الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1123 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد، أنا ابن ملحان، ثنا يحيى بن بكير، ثنا الليث بن سعد، حدثني عيسى بن موسى بن أياس بن البكير، عن صفوان بن سليم، عن رجل من أشجع، عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
فذكره بمثله وهذا هو المحفوظ دون الأوّل.
1124 -
أخبرنا أبو سعد الماليني، أنبا أبو أحمد بن عدي الحافظ، أنا القاسم بن الليث الرسعني، ثنا بشر بن معاذ، ثنا حماد بن واقد، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق الهمداني، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«سلوا الله من فضله، فإنّ الله يحبّ أن يسأل من فضله وأفضل العبادة انتظار الفرج» .
ذكر فصول في الدّعاء يحتاج إلى معرفتها
قال البيهقي رحمه الله: الدعاء قول للقائل يا الله، أو يا رحمن، أو يا رحيم وما أشبه ذلك وهو أيضا نداء قال الله عز وجل:
{كهيعص ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيّا، إِذْ نادى رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا} [مريم:
1،2].
قال: {وَزَكَرِيّا إِذْ نادى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً} [الأنبياء:89].
وفي آية أخرى:
{هُنالِكَ دَعا زَكَرِيّا رَبَّهُ قالَ رَبِّ} [آل عمران:38].
ومعنى «رب» يا ربّ فثبت أنّ الدعاء نداء، والنداء دعاء غير أنّ له أركانا
1123 - عزاه السيوطي في جمع الجوامع (3395) إلى المصنف وابن عساكر في تاريخ دمشق اه. وعيسى بن موسى ضعيف كما في الجرح والتعديل (6/ 285).
1124 -
أخرجه المصنف من طريق ابن عدي (2/ 665) وقال ابن عدي:
وهذا الحديث لا أعلم يرويه بهذا الإسناد غير حماد بن واقد عن إسرائيل عن أبي إسحاق.
وأولاهن: أن يكون المرغوب فيه ممّا يبلغ قدر السائل أن يسأله، وتفسيره أنّه ليس لأحد أن يتشبّه بإبراهيم عليه السلام فيدعو الله جلّ ثناؤه أن يريه كيف يحيي الموتى، ولا أن يتشبّه بموسى عليه السلام فيقول:
{رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ} [الأعراف:143].
ولا أن يتشبّه بعيسى عليه السلام فيقول:
{رَبَّنا أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ} [المائدة:114].
ولا لأحد أن يسأل الله تعالى إنزال ملك عليه فيسأله عن خبر من أخبار السماء، أو إحياء أبويه، لأنّ نقض العادات إنّما يكون من الله تعالى لتأييد من يدعو إلى دينه، لا لشهوات العباد ومناهم، إلاّ أن يكون السائل نبيّا فيجمع إجابته إيّاه أمنيته وتأييده بما يصدّق دعوته، ولكنّه إن دعا كما دعا نوح عليه السلام فقال:
{رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيّاراً} [نوح:26].
جاز، وإنّما يبعثه عليه بعض أعداء الله؛ وكذلك إن حدثت له ضرورة من جوع أو برد شديد أو غير ذلك في بادية هو مأذون له في دخولها من جهة الشرع، أو أصابه عمى ولا قائد له فدعا الله أن يكشف ما به الضّرّ مطلقا، كان ذلك جائزا، وإن كان في إصابته إيّاه نقض العادة. وقد يفعل به ذلك من غير مسألته جزاء له لتوكلّه وقوة إيمانه.
قال ومن أركانه: أن لا يكون عليه في سؤال ما يسأل حرج.
ومنها: أن يكون له في السؤال غرض صحيح.
ومنها: أن يكون حسن الظنّ بالله عز وجل عند الدّعاء فتكون الإجابة على قلبه أغلب من الردّ.
ومنها: أن يدعو الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا قال الله تعالى: {وَلِلّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها} [الأعراف:80].
ومنها: أن يسأل ما يسأل بجدّ وحقيقة، ولا يأخذ دعاء مؤلّفا فيسرده سردا وهو عن حقائقه غافل.
ومنها: أن لا يشغله الدعاء عن فريضة لله تعالى حاضرة فيفوّتها.
ومنها: أن يكون دعاؤه سؤالا بالحقيقة لا اختبارا لربّه جلّ ثناؤه.
ومنها: أن يّصلح لسانه إذا دعا فلا يخاطب ربّه جلّ ثناؤه بما لو خاطب به كفؤه وقرينه نسبة إلى قلّة الحياء وسوء الأدب، أو ركاكة العقل.
ومنها: أن لا يدعو ضجرا مستعجلا يضمر أنّه إن أجيب في الوقت الذي يريد، وإلاّ يئس وترك، بل يدعو متعبّدا متخشّعا يضمر أنّه لا يزال يدعو ويتضرّع إلى أن يجاب، وكلّما زادت الإجابة عنده تراخيا زاد الدّعاء تتابعا وتواليا.
ومنها: أنّ حاجته إذا عظمت لم يسألها الله عز وجل مستعظما إيّاها في ذات الله تعالى بل يسأله الصغيرة والكبيرة سؤالا واحدا ويرى منّة الله تعالى في إجابته إليها عظيمة.
وأمّا آدابه فمنها: أن يقدّم التوبة أمام الدعاء.
ومنها: الجد في الطلب والإلحاح.
ومنها: المحافظة على الدعاء في الرخاء دون تخصيص حال الشدّة والبلاء.
ومنها: أن يعزم إذا سأله.
ومنها: أن يدعو ثلاثا.
ومنها: أن يقتصر على جوامع الدعاء ما لم تعرض له حاجّة بعينها فينصّ عليها.
ومنها: افتتاح الدعاء وختمه بالصّلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومنها: أن يدعو وهو طاهر.
ومنها: أن يدعو وهو مستقبل القبلة.
ومنها: أن يدعو في دبر صلواته ..
ومنها: أن يرفع اليدين حتّى يحاذي بهما المنكبين إذا دعا.
ومنها: أن يخفض صوته بالدعاء.
ومنها: أن يمسح وجهه بيديه إذا فرغ من الدعاء.
ومنها: أن يحمد الله عز وجل إذا عرف الإجابة.
ومنها: أن لا يخلي يوما ولا ليلة من الدعاء.
قال: ويتحرّى للدعاء الأوقات والأحوال والمواطن التي يرجى فيها الإجابة تماما.
فأمّا الأوقات فمنها: ما بين الظهر والعصر من يوم الأربعاء.
ومنها: ما بين زوال الشمس من يوم الجمعة إلى أن تغرب الشمس.
ومنها: الدعاء في الأسحار.
ومنها: عند فيئ الأفياء.
ومنها: الدعاء يوم عرفة.
وأما الأحوال فمنها: حال النداء للصلاة.
ومنها: حين فطر الصائم.
ومنها: عند نزول الغيث.
ومنها: عند التقاء الصفّين.
ومنها: عند اجتماع المسلمين على الدعاء.
ومنها: أدبار المكتوبات.
ومنها: عند القيام من المجلس.
وأما المواطن فالموقفان، والجمرتان، وعند البيت، والملتزم خاصة، وعلى الصّفا والمروة.
وقد ذكر الحليمي رحمه الله: تفسير كل فصل من هذه الفصول، وأشار إلى دلالته من الكتاب والسنّة والأثر، ونحن قد ذكرنا بعض ما حضرنا من ذلك في «كتاب الدّعوات» فأغنى ذلك عن إعادتها ها هنا وبالله التوفيق.
1125 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا علي بن عيسى بن إبراهيم، ثنا أبو يحيى زكريا بن داود، ثنا يونس بن أفلح، ختن يحيى، ثنا مكي بن إبراهيم، ثنا عبد الرحمن بن زيد العمّي، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«خمس دعوات يستجاب لهن: دعوة المظلوم حين يستنصر، ودعوة
1125 - عزاه الحافظ في فتح الباري (11/ 137) إلى الطبري من طريق سعيد بن جبير-به.
وعبد الرحيم بن زيد العمي كذبه ابن معين كما في التقريب.
الحاجّ حين يصدر، ودعوة المجاهد حين يقفل، ودعوة المريض حين يبرئ، ودعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب-ثم قال: وأسرع هذه الدعوات إجابة، دعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب».
وقد ذكرنا في هذا الباب أحاديث صحيحة في آخر «كتاب الدعوات» .
1126 -
وقد روينا عن ابن موهب عن عمّه، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي، أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن دلّويه، ثنا محمد بن المنجل، عن ابن أبي فديك، عن ابن موهب فذكره.
1127 -
وروينا عن مالك، عن زيد بن أسلم أنّه كان يقول: ما من داع إلاّ كان بين إحدى ثلاث: إمّا أن يستجاب، وإمّا أن يؤخرّ عنه، وإمّا أن يكفّر عنه.
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، أنا أبو الحسن الطرائفي، ثنا عثمان بن سعيد، ثنا يحيى بن بكير، ثنا مالك فذكره.
1128 -
ورواه علي بن علي الرفاعي وليس بالقوي عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم:
1126 - أخرجه أحمد (2/ 448) عن وكيع عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب عن عمه عبيد الله ابن عبد الله بن-[وهب خطأ]-موهب عن أبي هريرة مرفوعا.
وقال الهيثمي في المجمع (10/ 148) رواه أحمد ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف.
تنبيه في مسند أحمد (وهب) بدلا من (موهب) وهو خطأ.
1127 -
أخرجه مالك في الموطأ (1/ 217).
1128 -
أخرجه أحمد (3/ 18) والبخاري في الأدب (710) والحاكم (1/ 493) من طريق علي- به.
وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
1129 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا عبد الله بن إسحاق البغوي، ثنا أبو زيد بن طريف، ثنا محمد بن عبيد الصابوني، ثنا أبو أسامة، عن ابن عوف، عن سليمان التيمي، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
قال الإمام أحمد رحمه الله: فعلى هذا هو شاهد لحديث الرفاعي إن كان حفظه هذا الصابوني ولا أراه حفظه وقد.
1130 -
أخبرناه محمد بن موسى، أنا أبو عبد الله الصفار، ثنا ابن أبي الدنيا، ثنا محمد بن يزيد، ثنا أبو أسامة، ثنا علي بن علي، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله حرفا بحرف وهذا هو الصحيح عن أبي أسامة، عن علي بن علي وروايته عن ابن عوف خطأ والله تعالى أعلم.
1131 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو الحسين علي بن محمد المصري، ثنا عبد الله بن أبي مريم، ثنا الفريابي، ثنا ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن جبير بن نفير، عن عبادة بن الصامت حدّثهم أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
1130 - أخرجه الحاكم (1/ 493) عن محمد بن عبد الله الصفار-به.
وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
تنبيه: سقط من إسناد الحاكم (أبو أسامة) فيصحح.
1131 -
أخرجه الترمذي (3573) من طريق الفريابي محمد بن يوسف-به.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.
1132 -
أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن علي بن إبراهيم بن معاوية، ثنا أبو حامد أحمد بن محمد، ثنا أحمد بن سلمة، ثنا قتيبة، وإسحاق بن إبراهيم، عن جرير، عن منصور، عن هلال بن يساف، قال: بلغني أنّ العبد المسلم إذا دعا ربّه فلم يستجب له كتبت له حسنة.
1133 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي، وأبو محمد عبد الله بن محمد بن موسى العدل، قالا: ثنا محمد بن أيوب، ثنا عبد الأعلى بن حماد، ثنا أبو عاصم العبّاداني، عن الفضل بن عيسى، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«يدعو الله بالمؤمن يوم القيامة حتى يوقفه بين يديه، فيقول: عبدي! إنّي أمرتك أن تدعوني؟ ووعدتك أن استجيب لك، فهل كنت تدعوني؟ فيقول:
نعم، يا ربّ. فيقول: أما إنّك لم تدعني بدعوة إلاّ استجبت لك، أليس دعوتني في يوم كذا وكذا لغمّ نزل بك أفرّجه عنك ففرجته عنك؟ فيقول: نعم يا ربّ، فيقول: أنّي عجّلتها لك في الدنيا. ودعوتني يوم كذا وكذا لغمّ نزظل بك أن أقرّج عنك فلم تر فرجا؟ قال: نعم يا ربّ، فيقول: أنّي ادّخرت لك بها في الجنّة كذا وكذا، ودعوتني في حاجة أقضيها لك في يوم كذا وكذا فقضيتها؟ فيقول: نعم يا ربّ. فيقول: فإني عجّلتها لك في الدنيا ودعوتني في يوم كذا وكذا في حاجة أقضيها فلم تر قضاءها؟ فيقول: نعم يا ربّ، فيقول: إنّي ادّخرتها لك في الجنّة كذا وكذا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلا يدع الله دعوة دعا بها عبده المومن إلاّ بيّن له إمّا أن يكون عجّل له في الدنيا، وإمّا أن يكون ادّخر له في الآخرة قال: فيقول المؤمن في ذلك المقام: يا ليته لم يكن عجّل له شيء من دعائه».
1134 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد، ثنا عبيد بن
1132 - أبو حامد أحمد بن محمد هو: ابن أحمد بن بالويه العوصي.
1133 -
أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 494) بنفس الإسناد وقال الحاكم: هذا حديث تفرد به الفضل بن عيسى الرقاشي عن محمد بن المنكدر ومحل الفضل بن عيسى محل من لا يتوهم بالوضع. ووافقه الذهبي.
1134 -
أخرجه الترمذي (3557) والنسائي (3/ 38) كلاهما عن محمد بن بشار عن صفوان بن-
شريك، ثنا يحيى بن بكير، ثنا الليث، عن ابن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، قال: حسبت أنّه عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة:
أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يدعو وهو يشير بإصبعيه فأخذ بإحدى يديه وقال:
«أحّد أحّد» .
ورواه صفوان بن عيسى، عن ابن عجلان من غير شكّ وقال في متنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا وأشار بالسبابة.
1135 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو بكر بن الحسن، قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أبو قلابة، ثنا محمد بن إبراهيم-قال أبو قلابة كان أبوه يهوديا فأسلم وحسن إسلامه وقرأ القرآن-قال ثنا محمد بن مسعر-قال أبو قلابة: وقد رأيته وكان ابن عيينة يعظّمه شديدا-قال: ثنا داود العطار عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لقد بارك الله لرجل في حاجة أكثر الدّعاء فيها أعطيها أو منعها» .
قال: فحدّثت به منكدر بن محمد بن المنكدر فقلت: أسمعت هذا من أبيك؟ قال: لا ولكن دخلت مع أبي وأبي حازم على عمر بن عبد العزيز فقال عمر لأبي: يا أبا بكر مالي أراك كأنّك مهموم قال: فقال له أبو حازم: أجل لدين عليه، قال: فقال له عمر: فتح لك فيه الدعاء؟ قال: نعم، قال: فقد بارك الله لك فيه.
1136 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو الفضل بن محمد بن عقيل، أنا جعفر الفريابي، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا وكيع، عن الأعمش، عن عمارة، ومالك بن الحارث، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: قال عبد الله:
إنّ الله لا يقبل إلاّ الناخلة من الدعاء، ولا يسمع من مسمّع ولا من مراء ولا من داع إلا دعاء ثبت قلبه.
1134 - عيسى عن ابن عجلان-به.
وقال الترمذي: حسن صحيح غريب.
1135 -
أخرجه الخطيب (3/ 299) من طريق محمد بن يعقوب-به.
1137 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو الحسن محمد بن الحسن السراج، ثنا يوسف بن يعقوب القاضي، ثنا نصر بن علي، ثنا عمر بن علي، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، قال: كان الربيع بن خثيم يأتي علقمة في يوم الجمعة فأتاه فقال سمعت قسّا أو قال رجلا من أهل الكتاب وهو يقول ما أكثر الدعاء وأقلّ الإجابة! وذلك أنّ الله تعالى لا يقبل إلا الناخلة من الدّعاء، قال:
فتعجّب علقمة لتعجّب الربيع قال: فقال عبد الرحمن بن يزيد وما تعجّبك؟ أو ما سمعت عبد الله يقول إنّ الله تعالى لا يقبل من مسمّع، ولا لاعب ولا لاه إلاّ من دعا ثبت القلب.
1138 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا إبراهيم بن بكر المروزي ببيت المقدس، ثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن ابن خثيم، عن شهر بن حوشب، عن أمّ الدرداء قالت:
إنّما الوجل في قلب ابن آدم كاحتراق السعفة أما يجد لها قشعريرة؟ قالوا بلى، قال: فادعوا إذا وجدتم ذلك فإنّ الدعاء يستجاب عند ذلك.
1139 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو محمد بن المقرئ، قالا: ثنا أبو العباس هو الأصم، ثنا الخضر، عن سيار، ثنا جعفر، ثنا ثابت البناني قال:
قال فلان: إنّي لأعلم حين يذكرني ربّي قالوا واعلم حين يذكرك ربك؟ قال:
نعم، إذا ذكرته ذكرني، قال؛ وإنّي لأعلم حين يستجيب لي ربّي. قالوا: وتعلم حين يستجيب لك ربّك؟ قال: نعم إذا وجل قلبي، واقشعرّ جلدي، وفاضت عيناي، وفتح لي في الدعاء فثمّ أعرف إني قد استجيب لي.
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: وقد مضى
(1)
في حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال:
«تعرّف إلى الله في الرّخاء يعرفك في الشدّة» .
1140 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو الفضل محمد بن عبد الله بن خميرويه، أنا أحمد بن نجدة، ثنا سعيد بن منصور، ثنا أبو عوانة، عن عاصم
1139 - أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/ 324) من طريق جعفر-به.
(1)
-سبق برقم 1074.
الأحول، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان قال:
إذا كان الرجل يدعو الله في السرّاء، فنزلت به الضرّاء فيدعو فتقول الملائكة: صوت معروف من آدمي ضعيف كان يدعو في السرّاء، فيشفعون له؛ وإذا كان الرجل لا يدعو الله في السرّاء فنزلت به الضرّاء فدعا فيقول الملائكة صوت منكر من آدمي ضعيف كان لا يدعو الله في السرّاء فنزلت به الضرّاء فلا يشفعون له.
1141 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا إسماعيل بن محمد الصفار، ثنا أحمد بن منصور الرمادي، ثنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة قال: قال أبو الدرداء:
ادع الله في يوم سرّائك لعلّه يستجيب لك في يوم ضرّائك.
1142 -
بإسناده أخبرنا معمر عن قتادة أنّ أبا الدرداء قال:
من يكثر قرع الباب يوشك أن يفتح له، ومن يكثر الدّعاء يوشك أن يستجاب له.
1143 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو الحسن السرّاج، ثنا أبو شعيب الحراني، ثنا الشعبي، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، وحميد؛ وعلي بن يزيد، ويونس، عن الحسن أنّ أبا الدرداء كان يقول:
أكثروا الدعاء فإنّه من أكثر قرع الباب يوشك أن يفتح له.
1144 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو بكر بن بالويه، ثنا محمد بن شاذان، ثنا سعيد بن سليمان، ثنا أبو حمزة العطار قال: سمعت الحسن وسئل عن قوله عز وجل:
{فَلَوْلا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ} [الصافات:143].
قال: كان يكثر الصلاة في الرّخاء.
1141 - أخرجه أحمد في الزهد (/2/ 56 دار الفكر الجامعي) من طريق حماد بن زيد عن أيوب-به.
1144 -
عزاه السيوطي في الدر (5/ 289) إلى ابن أبي حاتم والحاكم والمصنف.
أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 584) بنفس الإسناد.
1145 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا علي بن حمشاذ، ثنا موسى بن هارون، ثنا أبو موسى الأنصاري، ثنا حسين بن زيد، عن عمر بن علي، قال:
سمعت علي بن الحسين يقول:
لم أر للعبد مثل التقدم في الدعاء فإنّه ليس كلما نزلت بليّة يستجاب له عنها.
قال: وكان علي بن الحسين إذا خاف شيئا اجتهد في الدعاء.
1146 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا الفضل محمد بن إبراهيم بن الفضل، يقول: سمعت أبا العباس محمد بن إسحاق يقول: سمعت إبراهيم بن السري السقطي يقول: سمعت أبي يقول:
كن مثل الصبي إذا اشتهى على أبويه شهوة فلم يمكّناه، فقعد يبكي عليها فكن أنت مثله، فإذا سألت ربّك ولم يعطكه فاقعد فابك عليه.
1147 -
[أخبرنا] أبو زكريا بن أبي إسحاق أنا أبو القاسم الحسن بن محمد العسكري، ثنا محمد بن خلف، ثنا يعقوب بن إسحاق قال: سمعت أبي يقول سمعت ابن عيينة يقول:
لا تتركوا الدعاء ولا يمنعكم منه ما تعلمون من أنفسكم فقد استجاب الله تعالى لإبليس وهو شرّ الخلق قال:
{فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ، قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ} [الحجر:
36،37].
1148 -
أخبرنا أبو محمد السكري ببغداد، ثنا إسماعيل بن محمد الصفار، ثنا أحمد بن منصور، ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، عن سماك قال:
سمعت وهبا يقول:
الداعي بلا عمل كالرّامي بلا وتر.
1149 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان، حدثني سعيد بن أسد، ثنا ضمرة، عن ابن شوذب، قال:
قال محمد بن واسع:
يكفي من الدعاء مع الورع اليسير كما يكفي القدر من الملح.
1150 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو بكر القطان، ثنا أحمد بن يوسف، ثنا محمد بن يوسف، قال: ذكر سفيان عن عمرو بن ميمون، عن طاوس قال:
يكفي الصدق من الدعاء كما يكفي الطعام من الملح.
1151 -
سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول: سمعت عبد الله بن محمد الدمشقي يقول: سمعت أبا بكر الشبلي يقول: في قوله عز وجل:
{اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:60].
قال: أدعوني بلا غفلة أستجب لكم بلا مهلة.
1152 -
أخبرنا أبو حازم الحافظ، قال: سمعت محمد بن إسماعيل العلوي، يقول: سمعت محمد بن إسماعيل بن موسى، يقول: سمعت يحيى بن معاذ الرازي يقول: إلهي أسألك تذلّلا فأعطني تفضّلا.
1153 -
وبإسناده قال: سمعت يحيى بن معاذ الرازي يقول:
كيف امتنع بالذنب من الدعاء، ولا أراك تمتنع بالذنب من العطاء.
1154 -
أخبرنا أبو حازم قال: سمعت أحمد بن الخليل الحافظ، يقول:
سمعت أحمد بن يعقوب المقرئ، يقول: سمعت أبا العباس بن حمكويه يقول: سمعت أبا زكريا يحيى بن معاذ الرازي يقول:
لا تستبطئنّ الإجابة إذا دعوت وقد سددت طرقها بالذنوب.
1155 -
وقد أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن الخليل هذا ثنا أحمد بن الحسن بن يعقوب فذكره.
1156 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو محمد بن أبي حامد المقرئ،
1151 - أخرجه أبو نعيم في الحلية (10/ 368) عن أبي القاسم عبد السّلام بن محمد المخرمي عن الشبلي-به.
1153 -
أخرجه أبو نعيم في الحلية (10/ 51) عن محمد عن الحسن عن يحيى-به.
1154 -
أخرجه أبو نعيم في الحلية (10/ 53) من طريق أبي العباس بن حكويه-به.
1156 -
أخرجه أبو نعيم (2/ 362) من طريق سيار-به.
قالا: ثنا أبو العباس هو الأصم، ثنا الخضر بن أبان، ثنا سيار بن حاتم، ثنا جعفر بن سليمان، ثنا مالك بن دينار قال: بلغنا أنّ بني إسرائيل خرجوا إلى مخرج لهم فقيل لهم: يا بني إسرائيل تدعوني بألسنتكم وقلوبكم بعيدة عني، باطل ما ترهبون.
1157 -
وبهذا الإسناد ثنا مالك بن دينار قال: بلغني أنّ بني إسرائيل خرجوا مخرجا لهم فأوحى الله إليهم تخرجون إلى الصعيد، وترفعون إليّ أكفّا سفكتم بها الدماء وملأتم بها بطونكم من الحرام، الآن حين اشتدّ غضبي عليكم ولم تزدادوا منّي إلاّ بعدا.
1158 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي الحسين بن صفوان، ثنا عبد الله بن محمد القرشي، ثنا عبد الرحمن بن صالح، ثنا الأشجعي، عن أبي كدينة، عن ليث قال:
أوحى الله تعالى إلى نبيّ من أنبياء بني إسرائيل أنّ قومك يدعونني بألسنتهم، وقلوبهم منّي بعيدة، رفعوا إليّ أيديهم يسألونني الخير وقد ملأوا بها بيوتاتهم من السّحت، الآن حين اشتدّ غضبي عليهم؟.
1159 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا علي بن محمد المصري، ثنا سليمان بن شعيب، ثنا أسد بن موسى، ثنا الفضيل بن مرزوق، عن عدي بن ثابت، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«يا أيّها النّاس إنّ الله عز وجل طيّب لا يقبل إلاّ طيّبا، وإنّ الله عز وجل أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال:{يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ} [المؤمنون:51].
وقال: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ} [البقرة:
172].
ثم ذكر الرجل يطيل السّفر أشعث أغبر يمدّ يده إلى السماء يا ربّ! يا
1158 - أبو كدينة هو يحيى بن الملهب البجلي روى عن ليث بن أبي سليم روى عنه الأشجعي عبيد الله بن عبد الرحمن.
1159 -
أخرجه مسلم (2/ 703) من طريق أبي أسامة عن فضيل-به.
ربّ! ومطعمه حرام ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذّي بالحرام فأنّى يستجاب له».
أخرجه مسلم في الصحيح من وجه آخر عن فضيل بن مرزوق.
1160 -
حدثنا السيد أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي، أنا أبو حامد بن الشرقي، حدثنا علي بن الحسن بن أبي عيسى الهلالي، ثنا إبراهيم بن سليمان الزيات، ثنا سفيان الثوري، عن فضيل بن مرزوق فذكره بإسناده غير أنّه لم يقل في أوّله يا أيّها الناس.
1161 -
أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم، حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف، حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم البزاز، ثنا الحسن بن عبد العزيز، ثنا سنيد بن داود، عن المعتمر عن أبيه قال: قال لقمان لابنه:
يا بنيّ أكثر من قول ربّ اغفر لي فإنّ الله ساعات لا يردّ فيها سائل.
1162 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا الخضر بن أبان، ثنا سيار بن حاتم، ثنا جعفر بن سليمان، ثنا ثابت قال:
عبد الله رجل سبعين سنة فكان يقول في دعائه ربّ اجزني بعملي، ربّ إجزني بعملي، فمات فأدخل الجنّة فكان فيها سبعين سنة فلمّا استكملها قيل له: اخرج فقد استكملت عملك فأسقط في يديه فجعل يقول: أيّ شيء كان أوثق في الدنيا؟ فلم يجد شيئا كان أوثق في الدنيا من دعاء الله والتضرع إليه فجعل يقول: ربّ سمعتك-وأنا في الدنيا-وأنت تقيل العثرات، فأقل اليوم عثرتي فترك فيها. والله تعالى أعلم.
(13)
الثالث عشر من شعب الإيمان
«وهو باب التوكل بالله عز وجل والتسليم لأمره تعالى في كل شيء»
قال الله تعالى:
وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم:
وقال: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال:2].
وقال: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق:3].
وغير ذلك من الآيات التي ذكر الله عز وجل فيها التوكّل.
قال الإمام رحمه الله تعالى: وجملة التوكل تفويض الأمر إلى الله جلّ ثناؤه والثقة به.
واختلف أهل البصائر في ذلك فقال قائلون: التوكل الصحيح ما كان من قطع الأسباب فإذا جاء السبب إلى المراد نفع التوكل.
وقال آخرون: كلّ أمر بيّن الله فيه لعباده طريقا ليسلكوه إذا عرض لهم فالتوكّل إنّما يقع منهم في سلوك تلك السبيل، والتسبب به إلى المراد؛ فإن فعلوا ذلك متوكّلين على الله عز وجل في أن ينجح سعيهم ويبلّغهم مرادهم كانوا آتين الأمر من بابه. ومن جرّد التوكل عن التسبب بما جعله الله سببا فلم يعمل لما أمر به، ولم يأت الأمر من بابه.
1163 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو بكر بن عبد الله، أنا
1163 - أخرجه البخاري (8/ 140) ومسلم (1/ 199 - 200) من طريق هشيم-به.
الحسن بن سفيان، ثنا زكريا بن يحيى، ثنا هشيم، عن حصين، قال: كنت عند سعيد بن جبير فقال ليلا: أيكم رأى الكوكب الّذي انقضّ البارحة؟ قال: قلت:
أنا، قال: أمّا إنّي لم أكن في صلاة ولكنّي لدغت قال: فما فعلت؟ قال قلت:
استرقيت قال: وما حملك على ذلك؟ قلت: حديث حدثناه الشعبي قال: وما حدثكم الشعبي؟ قال: قلت حدثنا عن بريدة بن الحصيب أنّه قال: لا رقية إلاّ من عين أو حمة.
قال: قلت: حدثنا عن بريدة بن حفص أنه قال: لا رقية إلاّ من عين أو حمة.
قال: فقال سعيد بن جبير: قد أحسن من انتهى إلى ما سمع. ثم قال سعيد بن جبير: ثنا ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
ثم نهض النبي صلى الله عليه وسلم فدخل فخاض القوم في ذلك فقالوا: من هؤلاء الذين يدخلون الجنّة بغير حساب ولا عذاب؟ فقال بعضهم لبعض: لعلّهم الذين صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم؛ وقال بعضهم: فلعلّهم الذين ولدوا في الإسلام ولم يشركوا بالله شيئا قطّ. وذكروا أشياء فخرج إليهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
«ما هذا الذي كنتم تخوضون فيه؟» .
فأخبروه بمقالتهم فقال:
«هم الذين لا يكتوون، ولا يسترقون، ولا يتطيّرون، وعلى ربّهم يتوكّلون» فقام عكاشة بن محصن الأسدي فقال: أنا منهم يا رسول الله؟ فقال:
«أنت منهم ثم قام رجل آخر فقال أنا منهم يا رسول الله قال: سبقك بها عكاشة» .
أخرجاه في الصحيح من حديث هشيم وغيره.
وفي حديث بريدة رخصة في الاسترقاء وقد رواه إسماعيل بن زكريا، ومالك بن مغول، عن حصين، عن الشعبي، عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا قوله:
«لا رقية إلاّ من عين أو حمة» .
والله أعلم أنّهما أولى بالرقي لما فيهما من زيادة الضرر.
والحمة سمّ ذوات السموم.
وأمّا رواية سعيد بن جبير عن ابن عباس.
قال الحليمي رحمه الله تعالى: يحتمل أن يكون أراد بهم الغافلين عن أحوال الدنيا وما فيها من الأسباب المعدّة لدفع الآفات والعوارض، فهم لا يعرفون الاكتواء ولا الاسترقاء، ولا يعرفون فيما ينوبهم ملجأ إلاّ الدّعاء والاعتصام بالله عز وجل.
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم:
فقيل: معناه البله عن شهوات الدنيا وزينتها والحبائل التي للشيطان فيها.
وقال الله عز وجل:
{إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ الْمُؤْمِناتِ} [النور:23].
فقيل: أراد الغافلات عمّا يرمين به من الفحشاء لا يتفكّرن فيها، ولا يخطرن بقلوبهن، ولا تكون من همّتهنّ فكذلك الذين أثنى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الخبر هم الغافلون عن طبّ الأطبّاء ورقيّ الرّقاة، ولا يحسنون منها شيئا لا الذين يحسنون ولا يستعملون ثم احتجّ بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك وهو أنّه صلى الله عليه وسلم كوى أسعد بن زرارة من الشوكة.
وبعث إلى أبيّ بن كعب طبيبا فقطع منه عرقا ثم كواه عليه وهذا يدلّ على الرخصة في ذلك.
قال الإمام أحمد رحمه الله:
1164 -
ثم قد روينا عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«الشفاء في ثلاثة: في شرطة محجم، أو شربة عسل، أو كيّة بنار، وأنا أنهى أمّتي عن الكيّ» .
وهذا القول صدر منه بعد قصّة أسعد بن زرارة. ويشبه أن يكون بعد قصّة أبيّ أيضا بهذا النهي-والله تعالى أعلم-التنزيه. فقد روى هذا الحديث بعينه جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«إن كان في شيء من أدويتكم خير ففي شرطة حجّام، أو شربة عسل، أو لدغة بنار، وما أحبّ أن أكتوي» .
وهذا يدلّ على أنّ ذلك على غير التحريم.
1165 -
وروينا عن عمران بن حصين أنّه قال نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكي فاكتوينا فما أفلحنا ولا أنجحنا.
وفي هذا ما دلّ على أنّه على غير التحريم إذ لو كان على طريق التحريم لم يكتو عمران بن حصين بعد علمه بالنهي غير أنّه ركب المكروه ففارقه ملك كان يسلّم عليه فحزن على ذلك. وقال هذا القول: ثم قد روي أنّه عاد إليه قبل موته. وإذا كان الكيّ بحكم هذه الأخبار مكروها فارق حكمه حكم سائر الأسباب التي ليست فيها كراهية حين استحقّ تاركه الثناء الذي قدمنا ذكره.
وأمّا الاسترقاء فقد روينا الرخصة فيه بما يعلم من كتاب الله أو ذكره من غير كراهية؛ وإنّما الكراهية فيما لا نعلم من لسان اليهود وغيرهم فكان التارك لما كان مكروها هو المستحقّ لهذا الثناء، والله تعالى أعلم. ويحتمل أن يكون هذا هو المراد بما ورى عقّار بن المغيرة بن شعبة، عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم:
1164 - أخرجه البخاري (10/ 137 فتح) من طريق سالم الأفطس عن سعيد بن جبير-به.
1165 -
أخرجه أبو داود (3865) والترمذي (2049) وابن ماجة (3490) عن عمران بن حصين. وقال الترمذي: حسن صحيح.
1166 -
أخبرنا أبو بكر بن فورك، أنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا شعبة، عن منصور، عن مجاهد، عن عقّار بن المغيرة بن شعبة، عن أبيه، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«لم يتوكّل من استرقى أو اكتوى» .
قال الإمام أحمد رحمه الله: وذلك لأنّه ركب ما يستحبّ التنزيه عنه من الاكتواء والاسترقاء لما فيه من الخطر، ومن الاسترقاء بما لا يعرف من كتاب الله عز وجل أو ذكره لجواز أن يكون ذلك شركا، أو استعملها معتمدا عليها لا على الله تعالى فيما وضع فيهما من الشفاء، فصار بهذا أو بارتكابه المكروه بريئا من التوكّل، فإن لم يوجد واحد من هذين وغيرهما من الأسباب المباحة لم يكن صاحبها بريئا من التوكل والله تعالى أعلم.
وقد ذكرنا أسانيد هذه الأحاديث في الكيّ والرقي والأدوية في الربع الأخير من كتاب السنن.
وأما التطيّر بزجر الطائر وإزعاجها عن أوكارها عند إرادة الخروج للحاجة حتّى إذا مرّت على اليمين تفاءل به، ومضى على وجهه، وإن مرّت على الشمال تشاءم به وقعد، فهذا من فعل أهل الجاهلية الذي كانوا يوجبون ذلك، ولا يضيفون التدبير إلى الله عز وجل، فمن فعل من أهل الإسلام على هذا الوجه استحق الوعيد دون الثناء.
1167 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري، ثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب، أنا يعلى بن عبيد، ثنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن عيسى بن عاصم، عن زرّ بن حبيش، عن عبد الله قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
1166 - أخرجه المصنف من طريق أبي داود الطيالسي في مسنده (697).
1167 -
أخرجه أبو داود (3910) والترمذي (1614) وابن ماجة (3538) والحاكم (1/ 18) من طريق سلمة بن كهيل-به وقال الترمذي: حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديث سلمة بن كهيل وقال الترمذي: سمعت محمد بن إسماعيل يقول كان سليمان بن حرب يقول: في هذا الحديث ومنا ولكن الله يذهبه بالتوكل قال سليمان: هذا عندي قول عبد الله بن مسعود وما منا.
«الطّيرة شرك وما منّا إلاّ ولكن الله يذهبه بالتوكّل» .
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: يريد-والله تعالى أعلم-الطيرة شرك على ما كان أهل الجاهلية يعتقدون فيها ثم قال: «وما منّا إلاّ» يقال هذا من قول عبد الله بن مسعود وليس من قول النبي صلى الله عليه وسلم وقوله: وما منّا الّأوقع في قلبه شيء عند ذلك على ما جرت به العادة، وقضت به التجارب، لكنّه لا يقرّ فيه بل يحسن اعتقاده أن لا مدبّر سوى الله تعالى فيسأل الله الخير ويستعيذ به من الشرّ، ويمضي على وجهه متوكّلا على الله عز وجل. كما روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
وقد ذكرنا طرفا من هذه الأخبار وما قيل فيها في كتاب السنن.
1168 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد السبيعي في آخرين، قالوا ثنا أبو العباس الأصم، ثنا محمد بن خالد بن خليّ، ثنا بشر بن شعيب، عن أبيه، عن الزهري، أخبرني عبيد الله بن عتبة أنّ أبا هريرة قال: (سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
«لا طيرة وخيرها الفأل» قالوا: وما الفأل يا رسول الله؟ قال: الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم».
أخرجاه في الصحيح من حديث أبي اليمان عن شعيب بن أبي حمزة.
1169 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد، قال: أنا محمد بن راشد، ثنا سهل-أظنّه ابن بكار-ثنا وهيب بن خالد، عن سهل بن أبي صالح، عن أبيه عن أبي هريرة قال أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«سمع كلمة من رجل فأعجبته فقال قد أخذنا فالك من فيك» .
1170 -
أخبرنا ابن عبدان، ثنا أحمد بن عبيد، ثنا أبو مسلم إبراهيم بن
1168 - أخرجه البخاري (7/ 174) ومسلم (4/ 1746) من طريق أبي اليمان عن شعيب-به.
1169 -
أخرجه أبو داود (3917) وأحمد (2/ 388) من طريق وهيب عن سهيل عن رجل عن أبي هريرة.
1170 -
أخرجه أبو داود (3920) وأحمد (5/ 347) من طريق هشام-به.
عبد الله، ثنا مسلم هو ابن إبراهيم، ثنا هشام، ثنا قتادة، عن ابن بريدة، عن أبيه:
أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يتطيّر من شيء وكان إذا بعث عاملا أو غلاما سأل عن اسمه، فإن أعجبه اسمه فرح ورئي بشرى ذلك في وجهه، وإن كره اسمه رئي الكراهية في وجهه، وإذا دخل القرية سأل عن اسمها فإن أعجبه اسمها فرح بذلك، ورئي ذلك في وجهه، وإن كره ذلك رئي كراهية ذلك في وجهه.
1171 -
أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن المؤمل، ثنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري، ثنا محمد بن عبد الوهاب أبو أحمد، ثنا يعلى بن عبيد، ثنا الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عروة بن عامر قال: ذكرت الطّيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
1172 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا إسماعيل بن محمد بن الصفار، ثنا أحمد بن منصور، ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر عن إسماعيل بن أمية، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
وهذا منقطع.
1173 -
وقد أخبرنا أبو بكر بن فورك، أنا عبد الله بن جعفر الأصبهاني، ثنا أحمد بن هارون بن روح، ثنا محمد بن جعفر، ثنا يحيى بن السكن، ثنا شعبة، عن محمد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
1171 - أخرجه أبو داود (3919) من طريق سفيان عن حبيب بن أبي ثابت-به.
1172 -
أخرجه المصنف من طريق عبد الرزاق (19504) وقال البغوي في شرح السنة (13/ 114) سنده منقطع.
1173 -
عزاه صاحب الكنز (28563) إلى المصنف فقط.
1174 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا محمد بن يزيد، ثنا الهيثم بن خلف الدوري، ثنا محمد بن جعفر، ثنا يحيى بن اليمان، ثنا شعبة، عن محمد بن إسحاق، عن علقمة بن أبي علقمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله فذكره.
1175 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران، ثنا إسماعيل بن الصفار، ثنا أحمد بن منصور الرمادي، ثنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن قتادة قال: قال ابن عباس:
إن مضيت فمتوكّل، وإن نكصت فمتطيّر.
1176 -
وبهذا الإسناد عن قتادة أنّ كعبا قال: قال الله عز وجل: ليس من عبادي من سحر أو سحر له، أو كهن أو كهن له، أو تطيّر أو تطيّر له، لكن من عبادي من آمن وتوكّل عليّ.
1177 -
أخبرنا أبو الحسن العلوي، أنا أبو الأحرز محمد بن عمر بن جميل الأزدي، أنا إبراهيم بن الهيثم البلدي، ثنا إبراهيم بن مهدي، ثنا أبو المحيّاة، عن عبد الملك بن عمير، عن رجاء بن حيوة، عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«من تكهّن أو تقسّم، أو تطيّر طيرة فردّه عن سفره لم ينظر إلى الدرجات من الجنّة يوم القيامة» .
وكذلك رواه رقبة بن مسقلة وعكرمة بن إبراهيم، عن عبد الملك بن عمير.
1174 - أخرجه ابن صصرى في أماليه والديلمي عن أبي هريرة كما في كنز العمال (28564) وأخرجه البغوي في شرح السنة (13/ 114) من طريق حماد عن محمد بن إسحاق عن علقمة بن أبي علقمة مرفوعا ولم يذكر أبا هريرة وقال البغوي مرسل.
1177 -
عزاه البرهان فوري في كنز العمال (17655) إلى المصنف.
1178 -
أنشدنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنشدني أحمد بن سعيد المعداني المنصور الفقيه:
أقول لمنذري بالفراق وما هو من شرّه كامن
…
ذنوبي أخاف فأما الفراق فإنّي من شرّه آمن
1179 -
سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول: سمعت أبا القاسم غانم بن حمويه، يقول: سمعت محمد بن الرومي يقول: قيل لبعض الحكماء لم يهون عليكم معشر الحكماء قول أصحاب النجوم؟ قال: لأنّهم إن حدّثوا بخير فلم يستطيعوا تعجيله، وإن حدّثوا بشرّ حدّثونا ولم يستطيعوا دفعه.
1180 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق، وأبو بكر أحمد بن الحسن قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا بحر بن نصر، ثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، أنّ درّاجا حدّثه أنّ أوس بن بشر المعافري حدّثه أنّ عبد الله بن عمرو التقي هو وكعب ذو الكتابين فقال عبد الله لكعب: علم النجوم؟ فقال كعب: لا خير فيه، فقال عبد الله: لم؟ قال: ترى فيه ما تكره، وتزيد الطيرة. فقال كعب: فإن مضى فقال الّلهم لا طير إلاّ طيرك ولا خير إلاّ خيرك، ولا ربّ غيرك ثم سكت فقال عبد الله: ولا حول ولا قوة إلاّ بك قال كعب: جاء بها عبد الله والذي نفسي بيده إنّها لرأس التوكّل، وكنز العبد في الجنّة، ولا يقولنّ عبد عند ذلك ثم يمضي إلاّ لم يضرّه شيء قال عبد الله:
أفرأيت إن لم يمض ودفعه، قال: طعم قلبه طعم الإشراك.
1181 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان، ثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن أياد بن لقيط، عن أبي رمثة، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فإذا خلف كتفه مثل التّفّاحة فقلت يا رسول الله إنّي أداوي فدعني أطبّها وأداويها. قال: «طبيبها الّذي خلقها» .
قال الإمام أحمد رحمه الله: وهذا إنّما امتنع من مداواته لأنّه كان خاتم
1178 - أحمد بن سعيد هو: ابن محمد بن حمدان أبو العباس الفقيه المعداني الأزدي.
1180 -
الجلاح هو: أبو كثير المصري له ترجمه في التقريب روى له مسلم وغيره.
1181 -
أخرجه أبو داود (4207) وأحمد (2/ 227 و 228) من طريق أياد بن لقيط-به.
ولفظ أبي داود: «الله الطبيب بل أنت رجل رفيق، طبيبها الذي خلقها» .
النبوة وكانت إحدى آياته المذكورة من صفته والله تعالى أعلم.
1182 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان، ثنا أبو عبد الرحمن، عن حيوة بن شريح، حدثني بكر بن عمرو، أنّه سمع عبد الله بن هبيرة، أنّه سمع أبا تميم الجيشاني أنّه سمع عمر بن الخطّاب أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول-ح.
وحدثنا أبو الحسن العلوي، أنا أبو بكر محمد بن علي النجاد الحافظ، حدثنا محمد بن أحمد بن أنس المقرئ، ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، ثنا حيوة بن شريح، عن بكر بن عمرو، عن عبد الله بن هبيرة، عن أبي تميم الجيشاني عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«لو توكّلت على الله حقّ توكّله لرزقت كما يرزق الطير تغدوا خماصا، وتروح بطانا» .
قال وفي رواية يعقوب:
«لو أنكم تتوكّلون على الله حقّ توكّله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا» .
1183 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه، ثنا علي بن حمشاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ فذكره بمثل إسناد العلوي غير أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إنّكم لو توكّلون على الله حقّ توكّله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا، وتورح بطانا» .
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: وليس في هذا الحديث دلالة على القعود عن الكسب بل فيه ما يدلّ على طلب الرزق، لأنّ الطير إذا غدت فإنّما
1182 - أخرجه الترمذي (2344) من طريق حيوة بن شريح-به.
وأخرجه ابن ماجة (4164) من طريق عبد الله بن هبيرة-به.
وقال الترمذي:
هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من هذا الوجه وأبو تميم الجيشان اسمه عبد الله بن مالك.
1183 -
أخرجه الترمذي (2344) من طريق حيوة بن شريح-به.
وأخرجه ابن ماجة (4164) من طريق عبد الله بن هبيرة-به.
وقال الترمذي:
هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من هذا الوجه وأبو تميم الجيشان اسمه عبد الله بن مالك.
تغدو لطلب الرزق وإنّما أراد-والله تعالى أعلم-لو توكّلوا على الله تعالى في ذهابهم ومجيئهم وتصرفهم ورأوا أنّ الخير بيده ومن عنده لم ينصرفوا إلاّ سالمين غانمين كالطيّر تغدو خماصا، وتروح بطانا لكنّهم يعتمدون على قوّتهم وجلدهم ويغشّون ويكذبون، ولا ينصحون وهذا خلاف التوكّل.
1184 -
حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج، أنا أبو محمد عبد الله بن محمد العدل، ثنا محمد بن إسحاق السراج، ثنا أبو كريب، ثنا يحيى بن اليمان، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله:
{وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ} [النساء:2].
قال: لا تعجل الرزق الحرام قبل أن يأتيك الحلال الذي قد قدّر لك.
1185 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق، وأبو بكر أحمد بن الحسن قالوا ثنا أبو العباس الأصم، ثنا الربيع، ثنا الشافعي، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب، عن المطلب بن حنطب أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
1186 -
ثنا الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان، أنا أبو بكر
1184 - عزاه السيوطي في الدر المنثور (2/ 117) إلى عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والمصنف.
أخرجه ابن جرير الطبري (4/ 153) من طريق سفيان-به بلفظ الحرام مكان الحلال.
ومن طريق عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد بلفظ «الحلال بالحرام» .
1185 -
أخرجه المصنف من طريق الشافعي في مسنده (ص 233).
وأخرجه المصنف في كتاب الأسماء والصفات (ص 198) عن أبي سعيد بن أبي عمرو في آخرين عن أبي العباس محمد بن يعقوب-به.
1186 -
أخرجه الحاكم (2/ 4) من طريق عبد الله وهب-به.
وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وانظر السنة لابن أبي عاصم (1/ 183).
محمد بن علي بن إسماعيل الشافعي، ثنا إسحاق بن بنان الأنماطي، ثنا أبو همام الوليد بن شجاع، ثنا عبد الله بن وهب، ثنا عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
وفي هذا ما دلّ على أنّه أمر بطلب الرزق إلاّ أنّه أمر بإجماله، وإجمال الطلب هو أن يطلبه من الحلال معتمدا على الله عز وجل، ولا يلاحظ في طلبه قواه ومكايده وحيله ولا يطلبه من الحرام.
1187 -
أخبرنا أبو محمد السكري ببغداد، أنا أبو بكر الشافعي، أنا جعفر بن محمد بن الأزهر، ثنا المفضّل بن غسان الغلابي، ثنا أبو داود الطيالسي، عن ابن المبارك، عن سعد بن سعيد، أخى يحيى بن سعيد الأنصاري، ثنا الزهري، حدثني رجل من بليّ قال: انطلقت مع أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فناجى أبي دوني فقلت لأبي: ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال:
«إذا أردت أمرا فعليك بالتؤدة حتى يجعل الله لك مخرجا أو قال فرجا» .
1188 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنا علي بن بندار، ثنا
1187 - أخرجه البخاري في الأدب المفرد (888) من طريق الزهري عن رجل من بلىّ-به بلفظ.
إذا أردت أمرا فعليك بالتؤدة حتى يريك الله منه المخرج أو حتى يجعل الله لك مخرجا.
1188 -
قال العراقي كما في إتحاف السادة (8/ 167) رواه أبو نعيم من حديث خالد بن رافع وقد اختلف في صحبته ورواه الأصبهاني في الترغيب والترهيب من رواية مالك بن عمرو المعافى مرسلا.
قال الزبيدي:
وقد رواه ابن ماجة في القدر والديلمي وابن النجار من حديث ابن مسعود ورواه عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد والخرائطي وابن أبي الدنيا وأبو نعيم والبيهقي وابن عساكر من حديث مالك بن عبد الله الغافقي.
ورواه البغوي وابن قانع وابن أبي الدنيا وأبو نعيم والبيهقي وابن عساكر من حديث خالد بن رافع وقال البغوي: ولا أعلم له غيره ولا أدري له صحبة أم لا.
ورواه ابن يونس في تاريخ من دخل مصر من الصحابة من طريق عياش بن عباس عن أبي
محمد بن أحمد بن يحيى الترمذي، ثنا أبو حفص عمر بن عميرة التّنّيسي-ح.
وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، ثنا أبو العباس بن ميكال، ثنا علي بن سعيد، ثنا الصغاني-ح.
وأخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا محمد بن إسحاق الصغاني قالا: ثنا ابن أبي مريم، ثنا نافع بن يزيد، حدثني عياش بن عباس، أنّ عبد الملك بن مالك الغفاري حدّثه أنّ
1188 - موسى الغافقي وإسمه مالك بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى ابن مسعود فقال: لا يكثر همك ما يقدر يكون وما ترزق يأتك.
وقال الحافظ في الإصابة: خالد بن رافع ذكره البخاري فقال يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم وعنه مالك بن عبد الله.
وقد ذكره ابن حبان فقال يروى المراسيل.
وأخرج حديثه ابن منده من طريق سعيد بن أبي مريم عن نافع بن يزيد المعري عن عياش عن عبد الله المغافري أن جعفر بن عبد الله بن الحكم حدثه عن خالد بن رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لابن مسعود فذكره.
قال سعيد وحدثنا يحيى بن أيوب وابن لهيعة عن عياش عن مالك بن عبد الله قال ابن منده وقال غيره عن عياش عن جعفر عن مالك مثله ورواه البغوي من رواية سعيد عن نافع وذكر الاختلاف في صحبة خالد.
وأخرجه ابن أبي عاصم من طريق سعيد بن أبي أيوب عن عياش بن عباس عن مالك بن عبد الله المعافري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابن مسعود فذكره ولم يذكر خالد بن رافع والاضطراب فيه من عياش بن عباس فإنه ضعيف.
وقال في ترجمة مالك بن عبد الله المعافري قال ابن يونس ذكر فيمن شهد فتح مصر وله رواية عن أبي ذر روى عنه أبو قبيل وقال أبو عمر روى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا يكثر همك ما يقدر يكن وما ترزق يأتك.
قال الحافظ وهذا الحديث أخرجه ابن أبي خيثمة وابن أبي عاصم في الوحدان والبغوي كلهم من طريق أبي مطيع معاوية بن يحيى عن سعيد بن أيوب عن أيوب عن عياش بن عباس العقباني عن جعفر بن عبد الله بن الحكم عن مالك بن عبد الله المعافري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابن مسعود فذكره. هذا سياق الحسن بن سفيان وسقط جعفر من رواية الآخرين.
وقال البغوي لم يروه غير أبي مطيع وهو متروك الحديث.
وأخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق من طريق أخرى عن العقباني فقال عن مالك بن عبادة الغافقي.
جعفر بن عبد الله بن الحكم حدّثه عن خالد بن رافع أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لابن مسعود:
«لا تكثر همّك. ما يقدّر يكن، وما ترزق يأتك» .
لفظ حديث الصغاني غير أنّ في رواية ابن أبي الدنيا عنه في إسناده أنّ عبد الملك بن نافع المعافري حدّثه كذا وجدته.
وفي رواية التنيسي عن عبد الله بن مالك المعافري أنّ جعفر بن عبد الله بن الحكم حدّثه، عن خالد بن رافع أو نافع.
ورواه معاوية بن يحيى عن سعيد بن أبي أيوب عن عياش بن عباس عن مالك بن عبد الله المعافري قال: مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بابن مسعود فقال:
«لا تكثر همّك فإنّه ما يقدر يكن وما ترزق يأتك» .
1189 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران. أنا الحسين بن صفوان، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا محمد بن ناصح، ثنا بقية بن الوليد، عن معاوية بن يحيى أبي مطيع فذكره هكذا منقطعا.
ورواه أيضا سلمة بن الخليل عن بقية.
ورويناه في كتاب القدر من حديث يحيى بن أيوب، عن عياش بن عباس عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه رآه مهموما فقال هذا القول.
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: وهو إن صحّ فليس فيه المنع من الطلب وإنّما فيه المنع من الهمّ، وذلك عمل أهل الحرص الشديد، لا يزال أحدهم مع جدّه واجتهاده مهموما قلقا يخشى أن يضيع ما عنده ولا يأتيه ما ليس عنده وذلك خلاف التوكل.
1190 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد، ثنا
1189 - انظر كتاب الآداب للمصنف (950).
1190 -
أخرجه ابن حبان في صحيحه (5/ 98 رقم 3229 - الإحسان).
عن الحسن بن سفيان عن شيبان بن أبي شيبة-به.
محمد بن غالب بن حرب، ثنا شيبان، ثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن عبد الرحمن بن ثروان، عن هزيل بن شرحبيل، عن ابن عمر أنّ سائلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فإذا بتمرة عائرة فقال:
«أما إنّك لو لم تأتها لأتتك» .
1191 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة، ثنا أبو عمرو بن نجيد السّلمي، ثنا أبو بكر الإسماعيلي، ثنا هشام بن خالد الأزرق الدمشقي، ثنا الوليد بن مسلم، عن ابن جابر، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن أمّ الدرداء، عن أبي الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«إنّ الرّزق يطلب العبد كما يطلبه أجله» .
وكذلك رواه هشام بن عمار عن الوليد مرفوعا.
والمراد بهذا-والله تعالى أعلم-أنّ ما قدّر له من الرزق يأتيه، فليثق به، ولا يجاوز الحدّ في طلبه.
1192 -
وأخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو عمرو بن مطر، ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، ثنا الهيثم بن خارجة، ثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: سمعت إسماعيل بن عبيد الله يقول: سمعت أمّ الدرداء تقول: سمعت أبا الدرداء يقول:
لو أنّ رجلا هرب من رزقه كهربه من الموت، لأدركه رزقه كما يدركه الموت.
1190 - بلفظ: خذها لو لم تأتها لأتتك.
وعزاه المنذري في الترغيب (2/ 536) إلى الطبراني بإسناد جيد وابن حبان في صحيحه والبيهقي.
1191 -
أخرجه ابن حبان في صحيحه (5/ 98 رقم 3227 الإحسان) من طريق هشام بن خالد الأزرق-به.
وقال المنذري (2/ 536) ورواه ابن حبان في صحيحه والبزار ورواه الطبراني بإسناد جيد إلا أنه قال: «ان الرزق ليطلب العيد أكثر مما يطلبه أجله» وقال البزار (2/ 82 رقم 1254 كشف الأستار).
لا نعلمه عن أبي الدرداء إلا بهذا الطريق ولم يتابع هشام على هذا وقد احتمله أهل العلم
فذكره موقوفا على أبي الدرداء وهذا أصح والله أعلم.
1193 -
وروي عن عطية عن أبي سعيد مرفوعا بمعناه.
وهو كما روي عن عمر بن الخطاب أنّه قال: ما من امرئ إلاّ وله أثر هو واطئه، روزق هو آكله، وأجل هو بالغه، وحنق هو قاتله حتّى لو أنّ رجلا هرب من رزقه لاتّبعه حتّى يدركه كما أنّ الموت يدرك من هرب منه ألا فاتّقوا الله وأجملوا في الطّلب.
1194 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا علي بن حمشاذ، أنا يزيد بن الهيثم أن صبيح بن دينار حدّثهم قال: ثنا المعافى، ثنا إسماعيل بن عياش، عن ثعلبة بن مسلم، عن أبي المحرر عن عمر بن الخطاب فذكره.
وحين أمر بالإجمال في الطلب علمنا أنّه لم يمنع من الكسب أصلا، ولكن كره له شدّة الحرص وكثرة الهمّ فعل من يرى أنّ رزق الله إنّما يحصل بجدّه وجهده دون تقدير خالقه ورازقه.
1195 -
حدثنا الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان املاء، قال:
أنا أبو علي حامد بن محمد بن عبد الله الهروي، أنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو حفص عمر بن يزيد الرفاء بالبصرة، ثنا شعبة بن الحجاج، عن عمرو بن مرّة، عن شقيق بن سلمة، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
1191 - وذكروه عنه وإسناده صحيح إلا ما ذكروه من تفرد هشام ولا نعلم له علة.
وقال الهيثمي في المجمع (4/ 72) رجاله ثقات.
هذا حديث يعرفه بعمرو بن يزيد الرفّاء هذا وهو بهذا الإسناد باطل ذكره أبو أحمد بن عدي الحافظ فيما أخبرنا أبو سعد الماليني عنه وروي ذلك بإسناد آخر أضعف منه لم أذكره.
1196 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، والقاضي أبو بكر أحمد بن الحسن قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا ابن فضيل، عن حصين بن عبد الرحمن، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي الدرداء أنّه قال:
مالي أرى علماءكم يذهبون، وأرى جهلاءكم لا يتعلّمون؟ اعلموا قبل أن يرفع العلم فإنّ رفع العلم ذهاب العلماء. مالي أراكم تحرصون على ما تكفّل لكم به وتضيّعون ما وكّلتم به؟ لأنا أعلم بشراركم من البيطار بالخيل، هم الذين لا يأتون الصلاة إلاّ دبرا، ولا يسمعون القرآن إلاّ هجرا ولا يعتق محرّروهم.
هذا موقوف وفيه معنى اللفظ الذي في آخر الحديث المرفوع.
1197 -
حدثنا أبو محمد بن يوسف الأصبهاني، أنا أبو بكر أحمد بن سعيد
1196 - أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 212) من طريق سالم بن أبي الجعد عن أبي الدرداء مختصرا.
وأخرجه أحمد في الزهد (2/ 64) من طريق الحصين بن عبد الرحمن السلمي-به.
وأخرجه أبو نعيم (1/ 221) من طريق محمد بن فضيل-به.
الشطر الثاني من أول قوله:
مالي أراكم تحرصون .... الخ.
1197 -
عزاه السيوطي في جمع الجوامع (2/ 100) إلى العسكري في الأمثال والبيهقي في الشعب.
ونقل السيوطي ان البيهقي قوله: ضعيف بمرة.
وقال ابن عبد البر في التمهيد:
عثمان بن خالد ولا أعرفه ولا الراوي عنه.
الاخميمي بمكة، ثنا عبد الجليل بن عاصم المديني، ثنا هارون بن يحيى الحاطبي، ثنا عثمان بن عمر بن خالد-وقال مرة: عثمان بن خالد بن الزبير عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
وقال مرّة أخرى: وما عال امرؤ قطّ على اقتصاد.
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: وهذا حديث لا أحفظه على هذا الوجه إلاّ بهذا الإسناد وهو ضعيف بمرة. فإن صحّ فمعناه: أبى الله أن يجعل جميع أرزاقهم من حيث يحتسبون، وهو كذلك فإنّ الله يرزق عباده من حيث يحتسبون كما أنّ التّاجر يرزقه من تجارته، والحارث يرزقه من حراثته وغير ذلك، وقد يرزقهم من حيث لا يحتسبون كالرّجل يصيب معدنا أو كنزا، أو يموت له قريب فيرثه، أو يعطى من غير إشراف نفس ولا سؤال ونحن لم نقل: إنّ الله تعالى لم يوصل أحدا إلى خير إلاّ بجهد وسعي؛ وإنّما قلنا: أنّه قد بيّن لخلقه وعباده طريقا جعلها أسبابا لهم إلى ما يريدون فالأولى بهم أن يسلكوها متوكّلين على الله تعالى في بلوغ ما يؤملونه دون أن يعرضوا عنها، ويجرّدوا التوكل عنها وليس في شيء من هذه الأحاديث ما يفسد قولنا والله تعالى أعلم.
1198 -
وقد أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو سهل بن زياد القطان، ثنا عبد الله بن روح المدائني، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:
كان أهل اليمن يحجّون ولا يتزوّدون ويقولون نحن متوكّلون فيحجّون إلى
1197 - قال الحافظ في اللسان:
أما عثمان فذكره ابن حبان في الثقات وهارون ذكره العقيلي في الضعفاء (4/ 361).
1198 -
أخرجه البخاري (3/ 383 و 384 - فتح) عن يحيى بن بشر عن شبابة-به.
مكة، فيسألون الناس فأنزل الله عز وجل:
{وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزّادِ التَّقْوى} [البقرة:197].
أخرجه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بشر عن شبابة.
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: وفي هذا إنّ الله تعالى أمر زوّار بيته بالتزوّد، وقال:
{فَإِنَّ خَيْرَ الزّادِ التَّقْوى}
يعني-والله تعالى أعلم-فإنّ خير الزّاد ما عاد على صاحبه بالتّقوى.
وقال الحليمي رحمه الله تعالى: وهو أن لا يتوكّل على أزواد الناس فيؤذيهم ويضيّق عليهم، ومن دخل البادية بلا زاد متوكلا فإنّما يرجو أن يقيّض الله تعالى من يواسيه من زاده وهذا عين ما أشارت الآية إلى المنع منه، فبان أنّه لا معنى لاستحبابه، وإنّما المستحبّ هو التزوّد أو الجلوس إذا لم يكن زاد حتى يكون.
1199 -
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، ثنا إبراهيم بن معاوية القيسراني، ثنا محمد بن يوسف الفريابي، ثنا ابن ثوبان-ح.
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس الأصم، ثنا الحسن بن المكرم، ثنا أبو النضر، ثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، ثنا حسان بن عطية، عن أبي منيب الجرشي، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
1199 - أخرجه أحمد (2/ 50،92) عن أبي النضر-به.
وقال الهيثمي في المجمع (5/ 267) رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وثقة ابن المديني وأبو حاتم وغيرهما وضعفه أحمد وغيره وبقية رجاله ثقات.
وقال الهيثمي (6/ 49) رواه أحمد وفيه عبد الرحمن بن ثابت وثقة ابن المديني وغيره وضعفه أحمد وغيره وبقية رجاله ثقات.
لفظ حديث أبي عبد الله ولم يذكر ابن يوسف «ومن تشبه بقوم فهو منهم» .
قال الحليمي رحمه الله تعالى: فلو كان انتظار الرزق بالصبر والصمت أفضل من طلبه بما أذن الله تعالى فيه لما حرم الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أفضل الوجهين وعرّضه لأرذلهما واحتجّ بقصّة أبي الهيثم بن التيهان وما فيها من خروج النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه حين أصابهم الجوع وانطلاقهم إلى منزل أبي الهيثم حتى أطعمهم.
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: وقد ذكرنا ذلك في الجزء الرابع من كتاب دلائل النبوة.
وفيه ما دلّ على أنّ من احتاج إلى طعام فلم يجده، ولم يعلم أحد حاله كان عليه أن يحدّث بحاله من يظّنّ أنّ عنده وفاء بتغييرها إلا أن يسكت ويتصبّر.
1200 -
حدثنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا الحسن بن يعقوب العدل، وأحمد بن محمد بن عبد الله القطان، قالا: ثنا يحيى بن أبي طالب، ثنا علي بن عاصم، عن داود بن أبي هند، عن أبي حرب بن أبي الأسود، حدثني طلحة البصري، قال:
كان الرّجل منّا إذا قدم المدينة فكان له بها عرّيف نزل على عرّيفه، فإن لم يكن له بها عرّيف نزل الصّفّة. فقدمت المدينة ولم يكن لي بها عرّيف فنزلت الصفّة، وكان يجري علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم كلّ يوم مدّا من تمر ويكسونا الخنف، فصلّى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بعض صلوات النهار، فلمّا انصرف ناداه أهل الصّفّة يمينا وشمالا: يا رسول الله أحرق بطوننا التمر وتخرّقت علينا الخنف، فمال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منبره، فصعده فحمد الله وأثنى عليه فذكر شدّة ما لقي من قومه، حتى قال:
«فلقد أتى عليّ وعلى صاحبي بضع عشرة يوما ومالي وله طعام إلاّ
1200 - أخرجه المصنف من طريق الحاكم في المستدرك (3/ 15 و 4/ 549).
وقال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وقال الذهبي: صحيح سمعه جماعة من داود وهو في مسند أحمد. أ. هـ.
وأخرجه أحمد (3/ 487) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث عن أبيه عن داود-به.
البرير» -قال: قلت لأبي حرب: وما البرير؟ قال: طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم تمر الأراك-».
«فقدمنا على اخواننا هؤلاء من الأنصار وعظم طعامهم التمر فواسونا فيه، فو الله لو أجد لكم الخبز واللحم لا شبعتكم منه، ولكن عسى أن تدركوا زمانا حتى يغدي على أحدكم بجفنة، ويراح عليه بأخرى» قال: فقالوا يا رسول الله أنحن اليوم خير أو ذلك اليوم؟ قال: «لا، بل أنتم اليوم خير منكم يومئذ، أنتم متحابّون، وأنتم يومئذ يضرب بعضكم رقاب بعض» أراه قال-متباغضون.
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: وفي هذا الحديث أنّ أصحاب الصفّة لم يصبروا على المجاعة حتى أعلموا من أملوا أن يغير أحوالهم فلم ينكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم ولكنّه أجابهم بما سكّن عنهم، فدلّ ذلك على أنّ طلب ما تقع إليه الحاجة ليس بمضادّ للتوكل إذا كان الطالب لا يطلب إلاّ متوكّلا على الله تعالى في إظفاره بمطلوبه.
1201 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا يحيى بن أبي طالب، أنا عبد الوهاب بن عطاء، أنا الأخضر بن عجلان، حدثني أبو بكر الحنفي، عن أنس بن مالك قال:
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكا إليه الفاقة ثمّ رجع، فقال: يا رسول الله!
لقد جئتك من عند أهل بيت ما أراني أرجع إليهم حتى يموت بعضهم قال: فقال له:
«انطلق هل تجد من شيء» قال: فانطلق فجاء بحلس وقدح، فقال: يا رسول الله! هذا الحلس كانوا يفترشون بعضه ويكتسون بعضه، وهذا القدح كانوا يشربون فيه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«من يأخذهما منّي بدرهم؟» فقال رجل: أنا يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يزيد على درهم؟» فقال رجل: «أنا آخذهما باثنين، فقال: «هما لك» فدعا الرجل فقال له: «اشتر بدرهم فاسا وبدرهم طعاما لأهلك» قال: ففعل ثم رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «انطلق إلى
1201 - أخرجه المصنف في السنن الكبرى (7/ 25) عن أبي عبد الله الحافظ وأبي سعيد بن أبي عمرو كلاهما عن أبي العباس محمد بن يعقوب-به.
هذا الوادي فلا تدع حاجا ولا شوكا ولا حطبا ولا تأتني خمسة عشر يوما» قال:
فانطلق فأصاب عشرة قال: «فانطلق فاشتر بخمسة طعاما لأهلك وبخمسة كسوة لأهلك» فقال يا رسول الله لقد بارك الله لي فيما أمرتني فقال: «هذا خير من أن تجيء يوم القيامة وفي وجهك نكتة المسألة. إنّ المسألة لا تصلح إلاّ لثلاثة:
لذي دم موجع أو غرم مفظع، أو فقر مدقع».
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: وفي هذا الحديث أمر بالكسب ونهي عن المسئلة عند القدرة على الكسب.
1202 -
وفي هذا ما المعنى ما روينا في كتاب السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم:
«لا تحلّ الصدقة لغنيّ ولا لذي مرّة سوىّ» .
1203 -
وفي حديث آخر:
«لا حقّ فيها لغنيّ ولا لذي مرة مكتسب» .
ولو لم يلزمه الكسب ليرد على نفسه حاجتها لما حرمت عليه الصدقة عند القدرة على الكسب.
1204 -
وقد روينا عن سيد المتوكّلين ورسول ربّ العالمين أنّه كان يحبس ممّا أفاء الله عليه قوت سنة ثم يجعل ما بقي منه مجعل مال الله تعالى.
1205 -
وروينا عنه صلى الله عليه وسلم أنّه ظاهر يوم أحد بين درعين.
ودخل مكة عام الفتح وعلى رأسه المغفر.
1205 مكرر-وروينا أنّه احتجم من وثئ كان به.
1206 -
وروينا عنه أدوية أمر بها.
1202 - أخرجه المصنف في السنن الكبرى (7/ 13).
1204 -
أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 341) وأحمد (1/ 48) من حديث عمر رضي الله عنه قال.
كانت أموال مولى بني النضير مما أفاء الله على رسوله مما لم يوصف عليه المسلمون بخيل ولا ركاب فكانت للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة فكان يحبس منها نفقة سنة وما بقي جعله في الكراع والسلاح عدة في سبيل الله.
1206 -
أخرجه أبو داود (3855) والترمذي (2038) وابن ماجة (3436) من حديث أسامة بن شريك.
وقال الترمذي حسن صحيح.
وأنّه قال: تداووا فإنّ الله لم يضع داء إلاّ وضع له شفاء إلاّ الهرم.
وأمر بالاسترقاء وأذن فيها.
1207 -
وقال: من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه.
1208 -
وفى حديث أبي خزامة عن أبيه أنّه قال: يا رسول الله أرأيت دواء نتداوى بها ورقي نسترقي بها، وتقى نتّقيها هل يرد ذلك من قدر الله من شيء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا يحيى بن نصر، ثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن ابن شهاب، أنّ أبا خزامة حدثه أنّ أباه حدّثه أنّه قال: يا رسول الله فذكره.
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: وهذا هو الأصل في هذا الباب، وهو أن يستعمل هذه الأسباب التي بيّنها الله تعالى لعباده وأذن فيها وهو يعتقد أنّ المسبّب هو الله سبحانه وتعالى، وما يصل إليه من المنفعة عند استعمالها بتقدير الله عز وجل، وأنّه إن شاء حرمه تلك المنفعة مع استعماله السبب فتكون ثقته بالله عز وجل واعتماده عليه في إيصال تلك المنفعة إليه مع وجود السبب.
1209 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبيد الصفّار، أنا أبو إسماعيل الترمذي-ح.
وأخبرنا أبو سهل محمد بن نصرويه المروزي، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن خنب، ثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي، ثنا إبراهيم بن حمزة، ثنا حاتم بن إسماعيل، عن يعقوب بن عمرو بن عبد الله بن أمية
1207 - أخرجه مسلم (4/ 1726) من حديث جابر بن عبد الله.
1208 -
أخرجه المصنف من طريق الحاكم في المستدرك (4/ 199) وقال الذهبي صحيح.
1209 -
قال الهيثمي في المجمع (10/ 291) رواه الطبراني باسنادين وفي أحدهما عمرو بن عبد الله بن أمية الضمري ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 623) من طريق حاتم بن إسماعيل-به.
وقال الذهبي: سنده جيد.
الضمري، عن جعفر بن عمرو قال: قال عمرو بن أمية الضمري: يا رسول الله أرسل راحلتي وأتوكّل؟ قال:
«بل قيّدها وتوكّل» . ولفظهما سواء.
1210 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة، ثنا العباس بن الفضل النضروي، ثنا الحسين بن إدريس، ثنا هشام بن عمار، ثنا حاتم بن إسماعيل، عن يعقوب بن عبد الله بن أمية، عن جعفر بن عمرو بن أمية، عن عمرو بن أمية قال: قلت يا رسول الله: أرسل ناقتي وأتوكّل؟ فقال:
«اعقلها وتوكّل» .
1211 -
أخبرنا أبو جعفر المستملي، أنا أبو العباس محمد بن إسحاق الصبغي، ثنا الحسن بن علي بن زياد، ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثنا عبد الله بن موسى، ثنا يعقوب بن عبد الله بن عمرو بن أمية عن جعفر بن عمرو بن أمية عن أبيه عمرو بن أمية قال: قلت يا رسول الله أرسل وأتوكّل؟ قال:
1212 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، ثنا أحمد بن عبيد الصفار، ثنا علان بن عبد الصمد، ثنا إسماعيل بن مسعود الجحدري، ثنا خالد بن يحيى بن أبي قرّة، حدثني عمّي المغيرة ابن أبي قرّة، عن أنس بن مالك قال: جاء رجل على ناقة له فقال:
يا رسول الله أدعها وأتوكّل؟ فقال:
«اعقلها وتوكّل» .
1210 - أخرجه ابن حبان (2549 - موارد الظمآن) عن الحسين بن عبد الله القطان عن هشام بن عمار-به.
1212 -
أخرجه الترمذي (2517) عن عمرو بن علي عن يحيى بن سعيد القطان عن المغيرة-به.
وقال الترمذي:
وهذا حديث غريب من حديث أنس لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
وأخرجه المصنف في الآداب (953) بنفس الإسناد.
1213 -
أخبرنا أبو علي الروذباري، ثنا أبو بكر بن داسة، ثنا أبو داود، ثنا عبد الوهاب بن نجدة، وموسى بن مروان الرقي، قالا ثنا بقية بن الوليد، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن سيف، عن عوف بن مالك أنّه حدّثهم أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قضى بين رجلين فقال المقضيّ عليه لمّا أدبر: حسبي الله ونعم الوكيل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
«إنّ الله عز وجل يلوم على العجز ولكن عليك بالكيس، فإن غلبك أمر، فقل حسبي الله ونعم الوكيل» .
1214 -
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: وروينا عن ابن شهاب مرسلا في هذه القصّة أنّ أحدهما تهاون ببعض حجّته لم يبلغ فيها ثم حين قضى للآخر فقال هذا القول فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
«اطلب حقّك حتّى تعجز، فإذا عجزت فقل حسبي الله، ونعم الوكيل، فإنّما يقضى بينكم على حججكم» .
فلم يرض تجريد التوكّل عن الطلب.
1215 -
وروي عن معاوية بن قرّة أنّ عمر بن الخطاب أتى على قوم فقال: ما أنتم؟ قالوا: نحن المتوكّلون، قال بل أنتم المتكلون، ألا أخبركم بالمتوكّلين؟ رجل ألقى حبّة في بطن الأرض ثم توكّل على ربّه.
وقوله «المتكلون» يعني على أموال الناس.
1216 -
وروينا عن عمر أنّه قال: يا معشر القرّاء! ارفعوا رؤوسكم فقد
1213 - أخرجه المصنف من طريق أبي داود (3627).
1214 -
أخرجه المصنف في السنن الكبرى (10/ 181) قال أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبا أحمد بن إسحاق بن شيبان أنبا معاذ بن نجدة ثنا كامل بن طلحة ثنا ليث بن سعد ثنا عقيل عن ابن شهاب قال:
اختصر رجلان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكأن أحدهما تهاون بصحبته لم يبلغ فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم للآخر فقال المتهاون بحجته حسبي الله ونعم الوكيل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم. حسبي الله ونعم الوكيل يحرك يده مرتين أو ثلاثا قال اطلب حقك حتى تعجز
…
» الخ.
وقال البيهقي: هذا منقطع.
1215 -
الأثر من المنهاج للحليمي (2/ 12) 1216 و 1217 - المنهاج للحليمي (2/ 12).
اتضح الطريق. استبقوا الخيرات، ولا تكونوا عيالا على المسلمين.
1217 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنا أبو الحسين بن ماتي الكوفي، ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة، ثنا طلق بن غنام، عن المسعودي، عن جوّاب بن عبيد الله، عن المعرور بن سويد، عن عمر رضي الله عنه قال:
يا معشر القرّاء ارفعوا رؤوسكم ما أوضح الطريق! فاستبقوا الخيرات، ولا تكونوا كلاّ على المسلمين.
1218 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو، ثنا أبو العباس الأصم، ثنا الحسن بن علي بن عفان، ثنا أبو أسامة، ثنا جرير بن حازم، ثنا أيوب، عن نافع، قال:
دخل شاب قويّ المسجد وفي يده مشاقص وهو يقول: من يعينني في سبيل الله؟ قال: فدعا به عمر فأتي به فقال: من يستأجر منّي هذا بعمل في أرضه؟ فقال رجل من الأنصار: أنا يا أمير المؤمنين. قال: بكم تؤجره كل شهر؟ قال: بكذا وكذا. قال: خذه فانطلق به، ليعمل في أرض الرجل أشهرا ثمّ قال عمر للرجل: ما فعل أجيرنا؟ قال: صالح يا أمير المؤمنين. قال: ايتني به وبما اجتمع له من الأجر فجاء به وبصرّة من دراهم. فقال خذ هذه فإن شئت الآن فاغز، وإن شئت فاجلس.
1219 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو طاهر المحمدآباذي، ثنا أبو جعفر محمد بن عبيد الله بن يزيد المنادي، ثنا وهب بن جرير بن حازم، أبو العباس، ثنا شعبة، عن قتادة، عن مطرف، عن حكيم بن قيس بن عاصم، قال: أوصى قيس بن عاصم بنيه، فقال:
أوصيكم بتقوى الله تعالى، وأن تسوّدوا أكبركم، فإنّكم إذا فعلتم ذلك خلفتم أباكم، ولا تسوّدوا أصغركم، فإنّكم إذا فعلتم ذلك أزرى بكم من أكفائكم، وعليكم بالمال واصطناعه فإن المال منبهة للكريم ويستغنى به عن اللئيم، وإيّاكم ومسألة الناس، فإنّها أخسّ كسب الرجل، وإذا أنا متّ فلا تنوحوا
1218 - أيوب هو السختياني.
1219 -
أخرجه أبو حاتم السجستاني في (المعمرون والوصايا) ص 135.
عليّ فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينح عليه، وادفنوني في أرض لا يعلم بمدفني بكر ابن وائل فإنّي كنت أغاولهم أو أغاورهم في الجاهلية. شكّ وهب.
1220 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا الحسن بن محمد بن إسحاق، ثنا أبو عثمان سعيد بن عثمان، ثنا أحمد بن أبي الحواري، ثنا سفيان قال: اشترى سلمان-وقال غيره سلمان الفارسي-وسقا من الطعام وقال إنّ النّفس إذا أحرزت رزقها اطمأنّت.
1221 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا الحسن، ثنا أبو عثمان، ثنا أحمد، ثنا مروان، عن سهل بن هاشم، عن إبراهيم بن أدهم، قال: قال سعيد بن المسيب:
من لزم المسجد، وقبل كلما يعطي فقد ألحف في المسئلة.
1222 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا جعفر بن محمد بن نصير، حدثني الجنيد بن محمد قال: سمعت السري يذمّ الجلوس في المسجد ويقول جعلوا مسجد الجامع حوانيت ليس لها أبواب.
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: هذا لما فيه من التعرض للسؤال وما في السؤال من الكراهية إذا وجد إلى الكسب سبيلا.
1223 -
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني، ثنا أبو سعيد بن الأعرابي، ثنا الحسن بن محمد الزعفراني، ثنا وكيع بن الجراح، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن جدّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
1220 - أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 207) من طريق سالم مولى زيد بن صوحان قال كنت مع مولاي زيد بن صوحان في السوق فمر علينا سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه وقد اشترى وسقا من طعام فقال له زيد يا أبا عبد الله تفعل هذا وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن النفس إذا أحرزت رزقها اطمأنت وتفرغت للعبادة وأيس منها الوسواس.
وأخرجه أبو نعيم أيضا من طريق ابن أبي غنية عن أبيه عن سلمان ان النفس إذا أحرزت رزقها إطمأنت.
1221 -
أخرجه الحليمي في المنهاج (2/ 12) بنحوه.
1223 -
أخرجه البخاري (3/ 75) ومسلم (2/ 721) كما قال المصنف.
أخرجه البخاري في الصحيح عن يحيى بن موسى، عن وكيع.
وأخرجه مسلم من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه من الزيادة:
«فيتصدّق منه، ويستغني به عن الناس» .
1224 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه، ثنا أبو بكر محمد بن عمر بن حفص الزاهد، ثنا محمد بن إسماعيل الترمذي، ثنا أبو صالح، ثنا معاوية بن صالح، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن المقدام بن معدي كرب صاحب النبي صلى الله عليه وسلم أنّه حدّثه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«ما أكل أحد طعاما قطّ خيرا من أن يأكل من عمل يده، قال: وكان داود لا يأكل إلاّ من عمل يده» .
أخرجه البخاري في الصحيح من حديث ثور بن يزيد عن خالد بن معدان.
1225 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، ثنا يعقوب بن سفيان، ثنا أبو نعيم وقبيصة، قالا: ثنا سفيان، عن وائل بن داود، عن سعيد بن عمير الأنصاري قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أيّ الكسب أطيب؟ قال:
«عمل الرجل بيده، وكلّ بيع مبرور» .
هكذا جاء به مرسلا وكذلك رواه جرير ومحمد بن عبيد عن وائل مرسلا.
قال البخاري وأسنده بعضهم وهو خطأ يعني ما:
1224 - أخرجه البخاري (3/ 74) عن إبراهيم بن موسى عن عيسى عن ثور عن خالد-به.
1225 -
أخرجه المصنف في السنن (5/ 263) من طريق محمد بن عبيد عن وائل به وقال البيهقي:
هذا هو المحفوظ مرسلا ويقال عنه عن سعيد عن عمه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الكسب أفضل قال كسب مبرور.
1226 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا العباس بن محمد، ثنا الأسود بن عامر، ثنا سفيان الثوري، عن وائل بن داود، عن سعيد بن عمير، عن عمّه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أيّ الكسب أفضل؟ قال:
«كسب مبرور» .
ورواه شريك كما:
1227 -
أخبرناه أبو عبد الله الحافظ قال: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا العباس بن محمد الدوري، ثنا الأسود بن عامر، ثنا شريك، عن وائل بن داود، عن جميع بن عمير عن خاله أبي بردة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أيّ الكسب أطيب أو أفضل؟ قال:
«عمل الرجل بيده وكلّ بيع مبرور» .
1228 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو الحسن السراج، ثنا مطين قال:
سمعت محمد بن عبد الله بن نمير وذكر له هذا الحديث قال إنّما هو سعيد بن عمير.
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: رواه المسعودي عن وائل فغلط في إسناده.
1229 -
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو بكر بن إسحاق، ثنا محمد بن أحمد بن النضر، ثنا معاوية بن عمرو، ثنا المسعودي عن وائل بن داود، عن عباية بن رافع بن خديج عن أبيه قال: قيل يا رسول الله أيّ الكسب أطيب؟ قال:
1226 - أخرجه المصنف من طريق الحاكم في المستدرك (2/ 10) وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
1227 -
أخرجه المصنف من طريق الحاكم (2/ 10) وقال الحاكم: وائل بن داود وابنه بكر ثقتان وقد ذكر يحيى بن معين أن عمر سعيد بن عمير: البراء بن عازب وإذا اختلف الثوري وشريك فالحكم للثوري.
1229 -
أخرجه المصنف من طريق الحاكم (2/ 10) وقال الحاكم هذا خلاف ثالث على وائل بن داود إلا أن الشيخين لم يخرجا عن المسعودي ومحله الصدق.
1230 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أبو جعفر محمد بن عيسى العطار، ثنا كثير بن هشام، ثنا كلثوم بن جوشن، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«التاجر الصّدوق الأمين المسلم مع الشّهداء يوم القيامة» .
1231 -
أخبرنا أبو سعد الماليني، أنا أبو أحمد بن عدي، ثنا عبد الله بن محمد بن سلم، ثنا حرملة بن يحيى، ثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن درّاج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
قال: «لا يشبع مؤمن يسمع خيرا حتّى يكون منتهاه الجنّة» .
رواه ابن خزيمة عن يونس بن عبد الأعلى وغيره عن ابن وهب.
1232 -
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، أنبأني أبو العباس محمد بن يعقوب، وقرأته بخطه فيما أجازه له محمد بن عبد الوهاب، حدثني علي بن عثّام عن رجل أظنّه قال: الحسن بياع الحصر أو كما قال عن المعتمر، عن السكن يرفعه قال:
طلب الحلال مثل مقارعة الأبطال في سبيل الله، ومن بات عيّيا من طلب الحلال بات والله عز وجل عنه راض.
1232 -
قال علي بن عثّام: وقال محمد بن واسع لمالك بن دينار: مالك
1230 - أخرجه الحاكم (2/ 6) من طريق كثير بن هشام-به.
وقال الحاكم: كلثوم هذا بصري قليل الحديث ولم يخرجاه وقال الذهبي: ضعفه-يعني كلثوم-أبو حاتم وسمع هذا منه كثير بن هشام.
1231 -
أخرجه المصنف من طريق ابن عدي في الكامل (3/ 980 و 981).
وعبد الله بن محمد بن سلم هو ابن حبيب الفريابي المقدسي (سير 14/ 306).
لا تقارع الأبطال؟ قال: وما مقارعة الأبطال؟ قال: الكسب من الحلال والانفاق على العيال.
1233 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنا أبو محمد عمرو بن إسحاق بن إبراهيم البخاري، ثنا صالح بن محمد، ثنا مصعب بن عبد الله الزبيري، ثنا هشام بن عبد الله بن عكرمة المخزومي، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«اطلبوا الرزق من خبايا الأرض» .
وهذا إن صحّ فإنّما أراد به الحرث وإثارة الأرض للزرع.
1234 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن من أصله، ثنا أبو العباس الأصم، ثنا أبو أمية الطرسوسي، ثنا مصعب بن عبد الله بن مصعب، ثنا هشام بن عبد الله بن عكرمة، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«التمسوا الرزق في خبايا الأرض» .
1235 -
وحدثنا أبو عبد الرحمن، أنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الصوفي، ثنا بهلول الأنباري ثنا مصعب بن عبد الله الزبيري، ثنا هشام بن عبد الله بن عكرمة، فذكره بإسناده نحوه قال مصعب: هي المعادن.
1236 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة، ثنا أبو الفضل بن خميرويه، أنا أحمد بن نجدة، ثنا سعيد بن منصور، ثنا محمد بن عمار المؤذن، قال: سمعت سعيد بن أبي سعيد المقبري يقول: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«خير الكسب كسب يدي العامل إذا نصح» .
رواه ابن خزيمة عن علي بن حجر عن محمد بن عمار.
1233 - قال الهيثمي (4/ 63) رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط وفيه هشام بن عبد الله بن عكرمة ضعفه ابن حبان.
1234 -
أخرجه المصنف في الآداب (958) بنفس الإسناد.
1236 -
أخرجه أحمد (2/ 334) عن أبي عامر العقدي عن محمد بن عمار كشاكش-به.
1237 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، ثنا أحمد بن عبيد، ثنا إبراهيم بن مهدي الأبلّي، ثنا شيبان بن فروخ-ح.
وأخبرنا أبو سعد الماليني، أنا أبو أحمد بن عدي الحافظ، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا شيبان، ثنا أبو الربيع السمان، عن عاصم بن عبيد الله، عن سالم، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إنّ الله يحبّ المؤمن المحترف» .
وفي رواية ابن عبدان:
«الشابّ المحترف» .
تفرد به أبو الربيع عن عاصم وليسا بالقويين.
1238 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني الحسين بن محمد بن يحيى، ثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، ثنا الحسين بن منصور، ثنا بهلول بن عبيد، ثنا أبو إسحاق السبيعي، عن الحارث، عن علي قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم أيّ الأعمال أزكى؟ قال:
1239 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني الحسين بن محمد بن يحيى، ثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، ثنا الحسين بن منصور، ثنا بهلول بن عبيد، ثنا أبو إسحاق السبيعي، عن الحارث، عن علي قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم فذكره.
1237 - أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 369) عن الحسن بن سفيان-به في ترجمة أبو الربيع السمان أشعث بن سعيد.
وقال ابن عدي:
أبو الربيع السمان في أحاديثه ما ليس بمحفوظ وهو مع ضعفه يكتب حديثه وأنكر ما حدث عنه ما ذكرته.
وأخرجه الطبراني في الكبير (12/ 308 رقم 13200) من طريق أبي الربيع السمان أيضا وقال الهيثمي في المجمع (4/ 26) فيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف!!.
1238 -
أخرجه ابن أبي حاتم في العلل (1168) من طريق بهلول-به.
وقال ابن أبي حاتم قال أبي هذا الحديث بهذا الإسناد باطل. بهلول ذاهب الحديث.
1240 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثني أبو بكر محمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن سلمة، ثنا محمد بن عبد الوهاب سمعت علي بن عثّام يقول:
ما أحب إلاّ أن يكون المسلم محترفا! أنّ المسلم إذا احتاج أوّل ما يبذل دينه.
1241 -
أخبرنا أبو بكر بن فورك، ثنا عبد الله بن جعفر الأصبهاني، ثنا يعقوب بن أبي يعقوب، ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، ثنا فروة بن يونس، حدثني هلال بن جبير، عن أنس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
1242 -
أخبرنا ابن عبدان، ثنا أحمد بن عبيد، ثنا الكديمي، ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، ثنا فروة بن يونس الكلابي، عن هلال فذكره بإسناده غير أنّه قال:«من رزقه الله رزقا في شيء فليلزمه» ولم يقل سمعت.
1243 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو الحسين محمد بن أحمد بن تميم القنطري ببغداد، ثنا أبو قلابة الرقاشي، ثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني، أخبرني أبي مخلد الشيباني، أخبرني الزبير، عن عبيد، أخبرني نافع، قال:
كنت أجهّز إلى الشام وإلى مصر فكان الله يرزق خيرا كثيرا فجهّزت إلى العراق فلم يرجع رأس مالي فدخلت على عائشة فقالت: يا بنيّ الزم تجارتك فإنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«إذا فتح لأحدكم رزق من باب فليلزمه» .
1244 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن عبيد الله المنادي، ثنا يونس بن محمد، ثنا أبو الضحاك، حدثني الزبير بن عبيد، حدثني نافع-وليس نافع مولى ابن عمر-قال:
1241 - قال الزبيدي في الإتحاف (4/ 287) رواه البيهقي لكن في سنده محمد بن عبد الله الأنصاري وهو ضعيف عن فروة بن يونس وقد ضعفه الأزدي عن هلال بن جبير وفيه جهالة.
1242 -
قال الزبيدي في الإتحاف (4/ 287) رواه البيهقي لكن في سنده محمد بن عبد الله الأنصاري وهو ضعيف عن فروة بن يونس وقد ضعفه الأزدي عن هلال بن جبير وفيه جهالة.
1243 -
الحديث بنفس الإسناد في الآداب (963).
1244 -
الآداب للمصنف (963).
كنت أختلف إلى مصر ثمّ بدا لي أن آتي العراق، فأتيت عائشة فسلّمت عليها قال: قالت أين؟ قلت: العراق، قالت: مالك ولمتجرك؟ فإنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«إذا قسم لأحدكم رزق فلا يدعه حتّى يتغيّر له أو يتنكّر له» .
شكّ أبو الضحاك قال: فجئت العراق فما رددت رأس المال.
1245 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو محمد عبد الرحمن بن أبي حامد المقريء، وأبو صادق العطار قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا الربيع بن سليمان، ثنا عبد الله بن وهب، ثنا سليمان هو ابن بلال، أخبرني عبد الله بن سليمان بن أبي سلمة، أنّه سمع معاذ بن عبد الله الجهني يحدّث عن أبيه، عن عمّه:
أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عليهم، وعليه أثر غسل وهو طيّب النفس فظنّنا أنّه ألمّ بأهله فقلنا يا رسول الله نراك أصبحت طيّب النفس. قال:
«أجل والحمد لله» -ثم ذكر الغني-فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا بأس بالغنى لمن اتّقى الله عز وجل. والصّحة لمن اتّقى الله خير من الغنى، وطيب النفس من النّعم» .
1246 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أنا إسماعيل بن قتيبة، أنا يحيى بن يحيى، أنا سليمان بن بلال، عن عبد الله بن سليمان أنّه سمع معاذ بن عبد الله بن خبيب يحدث فذكر بإسناده مثله غير أنّه قال في آخره:«من النعيم» قال أبو عبد الله: الصحابي الذي لم يسمّه هو يسار بن عبد الله الجهني.
1247 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وآخرين، قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة، أنا جعفر بن عون، عن
1245 - أخرجه المصنف بنفس الإسناد في الآداب (965).
1246 -
أخرجه المصنف من طريق الحاكم (2/ 3).
1247 -
أخرجه ابن ماجة (2304) من طريق هشام-به.
بلفظ «اتخذي غنما فإن فيها بركة» وفي الزوائد إسناده صحيح ورجاله ثقات.
هشام بن عروة، عن أبيه، عن أم هانئ أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها فقال:
«هل عندكم من غنم؟» قالت: لا، يا رسول الله. قال:
«فاتّخذوها-أو اتّخذيها-فإنّ فيها بركة» .
1248 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، وأبو بكر بن بالويه قالا: أنا بشر بن موسى، ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، ثنا موسى بن علي بن رباح، يقول: سمعت أبي يقول: سمعت عمرو بن العاص يقول:
بعث إليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته فأمرني أن آخذ عليّ ثيابي وسلاحي ثم آتيه قال: ففعلت ثمّ أتيته وهو يتوضأ فصعّد فيّ النظر ثم طأطأ ثم قال:
«يا عمرو إنّي أريد أن أبعثك على جيش فيغنمك الله ويسلمك وأرغب لك رغبة صالحة من المال» فقلت: يا رسول الله إنّي لم أسلم رغبة في المال، ولكن أسلمت رغبة في الإسلام وأن أكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: «يا عمرو:
نعم المال الصالح للرجل الصالح».
1249 -
أخبرنا أبو عبد الله السوسي، ثنا أبو جعفر البغدادي، ثنا إسماعيل القاضي، ثنا ابن أبي أويس، قال: ثنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي ذكر فيه بركات الأرض:
«إنّ هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه بحقّه ووضعه في حقّه فنعم المعونة» هو مخرّج في الصحيح.
ورواه هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه:
1248 - أخرجه المصنف من طريق الحاكم في المستدرك (2/ 2) وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي.
1249 -
أخرجه النسائي في الكبرى- (كما في تحفة الأشراف 3/ 414).
في الرقائق عن هارون بن عبد الله عن معن عن مالك-به.
«فمن أخذه بحقّه بورك له فيه، ونعم صاحب المال من أعطى فيه المسكين واليتيم وابن السبيل» أو كما قال.
1250 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم الصيدلاني، ثنا الحسين بن الفضل، ثنا أبو النضر، حدثنا مرجّى بن رجاء، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس رفعه قال:
لا خير فيمن لا يحبّ المال ليصل به رحمه، ويؤدّي به أمانته، ويستغني به عن خلق ربّه.
كذا وجدته في كتاب شعبة وقال فيه غيره عن أبي النضر هاشم بن القاسم، عن المرجى بن رجاء، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس.
1251 -
حدثناه السّلمي، ثنا عبد الرحمن بن حامد بن متويه، ثنا أحمد بن عبد الله بن مالك الترمذي، ثنا أبو سالم الروّاس العلاء بن مسلمة، ثنا أبو النضر فذكره.
هكذا روي بهذا الإسناد وقال فيه راويه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولكنّي هبته، وإنّما يروى هذا الكلام بعينه من قول سعيد بن المسيب.
1252 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا بكر بن سهل الدمياطي، ثنا عبد الله بن صالح، ثنا الليث بن سعد، عن يحيى، حدثني سعيد بن المسيب قال:
لا خير فيمن لم يحبّ المال يصل به رحمه، ويؤدّي به أمانته، ويستغني به عن خلق ربّه عز وجل.
1253 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه، ثنا أبو بكر القطان، ثنا أحمد بن يوسف، ثنا محمد بن يوسف، قال: ذكر سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب أنّه لمّا حضره الموت ترك دنانير قال: الّلهم إنّك تعلم أنّي لم أجمعها إلاّ لأصون بها حسبي وديني.
1251 - العلاء بن مسلمة هو: ابن عثمان الروّاس مولى بني تميم بغدادي يكني أبا سالم متروك ورماه ابن حبان بالوضع روى له الترمذي (تقريب).
1252 -
أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/ 173) من طريق الليث-به.
رواه وكيع عن سفيان قال: إلاّ لأصون بها عرضي.
1254 -
أخبرنا أبو علي الروذباري، ثنا أبو الحسين محمد بن جعفر بن مشكان ببغداد، ثنا جعفر بن محمد القيسي البصري، ثنا إبراهيم بن محمد التيمي القاضي، عن أبيه، عن جدّه، عن أبي أمامة الباهلي، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال:
دينك لمعادك، ودرهمك لمعاشك، ولا خير في أمر بلا درهم.
1255 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا دعلج بن أحمد، ثنا محمد بن علي بن زيد الصائغ، ثنا أحمد بن شبيب، ثنا أبي، عن يونس، عن ابن شهاب، عن خالد بن أسلم قال: خرجنا مع عبد الله بن عمر فقال أعرابي يقول الله عز وجل:
{وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ} [التوبة:34].
قال ابن عمر: من كنزهما فلم يؤدّ زكاتهما فويل له إنّما كان هذا قبل أن تنزل الزكاة فلمّا نزلت جعلها الله طهرا للأموال ثم التفت إليّ فقال: ما أبالي لو كان لي مثل أحد ذهبا أعلم عدده وأزكّيه وأعمل فيه بطاعة الله.
أخرجه البخاري في الصحيح فقال: وقال أحمد بن شبيب.
1256 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو عبد الله الصنعاني، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله ذكر عمر أو غيره قال:
ما جاءني أجلي في مكان ما عدا في سبيل الله عز وجل أحبّ إليّ من أن
1254 - عزاه السيوطي في جمع الجوامع إلى المصنف فقط.
1255 -
أخرجه البخاري تعليقا (8/ 324 - فتح) عن أحمد بن شبيب-به.
1256 -
قال ابن حجر في تخريج أحاديث الكشاف:
رواه الثعلبي من رواية القاسم بن عبد الله عن أبيه عن نافع عن ابن عمر مرفوعا وإسناده ضعيف.
ورواه ابن معبد في الطاعة والمعصية عن ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب عن نافع عن ابن عمر ورواه البيهقي في الشعب في الثالث عشر.
يأتيني وأنا بين شعبتي رحلي أطلب من فضل الله.
ورواه غيره فقال عن عمر بن الخطاب لم يشك وزاد وتلا هذه الآية:
{وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللهِ} [المزمل:20].
1257 -
أخبرنا أبو محمد بن يوسف الأصبهاني، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، ثنا سعدان بن نصر، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن مغيرة بن سعد بن الأخرم، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود قال:
والذي لا إله غيره ما يضرّ عبدا يصبح على الإسلام ويمسي عليه ماذا أصابه من الدنيا.
1258 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا الحسن بن علي بن عفان، ثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: كان سعد بن عبادة يقول:
اللهمّ هب لي مجدا، ولا مجد إلاّ بفعال، ولا فعال إلاّ بمال، اللهمّ لا يصلحني القليل ولا أصلح عليه. وكان مناد ينادي على أطمة: من كان يريد الشّحم واللّحم فليأت سعدا.
1259 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ومحمد بن موسى قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا الخضر بن أبان، ثنا سيار، ثنا جعفر، حدثني موسى بن مكرم قال: سأل رجل الحسن فقال: يا أبا سعيد أفتح مصحفي فأقرأه حتّى أمسي. قال الحسن:
اقرأه بالغداة، واقرأه بالعشيّ، وكن سائر نهارك في منفعتك وما يصلحك.
1260 -
أخبرنا أبو عبد الله ومحمد بن موسى قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا يحى بن أبي طالب، أنا يزيد، قال: أنا يحيى بن عثمان، ثنا أيوب السختياني، قال: قال لي أبو قلابة:
الزم سوقك فإنّ فيه غنى عن الناس، وصلاحا في الدّين.
1260 - أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 11) من كلام أيوب قال:
الزم سوقك فإنك لا تزال كريما على اخوانك ما لم تحتج إليهم.
1261 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو عبد الله الصنعاني، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا عبد الرزاق، نا معمر، عن أيوب، قال: بعث إليّ أبو قلابة بكتاب فيه: الزم سوقك، واعلم أن الغنى معافاة.
1262 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنا عمر بن أحمد بن شاهين، ثنا إبراهيم بن عبد الله الزيني، ثنا محمد بن صدران، ثنا الحكم بن سنان، ثنا أيوب السختياني، قال: قال أبو قلابة:
يا أيوب احفظ عنّي ثلاث خصال: إياك وأبواب السلطان، وإيّاك ومجالس الأهواء، وإلزم سوقك، فإنّ الغنى من العافية.
1263 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان، ثنا أبو بكر الحميدي، ثنا سفيان، قال: قال أيوب:
لو أعلم أنّ أهلي يحتاجون إلى حزمة أو دستجة من بقل ما جلست معكم.
قال: قال أبو قلابة: إلزم سوقك فإنّ الغنى من العافية.
1264 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، ثنا حنبل بن إسحاق، ثنا الحميدي، ثنا سفيان قال: قيل لابن الأعرابي: تحبّ الدراهم؟ قال: إنّها تنفعني وتصونني.
1265 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا علي مخلد بن جعفر الباقرحي، يقول: سمعت أحمد بن محمد البراثي يقول لمّا مات أبي جاءني بشر بن الحارث يعزيني فقال لي:
يا بنيّ برّ والدتك، ولا تعقّها وإلزم السوق واقبل نصحي.
قلت: قبلتها، فلما قام بشر قام إليه رجل فقال يا أبا نصر أنا والله أحبّك.
فقال يا هذا وكيف لا تحبّني، ولست بقرابة ولا جار.
1266 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني جعفر بن محمد الخواص، أنا إبراهيم بن نصر المنصوري، قال: سمعت إبراهيم بن بشار، خادم
1263 - أخرجه يعقوب بن سفيان في تاريخه (2/ 233) من طريق حماد عن أيوب.
إبراهيم بن أدهم، يقول: سمعت علي بن الفضيل يقول سمعت أبي يقول لابن المبارك: إنّك تأمرنا بالزهد والتقلّل والبلغة ونراك تأتي بالبضائع من بلاد خراسان إلى البلد الحرام كيف ذا؟ وأنت تأمرنا بخلاف ذا؟
فقال ابن المبارك: يا أبا علي إنّما أفعل ذا لأصون وجهي، وأكرم بها عرضي، وأستعين بها على طاعة ربّي، لا أرى لله حقّا إلاّ سارعت إليه حتى أقوم به. فقال له الفضيل:
يا ابن المبارك ما أحسن ذا إن تمّ ذا!
1267 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو بكر الجراحي، ثنا يحيى بن ساسويه، ثنا عبد الكريم السكري، ثنا وهب بن زمعة قال: قال ابن أبي رزمة قيل لعبد الله: أنّ رجلا قال: لو تعبدّ الناس لأتاهم الله بالرزق، فقال عبد الله: لا يعرف هذا، إنّ الله ابتلى الناس بالمعاش فقال:
{وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللهِ} [المزمل:20].
وقد كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قوم لهم أموال وأبو أيوب له حائط كذا، وفلان وفلان؛ وآخرون ليس لهم كثير شيء، من المهاجرين والأنصار فلم يضيّق عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ولم يأمرهم أن يمسكوا قوت ليلة، ويتصدّقوا بالبقية، ولكن يأمرهم بالتقدمة، وموضع الفضل ويخبرهم به.
1268 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا علي بن حمشاد، ثنا محمد بن أيوب، ثنا ابن أبي رزمة قال: سمعت علي بن الحسين بن شقيق يقول سمعت عبد الله بن المبارك يقول:
لا يقع من الفضل شيء، ولا الجهاد في سبيل الله مثل السعي على العيال.
1269 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثني أبو منصور محمد بن أحمد بن بشر الصوفي الحيري صاحب الأحول، ثنا جعفر بن محمد بن سوار،
1267 - ابن أبي رزمة هو: عبد العزيز.
1269 -
أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/ 17) من طريق الفريابي عن سفيان الثوري بلفظ: إذا أردت أن تتعبد فاحرز الحنطة.
ثنا إسماعيل بن حميد، ثنا إبراهيم بن نصر السّورياني، ثنا يحيى بن اليمان، عن سفيان الثوري قال:
إذا أردت أن تتعبّد فانظر فإن كان في البيت برّ فتعبّد وإلاّ فاطلب البرّ أولا ثمّ تعبّد.
1270 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، سمعت جعفر بن محمد الخلدي، يقول: سمعت إبراهيم الخوّاص، يقول:
أدب التوكّل ثلاثة أشياء: صحبة القافلة بالزاد، والجلوس في الزّورق بالزاد، والجلوس في المجلس بالزاد.
1271 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، قال: سمعت عبد الله بن علي، يقول: سمعت أحمد بن عطاء يقول: قال خالي أبو علي محمد بن أحمد سمعت الجنيد يقول:
ليس التوكّل الكسب، ولا ترك الكسب. التوكّل شيء في القلوب.
وقال غيره عن الجنيد: إنّما هو سكون القلب إلى موعود الله عز وجل.
قال البيهقي رحمه الله: وعلى هذا ينبغي أن لا يكون تجريد هذا السكون عن الكسب شرطا في صحة التوكّل بل يكتسب بظاهر العلم متعمدا بقلبه على الله تعالى كما قال بعضهم: اكتسب ظاهرا وتوكّل باطنا فهو مع كسبه لا يكون متعمدا على كسبه وإنّما يكون إعتماده في كفاية أمره على الله عز وجل.
1272 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، ثنا أبي، ثنا الإمام محمد بن إسحاق بن خزيمة قال: سمعت محمد بن يحيى الأزدي يقول سمعت عبد الله بن داود الخريبي وسئل عن التوكّل فقال:
أرى التوكّل حسن الظنّ بالله عز وجل.
1273 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، سمعت سعيد بن أحمد البلخي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت محمد بن عبد الله يقول: سمعت خالي
1272 - عبد الله بن داود هو أبو عبد الرحمن الخريبي الهمداني الكوفي ثقة عابد (تقريب).
1273 -
أخرجه المصنف من طريق أبي عبد الرحمن السلمي في طبقات الصوفية (ص 63).
محمد بن الليث يقول: سمعت حامدا اللفاف يقول: سمعت حاتم الأصم يقول: سمعت شقيق بن إبراهيم يقول:
التوكّل طمأنينة القلب بموعود الله عز وجل.
1274 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا بكر بن أبي دارم، يقول: ثنا عمر بن الحسن بن نصر بن طرخان قال: سمعت محمد بن أبي عبدان قال: قيل لحاتم الأصم: على ما بنيت أمرك هذا من التوكّل؟ قال: على أربع خلال: علمت أنّ رزقي لا يأكله غيري، فلست أهتمّ له، وعلمت أنّ عملي لا يعمله غيري، فأنا مشغول به، وعلمت أنّ الموت يأتيني بغتة، فأنا أبادره، وعلمت أنّي بعين الله في كلّ حال، فأنا أستحيي منه.
1275 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنا يوسف بن عمر الزاهد، ثنا الحسن بن موسى بن إسحاق، ثنا ابن أبي الدنيا، ثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا أبو إسحاق الطالقاني، حدثنا زافر، عن أبي رجاء، عن عباد بن منصور قال:
سئل الحسن عن التوكّل! فقال: الرضا عن الله عز وجل.
1276 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا جعفر بن محمد بن نصير، قال:
سمعت أبا محمد الجريري يقول: سمعت سهل بن عبد الله يقول:
كمال المعرفة بالله التواضع له قال: وكمال التواضع الرضا.
1277 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني علي بن محمد الرازي، قال: كان أبو عثمان يقول في مواعظه:
يا عبد الله فيما ذا تتعب قلبك؟ وتنازع إخوانك، وتعادي على طلب الرياسة والعزّ أشكالك وأخدانك؟ وتعمل في هلكة حياتك بالحسد لمن هو فوقك؟ كأنّك لم تؤمن بمن أخبر أنّه يعزّ من يشاء، ويذلّ من يشاء، ويؤتي الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء؟ فاستعمل العلم في ظاهرك إن كنت تاجرا أو كاسبا أو زارعا، وأجمل في الطلب، واترك الحرام والشبهات جميعا، فإنّ نفسا
1274 - أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 73) من طريق عمر بن الحسن-به.
1275 -
أخرجه المصنف من طريق ابن أبي الدنيا في التوكل (18).
لن تموت حتّى تستوفي رزقها وحظّها من عزّها ورياستها ورزقها، ولو هرب العبد من رزقه لأدركه رزقه، كما لو فرّ من الموت لأدركه الموت.
قال: واليقين لا يمنع الموقنين من طلب الحظ الوافي من الدنيا، وإنّما يدلّ على ترك الفضول رضا بالقليل، وزهد في الكثير اتباعا لرسول ربّ العالمين صلى الله عليه وسلم ولأصحابه فإنّهم أئّمة المتوكلين، والزاهدين مع ما وصفنا من الأمن بمالك، والأياس ممّا ليس لك، وأنّ ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، ومن زعم أنّ اليقين يمنع طلب القوت والكفاف فقد جهل اليقين وخالف سنن السلف الصالحين، فقد تقدّم في ذلك مع صدق التوكل الأنبياء وأتباعهم، وخلافهم خلاف الحقّ، وموافقتهم موافقة الحقّ والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
1278 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن قال: سمعت أبا عثمان سعيد بن إسماعيل يقول: قال الله تبارك وتعالى:
{وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً} [النساء:81،132،171، والأحزاب:3،48].
وقال: {أَلاّ تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلاً} [الإسراء:2].
فالله الوكيل الكافي لأنّه بكلّ شيء عليم، وهو على كلّ شيء قدير، وهو على كلّ شيء حفيظ، وهو العزيز الحكيم، وهو الغنيّ الحميد، فالمتوكّل عليه هو المكتفى به، وكما أنّه الكافي لعبده، لا حاجة له إلى أحد في كفايته لعبده، وكذلك المتوكل عليه المكتفي به غنيّ به مستغن به عن جميع خلقه لا حاجة به فيما يحتاج إليه إلى غير ربّه.
وبسط الكلام في ذلك ثم قال: فالتوكّل عليه هو الاكتفاء به معتمدا عليه وحده.
1279 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو الحسن علي بن أحمد البوشنجي أنّه سئل عن التوكّل فقال: التبرئة من حولك وقوّتك، وحول مثلك قوّة مثلك.
1280 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت الكتاني يقول:
التوكل في الأصل إتباع العلم وفي الحقيقة استعمال اليقين.
1281 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سمعت أبا الحسين الفارسي يقول: سمعت جعفرا الخلدي يقول: سمعت إبراهيم الخواص يقول:
التوكّل تناول السبب من الله.
1282 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: وقال الأستاذ أبو سهل محمد بن سليمان:
التوكّل أن لا يخطر بقلبك نافعا ولا ضارّا غيره، وأن تستلم لكلّ حال يرد عليك، ولا يضطرب قلبك منه.
وقال: التوكّل قطع الطمع عن الخلق وترك طلب الحيلة منهم.
وقال: التوكل التطاول إلى الألوان وما فيها بعين النقص، والرجوع إلى من لا يلحقه النقص بحال.
1283 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت فارس بن عيسى الصوفي-وكان من المتحققين بعلوم أهل الحقائق-يقول سمعت الجنيد بن محمد يقول:
الفقراء ثلاثة: فقير لا يسأل وإن أعطي لم يأخذ، فذاك من الرّوحانيين، وفقير لا يسأل وإن أعطي أخذ، فذلك من المقرّبين، وفقير يسأل وكفارة مسألته صدقة.
قال فارس: شرط الطلب أن يكون الطالب غير معتقد أولا أن لا سبب للطلب ولا مميز ولا قاصد إلى زيد دون عمرو ولا إلى عمرو دون زيد بل يعتقد أن الله هو الرزاق، ويطلب الرزق من حيث أمر، فيكون الله المعطي والعبد سببا والله المسبب وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم:
1280 - الكتاني هو: محمد بن علي بن جعفر أبو بكر الكتاني له ترجمة في طبقات الصوفية للسلمي (ص 373).
«لو توكّلتم على الله حقّ توكّله» الحديث.
لما أثبته النبي صلى الله عليه وسلم متوكّلا لم يخل مع توكّل من الحركات مع عدم المطالب، والقاصد في حركاته، كان المتحرك بالوصف الذي قدمنا ذكره، متوكّلا مع وجود الحركة منه كالطّير مع وجود الحركة فيه بتصحيح النبي صلى الله عليه وسلم التوكّل له ولم يمنعه من الحركة على معنى وصفه.
قال البيهقي رحمه الله: فمن ذهب إلى هذا فتكسّب بإذن الله تعالى في ذلك، وشكر الله تعالى على أنّه جعله سببا لمعاشه، وأنّه هداه له، وأعانه عليه، ونفعه به ثم من زهد منهم في الدنيا ورغب في الآخرة، اكتفى بأقلّ ما يكون قوتا، وتصدّق بالباقي، كما كان القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يصنعونه، أو اقتصر على اكتساب أقلّ ما يكون قوتا ثمّ اشتغل بعد ذلك في العبادة والله أعلم.
1284 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان، حدثني سعيد بن أسد، أنا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة قال: قلت لحسّان بن أبي سنان:
أما تحدّثك نفسك بالفاقة؟
قال: بلى، فأقول لها: يا نفس إذا كان ذلك أخذت بالمسحاه فجلست مع الفعلة فأصبت دانقا أو دانقين فتعيشين به فتسكن.
قال ابن شوذب: كان حسان بن أبي سنان رجلا من تجّار أهل البصرة له شريك بالبصرة وهو مقيم بالأهواز، يجهّز على شريكه بالبصرة، ثمّ يجتمعان على رأس كلّ سنة يتحاسبان، ثمّ يقتسمان الربح فكان يأخذ قوته من ربحه ويتصدق بما بقي، وكان صاحبه يبني الدّور ويتّخذ الأرض.
قال: فقدم حسان قدمة البصرة ففرّق ما أراد أن يفرّق فذكر له أهل بيت لم تكن حاجتهم ظهرت، فقال أما كنتم تخبرونا قال: فاستقرض لهم ثلاثمائة درهم فبعث بها إليهم.
1284 - أخرجه المصنف من طريق يعقوب بن سفيان في التاريخ (2/ 68 و 69).
وانظر الحلية (3/ 116).
1285 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا أحمد الصيرفي يقول: سمعت أحمد بن زياد يقول: كان أسود بن سالم يتسمسر فإذا أصاب نصف دانق قام وانصرف.
1286 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو منصور النضروي، ثنا أحمد بن نجدة، ثنا سعيد بن منصور، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق في قول الله تعالى:
{وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} [الطلاق:
2].
قال: مخرجه أن يعلم أنّ الله يرزقه، وهو يعطيه، وهو يمنعه.
{وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق:3].
قال: ليس من توكّل على الله تعالى كفاه يعني ليس كلّ من توكّل عليه كفاه، إلاّ أنّه من توكّل على الله يكفّر عنه من سيئتاه ويعظم له أجرا {إِنَّ اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ} في من توكّل على الله، ومن لم يتوكّل {قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً} قال أجلا.
1287 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو علي حامد بن محمد الهروي، أنا أبو علي بشر بن موسى، ثنا الأصمعي، ثنا أبو هلال، عن الحسن، قال: قال أبو الصهباء-يعني صلة بن أشيم-:
طلبت الرزق بمظانة فأعياني إلاّ رزق يوم بيوم، فعلمت أنّه خير لي، وأنّ امرأ جعل رزقه يوما بيوم فلم يعلم أنّه خير له لعاجز الرأي.
قال الحليمي رحمه الله: وفي المسئلة وجه ثالث وهو أن من كان قوي العزم يقدر على تجريد الصبر وترك مجاوزته إلا إلى الدعاء، وكان إذا تصبّر مدّة
1286 - عزاه السيوطي في الدر المنثور (6/ 232) إلى سعيد بن منصور والمصنف.
1287 -
أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/ 241) من طريق الحسن-به بلفظ.
طلبت الدنيا من مظان حلالها فجعلت لا أصيب منها إلا قويا أما أنا فلا أعي فيه وأما هو فلا يجاوزني لما رأيت ذلك قلت: أي نفسي جعل رزقك كفافا فأربعي فربعت ولم تكد.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في محاسبة النفس (133).
فلم ينكشف عنه ضرّه، لم يعد إلى التسبّب، ولم يندم على اختياره التصبر عليه، أو لم يكن في عامة أوقاته شاكا في أنّ الصبر الذي أثره أعود عليه أو التسبّب، فالصبر له أفضل. ومن كان ضعيف العزم وكان لا يصبر إلاّ متكلفا ولا يزال خلال الصبر شاكا في أنّ ذلك كان أولى به أو التسبّب، وكان إذا صبر وقتا لم يثبت على صبره وعاد منه إلى التسبّب فينبغي له أن يكون مع المتسبّبين، وجعل نظير ذلك الاستكثار من نوافل الصيام والصلاة إذا لم يتبرّم بها ولم يستثقلها وعلى هذا أكثر أهل المعرفة
(1)
.
1288 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، قال: سمعت عبد الله بن علي بن يحيى السراج، يقول سئل ابن سالم بالبصرة وأنا أسمع أنحن مستعبدون بالكسب، أو بالتوكّل؟
قال ابن سالم: التوكّل حال رسول الله صلى الله عليه وسلم والكسب سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنّما أسنن لهم الكسب لضعفهم حين أسقطوا عن درجة التوكّل الذي هو حاله لم يسقطهم عن درجة طلب المعاش بالمكاسب الذي هو سنّته ولولا ذاك لهلكوا.
1289 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، قال: سمعت محمد بن الحسن بن الخشّاب، يقول: سمعت جعفر بن محمد بن نصير، يقول: سمعت الجريري يقول: سمعت سهل بن عبد الله يقول:
من طعن في الاكتساب فقد طعن في السنّة، ومن طعن في التوكّل فقد طعن في الإيمان.
1290 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، قال: سمعت محمد بن
(1)
في هامش الأصل ما نصه:
آخر الجزء العاشر يتلوه إن شاء الله في الذي يليه:
حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سمعت عبد الله بن علي بن يحيى السراج يقول سئل ابن سالم.
1288 -
أخرجه المصنف من طريق أبي عبد الرحمن السلمي من طبقات الصوفية (ص 414 و 415).
وابن سالم هو: أبو عبد الله محمد بن أحمد بن سالم البصري.
1290 -
إبراهيم الخواص هو: أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن إسماعيل له ترجمة في طبقات الصوفية (ص 284).
عبد الله يقول: سمعت أبا عثمان الآدمي يقول: سمعت إبراهيم الخواص يقول:
لا ينبغي لصوفي أن يتعرض للقعود عن الكسب إلاّ أن يكون رجل مطلوب فقد أغنته الحال عن المكاسب، فأما ما كانت الحاجات فيه قائمة ولم يقع له عزوف يحول بينه وبين التكلّف فالعمل أولى به والكسب أجل له وأبلغ.
1291 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا الحسن بن محمد بن إسحاق قال: سمعت أبا عثمان الحناط يقول: سمعت رجلا يسأل ذا النون فقال: يا أبا الفيض ما التوكّل؟
قال: خلع الأرباب، وقطع الأسباب.
قال له: زدني فيه حالة أخرى.
قال: إلقاء النّفس في العبودية وإخراجها من الربوبية.
1292 -
قال: وسمعت ذا النون يقول: ثلاثة من أعلام التوكّل، بغض العلائق، وترك التملق في السلائق، واستعمال الصدق في الحقائق.
وثلاثة من أعلام الثقة بالله سبحانه وتعالى: السخاء بالموجود، وترك الطلب للمفقود والاستقامة إلى فضل الودود.
وثلاثة من أعلام الاستغناء بالله عز وجل: التواضع للفقراء والمتذللين، وترك تعظيم الأغنياء المكثرين، وترك المخالطة لأبناء الدنيا المتكبّرين.
1293 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، قال: سمعت محمد بن جعفر بن محمد بن مطر يقول سمعت أبا بكر محمد بن عبد العزيز البردعي، يقول: سمعت أبا يعقوب النهرجوري يقول:
التوكّل على كمال الحقيقة وقع لإبراهيم خليل الرحمن في تلك الحال التي قال لجبريل عليه السلام: أمّا إليك فلا. لأنّه غابت نفسه بالله، فلم ير مع الله غير الله، وكان مهابا بالله من الله إلى الله بلا واسطة، وهو من علامات التوحيد وإظهار القدرة لنبيّه عليه السلام.
1292 - أخرجه أبو نعيم في الحلية (9/ 341 و 342) من طريق سعيد بن عثمان-به مطولا.
1294 -
وبإسناده قال: سمعت النهرجوري يقول:
التوكل يصحّ على حالين: أحدهما تدل الأسباب على الله والصبر تحت الأحجام عند فقد الأسباب؛ والثاني والرجوع إلى الله بطلب السكون إليه حتى يقع السكون.
1295 -
وبإسناده قال: سمعت أبا يعقوب النهرجوري يقول: أدنى التوكل ترك الاختيار.
قال: ولا يتوكّل على الله إلاّ من عرف بالولاية والخلاية والكفاية، فلا يتعرضوا لأهل التوكلّ فإنّهم صفوة الله وخاصّته، استضافوه فأضافهم، ونزلوا عليه فأحسن نزلهم، وتوكّلوا عليه فكفاهم فهم أغنياء بفقرهم، وغيرهم فقيرهم بغناهم، فمن أنكر التوكّل على الله نسب إلى قلّة العلم.
1296 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، ثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، ثنا علي بن أبي مريم، عن موسى بن عيسى، قال: لمّا اجتمع حذيفة المرعشيّ وسليمان الخوّاص، ويوسف بن أسباط فتذاكروا الفقر والغنى، وسليمان ساكت فقال بعضهم: الغني من كان له بيت يكنّه، وثوب يستره، وسداد من عيش يكفّه عن فضول الدنيا.
وقال بعضهم: الغنيّ من لم يحتج إلى الناس.
فقيل لسليمان ما تقول أنت يا أبا أيوب؟ فبكى ثم قال: رأيت جوامع الغنى في التوكل، ورأيت جوامع الشرّ في القنوط، والغنىّ حقّ الغني من أسكن قلبه إلى الله من غناه يقينا، ومن معرفته توكّلا ومن عطائه وقسمته رضا، فكذلك الغنى حقّ الغني وإن أمسى طاويا وأصبح معوزا. فبكى القوم جميعا من كلامه.
1297 -
أخبرنا أبو عبد الله بن يوسف الأصبهاني، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، ثنا محمد بن إسماعيل الأصبهاني قال: سمعت أبا تراب يقول:
سمعت حاتم الأصم يقول: سمعت شقيق البلخي يقول:
لكلّ واحد مقام فمتوكّل على ماله، ومتوكّل على نفسه، ومتوكّل على لسانه، ومتوكّل على سيفه، ومتوكّل على سلطنته، ومتوكّل على الله عز وجل،
فأما المتوكل على الله عز وجل فقد وجد الاسترواح نوّه الله به ورفع قدره وقال:
{وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ} .
وأمّا من كان مستروحا إلى غيره يوشك أن ينقطع به فيشقى.
1298 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، قال: سئل الأستاذ أبو سهل محمد بن سليمان عن قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر الصديق رضي الله عنه: «ماذا أبقيت لنفسك» ؟ قال: الله ورسوله.
قال: هو التجريد لله بالكلية، وإدخال الرسول صلى الله عليه وسلم فيه لمكان الإيمان وحقيقة التعلّق بالسبب في الوصول إلى المسبّب الأعلى أنّ عليه انقطاعه فإذا كمل توكّل المتوكّل وتحقّق فيه أخبر إن شاء عن السبب وإن شاء عن المسبّب لأنّ الكل عنده واحد لتعلق الفروع في الكلّ بالأصل.
1299 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنا عبد الله بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان، ثنا ابن أبي عمر قال: قال سفيان قال أبو حازم:
وجدت الدنيا شيئين: شيء هو لي، وشيء هو لغيري فأمّا الذي هو لي فلو طلبته قبل أجله بحيلة السموات والأرض لم أقدر عليه، وأمّا الذي هو لغيري فلم أصبه فيما مضى، فلم أرجوه فيما بقي؟ يمنع رزقي من غيري، كما يمنع رزق غيري منّي ففي أيّ هذين أفني عمري؟.
1300 -
قال سفيان وقيل لأبي حازم: ما مالك؟ قال: خير مالي ثقتي بالله تعالى، وإياسي ممّا في أيدي الناس.
1301 -
قال: وقال بعض الأمراء لأبي حازم: ارفع إليّ حاجتك. قال:
هيهات هيهات رفعت إلى من لا تحجب الحوائج دونه، فما أعطاني منها قنعت، وما زوى عنّي منها رضيت.
1302 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو عبد الله الصفّار، ثنا أبو
1299 - أخرجه المصنف من طريق يعقوب بن سفيان في التاريخ (1/ 679 و 680).
وأخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 237) من طريق سفيان عن أبي حازم سلمة بن دينار.
1302 -
أخرجه المصنف في الزهد الكبير له (475) من طريق ابن أبي الدنيا-به.
بكر بن أبي الدنيا، حدثني عبد الله بن عيسى الطفاوي، ثنا عبيد الله بن شميط بن عجلان، قال: سمعت أبي يقول:
انّ المؤمن يقول لنفسه إنّما هي ثلاثة أيّام فقد مضى أمس بما فيه، وغدا آمل لعلّك لا تدركه، إنّك إن كنت من أهل غدا فإن غدا يجيء برزق غد إن دون غد يوما وليلة تخترم فيها أنفس كثيرة ولعلّك المخترم فيها؛ كفى كلّ يوم همّه.
1303 -
قال ثنا أبو بكر، ثنا محمود بن خداش قال: سمعت الأشعث بن عبد الرحمن، ثنا رجل يقال له عبد الملك، عن الحسن قال:
ابن آدم لا تحمل همّ سنة على يوم، كفى يومك بما فيه فإن تكن السنّة من عمرك، يأتك الله فيها برزقك، وإن لا تكن من عمرك فإنك تطلب ما ليس لك.
1304 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، ثنا عبد الله بن محمد القرشي، ثنا علي بن أبي مريم، عن محمد بن الحسين، حدثني أحمد بن سهل الأردني، قال: سمعت أبا فروة الزاهد يقول: قال لي رجل في المنام:
أما علمت أنّ المتوكّلين هم المستريحون؟ قلت: رحمك الله ممّا ذا؟
قال: من هموم الدنيا وعسر الحساب غدا. قال أبو فروة: فو الله ما اكترثت بعد ذلك بإبطاء رزق، ولا سرعته وذلك أنّ من أجمع التوكلّ عليه كفاه ما همّه وساق الرزق والخير إليه وقد قال الله عز وجل:
{وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ} [الطلاق:3].
1305 -
أخبرنا أبو القاسم الحرفي ثنا أحمد بن سلمان، ثنا معاذ بن المثنى، ثنا عبد الله بن سوار، ثنا حماد بن سلمة، أنا ثابت البناني) أنّ عامر بن عبد الله قال لابني عمّ له:
فوّضا أمركما إلى الله تستريحا.
1304 - أخرجه المصنف من طريق ابن أبي الدنيا في التوكل (53).
1305 -
أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/ 92) من طريق حماد بن سلمة-به.
1306 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، ثنا عبد الله بن محمد القرشي، ثنا الحسن بن عبد العزيز، عن ضمرة بن ربيعة، عن رجاء بن أبي سلمة، عن عقبة بن أبي زينب قال:
مكتوب في التوراة: تتوكل على ابن آدم فإنّ ابن آدم ليس له قوام، ولكن توكّل على الحيّ الذي لا يموت.
1307 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، ثنا عبد الله بن محمد القرشي، ثنا الحكم بن موسى، ثنا الخليل بن أبي الخليل، عن صالح بن شعيب قال:
أوحى الله عز وجل إلى عيسى ابن مريم عليه السلام: أنزلني من نفسك كحياتك، واجعلني ذخرا لك في معادك، وتقرّب إليّ بالنوافل أدنك، وتوكّل عليّ أكفك، ولا تولّ غيري فأخذلك.
1308 -
أخبرنا أبو سعيد عبد الملك بن أبي عثمان الزاهد، أنا أحمد بن أبي عثمان الحدثي بمكة، أخبرني عبد السّلام بن محمد البغدادي، حدثنا أحمد بن يوسف، ثنا عبد الله بن خبيق، قال: سمعت شعيب بن حرب يقول:
ذكر عند إبراهيم بن أدهم قال:
لا تجعل فيما بينك وبين الله عليك منعما واعدد النعمة عليك من غير الله مغرما.
1309 -
سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول: سمعت أبا زيد محمد بن أحمد الفقيه المروزي يقول: سمعت إبراهيم بن شيبان يقول:
حسن الظنّ بالله هو الأياس عن كل شيء سوى الله عز وجل.
1310 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا شيخ المتصوفة في عصره أبو
1306 - أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 92) من طريق ضمرة-به.
1307 -
أخرجه المصنف من طريق ابن أبي الدنيا في التوكل (27).
1309 -
إبراهيم بن شيبان هو: أبو إسحاق القرميسيني له ترجمة في طبقات الصوفية للسلمي (ص 402) - حلية الأولياء (10/ 361) -شذرات الذهب (2/ 344).
محمد جعفر بن محمد بن نصير، ثنا أبو محمد الجّريري قال: سمعت سهل بن عبد الله التستري يقول:
لمّا بعث الله النبي صلى الله عليه وسلم كان في الدنيا سبعة أصناف من الناس: الملوك، والمزارعون، وأصحاب المواشي، والتجّار، والصنّاع، والأجراء، والضّعفاء الفقراء لم يؤمر أحد منهم أن ينتقل ممّا هو فيه، ولكن أمرهم بالعلم واليقين والتوكّل في جميع ما كانوا فيه.
قال سهل: وينبغي للعاقل أن يقول: ما ينبغي لي بعد علمي بأني أعبدك أن أرجو أو أومّل غيرك. ولا أتوهّم عليك إذ خلقتني وصيّرتني عبدا لك أن تكلني إلى نفسي أو تولّي أمري غيرك.
1311 -
أخبرنا أبو محمد بن يوسف، قال: سمعت أبا بكر أحمد بن الحسين الأهوازي الصوفي يقول: سمعت أبا الفضل عبد الله بن عبيد الله يقول: سمعت سهل بن عبد الله التستري يقول:
التوكّل أن يكون العبد بين يدي الله عز وجل كالميّت بين يدي الغاسل يقلبه كيف يريد.
1312 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا العباس بن محمد الدّوري، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: قال عبد الله بن إدريس:
عجبت ممّن ينقطع إلى رجل ويدع أن ينقطع إلى من له السماوات والأرض.
1313 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، قال: سمعت أبا عمرو بن مطر، قال: سمعت أبا بكر البرذعي يقول: سمعت النهرجوري يقول:
المتوكّل على الحقيقة والصحة قد رفع مؤنته عن الخلق فلا يشكو ما به، ولا يذمّ من منعه لأنّه يرى المنع والعطاء من الله عز وجل.
1314 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: سمعت أبا الحسن بن مقسم البغدادي يقول: سمعت أبا إسحاق الحناط يقول: سمعت إبراهيم الخواص-
وسئل عن التوكّل فأطرق ساعة ثمّ قال: إذا كان المعطي هو المانع فمن يعطي.
1315 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: سمعت محمد بن عبد الله يقول:
سمعت أبا علي الروذباري يقول:
مرقاة التوكّل ثلاث درجات: الأول منها إذا أعطي شكر، وإذا منع صبر، والثاني: المنع والعطاء عنده واحد، والثالث: المنع مع الشكر أحبّ إليه بعلمه باختياره ذلك له.
1316 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: سمعت أبا علي الحسن بن يوسف القزويني، يقول: سمعت إبراهيم المولد يقول: سمعت الحسن بن علي يقول:
سمعت أبا الحسين النّوري يقول:
نعت الفقير السكون عند العدم، والبذل والإيثار عند الوجود.
1317 -
وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، قال: سمعت محمد بن عبد الله الرازي يقول: سمعت أبا عمرو الدمشقي، يقول: سمعت أبا عبد الله بن الجلاء يقول: سألت ذا النون: متى يكون العبد مفوّضا؟ قال: إذا أيس من نفسه وفعله، والتجأ إلى الله تعالى في جميع أحواله، ولم يكن له علاقة سوى ربّه.
1318 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، قال: سمعت أحمد بن علي يقول: سمعت الحسن بن علّويه يقول:
سئل أبو يزيد متى يكون العبد متوكّلا؟ قال: إذا قطع القلب عن كل علاقة موجودة ومفقودة.
1319 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، قال: سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان، يقول: سمعت أبا بكر الواسطي وسئل عن ماهية التوكّل، قال: الصبر على طوراق المحن، ثم التفويض ثم التسليم، ثم الرضا، ثم
1317 - أبو عبد الله بن الجلاء هو: أحمد بن يحيى له ترجمة في طبقات الصوفية للسلمي (ص 176).
1318 -
أبو يزيد البسطامي وهو: طيفور بن عيسى (طبقات الصوفية للسلمي (ص 67).
الثقة، وأما صدق التوكّل فهو صدق الفاقة والافتقار يعني إلى الله عز وجل.
1320 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو أحمد علي بن محمد المروزي، ثنا محمد بن إبراهيم المذكر قال: سمعت يحيى بن معاذ يقول:
من طلب الفضل من غير ذي الفضل ندم، وأنّ ذا الفضل هو الله عز وجل لقوله تعالى:
{إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النّاسِ} [البقرة:243] الآية.
1321 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، أنا والدي، أنا أبو عبد الله محمد بن المسيب قال: سمعت عبد الله بن خبيق يقول: سمعت إبراهيم البكاء يقول: قلت لمعروف الكرخي: أوصني، فقال: توكّل على الله عز وجل حتّى يكون هو معلمك وموضع شكواك فإنّ الناس لا ينفعونك ولا يضرّونك.
1322 -
أخبرنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ، أنا أحمد بن جعفر بن سلم، ثنا أحمد بن محمد بن عبد الخالق، ثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجاج، حدثني عبد الصمد بن محمد، قال: بشر بن الحارث:
أما تستحي أن تطلب الدنيا ممّن يطلب الدنيا؟ اطلب الدنيا ممّن بيده الدنيا.
1323 -
أخبرنا حمزة بن عبد العزيز، أنا أبو محمد الكعبي، ثنا أحمد بن النضر، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا ابن فضيل، عن ابن سنان، عن سعيد بن جبير قال:
التوكّل على الله عز وجل جماع الإيمان.
1324 -
وقد روى أبو بلال الأشعري-وليس بالقوي-عن قيس بن الربيع، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: التوكل جماع الإيمان.
1321 - أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 360) من طريق محمد بن سلمة اليامي عن معروف الكرخي.
1323 -
أخرجه أبو نعيم في الحلية (4/ 274) من طريق محمد بن فضيل عن ضرار بن مرة الكوفي أبو سنان الشيباني-به.
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، نا أحمد بن عبيد، حدثنا عمر بن حفص السدوسي، ثنا أبو بلال الأشعري فذكره.
1325 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثني محمد بن إسماعيل، ثنا علي بن محمد بن العلا، ثنا العباس بن حمزة، قال: سمعت أبا مسلم الزاهد، يقول: سمعت الفضيل بن عياض يقول: التوكّل قوام العبادة.
1326 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه املاء، أنا حاجب بن أحمد، ثنا عبد الرحيم بن منيب، ثنا معاذ بن خالد، ثنا صالح المري، عن سعيد الربعي، عن عامر بن عبد قيس أنّه كان يقول: ثلاث آيات في كتاب الله عز وجل اكتفيت بهنّ عن جميع الخلائق أولهن:
والآية الثانية:
والثالث:
1327 -
أنشدنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، قال: أنشدني أبو الفضل الفرات الهروي، أنشدنا أبو عبد الله بن عرفة النحوي:
ارغب إلى الله ولا ترغب إلى أحد
…
أما رأيت ضمان الواحد الصّمد
الله رازق هذا الخلق كلّهم
…
حتّى يفرّق بين الروح والجسد
1328 -
أنشدنا أبو عبد الله الحافظ، أنشدنا أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسن الفقيه، قال: أنشدنا إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي:
رضيت بما قسّم الله لي
…
وفوّضت أمري إلى خالقي
فقد أحسن الله فيما مضى
…
ويحسن إن شاء فيما بقي
1329 -
أنشدنا أبو عبد الرحمن، أنشدنا أحمد بن محمد بن يزيد لنفسه:
سل الله من فضله واتّقه
…
فإنّ التّقى خير ما يكتسب
ومن يتّق الله يصنع له
…
ويرزقه من حيث لا يحتسب
1330 -
أخبرنا أبو الحسن المقرئ، أنا الحسن بن محمد بن إسحاق، ثنا يوسف بن يعقوب، ثنا محمد بن أبي بكر، ثنا المعتمر بن سليمان، عن كهمس، عن أبي السليل، عن أبي ذر قال نبي الله صلى الله عليه وسلم:
1331 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنا علي بن المؤمل، ثنا محمد بن يونس الكديمي، أنا الأصمعي.
وأخبرنا أبو محمد جعفر بن محمد بن الحسين الصوفي بهمدان، أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان، ثنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري، ثنا زكريا بن يحيى المنقري، ثنا الأصمعي قال: وعظ أعرابي أخا له فقال: يا أخي! إنّك طالب ومطلوب، يطلبك من لا تفوته، وتطلب ما قد كفيته، يا أخي! كم تر حريصا محروما، وزاهدا مرزوقا؟
لفظهما سواء.
1332 -
أخبرنا أبو سعد الزاهد، أنا عبد الرحمن بن محمد الأردني بمصر، ثنا عمر بن عراك، قال: قال لي أبو القاسم القرشي: جاء رجل إلى بنان الحمّال فقال: ادع لي، فإنّي مضيّق عليّ في رزقي، والله لقد بعت اليوم صينية بأحد عشر درهما لها عندي أربع عشرة سنة! فقال: يا قوم رأيتم أعجب من هذا قد رزقه الله رزقها من أربع عشرة سنة وهو يشكو الفقر في مأكله.
1333 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن السقاء، حدثني والدي أبو علي، ثنا أبو الفضل أحمد بن عبد الله بن نصر، ثنا أبو هاشم وريزة بن محمد الغسّاني، ثنا محمد بن داود بن صبيح، عن علي بن بكار قال: شكا رجل إلى إبراهيم بن أدهم كثرة عياله فقال له إبراهيم: يا أخي انظر كلّ من في منزلك ليس رزقه على الله فحوّله إلى منزلي.
1334 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا جعفر بن محمد بن نصير، ثنا إبراهيم بن نصر المنصوري، ثنا إبراهيم بن بشار قال:
أمسينا مع إبراهيم بن أدهم ذات ليلة وليس معنا شيء نفطر عليه ولا لنا حيلة فرآني مغتمّا حزينا، قال: يا إبراهيم بن بشار ماذا أنعم الله على الفقراء والمساكين من النّعم والراحة في الدنيا والآخرة! لا يسألهم الله يوم القيامة عن زكاة، ولا حج، ولا صدقة، ولا عن صلة رحم، ولا عن مواساة. وإنّما يسأل ويحاسب عن هذا هؤلاء المساكين أغنياء في الدنيا، فقراء في الآخرة. أعزّة في الدنيا، أذلّة يوم القيامة. لا تغتمّ، ولا تحزن فرزق الله مضمون سيأتيك. نحن- والله-الملوك الأغنياء، نحن الذين تعجّلنا الراحة في الدنيا، لا نبالي على أيّ حال أصبحنا وأمسينا إذا أطعنا الله.
ثم قام إلى الصلاة وقمت إلى صلاتي فما لبثنا إلاّ ساعة وإذا نحن برجل قد جاء بثمانية أرغفة وتمر كثير، فوضعها بين أيدينا وقال: كلوا رحمكم الله.
قال: فسلّم ثم قال: كل يا مغموم فدخل سائل وقال: أطعمونا شيئا فأخذ ثلاثة أرغفة مع تمر فدفعها إليه وأعطاني ثلاثة وأكل رغيفين وقال المؤاساة من أخلاق المؤمنين.
1335 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، قال: سمعت أبا بكر محمد بن أحمد البلخي يقول: سمعت محمد بن حامد يقول: سمعت أحمد بن خضرويه يقول: قال رجل لحاتم الأصم: من أين تأكل؟ فقال:
{وَلِلّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ} [المنافقون:7].
1336 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت علي بن حمشاد يقول:
سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول: سمعت محمد بن حميد يقول: سمعت هارون بن المغيرة، عن سفيان الثوري قال قرأ واصل الأحدب هذه الآية:
{وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ} [الذاريات:22].
1334 - أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 370) من طريق إبراهيم بن نصر المنصوري-به.
فقال أرى رزقي في السماء وأنا أطلبه في الأرض؛ والله لا أطلبه في الأرض أبدا فدخل خربة بالكوفة فلم يأته يومين شيء فلمّا كان اليوم الثالث إذا هو بدوخلة من رطب وكان له أخ أحسن نية منه فأصاب دوخلتين فكان ذلك حالهما حتّى فرق الموت بينهما.
1337 -
وفيما أنيأني أبو عبد الله الحافظ رحمه الله إجازة، ثنا أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسن الكارزي، ثنا أبو رجاء محمد بن أحمد القاضي، قال: سمعت أبا الفضل العباس بن الفرج الرياشي يقول: سمعت عبد الملك بن قريب الأصمعي يقول: أقبلت ذات يوم من مسجد الجامع بالبصرة وبينما أنا في بعض سككها إذ أقبل أعرابيّ جلف جافّ على قعود له، متقلّدا سيفه، وبيده قوس، فدنا وسلّم وقال: ممّن الرجل؟ فقلت: من بني الأصمع. فقال لي: أنت الأصمعيّ؟ قلت: نعم، قال: من أين أقبلت؟ قلت:
من موضع يتلى كلام الرحمن فيه قال: أو للرحمن كلام يتلوه الآدميون؟ فقلت:
نعم يا أعرابي، فقال: أتل عليّ شيئا منه، فقلت انزل من قعودك، فنزل وابتدأت بسورة {الذّارِياتِ ذَرْواً} حتى انتهيت إلى قوله تعالى:{وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ} .
قال الأعرابي يا أصمعي هذا كلام الرحمن؟ قلت: إي والذي بعث محمدا بالحقّ إنّه لكلامه أنزله على نبيّه محمد صلى الله عليه وسلم. فقال لي حسبك. فقام إلى ناقته فنحرها بسيفه، وقطعها بجلدها وقال: أعنّي على تفرقتها، فوزّعناها على من أقبل وأدبر، ثم كسر سيفه، وقوسه، وجعلها تحت الرملة، وولّى مدبرا نحو البادية، وهو يقول:{وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ} [الذاريات:22]، يردّدها فلمّا تغيّب عنّي في حيطان البصرة، أقبلت على نفسي ألومها، وقلت: يا أصمعيّ! قرأت القرآن منذ ثلاثين سنة ومررت بهذه وأمثالها وأشباهها فلم تتنبّه لما تنبّه له هذا الأعرابيّ، ولم يعلم أنّ للرحمن كلاما. فلمّا قضى الله من أمري ما أحبّ، حججت مع هارون الرشيد أمير المؤمنين فبينا أنا أطوف بالكعبة إذا أنا بهاتف يهتف بصوت رقيق: تعال يا أصمعيّ! تعال يا أصمعيّ، قال فالتفتّ فإذا أنا بالإعرابي منهوكا مصفارا، فجاء، وسلّم عليّ، وأخذ بيدي وأجلسني وراء المقام، فقال: اتل من كلام الرحمن ذلك الذي تتلوه فابتدأت ثانيا بسورة
الذاريات فلما انتهيت إلى قوله: {وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ} صاح الأعرابي، وقال: قد وجدنا ما وعدنا ربّنا حقّا، قد وجدنا ما وعدنا ربّنا حقّا. ثم قال: يا أصمعي هل غير هذا للرحمن كلام؟ قلت: نعم يا أعرابي يقول الله عز وجل: {فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} [الذاريات:
23] فصاح الأعرابي عندها وقال: يا سبحان الله! من ذا أغضب الجليل حتى حلف؟ فلم يصدّقوه بقوله حتى ألجأوه إلى اليمين قالها: ثلاثا وخرجت نفسه.
1338 -
أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن علي بن معاوية النيسابوري، ثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن أحمد بن بالويه العفصي، ثنا أحمد بن سلمة، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا يحيى بن يمان، عن سفيان، عن عمّار الدّهني، عن سالم:
أنّ دانيال طرح في جبّ، وطرح عليه السّباغ، فجعلن يلحسنه ويتبصبصن إليه، فأتاه رسول فقال: يا دانيال، فقال: من أنت؟ قال: أنا رسول ربّك أرسلني إليك بطعام فقال: الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره.
1339 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو الحسن السراج، ثنا مطيّن، ثنا أحمد بن يونس، ثنا أبو بكر بن عياش، عن هشام بن حسّان، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال:
أصاب رجلا حاجة فخرج إلى البريّة فقالت امرأته: الّلهمّ ارزقنا ما تعتجن ونختبز. فقال: فجاء الرجل فإذا الجفنة ملأى عجين، وفي التنور جنوب وشواء والرّحى تطحن فقال: من أين هذا؟ فقالت من رزق الله عز وجل. فكنس ما حول الرّحى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لو تركها لدارت أو لطحنت إلى يوم القيامة» .
قال البيهقي رحمه الله:
1338 - عمار الدهيني هو: عمار بن معاوية أبو معاوية البجلي الكوفي.
1339 -
مطّين هو: محمد بن عبد الله والحديث أخرجه المصنف في دلائل النبوة (6/ 105) من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس-به.
1340 -
وروينا عن المقرئ، عن أبي هريرة في هذا المعنى وهو مذكور في كتاب دلائل النبوة.
1341 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن سهل الصيرفي ببغداد، ثنا أحمد بن محمد بن مسروق، قال: ثنا سعيد بن عثمان الحناط، حدثني عبد الله بن محمد قال: قال لي الأصمعي:
مررت بأعرابية في البادية في كوخ فقلت لها: يا أعرابية من يؤنسك ها هنا؟ قالت: يؤنسني مؤنس الموتى في قبورهم. قلت فمن أين تأكلين؟ قالت:
يطعمني مطعم الذّرّة وهي أصغر منّي.
1342 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران، ثنا الحسين بن صفوان، ثنا عبد الله بن محمد، حدثني محمد بن الحسين، ثنا يحيى بن راشد، حدثني عبد الله بن مبشر من ولد توبة العنبري قال:
دعا عتبة الغلام ربّه عز وجل أن يهب له ثلاث خصال في دار الدنيا، دعا ربّه أن يمنّ عليه بصوت حزين، ودمع غزير، وطعام من غير تكلّف. فكان إذا قرأ بكى وأبكى، وكانت دموعه جارية دهره، وكان يأوي إلى منزله فيصيب قوته، ولا يدري من أين يأتيه.
1343 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنا أبو الحسين المحمودي المروزي، ثنا محمد بن علي الحافظ، ثنا محمد بن المثنى، ثنا الحسن بن عبد الرحمن الحارثي، ثنا ابن عون قال:
كان محمد-يعني ابن سيرين-يقول لأيوب: ألا تزوّج؟ ألا تزوّج؟
فشكى ذلك إليّ فقال: إذا تزوّجت فمن أي أنفق؟ قال: فقلت ذاك لابن محمد عبد الله، فقال لأبيه: فقال: يرزقه الذي يرزق الطير من السماء، وأشار بإصبعه قال: فتزوّج قال: فقد رأيت بعد ذلك في سفرته الدجاج.
1344 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى يقول-ح.
1340 - دلائل النبوة (6/ 105 و 106).
1342 -
أخرجه المصنف من طريق ابن أبي الدنيا في كتاب (مجابو الدعوة) رقم 119.
وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبا القاسم عبد الرحمن بن محمد الواعظ يقول: سمعت أبا العباس بن عطاء:
وسئل عن التوكّل-وفي رواية أبي عبد الله سألت العباس بن عطاء عن التوكّل- فقال: من توكّل ليكفى فليس بمتوكّل.
1345 -
أخبرنا أبو عبد الله، أنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ، ثنا السري بن خزيمة، نا عثمان بن الهيثم، ثنا عوف، عن محمد، عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على بلال وعنده صبرة من تمر، فقال:
«ما هذا يا بلال؟» قال: تمر ادّخرته. قال: «أما تخشى يا بلال أن يكون له بخار في نار جهنّم؟ أنفق بلال ولا تخش من ذي العرش أقلالا» .
خالفه روح بن عبادة فرواه عن عوف، عن محمد قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على بلال فوجد تمرا ادخره، فذكره مرسلا.
1346 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن عبيد الله المنادى، ثنا روح بن عبادة فذكره مثله.
ورواه مبارك بن فضالة عن يونس بن عبيد، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة موصولا.
وخالفه بشر بن الفضل ويزيد بن زريع فروياه عن يونس مرسلا. ورواه بكار بن محمد بن ميمون، عن ابن عون عن محمد، عن أبي هريرة موصولا.
وخالفه معاذ بن معاذ ومحمد بن أبي عدي فروياه عن ابن عون مرسلا.
1347 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة، ثنا محمد بن أحمد بن حامد العطار،
1345 - أخرجه المصنف في دلائل النبوة له (1/ 347) من طريق عبد الله بن عون عن محمد بن سيرين-به.
1346 -
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 126) رواه الطبراني في الكبير وفيه مبارك بن فضالة وهو ثقة وفيه كلام وبقية رجاله رجال الصحيح ورواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن.
1347 -
أخرجه أحمد (3/ 198) عن مروان-به.
وقال الهيثمي في المجمع (10/ 332) رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير هلال أبي المعلي وهو ثقة.
وقال الهيثمي (10/ 241): رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.
حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، ثنا يحيى بن معين، ثنا مروان بن معاوية، ثنا مروان بن معاوية، ثنا هلال بن سويد قال: سمعت أنسا يذكر.
أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدي له ثلاث طواير فأطعم خادمه طيرا، فلمّا كان الغد أتاه به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«ألم أنهك أن تخبيء شيئا لغد إنّ الله يأتي برزق كل غد» .
1348 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو بكر محمد بن داود بن سليمان الزاهد، ثنا أبو يعقوب يوسف بن الحسين الصوفي بالريّ من حفظه، ثنا أحمد بن محمد بن حنبل، ثنا مروان بن معاوية الفزاري، عن هلال بن سويد أبي المعلى، عن أنس بن مالك قال:
أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم طواير ثلاث فأكل طيرا واستخبا خادمه طيرين فردّ عليه من الغد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«ألم أنهك أن ترفعي شيئا لغد، أنّ الله يأتي برزق كلّ غد» .
1349 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ومحمد بن موسى قالا: أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن سلام بن شرحبيل، عن حبة بن خالد، وسواء بن خالد قالا: دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلح شيئا فأعنّاه فقال:
«لا تيأسا من الرزق ما تهزهزت رؤوسكما، فإنّ الإنسان تلده أمّه أحمر ليس عليه قشر ثم يرزقه الله» .
1348 - أخرجه أحمد (3/ 198) عن مروان-به.
وقال الهيثمي في المجمع (10/ 332) رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير هلال أبي المعلي وهو ثقة.
وقال الهيثمي (10/ 241): رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.
1349 -
أخرجه ابن ماجة (4165) وأحمد (3/ 469) من طريق أبي معاوية-به.
وقال البوصيري في الزوائد: إسناده صحيح وسلام بن شرحبيل ذكره ابن حبان في الثقات ولم أر من تكلم فيه وباقي رجال الإسناد ثقات.
1350 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا: أنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن عيسى، ثنا شعيب بن حرب-ح.
وأخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو علي الرفاء، أنا علي بن عبد العزيز، أنا أبو نعيم قالا: ثنا بشير بن سليمان، عن سيار، عن طارق، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
وفي رواية شعيب أما عاجلا وإما آجلا.
1351 -
أخبرنا أبو محمد المزكي، ثنا أبو بكر محمد بن محمد بن إسماعيل، ثنا أبو عبد الرحمن محمد بن علي بن الحسن، ثنا محمد بن يزيد، حدثنا إبراهيم بن أشعث خادم فضيل بن عياض، ثنا فضيل بن عياض قال: ثنا هشام، عن الحسن، عن عمران بن حصين، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«من انقطع إلى الله كفاه الله مؤنته، ورزقه من حيث لا يحتسب، ومن انقطع إلى الدنيا وكله الله إليها» .
1352 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو زكريا يحيى بن محمد بن العنبري، ثنا إبراهيم بن إسحاق الأنماطي، ثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، ثنا إبراهيم بن الأشعث فذكره بإسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«من انقطع إلى الله كفاه الله كل مؤنة
…
» ثم ذكره.
1350 - أخرجه الترمذي (2326) والمصنف في الآداب (982) من طريق بشير-به.
وقال الترمذي حسن صحيح غريب والحديث سبق برقم (1078).
1351 -
سبق برقم (1076).
1352 -
أخرجه الطبراني في الصغير (1/ 115 و 116) عن جعفر بن محمد بن ماجد البغدادي عن محمد بن علي بن الحسن بن شفيق-به.
وقال الطبراني: لم يروه عن هشام بن حسان إلا الفضيل. تفرد به إبراهيم بن الأشعث الخراساني.
1353 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصفار، ثنا معاذ بن المثنى، ثنا محمد بن المنهال، ثنا يزيد-هو ابن زريع-ثنا يونس، عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير، حدثني أحد بني سليم-واحسبه الذي رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم-قال:
إن الله ليبتلي العبد بما أعطاه فيمن رضي بما قسم له وسّع عليه، ومن لم يرض لم يبارك له.
1354 -
أخبرنا أبو الحسن المقرئ، ثنا الحسن بن محمد بن إسحاق، ثنا يوسف بن يعقوب، ثنا أبو الربيع، ثنا حماد بن زيد، ثنا يونس بن عبيد، عن أبي العلاء بن عبد الله بن الشخير، عن رجل من بني سليم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
1355 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان، ثنا أبو صالح، حدثني الليث، حدثني يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب أنّه قال:
إنّ سلمان وعبد الله بن سلام التقيا فقال أحدهما لصاحبه: إن لقيت ربّك قبلي فأخبرني ماذا لقيت منه فقال أحدهما لصاحبه: أيلقي الأحياء الأموات؟ قال: نعم، أما الموحدون فإنّ أرواحهم في الجنّة، وهي تذهب حيث شاءت، قال: فتوفّى أحدهما قبل صاحبه فلقيه الحيّ في المنام فكأنّه سأله فقال الميت:
توكّل وأبشر فلم أر مثل التوكّل قطّ.
1353 - أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/ 213) من طريق البزار عن أزهر بن جميل عن سعيد بن راشد الجريري عن يزيد بن عبد الله بن الشخير عن أبيه.
وقال أبو نعيم:
قال أحمد بن عمرو البزار لم نسمع هذا الحديث إلا من أزهر بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (5/ 24) عن إسماعيل عن يونس-به.
1354 -
أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/ 213) من طريق البزار عن أزهر بن جميل عن سعيد بن راشد الجريري عن يزيد بن عبد الله بن الشخير عن أبيه.
وقال أبو نعيم:
قال أحمد بن عمرو البزار لم نسمع هذا الحديث إلا من أزهر بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (5/ 24) عن إسماعيل عن يونس-به.
1355 -
أخرجه ابن أبي الدنيا في التوكل (13) من طريق يحيى بن سعيد-به.
1356 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران، حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك، ثنا أحمد بن الخليل البرجلاني، ثنا يونس بن محمد، ثنا المفضل بن فضالة، عن حبيب بن الشهيد، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيد مجذوم فوضعها معه في القصعة وقال:
«كل بسم الله، ثقة بالله وتوكلا عليه» .
قال البيهقي رحمه الله: وهذا الحديث مع ما روى عنه مثل الفرار من المجذوم وأمر المجذوم الذي أتاه في وفد ثقيف بالرجوع يؤكد هذه الطريقة، فيكون هذا الحديث فيمن يكون حاله الصبر على المكروه، وترك الاختيار في موارد القضاء، والحديث الآخر فيمن يخاف على نفسه العجز عن احتمال المكروه والصبر عليه، فيحترز بما هو جائز في الشرع بأنواع الاحترازات وبالله التوفيق.
1357 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنا أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه-ح.
وأخبرنا أبو نصر بن قتادة وأبو بكر الفارسي قالا: أنا أبو عمرو بن مطر، قالا: ثنا إبراهيم بن علي، ثنا يحيى بن يحيى، أنا هشيم عن يعلى بن عطاء، عن عمرو بن الشريد، عن أبيه قال: كان في وفد ثقيف رجل مجذوم فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم:
رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى.
1356 - أخرجه أبو داود (3925) عن عثمان بن أبي شيبة، والترمذي (1817) عن أحمد بن سعيد الأشقر وإبراهيم بن يعقوب، وابن ماجة (3542) عن أبي بكر ومجاهد بن موسى ومحمد بن خلف العسقلاني كلهم عن يونس بن محمد-به.
وقال الترمذي غريب.
1357 -
أخرجه مسلم (4/ 1752) كما قال المصنف.
1358 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو العباس الصبغي. ثنا الحسن بن علي بن زياد ثنا عبد العزيز الأويسي، ثنا ابن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه أنّه قال:
أقبلت إلى الزبير يوما وأنا غلام وعنده رجل أبرص فأردت أن أمسّ الأبرص فأشار إليّ الزبير فأمرني أن أنصرف مخافة أن أمسه.
1359 -
أخبرنا أبو سعد الماليني، ثنا أبو أحمد بن عدي الحافظ، ثنا عبد الرحمن بن عبيد الله بن أخي الإمام بحلب، ثنا إبراهيم بن سعيد، ثنا أبو معاوية، عن إبراهيم بن الفضل، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال:
مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بحائط مائل فأسرع المشي، فقال له بعض القوم: يا رسول الله كأنّك خفت هذا الحائط؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
تفرّد به إبراهيم بن الفضل وهو ضعيف وروي من وجه آخر ضعيف.
1360 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو العباس الأصم، ثنا يوسف بن عبد الله الخوارزمي، ثنا يوسف بن عدي، ثنا عبيد الله بن عمرو، عن إسحاق بن أبي فروة، عن موسى بن وردان، عن عبد الرحمن بن جبير، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال:
مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بحائط قد أردى فأسرع فقلت يا رسول الله قد أسرعت فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
قال البيهقي إسناده ضعيف ورواه أبو عبيد في كتابه مرسلا كما:
1358 - ابن أبي الزناد هو عبد الرحمن بن (أبي الزناد) عبد الله بن ذكوان.
وعبد العزيز الأويسي هو عبد العزيز بن عبد الله الأويسي القاسم المدني.
1359 -
أخرجه المصنف من طريق ابن عدي في الكامل (1/ 232).
تنبيه:
في الكامل (عبد الرحمن بن عبد الله) بدلا من (عبد الرحمن بن عبيد الله).
1361 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنا أبو الحسن الكارزي، ثنا علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد، ثنا ابن عليّة، عن حجاج بن أبي عثمان الصواف، ثنا يحيى بن أبي كثير قال: بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنّه كان إذا مرّ بهدف مائل أو صدف مائل أسرع المشي. قال أبو عبيد قال الأصمعي الهدف كل شيء عظيم مرتفع وقال غيره: الصدف نحو الهدف.
1362 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصفار، ثنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان، ثنا يحيى، نا الليث، ثنا يونس، عن ابن شهاب، أنّ السائب بن يزيد ابن أخت نمير وعبيد الله بن عبد الله أخبراه أنّ عبد الرحمن بن عبد القارئ قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«من نام عن حزبه أو شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنّما قرأه من الليل» .
وقال: أتت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله! أنّا كنّا أبياتا ذا عدد حين دخلنا دارنا تفرقنا-أو قالت: فنقصنا-وذا المال فاحتجنا وكانت حسنة ذات بيننا فساءت أخلاقنا فقال:
«تذرينها ذميمة وتختارين خيرا منها» .
قال البيهقي رحمه الله: هكذا وجدته موصولا بالحديث الأوّل وهو بهذا الإسناد غلط وكأنّه إنّما أمرها بتركها للتخلّص من سوء الظنّ ورؤية ما يصيبهم من البلاء من نزول تلك الدار. ورواه سكين بن عبد العزيز، عن إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم.
1363 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة، وأبو بكر بن إبراهيم الفارسي قالا:
أخبرنا أبو عمرو بن مطر، ثنا إبراهيم بن علي، ثنا يحيى بن يحيى، أنا سكين بن عبد العزيز، عن إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود قال:
1362 - أخرجه مسلم (1/ 515) من طريق يونس-به.
1363 -
عزاه في الكنز إلى المصنف فقط.
أتى قوم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا سكّنا دارا وكنّا ذوى وفرة فافتزقنا وكنّا ذوي عدد فقللنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«اخرجوا عنها أو انتقلوا منها وهي ذميمة» .
قال البيهقي رحمه الله:
1364 -
ورواه أيضا عكرمة بن عمار، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك بمعناه وقد أخرجناه في كتاب السنن.
1365 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الحميد الصنعاني، أنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن يحيى بن عبد الله بن بحير بن ريسان، أخبرني من سمع من فروة بن مسيك قال: قلت يا رسول الله أنّ أرضا عندنا يقال لها: أبين وهي أرض ريفنا وميرتنا وهي وبيئة أو قال: وباؤها شديد فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
«دعها عنك فإنّ من القرف التلف» .
قال القتيبي رحمه الله: القرف مداناة الوباء قال أبو سليمان الخطابي:
وليس هذا من باب العدوى إنّما هو من باب الطبّ، فإنّ استصلاح الأهوية من أعون الأشياء على صحة الأبدان، وفساد الأهوية من أضرّها وأسرعها إلى إسقام البدن عند الأطباء، وكلّ ذلك بإذن الله تعالى ومشيته لا شريك له ولا حول ولا قوة إلاّ به.
وأمّا حديث «أكثر أهل الجنّة البله» .
1366 -
فأخبرناه أبو عبد الله الحافظ، أنا أحمد بن علي بن الحسن المقري، ثنا أحمد بن عيسى الخشاب، ثنا عمرو بن أبي سلمة، ثنا مصعب بن ماهان، عن الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
وهذا الحديث بهذا الإسناد منكر.
1365 - أخرجه أبو داود (3923) من طريق عبد الرزاق-به.
1367 -
أخبرنا أبو سعد الماليني، أنا أبو أحمد بن عدي الحافظ، ثنا الساجي، وأحمد بن شعيب، وعبد الله بن محمد السمناني وجماعة سمّاهم قالوا: ثنا محمد بن عزيز، ثنا سلامة بن روح، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
1368 -
أخبرنا أبو سعد، ثنا أبو أحمد بن عدي، ثنا محمد بن محمد بن الأشعث، وعبد الجبار بن أحمد السمرقندي، قالا: ثنا إسحاق بن إسماعيل بن عبد الأعلى الأيلي، ثنا سلامة بن روح بن خالد، عن عقيل قال: قال عقيل حدثني ابن شهاب، عن أنس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
1369 -
سمعت أبا محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني، يقول: سمعت إبراهيم بن فراس العطار يقول: سمعت القاسم بن الحسن بن زيد صاحب سهل بن عبد الله يقول: أظنّه عن سهل في تفسير الحديث الذي جاء أكثر أهل الجنّة البله قال: هم الذين ولهت قلوبهم وشغلت بالله عز وجل.
1370 -
حدثنا أبو محمد بن يوسف، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن فراس المالكي بمكة، ثنا عبد الله بن الجارود النيسابوري، ثنا عبد الله بن الوليد أخبرني أبي قال سئل الأوزاعي عن الأبله؟ قال: الأعمى عن الشرّ البصير بالخير.
1371 -
سمعت أبا عبد الرحمن السلمي، يقول: سئل أبو عثمان عن قوله أكثر أهل الجنّة البله قال: الأبله في دنياه، الفقيه في دينه.
1372 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو الصقر أحمد بن الفضل بن
1367 - أخرجه المصنف من طريق ابن عدي في الكامل (3/ 1160).
1368 -
أخرجه المصنف من طريق ابن عدي في الكامل (3/ 1160).
وقال ابن عدي: هذا الحديث بهذا الإسناد منكر لم يروه عن عقيل غير سلامة هذا.
1372 -
عزاه العجلوني في كشف الخفا (2/ 235) إلى المصنف والعسكري والديلمي عن عبد الله بن جراد.
شبانة الكاتب بهمدان، ثنا إبراهيم بن الحسين بن ديزيل، ثنا عمرو بن الحباب السلمي، ثنا يعلى بن الأشدق، ثنا عبد الله بن جراد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«ليس الأعمى من عمي بصره، ولكنّ الأعمى من تعمى بصيرته» .
1373 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني علي بن أحمد بن سلام البغدادي، قال: ذكر أبو عبيد بن حربويه القاضي، منصور بن إسماعيل الفقيه فقال: ذاك الأعمى فأنشأ يقول:
ليس العمى إلاّ ترى
…
بل العمى إلاّ ترى
مميزا بين
…
الصواب والخطأ
آخر باب التوكل.
1373 - عزاه العجلوني للمصنف.
(14)
الرابع عشر من شعب الإيمان
«وهو باب في حبّ النّبي صلى الله عليه وسلم»
1374 -
وفيه نقول: أخبرنا أبو علي الروذباري، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري، ثنا جعفر بن محمد القلانسي، ثنا آدم بن أبي أياس، أنا شعبة، أنا قتادة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لا يؤمن أحدكم حتّى أكون أحبّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين» .
رواه البخاري عن آدم.
وأخرجه مسلم من وجه آخر عن شعبة.
1375 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، ثنا أبو بكر بن إسحاق وحسين بن حسين قالا: نا يعقوب بن إبراهيم، ثنا إسماعيل بن عليّة، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من أهله وماله والنّاس أجمعين» .
رواه البخاري في الصحيح عن يعقوب بن إبراهيم.
ورواه مسلم عن زهير بن حرب عن إسماعيل.
1376 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك، ثنا عبد الله بن جعفر الأصبهاني، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا شعبة، أخبرني قتادة قال:
سمعت أنس بن مالك يحدث أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«ثلاث من كنّ فيه وجد بهنّ حلاوة الإيمان: من يكن الله ورسوله أحبّ إليه ممّا سواهما، وأن يقذف الرجل في النّار أحبّ إليه من أن يرجع في الكفر بعد أن
1374 - أخرجه البخاري (1/ 10) عن آدم ومسلم (1/ 67) من طريق محمد بن جعفر عن شعبة-به.
1375 -
أخرجه البخاري (1/ 10) ومسلم (1/ 67) كما قال المصنف.
1376 -
أخرجه المصنف من طريق أبي داود الطيالسي في مسنده (1959).
أنقذه الله منه، وأن يحبّ الرجل العبد لا يحبّه إلاّ لله» -أو قال:«في الله» - وشك أبو داود.
1377 -
أخبرنا أبو علي الروذباري، أنا أبو بكر بن محمويه العسكري، ثنا جعفر بن محمد القلانسي، ثنا آدم، ثنا شعبة، ثنا قتادة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
رواه البخاري في الصحيح عن آدم.
وأخرجه مسلم من وجه آخر عن شعبة على اللفظ الأوّل أو قريبا منه.
وكذلك رواه أبو قلابة وثابت، عن أنس بن مالك.
1378 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي الجعدواني
(1)
ببخارى، ثنا أبو علي صالح بن محمد البغدادي، ثنا يحيى بن معين، ثنا هشام بن يوسف، حدثني عبد الله بن سليمان النوفلي، عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«أحبّوا الله لما يغذوكم به من نعمة، وأحبّوني لحبّ الله، وأحبّوا أهل بيتي لحبّي» .
1379 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو أحمد بكر بن محمد بن
1377 - أخرجه البخاري (8/ 17) عن آدم. ومسلم (1/ 66) من طريق محمد بن جعفر عن شعبة- به و (1/ 66 و 67) من طريق أبي قلابة عن أنس ومن طريق ثابت عن أنس.
وانظر الشعب رقم (405).
1378 -
أخرجه المصنف من طريق الحاكم في المستدرك (3/ 149 و 150) وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
(1)
في المستدرك (البخاري).
1379 -
أخرجه البخاري (8/ 49) ومسلم (4/ 2033) كما قال المصنف.
حمدان الصيرفي بمرو، أنا أبو الموجه محمد بن عمرو، ثنا عبدان بن عثمان بن جبلة، أخبرني أبي، عن شعبة، عن عمرو بن مرّة، عن سالم بن أبي الجعد عن أنس بن مالك قال:
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: متى الساعة؟ فقال
«ما أعددت لها؟» فقال: لا، إلاّ إنّي أحبّ الله ورسوله، فقال:«أنت مع من أحببت» .
رواه البخاري في الصحيح عن عبدان.
ورواه مسلم عن محمد بن يحيى بن عبد العزيز عن عبدان.
1380 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو منصور النضروي، ثنا أحمد بن نجدة، ثنا سعيد بن منصور، ثنا خلف بن خليفة، عن عطاء بن السائب، عن الشعبي قال:
جاء رجل من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لأنت أحبّ إليّ من نفسي وولدي وأهلي ومالي، ولولا إني آتيك فأراك لخشيت أنّي سأموت وبكى الأنصاري فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
«ما أبكاك؟» قال: ذكرت أنّك ستموت ونموت فترفع مع النبيين، ونحن إن دخلنا الجنّة كنّا دونك فلم يخبره النبي صلى الله عليه وسلم بشيء فأنزل الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم:{وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ} [النساء:69] إلى قوله: {عَلِيماً} فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «أبشر» .
1381 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد، أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، ثنا يعقوب بن سفيان، نا أبو الأسود النضر بن عبد الجبار وابن بكير، عن ابن لهيعة، عن زهرة بن معبد بن عبد الله بن هشام القرشي ثم التيمي، عن جدّه عبد الله بن هشام-وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح برأسه ودعا له وهو صغير-قال:
كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب فقال له عمر: والله يا
1380 - عزاه السيوطي في الدر (2/ 182) إلى سعيد بن منصور وابن المنذر عن الشعبي.
رسول الله! لأنت أحبّ إليّ من كلّ شيء إلاّ نفسي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لا، والذي نفسي بيده حتّى أكون أحبّ إليك من نفسك» . قال عمر:
فأنت الآن-والله أحبّ إليّ من نفسي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الآن يا عمر» .
1382 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا مخلد بن جعفر الباقرجي
(1)
، ثنا محمد بن جرير، حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، ثنا أبو زرعة وهب الله بن راشد، ثنا حيوة بن شريح، أنا أبو عقيل زهرة بن معبد بن عبد الله بن هشام أنّه سمع جدّه عبد الله بن هشام يقول كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر فذكر الحديث.
ورواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن سليمان عن ابن وهب، عن حيوة.
1383 -
أخبرنا أبو الحسن العلوي، أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ، ثنا محمد بن عقيل، ثنا حفص بن عبد الرحمن، حدثني محمد بن طهمان، عن موسى بن عقبة، عن أبي الزناد، عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من والده وولده» .
1384 -
أخبرنا أبو نصر أحمد بن علي بن أحمد الفامي، أنا محمد بن المؤمل، ثنا الفضل بن محمد، ثنا منجاب، أنا علي بن مسهر، عن إسماعيل، عن أبي خالد، عن أبي عمرو الشيباني، أخبرني جبلة بن حارثة قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله ابعث مع أخي زيدا قال:
«هو ذا فإن انطلق لم أمنعه» فقال زيد: لا والله يا رسول الله لا اختار عليك أحدا أبدا».
قال: فرأيت رأي أخي أفضل من رائي.
1382 - أخرجه البخاري (8/ 161) عن يحيى بن سليمان عن ابن وهب عن حيوة-به.
(1)
الباقرجي نسبة إلى باقرج وهي قرية من نواحي بغداد.
1383 -
أخرجه البخاري (1/ 10) من طريق أبي الزناد-به.
1384 -
أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 322).
قال الحليمي رحمه الله: وأصل هذا الباب أن يقف على مدائح رسول الله صلى الله عليه وسلم والمحاسن الثابتة له في نفسه ثمّ على حسن آثاره في دين الله عز وجل وما يجب له من الحق على أمّته شرعا وعادة، فمن أحاط بذلك وسلم عقله علم أنّه أحقّ بالمحبّة من الوالد الفاضل في نفسه، البرّ، الشفيق على ولده، ومن المعلّم الرضيّ في نفسه، المقبل على التعلم، المجتهد في التخريج.
ومدائح رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرة.
منها شرف أصله وطهارة مولده.
ومنها أسماؤه الّتي اختارها الله له، وسمّاه بها.
ومنها إشادة الله تعالى بذكره قبل أن يخلقه حتّى عرفه الأنبياء صلوات الله عليهم وأممهم قبل أن يعرف نفسه وتعرفه أمّته.
ومنها حسن خلقه وخلقه وكرم خصائله وشمائله.
ومنها بيانه وفصاحته وقوله «أوتيت جوامع الكلم واختصر لي الحديث اختصارا» .
ومنها حدبه على أمّته ورأفته بهم وما ساق الله تعالى به إليهم من الخيرات العظيمة في الدنيا وعرضهم له من شفاعته لهم في الآخرة.
ومنها زهده في الدنيا وصبره على شدائدها ومصائبها.
وأما المرتبة العظمى وهي النبوة والرسالة فله فيها من المآثر الرفيعة عموم رسالته الثقلين وشمولها بين الخافقين، وأنّه خاتم النبيين، وسيّد المرسلين، وأكرمهم في الدنيا أعلاما، وأحمدهم في الآخرة مقاما، وذلك أنّه أوّل من تنشقّ عنه الأرض، وأوّل شافع ومشفّع، وهو صاحب اللواء المحمود، وصاحب الحوض المورود، وأقسم الله بحياته، ولم يخاطبه باسمه في القرآن ولا كنيته، بل دعاه باسم النبوة والرسالة واصطفاه بذلك على الجماعة.
قال البيهقي رحمه الله: وقد صنفت بتوفيق الله تعالى كتابا في «دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الرسالة من وقت ولادته إلى حال وفاته صلى الله عليه وسلم» ، وذكرت فيه من الأخبار والآثار ما يكون بيانا لما أورده الحليمي رحمه الله. وإيراد