المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ المثال العلمي - الاستغاثة في الرد على البكري

[ابن تيمية]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة الطبعة الثانية

- ‌مقدمة الطبعة الأولى

- ‌القسم الأول: الدراسة

- ‌الباب الأول: في ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية وترجمة البكري

- ‌الفصل الأول: ترجمة مختصرة لشيخ الإسلام ابن تيمية

- ‌ ترجمة موجزة للمؤلف:

- ‌اسمه ونسبه ومولده ونشأته:

- ‌ مكانته ومنزلته:

- ‌ جهاده وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر:

- ‌ محنته وسجونه:

- ‌ مؤلفاته ورسائله:

- ‌ وفاته:

- ‌الفصل الثاني: ترجمة البكري وموقفه من شيخ الإسلام ابن تيمية

- ‌1 - اسمه ونسبه ومولده:

- ‌2 - شيوخه وآثاره العلمية:

- ‌3 - مذهبه الفقهي:

- ‌4 - عقيدة البكري:

- ‌5 - طريقة البكري الصوفية:

- ‌6 - منهج البكري في التكفير:

- ‌7 - مواقفه مع شيخ الإسلام ابن تيمية:

- ‌8 - موقف البكري مع السلطان (الملك الناصر محمد بن قلاوون):

- ‌9 - وفاته وشعره:

- ‌الباب الثاني: دراسة الكتاب

- ‌الفصل الأول:‌‌ الاستغاثةأقسامها وحكمها

- ‌ الاستغاثة

- ‌أقسام الاستغاثة:

- ‌الاستغاثة المشروعة

- ‌ الاستغاثة الممنوعة

- ‌الفصل الثاني: الكتب المؤلفة في موضوع الاستغاثة

- ‌القسم الأول: الكتب المؤلفة في الاستغاثة بالله -تعالى

- ‌ من المؤلفات في هذا القسم:

- ‌ القسم الثاني: الانحراف في مسألة الاستغاثة:

- ‌ القسم الثالث: ردود أهل السنة والجماعة:

- ‌الفصل الثالث: عنوان الكتاب ونسبته للمؤلف

- ‌ نسبة الكتاب إلى المؤلف:

- ‌الفصل الرابع: منهج المؤلف في الكتاب

- ‌1 - الشمولية في الرد:

- ‌2 - وضوح الهدف والغاية:

- ‌3 - ثبات المنهج والثقة به:

- ‌4 - الأمانة العلمية والصدق:

- ‌5 - العدل والانصاف:

- ‌6 - المقارنة والتحليل:

- ‌7 - الاستطراد والتكرار:

- ‌القسم الثاني: تحقيق الكتاب

- ‌الباب الأول

- ‌الفصل الأول: وصف النسخ الخطية للكتاب

- ‌ النسخة الأولى:

- ‌ النسخة الثانية ورمزها (ف):

- ‌ النسخة الثالثة ورمزها (د):

- ‌ النسخة الرابعة ورمزها (ح):

- ‌ تاريخ تأليف الكتاب:

- ‌الفصل الثاني: منهج تحقيق الكتاب والتعليق عليه

- ‌(1) تحقيق النص:

- ‌(2) عزو الأحاديث والآثار:

- ‌(3) توثيق الأقوال والمسائل والآراء الفقهية:

- ‌(4) التراجم والتعريفات:

- ‌(5) المصادر والمراجع:

- ‌(6) الرموز والمصطلحات:

- ‌الباب الثاني: كتاب تلخيص الاستغاثة لابن كثير

- ‌الفصل الأول: كتاب تلخيص الاستغاثة

- ‌الفصل الثاني: نسبة التلخيص لابن كثير

- ‌الفصل الثالث: منهج ابن كثير في التلخيص

- ‌الفصل الرابع: الموضوعات التي انفرد بها التلخيص أو أطال فيها

- ‌ أولاً: الموضوعات التي انفرد التلخيص بذكرها:

- ‌ ثانياً: الموضوعاث التي أطال الملخص فيها:

- ‌الفصل الخامس: الموضوعات التي فقدت من الكتاب الأصل أو جاءت مختصرة فيه

- ‌1 - رأي ابن تيمية في البكري:

- ‌2 - وصف ابن تيمية لرد البكري عليه:

- ‌3 - سبب رد ابن تيمية على البكري:

- ‌4 - استدلال البكري بحديث آدم في الرد على ابن تيمية:

- ‌ رد ابن تيمية

- ‌5 - كذب البكري في تكثير رواة حديث توسل آدم:

- ‌6 - الأحاديث الواردة في كتابة نبوة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌7 - الأحاديث الموضوعة:

- ‌8 - دعوى البكري في توسل الأنبياء بالنبي صلى الله عليه وسلم

- ‌9 - أمثلة لما ورد عن أنبياء بني إسرائيل:

- ‌10 - استدلال البكري بقصة الامام مالك مع أبي جعفر المنصور:

- ‌ رد ابن تيمية

- ‌11 - استدلال البكري بحديث الكوة:

- ‌ رد ابن تيمية

- ‌12 - استدلال القبورية بحديث الأعمى:

- ‌13 - استدلال القبورية بسماع الميت:

- ‌14 - صور السؤال وحكم كل صورة:

- ‌15 - أحاديث زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم كلها موضوعة:

- ‌16 - مراتب بدعة سؤال الموتى:

- ‌17 - دعاء صفة من صفات الله:

- ‌18 - سبب ضلال القبورية وأصل شبهتهم:

- ‌19 - أهمية التوحيد:

- ‌20 - استعداء البكري للدولة:

- ‌21 - مدح البكري لكتاب المؤلف الصارم المسلول:

- ‌22 - رد على البكري على استشهاد ابن تيمية بحديث لا يستغاث بي:

- ‌ رد ابن تيمية

- ‌ المثال العلّمي

- ‌ التّوحيد المنجي: شهادة أن لا إله إِلَّا الله

- ‌ المطلوب من النّبيّ صلى الله عليه وسلم تارة يقدر عليه، وتارة لا يقدر عليه

- ‌ السبب المشروع لا ينافي التوكل

- ‌من أنكر ما ثبت بالتواتر والإجماع فهو كافر

- ‌ لعن الذين يتخذون القبور مساجد

- ‌الكمال المطلق الذي لا غاية فوقه لله تبارك وتعالى

- ‌ الفرق بين الحب في الله والحب مع الله

- ‌الذين لا يثبتون إلا المشيئة العامة لا يقولون بالفرق الثاني

- ‌الخاتمة

- ‌فهرس‌‌ المصادر والمراجع

- ‌ ا

- ‌ ب

- ‌ ت

- ‌ج

- ‌ح

- ‌د

- ‌ خ

- ‌ر

- ‌ ذ

- ‌ س

- ‌ش

- ‌ص

- ‌ ط

- ‌ض

- ‌ع

- ‌ غ

- ‌ ف

- ‌ق

- ‌ك

- ‌ل

- ‌م

- ‌ ن

- ‌ة

- ‌ و

- ‌ي

الفصل: ‌ المثال العلمي

فعل الآخر، ولكن أخبر أن إحساس العبد وفعله يقع به، لأنّ العبد إذا صار لله فيما يحبه ويرضاه، ويحب ما يحب، ويبغض ما يبغض، ويرضى بما يرضى، ويأمر بما يأمر، وينهى بما ينهى صار الإيمان به ومعرفته وتوحيده في قلبه، فإحساسه وأفعاله [تقع](1) به، وهذا فيما في القلب نظير قوله فيما للسان:"أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه"(2)، فقال: تحركت بي؛ وإنما تتحرك باسمه، كذلك قوله:"فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي"، أي بما في قلبه من الإيمان بي، وقد يسمى هذا‌

‌ المثال العلّمي

(3)، وهذا كثير في الكلام؛ كقول القائل:

= به، ويده الّتي يبطش بها، ورجله الّذي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته".

وقال ابن حجر في فتح الباري 11/ 419 في شرح الحديث: بعد ذكر أقوال العلماء فيه، قال: وحمله بعض أهل الزيغ على ما يدعونه؛ من أن العبد إذا لازم العبادة الظاهرة والباطنة حتّى يصفى من الكدورات يصير في معنى الحق -تعالى الله عن ذلك-، وأنّه يفنى عن نفسه جملة حتّى يشهد أن الله هو الذاكر لنفسه الموحد لنفسه المحب لنفسه، وأن هذه الأسباب والرسوم تفسير عدمًا صرفًا في شهوده وإن لم تعدم في الخارج، وعلى الأوجه كلها فلا متمسك فيه للاتحادية ولا القائلين بالوحدة المطلقة لقوله في بقية الحديث:"ولئن سألني، ولئن استعاذني"، فإنّه كالصريح في الرَّدِّ عليهم. أ. هـ. وكذلك رد على الاتحادية والحلولية في تمسكهم بهذا الحديث ابن رجب في جامع العلوم والحكم 2/ 247.

(1)

كذا في (د) و (ح) وفي الأصل و (ف) يقع.

(2)

أخرجه البخاريّ في (كتاب التّوحيد، باب قول الله تعالى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ} وفعل النّبيّ صلى الله عليه وسلم حين ينزل عليه الوحي) تعليقًا جازمًا به (5/ 2350) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ولفظه: "قال الله -تعالى-: أنا مع عبدي حيثما ذكرني وتحركت بي شفتاه"، وفي رواية الكشميني -أحد رواة البخاريّ-:"ما ذكرني" فتح الباري لابن حجر 13/ 611، وأخرجه أيضاً أحمد في المسند 2/ 540 موصولًا، والحاكم في المستدرك 2/ 496 في كتاب الدُّعاء وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. ووصله ابن حجر وذكر طرقه في تغليق التعليق 5/ 362 - 364 باب قوله عز وجل: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16)} .

(3)

والمثال العلّمي هو: أن محبة الله تستولي على قلب المُحب بحيث يفنى بها عن غيرها، ويغلب محبوبه على قلبه حتّى كأنّه يراه ويشاهده، فإن لم يكن عنده معرفة صحيحة بالله وما يجب له وما يستحيل عليه، وإلا طرق باب الحلول إنَّ لم يلجه. والمثال العلّمي غير الحقيقة الخارجية وإن كان مطابق لها، فمحله القلب ومحل الحقيقة الخارج. =

ص: 154

ساكن في القلب يعمره

لست أنساه فأذكره (1)

وقال آخر (2):

ومن عجبي أني أحنُّ إليهم

وأسأل عنهم من لقيت وهم معي

وتطلبهم عيني وهم في سوادها

ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي (3)

وقد يسمى هذا حلولًا، لحلول معرفته ومحبته في العارف (4) المحب، وقد غلط بعض النَّاس فظن أن ذات المعلوم المحبوب محل، وهذا غلط، كما غلط من قال بحلول ذات الرب في بعض عبيده كالنصارى ومن ضاهاهم من غلاة الشيعة، وجهَّال الصوفية.

الوجه الثّاني قوله: (فإذا غلب على المقرب شهود القيومية ورؤية

= انظر: طريق الهجرتين وباب السعادتين لابن القيم ص 23 طبعة 1413 هـ على نفقة محمّد بن صالح بن سلطان، ومجوع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 2/ 386، وجامع العلوم والحكم 2/ 346.

(1)

هذا البيت نسبه القشيرتي للجنيد، قيل للجنيد قل: لا إله إِلَّا الله، فقال: ما نسيته فأذكره!! وقال:

حاضر في القلب يعمره

لست أنساه فأذكره

فهو مولاي ومعتمدي

ونصيبي منه أوفره

انظر: الرسالة القشيرية لأبي القاسم عبد الكريم القشيري، تحقيق د. عبد الحليم محمود ومحمود الشريف 2/ 596، باب أحوالهم عند الخروج من الدنيا (طبعة 1974) الناشر دار الكتب الحديثة - مصر.

(2)

في (د): الآخر.

(3)

في (ف): أضلاعي. دم لم أجد من ذكر قائل هذين البيتين.

(4)

العارف عند الصوفية قال السمرقندي: هو من أشهده الله ذاته وصفاته وأسماءه وأفعاله، فالمعرفة حال تحدث من شهوده. انظر: اصطلاحات الصوفية، تأليف كمال الدِّين عبد الرزّاق الكاشي السمرقندي ص 54، طبعة سلسلة إشاعة العلّو - القاهرة.

وقد جعل الصوفية من صفات العارف: الحيرة ودوام التفكير، حيرة في الله -تعالى- والصمت والخوف ورحمة الناس والغيرة على محارم الله، وزاد ابن عربي اطلاعه على الغيب من غير حجاب.

انظر: من قضايا التصوف في ضوء الكتاب والسُّنَّة، تأليف د. محمّد السَّيِّد الجليند ص 127 - 129 الطبعة الثّالثة 1410 هـ الناشر دار اللواء الرياض. وهذه الصفات منها ما ورد ذمه في الشّرع كالصمت، وبعضها لا يتصف به مسلم كالحيرة في الله، وبعضها كفر بالله -تعالى-.

ص: 155

التّوحيد، كما جاء في مقام الإحسان (1)"أن تعبد الله كأنك تراه"(2)، نطق برد الأشياء إلى خالقها وغلب ذلك على نطقه).

فيقال: مشهد (3) القيومية يشهد فيه أن الله خالق كلّ شيء، وهذا الشهود العام يتناول ما دخل من إيمان وكفر، وأمّا الإحسان الّذي فيه "أن تعبد الله كأنك تراه"، فهذا مقام من يميز بين المأمور والمحظور، فإن العبد إذا قدّر (4) كأنّه يشاهد ربه فعل ما أُمر به وترك ما نُهي عنه، ووَالى أولياءه وعادى أعداءه، وهذا مشهد الإلهية (5) الّذي دعت إليه الرسل؛ حيث أمروا بعبادة الله وحده وطاعته، وليس هذا هو مشهد القيومية، ولكن من أكبر من هذا الرَّجل غلطوا في هذا، -فغلط مثل هذا لا يُنكر- لا سيما كثير من الشيوخ المعظمين عند هذا وأمثاله، فإنهم لا يفرقون بين هذا وهذا؛ بل ويُعدون نهاية العارفين الفناء (6) في توحيد الربوبية وشهود القيومية

(1) الإحسان: لغة: فعل ما ينبغي أن يفعل من الخير، وفي الشّريعة: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنّه يراك (التعريفات 12 باب الألف).

(2)

أخرجه البخاريّ في (كتاب الإيمان، باب سؤال جبريل النّبيّ صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام والإحسان (1/ 40 برقم 50 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وأوله: "كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم بارزًا يومًا للناس، فأتاه رجل فقال:

الحديث"، ومسلم في (كتاب الإيمان، باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان) 1/ 36 رقم 8.

(3)

في (د) شهدوا.

(4)

في (ط) صار.

(5)

مشهد الإلهية: هو شهادة أن لا إله إِلَّا الله، وأن إلهية ما سواه باطل ومحال، كما أن ربوبية ما سواه كذلك، فلا أحد يستحق أن يؤله ويعبد، ويصلّى له ويسجد، ويستحق -سبحانه- نهاية الحب مع كمال الذل، فهو المطاع وحده على الحقيقة، والمألوه وحده وله الحكم وحده.

وهذا المشهد هو مشهد الرسل وأتباعهم الحنفاء، وهو أعلى من مشهد الربوبية الّذي

هو مشهد القيومية، ولذلك فتوحيد الربوبية أعظم دليل على توحيد الإلهية. انظر" طريق

الهجرتين لابن القيم ص 44 - 45.

(6)

قسم ابن تيمية الفناء على ثلاثة أقسام: فناء عن عبادة السِّوَى وهو: عبادة الله وحده وهو التّوحيد، وفناء عن شهود السِّوَى وهو: الفناء عن شهود ما سوى الله، وهو الاصطلام، والثّالث الفناء عن وجود السِّوَى وهو: قول أهل وحدة الوجود. انظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 1/ 370. =

ص: 156

والاصطلام (1) في شهود القدر الجاري، ويقول أحدهم إنَّ مشاهدة العارف المنتهي في القربة لحكم الله -الّذي هو مشهد (2) مشيئته العامة- لم يدع له استحسان حسنة ولا استقباح سيئة.

وقد يقول أحدهم: هذا العارف يكون الجمع (3) في قلبه مشهودًا والفرق (4) على لسانه موجودًا ومرادهم بالجمع شهود القدر.

= والمؤلِّف هنا يشير إلى القسم الثّاني وهو الفناء عن شهود ما سوى الله، وهو الّذي يشير إليه أكثر الصوفية المتأخرين، ويعدونه غاية، وأصل هذا الفناء الاستغراق في توحيد الربوبية وهو رؤية الله بخلق الأشياء، وملكها واختراعها، وأنّه ليس في الوجود قط إِلَّا ما شاءه وكونه. فيشهد ما اشتركت فيه المخلوقات من خلق الله إياها، ومشيئته لها، وقدرته عليها، وشمول قيوميته وربوبيته لها. ولا يشهد ما افترقت فيه من محبة الله لهذا وبغضه لهذا، وأمره بما أمر به، ونهيه عما نهى عنه، وموالاته لأوليائه ومعاداته لأعدائه.

انظر: مدارج السالكين لابن القيم 1/ 173 - 178، ولكن توحيد الربوبية لا يكفي في النجاة فضلًا عن أن يكون شهوده والفناء فيه هو غاية الموحدين ونهاية مطلبهم، فالغاية الّتي لا غاية وراءها ولا نهاية بعدها هو توحيد الإلهية. انظر: طريق الهجرتين ص 30.

(1)

الاصطلام في عرف الصوفية هو: الوله الغالب على القلب، وهو قريب من الهيمان. وقيل: هو غلبات الحق الذي يجعل كلية العبد مغلوبة له بامتحان اللطف في نفي إرادته. انظر: اصطلاحات الصوفية للكاشي السمرقندي ص 5، ومعجم مصطلحات الصوفية للحفني ص 17 حرف الألف.

(2)

(مشهد) سقطت من (ف).

(3)

الجمع في عرف الصوفية هو: شهود الأشياء بالله والتبري من الحول والقوة إِلَّا

بالله. التعريفات للجرجاني ص 77 باب الجيم.

والصواب أن الجمع ينقسم إلى قسمين: الأوّل: الجمع ويراد به جمع الوجود وهو يزيل التفرقة بين الرب والعبد، والخالق والمخلوق، والقديم والحديث. وهذا جمع الملاحدة القائلين بوحدة الوجود، وهذا أبطل الباطل. والثّاني: الجمع ويراد به الجمع بين إلإرادة والطلب على المراد المطلوب وحده، وهذا هو الجمع الصحيح. مدارج السالكين 3/ 445.

(4)

الفرق في عرف الصوفية هو: تكثر الواحد بظهيره في المراتب الّتي هي ظهور شؤون الذات الأحدية. وتلك الشؤون في الحقيقة اعتبارات محضة لا تحقيق لها إِلَّا عند بروز الواحد بصورها. التعريفات للجرجاني ص 66 باب الفاء. =

ص: 157

وهؤلاء غاية تحقيقهم شهود التّوحيد الّذي أقر به عبَّاد الأصنام (1) العرب، كانوا يُقرون بأن الله خالقُ كلّ شيء وربّه ومليكه؛ كما أخبر الله عنهم في القرآن في غير موضع، كقوله تعالى:{قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (84) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (85) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (88) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (89)} [المؤمنون: 84 - 89]، وقال تعالى:{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [لقمان: 25]، وقد أخبر الله تعالى عنهم أنّهم احتجوا في ذلك بقوله:{سَيَقُولُ} [الأنعام: 148].

وقد ظن طائفة من المثبتين للقدر أنّهم قالوا هذا على سبيل التكذيب بالقدر والاستهزاء به (2)، لقوله:{كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} [الأنعام: 148]، وبهذا أجابوا القدرية لما احتجت (3) عليهم بهذه الآية، وهذا غلط، فإن العرب كلهم كانوا يثبتون القدر، ويقرون أن الله خالق كلّ شيء وربه ومليكه فلم يكونوا مكذبين بذلك، ولا ذمهم الله -سبحانه- على التكذيب بالقدر؛ بل على الاحتجاج به على إبطال الأمر والنهي، وقوله:{كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} [الأنعام: 148]، أي كذبوا بالأمر والنهي الّذي جاءت به الرسل، فإن هذا هو تكذيب الذين من قبلهم؛ الذين ذكر الله في القرآن، ولهذا قال:{قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا} [الأنعام: 148]، أي: فإن المحتج

= والصواب أن الفرق ينقسم أيضاً إلى قسمين الأوّل: الفرق بين القديم والمحدث، وبين الخالق والمخلوق، ويقابل جمع الملاحدة، ويقولون الجمع ما أسقط هذا الفرق، وهذا هو الفرق الصحيح. والثّاني: الفرق بين الهمة والإرادة، ويقابل الجمع الصحيح أي الجمع بين الإرادة والطلب على المراد المطلوب وحده، وهذا الفرق مذموم. مدارج السالكين 3/ 445.

(1)

في (د) فإن عباد الأصنام من العرب.

(2)

مثل التفتازاني في شرح المقاصد 4/ 274.

(3)

في (د) أحتججت.

ص: 158

بالقدر لا يحتج به إِلَّا إذا لم يكن عنده علم؛ بل يتبع هواه، فإنها حجة متناقضة، إذ لو احتج عليه بالقدر لما قبل هو ذلك منه (1)، وهذا مبسوط في غير هذا الموضع.

فمن كان غاية توحيده شهود القيومية والربوبية العامة؛ كان قد شهد ما أقر به المشركون، ولم يكن قد شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإنما يشهد ذلك من شهد الفرق بين المأمور والمحظور، وبين أولياء الله وأعدائه، وبين توحيده والإشراك به، وعَبَدَ الله كأنّه يراه، وهذا شهد الفرق في الجمع؛ فهو مع شهود القيومية؛ يشهد أنّه (2) الإله المستحق للعبادة دون سواه، ووجوب طاعة رسوله وموالاة أوليائه ومعاداة أعدائه، ويستعينه على فعل ما أمر وترك ما حظر، وشهوده أنّه خلق الملائكة والشياطين؛ (لا يحجبه عن أن يشهد أن الملائكة أولياؤه والشّياطين أعداؤه، وكذلك شهوده أنّه خالق أفعال العباد)(3)؛ لا يحجبه عن أن يشهد [أنّه يحب](4) الإيمان والعمل الصالح، ويرضاه ويكرم أهله ويقربهم إليه، وينهى عن الكفر والفسوق والعصيان ويمقت أهله ويعاقبهم، فمن غلط هذا؛ ظن أن مجرد شهود القيومية هو شهود (5) المقربين، وظن أن هذا هو عبادة الرب، كأنّه يراه.

ومن هؤلاء (من يظن)(6) أن من (7) شهد القيومية سقط عنه الملام، ومنهم من يقول إنَّ الخضر (8) سقط عنه الملام لشهوده القيومية، وهذا كله

(1) قرر هذا المعنى ابن جرير الطبرى. انظر: تفسير الطبري 5/ 387 - 388، ونقل إجماع أهل التفسير على هذا.

(2)

في (د) أن وهو خطأ.

(3)

ما بين القوسين سقط من (د) و (ح) وبهامش (ف).

(4)

ما بين المعقوفين من (ف) و (د) و (ح) وسقط من الأصل.

(5)

في (ف) شهد.

(6)

ما بين القوسين سقط من (ف).

(7)

(من) سقطت من (ف).

(8)

الخضر هو صاحب موسى عليه السلام، اختلف في اسمه، ونسبه، ونبوته، وقد قيل فيه أقوال كثيرة، قال ابن حجر في الزهر النضر في نبأ الخضر (ضمن مجموعة الرسائل =

ص: 159

باطل، وطرد هذا القول يجر إلى شرٍّ من أقوال اليهود والنصارى، فإن اليهود والنصارى يميزون في الجملة بين أمور منكرة، كما يميزون بين الصدق والعدل وبين الكذب والظلم، وهؤلاء إذا شهدوا القيومية العامة؛ لم يميزوا بين المعروف والمنكر، ولا بين الصدق الكذب، والعدل والظلم، وهم في هذا النَّفْي لا يثبتون؛ بل يميزون تمييزًا طبعيًا لا شرعيًّا، فيفرق أحدهم بين ما يهواه وبين ما لا يهواه، فيطلب هذا وينفر عن هذا، ويمدح من وافق غرضه، ويذم من خالف غرضه، ولهذا كان هؤلاء نهاية سلوكهم هو الفناء والجمع والاصطلام، لا يحبون ما أحب الله، ولا يبغضون ما أبغض الله، فإن الإرادة والمحبة والرضا سواء عندهم (1)، كما تقول القدريّة من المعتزلة وغيرهم.

= المنيرية) 2/ 198: كان بعض أكابر العلماء يقول: أول عقدة تحل من الزندقة اعتقاد كون الخضر نبيًا، لأنّ الزنادقة يتذرعون بكونه غير نبي إلى أن الولي أفضل من النّبيّ. أ. هـ، وقد وردت آثار ضعيفة وموضوعة في تعميره حتّى يكذب الدجال، وقد تتبع ابن كثير في قصص الأنبياء ص 459 - 460 الأخبار الواردة في حياته ثمّ قال: وهذه الروايات والحكايات هي عمدة من ذهب إلى حياته إلى اليوم، وكل من الأحاديث المرفوعة ضعيفة جدًا لا يقوم بمثلها حجة في الدِّين، والحكايات الواردة لا يخلو أكثرها عن ضعف الإسناد، وما كان منها صحيحًا فهو عن غير معصوم، وذهب جماهير العلماء إلى أنّه مات، منهم البخاريّ وإبراهيم الحربيّ، وألف ابن الجوزي كتاب:"عجالة المنتظر في شرح حالة الخضر"، ونصوص الكتاب والسُّنَّة تدل على موته. أ. هـ.

وقد استدل الصوفية بقصة الخضر في الحقيقة والشريعة، وفي طاعة المريد لشيخه طاعة مطلقة وغيرها، وأشد وأدهى تمثل الشّياطين لهم وادعائها أنّها الخضر، وسبب ذلك طمع الشّياطين بهؤلاء، قال المؤلِّف في مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 7/ 392: لم يقل أحد قط من الصّحابة: أن الخضر أتاه ولا موسى، ولا عيسى، ولا أنّه سمع رد النّبيّ صلى الله عليه وسلم عليه. أ. هـ. ويوجد في بعض بلدان العالم الإسلامي مشاهد يدَّعون أنّها للخضر.

انظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 27/ 100 - 120، وكتاب فوائد حديثية، تأليف ابن القيم، تحقيق مشهور بن حسن وإياد القيسي ص 81 وما بعدها (الطبعة الأولى 1416 هـ، الناشر دار ابن الجوزي الدمام)، والخضر وآثاره بين الحقيقة والخرافة، تأليف أحمد الحصين (الطبعة الأولى 1407 هـ الناشر دار البخاريّ بريدة).

(1)

هل الإرادة تستلزم الرضا والمحبة؟ الخلاف في هذه المسألة على قولين: القول الأوّل: أن الإرادة تستلزم الرضا والمحبة، وهذا قول الجهمية والمعتزلة وأغلب الأشاعرة، واختلفوا فيما يقع من الكفر والمعاصي هل هو محبوب لله لكونه مرادًا له؟ فقالت المعتزلة القدرية: قد عُلمَ أن اللهّ يحب الإيمان والعمل الصالح ولا يحب الفساد، ولا يرضى الكفر =

ص: 160

لكن أولئك قالوا: هو (1) لا يحب الكَفر والفسوق والعصيان فلا يريده، فيكون ما يقع من ذلك بدون مشيئته وقدرته، فيكون ما لا يشاء، ويشاء ما لا يكون.

وقال هؤلاء: هو أراد الكفر والفسوق والعصيان، فهو يحب ذلك ويرضاه، وإن كان لا يريده (2) دينًا، بل يريد تنعيم من أطاعه وتعذيب من عصاه.

ثمّ قال هؤلاء: هذا الفرق يعود إلى حظوظ (3) أنفسهم، فالعارف الفاني عن حظوظه في شهود قيوميته لا يستحسن حسنة ولا يستقبح سيئة.

ثمّ قالوا: والأنبياء والصديقون يقومون بالفرق لأجل العامة، رحمة بهم، وهذا عندهم من التلبيس الّذي أمرت به الخاصة، وهم يبطنون ما يظهرون،

= والمعاصي، فلما كان هذا ثابت لزم أن تكون المعاصي ليست مقدرة له ولا مقضية، فهي خارجة عن مشيئته وخلقه، وقالت الجهمية ومن اتبعها من الأشاعرة: ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وكل ما في الوجود فهو بمشيئته وقدرته، وهو خالقه، وعلى هذا فالكون كله، قضاؤه وقدره، وطاعته ومعصيته، وخيره وشره، محبوب لله، لأنّه مريد له وخالقه، وقد حاول بعض الأشاعرة التخفيف من الألفاظ وبعضهم تجنب التصريح بذلك ونهى عنه.

والقول الثّاني: أن الإرادة لا تستلزم الرضا والمحبة، وهو قول عامة أهل السُّنَّة المثبتين للقدر، قالوا: إنَّ الله وإن كان يريد المعاصي قدرًا، فهو لا يحبها ولا يرضاها ولا يأمر بها، بل يبغضها ويسخطها ويكرهها وينهى عنها. وأن الإرادة في كتاب الله نوعان:

إرادة قدرية كونية خلقية، وإرادة دينية أمرية شرعية هي المتمضنة للمحبة والرضا، والكونية هي المشيئة الشاملة لجميع الموجودات، فالإرادة الدينية هي المذكورة في مثل قول النَّاس لمن يفعل القبائح: هذا يفعل ما لا يريده الله، أي لا يحبه ولا يرضاه ولا يأمر به، والإرادة الكونية هي المذكورة في قول المسلمين: ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. انظر: شرح الأصول الخمسة ص 459 وما بعدها، والإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد لأبي المعالي الجويني، تحقيق أسعد تميم ص 211 - 219 (الطبعة الأولى 1405 هـ، الناشر مؤسسة الكتب الثقافية بيروت - لبنان)، ومجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 11/ 356 - 358، 8/ 240 - 241، وشفاء العلّيل لابن القيم 1/ 141 - 142، وشرح الطحاوية ص 113 - 114، 251، 447، والقضاء والقدر، تأليف د. عبد الرحمن المحمود ص 196 - 200.

(1)

(هو) سقطت من (د).

(2)

في (ف): يريد وهو خطأ.

(3)

حظوظ جمع حظ وهو النصيب. المصباح المنير، تأليف أحمد الفيومي المُقرئ ص 54 الناشر مكتبة لبنان بيروت - لبنان.

ص: 161

فإنّه يكون الجمع في قلوبهم مشهودًا، والفرق في ألسنتهم موجودًا، فالقائم بالفرق عندهم لا يكون إِلَّا واقفًا مع حظه أو ملبّسًا (1) بإيمانه لأجل غيره، إذ لا فرق بنسبة إلى الله عندهم.

ومن عرف ما جاءت به الرسل من إثبات محبة الله ورضاه، وفرحه بتوبة التائبين وسخطه وغضبه ومقته لمن عصاه، وعرف أن الفرق ثابت بالنسبة إلى القدر مع شمول المشيئة لكلّ واقع؛ وصار على ملة إبراهيم الّذي اتخذه الله خليلًا، فأحب الله وأحب ما يحبه الله، كان متابعًا لما أمر الله به وأحبّه ورضيه، ولم يكن مع مجرد الإرادة.

فإن هؤلاء دخلوا بإرادة أنفسهم فانتهوا إلى الإرادة الخلقية، ومن دخل بالإرادة الّتي هي أمر الله ونهيه مصدقًا لما أخبر الرسول من الفرق الثابت في كتاب الله وأفعاله، كان على دين الإسلام الّذي أرسل الله به رسله وأنزل كتبه، على ملة إبراهيم ودين محمّد صلى الله عليه وسلم؛ ومن لم يقل بالفرق في نفس الأمر فإنّه خارج عن حقيقة الإيمان كما أنّه خارج عن شريعة الإسلام، فليس معه حقيقة إيمانية، ولا شريعة إسلامية، وإنّما معه حقيقة خلقية قدرية أقر بها عبَّاد الأصنام الذين هم مشركون، وذلك أن شهود القيومية بلا جمع ممتنع طبعًا وشرعًا، فمن لم يشهد الفرق الشرعي الإلهي؛ وإلا كان مع الفرق الطبعي النفساني أو مع فرق آخر شيطاني.

فمن لم يعبد الرّحمن عبد الشيطان، {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37) حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38)} [الزخرف: 36 - 38]، وذكر الرّحمن يراد به الذكر الّذي أنزله الله، كما قال تعالى {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126)} [طه: 123 - 126]، فمن أعرض عن هدى الله الّذي أرسل به رسله وأنزل به كتبه؛ فلم

(1) في (ف) ملتبسًا.

ص: 162