الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
للجميع ما يعده وكان له الدرع والسيف والقوس والفرس والبغل والخمار وكان ينبذ له بالعشي فيشربه بالغداة وكان ينبذ له بالغداة فيشربه بالعشي وكان يحبس لنسائه قوت سنة مما أفاء الله عز وجل عليه وكل هذا ادخار فكيف نسلم على هذه الأخبار هذا الخبر المأثور. قال الأستاذ أبو سهل رحمه الله:
الرواية صحيحة وعلى حكم الدراية مستقيمة والتنافي عن هذه الرواية منصرف ووجه ذلك أنه كان يتعامل فيما بينه وبين مولاه على حسن الظن والانتظار دون الحبس والادخار وكان لا يحجز لنفسه ليومه من أمسه (
…
)
(1)
فإنما يعدها لدينه لا على تفاعلها لعده وهكذا آلات الحرب كان يحبسها لنصر الأولياء وكتب الأعداء على حكم الاستعمال مما تصدق به في حياته ولهذا قال: إنا لا نورث ما تركناه صدقة وأما ما كان ينبذ له فإنما نساؤه كن ينبذن له ما صار في ملكهن ويدهن تمليكا وتمويلا منه لهن (
…
)
(1)
إنه لم يكن يدخر شيئا (
…
)
(1)
كان احتبس عنده شيء ولا على نية الغد ولكن (
…
)
(1)
وتصرفه في نائبة من نوائب الدين وقيل لا يدخر ملكا بل يدخر تملكا وقيل لم يكن يدخره على أمل البقاء إلى غد.
فصل في براءة نبينا صلى الله عليه وسلم في النبوة
قال الحليمي رحمه الله:
فمنها أنه كان رسول الثقلين. أما الإنس فإن الله عز وجل قال:
{قُلْ يا أَيُّهَا النّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً} [الأعراف:158] وأمره أن يقول:
{وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} [الأنعام:19].
وأما الجن فإن الله عز وجل يقول: {وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا} [الأحقاف:29].
قرأ إلى قوله: {وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ} .
وقال: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ} .
(1)
غير واضح.
فقرأ إلى قوله: {وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً} .
فبان بقولهم: يا قومنا أجيبوا داعي الله انهم عرفوا أنه مبعوث إليهم وسمعوا دعوته إياه والذين لم يحضروا من جملتهم فلذلك قالوا «يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به» قالوا: آمنا به.
1479 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا هشيم ثنا سيار ثنا يزيد الفقير عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
1480 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا محمد بن يعقوب ثنا جعفر بن محمد بن الحسين ثنا يحيى بن يحيى أنا هشيم فذكره بإسناده نحوه ورواه البخاري في الصحيح عن محمد بن سنان عن هشيم ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى.
1481 -
وروينا عن مجاهد أنه قال: اسود والأحمر يعني الجن والإنس.
1482 -
وروينا عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «بعثت إلى الجن والإنس» .
ومنها:-أنه صلى الله عليه وسلم كان خاتم النبيين قال الله عز وجل:
{ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب:40].
والخاتم الذي لا نبي بعده كما ليس بعد خاتمة الأمر من شيء وليس بعد ختم الكتاب نشر وليس بعد ختم الكيس إخراج شيء منه.
1479 - سبق برقم (305).
1483 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن همام بن منبه قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة قال: وقال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل ابتنى بيتا فحسنها وأجملها وأكملها إلا موضع لبنة من زاوية من زواياها فجعل الناس يطوفون ويعجبهم البنيان فيقولون ألا وضعت ههنا فيتم بناؤك فقال محمد صلى الله عليه وسلم «فأنا اللبنة» .
رواه مسلم عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق وأخرجاه من حديث أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم «وأنا موضع اللبنة وأنا خاتم النبيين» .
1484 -
وأخرجاه من حديث جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فأنا موضع اللبنة جئت فحكمته البناء وفي رواية فختمت الأنبياء.
وقد أخرجنا ذلك في الرابع من كتاب دلائل النبوة.
1485 -
أنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا محمود بن محمد بن منصور ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا محمود بن مرزوق أنا سليم بن حيان ثنا سعيد بن مينا عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«مثلي في الأنبياء مثل رجل بنى دارا فأحكمها إلا موضع لبنة» قال: فكان رجلا دخل فقال: ما أحسنها إلا موضع هذه اللبنة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«فأنا موضع اللبنة فختم بي الأنبياء» ومنها: أنه صلى الله عليه وسلم كان سيد المرسلين.
1486 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان ثنا بشر بن بكر ثنا الأوزاعي (ح).
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن
1483 - أخرجه مسلم (4/ 1790) عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق-به.
وأخرجه البخاري (4/ 226) ومسلم (4/ 1491) من طريق أبي صالح السمان-به.
1485 -
أخرجه المصنف في الدلائل (1/ 375 و 376) من طريق سليم بن حيان-به.
وقال البيهقي: رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن سنان عن سليم بن حيان.
ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عفان [عن سليم]-به.
1486 -
أخرجه مسلم (4/ 1782) عن الحكم بن موسى-به.
سفيان ثنا الحكم بن موسى ثنا هقل بن زياد عن الأوزاعي حدثني أبو عمار حدثني عبد الله بن فروح حدثني أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر وأول شافع وأول مشفع» وفي رواية بشر: «أنا سيد بني آدم» وقال: «تنشق عنه الأرض» .
رواه مسلم في الصحيح عن الحكم بن موسى.
قال الحليمي رحمه الله:
ولأن شرف الرسول صلى الله عليه وسلم بالرسالة ونبينا خص بأشرف الرسالات فإنها نسخت ما تقدمها من الرسالات ولا يأتي بعدها رسالة تنسخها وإلى هذا المعنى أشار ربنا عز وجل فيما وصف به كتابه إذ قال: {وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} فقيل معناه: ليس فيما تقدمه يكذبه ولا يأتي بعده ما يوقفه وفي هذا ما دل على أن هذه الرسالة أفضل الرسالات فصح أن المرسل بها أفضل الرسل. والله أعلم.
ومنها: أن الله تعالى أقسم بحياته ومعقول أن من أقسم بحياة غيره فإنما يقسم بحياة أكرم الأحياء عليه فلما خص الله نبينا صلى الله عليه وسلم من بين البشر بأن أقسم بحياته فقال: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} بأنه أفضلهم وأكرمهم وأقسامه بالتين والزيتون وطور سنين وغير ذلك يدل على فضله على من يدخل في أعداده كذلك إقسامه بحياة محمد صلى الله عليه وسلم يدل على فضله على من يدخل في عداده ومنها: أن الله تعالى جمع له بين إنزال الملك عليه وإصعاده إلى مساكن الملائكة وبين إسماع كلام الملك وآرائه إياه في صورته التي خلقه عليها وجمع له بين إخباره عن الجنة والنار وإطلاعه عليهما فصار العلم له واقعا بالعالمين ودار التكليف ودار الجزاء عيانا. وبسط الكلام فيه وهذا بين في الأحاديث التي ذكرناها في معراج النبي صلى الله عليه وسلم وهي في الحادي عشر والثاني عشر من كتاب دلائل النبوة ومنها: أن من ينزل عليه الملك كرامة له إذا كان أفضل ممن لم ينزل عليه وحسب أن يكون من ينزل عليه فيتجاوز مكالمته إلى مقاتلة المشركين عنه حتى يظفره الله عليهم أفضل ممن لا يكون من الملك إلا إبلاغ الرسالة إياه ثم الانصراف عنه ومعلوم أن هذا لم يكن إلا لنبينا صلى الله عليه وسلم فينبغي أن يكون لذلك
أفضل الأنبياء صلّى الله عليهم وقد ذكرنا نزول الملائكة لقتال المشركين يوم بدر في كتاب دلائل النبوة وهو في كتاب الله مذكور فإن عورض هذا بسجود الملائكة لآدم عليه السلام فالسجود كان لله عز وجل عند خلق آدم والذي يدل عليه الحديث الذي:
1487 -
أخبرنا أبو القاسم زيد بن أبي هاشم العلوي بالكوفة أنا أبو جعفر بن دحيم ثنا إبراهيم بن عبد الله أنا وكيع عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة أو أبي سعيد شك الأعمش قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
رواه مسلم في الصحيح عن زهير عن وكيع. ومعلوم أن ابن آدم إنما أمر بالسجود لله عز وجل لا لغيره فدل ذلك على أن السجود الذي أمر به الشيطان من جنس ما أمر به ابن آدم وهو السجود لله عز وجل ولكن عند خلق آدم إعظاما لقدرة الله عز وجل الذي أظهرها لهم بخلقه إياه.
وقال: وإن كان السجود من الملائكة لآدم عليه السلام فقد يحتمل أن ذلك إنما كان عقوبة لهم على قولهم لله عز وجل:
{أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ} [البقرة:30].
فوجد الكرامة له فيه وليس يخلص من عرض العقوبة لهم.
وأما قتال الملائكة مع النبي صلى الله عليه وسلم فإنها كرامة خالصة عرضه الله لها بفضله دلالة على نفاسة قدره وعظيم منزلته ولأن الأفضل من يفضله الله يوم القيامة ويكرمه بما لا يكرم به غيره وقد جاء عن نبينا الصادق صلى الله عليه وسلم ما ذكرناه في كتاب البعث وغيره من شفاعته يوم القيامة لأهل الجمع ثم لأمته.
1488 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن إبراهيم الهاشمي ببغداد ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم البزار ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا هدبة بن
1487 - أخرجه مسلم (1/ 88) عن زهير بن حرب عن وكيع.
1488 -
أخرجه أحمد (1/ 281) عن عفان عن حماد بن سلمة-به.
خالد ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي نضرة قال: سمعت ابن عباس يخطب على منبر البصرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لم يكن نبي إلا له دعوة يتنجزها في الدنيا وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة وأنا سيد ولد آدم ولا فخر وأول من تنشق عنه الأرض ولا فخر وبيدي لواء الحمد وآدم ومن دونه تحت لوائي ولا فخر» .
وذكر حديث الشفاعة بطوله.
1489 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا يونس بن محمد ثنا الليث بن سعد عن يزيد بن الهاد عن عمرو بن أبي عمرو عن أنس قال:
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إني أول الناس تنشق الأرض عن جمجمتي يوم القيامة ولا فخر وأعطى لواء الحمد ولا فخر وأنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر وأنا أول من يدخل الجنة يوم القيامة ولا فخر» .
ثم ذكر حديث الشفاعة بطوله.
قال البيهقي رحمه الله:
ومضى قوله ولا فخر أي ولا أقوله متطاولا ولا ممتدحا به على أحد ولم يرد أنه لا فخر له فيه فإن له فخر أعظم الفخر صلى الله عليه وسلم.
ومنها: أنه صلى الله عليه وسلم في الدنيا أكثر الأنبياء أعلاما ومعلوم أن أقل الإعلام إذا كان يوجب الفضيلة فإن كثرة الإعلام توجب لصاحبها اسم الأفضل وقد ذكر الحليمي رحمه الله من أعلام المصطفى صلى الله عليه وسلم وآياته ودلالات صدقه أخبارا كثيرة قد ذكرناها بأسانيدها في كتاب دلائل النبوة من أرادها رجع إليه بتوفيق الله عز وجل.
قال: ومما يدل على فضل نبينا صلى الله عليه وسلم ن الله جل ثناؤه لم يخاطبه في القرآن قط إلا بالنبي أو الرسول ولم يناده باسمه فقال:
يا أيها النبي، يا أيها الرسول وأما سائر الأنبياء عليهم السلام فإنه دعاهم بأسمائهم فقال تعالى:
1489 - أخرجه المصنف في الدلائل (5/ 479) بنفس الإسناد.
{يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} [البقرة:35] وقال:
{يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ} [البقرة:33] وقال:
{يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ} [هود:46] وقال:
{يا إِبْراهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هذا} [هود:76] وقال:
{يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا} [يوسف:29] وقال:
{يا مُوسى إِنِّي أَنَا اللهُ} [القصص:30] وقال:
{يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ} [المائدة:116].
وبسط الكلام في هذا. ومما يدل على فضله صلى الله عليه وسلم ما ورد به الخبر من أن آدم عليه السلام تكنى في الجنة أبا محمد فلولا أنه أفضل النبيين لما خص عند القصد إلى أن يكنى باسم أحدهم اسم نبينا صلى الله عليه وسلم تكنى به دون اسم غيره وفي تخصيصه بذلك ما دل على أنه أفضلهم (
…
)
(1)
بأن يجعل آدم عليه السلام بأن يدعى أباه والله أعلم.
1490 -
أخبرنا أبو عبد الله ومحمد بن موسى قالا: ثنا أبو العباس الأصم ثنا أبو أسامة الحسين بن الربيع عن أبي إسحاق الفزاري عن حميد الطويل عن أنس بن مالك.
{فَإِمّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ فَإِنّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ} [الزخرف:41 و 42].
قال: أكرم الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم أن يسؤه في أمته فرفعه إليه وبقيت النعمة.
1491 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن عيسى ثنا الحسين بن محمد بن زياد بن محمود بن خداش ثنا الفضيل بن عياض عن النضر بن عربي عن مجاهد عن ابن عباس قال: كان في هذه الأمة أمانان رسول الله صلى الله عليه وسلم والاستغفار فذهب أمان يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقي أمان يعني الاستغفار.
(1)
غير واضح.
1491 -
النضر بن عربي هو: الباهلي أبو روح ويقال أبو عمر الحراني لا بأس به (تقريب).
قال البيهقي رحمه الله: وقول الله عز وجل: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ} [البقرة:253] يدل على تفضيل بعضهم على بعض وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تفضلوا بين أنبياء الله» وقوله: «لا تخيروا بين أنبياء الله» إنما هو في محاولة أهل الكتاب على معنى الإزراء ببعضهم فإنه ربما أدى ذلك إلى فساد الاعتقاد فيهم والإقلال الواجب من حقوقهم أما إذا كانت المخايرة من مسلم يريد الوقوف على الأفضل منهم فليس هذا بنهي عنه والله أعلم.
وقوله: «لا ينبغي لأحد أن يقول أنا خير من يونس بن متى» .
فإنما أراد والله أعلم من سواه من الناس دون نفسه أو ذهب في ذلك مذهب التواضع لربه والهضم لنفسه وكذلك في قوله:
حين قيل: «يا خير البرية» ذاك إبراهيم عليه السلام.
وكان لا يحب المبالغة في الثناء عليه في وجهه تواضعا لربه عز وجل وكان يقول: «لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم فإنما أنا عبد فقولوا:
عبد الله ورسوله».
وقد تكلمنا على هذا في الجزء التاسع والثلاثين من كتاب دلائل النبوة بأكثر من هذا.
وأما اتخاذ الله إبراهيم خليلا فإنه إنما اتخذه خليلا على من كان في عصره من أعداء الله عز وجل لا على غيره من النبيين وهو أنه هداه إلى معرفته ووقفه لتوحيده حين كان الكفر طبق الأرض.
ولم يكن في الدنيا نسمة تعرف الله وتعّرف به غيره فاتخذه خليلا بأن جعله أهلا لهدايته أولا ثم بأن أمره ونهاه فظهرت منه الطاعة ثانيا ثم بأن ابتلاه فوجد منه الصبر ثالثا فكان يومئذ خليله وأهل الأرض كلهم أعداؤه لأنه كان المطيع والناس غيره عصاة وقد اتخذ محمد صلى الله عليه وسلم حبيبا بدلالة الكتاب وهو قوله عز وجل: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ} [آل عمران:31].
فإذا كان اتباعه يفيد للمتبع محبة الله عز وجل فالمتبع بها يكون أولى ودرجة المحبة فوق درجة الخلة. وقد تكلم أهل العلم في الفرق بين الحبيب
والخليل بكلام كثير وهو في كتب أهل التذكير مذكور.
1492 -
سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول: سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت أبا القاسم الإسكندراني يقول: سمعت أبا جعفر الملطي يقول عن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن جعفر بن محمد في قوله عز وجل:
{وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً} [النساء:125].
قال: أظهر اسم الخلة لإبراهيم عليه السلام لأن الملك ظاهر في المعنى وأبقى اسم المحبة لمحمد صلى الله عليه وسلم لتمام حاله إذ لا يحب الحبيب إظهار حال حبيبه بل يحب إخفاءه وستره لئلا يطلع عليه أحد سواه ولا يدخل أحد بينهما فقال لنبيه وصفيه محمد صلى الله عليه وسلم لما أظهر له حال المحبة.
{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ} [آل عمران:31].
أي ليس الطريق إلى محبة الله إلا اتباع حبيبه ولا يتوصل إلى الحبيب بشيء أحسن من متابعة حبيبه ذلك رضاه.
1493 -
قال أبو عبد الرحمن السلمي الحبيب يوجب اتباعه اسم المحبة لذلك لم يوقع عليه هذا الاسم فإن حاله أجل من أن يعبر عنه بالمحبة لأن متبعيه استحقوا هذا الاسم بمتابعته ألا ترى الله عز وجل يقول: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ} [آل عمران:31].
والخليل لا يوجب اتباعه لذلك أطلق له اسم الخلة.
قال: والحبيب يقسم به لقوله {لَعَمْرُكَ} والخليل يقسم لقوله: {وَتَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ} [الأنبياء:57] والحبيب يبدأ بالعطاء من غير سؤال لقوله:
{أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} [الشرح:1] والخليل يسأل لقوله: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي} [إبراهيم:40] والحبيب مجاب إلى مراده لقوله:
{قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها} والخليل إنما لا يجاب ألا تراه قال: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ} والحبيب شافع ألا تراه على عز ربه حين يقول له ارفع رأسك وسل تعطه واشفع تشفع والخليل مشفوع فيه ألا تراه في القيامة إذا التجأ إليه الخلق كيف يقول لست لها والحبيب
أزيل عنه الروعة من المشهد الأعلى بالكرم من المعراج لما يجيء من مقام الشفاعة فلم يرعه شيء لما تقدم من مشاهدة فيفرغ للشفاعة لأهل الجمع عامة ثم لأمته خاصة فقال أمتي أمتي والخليل لم يزل عنه لذلك فرجع من وقت تنفس جهنم وزفيرها إلى قوله نفسي نفسي.
1494 -
أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين الحسيني نا أبو محمد الحسن بن حمشاد العدل (ح).
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو محمد الحسن بن محمد بن سختويه قالا: ثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل نا ابن أبي مريم أنا مسلمة بن علي الخشني حدثني زيد بن واقد عن القاسم بن مخيمرة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اتخذ الله إبراهيم خليلا وموسى نجيا واتخذني حبيبا» ثم قال:
«وعزتي وجلالي لأؤثرن حبيبي على خليلي ونجيبي.
ومسلمة بن علي هذا ضعيف عند أهل الحديث.
1495 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنا أبو حامد بن بلال ثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم حتى تورم قدماه فقيل يا رسول الله أتصنع هذا وقد جاءك من الله أن قد غفر لك من ذنبك ما تقدم وما تأخر قال: أفلا أكون عبدا شكورا.
1496 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه الحلاب (ح).
وأخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي أنا أبو جعفر عبد الله بن إسماعيل الهاشمي ببغداد قالا: ثنا محمد بشر بن مطر ثنا نصر بن حريش الصامت ثنا المشمعل بن ملحان الطائي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن
1494 - تنزيه الشريعة (1/ 333) قال ابن عراق: قال ابن الجوزي لا يصح تفرد به مسلمة بن علي الخشني وهو متروك. اه وتعقب بأن البيهقي أخرجه في الشعب وضعفه والخشني وان ضعف فلم يجرح بكذب وهو من رجال ابن ماجة.
1495 -
عزاه السيوطي في الدر (6/ 70) إلى المصنف وابن عساكر.
النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما نزلت هذه الآية: {إِنّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ} [الفتح:1] قام حتى انتفخت قدماه وتعبد حتى صار كالشرك البالي فقالوا: يا رسول الله تفعل هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبدا شكورا.
وفي رواية عبد الله فهلا أكون عبدا شكورا.
1496 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن مالويه الحلاب (ح).
وأخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي أنا أبو جعفر عبد الله بن إسماعيل الهاشمي ببغداد قالا ثنا محمد بشر بن مطر ثنا نمر بن حريش الصامت ثنا المشمعل بن ملحان الطائي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما نزلت هذه الآية:
{إِنّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ} [الفتح:1] قام حتى انتفخت قدماه وتعبد حتى صار كالشرك البالي فقالوا: يا رسول الله تفعل هذا وقد غفر لك ما تقدم منذنبك وما تأخر قال: أفلا أكون عبدا شكورا.
وفي رواية عبد الله فهلا أكون عبدا شكورا.
1497 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنا الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي ثنا أبو يحيى عن أبي مسرة ثنا خلاد بن يحيى ثنا محمد بن زياد السكري ثنا ميمون بن مهران عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أول ما أنزل عليه الوحي كان يقوم على صدر قدميه فأنزل الله عز وجل: {طه. ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى} [طه:1 و 2].
1498 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة وأبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي قالا: ثنا أبو عمرو بن مطر ثنا إبراهيم بن علي ثنا يحيى بن يحيى أنا جعفر بن سليمان عن هشام عن الحسن عن بعض أصحابه أنه قال: إن كانت العبادة لتأخذ من رسول الله صلى الله عليه وسلم الأحايين حتى ما يشبه به إلا الشن البالي.
1497 - أبو يحيى بن أبي مسرة هو: عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة المكي.
قال الحليمي رحمه الله:
وإذا ظهر أن حب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الإيمان وبينا ما جمع الله له من المحامد والمحاسن التي هي الدواعي إلى محبته ومحبة اعتقاد مدائحه وفضائله والاعتراف له بها بالولوع بذكرها وإكثار الصلوات عليه ولزوم طاعته والحض على إظهار دعوته وإقامة شريعته والتسبب إلى استحقاق شفاعته وبالفرح بالكون من أمته ومستحبي دعوته وإدمان التلاوة للقرآن الناطق بحجته فمن فعل ما ذكرناه وما يتصل به من أمثاله فقد أحبه.
1499 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ثنا أبو القاسم الطبراني أنا حفص بن عمر ثنا قبيصة (ح).
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الحسين علي بن عبد الرحمن بن عيسى السبيعي بالكوفة ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة ثنا قبيصة بن عقبة ثنا سفيان عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الطفيل بن أبيّ بن كعب عن أبيّ بن كعب قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ربع الليل قام فقال:
«يا أيها الناس اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه جاء الموت بما فيه» .
فقال له أبيّ بن كعب: يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم اجعل لك منها.
قال: ما شئت قال: ربع. قال: ما شئت وإن زدت فهو خير.
قال: النصف. قال: ما شئت وإن زدت فهو خير.
قال: ثلثين. قال: ما شئت وإن زدت فهو خير.
قال يا رسول الله اجعلها كلها لك. قال: إذا تكفي همك ويغفر لك ذنبك.
هذا اللفظ حديث أبي عبد الله ولم يذكر ابن عبدان في روايته الربع والثلثين وقال في آخره قلت: اجعل دعائي كله صلاة عليك قال:
1499 - سبق برقم (517).
«إذا يكفيك الله ما همك ويغفر لك» .
1500 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه ثنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف ثنا محمد بن يوسف قال: ذكر سفيان عن منصور بن صفية قال:
مرّ النبي صلى الله عليه وسلم برجل وهو يقول الحمد لله الذي هداني للإسلام وجعلني من أمة أحمد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «شكرت عظيما» .
ومرّ برجل وهو يقول: يا أرحم الراحمين.
فقال: قد أقبل عليك فسل.
قال البيهقي رحمه الله:
ودخل في جملة محبته صلى الله عليه وسلم حب آله وهم أقرباؤه الذين حرمت عليهم الصدقة وأوجبت لهم الخمس لمكانهم منه.
1501 -
فقد ذكرنا في كتاب الفضائل في قصة العباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبّكم لله ولقرابتي.
1502 -
وقد مضى في حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «وأحبوا أهل بيتي لحبي» ويدخل في اسم هذا البيت أزواجه قال الله عز وجل:
{يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ} [الأحزاب:32] لأنهن من نساء العالمين في الفضيلة ثم ساق الكلام إلى قوله: {إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} والظاهر أنه أرادهن بذلك وإنما قال عنكم خص الذكور لأنه أراد دخلو غيرهن معهن في ذلك ثم أضاف البيوت إليهن فقال: {وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ} [الأحزاب:34].
وجعلهن أمهات المؤمنين فقال: {النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ} [الأحزاب:6].
وجعل حرمة الزوجية بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم باقية ما بقين فقال: {ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً} [الأحزاب:53] الآية.
فعلينا من حفظ حقوقهن بعد ذهابهن بالصلاة عليهن والاستغفار لهن وذكر
مدائحهن وحسن الثناء عليهن ما على الأولاد في أمهاتهن اللائي ولدنهم وأكثر لمكانتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم وزهادة معظهن على غيرهن من نساء هذه الأمة.
1503 -
وقد روينا عن أبي حميد الساعدي أنهم قالوا:
يا رسول الله كيف نصلي عليك قال: قولوا اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد.
1504 -
وقال في حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت فليقل اللهم صل على محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد وقد ذكرنا ذلك مع ما ورد في فضلهن في كتاب الفضائل.
1505 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري (ح).
وأخبرنا أحمد بن أبي العباس الزوزني ثنا أبو بكر بن خنب ثنا أبو بكر محمد بن سليمان الباغندي قالا: ثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى ثنا سعيد بن عمرو السكوني عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي ليلى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ويدخل في جملة حب النبي صلى الله عليه وسلم حب أصحابه لأن الله عز وجل أثنى عليهم ومدحهم فقال: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدّاءُ عَلَى الْكُفّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح:29] الآية.
1505 - قال الهيثمي في المجمع (1/ 88) رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو سيء الحفظ لا يحتج به.
وقال: {وَالسّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [التوبة:100] الآية.
وقال: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [الأنفال:74].
فإذا انزلوا هذه المنزلة استحقوا على جماعة المسلمين أن يحبوهم ويتقربوا إلى الله عز وجل بمحبتهم لأن الله تعالى إذا رضي عن أحد أحبه وواجب على العبد أن يحب من يحبه مولاه.
1506 -
وروينا عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اكرموا أصحابي» .
1507 -
وفي رواية أخرى: «احفظوني في أصحابي» .
1508 -
وفي حديث أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ولا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر.
أخبرنا أبو علي الروذباري أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري ثنا جعفر بن محمد القلانسي ثنا آدم بن أبي إياس ثنا شعبة (ح).
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن الأعمش قال: سمعت ذكوان يحدث عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره والحديث على لفظ رواية آدم ورواه البخاري في الصحيح عن آدم. ورواه مسلم من وجه آخر عن شعبة.
1509 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنا عبد الله بن عمر بن أحمد بن علي بن شوذب المقري بواسط ثنا أحمد بن سنان ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الأنصار:
1509 - أخرجه البخاري (5/ 39 و 40) ومسلم (1/ 85) من حديث شعبة.
«لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق من أحبهم أحب الله ومن أبغضهم أبغضه الله» .
أخرجاه في الصحيح من حديث شعبة.
1510 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا محمد بن أيوب أنا أبو الوليد ثنا شعبة حدثني عبد الله بن عبد الله بن جبير سمع أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
«آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار» .
رواه البخاري في الصحيح عن أبي الوليد وأخرجه مسلم من وجه آخر عن شعبة.
1511 -
حدثنا أبو طاهر الفقيه أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا علي بن سعيد الفسوي ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ثنا عبيدة بن أبي رائطة الكوفي عن عبد الرحمن بن زياد عن عبد الله بن معقل المزني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
وقد ذكرنا شواهده في كتاب الفضائل.
1512 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري أنا الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب بن إبراهيم ثنا أبو الربيع ومحمد بن أبي
1510 - أخرجه البخاري (1/ 11) عن أبي الوليد-به. ومسلم (1/ 85) من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة-به.
1511 -
أخرجه الترمذي (3862) عن محمد بن يحيى عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد-به.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب [وفي شرح السنة 14/ 71 حسن] لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
1512 -
أخرجه مسلم (4/ 2032) عن أبي الربيع.
والبخاري (7/ 42 - فتح) عن سليمان بن حرب عن حماد بن زيد-به.
بكر واللفظ لأبي الربيع قالا: ثنا حماد بن زيد ثنا ثابت عن أنس بن مالك قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله متى الساعة؟ فقال: وماذا أعددت للساعة قال: «حب الله ورسوله» قال: «فإنك مع من أحببت» قال أنس: ما فرحت بعد الإسلام أشد فرحا من قول النبي صلى الله عليه وسلم: «فإنك مع من أحببت» قال أنس: فأنا أحب الله ورسوله وأبا بكر وعمر وأرجو أن أكون معهم وإن لم أعمل بأعمالهم.
وقال محمد في حديثه: وإن كنت لا أعمل بأعمالهم فبحبي إياهم.
رواه مسلم في الصحيح عن أبي الربيع ورواه البخاري عن سليمان بن حرب عن حماد قال البيهقي رحمه الله:
وإذا ظهر أن حب الصحابة من الإيمان فحبهم أن يعتقد فضائلهم ويعترف لهم بها ويعرف لكل ذي حق منهم حقه ولكل ذي غنا في الإسلام منهم غناه ولكل ذي منزلة عند الرسول صلى الله عليه وسلم منزلته وينشر محاسنهم ويدعو بالخير لهم ويقتدي بما جاء في أبواب الدين عنهم ولا يتبع دلاتهم وهفواتهم وتعمد تخير أحد منهم ببنيه (
…
)
(1)
عنه ويسكت عما لا تقع ضرورة إلى الخوض فيه مما كان بينهم.
وبالله التوفيق.
1513 -
حدثنا أحمد بن الحسن
(2)
الحيري ثنا أبو العباس الأصم عن محمد بن علي بن ميمون الرقي ثنا أبو سعيد الثعلبي عن أبي بكر بن عياش في أوصاف أهل السنة والجماعة ومن كف عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيما اختلفوا فيه فلم يذكر أحد منهم إلا بخير.
(1)
غير واضح.
(2)
في رقم (179) الحسين.
الخامس عشر من شعب الإيمان
وهو باب في تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وإجلاله
وتوقيره صلى الله عليه وسلم
وهذه منزلة فوق المحبة لأنه ليس كل محب معظما إلا أن الوالد يحب ولده ولكن حبه إياه يدعوه إلى تكريمه ولا يدعوه إلى تعظيمه والولد محب والده اجمع له بين التكريم والتعظيم والسيد قد يحب مماليكه ولكن لا يعظمهم والمماليك يحبون ساداتهم ويعظمونهم.
فعلمنا بذلك أن التعظيم رتبة فوق المحبة والداعي إلى المحبة ما يفيض عن المحب على المحب من الخيرات والداعي إلى التعظيم ما يحب المعظم في نفسه من الصفات العلية ويتعلق به من حاجات المعظم التي لا قضاء لها إلا عنده ويلزمه من سنته التي لا قوام له بشذها وإن جدد واجتهد وبسط الحليمي رحمه الله الكلام في (
…
)
(1)
هذه الجملة ثم قال:
فمعلوم أن حقوق رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل وأعظم وأكرم وألزم لنا وأوجب علمنا من حقوق السادات على مماليكهم والآباء على أولادهم لأن الله تعالى أنقذنا به من النار في الآخرة وعصم به لنا أرواحنا وأبداننا وأعراضنا وأموالنا وأهلينا وأولادنا في العاجلة وهدانا له قالوا أطعناه أوانا إلى جنات النعيم فأية نعمة توازي هذه النعم وآية منه إلى هذا الشيء ثم إنه جل ثناؤه ألزمنا طاعته وتوعدنا على معصيته بالنار ووعدنا بأتباعه الجنة فأي رتبة تضاهي هذه الرتبة وأي درجة تساوي في العمل هذه الدرجة فحق علينا إذا أن نحبه ونجله ونعظمه ونهيبه أكثر من إجلال كل عبد سيده وكل ولد والده وبمثل هذا نطق الكتاب ووردت أوامر الله جل ثناؤه قال الله عز وجل:
{فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الأعراف:157].
فأخبر أن الفلاح إنما يكون جمع إلى الإيمان به تعزيره ولا خلاف في أن
(1)
غير واضح.
التعزير ههنا التعظيم وقال: {إِنّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ} [الفتح:8،9] فأبان أن حق رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته أن يكون معززا موقرا مهيبا ولا يعامل بالاسترسال والمباسطة كما يعامل الأكفاء بعضهم بعضا قال الله عز وجل:
{لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً} [النور:73].
فقيل في معناه لا تجعلوا دعائه إياكم كدعاء بعضكم بعضا فتؤخروا إجابته بالأعذار والعلل التي يؤخر بها بعضكم إجابة بعض ولكن عظموه بسرعة الإجابة ومعاجلة الطاعة ولم يجعل الصلاة لهم عذرا في التخلف عن الإجابة إذا دعا أحدهم وهو يصلي إعلاما لهم بأن الصلاة إذا لم تكن عذرا يستباح به تأخير الإجابة فما دونها من معاني أعذارا بعد ذلك وذكر حديث أبيّ بن كعب رضي الله عنه كما.
1514 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى ثنا الفضل بن محمد الشعراني ثنا عبد الله بن محمد النفيلي ثنا محمد بن سلمة ثنا محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم نادى أبيّ بن كعب وهو قائم يصلي فلم يجبه فقال: ما منعك أن تجيبني يا أبيّ؟ فقال: كنت أصلي.
فقال: ألم يقل الله تبارك وتعالى: {اِسْتَجِيبُوا لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ} [الأنفال:24].
لا تخرج من المسجد حتى أعلمك سورة ما أنزل الله في التوراة والإنجيل والزبور مثلها قال: أبيّ ثم اتكأ على يدي حتى إذا كان بأقصى المسجد قلت: يا نبي الله قلت كذا وكذا قال: «نعم هي أم القرآن والذي نفسي بيده ما أنزل الله في التوراة والإنجيل والزبور مثلها وإنها السبع الطوال التي أوتيت وإنها القرآن العظيم» .
وقد روى هذا في حديث أبي سعيد بن المعلى.
قال الحليمي رحمه الله:
1514 - أخرجه المصنف من طريق الحاكم في المستدرك (1/ 558).
وقيل معنى الآية لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا وذلك أنه لما كان ينادونه على اسم أعرابيهم فيقولون له يا محمد يا أبا القاسم فنهوا عن ذلك وأمروا أن يعظوه فيقولوا يا رسول الله ويا نبي الله وكل واحد من الأمرين إجلال وتعظيم ا. هـ.
1515 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنا الحسن بن رشيق أجازة قال:
ذكر زكريا الساجي قال: قال الحسين بن علي سمعت الشافعي يقول: يكره للرجل أن يقول الرسول ولكن يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعظيما له.
ثم ذكر الحليمي رحمه الله:
الآيات التي وردت في لزوم طاعته ثم الآيات التي وردت في تحريم نكاح أزواجه من بعده ثم ذكر قول الله عز وجل:
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الحجرات:1] وما بعده من الآيات وقد
1516 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم بن أبي أياس ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله:
{لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ} [الحجرات:1] قال: لا تفتاتوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء حتى يقضيه الله على لسانه.
وفي قوله: {وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ} [الحجرات:2] يقول: لا تنادوه باسمه نداء ولكن قولوا قولا لينا يا رسول الله.
وفي قوله: {أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى} [الحجرات:3] أخلص الله قلوبهم.
وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ} [الحجرات:4] يعني إعراب بني تيم.
1516 - عزاه السيوطي في الدر المنثور (6/ 84) إلى عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والمصنف.
1517 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو محمد الكعبي ثنا إسماعيل بن قتيبة ثنا يزيد بن صالح ثنا بكر بن معروف عن مقاتل بن حيان قال:
بلغنا والله أعلم في قوله: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ} [الحجرات:1].
يعني بذلك في شأن القتال وما يكون من شرائع دينهم يقول لا تقضوا في ذلك بشيء إلا بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية واستعمل عليهم منذر بن عمرو الأنصاري. فذكر قصة قتل بني عامر لتلك السرية وهم أصحاب بئر معونة ورجوع ثلاثة إلى المدينة وأنهم لقوا رجلين من بني سليم جائين من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: من أنتما؟ فاعتربا إلى بني عامر فقال (
…
)
(1)
إخواننا فقتلوهما فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه الخبر فكره النبي صلى الله عليه وسلم قتلها فنزلت هذه الآية يقول لا تقطعوا دونه أمرا ولا تعجلوا وقوله:
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} [الحجرات:
2].
نزلت في ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري كان إذا جالس النبي صلى الله عليه وسلم يرفع صوته إذا تكلم فلما نزلت هذه الآية انطلق مهموما حزينا فمكث في بيته أياما يخاف أن يكون قد حبط عمله وكان سعد بن عبادة جاره فانطلق حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اذهب فأخبر ثابت بن قيس أنك لم تعن بهذه الآية ولست من أهل النار بل أنت من أهل الجنة فاخرج إليه فاخرج إلينا فتعاهدنا ففرح ثابت بذلك ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فلما أبصره النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مرحبا برجل زعم أنه من أهل النار بل غيرك من أهل النار وأنت من أهل الجنة» فكان بعد ذلك إذا جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخفض صوته حتى ما يكاد يسمع الذي يليه فنزلت فيه:
وكان فيهم عيينة بن حصن الفزاري.
(1)
غير واضح.
1518 -
وقد روينا هذا التفسير عن مقاتل بن سليمان أبسط من هذا.
1519 -
وبمعناه ذكره الكلبي فيما رواه عن أبي صالح عن ابن عباس وأتم من ذلك.
1520 -
وروينا عن أبي هريرة أن أبا بكر رضي الله عنه لما نزلت هذه الآية قال:
والذي أنزل عليك الكتاب يا رسول الله لا أكلمك إلا كأخي السرار حتى ألقى الله عز وجل.
1521 -
أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر ثنا الحسين بن يحيى بن عياش ثنا إبراهيم بن محشر ثنا عباد بن العوام ثنا محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف [عن أبي هريرة]
(1)
قال لما نزلت:
{لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} [الحجرات:2].
قال أبو بكر رضي الله عنه لا أكلمك إلا كأخي السرار حتى ألقى الله عز وجل.
1522 -
وروينا عن الزبير قال: كان عمر بعد ذلك إذا حدث عند النبي صلى الله عليه وسلم حدثه كأخي السرار لا يسمعه حتى يستفهمه.
1523 -
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن شجاع بن الحسن الصوفي في جامع المنصوري أنا أبو بكر محمد بن جعفر الأنباري ثنا محمد بن أحمد الرياحي ثنا عبد الله بن بكر ثنا حاتم بن أبي صغيرة.
وأخبرنا أبو طاهر الفقيه أنا أبو حامد بن بلال حدثنا أبو الأزهر ثنا يحيى بن أبي الحجاج عن حاتم بن أبي صغيرة عن عمرو بن دينار عن أبي كريب عن ابن عباس قال:
1521 - أخرجه الحاكم (2/ 462) من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
(1)
سقط من الأصل وأثبتناه من المستدرك.
1523 -
أخرجه الحاكم (3/ 534) من طريق يحيى بن سعيد عن حاتم بن أبي صغيرة-به.
قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل قال: فقمت وتوضأت أصلي خلفه فأخذ بيدي فجعلني حذاءه فخنست فقمت خلفه فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
«ما لي كلما جعلتك حدائي خنست» قال: فقلت له لا ينبغي لأحد أن يصلي حذاك وأنت رسول الله قال: فدعا الله يزيدني فهما وعلما.
هذا لفظ حديث الفقيه. ورواه الصوفي بمعناه غير أنه قال في آخره: لا ينبغي لأحد أن يصلي حذاك وأنت رسول الله الذي أعطاك الله فأعجبته فدعا الله أن يزيدني فهما وعلما.
وذكر الحليمي رحمه الله: قول الله عز وجل:
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَإِذا كانُوا مَعَهُ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتّى يَسْتَأْذِنُوهُ} [النور:62] إلى آخر الآية.
وبسط الكلام في الاحتجاج بالآية في توقير النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه.
وذكر قول الله عز وجل: {وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً} [الجمعة:11]. وما فيه من التوبيخ على ما كان منهم من انفضاضهم قال:
ثم إن المخاطبين بهذه الآية من الصحابة انتهوا إلى العمل بهذا وبلغوا في تغظيم النبي صلى الله عليه وسلم ما عرفوا به بعض حقه.
وذكر حديث عبد الله بن مسعود وهو فيما.
1524 -
أخبرنا أبو محمد جناح بن نذير القاضي بالكوفة ثنا أبو جعفر بن دحيم ثنا حازم ثنا أبو بكر وعثمان قالا: ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة بن عبد الله قال:
1524 - أخرجه الترمذي (3084) عن هناد عن أبي معاوية-به.
وقال الترمذي حديث حسن، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه.
وأخرجه الحاكم (3/ 21 و 22) من طريق الأعمش-به.
وأخرجه المصنف في الدلائل (3/ 138 و 139) والسنن (6/ 321).
لما كان يوم بدر فذكر الحديث في الأسارى وذكر قول عمر في قتلهم فقال ابن مسعود:
قلت: يا رسول الله إلاّ سهيل بن بيضاء فإني سمعته يذكر الإسلام فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فما رأيتني في يوم بدر أخوف أن يقع عليّ حجارة من السماء مني في ذلك اليوم حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إلا سهيل بن بيضاء» .
وذكر حديث عروة بن مسعود الثقفي وهو فيما
1525 -
أخبرنا أبو عمرو الأديب ثنا أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان ثنا محمد بن يحيى ثنا عبد الرزاق قال: قال معمر، قال الزهري: أخبرني عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم فذكروا قصة الحديبية.
وما كان من عروة بن مسعود الثقفي قالا: ثم جعل عروة يرمق صحابة النبي صلى الله عليه وسلم فو الله ما تنخم رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده وإذا تكلم خفضوا أصواتهم وإذا أمرهم ابتدروا أمره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون إليه النظر تعظيما له. قال: فرجع عروة لأصحابه فقال: أي قوم والله لقد وفدت على الملوك وفدت على قيصر وكسرى والنجاشي والله إن رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه تعظيم أصحاب محمد والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده فإذا أمرهم ابتدروا أمره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم وما يحدون إليه النظر تعظيما له.
1526 -
وروينا في حديث بريدة قال: كنا إذا قعدنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم لم نرفع رؤوسنا إليه تعظيما له.
1527 -
وروينا في حديث البراء بن عازب في قصة الجنازة قال: فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كأن على رؤوسنا الطير.
وقد ذكرنا إسنادهما في آخر كتاب المدخل.
1528 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله بن السماك ثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي ثنا سعيد بن عامر قال ثنا شعبة عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك قال:
أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده أصحابه كأنما على رؤوسهم الطير فسلمت
(1)
وقعدت قال: فجاءت الأعراب وقالوا: يا رسول الله علينا حرج في كذا أشياء لا بأس بها قال:
«عباد الله وضع الله الحرج إلا امرأ أقرض امرأ مسلما ظلما فذلك الذي حرج وهلك» .
قالوا: يا رسول الله ما خير ما أعطي الإنسان
(2)
قال: «خلق حسن» .
قالوا: يا رسول الله: نتداوى قال: «تداووا فإن الله لم يضع داء في الأرض إلا وضع له دواء إلا الهرم» . قال: فكان هذا الشيخ يقول: هل تعلمون لي من دواء قال: ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام الناس فجعلوا يقبلون يده فأخذتها فوضعتها على وجهي فإذا هي أطيب من المسك وأبرد من البرد.
1529 -
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله الحرفي ببغداد ثنا أحمد بن سليمان الفقيه ثنا إسماعيل بن إسحاق قال: ثنا سليمان بن حرب ثنا شعبة عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك قال:
أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه عنده وكأن على رؤوسهم الطير فقال: «يا أيها الناس تداووا فإن الله عز وجل لم ينزل داء إلا وأنزل له دواء زاد غيره إلا الهرم» .
قيل: يا رسول الله ما خير ما أعطي الناس قال: «خلق حسن» .
1530 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ثنا أبو العباس محمد بن
1528 - أخرجه أبو داود (3855) والترمذي (2038) وابن ماجة (3436) والحاكم (4/ 399) من طريق زياد بن علاقة-به.
وقال الترمذي: حسن صحيح.
(1)
مسند أحمد ص 278 ج 4 «فسلمت عليه» .
(2)
السابق الناس بدلا من الإنسان.
1530 -
أخرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 110) من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل-به و (2/ 365) من طريق المطلب بن زياد-به.
يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا مالك بن إسماعيل ثنا المطلب بن زياد قال: حدثني أبو بكر بن عبد الله الأصبهاني عن محمد بن مالك بن المنتصر عن أنس أن أبواب النبي صلى الله عليه وسلم كانت تقرع بالأظافير.
1531 -
حدثنا أبو محمد بن يوسف أنا دعلج بن أحمد السجزي ثنا موسى بن هارون ثنا شيبان بن فروخ ثنا جرير بن حازم ثنا عبد المالك بن عمير عن أياد بن لقيط عن أبي رمثة قال:
قدمت المدينة ولم أكن رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج وعليه ثوبان أخضران فقلت لأبي: هذا والله رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل أبي يرتعد هيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
1532 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ غير مرة أنا أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه ثنا أبو علي صالح بن محمد بن حبيب الحافظ ثنا سعيد بن سليمان ثنا عباد بن العوام عن ابن عون عن محمد بن سيرين عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما حلق شعره يوم النحر تفرق الناس فأخذوا شعره فأخذ أبو طلحة منه طائفة قال ابن سيرين:
لأن يكون عندي منه شعرة أحب إليّ من الدنيا وما فيها رواه البخاري في الصحيح عن أبي يحيى عن سعيد بن سليمان.
1533 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن علي ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا الحسن بن أبي جعفر ثنا أبو جعفر الأنصاري عن الحارث بن الفضل أو ابن الفضيل عن عبد الرحمن بن أبي قراد أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ يوما فجعل أصحابه يتمسحون بوضوئه فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: «ما حملكم على هذا؟» .
قالوا: حب الله ورسوله.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من سره أن يحب الله ورسوله أو يحبه الله ورسوله فليصدق حديثه إذا حدث وليؤد أمانته إذا ائتمن وليحسن جوار من جاوره.
1534 -
وروينا عن الزهري حدثني من لا أتهم من الأنصار أن رسول
1532 - أخرجه البخاري (1/ 273 - فتح) عن محمد بن عبد الرحيم عن سعيد بن سليمان-به.
الله صلى الله عليه وسلم كان إذا توضأ أو تنخم ابتدروا نخامته فمسحوا بها وجوههم وجلودهم فقال: لم تفعلون هذا؟ قالوا: نلتمس به البركة.
ثم ذكر معنى ما في هذا الحديث.
1535 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أحمد بن محمد بن سلمة ثنا عثمان بن سعيد ثنا موسى بن إسماعيل ثنا أبان بن يزيد ثنا يحيى بن أبي كثير أن أبا سلمة حدثه أن محمد بن عبد الله بن زيد حدثه أن أباه شهد النبي صلى الله عليه وسلم عند المنحر هو ورجل من الأنصار قال: فحلق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه في ثوبه فأعطاه فقسم منه على رجال وقلم أظفاره فأعطاه صاحبه فإنه عندنا لمخضوب بالحناء والكتم.
وهكذا رواه حبان بن هلال عن أبان مرسلا.
ورواه البخاري في كتاب التاريخ عن موسى بن إسماعيل وقال في آخر الخضاب منهم خضبناه لكل لا يتغير ولم يذكر قلم الظفر.
1536 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو محمد المقرئ قالا: ثنا أبو العباس هو الأصم ثنا الخضر بن أبان ثنا سيار ثنا جعفر يعني ابن سليمان ثنا ثابت البناني قال:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يوما توضأ وبإزاء النبي صلى الله عليه وسلم غلام فمج النبي صلى الله عليه وسلم فتلقى الغلام مجة النبي صلى الله عليه وسلم فشربها فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
«اللهم إن عبدك يترضاك فارض عنه» .
1537 -
وبهذا الإسناد ثنا ثابت البناني قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس تحدث فخلع نعليه فخلعها يوما وجلس يتحدث فلما قضى حديثه قال لغلام من الأنصار:
«يا بني ناولني نعلي» فقال غلام من الأنصار: دعني فلا نعلك قال: شأنك فافعل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم إن عبدك يتحبب إليك فأحبه» .
1535 - حبان بن هلال هو أبو حبيب البصري (تقريب). وأبان بن يزيد هو العطار أبو يزيد البصري.
1538 -
قال البيهقي رحمه الله:
وحديث النعل قد أسنده عمرو بن خليفة عن أبي زيد عن ثابت عن أنس أخرجناه في باب توقير الكبير.
قال الحليمي رحمه الله:
فهذا كان من الذين رزقوا مشاهدته فأما اليوم فإن تعظيمه زيارته ومن تعظيمه تعظيم حرمه وهو المدينة وإكرام أهلها ومنها:
قطع الكلام إذا جرى ذكره أو يروي بعض ما جاء عنه وصرف السمع والقلب إليه ثم الإذعان والنزول عليه والتوقي من معارضته وضرب الأمثال له.
قال الإمام أحمد البيهقي رحمه الله:
وقد ذكرنا في هذا المعنى حديث ابن عمرو بن مغفل وغيرهما في كتاب المدخل.
1539 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن أيوب عن سعيد بن جبير قال:
كنت عند عبد الله بن مغفل حذف عنده رجل من قومه فقال: لا تحذفن فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنه وقال إنه لا يصطاد بها صيدا ولا يقتل بها عدوا ولكنها تكسر السن وتفقأ العين. قال: فلم ينتهي الرجل فقال: أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى عنها ولم تنته لا أكلمك كلمة أبدا.
1540 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا محمد بن عمر الحذاف ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنا عيسى بن يونس ثنا الأعمش عن مجاهد عن ابن
1538 - أخرجه الطبراني في الصغير (2/ 143) من طريق أبي جابر محمد بن عبد الملك عن الحسن بن أبي جعفر عن ثابت عن أنس مرفوعا.
وقال الطبراني:
لم يروه عن ثابت إلا الحسن بن أبي جعفر تفرد به أبو جابر.
وقال الهيثمي في المجمع (8/ 268) فيه الحسن بن أبي جعفر متروك.
1539 -
أخرجه البخاري (9/ 607 - فتح) من طريق عبد الله بن بريدة عن عبد الله بن مغفل.
1540 -
(أخرجه مسلم (1/ 327) عن علي بن خشرم عن عيسى بن يونس-به.
عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ائذنوا للنساء إلى المساجد بالليل فقال بعض بنيه: والله لا نأذن لهم يتخذنه دغلا.
فقال ابن عمر: فعل الله بك وفعل أقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول لا نأذن لهن.
رواه مسلم في الصحيح عن علي بن خشرم عن عيسى.
1541 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو بكر بن إسحاق ثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رجاء قال: ثنا عفان بن مسلم (ح).
قال: وأنا أبو عبد الله بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء أنا أبو النعمان محمد بن الفضل قالا: أنا حماد بن سلمة عن ثابت عن كنانة بن نعيم العدوي عن أبي برزة الأسلمي أن جليبيبا كان امرأ من الأنصار وكان يدخل على النساء ويتحدث إليهن قال أبو برزة:
فقلت لامرأتي: اتقوا لا تدخلنّ عليكم جليبيبا قال: وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان لأحدهم أيّم لم يزوجها حتى يعلم هل لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيها حاجة أم لا.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم لرجل من الأنصار: «يا فلان زوجني ابنتك» قال:
نعم ونعمة عين.
قال: إني لست لنفسي أريدها. قال: فمن؟ قال: لجليبيب. قال: يا رسول الله حتى استأمر أمها فأتاها فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب ابنتك قالت:
نعم ونعمة عين فزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: إنه ليس لنفسه يريدها. قالت: فلمن؟ قال: لجليبيب.
قالت: حلقى الجليبيب إنيه
(1)
لا لعمر الله.
لا نزوج جليبيا فلما قام أبوها ليأتي النبي صلى الله عليه وسلم قالت الفتاة من خدرها: من خطبني إليكما؟ قالا: رسول الله صلى الله عليه وسلم.
1541 - أخرجه أحمد (4/ 422) عن عفان-به.
وقال الهيثمي في المجمع (9/ 368) رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
وقال الهيثمي في المجمع (9/ 368) رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
(1)
إنيه: لفظة تستعملها العرب في الإنكار (نهاية).
قالت: أتردون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره ادفعوني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لن يضيعني فذهب أبوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: شأنك فيها.
فزوجها جليبيا. قال إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة لثابت: هل تدري ما دعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم به؟ قال: وما دعا لها به؟
قال: «اللهم صب عليها الخير صبا صبا ولا تجعل عيشها كدا كدا» .
قال ثابت: فزوجها إياه قال: فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة له فأفاء الله عليه فقال: هل تفقدون من أحد؟ قالوا: نفقد فلانا وفلانا ونفقد فلانا ثم قال:
هل تفقدون من أحد؟ قالوا: لا.
قال: لكني أفقد جليبيا فاطلبوه في القتلى فنظروا في القتلى فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قتل سبعة ثم قتلوه هذا مني وأنا منه» .
يقولها مرارا فوضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ساعده ماله سرير إلا ساعدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وضعه في قبره.
قال ثابت: فما كان من الأنصار أيم أنفق منها.
أخرج مسلم آخر هذا الحديث عن إسحاق بن عمر بن سليط عن معاذ والجميع صحيح على شرطه.
1542 -
وروينا في الحديث الثابت الصحيح عن فاطمة بنت قيس حين خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسامة بن زيد فكرهته. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طاعة الله وطاعة رسوله خيرا لك» .
قالت: أنكحته فجعل الله فيه خيرا واغتبطت به.
وفي رواية أخرى قالت: فشرفني الله بابن زيد وأكرمني.
وفي رواية أخرى فبورك لي فيه.
وفي رواية فبارك الله لي في أسامة
(1)
.
(1)
في الهامش آخر الجزء الثاني عشر.
1543 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ثنا ابن ناجية ثنا عبد الأعلى بن حماد ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد أن مصعب بن الزبير هم بعريف الأنصار أن يقتله فدخل عليه أنس بن مالك فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«استوصوا بالأنصار خيرا أو معروفا فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم» قال: فنزل مصعب عن سريره على بساطه فالزق جلده أو قال جلدا أو قال قعد وقال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرأس والعينين أمر النبي صلى الله عليه وسلم على الرأس والعينين وخلى سبيله.
1544 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو جعفر أحمد بن عبيد بن إبراهيم الحافظ بهمدان ثنا إبراهيم بن الحسين بن ديزيل ثنا إسحاق بن محمد القروي قال:
سمعت مالكا بن أنس يقول: كنا ندخل على أيوب بن أبي تميمة السختياني فإذا ذكر له حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى حتى نرحمه.
1545 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا زكريا العنبري يقول:
سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق يقول: سمعت محمد بن يحيى يقول: سمعت أبا الوليد يقول:
والله إنه لعظيم عند الله عز وجل أن يكون في الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث ثم يكون بعده عن بعض التابعين خلافه.
قال: وسمعت الوليد وحدث بحديث مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم فقلت ما رأيك؟
قال: ليس لي مع النبي صلى الله عليه وسلم رأي.
قال: ومنه ألا ترفع الأصوات عند قبره ولا يحاضر عنده في لهو ولا لغو ولا باطل ولا شيء من أمر الدنيا مما لا يليق بجلال قدره ومكانته من الله عز وجل.
1546 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل
1543 - يأتي برقم (1604).
ثنا جدي ثنا سليمان بن حرب قال: كان حماد بن زيد يحدث ذات يوم فتكلم رجل بشيء فغضب حماد وقال: يقول الله عز وجل:
{لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} [الحجرات:2] وأنا أقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأنت تتكلم.
ومنه: الصلاة والتسليم عليه كما جرى ذكره.
قال الله عز وجل: {إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:56].
أمر الله تعالى عباده أن يصلوا عليه ويسلموا بعد إخبارهم بأن ملائكته يصلون عليه لينبهم بذلك على ما فيها من الفضل إذا كانت الملائكة مع انفكاكهم من شريعته تتقرب إلى الله تعالى بالصلاة والتسليم عليه أولى وأحق.
1547 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب (ح).
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا يحيى بن منصور القاضي ثنا محمد بن عبد السّلام الوراق ثنا يحيى بن يحيى قال:
قرأت على مالك عن نعيم بن عبد الله المجمر أن محمد بن عبد الله بن زيد الأنصاري وهو عبد الله بن زيد هذا الذي كان أرى النداء بالصلاة أخبره عن أبي مسعود الأنصاري قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بني سعد: أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله فكيف نصلي عليك؟ فقال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لفظ حديث يحيى بن يحيى رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى.
1548 -
ورواه كعب بن عجرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو مخرج في الصحيحين.
1547 - أخرجه مسلم (1/ 305) عن يحيى بن يحيى التميمي.
1549 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا السري بن خزيمة ثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك (ح).
وأخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن المهرجاني أنا أبو بكر محمد بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي ثنا يحيى بن بكير ثنا مالك عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن عمرو بن سليم الزّرقي أنه قال:
أخبرنا أبو حميد الساعدي أنهم قالوا: يا رسول الله كيف نصلي عليك؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
1550 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو العباس محمد بن يعقوب عن الحسن بن علي بن عفان ثنا زيد بن الحباب عن المسعودي عن عون بن عبد الله عن أبي فاختة مولى جعدة بن هبيرة المخزومي عن الأسود بن يزيد قال: قال لنا ابن مسعود: إذا صليتم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسنوا الصلاة عليه فإنكم لا تدرون لعل ذلك يعرض عليه. قلنا: يا أبا عبد الرحمن فعلمنا قال: قولوا اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على سيد المرسلين وإمام المتقين وخاتم النبيين محمد عبدك ورسولك إمام الخير وقائد الخير ورسول الرحمة اللهم ابعثه مقاما محمودا الذي يغبطه به الأولون والآخرون اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
1551 -
وقد روينا من وجه صحيح في حديث كعب بن عجرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مثل ما
1549 - أخرجه البخاري (11/ 169 - فتح) عن عبد الله بن مسلمة عن مالك.
1550 -
أخرجه الديلمي عن ابن مسعود مرفوعا وقال الحافظ ابن حجر: المعروف أنه موقوف عليه (كنز العمال 2194).
1551 -
أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 507) من طريق مسعر عن الحكم عن ابن أبي ليلى عن كعب بن عجرة.
1552 -
روينا عن ابن مسعود من قوله اللهم صل على محمد إلى آخره، وذكر فيه إبراهيم وآل إبراهيم وهو وإن لم يذكر في بعض طرق هذه الأحاديث فهو داخل فيه لقول الله تعالى:
{أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ} [غافر:46] وفرعون داخل فيه مع آله.
وذكر الحليمي رحمه الله في معنى هذا التشبيه أن الله عز وجل أخبر أن الملائكة قالت في بيت إبراهيم مخاطبة لسارة رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد. وقد علمنا أن نبينا صلى الله عليه وسلم من أهل بيت إبراهيم وكذلك آله كلهم فمعنى قولنا اللهم صل أو بارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت أو باركت على إبراهيم وآل إبراهيم قال إبراهيم: أي أجب دعاء ملائكتك الذين دعوا لآل إبراهيم فقالوا: رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت. وفي محمد وآل محمد كما أجبته في الموجودين كانوا يومئذ من أهل بيت إبراهيم فإنه وآله من أهل بيته أيضا لذلك يختم هذا الدعاء بأن يقول إنك حميد مجيد فإن الملائكة ختمت دعائها بقولهم إنك حميد مجيد.
قال الإمام أحمد البيهقي رحمه الله:
وقد ذكرنا سائر ما ورد في كيفية الصلاة على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في فضل الصلاة والسّلام عليه في كتاب الدعوات والسنن فمن أراد الوقوف عليها رجع إليها إن شاء الله تعالى ونحن نذكر هاهنا طرفا منها ترغيبا إليها وبالله التوفيق.
1553 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنا أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا سليمان بن داود العتكي ثنا إسماعيل بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صلى عليّ صلاة واحدة صلّى الله عليه عشرا» .
أخرجه مسلم في الصحيح من حديث إسماعيل.
1553 - أخرجه المصنف من طريق أبي داود (1530).
وأخرجه مسلم (1/ 306) من طريق إسماعيل-به.
1554 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران ثنا أحمد بن سلمان النجاد ثنا الحسن بن مكرم ثنا شبابة بن سوار ثنا يونس بن أبي إسحاق عن يزيد بن أبي مريم قال: سمعت أنس بن مالك يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم:
«من صلى عليّ صلاة صلّى الله عليه عشر صلوات وحطت عنه عشر خطيئات ورفع له عشر درجات» .
1555 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو إسماعيل الترمذي محمد بن إسماعيل ثنا إبراهيم بن حمزة ثنا حاتم بن إسماعيل عن محمد بن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع حدثني ابن أبي سندر السلمي عن مولى عبد الرحمن بن عوف قال:
قال عبد الرحمن كنت قائما في رحبة المسجد فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خارجا من الباب الذي يلي المقبرة قال: فلبثت مليا ثم خرجت على أثره فرأيته قد دخل حائطا من الأسواق فتوضأ ثم صلى ركعتين فسجد سجدة أطال السجود فيها فلما تشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم تبدأت له فقلت له: بأبي أنت وأمي حين سجدت أشفقت أن الله قد توفاك من طولها فقال: إن جبريل عليه السلام بشرني أنه من
1554 - قال ابن القيم في جلاء الافهام (ص 29) قال النسائي ثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا يحيى بن آدم حدثنا يونس بن أبي إسحاق-به.
ورواه أحمد في المسند عن أبي نعيم عن يونس.
ورواه ابن حبان في صحيحه عن الحسن بن الخليل عن أبي كريب عن محمد بن بشر العبدي عن يونس.
وعلته ما أشار إليه النسائي في كتابه الكبير أن مخلد بن يزيد ما أشار إليه النسائي في كتابه الكبير أن مخلد بن يزيد رواه عن يونس بن أبي إسحاق عن يزيد بن أبي مريم عن الحسن عن أنس.
وهذه العلة لا تقدح فيه شيئا لأن الحسن لا شك في سماعه من أنس.
وقد صح سماع يزيد بن أبي مريم من أنس أيضا هذا الحديث فرواه ابن حبان في صحيحه والحاكم في المستدرك من حديث يونس بن أبي إسحاق عن يزيد بن أبي مريم قال: سمعت أنس بن مالك فذكره.
ولعل يزيد سمعه من الحسن ثم سمعه من أنس فحدث به على الوجهين فإنه قال كنت أزامل الحسن في محمد فقال: حدثنا أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره ثم انه حدثه به أنس فرواه عنه.
صلى عليّ صلّى الله عليه ومن سلم عليّ سلم الله عليه.
1556 -
وقد روينا من وجه آخر عن محمد بن جبير عن عبد الرحمن ومن وجه آخر عن عبد الواحد بن محمد بن عبد الرحمن بن عوف عن عبد الرحمن ولم يذكر فيه الركعتين بل ذكر السجود فقط وزاد عبد الواحد في حديثه فسجدت لله شكرا.
1557 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنا حاجب بن أحمد الطوسي ثنا أبو عبد الرحمن المروزي ثنا عبد الله بن المبارك (ح).
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن مكرم ثنا عبد الرحمن بن عمر قالا: ثنا شعبة عن عاصم بن عبيد الله بن عاصم عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«من صلى عليّ صلاة صلت عليه الملائكة ما صلى عليّ فليقل عبد من ذلك أو ليكثر» .
هكذا رواه جماعة عن شعبة ورواه يزيد بن هارون عن شعبة بهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم: من صلى عليّ صلاة صلّى الله بها عشرا فليكثر عليّ عبد من الصلاة او ليقل.
1558 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن مكرم ثنا يزيد ثنا شعبة فذكره.
1559 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنا أبو سهل بن زياد القطان ثنا إسماعيل بن إسحاق القروي ثنا أبو طلحة الأنصاري عن أبيه عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«من صلى عليّ واحدة صلّى الله عليه عشرا فليكثر من ذلك أو ليقل.
1560 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني محمد بن صالح بن هانئ ثنا الحسين بن الفضل البجلي ثنا عفان بن مسلم ثنا حماد بن سلمة أنا ثابت البناني أنه تلى قول الله تبارك وتعالى:
1557 - أخرجه أحمد (3/ 445) وابن ماجة (908) من طريق شعبة.
{إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:56].
فقال: ثابت قدم علينا سليمان مولى الحسن بن علي فحدثنا عن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء ذات يوم والبشر يرى في وجهه فقلنا يا رسول الله إنا لنرى البشر في وجهك فقال: إنه أتاني الملك فقال: يا محمد إن ربك يقول: أما ترضى ما أحد من أمتك صلى عليك إلا صليت عليك عشر صلوات ولا سلم عليك أحد من أمتك إلا رددت عليه عشر مرات قال بلى.
1561 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنا أبو سهل بن زياد القطان ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني أخي عن سليمان بن بلال، عن عبيد الله بن عمر عن ثابت البناني قال: قال أنس بن مالك قال أبو طلحة الأنصاري:
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عليهم يوما يعرفون البشر في وجهه فقالوا: إنا لنعرف في وجهك البشر. قال أجل أتاني آت من ربي عز وجل فأخبرني أنه لم يصلّ عليّ أحد من أمتي إلا ردها الله عليه عشرة أمثالها.
1562 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الحسن علي بن محمد بن سختويه ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي فذكره بإسناده غير أنه قال: إنا لنعرف في وجهك الآن البشر يا رسول الله قال أجل أتاني الآن آت.
1563 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الشافعي ثنا محمد بن مسلمة الواسطي ثنا يعقوب بن محمد ثنا أبو القاسم بن أبي الزناد عن موسى بن يعقوب عن عبد الله بن كيسان عن سعيد بن أبي سعيد عن عتبة عن ابن مسعود
(1)
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
1561 - عزاه ابن القيم في جلاء الأفهام (ص 30) إلى إسماعيل بن إسحاق القاضي عن إسماعيل بن أبي أويس-به.
(1)
في الأصل (عن أبي عتبة بن مسعود).
كذا قال ورواه عباس بن أبي شملة عن موسى عن عبد بن كيسان عن عتبة بن عبد الله عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم.
1564 -
ورويناه عن خالد القطواني عن موسى بن يعقوب عن عبد الله بن كيسان عن عبد الله بن شداد عن أبيه عن ابن مسعود.
أخبرناه أبو سعد الماليني أنا أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا ابن منيع ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا خالد بن مخلد القطواني ثنا موسى بن يعقوب الزمعي أخبرني عبد الله بن كيسان أخبرني عبد الله بن شداد بن الهاد.
فذكره ورواه محمد بن عثمة عن عبد الله بن كيسان عن عبد الله بن شداد عن عبد الله بن مسعود ولم يقل عن أبيه.
1565 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين الخسروجردي ثنا داود بن الحسين ثنا أحمد بن عمرو ثنا ابن وهب عن عمرو عن عمارة بن غزية عن عبد الله بن علي بن الحسين أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إن البخيل كل البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي صلى الله عليه وسلم» .
ورواه أحمد بن عيسى عن ابن وهب مرسلا.
1566 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ثنا أبو بكر محمد بن عثمان بن ثابت الصيدلاني ثنا عبيد بن شريك ثنا أبو الجماهر ثنا عبد العزيز بن محمد عن عمارة بن غزية عن عبد الله بن علي بن الحسين قال: قال علي بن أبي طالب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
1564 - أخرجه المصنف من طريق ابن عدي في الكامل (3/ 906).
1566 -
أخرجه الترمذي (3546) من طريق سليمان بن بلال عن عمارة بن غزية-به.
وقال الترمذي حسن صحيح غريب.
وقال ابن القيم في جلاء الافهام (ص 13) ورواه النسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم في المستدرك.
1567 -
أخبرنا أبو سعد الماليني أنا أبو أحمد بن عدي ثنا قسطنطين بن عبد الله الرومي ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا خالد بن مخلد ثنا سليمان بن بلال حدثني عمارة بن غزية الأنصاري قال: سمعت عبد الله بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إن البخيل من ذكرت عنده فلم يصل عليّ» .
1568 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا الحسين بن صفوان ثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ثنا هارون بن سفيان ثنا خالد بن مخلد ثنا سليمان بن بلال قال: حدثني عمارة بن غزية الأنصاري قال: سمعت عبد الله بن علي بن الحسين يحدث عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إن البخيل من ذكرت عنده فلم يصل عليّ» .
قد أخرجته عاليا في كتاب الدعوات.
1569 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا الحسين بن صفوان ثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ثنا عبيد الله بن عمر الجشمي ثنا بشر بن المفضل ثنا عمارة بن غزية حدثني صالح مولى التوأمة قال: سمعت أبا هريرة قال: قال أبو القاسم رسول الله صلى الله عليه وسلم:
1570 -
أخبرنا أبو بكر بن فورك أنا عبد الله بن جعفر أنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا يزيد بن إبراهيم الأسدي عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
1567 - أخرجه المصنف من طريق ابن عدي في الكامل (3/ 906).
1568 -
انظر رقم (1566).
1569 -
أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 496) من طريق مسدد عن بشر بن المفضل-به.
وقال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه وصالح ليس بالساقط.
وقال الذهبي: صالح ضعيف.
1570 -
أخرجه المصنف من طريق أبي داود الطيالسي (1756).
1571 -
أخبرنا أحمد بن أبي العباس الزوزني ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي ثنا محمد بن مسلمة الواسطي ثنا يزيد بن هارون ثنا شعبة عن سليمان عن ذكوان عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
1572 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا محمد بن هلال حدثني سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن أبيه عن كعب بن عجرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احضروا المنبر فحضرنا فلما ارتقى درجة قال: آمين فلما ارتقى الدرجة الثانية قال: آمين فلما ارتقى الدرجة الثالثة قال آمين فلما فرغ نزل عن المنبر قال:
فقلنا يا رسول الله لقد سمعنا اليوم منك شيئا لم نكن نسمعه قال: إن جبريل عليه السلام عرض لي فقال: بعد من أدرك رمضان فلم يغفر له فقلت: آمين.
فلما رقيت الثانية قال بعد من ذكرت عنده فلم يصل عليك فقلت آمين فلما رقيت الثالثة قال: بعد من أدرك والديه الكبر عنده أو أحدهما ثم لم يدخلاه الجنة أظنه قال: فقلت: آمين.
1573 -
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن إبراهيم الموسوي بمكة ثنا أبو حاتم الرازي ثنا موسى بن إسماعيل ثنا وهيب بن خالد ثنا جعفر بن محمد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من ذكرت عنده فلم يصل عليّ خطى طريق الجنة» .
هذا مرسل وقد رويناه من حديث محمد بن عمرو بن أبي سلمة عن أبي
1571 - عزاه السيوطي في الدر (5/ 218) إلى النسائي وابن أبي عاصم وأبو بكر في الغيلانيات والبغوي في الجعديات والبيهقي في الشعب والضياء في المختارة عن أبي سعيد.
1572 -
أخرجه الحاكم (4/ 153 و 154) من طريق سعيد بن أبي مريم-به.
وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسي الصلاة عليّ خطى به طريق الجنة.
1574 -
أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن إبراهيم المهراني ثنا عبد الله بن محمد بن موسى بن كعب ثنا محمد بن سليمان ثنا عمر بن حفص بن غياث حدثني أبي عن محمد بن عمرو فذكره.
1575 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف المصري بمكة أنا أبو الفضل العباس بن محمد بن نصر الرافقي أملاء ثنا الحسن بن علي بن زرعة (الحيرلائي)
(1)
، ثنا عامر بن سيال ثنا عبد الكريم عن أبي إسحاق الهمداني عن الحارث وعاصم بن ضمرة عن علي بن أبي طالب قال:
كل دعاء محجوب عن السماء حتى يصلى على محمد وعلى آل محمد صلى الله عليه وسلم، كذا وجدته موقوفا وقد.
1576 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أحمد بن كوفي العدل ثنا محمد بن عبد الله بن الحسن الأصبهاني ثنا سهل بن عثمان العسكري ثنا نوفل بن سليمان عن عبد الكريم الجزري عن ابن إسحاق عن الحارث عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الدعاء محجوب عن الله حتى يصلى على محمد وعلى آل محمد.
1577 -
ورويناه من جه آخر عن مالك بن دينار عن أنس بن مالك مرفوعا.
1578 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا زيد بن الحباب ثنا موسى بن عبيدة الربذي حدثني إبراهيم بن محمد بن إبراهيم التيمي وكان جده من المهاجرين الأولين عن أبيه عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجعلوني كقدح الراكب إن الراكب يملأ قدحه ما ثم يضعه ثم يأخذ في معاليقه حتى إذا فرغ جاء إلى القدح فإن كان له حاجة في الشراب شرب وإن لم يكن له حاجة في الشراب
(1)
غير واضح في الأصل.
1576 -
أخرجه أبو الشيخ عن علي (كنز 3215).
1578 -
أخرجه البزار (3156 - كشف الأستار) من طريق موسى بن عبيدة-به.
وقال الهيثمي (10/ 155) موسى بن عبيدة ضعيف.
توضأ فإن لم يكن له حاجة في الوضوء اهراقه ولكن اجعلوني في أول الدعاء وفي آخر الدعاء.
1579 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه ثنا أحمد بن محمد بن عيسى القاضي ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان الثوري عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الطفيل بن أبيّ بن كعب عن أبيه قال للنبي صلى الله عليه وسلم:
كم اجعل لك من صلاتي قال: ما شئت. قال: الثلث. قال: ما شئت وإن زدت فهو أفضل.
قال: النصف. قال: ما شئت وإن زدت فهو أفضل. قال: (اجعل لك صلاتي)
(1)
كلها قال: إذا يكفيك الله همك ويغفر لك ذنبك.
1580 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ثنا عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو صالح وابن بكير عن الليث عن عقيل عن ابن شهاب أخبرني محمد بن يحيى بن حبان أن رجلا: قال: يا رسول الله إني أريد أن اجعل صلاتي كلها لك قال: إذا يكفيك الله أمر دنياك وآخرتك.
هذا مرسل جيد وهو شاهد لما تقدم.
1581 -
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا عباس بن عبد الله الترقفي ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ ثنا حيوة بن شريح عن أبي صخر عن يزيد بن عبد الله ابن قسيط عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من أحد يسلم علي إلا رد الله إليّ روحي حتى أرد عليه السلام.
1582 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا
1579 - سبق برقم (517).
(1)
غير واضح واثبتناه من جراء الأفهام (ص 40).
1580 -
أخرجه أحمد (2/ 527) عن أبي عبد الرحمن المقري-به.
وأخرجه أبو داود (2041) عن محمد بن عوف عن المقري-به.
1582 -
أخرجه النسائي (3/ 43) عن عبد الوهاب بن عبد الحكم الوراق عن معاذ بن معاذ عن سفيان بن سعيد ح. وعن محمود بن غيلان عن وكيع وعبد الرزاق عن سفيان عن عبد الله بن السائب-به.
محمد بن إسحاق الصغاني ثنا أبو نعيم ثنا شقيق عن عبد الله بن السائب عن زاذان عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني عن أمتي السّلام.
1583 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري ثنا عيسى بن عبد الله الطاليسي ثنا العلاء بن عمرو الحنفي ثنا أبو عبد الرحمن عن الأعمش (ح)
وأخبرنا: أبو الحسين بن الفضل القطان أنا أبو الحسين أحمد بن عثمان الآدمي ثنا محمد بن يونس بن موسى ثنا الأصمعي ثنا محمد بن مروان السدي عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صل عليّ عند قبري وكل بهما ملك يبلغني وكفى بهما أمر دنياه وآخرته وكنت له شهيدا أو شفيعا هذا اللفظ حديث الأصمعي وفي رواية الحنفي قال: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من صلى عليّ عند قبري سمعته ومن صلى عليّ نائيا أبلغته.
1584 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران وأبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي قالا ثنا حمزة بن محمد بن العباس ثنا أحمد بن الوليد ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا إسرائيل عن أبي يحيى عن مجاهد عن ابن عباس قال: ليس أحد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم صلى عليه صلاة إلا وهي تبلغه يقول الملك فلان يصلي عليك كذا وكذا صلاة.
1585 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حاتم الزاهد ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا محمد بن جحش ثنا سفيان عن أبي سهل عثمان بن حكيم عن عكرمة عن ابن عباس قال:
لا ينبغي لأحد الصلاة على أحد إلا على النبي صلى الله عليه وسلم.
1582 - وقال ابن القيم في جلاء الأفهام (ص 27) ورواه أبو حاتم بن حبان في صحيحه عن أبي يعلى عن أبي خيثمة عن وكيع عن سفيان-به.
1583 -
أخرجه أبو الشيخ في كتاب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كما في جلاء الأفهام (ص 22) من طريق الأعمش-به بنحوه.
1584 -
أبو أحمد الزبيري هو محمد بن عبد الله بن الزبير روى عن إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي أبو يوسف الكوفي.