المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم - شعب الإيمان - ت زغلول - جـ ٢

[أبو بكر البيهقي]

فهرس الكتاب

- ‌فصلقال البيهقي رحمه الله:

- ‌الفصل الثانيقال الحليمي رحمه الله:

- ‌ذكر فصول في الدّعاء يحتاج إلى معرفتها

- ‌فصل في شرف أصله وطهارة مولده صلى الله عليه وسلم

- ‌فصلفي أسمائه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل«في إشادة الله عز وجل بذكر محمّد صلى الله عليه وسلم قبل أن يخلقه»

- ‌فصل في خلقالرسول صلى الله عليه وسلم وخلقه

- ‌فصل في بيان النبي صلى الله عليه وسلم وفصاحته

- ‌فصلفي حدب النبي صلى الله عليه وسلم على أمته ورأفته بهم

- ‌فصلفي زهد النبي صلى الله عليه وسلم وصبره على شدائد الدنيا

- ‌فصل في براءة نبينا صلى الله عليه وسلم في النبوة

- ‌فصل في معنى الصلاةعلى النبي صلى الله عليه وسلم والمباركة والرحمة

- ‌فصل في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في فضل العلم وشرف مقداره

- ‌فصلقال: وينبغي لطالب العلم أن يكون تعلمه وللعالم أن يكون تعليمه لوجهالله تعالى

- ‌فصل في تعليم القرآن

- ‌فصل في «إدمان تلاوة القرآن»

- ‌فصل(1)في«إحضار القارئ قلبه ما يقرأه والتفكر فيه»

- ‌فصلفي «البكاء عند قراءة القرآن»

- ‌فصل في «استحباب التكبير عند الختم»

- ‌فصل في الوقوف عند ذكرالجنة والنار والمسئلة والاستعاذة

- ‌فصل في «الإعتراف لله تعالىبما يخبر به عن نفسه»

- ‌فصل في السجود وفي آيات السجدة

- ‌فصل في حظر القراءة على الجنب والحائض

- ‌فصل في حمل المصحف ومسه

- ‌فصل في السواك لقراءة القرآن

- ‌فصل في لبس الحسن من الثيابوالتطيب لقراءة القرآن

- ‌فصل في الجهر بقراءة القرآنفي صلاة الليل

- ‌فصل في كراهية قطع القرآن لمكالمة الناس

- ‌فصل في تحسين الصوت بالقراءة والقرآن

- ‌فصل في ترتيل القراءة

- ‌فصل في مقدار ما يستحب فيه القراءة

- ‌فصل في تعليم القرآن

- ‌فصل في قراءة القرآن بالقراءات المستفيضةدون الغرائب والشواذ وذلك لأن في المشهور المستفيضمندوحة عن ما لا يمكن القطع بأنه من عند الله عز وجل

- ‌فصل في قراءة القرآن من المصحف

- ‌فصل في استحباب القراءة في الصلاة

- ‌فصل في استحبابنا للقارئ عرض القرآنفي كل سنة على من هو أعلم منه

- ‌فصل في الاستكثار من القراءة في شهر رمضانوذلك لأنه شهر القرآن

- ‌فصل في ترك المماراة في القرآن

- ‌فصل في ترك التفسير بالظن

- ‌فصل في صيانة المسافربمصاحف القرآن إلى أرض العدو

- ‌فصل في قراءة القرآن بالتفخيم والإعراب

- ‌فصل في ترك خلط سورة بسورة

- ‌فصل في إستيفاء كل حرف أثبته قارئ إمام

- ‌فصل في إبتداء السورة بالتسمية سوى سورة (براءة)والدليل على أنها آية تامة من فاتحة الكتاب

- ‌فصل في فضائل السور والآيات

- ‌ذكر فاتحة الكتاب

- ‌ذكر سورة البقرة وآل عمران

- ‌تخصيص آية الكرسي بالذكر

- ‌تخصيص خواتم سورة البقرة بالذكر

- ‌ذكر السبع الطوال

- ‌ذكر سورة الأنعام

- ‌ذكر سورة الأعراف والتوبة والنور

- ‌ذكر سورة هود

- ‌ذكر الآية الجامعة للخير والشر في سورة النحل

- ‌ذكر سورة الكهف

- ‌ذكر سورة بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء

- ‌ذكر سورة الحج وسورة النور في سور سواها

- ‌ذكر سورة ألم تنزيل السجدة وتبارك الذي بيده الملك

- ‌ذكر سورة يس

- ‌ذكر سورة بني إسرائيل والزمر

- ‌ذكر الحواميم

- ‌ذكر سورة الفتح

- ‌ذكر المفصل

- ‌تخصيص سور منها بالذكر

- ‌تخصيص سورة الملك بالذكر

- ‌تخصيص سورة إذا زلزلت بالذكر مع ما ذكر قبلهمن ذوات آلر وحم والمسبحات

- ‌ذكر ألهاكم التكاثر

- ‌ذكر سورة قل يا أيها الكافرون

- ‌تخصيص سورة النصر بالذكر

- ‌تخصيص سورة الإخلاص بالذكر

- ‌تخصيص المعوذتين بالذكر

- ‌فصل فيالاستشفاء بالقرآن

- ‌فصل فيتقطيع آية آية في القرآن

- ‌فصل فيالتكثر بالقرآن والفرح به

- ‌فصل في«رفع الصوت بالقرآن إذا لم يتأذى به أصحابه أو كان وحدهأو كانوا يستمعون له»

- ‌فصل فيترك المباهاة بقراءة القرآن

- ‌فصل في ترك قراءة القرآن في المساجد والأسواقليعطى ويستأكل به

- ‌فصل في[ترك] قراءة القرآن في الحمام والكنيفوالمواضع القذرة تعظيما للقرآن

- ‌فصل فيترك التعمق في القرآن

- ‌فصل فيتعظيم المصحف بأن لا يحمل فوقه متاعولا ينبذ حيث اتفق

- ‌فصل فيتفخيم قدر المصحف وتفريج خطه

- ‌فصل فيإفراد المصحف للقرآن وتجريدهفيه عما سواه

- ‌فصل فيتنوير موضع القرآن

الفصل: ‌فصل في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

‌فصل في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الواجب في الصلاة واجبة وأما خارج الصلاة فقد قال الحليمي رحمه الله:

قد تظاهرت الأخبار بوجوب الصلاة عليه كلما جرى ذكره فإن كان يثبت اجماع يلزم الحجة بمثله على أن ذلك غير فرض وإلا فهو فرض على الذاكر والسامع وفرضها في التشهد الأول عند ذكره على وجهين:

أحدهما: أن يكون واجب لأجل ذكره لا لأجل الصلاة كما يجب على المسبوق ببعض الصلاة لأجل اقتدائه بالإمام ما لا يجب عليه لأهل الصلاة.

والآخر: أن يقال إن للصلاة حال واحدة فإذا ذكر المصلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يصل عليه حتى يتشهد في آخر الصلاة فصلى عليه اجزأ ذلك عن الغرض وعما مضى من ذكره.

وأطال الحليمي رحمه الله:

الكلام في هذا الفصل. اه.

وأما الصلاة على آل رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن أكثر أصحابنا ذهبوا إلى أنها غير واجبة.

1589 -

وقد سمعت أبا بكر محمد بن بكر الطوسي الفقيه يقول: سمعت أبا الحسن الماسرجسي يقول سمعت أبا إسحاق المروزي.

أنا أعتقد أن الصلاة على آل النبي صلى الله عليه وسلم واجبة في التشهد الأخير من الصلاة.

قال البيهقي رحمه الله: وفي الأحاديث التي رويت في كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم الدلالة على صحة ما قال والله أعلم.

واختلفوا في آل النبي صلى الله عليه وسلم.

1590 -

فذهب الشافعي رحمه الله في رواية حرملة إلى أنهم بنو هاشم وبنو عبد المطلب الذين حرمت عليهم الصدقة وجعل لهم سهم ذي القربى من

ص: 224

خمس الفيء والغنيمة استدلالا بما روينا في الحديث الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

إن هذه الصدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمد.

1591 -

أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان

(1)

ثنا هشام بن علي ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان عن عبد الله بن محمد عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها أو عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ضحى آتي بكبشين أقرنين أملحين موجوأين فذبح أحدهما عن أمته من شهد له بالتوحيد وشهد له بالبلاغ ويذبح الآخر عن محمد وعن آل محمد.

وفي هذا دلالة على أن اسم الآل للقرابة الخاصة لا لعامة المؤمنين.

1592 -

والحديث الذي روي في الأول أنه «كل تقي» فإنه إنما رواه نافع أبو هرمز عن أنس بن مالك مرفوعا وأبو هرمز ضعفه أهل العلم بالحديث وتركوه وقد حمله الحليمي رحمه الله: على كل تقي من القرابة.

وأما أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فإن اسم أهل البيت لهن تحقيق وقد سمين آل النبي صلى الله عليه وسلم تشبيها بالنسب.

1593 -

وقد روينا في الحديث الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إنما يأكل آل محمد من هذا المال.

1594 -

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة من طعام بر ثلاث ليال تباعا حتى قبض.

1595 -

وقالت إن كنا آل محمد لنمكث شهرا ما نستوقد بنار.

(1)

في الأصل (عبيد).

1592 -

لفظ الحديث:

آل محمد كل تقي (إن أوليآؤه إلا المتقون).

قال المناوي في الجامع الأزهر (1/ 4) رواه الطبراني في الصغير عن أنس قال الهيثمي (10/ 269) فيه نوح بن أبي مريم ضعيف وقال ابن حجر سنده واه جدا.

1593 -

أخرجه أحمد (1/ 4) من حديث أبي بكر الصديق.

ص: 225

1596 -

وعن أبي هريرة أنه قال: ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من طعام ثلاثة أيام حتى قبض.

وإنما أراد بذلك أزواجه فدل ذلك على دخولهن في اسم الآل.

1597 -

وروينا في حديث أبي حميد الساعدي في كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تعليم النبي صلى الله عليه وسلم أمته بتسمية أزواجه عند الصلاة عليه فدل ذلك على دخولهن في الصلاة عند الصلاة على الآل.

والله أعلم.

ومما يدخل في تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يقابل قول يحكى عنه أو فعل له بوصف أو حال له تذكر بما يكون ازراء به ولا يسمى بشيء من الأسماء التي هي في متعارف الناس من أسماء الصنعة فلا يقال كان النبي فقيرا أو يقال إذا ذكرت مجاعته أو شدة لقيها مسكين كما يقال ذلك في مثل هذه الحال لغيره ترحما وتعطفا عليه وإن قيل كان النبي صلى الله عليه وسلم محب لذلك فقابله أحد بأن يقول أما أنا فلا أحبه.

1598 -

أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا عباس بن محمد وسليمان بن الأشعث قالا ثنا إبراهيم بن مهدي ثنا ابن أبي زائدة عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود قال: الصراط المستقيم تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على طرف والطرف الآخر الجنة.

1599 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو بكر محمد بن المؤمل ثنا الفضل بن محمد الشعراني ثنا أحمد بن حنبل (ح).

وأخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو عمرو بن السماك ثنا حنبل بن إسحاق حدثني أبو عبد الله ثنا مسكين بن بكير الحراني وأبو داود قالا ثنا شعبة عن خالد الحذاء قال: إذا حدثت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديث فازدهر به عن أبي العالية وفي رواية الشعراني قال عن خالد الحذاء عن أبي العالية قال: إذا حدثت حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فازدهر قال الفضل يعني احتفظ به.

قال البيهقي رحمه الله:

ص: 226

وفي تعظيم الله عز وجل وتعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يحمل على مصحف القرآن ولا على جوامع السنن كتاب ولا شيء.

من متاع البيت وأن ينفض الغبار عنه إذا أصابه أو لا يمسح أحد يده من طعام ولا غيره بورقة فيها ذكر الله تعالى أو ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يمزقها تمزيقا ولكن إن أراد به تعطيلها فليغسلها بالماء حتى تذهب الكتابة منها وإن أحرقها بالنار فلا بأس. حرق عثمان رضي الله عنه مصاحف كانت فيها آيات وقرآن منسوخة ولم ينكر ذلك عليه أحد والله أعلم.

قال البيهقي رحمه الله:

ذكر الحليمي رضي الله عنه أنه قال: وعندي أنه إن غسلها بالماء ولم يحرقها كان أولى لما فيها من الشناعة وتفارق ما أمر به عثمان من تحريق المصاحف التي تخالفوا ما أجمعوا عليه لما كان يخشى منها من الفتنة وإثبات ما صار رسمه منسوخا لما في تحريقها من المسارعة إلى إفنائها.

ومن هذا الباب:

أن لا يكسر درهما فيه اسم الله واسم رسوله صلى الله عليه وسلم

فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه «نهى عن كسر سكة المسلمين الجائزة بينهم إلا من بأس»

والبأس أن يكون زايفا فيكسر لئلا يغتر بها مسلم ووجه النهي عن الكسر أنه كتمزيق الورقة التي فيها ذكر الله تعالى وذكر رسوله صلى الله عليه وسلم وكانت الحروف تنقطع والكلم يتفرق وفي ذلك ازدراء بقدر المكتوب ومتى كسر لعذر فإنما إثم الكسر على ضاربه لأنه هو الذي غير ودلس فأحوج إلى الكسر لإظهار (

)

(1)

.

والله أعلم.

قال البيهقي رحمه الله: وهذا الحديث إنما رواه محمد بن فضاء وليس بالقوي عن أبيه عن علقمة بن عبد الله البرني عن أبيه والله أعلم.

(1)

كلمة غير واضحة.

ص: 227

1600 -

أخبرنا أبو سعد الماليني أنا أبو أحمد بن عدي ثنا الساجي يعني زكريا بن يحيى ثنا محمد بن موسى الحرشي ثنا معتمر عن محمد بن فضاء فذكره.

1601 -

أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سمعت أبو بكر الرازي يقول سمعت علي بن موسى (التاهرتي)

(1)

يقول وقع من عبد الله أو قال عبد الملك بن مروان فلس في بئر قذرة فاكترى عليه ثلاثة عشر دينارا حتى أخرجه فقيل له في ذلك فقال: كان عليه اسم الله تعالى ذكره.

ومن تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم تعظيم أهل بيته وتعظيم أولاد المهاجرين والأنصار.

1602 -

وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

«قدموا قريشا ولا تقدموها» .

وما ذلك إلا أنه صلى الله عليه وسلم منهم.

1603 -

وروينا عن ابن عمر عن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما أنه قال:

يا أيها الناس ارضوا محمدا صلى الله عليه وسلم في أهل بيته.

1604 -

أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنا أبو عمرو بن مطر أنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار ثنا ابن عائشة أنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أنس بن مالك أن مصعب بن الزبير أخذ عريف الأنصار فهم به فقال له أنس بن مالك أنشدك الله ووصيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأنصار قال: وما أوصى فيهم قال:

أن نقبل من محسنهم ونتجاوز عن مسيئهم. قال: فنزل مصعب عن فراشه وتمعن أو تمعك على بساطه وألصق خده به وقال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرأس والعين وأرسله وتركه.

قال البيهقي رحمه الله:

(1)

غير واضح في الأصل.

1600 -

أخرجه المصنف من طريق ابن عدي (6/ 2179).

ص: 228

قوله تمعن تصاغر له وتذلل انقيادا وقبل ( .. )

(1)

أي اعترف بحقه وروى تمعك عليه ولم يضبطه شيخنا.

1605 -

أخبرنا أبو منصور الفقيه وأبو نصر بن قتادة وعبد الرحمن بن علي بن حمدان قالوا أنا أبو عمرو اسماعيل بن نجيد السلمي أنا أبو مسلم الكجي ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني أبي حدثتني جميلة مولاة أنس قال الأنصاري وقد رأيت جميلة قالت كان ثابت إذا جاء قال أنس: يا جميلة ناوليني طيب أمس به يدي فإن ابن أم ثابت لا يرضى بشيء حتى يقبل يدي ويقول قد مسست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

1606 -

ومما يتصل بهذا الباب تعظيم العرب واجلالهم لأنه صلى الله عليه وسلم عربي وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:

إن الله خلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم واختار من بني آدم العرب واختار من العرب مضر واختار من مضر قريشا واختار من قريش بني هاشم واختارني من بني هاشم فأنا من خيار إلى خيار فمن أحب العرب فبحبي أحبهم ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم.

أخبرنا أبو سعد الماليني أنا أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا أبو عروبة ثنا أبو الأشعث ثنا حماد بن واقد عن محمد بن ذكوان خال ولد حماد بن زيد [عن حماد بن زيد] عن عمرو بن دينار عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره في حديث طويل.

1607 -

أخبرنا أبو علي الروذباري أنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر (ح).

(1)

كلمة غير واضحة.

1606 -

أخرجه المصنف من طريق ابن عدي (6/ 2207).

1607 -

أخرجه أحمد (5/ 440) والترمذي (3927) والحاكم في المستدرك (4/ 86) من طريق أبي بدر شجاع بن الوليد وصححه الحاكم وقال الذهبي: قابوس تكلم فيه.

وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا تعرفه إلا من حديث أبي بدر شجاع بن الوليد.

وسمعت محمدا بن إسماعيل يقول: أبو ظبيان لم يدرك سلمان مات سلمان قبل عليّ.

ص: 229

وأخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا سعدان بن نصر ومحمد بن عبيد الله بن يزيد وعبد الله بن روح ويحيى بن جعفر قالوا ثنا أبو بدر عن قابوس بن ظبيان (ح).

وأخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الله الرقائي بها ثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأصبهاني الصفار ثنا أحمد بن يونس الضبي ثنا أبو بدر شجاع بن الوليد ثنا قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا سلمان لا تبغضني فتفارق دينك.

قلت يا رسول الله وكيف أبغضك وقد هدانا الله بك قال: تبغض العرب فتبغضني.

1608 -

أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنا داود بن محمد بن العباس بالكوفة ثنا أبو الحريش أحمد بن عيسى ثنا مؤمل بن اهاب ثنا عبد الله بن موسى ثنا ابن أبي ليلى عن عدي بن ثابت عن البراء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«حب العرب إيمان وبغضهم نفاق» .

كذا جاء به والمحفوظ عن شعبة عن عدي بن ثابت عن البراء معناه في الأنصار.

1609 -

وإنما يعرف هذا المتن من حديث الهيثم بن حماد عن ثابت عن أنس.

1610 -

أبو نصر بن قتادة أنا أبو الحسن بن إسماعيل السراج ثنا مطين ثنا العلاء بن عمرو الحنفي ثنا يحيى بن يزيد الأشعري عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبوا العرب لثلاث «لأني عربي والقرآن عربي وكلام أهل الجنة عربي» .

تفرد به العلاء بن عمرو عن يحيى بن يزيد.

1609 - أخرجه الحاكم (4/ 87) من طريق ثابت عن أنس بن مالك.

وفي إسناده الهيثم بن حماد متروك ومعقل بن مالك ضعيف قاله الذهبي.

1610 -

سبق برقم (1432).

ص: 230

1611 -

أخبرنا: أبو علي الروذباري وأبو عبد الله بن برهان وأبو الحسين بن الفضل وأبو محمد السكري قالوا: أنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا الحسن بن عرفة ثنا عيسى بن مرحوم القطان ثنا عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أحبوا قريشا فإن من أحبهم أحبه الله عز وجل.

1612 -

أخبرنا أبو سهل محمد بن نصرويه المروزي ثنا أبو الحسن علي بن إبراهيم الطّغامي ثنا أبو شهاب معمر بن محمد الصوفي ثنا المكي بن إبراهيم ثنا مطرف بن معقل عن ثابت البناني عن أنس بن مالك عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من سب العرب فأولئك المشركون» .

تفرد به مطرف هذا وهو منكر بهذا الإسناد.

1613 -

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان أنا عبد الله بن جعفر النحوي ثنا يعقوب ثنا سفيان حدثني أبو شيبة بن أبي بكر بن أبي شيبة ثنا حسن بن بشر ثنا مروان بن معاوية عن ثابت بن عمارة الحنفي من غنيم بن قيس عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني دعوت للعرب فقلت اللهم من لقيك منهم موقنا بك مصدقا فاغفر له أيام حسابه وهي دعوة إبراهيم أو إسماعيل عليهما السلام.

1611 - أخرجه ابن أبي عاصم (2/ 641) عن يعقوب بن حميد عن عبد المهيمن بن عباس-به.

وأخرجه الطبراني في الكبير (6/ 150) وقال الهيثمي في المجمع (10/ 27) عن المهيمن ضعيف.

1612 -

الطّغامي نسبة إلى طغامى من سواد بخارى والمشهور منها أبو الحسن علي بن إبراهيم بن أحمد بن عثمان الطغامي صاحب الأوقاف (اللباب 2/ 282).

1613 -

قال الهيثمي (10/ 52) أخرجه الطبراني-وروى البزار منه اللهم من لقيك منهم مصدقا بك وموقنا فاغفر له فقط-ورجالهما ثقات.

أخرجه ابن عدي (3/ 1059 و 1060) في ترجمة زيد بن جبير المدني أبو جبيرة.

ثنا علي بن العباس ثنا عباد بن يعقوب عن إسماعيل بن عياش-به.

وقال ابن عدي: عامة ما يرويه-زيد بن جبير عن من روى عنهم لا يتابعه عليه أحد.

ص: 231

الشك من مروان «وإن لواء الحمد يوم القيامة بيدي وإن أقرب الخلق من لوائي يومئذ العرب» .

1614 -

أخبرنا أبو سعد الماليني أنا أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا عمر بن سنان ثنا هشام بن عمار ثنا إسماعيل بن عياش ثنا زيد بن جبير عن داود بن حصين عن ابن أبي رافع عن علي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «من لم يعرف حق عترتي والأنصار والعرب فهو لأحد ثلاث إما منافقا وإما لزينة وإما لغير وإما لغير فهو رائي حملته أمه على غير طهر. زيد بن جبير غير قوي في الرواية والله أعلم.

والأحاديث في فضل العرب ثم في فضل قريش كثيرة لا يحتمل هذا الموضوع إيراد جميعها والذي هبّ إليه بعض الناس في تفضيل العجم على العرب خلاف ما مضى عليه صدر هذه الأمة والذي روي في ذلك من الأحاديث أكثره باطل لا ينبغي لأهل العلم أن يشتغل بمذهبه ومما روي من بعد أن بعث الله أهل رسله من العرب وأنزل آخر كتب بلسان العرب فصار على الناس فرضا أن يتعلموا لسان العرب وإن كان ذلك من فروض الكفاية ليعقلوا عن الله عز وجل أمره ونهيه ووعده ووعيده ويفهموا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بيانه وتبليغه وحكم بأن الأئمة من قريش إلى سائر ما فضلهم به.

وقد ذكر الحليمي رحمه الله في ذلك فصلا طويلا من أراده نظر فيه بتوفيق الله.

1615 -

أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى السكري ببغداد ثنا أبو بكر الشافعي ثنا جعفر بن محمد بن الأزهر ثنا العلاء ثنا يحيى بن معين ثنا هشام بن يوسف عن عبد الله بن سليمان النوفلي عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها:

«لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا منهم» قالت: هذه للعرب خاصة.

1616 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عمرو بن السماك ثنا حمدون بن

ص: 232

أحمد السمسار ثنا الأزرق بن علي ثنا حبان بن إبراهيم عن سفيان الثوري عن موسى بن عائشة عن سليمان بن

عن ابن عباس في قوله عز وجل: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} قال: شرف لك ولقومك.

وقوله عز وجل: {لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ} قال: شرفكم.

1617 -

أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنا الحسين بن الحسن بن أيوب ثنا أبو يحيى بن أبي مسرة ثنا إبراهيم بن المنذر حدثني عبد العزيز بن عمران حدثني إسماعيل بن إبراهيم بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال: أول من نطق بالعربية فوضع الكتاب على لفظه ومنطقه ثم جعله كتابا واحدا مثل بسم الله الرحمن الرحيم الموصول حتى فرق (بينهم ببينة)

(1)

ولده إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام.

1618 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو الحسن إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني ثنا جدي ثنا أبو ثابت محمد بن عبيد الله المدني حدثني إبراهيم بن سعد عن سفيان الثوري عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الهم إبراهيم عليه السلام بدأ اللسان العربي إلهاما.

1619 -

أخبرنا أبو عبد الله ثنا أبو علي الحافظ أنا أبو عبد الرحمن النسائي ثنا عبيد الله بن سعد الزهري ثنا عمي عن أبيه عن سفيان عن جعفر بن محمد عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

نحوه مرسلا وهو المحفوظ.

1617 - أخرجه الحاكم (2/ 552 - 553) بنفس الإسناد وصححه الحاكم وقال الذهبي: عبد العزيز واه.

(1)

في المستدرك (بينه).

1618 -

أخرجه المصنف من طريق الحاكم (2/ 343 - 344) وقال الحاكم:

هذا حديث غريب صحيح على شرط الشيخين إن كان الفضل بن محمد حفظه متصلا عن ابن ثابت.

1619 -

المستدرك (2/ 344) بنفس الإسناد.

ص: 233

1620 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو الحسن أحمد بن الخضر الشافعي حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق العسيلي ثنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم الزهري ثنا عمي قال: حدثني أبي عن سفيان الثوري عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا

«قرآنا عربيا لقوم يعلمون» ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألهم إسماعيل هذا اللسان إلهاما.

1621 -

وفي الحديث الثابت عن معمر عن كثير بن كثير بن المطلب وأيوب يزيد أحدهما على صاحبه عن سعيد بن جبير في قصة إسماعيل وزمزم ونزول قوم جرهم في أسفل مكة قال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم فألقى ذلك أم إسماعيل وهي تحب الأنس فنزلوا بها حتى كان بها أهل البيان منهم وشب الغلام-يعني إسماعيل وتكلم بالعربية منهم فانفسهم وأعجبهم فلما أدرك زوجوه امرأة منهم.

1622 -

أخبرنا أبو عبد الله أنا علي بن الحسين القاضي ببخارى ثنا عبد الله بن محمود ثنا محمد بن علي بن شقيق ثنا أبو تميلة عن الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه.

«لسان عربي مبين» قال: بلسان جرهم.

1620 - أخرجه الحاكم (2/ 439) بنفس الإسناد.

وقال الذهبي: مدار الحديث على إبراهيم بن إسحاق العسيلي وكان ممن يسرق الحديث.

ص: 234

السادس عشر من شعب الإيمان

وهو باب في شح المرء بدينه

حتى يكون القذف في النار أحب إليه من الكفر

وذلك لما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما

1623 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا (وهب بن جرير)

(1)

وبشر بن عمر قالا ثنا شعبة عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ومن كان يحب المرء لا يحبه إلا لله ومن كان أن يلقى في النار أحب إليه من أن يرجع إلى الكفر بعد إذ أنقذه الله منه» .

أخرجاه في الصحيح من حديث شعبة بن الحجاج.

1624 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو بكر محمد بن أحمد بالويه (ح) وأخبرنا: أبو الحسين بن الفضل القطان ثنا أبو سهل بن زياد قالا ثنا إسحاق بن الحسن الحربي ثنا حماد بن سلمة أنا ثابت البناني عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما والرجل يحب الرجل لا يحبه إلا لله والرجل أن يقذف في النار أحب إليه من أن يرجع يهوديا أو نصرانيا» .

1620 - 1621 - أخرجه أحمد (1/ 347) عن عبد الرزاق عن معمر-به. 1622 - أخرجه المصنف من طريق الحاكم (2/ 439) وفي المستدرك (عبد الله بن محمود ابن شقيق) بدلا من (عبد الله بن محمود عن محمد بن علي بن شقيق).

(1)

في الأصل (وهيب بن وهيب) وما اثبتناه من مختصر الشعب.

1623 -

سبق برقم (1377).

1624 -

أخرجه مسلم (1/ 67) من طريق النضر بن سهيل عن حماد-به.

ص: 235

أخرجه مسلم في الصحيح من وجه آخر عن حماد.

قال البيهقي رحمه الله:

فأبان صلى الله عليه وسلم بهذا الخبر أن الشح بالدين من الإيمان لأن ذكر الحلاوة مثل الإيمان وأراد أن الشحيح بدينه كالمتطعم بالشيء الحلو فكما أن الراغب في الإيمان لا يسلم له مقصوده منه إلا وأن يكون شحيحا به فإنه إذا شح بالإيمان لم يأت بما يفسده عليه كما أن من وجد حلاوة الحلو لم يأت بما يبطلها عليه.

والله أعلم.

ويدخل في هذا الباب ما اقتصه الله سبحانه وتعالى علينا من خبر شعيب النبي عليه السلام إذ قال له قومه:

(لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا).

فقال لهم:

{أَوَلَوْ كُنّا كارِهِينَ قَدِ افْتَرَيْنا عَلَى اللهِ كَذِباً إِنْ عُدْنا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجّانَا اللهُ مِنْها} إلى آخر الآية.

فإن في هذا الباب عدة معان مرجعها كلها إلى الشح بالدين.

أحدها: أن شعيبا عليه السلام سمى مهانته المستكبرين من قومه نجاة وقد علم أن ضد النجاة الهلكة ومن كان عنده أن الكفر هلكة والإيمان نجاة لم يكن إلا شحيحا على دينه.

والثاني: أنه أشار بقوله: على الله توكلنا إلا أنه قد فوض أمره إلى الله تعالى فإن عصمه من الجلاء عن الوطن فذلك فضله.

وإن جلاءهم وما يهمون به من إخراجهم بالجلاء أحب إليه من مفارقة الدين وهذا من الشح بالدين لأن الله تعالى جعل الجلاء عن الوطن بمرتبة القتل.

والثالث: أن شعيبا عليه السلام فرغ إلى الله واستنصره ودعاه كما يدعو في الشدائد إذا عرضت له والخطوب إذا نزلت فقال:

ص: 236

{رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ} .

استعظاما منه لما كان يخاطب به وتأملا أن يدافع الله عنه أذية الكفار فلا يسمعوه في دينه ما يشق عليه سماعه وهذا أيضا من الشح بالدين ومعلوم أن الله تعالى يقيض علينا هذا ومثله لتتأدب بآداب الذين يصف لنا سيرهم ثم يمنعها وبيان مذاهب الذين يصف لنا طرائقهم ثم يدعها ويتبع الأحسن من الوجهين دون الأقبح منها لذا قال عز وجل:

{فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} الآية.

فصح أن الشح بالدين من أركان الدين لا يجد حلاوة الدين من لا يجد الشح به في قلبه.

والله أعلم.

وهذا هو الأمر الذي يشهد العقل بصحته لأن من اعتقد دينا ثم لم يكن في نهاية الشح به والإشفاق عليه كان ذلك دلالة على أنه لا يعرف قدره ولا يبن موضع الحظ لنفسه فيه ومن كان الحق عنده حقيرا لم يسكن الحق قلبه وبالله العصمة.

ثم إن الشح بالدين ينقسم قسمين:

أحدهما: الشح بأصله كيلا يذهب.

والآخر: الشح بكماله كيلا ينقص. ألا ترى أن الله تعالى كما مدح شعيبا عليه السلام وأثنى عليه بأنه شح على دينه فلم يفارقه مع استكراه قومه إياه على مفارقته وكذلك قد مدح يوسف عليه السلام بأن استعصم حين راودته امرأة العزيز عن نفسه وقال:

{رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ} .

فبان أن الشح على شعب الإيمان كيلا ينقص كالشح على أصله كيلا يذهب وهذا سبيل كل مفتون به لأن الشحيح بماله كما شح بجماعته فشح بابعاضه الشحيح بنفسه يشح بأطرافه كما يشح بحمله مدة وهكذا الدين وبالله التوفيق.

ص: 237

ومن الشح على الدين أن المؤمن إذا كان بين قوم لا يستطيع أن يوفي الدين حقوقه بين ظهرانيهم ويخشى أن يفتنوه عن دينه وكان إذا قاربهم يجد لنفسه مأمنا يتبوأه ويكون فيه أحسن حالا منه بين هؤلاء لم يقم بين ظهرانيهم وهاجر إلى حيث يعلم أنه خير له وأوفق قال الله تعالى:

{وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ} .

وعلى هذا الوجه كانت هجرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من ديار الكفار وليلقوه ويصحبوه ويهاجروا معه ثم هذا الحكم فيمن لم يمكنه اظهار دينه في موضعه باق بعده. وقد تكلمنا على هذه المسألة في كتاب السير من كتاب السنن.

وروينا في كتاب دلائل النبوة ما قاسى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشدائد والمكاره لمحاورة الكفار حتى أمروا بالهجرة إلى أرض الحبشة ثم إلى المدينة والله تعالى يوفقنا لمتابعة سلفنا فنعم السلف كانوا لنا رضي الله عنهم.

1625 -

أخبرنا: أبو عبد الحافظ أنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب أنا يعلى بن عبيد ثنا الأعمش عن أبي مسلم عن أبي الضحى عن مسروق عن خباب كنت رجلا قينا وكان لي على العاص بن وائل دين فأتيته أتقاضاه فقال والله لا أقضيك حتى تكفر بمحمد. قال: قلت والله لا أكفر به أبدا حتى تموت ثم تبعث. قال: فإني إذا مت ثم بعثت جئتني ولي ثم مالا وولدا فأعطيتك فأنزل الله عز وجل:

{أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً} .

أخرجاه في الصحيح من وجه آخر عن الأعمش.

1626 -

أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن عطاء الخراساني قال كنت عند سعيد بن المسيب فذكرت بلالا فقال كان شحيحا على دينه وكان يعذب في الله وكان يعذب على دينه فإذا أراد المشركون يقاربهم قال: الله الله.

1625 - أخرجه البخاري (4/ 317 - فتح) من طريق شعبة عن الأعمش.

ص: 238

1627 -

أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنا أبو منصور محمد بن القاسم الصبغي ثنا إسماعيل بن قتيبة ثنا أبو بكر بن أبي شيبة أنا ابن عيينة عن مسعر عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال: كان خباب من المهاجرين وكان ممن يعذب في الله.

1628 -

وبه أنا أبو بكر ثنا جرير عن مغيرة عن الشعبي قال: أعطوهم ما سألوا إلا خباب فجعلوا يلزقون ظهره بالرضف حتى ذهب (ما يمنعه)

(1)

.

1629 -

أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير حدثني هشام بن عروة عن أبيه قال: كان ورقة بن نوفل يمر ببلال وهو يعذب على الإسلام وهو يقول أحد أحد فيقول ورقة أحد أحد يا بلال.

1630 -

وإسناده عن عروة أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه أعتق ممن كان يعذب في الله على الإسلام ( .... )

(2)

إلا الإسلام.

وقال المشركون:

ما أصاب بصرها إلا اللات والعزى. فقالت: كلا والله ما هو كذلك فرد الله عليها بصرها.

1631 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس ثنا أحمد ثنا يونس عن ابن إسحاق قال: فحدثني رجال من آل عمار بن ياسر أن سمية أم عمار عذبها هذا الحي من بني المغيرة على الإسلام وهي تأبى حتى قتلوها وكان النبي صلى الله عليه وسلم يمر بعمار وأبيه وأمه وهم يعذبون بالأبطح في رمضاء مكة فيقول:

صبرا يا آل ياسر فإن موعدكم الجنة.

1632 -

أخبرنا محمد بن موسى بن الفضل أنا عبد الله بن الصفار ثنا

(1)

غير واضح.

(2)

كلمة غير واضحة.

1631 -

أخرجه المصنف من طريق الحاكم (3/ 383).

1632 -

أخرجه الترمذي (2472) عن عبد الله بن عبد الرحمن عن روح بن أسلم أبو حاتم البصري عن حماد بن سلمة-به.

وقال الترمذي حسن غريب.

ص: 239

أحمد بن محمد البرني القاضي ثنا محمد بن كثير العبدي ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لقد أخفت في الله عز وجل وما يخاف أحد ولقد أوذيت في الله عز وجل وما يؤذى أحد ولقد أتى عليّ وعلى بلال ثلاثون ما بين يوم وليلة وما لي من طعام يأكله ذو كبد إلا شيء يواريه إبط بلال.

والأحاديث في هذا المعنى كثيرة قد ذكرنا بعضها في كتاب دلائل النبوة وحين شكوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما يصيبهم تخذاللا.

وسألوا الدعاء لكشف ذلك عنهم.

1633 -

أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنا أبو عبد الله بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب أنا جعفر بن عون أنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن خباب قال:

شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد ببردة له وهو في ظل الكعبة فقلنا ألا تدعو الله لنا ألا تستنصر الله لنا.

قال: فجلس محمرا وجهه ثم قال: والله إن كان ممن قبلكم ليؤخذ الرجل فتحفر له الحفرة فيوضع المنشار على رأسه فيشق اثنتين ما يصرفه عن دينه ويمشط بأمشاط الحديد ما بين عظمه ولحمه ما يصرفه ذلك عن دينه وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب منكم من صنعاء إلى حضرموت لا يخشى إلا الله عز وجل أو الذئب على غنمه ولكنكم قوم تعجلون.

أخرجاه في الصحيح من وجه آخر عن إسماعيل.

1634 -

أبو عبد الله الحافظ أنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصنعاني ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة أنا ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

كان ملك ممن كان قبلكم وكان له ساحر فلما كبر الساحر قال الساحر:

1633 - أخرجه البخاري (12/ 315 - 316 - فتح) عن مسدد عن يحيى عن إسماعيل-به.

والحديث غير موجود في صحيح مسلم وانظر تحفة الاشراف.

1634 -

أخرجه مسلم (4/ 2299 - 2301) عن هداب بن خالد عن حماد-به.

ص: 240

إني قد كبرت سني وحضر أجلي فادفع إليّ غلاما فلأعلمه السحر فدفع إليه غلاما وكان يعلمه السحر وكان بين الملك وبين الساحر راهب فأتى الغلام على الراهب يسمع من كلامه فأعجبه نجوه وكلامه فكان إذا أتى الساحر ضربه ويقول ما حبسك فإذا أتى أهله جلس عند الراهب فيبطئ على أهله فإذا أتى أهله ضربوه وقالوا ما حبسك.

فشكا ذلك إلى الراهب فقال إذا أراد الساحر أن يضربك فقل حبسني أهلي فإذا أراد أهلك أن يضربوك فقل حبسني الساحر قال: فبينما هم كذلك إذ أتى يوما على دابة فظيعة عظيمة قد حبست الناس فلا يستطيعون أن يجوزوا فقال: اليوم أعلم أمر الراهب أحب إلى الله أم أمر الساحر فأخذ حجرا فقال:

اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك وأرضى لك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يجوزوا الناس ورماها فقتلها ومضى الناس فأخبر الراهب بذلك فقال أي بني أنت أفضل مني وإنك ستتبتلى فإن ابتليت فلا تدل عليّ.

فكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص وسائر الأدواء وسقمهم.

وكان جليس للملك فعمي فسمع به فأتاه بهدايا كثيرة فقال اشفني ولك ما ههنا أجمع فقال ما أشفي أنا أحدا إنما يشفي الله فإن أردت دعوت الله فشفاك فآمن فدعا له فشفاه ثم أتى الملك فجلس معه نحو ما كان يجلس فقال له الملك يا فلان من رد عليك بصرك قال: ربي. قال: أنا قال: لا ولكن ربي وربك الله.

قال: أو لك رب غيري. قال نعم فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام فبعث إليه فقال أي بني قد بلغ من سحرك أنك تبرئ الأكمه والأبرص وهذه الأدواء فقال: ما أشفي أنا أحدا إنما يشفى الله.

قال: أنا. قال لا. قال: أو إن لك رب غيري.

قال: نعم ربي وربك الله فأخذه أيضا بالعذاب فلم يزل به حتى دل على الراهب فأتى الراهب. فقال: ارجع عن دينك فأبى. فوضع المنشار في مفرق رأسه حتى وقع شقاه إلى الأرض. فقال للغلام ارجع عن دينك فأبى فبعث به مع نفر إلى جبل كذا وكذا. وقال: إذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه وإلا

ص: 241

فاطرحوه من فوقه فذهبوا به فلما علوا به الجبل. قال:

اللهم اكفنيهم بما شئت فرجف بهم الجبل فتدهدهوا أجمعون وجاء الغلام يمشي حتى دخل على الملك. فقال: ما فعل أصحابك. فقال: كفانيهم الله.

قال: فبعث به مع نفر في قرقور وقال: إذا لججتم به البحر فإن رجع عن دينه وإلا فغرّقوه فلججوا به البحر. فقال الغلام: اللهم اكفنيهم بما شئت فغرقوا أجمعون وجاء الغلام يمشي حتى دخل على الملك فقال: ما فعل أصحابك.

فقال كفانيهم الله.

ثم قال للملك إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما أمرك، فإن فعلت ما أمرك به قتلتني وإلا فإنك لن تستطيع قتلي.

قال: وما هو.

قال: تجمع الناس في صعيد ثم تصلبني على جذع وتأخذ سهما من كنانتي ثم قل بسم الله رب الغلام فإنك إذا فعلت ما آمرك به قتلتني وإلا فإنك لن تستطيع قتلي ففعل ووضع السهم في كبد قوسه ثم رمى فقال:

بسم الله رب الغلام فوقع السهم في صدغه فوضع الغلام يده على موضع السهم ومات.

فقال الناس: آمنا برب الغلام.

فقيل: للملك أرأيت ما كنت تحذر قد والله نزل بك قد آمن الناس كلهم فأمر بأفواه السكك فخدت فيها الأخدود وأضرمت فيها النيران وقال: من رجع عن دينه فدعوه وإلا فاقحموه فيها فكانوا يتقاعدون فيها ويتدافعون.

فجاءت امرأة بابن لها ترضعه فكأنها تقاعست أن تقع في النار.

فقال الصبي: يا أمّه اصبري فإنك على الحق.

رواه مسلم في الصحيح عن هدبة بن خالد عن حماد وقال في الموضعين وجاء الغلام يمشي حتى دخل على الملك وقال قد انكفأت بهم السفينة فغرقوا.

ص: 242

ورواه معمر عن ثابت بإسناده وقال في آخره فجعلهم في الأخدود.

قال الله عز وجل:

{قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ. النّارِ ذاتِ الْوَقُودِ} . حتى بلغ العزيز الحميد قال:

وأما الغلام فإنه دفن فذكر أنه خرج في زمان عمر بن الخطاب واصبعه على صدغه كما وضعها حين قتل.

1635 -

أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ثنا الصغاني

(1)

ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا عبد الرزاق أنا معمر فذكره بمعناه يزيد وينقص قال: عبد الرزاق والأخدود بنجران.

1636 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا محمد بن صالح بن هانئ ثنا الحسين بن الفضل البجلي ثنا عفان بن مسلم ثنا حماد بن سلمة أنا عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسري بي مرت بي رائحة طيبة فقلت: ما هذه الرائحة؟ قالوا: هذه رائحة ماشطة ابنة فرعون وأولادها كانت تمشطها فوقع المشط من يدها فقالت: بسم الله.

فقالت ابنته: أبي؟ فقالت: لا بل ربي وربك ورب أبيك.

فقالت: أخبر بذلك أبي؟ قالت: نعم، وأخبرته.

فدعا بها وبولدها. فقال الك رب غيري؟

قالت: نعم ربي وربك الله.

وأظنه قال: فأمر بنقرة من نحاس فاحميت ثم أمر بها فتلقى فيها فقالت:

لي إليك حاجة. قال: وما هي؟

قالت: أن تجمع عظامي وعظام ولدي فتدفنه جميعا.

فقال: ذلك لك لما لك علينا من الحق فأتى بأولادها فألقى واحدا واحدا

(1)

في الأصل أبو عبد الله الحافظ الصغاني والصحيح أبو عبد الله الحافظ ثنا الصغاني وهو أبو عبد الله الصغاني.

1636 -

أخرجه الحاكم (2/ 496) بنفس الإسناد وصححه ووافقه الذهبي.

ص: 243

حتى إذا كان آخر ولدها وكان صبيا مرضعا.

فقال: اصبري يا أماه فإنك على الحق ثم ألقيت مع ولدها.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتكلم أربعة وهم صغار هذا وشاهد يوسف وصاحب جريج وعيسى ابن مريم عليه السلام.

1637 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني ثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا يزيد بن هارون (ح).

وأخبرنا أبو بكر الحيري أنا حاجب بن أحمد ثنا محمد بن حماد ثنا يزيد بن هارون أنا سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان قال: كانت امرأة فرعون تعذب بالشمس فإذا انصرفوا عنها أظلتها الملائكة باجنحتها وكانت ترى بيتها في الجنة» لفظهما سواء.

1638 -

أخبرنا أبو عبد الله أنا أبو عبد الله الصغاني ثنا إسحاق بن إبراهيم أنا عبد الرزاق أنا معمر عن ثابت عن أبي رافع قال: وتّد فرعون لامرأته أربعة أوتاد ثم حمل على بطنها رحى عظيمة حتى ماتت.

1639 -

أخبرنا أبو الحسين محمد بن الفضل القطان أنا أبو سهل بن زياد القطان ثنا سعيد بن عثمان الأحواذي ثنا عبد الله بن معاوية الجمحي.

وأخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة أنا أبو محمد يحيى بن منصور القاضي ثنا أبو الفضل أحمد بن سلمة ثنا عبد الله بن معاوية الجمحي ثنا عبد العزيز بن محمد القسملي ثنا ضرار بن عمرو عن أبي رافع قال: وجه عمر بن الخطاب رضي الله عنه جيشا إلى الروم وفيهم رجلا يقال له عبد الله بن حذافة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فأسره الروم فذهبوا به إلى ملكهم.

فقالوا: إن هذا من أصحاب محمد. فقال له الطاغية هل لك أن تتنصر واشركك في ملكي وسلطاني؟

فقال له عبد الله لو اعطيتني جميع ما تملك وجميع ما ملكته العرب.

1637 - أخرجه الحاكم (2/ 496) بنفس الإسناد وصححه ووافقه الذهبي.

1638 -

عزاه السيوطي في الدر المنثور إلى عبد بن حميد.

1639 -

انظر حياة الصحابة (1/ 302) ط/دار القلم.

ص: 244

وفي رواية القطان وجميع مملكة العرب على أن ارجع عن دين محمد صلى الله عليه وسلم طرفة عين ما فعلت.

قال: إذا أقتلك. قال: أنت وذاك.

قال: فأمر به فصلب وقال: للرماة ارموه قريبا من يديه قريبا من رجليه وهو يعرض عليه وهو يأبى ثم أمر به فأنزل ثم دعا بقدر وصب فيها ماء حتى احترقت ثم دعا بأسيرين من المسلمين فأمر بأحدهما فألقي فيها وهو يعرض عليه النصرانية وهو يأبى ثم أمر به أن يلقى فيها فلما ذهب به بكى. فقيل له: إنه بكى فظن أنه رجع فقال: ردّوه فعرض عليه النصرانية فأبى.

قال: فما أبكاك إذا؟

قال: أبكاني أني قلت في نفسي تلقى الساعة في هذا القدر فتذهب فكنت اشتهى أن يكون بعدد كل شعرة في جسدي نفس تلقى في الله عز وجل.

قال له الطاغية: هل لك أن تقبل رأسي وأخلّي عنك؟ قال عبد الله وعن جميع أساري المسلمين قال: وعن جميع أسارى المسلمين.

قال عبد الله: فقلت في نفسي عدو من أعداء الله أقبل رأسه يخلّي عني وعن أسارى المسلمين لا أبالي. فدنا منه وقبل رأسه فدفع إليه الأساري فقدم بهم على عمر فأخبر عمر خبره فقال عمر: حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حذافة وأنا أبدأ فقام عمر فقبل رأسه.

قال أحمد بن سلمة سألني عن هذا الحديث محمد بن مسلم ومحمد بن أدريس وقالا لي ما سمعنا بهذا الحديث قط.

1640 -

أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنا أبو الفضل عبدوس بن الحسين بن منصور النيسابوري ثنا أبو حاتم الرازي الأنصاري حدثني حميد الطويل عن أنس بن مالك قال:

كان الرجل يجيء فيسأله يعني النبي صلى الله عليه وسلم عن الشيء من أمر الدنيا فما يمسي حتى يكون الإسلام أحب إليه أو أعز عليه من الدنيا.

ص: 245

1641 -

أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي وأبو نصر بن قتادة قالا أنا أبو محمد يحيى بن منصور القاضي ثنا علي بن جعفر بن نصر ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاه غنما بين جبلين فأتى قومه فقال أي قوم أسلموا فو الله إن محمدا يعطي عطاء رجل لا يخاف الفاقة وإن الرجل ليجيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما يريد إلا الدنيا فما يمشي حتى يكون دينه أحب إليه أو أعز عليه من الدنيا بما فيها.

أخرجه مسلم من حديث يزيد بن هارون عن حماد.

1642 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب أنا عبد الوهاب هو ابن عطاء أنا أبو سعيد هو ابن أبي عروبة وهشام بن سنبر هو الدستوائي عن قتادة عن يونس بن جبير قال: شيعنا جنديا فقلنا أوصنا.

فقال: أوصيكم بالقرآن فإنه نور الليل المظلم وهدي النهار فاعملوا به على ما كان من جهد وفاقة فإن عرض بلاء فاجعل ذلك دون نفسك فإن جاوزك البلاء فاجعل نفسك دون دينك فإن المحرور من حرر دينه وإن المسلوب من سلب دينه لأنه لا فقر بعد الجنة ولا غنى بعد النار إن النار لا يفك أسيرها ولا يستغني فقيرها.

1643 -

أخبرنا أبو الحسين الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان حدثني عقبة بن مكرم عن سعيد بن عامر عن أبيّ بن كعب قال: أردت أن أخرج إلى الفتنة قال: قلت للحسن أوصني قال: أعز أمر الله أينما كنت يعزك الله.

رواه جعفر بن سليمان عن أبيّ.

1644 -

أخبرنا أبو علي الروذباري أنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن علي الوراق ثنا أبو النعمان ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن الحسن قال:

1641 - أخرجه مسلم (4/ 1806) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن يزيد بن هارون عن حماد-به.

ص: 246

إن الله عز وجل لو شاء لو كل هذا الأمر إلى العباد أو الناس فقال: من اجتهد لي جزيته ولكن أمر بأمر ونهى عن أمر ثم قال: اجتهدوا فيما أمرتكم.

1645 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا الحسن بن محمد بن إسحاق قال:

سمعت أبا عثمان الخياط يقول سمعت ذا النون يقول:

ثلاثة من أعمال المراقبة ايثار ما أنزل الله وتعظيم ما عظم الله وتصغير ما صغر الله قال:

وثلاثة من أعلام الاعتزاز بالله التكاثر بالحكمة وليس بالعشيرة والاستعانة بالله وليس بالمخلوقين والتذلل لأهل الدين في الله وليس لأبناء الدنيا.

1646 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو نصر محمد بن علي وأبو عبد الرحمن السلمي قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا عبد الله بن هلال بن الفرات ثنا أحمد بن أبي الحواري ثنا أبو جعفر البجلي ثنا قبيصة عن سفيان قال: لما جاء البشير إلى يعقوب عليه السلام قال: على أي دين تركت يوسف قال: على الإسلام قال: الآن تمت النعمة.

1647 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو جعفر محمد بن أحمد الرازي ثنا على بن الحسين بن شهريار الرازي ثنا سليمان بن منصور بن عمار حدثني محمد بن (عبد الوهاب)

(1)

عن سفيان الثوري قال: لما التقى يعقوب ويوسف عانق كل واحد منهما الآخر وبكى فقال يوسف: يا أبه بكيت عليّ حتى ذهب بصرك ألم تعلم أن القيامة تجمعنا قال: بلى يا بني ولكني خشيت أن تسلب دينك فيحال بيني وبينك.

1648 -

وقال سليم: وبلغني أن أول من قال بيت شعر يعقوب النبي عليه السلام لما أخبروه.

فصبر جميل للذي جئتم به

وحسبي إلهي من المهمات كافيا

1649 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو جعفر محمد بن عبد الله

1646 - أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 67) من طريق خلق بن تميم عن سفيان-به.

(1)

في الأصل (عبد) وبعده بياض.

ص: 247

البغدادي ثنا علي بن المبارك الصغاني ثنا محمد بن إسماعيل الصغاني ثنا سفيان قال: قال أبو حازم لجلسائه وحلف لهم لقد رضيت منكم أن يبقى أحدكم على دينه كما يبقى علي نعله.

1650 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني جعفر بن محمد بن كثير قال:

سمعت الجنيد يقول: احتم لدينك أشد ما تحتمي (لعينك)

(1)

1651 -

أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: سمعت أحمد بن علي بن الحسن المقري يقول سمعت محمد بن غالب تمتام يقول كتب إبراهيم بن أدهم إلى سفيان الثوري من عرف ما يطلب هان عليه ما يبذل ومن أطلق بصره طال أسفه ومن أطلق أمله ساء عمله ومن أطلق لسانه قتل نفسه.

1652 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني علي بن محمد المروزي أخبرني أبو علي الحسن بن محمد الزاهد حدثني أحمد بن يونس البغدادي قال: سمعت السري بن المغلس يقول: سمعت كلمة انتفعت بها من خمسين سنة كنت أطوف بالبيت بمكة فإذا رجل جالس تحت الميزاب وحوله جماعة فسمعته يقول لهم:

أيها الناس من علم ما طاب هان عليه ما بذل.

1653 -

سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول سمعت يوسف بن عمر الزاهد يقول: سمعت محمد بن حسين الأجري يقول سمعت عبد الله بن محمد العطشي يقول سمعت المعمرة يقول من ذاق حلاوة عمل صبره على تجرع مرارة طرقه ومن طالت عبرته استلذ ذوقه واستوحش ممن يشغله.

1654 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا عفان ثنا سلام بن مسكين ثنا عمران بن عبد الله قال: أرى نفس سعيد بن المسيب كانت أهون عليه في الله من نفس ذباب.

1655 -

وأخبرنا أبو عبد الله أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأصبهاني الزاهد ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد قال: كان سعيد بن المسيب يكثر أن يقول: اللهم سلم سلم.

(1)

غير واضح في الأصل.

ص: 248

1656 -

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن الغضائري (

)

(1)

ثنا جعفر بن محمد بن نصير ثنا أحمد بن محمد بن مسروق ثنا عمر بن شبة ثنا سعيد بن عامر ثنا حزم بن أبي حزم القطعي قال: قال ميمون بن سياه:

لا تمهر الدنيا دينك فإن من أمهر الدنيا دينه زفت إليه الندم.

1657 -

وأخبرنا أبو عبد الله الغضائري ثنا أحمد بن سلمان النجاد ثنا محمد بن الهيثم قال: سمعت القعنبي يقول قال: مالك بن أنس لرجل يا هذا أما تلاعبت قال تلاعبن بدينك.

(1)

كلمة غير واضحة وهذه الكلمة اسم بلد.

ص: 249

السابع عشر من شعب الإيمان

وهو باب في طلب العلم

والعلم إذا أطلق علم الدين وهو ينقسم أقساما:

فمنها: علم الأصل وهو معرفة البارئ جل ثناؤه وقد تقدم القول فيها.

ومنها: معرفة ما جاء عن الله عز وجل. ودخل في هذا علم النبوة وما تميز به النبي صلى الله عليه وسلم عن النبيين وعلم أحكام الله وأقضيته.

ومنها: معرفة ما يطلب علم الأحكام فيه وهو الكتاب والسنة نصوصها ومعانيها وتمييز مراتب النصوص والناسخ والمنسوخ والاجتهاد في ادراك المعاني وتمييز وجوه القياس وشروطه ومعرفة أقاويل السلف من الصحابة والتابعين ومن دونهم وتمييز الاجتماع والاختلاف.

ومنها: معرفة ما به يمكن طلب الأحكام في الكتاب والسنة وهو العلم بلسان العرب وعاداتها في مخاطباتها.

وتمييز مراتب الأخبار لينزل كل خبر منزلته ويوفي بحسبها حقه.

ثم ساق الكلام في البيان قال:

وينبغي لمن أراد طلب العلم ولم يكن من أهل لسان العرب أن يتعلم اللسان أولا ويتدرب فيه ثم يطلب علم القرآن الكريم فلن تتضح له معاني القرآن إلا بالآثار والسنن ولا معاني السنن والآثار إلا بأخبار الصحابة ولا أخبار الصحابة إلا بما جاء عن التابعين. فإن علم الدين هكذا أدى إلينا فمن أراده فليتدرج إليه بدرجة فيكون قد أتى الأمر من بابه وقصده من وجهه فإذا بلّغه الله درجة المجتهدين فلينظر في أقاويل المختلفين وليختر منها ما يراه أرجح وأقوم وليقس ما يحدث وينوب على أشبه الأصول وأولاها به.

1658 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنا

1658 - رسالة الشافعي (ص 357) وما بعدها.

ص: 251

الربيع بن سليمان أنا الشافعي رحمه الله قال: العلم علمان: علم عامة لا يسع العاجز مغلوب على عقله جهله مثل أن الصلوات خمس وأن الله فرض على الناس صوم شهر رمضان وحج البيت إن استطاعوا وزكاة في أموالهم وأنه حرم عليهم الزنا والقتل والسرقة والخمر وما كان في معنى هذا مما كلف العباد أن يفعلوه ويعلموه ويعظموه من أنفسهم وأموالهم وأن يكفوا عنه مما حرم عليهم منه وهذا صنف من علم موجود نصا في كتاب الله عز وجل أو موجودا عاما عند أهل الإسلام ينقله عوامهم عمن مضى من عوامهم يحكونه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا ينازعون في حكايته ولا وجوبه عليهم هذا العلم العام الذي لا يمكن فيه الغلط من الخبر ولا التأويل ولا يجوز فيه التنازع.

والوجه الثاني: ما ينوب العباد من فروع الفرائض وما يخص من الأحكام وغيرها مما ليس فيه كتاب ولا في أكثره نص سنة وإن كانت في شيء منه سنة فإنما هي من أخبار الخاصة لا أخبار العامة وما كان منه محتمل التأويل ويستدرك قياسا وهذه درجة من العلم ليس يبلغها العامة ولم يكلفها كل الخاصة ولا يحتمل بلوغها من الخاصة ولا يسعهم كلهم كافة أن يعطلوها وإذا قام بها من خاصيتهم من فيه الكفاءة لم يخرج غيره ممن تركها إن شاء الله تعالى والفضل فيها لمن قام بها على من عطلها واحتج بقول الله عز وجل:

{وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً} الآية.

وجعل الشافعي رضي الله عنه مثال ذلك الجهاد في سبيل الله عز وجل والصلاة على الجنازة ودفن الموتى ورد السّلام.

1659 -

وروينا في كتاب المدخل عن ابن عباس أنه قال في هذه الآية:

يعني السرايا تنفر عصبة وتقعد عصبة ليتفقهوا في الدين يقول: تعلموا ما أنزل الله على نبيهم صلى الله عليه وسلم ويعلمون السرايا إذا رجعت إليهم لعلهم يحذرون.

1660 -

أخبرنا أبو محمد بن يوسف ثنا أبو سعيد أحمد بن زياد البصري بمكة ثنا عباس بن محمد الدوري ثنا محمد بن بشر عن هشام بن عروة عن أبيه

1660 - أخرجه البخاري (1/ 36) ومسلم (4/ 2058) من طريق هشام-به.

وأخرجه مسلم (4/ 2058) عن أبي كريب عن أبي أسامة وغيره-به.

ص: 252

عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم (ح).

وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان وأبو عبد الله الحسين بن الحسن الغضائري قالا ثنا إسماعيل بن محمد الصفار (ح).

وأخبرنا أبو محمد بن يوسف املاء أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري قالا ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه قال سمعت عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلماء فإذا لم يبق عالم» وفي رواية الصفار «حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فافتوا بغير علم فضلوا وأضلوا» .

1661 -

وحدثنا أبو محمد الأصبهاني أنا أبو سعيد ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا جعفر بن عون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم.

هذا الحديث رواه مسلم في الصحيح عن أبي كريب عن أبي أسامة.

وأخرجاه من وجه آخر عن هشام.

وفي تحذير رفع العلم دليل على وجوب طلبه وتحريض عليه ..

1662 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال سمعت أبا بكر بن المؤمل يقول ثنا الفضل بن محمد الشعراني ثنا النفيلي ثنا عباد بن العوام عن هلال بن خباب قال: سألت سعيد بن جبير ما علامة هلاك الناس؟ قال:

إذا هلك علماؤهم.

1663 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة

1661 - أخرجه البخاري (1/ 36) ومسلم (4/ 2058) من طريق هشام-به.

1662 -

النفيلي هو عبد الله بن محمد.

1663 -

أخرجه ابن عدي (1/ 182) والعقيلي (1/ 230) وفيه أبو عاتكة طريف بن سليمان منكر الحديث. وقال ابن حبان حديث باطل لا أصل له.

وهذا الحديث له طريق كثيرة وانظر تنزيه الشريعة (1/ 258) جامع بيان العلم (1/ 7 و 8) تاريخ بغداد (9/ 314).

ص: 253

الشيباني ثنا محمد بن علي بن عفان (ح).

وأخبرنا أبو محمد الأصبهاني أنا أبو سعيد بن زياد ثنا جعفر بن عامر العسكري قالا ثنا الحسن بن عطية عن أبي عاتكة وفي رواية أبي عبد الله ثنا أبو عاتكة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«اطلبوا العلم ولو بالصين فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم» .

هذا الحديث شبه مشهور وإسناده ضعيف وقد روي من أوجه كلها ضعيفة.

1664 -

أخبرنا أبو عبد الله ثنا أبو العباس الأصم ثنا العباس بن محمد ثنا أبو النضر هاشم بن القاسم ثنا المستلم بن سعيد عن زياد بن عامر عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: طلب العلم فريضة على كل مسلم والله يحب إغاثة اللهفان.

1665 -

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي المقرئ أنا الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا محمد بن أبي بكر ثنا حسان بن سياه ثنا ثابت عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: طلب العلم فريضة على كل مسلم.

1666 -

أخبرنا أبو محمد بن يوسف ثنا أبو سعيد بن الأعرابي ثنا العباس بن عبد الله الترقفي ثنا رواد بن الجراح عن عبد القدوس عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم. قال: لم أسمع من أنس بن مالك إلا حديثا واحدا سمعته يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«طلب العلم فريضة على كل مسلم» .

1667 -

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي الأسفرايني ثنا أبو

1664 - أخرجه بن عبد البر في جامع البيان (1/ 8) من طريق زياد بن ميمون عن أنس.

1665 -

أخرجه ابن عبد البر في جامعه (1/ 7) من طريق حسان بن سياه-به وفيه زيادة.

1666 -

أخرجه ابن عبد البر (1/ 8) من طريق روّاد بن الجراح.

1667 -

قال الهيثمي في المجمع (1/ 120) رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن هاشم السمسار كذاب.

ص: 254

سهل بن زياد القطان ثنا الحسن بن مكرم ثنا يحيى بن هاشم ثنا (شهر)

(1)

عن عطية عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طلب العلم فريضة على كل مسلم.

1668 -

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي المقرئ أنا الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا المثنى بن بكر العطار ثنا عوف ثنا سليمان عن أبي الأحوص عن عبد الله قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«تعلموا القرآن وعلموه الناس وتعلموا العلم وعلموه الناس وتعلموا الفرائض وعلموها الناس فإني امرء مقبوض وإن العلم سيقبض حتى يختلف الرجلان في الفريضة لا يجدان من يخبرهما بها.

سليمان هذا هو ابن جابر وقد قيل: عن عوف عنه عن ابن مسعود وقيل:

عن عوف عمن حدثه عن سليمان.

1669 -

أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو عمرو بن السماك ثنا حنبل بن إسحاق ثنا بكار بن محمد ثنا عبد الله بن عون عن ابن سيرين عن الأحنف بن قيس قال: قال عمر:

تفقهوا قبل أن تسودوا.

1670 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا جعفر بن محمد بن نصير ثنا أحمد بن محمد بن مسروق ثنا محمد بن حميد عن أسباط بن محمد عن سفيان الثوري قال:

(1)

غير واضح بالأصل.

1668 -

قال الهيثمي في المجمع (4/ 223) رواه أبو يعلى والبزار وفي إسناده من لم أعرفه.

وأخرجه الدارقطني في سننه (4/ 81 - 82) من طريق عمرو بن حمران عن عوف-به.

وقال الدارقطني: تابعه جماعة عن عوف ورواه المثنى بن بكر عن عوف عن سليمان بن جابر عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا وقال الفضل بن ولهم عن عوف عن شهر عن أبي هريرة.

1669 -

قال العجلوني في كشف الخفاء (1/ 370) رواه البيهقي عن عمر من قوله وعلقه البخاري جازما به.

1670 -

كشف الخفاء (1/ 370).

ص: 255

من أسرع الرئاسة أضرّ بكثير من العلم ومن لم يسرع الرئاسة كتب ثم كتب ثم كتب.

1671 -

أخبرنا أبو عبد الله قال: وأنا جعفر قال: أنا أبا بكر بن داود يقول سمعت أبي يقول من كتب الحديث لنفسه لم يجود ومن كتب للناس جود.

1672 -

أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنا أبو الحسن السراج ثنا مطين ثنا عبد الجبار بن عاصم ثنا بقية بن الوليد عن أبي سعيد الوحاظي ثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«طلب العلم واجب على كل مسلم» .

1673 -

أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين العلوي ثنا عبدوس بن الحسين السمسار ثنا يوسف بن عبد الله بن ماهان الدينوري ثنا محمد بن كثير (ح).

وأخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فراس بمكة أنا أحمد بن إبراهيم بن محمد الضحاك ثنا أبو عبد الله ثنا علي بن عبد العزيز ثنا مسلم والقواريري قالا ثنا عامر بن أبي عامر الخزّاز ثنا أيوب بن موسى القرشي عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«ما نحل والد ولدا أفضل من أدب حسن.

لفظ حديث النبي صلى الله عليه وسلم غير أنه لم يقل الخزار. وقال العلوي في حديثه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ولم يقل القرشي وهو أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص.

1672 - أخرجه ابن عبد البر (1/ 8) من طريق بقية عن الأوزاعي عن إسحق-به

ومن طريق بقية عن أبي عبد السّلام الوحاظي عن إسحاق-به.

1673 -

أخرجه الترمذي (1952) والحاكم (4/ 263) من طريق عامر-به.

وقال الترمذي هذا حديث غريب لا تعرفه إلا من حديث عامر بن أبي عامر الخزاز وهو عامر بن صالح بن رستم الخزاز وأيوب بن موسى هو ابن عمرو بن سعيد بن العاص وهذا عندي مرسل.

والحديث صححه الحاكم وتعقبه الذهبي بأن عامر واه.

ص: 256

1674 -

أخبرنا أبو محمد بن فراس المكي بها أنا أبو عبد الله بن الضحاك ثنا علي بن عبد العزيز ثنا محمد بن عبد الله أبو يحيى ثنا مروان ثنا عاصم الأحول عن مورق العجلي قال: قال عمر:

تعلموا السنة والفرائض واللحن كما تتعلمون القرآن.

1675 -

أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي ببغداد ثنا أبو الحسن علي بن محمد بن الزبير الكوفي ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا زيد بن الحباب حدثني عبد الوارث بن سعيد العنبري حدثني أبو مسلم منذ خمسين سنة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: تعلموا العربية فإنها تزيد في المروءة.

المروءة.

1676 -

أخبرنا أبو محمد بن فراس ثنا أبو عبد الله بن الضحاك ثنا علي بن عبد العزيز ثنا ابن عمار ثنا عفيف هو ابن سالم عن عبد الوارث بن سعيد حدثني أبو مسلم رجل من أهل البصرة قال: قال عمر:

تعلموا العربية فإنها تثبت العقل وتزيد في المروءة.

1677 -

أخبرنا أبو القاسم الحرفي ثنا علي بن محمد بن الزبير ثنا الحسن بن علي ثنا زيد بن الحباب حدثني طلحة بن عمرو المكي ثنا عطاء بن أبي رباح قال: بلغني أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سمع رجلا يتكلم بالفارسية في الطواف فأخذ بعضده وقال ابتغ العربية سبيلا.

1678 -

وروينا عن عمر بإسناد غير قوي أنه مر على قوم يرمون.

فقال: بئس ما رميتم. قالوا: إنا قوم متعلمين.

1675 - أخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (1067) بنفس الإسناد.

1676 -

أخرجه أبو القاسم الحرفي في فوائده وابن المرزبان في كتاب المروءة والمصنف والخطيب في الجامع عن أبي مسلم البصري عن عمر.

ورواه ابن الأنباري في الايضاح من طريق مجاهد عن عمر (الكنز 9037).

1677 -

أخرجه أبو القاسم الحرفي والمصنف (الكنز 9038).

1678 -

أخرجه الخطيب في الجامع (1066).

ص: 257

فقال: والله لذنبكم في لحنكم أشد عليّ من ذنبكم في رميكم.

ورفع الحديث رحم الله رجلا أصلح من لسانه.

1679 -

وروينا عن أبي موسى أنه كتب إلى عمر من أبي موسى فكتب إليه عمر أن أجلد كاتبك سوطا.

1680 -

أخبرنا أبو القاسم بن عبيد الله بن عبد الله الحرفي ثنا علي بن محمد بن الزبير ثنا الحسن بن علي ثنا زيد بن الحباب ثنا أبو الربيع السمان ثنا عمرو بن دينار أن ابن عمر وابن عباس

(1)

رضي الله عنهما كانا يضربان أولادهما على اللحن.

1681 -

أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنا أبو الحسن الكارزي أنا علي بن عبد العزيز عن أبي عبيدة ثنا هشيم عن حصين عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يسئل عن القرآن فينشد فيه الشعر.

1682 -

وعن أبي عبيدة حدثني يحيى بن سعيد عن سفيان عن إبراهيم بن المهاجر عن مجاهد عن ابن عباس قال: كنت لا أدري ما فاطر السموات حتى آتاني أعرابيان يختصمان في بئر فقال أحدهما: أنا فطرتها أنا ابتدأتها.

1683 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا وكيع عن أسامة بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس قال: إذا قرأ أحدكم شيئا من القرآن فلم يدر ما تفسيره فليلتمسه في الشعر فإنه ديوان العرب.

1684 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ في فوائد الشيخ ثنا مكي بن بندار الزنجاني ببغداد ثنا محمد بن أحمد بن رجاء الحنفي بمصر ثنا هارون بن

1679 - أخرجه ابن الأنباري وابن أبي شيبة (الكنز 29550).

1680 -

أخرجه الخطيب في الجامع (1082) بنفس الإسناد.

(1)

في الأصل عمرو بن العاص رضي الله عنهما وما اثبتناه من الجامع لآداب الراوي للخطيب.

1684 -

أخرجه المصنف وابن عساكر وابن النجار (الكنز 29457).

ص: 258

محمد بن أبي الفيدام العسقلاني ثنا عثمان بن أبي طالوت الجحدري ثنا بشر بن عمرو بن العلاء حدثني أبي ثنا الذيال بن حرملة عن صعصعة بن صوحان قال:

جاء أعرابي إلى علي بن أبي طالب فقال: السّلام عليكم يا أمير المؤمنين كيف تقرأ هذا الحرف (لا يأكله إلا الخاطون) كل والله يخطو فتبسم علي رضي الله عنه وقال يا أعرابي: {لا يَأْكُلُهُ إِلاَّ الْخاطِؤُنَ}

قال: صدقت والله يا أمير المؤمنين ما كان الله ليسلم عبده ثم التفت على إلى أبي الأسود الدؤلي فقال إن الأعاجم قد دخلت في الدين كافة فضع للناس شيئا يستدلون به على صلاح ألسنتهم فرسم له الرفع والنصف والخفض (إلى هنا)

(1)

.

1685 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا الحسن بن علي بن أحمد الرناني بمرو ثنا أحمد بن جعفر بن محمد البغدادي قدم علينا ثنا أبو أمية الطرطوسي ثنا عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي أخبرني أبو زيد النحوي قال: قال رجل للحسن البصري ما تقول في رجل ترك أبيه وأخيه قال: الحسن ترك أباه وأخاه فقال الرجل فما لأباه وأخاه فقال الحسن فما لأبيه وأخيه فقال الرجل للحسن أراني كلما تابعتك خالفتني.

1686 -

أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبدان الشروطي حدثنا أبو العباس الأصم ثنا أبي قلابة ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا حريث بن السائب قال: شهدت الحسن فأتاه رجل فقال: يا أبو سعيد قال:

كسب الدوانيق سفلك أن تقول يا أبا سعيد.

1687 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس الأصم ثنا السري بن يحيى ثنا عثمان بن زفر ثنا حبان بن علي عن ابن شبرمة قال: ما عبر الرجال بعبارة أرقى من العربية.

1688 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا بكر الإسماعيلي يقول أخبرني المرزباني حدثني محمد بن الفضل حدثني الرياشي قال: مر الأصمعي برجل يدعو ويقول في دعائه يا ذو الجلال والإكرام فقال له الأصمعي

(1)

الحديث في كنز العمال دون قوله إلى هنا.

ص: 259

هذا ما اسمك فقال أنت فقال الأصمعي: ( ...... )

(1)

يناجي ربه باللحن (كافاك)

(2)

إذا دعاه لا نحوت.

1689 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو سعيد المؤدب ثنا العباس بن الفضل المحمدأباذي ثنا أبو حاتم الرازي قال: ذكر علي بن الجعد عن شعبة قال: قال: إذا كان المحدث لا يعرف النحو فهو كالحمار يكون على رأسه مخلاة ليس فيها شعير.

1690 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا أحمد محمد بن محمد بن علي الفهري البغدادي يقول سمعت الحسن بن سفيان يقول:

سمعت حسان بن موسى يقول سمعت عبد الله بن المبارك يقول لا يبتلى الرجل بنوع من العلوم ما لم يزين علمه بالأدب.

1691 -

أخبرنا محمد بن أبي المعروف الفقيه أنا أبو سهل الاسفرايني ثنا أبو جعفر الحذاء ثنا علي بن المديني ثنا حماد بن زيد ثنا يحيى بن عتيق قال:

قلت للحسن: يا أبا سعيد الرجل يتعلم العربية يلتمس بذلك حسن المنطق ويقيم بها قراءته قال: حسن تعلمها كان الرجل يقرأ الآية فيعني بوجهها فيهلك بها.

1692 -

أخبرنا أبو محمد السكري ببغداد ثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ثنا جعفر بن محمد بن الأزهر ثنا الغلابي ثنا الواقدي عن أبي الزناد عن أبيه قال: ما تزندق بالشرق إلا جهلاء بكلام العرب وعجمة قلوبهم.

1693 -

أخبرنا أبو محمد ثنا محمد بن عبد الله الشافعي ثنا جعفر بن محمد ثنا الغلابي ثنا أبيّ قال: قال سفيان بن عيينة: من أحق الناس بطلب العلم قالوا: قل يا أبا محمد قال: العالم لأن الجهل ليس (

)

(3)

أقبح منه بالعالم.

1694 -

قال حدثنا الغلابي ثنا أبو سهل المدايني قال: قال سفيان وسأله

(1)

بياض بالأصل.

(2)

غير واضح بالأصل.

(3)

-كلمة غير واضحة.

ص: 260