المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر فاتحة الكتاب - شعب الإيمان - ت زغلول - جـ ٢

[أبو بكر البيهقي]

فهرس الكتاب

- ‌فصلقال البيهقي رحمه الله:

- ‌الفصل الثانيقال الحليمي رحمه الله:

- ‌ذكر فصول في الدّعاء يحتاج إلى معرفتها

- ‌فصل في شرف أصله وطهارة مولده صلى الله عليه وسلم

- ‌فصلفي أسمائه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل«في إشادة الله عز وجل بذكر محمّد صلى الله عليه وسلم قبل أن يخلقه»

- ‌فصل في خلقالرسول صلى الله عليه وسلم وخلقه

- ‌فصل في بيان النبي صلى الله عليه وسلم وفصاحته

- ‌فصلفي حدب النبي صلى الله عليه وسلم على أمته ورأفته بهم

- ‌فصلفي زهد النبي صلى الله عليه وسلم وصبره على شدائد الدنيا

- ‌فصل في براءة نبينا صلى الله عليه وسلم في النبوة

- ‌فصل في معنى الصلاةعلى النبي صلى الله عليه وسلم والمباركة والرحمة

- ‌فصل في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في فضل العلم وشرف مقداره

- ‌فصلقال: وينبغي لطالب العلم أن يكون تعلمه وللعالم أن يكون تعليمه لوجهالله تعالى

- ‌فصل في تعليم القرآن

- ‌فصل في «إدمان تلاوة القرآن»

- ‌فصل(1)في«إحضار القارئ قلبه ما يقرأه والتفكر فيه»

- ‌فصلفي «البكاء عند قراءة القرآن»

- ‌فصل في «استحباب التكبير عند الختم»

- ‌فصل في الوقوف عند ذكرالجنة والنار والمسئلة والاستعاذة

- ‌فصل في «الإعتراف لله تعالىبما يخبر به عن نفسه»

- ‌فصل في السجود وفي آيات السجدة

- ‌فصل في حظر القراءة على الجنب والحائض

- ‌فصل في حمل المصحف ومسه

- ‌فصل في السواك لقراءة القرآن

- ‌فصل في لبس الحسن من الثيابوالتطيب لقراءة القرآن

- ‌فصل في الجهر بقراءة القرآنفي صلاة الليل

- ‌فصل في كراهية قطع القرآن لمكالمة الناس

- ‌فصل في تحسين الصوت بالقراءة والقرآن

- ‌فصل في ترتيل القراءة

- ‌فصل في مقدار ما يستحب فيه القراءة

- ‌فصل في تعليم القرآن

- ‌فصل في قراءة القرآن بالقراءات المستفيضةدون الغرائب والشواذ وذلك لأن في المشهور المستفيضمندوحة عن ما لا يمكن القطع بأنه من عند الله عز وجل

- ‌فصل في قراءة القرآن من المصحف

- ‌فصل في استحباب القراءة في الصلاة

- ‌فصل في استحبابنا للقارئ عرض القرآنفي كل سنة على من هو أعلم منه

- ‌فصل في الاستكثار من القراءة في شهر رمضانوذلك لأنه شهر القرآن

- ‌فصل في ترك المماراة في القرآن

- ‌فصل في ترك التفسير بالظن

- ‌فصل في صيانة المسافربمصاحف القرآن إلى أرض العدو

- ‌فصل في قراءة القرآن بالتفخيم والإعراب

- ‌فصل في ترك خلط سورة بسورة

- ‌فصل في إستيفاء كل حرف أثبته قارئ إمام

- ‌فصل في إبتداء السورة بالتسمية سوى سورة (براءة)والدليل على أنها آية تامة من فاتحة الكتاب

- ‌فصل في فضائل السور والآيات

- ‌ذكر فاتحة الكتاب

- ‌ذكر سورة البقرة وآل عمران

- ‌تخصيص آية الكرسي بالذكر

- ‌تخصيص خواتم سورة البقرة بالذكر

- ‌ذكر السبع الطوال

- ‌ذكر سورة الأنعام

- ‌ذكر سورة الأعراف والتوبة والنور

- ‌ذكر سورة هود

- ‌ذكر الآية الجامعة للخير والشر في سورة النحل

- ‌ذكر سورة الكهف

- ‌ذكر سورة بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء

- ‌ذكر سورة الحج وسورة النور في سور سواها

- ‌ذكر سورة ألم تنزيل السجدة وتبارك الذي بيده الملك

- ‌ذكر سورة يس

- ‌ذكر سورة بني إسرائيل والزمر

- ‌ذكر الحواميم

- ‌ذكر سورة الفتح

- ‌ذكر المفصل

- ‌تخصيص سور منها بالذكر

- ‌تخصيص سورة الملك بالذكر

- ‌تخصيص سورة إذا زلزلت بالذكر مع ما ذكر قبلهمن ذوات آلر وحم والمسبحات

- ‌ذكر ألهاكم التكاثر

- ‌ذكر سورة قل يا أيها الكافرون

- ‌تخصيص سورة النصر بالذكر

- ‌تخصيص سورة الإخلاص بالذكر

- ‌تخصيص المعوذتين بالذكر

- ‌فصل فيالاستشفاء بالقرآن

- ‌فصل فيتقطيع آية آية في القرآن

- ‌فصل فيالتكثر بالقرآن والفرح به

- ‌فصل في«رفع الصوت بالقرآن إذا لم يتأذى به أصحابه أو كان وحدهأو كانوا يستمعون له»

- ‌فصل فيترك المباهاة بقراءة القرآن

- ‌فصل في ترك قراءة القرآن في المساجد والأسواقليعطى ويستأكل به

- ‌فصل في[ترك] قراءة القرآن في الحمام والكنيفوالمواضع القذرة تعظيما للقرآن

- ‌فصل فيترك التعمق في القرآن

- ‌فصل فيتعظيم المصحف بأن لا يحمل فوقه متاعولا ينبذ حيث اتفق

- ‌فصل فيتفخيم قدر المصحف وتفريج خطه

- ‌فصل فيإفراد المصحف للقرآن وتجريدهفيه عما سواه

- ‌فصل فيتنوير موضع القرآن

الفصل: ‌ذكر فاتحة الكتاب

من (

)

(1)

من بسم الله الرحمن الرحيم متعبدا فصلاته فاسدة لأن الحمد سبع آيات.

2343 -

وقال ابن المبارك من ترك بسم الله الرحمن الرحيم فقد ترك مائة وثلاث عشر آية من كتاب الله.

‌فصل في فضائل السور والآيات

قال الله عز وجل: {وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} .

فامتن على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه آتاه السبع المثاني والقرآن العظيم.

‌ذكر فاتحة الكتاب

2344 -

أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا مالك بن يحيى ثنا يزيد بن هارون أنا ابن أبي ذئب عن المقري «ح» .

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو جعفر أحمد بن عبيد الحافظ ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم بن أبي إياس ثنا ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

الحمد لله أم القرآن والسبع المثاني. لفظ حديث آدم وفي رواية يزيد قال: في فاتحة الكتاب هي فاتحة الكتاب وهي السبع المثاني والقرآن العظيم.

2345 -

أخبرنا علي بن محمد المقرئ أنا الحسن بن محمد بن إسحق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا عمرو بن مرزوق أنا شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن ابي سعيد بن المعلى الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم دعاه وهو يصلي فصلى ثم أتى فقال ما منعك أن تجيئني إذا دعوتك قال: إني كنت أصلي فقال: لم يقل الله عز وجل:

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ} .

ثم قال: ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قال: فكأنه نسيها أو نسي

(1)

كلمة غير واضحة في الأصل.

2345 -

أخرجه البخاري (6/ 20 - 21) عن يحيى عن شعبة-به.

ص: 441

قلت: يا رسول الله الذي قلت لي قال: الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته.

لفظ حديث وهب بن جرير.

2346 -

كما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا أنا أبو العباس الأصم ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة فذكره.

2347 -

وفي رواية عمرو بن مرزوق قال: كنت أصلي فدعاني النبي صلى الله عليه وسلم فلم أجبه فلما قضيت الصلاة قال: فما منعك أن يكون أجبتني إذ دعوتك فإن الله تعالى يقول:

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ} .

ثم لا تخرج من المسجد حتى اعلمك أعظم سورة في القرآن قال:

فمشيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كاد أن يخرج من المسجد قال: فذكرته قال:

فاتحة الكتاب سبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته.

وروي ذلك من حديث أبي بن كعب كما:

2348 -

أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا أبو أسامة حدثني عبد الحميد بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في القرآن مثلها قلت: بلى، قال: إني لأرجو أن لا تخرج من ذلك الباب حتى تعلمها فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقمت معه فجعل يحدثني ويدي في يده فجعلت اتباطأ كراهية أن يخرج قبل أن يخبرني بها فلما دنوت من الباب قلت يا رسول الله السورة التي وعدتني فقال: كيف تقرأ إذا قمت إلى الصلاة فقرأت فاتحة الكتاب فقال هي هي وهي السبع المثاني التي قال الله عز وجل: {وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} الذي أعطيت» .

2348 - أخرجه الحاكم (1/ 557) بنفس الإسناد وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.

ص: 442

قال البيهقي رضي الله عنه:

هكذا رواه عبد الحميد بن جعفر عن العلاء، ورواه جهضم بن عبد الله بن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال فسأله أبي عنها.

ورواه محمد بن جعفر بن أبي كثير عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال:

مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي بن كعب فذكره وذكر فيه الاجابة.

ورواه روح بن القاسم عن العلاء بن عبد الرحمن.

2349 -

ورواه شعبة عن العلاء عن أبيه عن أبي بن كعب مختصرا.

2350 -

ورواه مالك بن أنس عن العلاء بن عبد الرحمن أن أبا سعيد مولى عامر بن كريز أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب فذكره مرسلا.

2351 -

وقد روينا في باب تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم من وجه آخر عن أبي هريرة في قصة أبي فيشبه أن يكون هذا القول مروي من وجهة صاحب الشرع صلى الله عليه وسلم لأبي، ولأبي سعيد بن المعلى كلاهما، وحديث ابن المعلى رجاله أحفظ والله أعلم.

2352 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن الفضل بن صالح بن عبد الله بن عباس (الهاشمي)

(1)

بحلب ثنا آدم بن أبي إياس ثنا ابن أبي ذئب ثنا سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم» .

رواه البخاري في الصحيح عن آدم.

2353 -

أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا ثنا أبو العباس ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا أبو عامر العقدي عن سفيان الثوري عن السدي

2350 - أخرجه الحاكم (1/ 557).

2352 -

أخرجه البخاري (8/ 381 فتح الباري) عن آدم عن ابن أبي ذئب-به.

(1)

غير واضح بالأصل.

ص: 443

عن عبد خير عن علي قال:

السبع المثاني فاتحة الكتاب.

2354 -

وروينا في ذلك عن عمر وعبد الله بن مسعود وأبو هريرة وجماعة من التابعين.

2355 -

وعن قتادة قال: هي فاتحة الكتاب تثني في كل ركعة مكتوبة أو تطوع.

2356 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأحمد بن الحسن القاضي قالا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا محمد بن فضيل عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله:

{وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} .

أما السبع المثاني فهي أم القرآن تثني في كل صلاة في كل ركعتين ويقال هي الطول.

2357 -

أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد ثنا تمتام ثنا عمرو بن عون عن هشيم عن الحجاج عن الوليد بن ميزاب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: هي السبع الطول ولم يعطهن إلا النبي صلى الله عليه وسلم واعطى منهن موسى عليه السلام آيتين.

قوله: سبعا من المثاني كذا قال، والتفسير الأول أولى لموافقة الحديث المرفوع.

2358 -

أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران أنا أبو علي الصفار هو إسماعيل بن محمد ثنا موسى بن الحسن (الشبلي)

(1)

ثنا علي بن عبد الحميد المعني ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس بن مالك قال:

كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسير فنزل يمشي رجل من أصحابه إلى جانبه فالتفت

(1)

غير واضح في الأصل واحتمال أن تكون (السنلي).

ص: 444

إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ألا أخبرك بأفضل القرآن قال: فتلى عليه الحمد لله رب العالمين.

2359 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا ثنا أبو العباس الأصم ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا علي بن عبد الحميد المعني فذكره بإسناده غير أنه قال: نزل رجل من أصحابه فمشى إلى جانبه.

2360 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحق الفقيه أنا محمد بن أحمد بن النضر ثنا الحسن بن الربيع ثنا أبو الأحوص «ح» .

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو عاصم أحمد بن حواش الحنفي ثنا أبو الأحوص عن عمار بن رزيق عن عبد الله بن عيسى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: بينما جبريل عليه السلام جالس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه إلى السماء فقال إن هذا الباب من السماء قد فتح ما فتح قط قال: فنزل منه ملك قال إن هذا الملك قد نزل ما نزل إلى الأرض قال: فجاء الملك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم عليه وقال:

يا محمد أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهن نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ حرفا منهما إلا أوتيته.

رواه مسلم في الصحيح عن الحسن بن الربيع وأحمد بن جواس.

2361 -

أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد ثنا يحيى بن بكير ثنا مالك «ح» .

قال: وثنا القعنبي فيما قرأ على مالك عن العلاء بن عبد الرحمن أنه سمع أبا السائب مولى هشام بن زهرة يقول: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

2359 - أخرجه الحاكم (1/ 560) من طريق على بن عبد الحميد-به وصححه الحاكم وسكت عليه الذهبي.

2360 -

أخرجه مسلم (1/ 554) عن حسن بن الربيع وأحمد بن جوّاس-به.

2361 -

أخرجه مسلم (1/ 296) عن قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس-به.

ص: 445

«من صلى صلاة ولم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج فهي خداج فهي خداج غير تمام» .

قلت يا أبا هريرة إني أكون أحيانا وراء الإمام قال: فغمز ذراعي وقال: يا فارس اقرأ بها.

وقال العقنبي اقرأها في نفسك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله عز وجل:

«قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، نصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل» .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرؤا يقول العبد {الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ} يقول الله: (حمدني عبدي) يقول العبد {الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} يقول الله (أثنى علي عبدي) يقول العبد {مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} يقول الله (مجدني عبدي) يقول العبد {إِيّاكَ نَعْبُدُ وَإِيّاكَ نَسْتَعِينُ} فهذه الآية بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل يقول العبد: {اِهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضّالِّينَ} فهؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل. أخرجه مسلم في الصحيح من حديث مالك.

قال الحليمي رضي الله عنه:

وليس في ابتداء القسمة من قوله الحمد لله رب العالمين دليل يقطع إن بسم الله الرحمن الرحيم ليست الآية الأولى، لا يجوز أن يكون أراد فإذا انتهى العبد إلى الحمد لله رب العالمين قال الله حمدني عبدي ذاك جميع الجزء الأول من هذه السورة كما قال صلى الله عليه وسلم وإذا قال الإمام ولا الضالين فقولوا آمين، وإنما أراد فإذا انتهى في القراءة إلى هذا القول لأن جميع ذلك قراءة والله أعلم.

وأما التفسير فليس في الحديث أن التنصيف بالآي فإذا كانت تنصف مع ابتدائها بالتسمية والكلام والحروف نصفين فقد وقع بذلك الخروج من عهدة الخبر والله أعلم.

وعلى أنه إن ثبت أن المراد به أن تنصف السورة نصفين بالآي فقد يجوز

ص: 446

أن يكون نصفها الأول أطول من التالي كما أن الشهر إذا لم يجاوز تسعا وعشرين لم يخل من التنصف ويكون نصفه الأول خمسة عشر ونصفه الآخر أربعة عشر حتى لو قال رجل لامرأته في أول الشهر إذا انتصف هذا الشهر فأنت طالق طلقت إذا انتصف من أيامه خمسة عشر يوما ولو نقص منه يوما من أن الطلاق كان واقعا قبل الوقت الذي ذكرنا.

2362 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو العباس عبيد الله بن محمد بن نافع الزاهد قراءة عليه من أصل كتابه ثنا أبو زكريا ثنا يحيى بن محمد (

)

(1)

أبادي ثنا عيسى بن محمد بن موسى الطريثيثي ثنا أبو نصر ثنا مقاتل بن سليمان عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله عز وجل قد أنزل علي سورة لم ينزلها على أحد من الأنبياء والرسل قبلي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى:

«قسمت الصلاة بيني وبين عبادي فاتحة الكتاب جعلت نصفها لي ونصفها لهم وآية بيني وبينهم» . فإذا قال العبد {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} قال الله عز وجل: (عبدي دعاني باسمين رقيقين أحدهما أرق من الآخر، فالرحيم أرق من الرحمن وكلاهما رقيقان) فإذا قال: {الْحَمْدُ لِلّهِ} قال: (شكرني عبدي وحمدني) فإذا قال: {رَبِّ الْعالَمِينَ} قال الله: (شهد عبدي أني رب العالمين) يعني رب الجن والإنس والملائكة والشياطين وسائر الخلق ورب كل شيء وخالق كل شيء فإذا قال: {الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} قال: (مجدني عبدي) فإذا قال: {مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} يعني بيوم الدين يوم الحساب قال الله: (شهد عبدي أنه مالك ليوم الحساب أحد غيري، وإذا قال مالك يوم الدين فقد أثنى علي عبدي){إِيّاكَ نَعْبُدُ} يعني الله أعبد وأوحد {وَإِيّاكَ نَسْتَعِينُ} قال الله هذا بيني وبين عبدي إياك نعبد فهذه لي وإياك نستعين فهذه له ولعبدي ما سأل.

بقية هذه السورة اهدنا أرشدنا الصراط المستقيم يعني دين الإسلام لأن

2362 - عزاه السيوطي إلى المصنف وقال: في سنده ضعف وانقطاع ويظهر لي أن فيه ألفاظا مدرجة من قول ابن عباس (كنز العمال 4055).

(1)

غير واضح بالأصل.

ص: 447

كل دين غير الإسلام فليس بمستقيم الذي ليس فيه التوحيد صراط الذين أنعمت عليهم يعني به النبيين والمؤمنين الذين أنعم الله عليهم بالإسلام والنبوة، غير المغضوب عليهم يقول: أرشدنا غير دين هؤلاء الذين غضبت عليهم وهم اليهود ولا الضالين وهم النصارى أضلهم الله بعد الهدى بمعصيتهم، غضب الله عليهم فجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت يعني الشيطان أولئك شر مكانا في الدنيا والآخرة يعني شر منزلا من النار وأضل عن سواء السبيل من المؤمنين يعني أضل عن قصد السبيل المهدي من المسلمين.

قال النبي صلى الله عليه وسلم:

«فإذا قال الإمام ولا الضآلين فقولوا آمين يجبكم الله قال النبي صلى الله عليه وسلم قال:

لي يا محمد هذه نجاتك ونجاة أمتك ومن اتبعك على دينك من النار».

وقوله رقيقان قيل: هذا تصحيف وقع في الأصل وإنما هما رفيقان والرفيق من أسماء الله تعالى.

2363 -

أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن (حاغان العرام)

(1)

بهمدان أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن الأسدي ثنا محمد بن أيوب ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا صالح المري عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

إن الله أعطاني فيما منّ به عليّ أني أعطيتك فاتحة الكتاب وهو كنز من كنوز عرشي ثم قسمتها بيني وبينك نصفين.

2364 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو أحمد بكر بن محمد الصيرفي بمرو ثنا عبد الصمد بن الفضل البلخي ثنا مكي بن إبراهيم عن عبيد الله بن أبي حميد عن أبي المليح عن معقل بن يسار قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:

أعطيت فاتحة الكتاب من تحت العرش والمفصل النافلة.

2363 - أخرجه ابن الضريس والمصنف عن أنس (كنز 2520).

(1)

هكذا بالأصل.

2364 -

أخرجه المصنف من طريق الحاكم (1/ 559) وصححه الحاكم وتعقبه الذهبي بقوله: عبيد الله بن أبي حميد قال أحمد تركوا حديثه.

ص: 448

2365 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا محمد بن عبد الله الصفار ثنا أبو المثنى ثنا أبي عن شعبة «ح» قال: وثنا أبو المثنى ثنا عمرو بن مرزوق ثنا شعبة عن عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي عن خارجة بن الصلت عن عمه أنه مر بقوم فقالوا إنك جئت من عند هذا الرجل بخبر فأرق هذا الرجل وأتوه برجل معتوه في القيود فرقاه بأم الكتاب ثلاثة أيام غدوة وعشية كلما ختمها جمع بزاقه ثم تفل فكأنما أنشط من عقال فأعطوه شيئا فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل فلعمري لمن أكل برقية باطل لقد أكلت برقية حق.

2365 -

مكرر-أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو عمرو بن السماك ثنا علي بن إبراهيم ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة بنحوه.

2366 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق ثنا إسماعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن يحيى ثنا هشيم عن أبي بشر عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا في سفر فمروا بحي من أحياء العرب فاستضافوهم فلم يضيفوهم فقالوا لهم هل فيكم راق، فإن سيد الحي لديغ أو مصاب فقال رجل منهم نعم فرقاه بفاتحة الكتاب فبرأ الرجل فأعطى قطيعا من غنم فأبى أن يقبلها وقال: حتى أذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له وقال: يا رسول الله، والله ما رقيته إلا بفاتحة الكتاب فتبسم وقال: ما أدراك أنها رقية ثم قال: خذوها منهم واضربوا لي بسهم معكم.

رواه مسلم عن يحيى بن يحيى وأخرجاه من حديث شعبة عن أبي بشر وفيه من الزيادة: فجعل يقرأ بأم الكتاب ويجمع بزاقه ويتفل فبرأ.

2367 -

أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد ثنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا موسى بن الحسين المستملي ثنا محمد بن الجنيد (الضبي)

(1)

2365 - أخرجه الحاكم (1/ 559 - 560) من طريق الشعبي-به.

2366 -

أخرجه مسلم (4/ 1727) عن يحيى بن يحيى التميمي.

2367 -

تفرد به المصنف (الكنز 2516).

(1)

غير واضح في الأصل.

ص: 449

ثنا علي بن هاشم عن أبيه عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله أنه قال:

رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبول فوقفت عليه فقلت السّلام عليك فلم يرد علي ثم قلت السّلام عليك يا رسول الله فلم يرد علي ثم قلت السّلام عليك يا رسول الله فلم يرد علي قال: ونهض ودخل بعض حجره قال: فملت إلي اسطوانة في المسجد فجلست إليها وأنا كئيب حزين فبينا أنا كذلك إذ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوضأ قال: فأقبل حتى وقف علي ثم قال: عليك السلام ورحمة الله وعليك السّلام ورحمة الله وعليك السّلام ورحمة الله ثم قال: يا جابر لا أخبرك بخير سورة نزلت في القرآن قال: قلت بلى يا رسول الله قال: فاتحة الكتاب قال علي وأحسبه قال: فيها شفاء من كل داء.

2368 -

أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنا أبو منصور النضروي ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا سلام الطويل عن زيد العمي عن ابن سيرين عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فاتحة الكتاب شفاء من السم.

قال أبو بكر البيهقي رضي الله عنه:

2369 -

وعندي إن هذا الاختصار من الحديث الذي رواه محمد بن سيرين عن أخيه عن معبد بن سيرين عن أبي سعيد في رقية اللديغ بفاتحة الكتاب وقد ذكرناه في كتاب المعرفة وهو نحو حديث خارجة بن الصلت في المعتوه وقريبا من معناه.

2370 -

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن فنجويه الدينوري ثنا أحمد بن الحسن بن ماجه القزويني ثنا محمد بن منده ثنا الحسين بن حفص ثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

فاتحة الكتاب شفاء من كل داء. وهذا منقطع وهو شاهد لما تقدم.

2371 -

أخبرنا أبو القاسم بن حبيب ثنا محمد بن صالح بن هانيء ثنا

2370 - عزاه السيوطي في الدر المنثور (1/ 5) إلى الدارمي والبيهقي في الشعب وقال السيوطي: سند رجاله ثقات.

أخرجه الدارمي (2/ 445) عن قبيصة عن سفيان-به.

ص: 450