الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4 -
دَخلهَا تقبض على الوطاسيين أجمع وَبعث بهم مصفدين إِلَى مراكش عدا أَبَا حسون المخلوع فَإِنَّهُ فر إِلَى الجزائر إِلَى أَن كَانَ من أمره مَا نذكرهُ ثمَّ إِن الشَّيْخ السَّعْدِيّ غدر ببني وطاس فِيمَا قيل بعد أَن أظهر الْعَفو عَنْهُم وسرح سلطانهم أَبَا الْعَبَّاس من ثقافة وَالله أعلم وَفِي الجذوة كَانَت وَفَاة السُّلْطَان أبي الْعَبَّاس الوطاسي بمراكش قرب سنة السِّتين وَتِسْعمِائَة اه
وَزعم منويل أَنه قتل مذبوحا بدرعة قَالَ زحف أَبُو عبد الله مُحَمَّد الشَّيْخ السَّعْدِيّ إِلَى فاس فبرز إِلَيْهِ أَبُو حسون الوطاسي وَكَانَ قَائِد جَيش ابْن أَخِيه وَوَقع بَينهمَا قتال عَظِيم انهزم فِيهِ أَبُو حسون إِلَى فاس وحاصره السَّعْدِيّ بهَا سنتَيْن وَلما قلت الأقوات وَعجز الوطاسيون عَن الدفاع نزلُوا على حكم السَّعْدِيّ فَقبض على أبي الْعَبَّاس الوطاسي وفر أَبُو حسون إِلَى الجزائر واستقل مُحَمَّد الشَّيْخ السَّعْدِيّ بِأَمْر الْمغرب وَغرب الوطاسيين إِلَى درعة فَقتل أَبَا الْعَبَّاس الوطاسي الَّذِي كَانَ تلميذا لَهُ ذبحا اه كَلَامه
بَقِيَّة أَخْبَار السُّلْطَان أبي الْعَبَّاس الوطاسي وَسيرَته
كَانَ من جملَة وزراء السُّلْطَان أبي الْعَبَّاس الْمَذْكُور ابْنه مُحَمَّد وَمن أخباره مَا ذكره فِي الدوحة فِي تَرْجَمَة الشَّيْخ أبي عُثْمَان سعيد بن أبي بكر المشترائي دَفِين مكناسة الزَّيْتُون قَالَ من كراماته الشائعة مَا اتّفق لَهُ مَعَ الْوَزير أبي عبد الله مُحَمَّد بن السُّلْطَان أبي الْعَبَّاس أَحْمد الوطاسي لما استوزره أَبوهُ وولاه على مكناسة فَكَانَ بهَا فَغَضب ذَات يَوْم على أحد المشاورية فهرب المشاوري إِلَى زَاوِيَة الشَّيْخ أبي عُثْمَان فَبعث الْوَزير إِلَى الشَّيْخ بِأَن عَلَيْهِ الْأمان ويبعثه إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ إِن شِئْت أَن تذْهب إِلَى سيدك فافعل فَقَالَ المشاوري يَا سَيِّدي أَخَاف أَن يقتلني فَقَالَ الشَّيْخ إِن قَتلك فَالله يقْتله فَذهب المشاوري إِلَى الْوَزير وَبَقِي عِنْده لَيْلَتَيْنِ وَفِي الثَّالِثَة قَتله وَلم يظْهر لَهُ فَجَاءَت أمه إِلَى الشَّيْخ وَقَالَت يَا سَيِّدي إِن وَلَدي قد
قَتله الْوَزير فَقَالَ لَهَا سبق ذَلِك فِي علم الله وَإِن الآخر سيلحقه الْآن يَعْنِي الْوَزير فوعك الْوَزير تِلْكَ اللَّيْلَة وسلط عَلَيْهِ آكال فِي جِسْمه فتمزق لَحْمه وتقطع شَيْئا فَشَيْئًا إِلَى أَن هلك لليال قَلَائِل من مَرضه فَاعْتبر النَّاس وَالسُّلْطَان بذلك وَمن ذَلِك الْوَقْت زَاد الْأُمَرَاء وَغَيرهم فِي احترام حرم زَاوِيَة الشَّيْخ الْمَذْكُور اه
وَكَانَ للسُّلْطَان أبي الْعَبَّاس اعْتِقَاد فِي المتصلحين وأرباب الْأَحْوَال فَمن فَوْقهم من أهل الْعلم وَالدّين من ذَلِك مَا حَكَاهُ فِي الدوحة أَيْضا فِي تَرْجَمَة أبي الْحسن عَليّ الصنهاجي الْمَعْرُوف بالدوار قَالَ كَانَ أَبُو الْحسن الْمَذْكُور من الملامتية وَكَانَ يدْخل دور الْمُلُوك من بني وطاس فيتلقاه النِّسَاء وَالصبيان يقبلُونَ يَدَيْهِ وقدميه فَلَا يلْتَفت إِلَى أحد ويعطونه الثِّيَاب الرفيعة والذخائر النفيسة ويلبسه السُّلْطَان يَعْنِي أَبَا الْعَبَّاس من أشرف لِبَاسه فَإِذا خرج تصدق بِجَمِيعِ ذَلِك ويمر على حوانيت الزياتين فيغمس أكمام الْحلَّة الَّتِي تكون عَلَيْهِ ويبرقعها بالزيت أَو بالسمن وَلَا يزَال يَدُور فِي الْأَمَاكِن ويصرخ باسم الْجَلالَة اه قَالُوا وَكَانَ السُّلْطَان أَبُو الْعَبَّاس الْمَذْكُور وَاقِفًا عِنْد إِشَارَة الْفَقِيه أبي مَالك عبد الْوَاحِد بن أَحْمد الوانشريسي وَهُوَ ابْن صَاحب المعيار لَا يتَعَدَّى أمره وَلَا يُخَالف رَأْيه كَمَا وَقع لَهُ فِي مَسْأَلَة رجل إسلامي يعرف بِعَبْد الرَّحْمَن المنجور وَكَانَ تَاجِرًا جَامعا لِلْمَالِ فَشهد عَلَيْهِ فِي حِكَايَة طَوِيلَة أَرْبَعُونَ رجلا من الْعُدُول باستغراق ذمَّته فَأَخذه السُّلْطَان أَبُو الْعَبَّاس الوطاسي وَقَتله وصير أملاكه لبيت مَال الْمُسلمين فَرغب أَوْلَاد المنجور من السُّلْطَان أَن يؤدوا لَهُ عشْرين ألف دِينَار وَيرد إِلَيْهِم أملاكهم وَيسْقط عَنْهُم بَيِّنَة الِاسْتِغْرَاق فَقَالَ السُّلْطَان لحاجبه اذْهَبْ إِلَى الشَّيْخ عبد الْوَاحِد الوانشريسي وشاوره فِي ذَلِك وعرفه بِأَنِّي فِي الْحَاجة إِلَى هَذَا المَال لأجل هَذِه الْحَرَكَة الَّتِي عرضت لي فَذهب الْحَاجِب إِلَيْهِ وَأخْبرهُ بمقالة السُّلْطَان ورغبته فِي قبُول ذَلِك فَقَالَ الشَّيْخ