الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
7 - باب أجود ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يكون في رمضان
1803 -
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا إبراهيم بن سعد أخبرنا ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن ابن عباس رضي الله عنهم قال:
كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان جبريل عليه السلام يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن فإذا لقيه جبريل عليه السلام كان أجود بالخير من الريح المرسلة.
الشرح:
هذا الحديث فيه كما ترجم المؤلف وكما هو سياق الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس بالخير مطلقًا، وكان أكرمهم عليه الصلاة والسلام، وكان أنفعهم للناس، وكان أجودُ ما يكون في رمضان أي أن جوده في رمضان يزداد عليه الصلاة والسلام لا سيما حينما يلقاه جبريل، وكان جبريل عليه السلام يلقاه كل ليلة من رمضان حتى ينسلخ يدارسه القرآن ويعرض عليه القرآن يعني - كان النبي عليه الصلاة والسلام يقرأ وجبريل يستمع ويقرأ جبريل ويستمع النبي صلى الله عليه وسلم منه، وهذا هو العرض عليه فيعارض جبريل النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في كل سنة مرة حتى كان في السنة التي توفي فيها رسول الله عرض جبريل القرآن على الرسول صلى الله عليه وسلم مرتين.
الفوائد:
1 -
أن الإنسان ينبغي أن يكون في رمضان مجتهدًا في النفع وفي الكرم وفي
التشمير الأعمال الصالحة القولية والفعلية تأسيًا بالنبي صلى الله عليه وسلم وهذا رسول الله الذي قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يفعل ذلك فكيف بمن دونه؟!!
2 -
فيه اختصاص هذا الشهر بمدارسة القرآن الكريم؛ لأن القرآن فيه نزل ولأنه أفضل الكلام؛ فإن شهر رمضان هو أفضل الشهور وسيدها وقد جاء في حديث لا يصح أنه سيد الشهور ولكنه أفضل الشهور فناسب أن ينتهز العبد الفرصة ويكثر فيها من قراءة القرآن ويعمر ليله ونهاره بقراءته والإكثار منه كما أنه يقضي نهاره بالصيام، وقد اشتهر عند السلف أنهم كانوا يدعون الله أن يبلغهم رمضان فيكنزون فيه من الكنوز من القراءة الكثيرة والصدقة فربما بعضهم يؤخر الصدقة حتى يأتي شهر رمضان فينفقها فيه، فقد روى مالك في موطئه عن الزهري عن السائب بن يزيد أن عثمان بن عفان رضي الله عنه كان يقول:«هذا شهر زكاتكم فمن كان عليه دين فليؤد دينه حتى تحصل أموالكم فتؤدون منه الزكاة» . يعني: شهر رمضان. ويجتهدون فيه بالأعمال الصالحة ثم إذا ولَّى هذا الشهر دعوا الله أن يتقبل منهم.
3 -
أن هذا الشهر مدرسة للصالحين والعلماء؛ فالجود والخير مطلوب في كل وقت ولكنه في رمضان أولى وأحرى.