.
و"التوسل" لمحمد حسنين مخلوف ص 73، و"النقول الشرعية" للشطي ص 106 و"مصباح الأنام وجلاء الظلام في رد شبه البدعي النجدي التي أضل ما العوام" لعلوي أحمد الحداد، طـ المطبعة العامرة الشرفية مصر 1325 هـ ص 26، و"فصل الخطاب في ضلالات ابن عبد الوهاب" للقبانى ق 60 خ، "والفجر الصادق" لجميل الزهاوي ص 40 طـ مكتبة المليجي مصر 1323 هـ وغّيرها كثير، وغالب من رد على دعوة الشيخ محمد بن =