المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصلفي زهد النبي صلى الله عليه وسلم وصبره على شدائد الدنيا - شعب الإيمان - ت زغلول - جـ ٢

[أبو بكر البيهقي]

فهرس الكتاب

- ‌فصلقال البيهقي رحمه الله:

- ‌الفصل الثانيقال الحليمي رحمه الله:

- ‌ذكر فصول في الدّعاء يحتاج إلى معرفتها

- ‌فصل في شرف أصله وطهارة مولده صلى الله عليه وسلم

- ‌فصلفي أسمائه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل«في إشادة الله عز وجل بذكر محمّد صلى الله عليه وسلم قبل أن يخلقه»

- ‌فصل في خلقالرسول صلى الله عليه وسلم وخلقه

- ‌فصل في بيان النبي صلى الله عليه وسلم وفصاحته

- ‌فصلفي حدب النبي صلى الله عليه وسلم على أمته ورأفته بهم

- ‌فصلفي زهد النبي صلى الله عليه وسلم وصبره على شدائد الدنيا

- ‌فصل في براءة نبينا صلى الله عليه وسلم في النبوة

- ‌فصل في معنى الصلاةعلى النبي صلى الله عليه وسلم والمباركة والرحمة

- ‌فصل في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في فضل العلم وشرف مقداره

- ‌فصلقال: وينبغي لطالب العلم أن يكون تعلمه وللعالم أن يكون تعليمه لوجهالله تعالى

- ‌فصل في تعليم القرآن

- ‌فصل في «إدمان تلاوة القرآن»

- ‌فصل(1)في«إحضار القارئ قلبه ما يقرأه والتفكر فيه»

- ‌فصلفي «البكاء عند قراءة القرآن»

- ‌فصل في «استحباب التكبير عند الختم»

- ‌فصل في الوقوف عند ذكرالجنة والنار والمسئلة والاستعاذة

- ‌فصل في «الإعتراف لله تعالىبما يخبر به عن نفسه»

- ‌فصل في السجود وفي آيات السجدة

- ‌فصل في حظر القراءة على الجنب والحائض

- ‌فصل في حمل المصحف ومسه

- ‌فصل في السواك لقراءة القرآن

- ‌فصل في لبس الحسن من الثيابوالتطيب لقراءة القرآن

- ‌فصل في الجهر بقراءة القرآنفي صلاة الليل

- ‌فصل في كراهية قطع القرآن لمكالمة الناس

- ‌فصل في تحسين الصوت بالقراءة والقرآن

- ‌فصل في ترتيل القراءة

- ‌فصل في مقدار ما يستحب فيه القراءة

- ‌فصل في تعليم القرآن

- ‌فصل في قراءة القرآن بالقراءات المستفيضةدون الغرائب والشواذ وذلك لأن في المشهور المستفيضمندوحة عن ما لا يمكن القطع بأنه من عند الله عز وجل

- ‌فصل في قراءة القرآن من المصحف

- ‌فصل في استحباب القراءة في الصلاة

- ‌فصل في استحبابنا للقارئ عرض القرآنفي كل سنة على من هو أعلم منه

- ‌فصل في الاستكثار من القراءة في شهر رمضانوذلك لأنه شهر القرآن

- ‌فصل في ترك المماراة في القرآن

- ‌فصل في ترك التفسير بالظن

- ‌فصل في صيانة المسافربمصاحف القرآن إلى أرض العدو

- ‌فصل في قراءة القرآن بالتفخيم والإعراب

- ‌فصل في ترك خلط سورة بسورة

- ‌فصل في إستيفاء كل حرف أثبته قارئ إمام

- ‌فصل في إبتداء السورة بالتسمية سوى سورة (براءة)والدليل على أنها آية تامة من فاتحة الكتاب

- ‌فصل في فضائل السور والآيات

- ‌ذكر فاتحة الكتاب

- ‌ذكر سورة البقرة وآل عمران

- ‌تخصيص آية الكرسي بالذكر

- ‌تخصيص خواتم سورة البقرة بالذكر

- ‌ذكر السبع الطوال

- ‌ذكر سورة الأنعام

- ‌ذكر سورة الأعراف والتوبة والنور

- ‌ذكر سورة هود

- ‌ذكر الآية الجامعة للخير والشر في سورة النحل

- ‌ذكر سورة الكهف

- ‌ذكر سورة بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء

- ‌ذكر سورة الحج وسورة النور في سور سواها

- ‌ذكر سورة ألم تنزيل السجدة وتبارك الذي بيده الملك

- ‌ذكر سورة يس

- ‌ذكر سورة بني إسرائيل والزمر

- ‌ذكر الحواميم

- ‌ذكر سورة الفتح

- ‌ذكر المفصل

- ‌تخصيص سور منها بالذكر

- ‌تخصيص سورة الملك بالذكر

- ‌تخصيص سورة إذا زلزلت بالذكر مع ما ذكر قبلهمن ذوات آلر وحم والمسبحات

- ‌ذكر ألهاكم التكاثر

- ‌ذكر سورة قل يا أيها الكافرون

- ‌تخصيص سورة النصر بالذكر

- ‌تخصيص سورة الإخلاص بالذكر

- ‌تخصيص المعوذتين بالذكر

- ‌فصل فيالاستشفاء بالقرآن

- ‌فصل فيتقطيع آية آية في القرآن

- ‌فصل فيالتكثر بالقرآن والفرح به

- ‌فصل في«رفع الصوت بالقرآن إذا لم يتأذى به أصحابه أو كان وحدهأو كانوا يستمعون له»

- ‌فصل فيترك المباهاة بقراءة القرآن

- ‌فصل في ترك قراءة القرآن في المساجد والأسواقليعطى ويستأكل به

- ‌فصل في[ترك] قراءة القرآن في الحمام والكنيفوالمواضع القذرة تعظيما للقرآن

- ‌فصل فيترك التعمق في القرآن

- ‌فصل فيتعظيم المصحف بأن لا يحمل فوقه متاعولا ينبذ حيث اتفق

- ‌فصل فيتفخيم قدر المصحف وتفريج خطه

- ‌فصل فيإفراد المصحف للقرآن وتجريدهفيه عما سواه

- ‌فصل فيتنوير موضع القرآن

الفصل: ‌فصلفي زهد النبي صلى الله عليه وسلم وصبره على شدائد الدنيا

‌فصل

في زهد النبي صلى الله عليه وسلم وصبره على شدائد الدنيا

وذلك لأن الله تعالى كان قد اختار له ذلك ووصاه به فقال تعالى:

{وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقى} [طه:131] الآية وروي عنه يعني ما:

1449 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا إسماعيل بن أحمد التاجر أنا أبو يعلى ثنا زهير بن حرب ثنا عمر بن يونس ثنا عكرمة بن عمار حدثني أبو زميل سماك الحنفي حدثني عبد الله بن عباس حدثني عمر بن الخطاب قال:

لما اعتزل النبي صلى الله عليه وسلم نسائه فذكر الحديث إلى أن قال:

فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على حصير فجلست فأدنى عليه إزاره وليس عليه غيره وإذا الحصير قد أثر في جنبه فنظرت ببصري في خزانة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع ومثلها قرظا في ناحية الغرفة وإذا إهاب معلق قال: فابتدرت عيناي فقال: ما يبكيك يا ابن الخطاب؟

قلت: يا نبي الله ومالي لا أبكي وهذا الحصير قد أثر في جنبك وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى وذاك قيصر وكسرى في الثمار والأنهار وأنت رسول الله وصفوته وهذه خزانتك.

فقال: يا ابن الخطاب أما ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا.

قلت: بلى.

رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب.

1450 -

أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا الحسين بن صفوان نا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ثنا عبد الله بن معاوية الجمحي ثنا ثابت بن يزيد ثنا هلال يعني ابن حباب عن عكرمة عن ابن عباس قال:

1449 - أخرجه مسلم (1/ 1105 - 1107) عن زهير بن حرب-به.

1450 -

أخرجه الحاكم (4/ 309 و 310) من طريق موسى بن إسماعيل عن ثابت بن يزيد-به.

وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.

ص: 166

دخل عمر بن الخطاب على النبي صلى الله عليه وسلم وهو على الحصير قد أثر في جنبه فقال: يا رسول الله لو اتخذت فراشا أوثر من هذا.

فقال: «ما لي والدنيا وما للدنيا ومالي والذي نفسي بيده ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح وتركها» .

1451 -

أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنا أبو سعيد بن الأعرابي أخبرني يحيى بن أبي طالب ثنا شبابة بن سوار ثنا يحيى بن إسماعيل بن سالم الأسدي قال:

سمعت الشعبي عن ابن عمر أنه قال إن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم فخيره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا.

1452 -

وروينا عن ابن عباس رضي الله عنه أن الله تبارك وتعالى أرسل إلى نبيه صلى الله عليه وسلم بين أن يكون عبدا نبيا أو ملكا نبيا فأشار إليه جبريل عليه السلام أن تواضع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بل عبدا نبيا» .

1453 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا علي بن عبد الرحمن بن ماتي السبيعي ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة أنا ثابت بن محمد العابد ثنا الحارث بن النعمان الليثي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم احيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين يوم القيامة» .

فقالت عائشة رضي الله عنها: لم يا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

قال: لأنهم يدخلون الجنة قبل الأغنياء بأربعين خريفا يا عائشة لا تردي المساكين ولو بشق تمرة يا عائشة احبّي المساكين وقربيهم فإن الله تعالى يقربك يوم القيامة».

قال البيهقي رحمه الله:

وأصح من هذا الإسناد إسناد في معناه ما:

1453 - أخرجه الترمذي (2352) من طريق ثابت بن محمد العابد الكوفي-به.

وقال الترمذي: حديث غريب.

ص: 167

1454 -

أخبرنا أبو محمد بن يوسف أنا أبو سعيد بن الأعرابي ثنا ابن عفان يعني الحسن بن علي بن عفان ثنا أبو أسامة عن الأعمش عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا» .

رواه مسلم في الصحيح عن الأشج عن أبي أسامة أخرجاه من حديث محمد بن فضيل عن [أبيه عن]

(1)

عمارة.

1455 -

أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت:

ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم منذ قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة من طعام بر ثلاثة أيام تباعا حتى مضى.

أخرجاه في الصحيح من حديث جرير.

1456 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا يحيى ثنا هشام بن عروة أخبرني أبي عن عائشة رضي الله عنها قالت:

كان يأتي على آل محمد صلى الله عليه وسلم الشّهر ما يوقدون فيه نارا ليس إلا التمر والماء إلا أن يؤتى باللحم.

رواه البخاري عن محمد بن المثنى عن يحيى بن سعيد القطان.

وأخرجه مسلم من وجه آخر عن هشام دون ذكر اللحم فيه.

1454 - أخرجه مسلم (4/ 2281) عن أبي سعيد الأشج عن أبي أسامة-به.

وأخرجه البخاري (8/ 122) عن عبد الله بن محمد عن محمد بن فضيل.

وأخرجه مسلم (4/ 2281) عن زهير بن حرب عن محمد بن فضيل-به.

(1)

سقط من الأصل.

1455 -

أخرجه البخاري (11/ 282 - فتح) ومسلم (4/ 2281) من طريق جرير-به.

1456 -

أخرجه البخاري (11/ 282 - فتح) عن محمد بن المثنى عن يحيى به. وأخرجه مسلم (4/ 2283). من طريق يزيد بن رومان عن هشام-به.

ص: 168

وفيه من الزيادة ذكر بعثه من حولهم من دور الأنصار (

)

(1)

نسائهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان له من ذلك اللبن.

1457 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي ثنا محمد بن إبراهيم بأجنادين ثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو ثنا عبد الوارث ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك قال:

ما أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم على خوان حتى مات ولا أكل خبزا مرققا حتى مات صلى الله عليه وسلم.

رواه البخاري في الصحيح عن أبي معمر.

1458 -

أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي ببغداد أنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي ثنا إسحاق بن الحسن بن ميمون الحربي ثنا الحسن بن موسى ثنا شيبان بن عبد الرحمن عن قتادة عن أنس قال:

دعي النبي صلى الله عليه وسلم إلى خبز الشعير وإهالة سنخة ولقد سمعته ذات غداة يقول والذي نفس محمد بيده ما أصبح عند آل محمد صاع حب ولا صاع تمر وإن له يومئذ تسع نسوة.

ولقد رهن درعا له عند يهودي بالمدينة أخذ منه صاعا ما وجد ما يفتكه

(2)

.

1459 -

أخبرنا أبو طاهر الفقيه ثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزار ثنا أحمد بن منصور المروزي ثنا النضر بن شميل أنا هشام بن عروة

(1)

كلمة غير واضحة.

1457 -

أخرجه البخاري (11/ 273 - فتح) عن ابن معمر-به.

1458 -

أخرجه أحمد (3/ 133 و 238) من طريق قتادة-به.

وأخرجه ابن ماجة (4147) من طريق الحسن بن موسى-به المرفوع منه فقط.

وفي الزوائد هذا إسناد صحيح رجاله ثقات ورواه ابن حبان في صحيحه من طريق أبان العطار عن قتادة به.

وأصل الحديث رواه البخاري في صحيحه في كتاب البيع.

واختلف شراحه في أنه موقوف أو مرفوع لكن رواية المصنف تردّ على من قال بوقفه على أنس.

(2)

- في مسند أحمد (3/ 238): أخذ منه طعاما فما وجد لها ما يفتكها به.

1459 -

أخرجه البخاري (11/ 282 - فتح) عن أحمد بن رجاء عن النضر-به.

ص: 169

أخبرني أبي عن عائشة قالت: كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدم وحشوه من ليف.

أخرجاه من الصحيح.

1460 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو عبد الله محمد بن علي الآدمي بمكة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنا عبد الرزاق أنا معمر عن أيوب عن حميد بن هلال عن أبي بردة قال:

دخلت على عائشة رضي الله عنها فأخرجت إلينا إزارا غليظا وكساء ملبدا فقالت: في هذا قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم.

رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق.

1461 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو عتبة ثنا قتيبة ثنا سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن جبير بن نفير عن أبي البجير وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

أصاب يوما النبي صلى الله عليه وسلم الجوع فوضع على بطنه حجرا ثم قال: «ألا يا رب نفس طاعمة ناعمة في الدنيا جائعة عارية يوم القيامة، ألا يا رب نفس جائعة عارية في الدنيا طاعمة ناعمة يوم القيامة، ألا يا رب مكرم لنفسه وهو لها مهين، ألا يا رب مهين لنفسه وهو لها مكرم، ألا يا رب متخوض ومتنعم فيما أفاء الله على رسوله.

ما له عند الله من خلاق، ألا وإن عمل الجنة حزن بربوة.

ألا وإن عمل النار سهلة بسهوة، ألا يا رب شهوة ساعة أورثت حزنا طويلا قال السهوة: اللينة التربة.

1462 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأحمد بن الحسن قالا: ثنا أبو العباس

1460 - أخرجه مسلم (3/ 1649) عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق-به.

1461 -

أخرجه ابن سعد في الطبقات (7/ 422) عن ابن بقية عن سعيد بن سنان-به.

1462 -

قال ابن الأثير في النهاية (3/ 95):

الضفف: الضيق والشدة: أي لم يشبع منهما إلا عن ضيق وقلة.

وقيل إن الضفف اجتماع الناس يقال ضفّ القوم على الماء يضفون ضفا أي لم يأكل خبزا

ص: 170

محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني أنا مسلم بن إبراهيم ثنا أبان ثنا قتادة ثنا أنس أن نبي الله صلى الله عليه وسلم لم يجتمع له غداء ولا عشاء من خبز ولحم إلا على ضفف يعني جماعة.

قال البيهقي رحمه الله:

هكذا وجدت التفسير في الحديث لا أدري من قاله وقد قال أبو عبيد يقول: لم يأكل وحده ولكن مع الناس.

قال أحمد بن يحيى: الضفف أن يكون الأكلة أكثر من مقدار الطعام.

والحفف أن يكون بمقداره وقيل الضفف الضيق والشدة تقول:

لم يجتمع له وذلك إلا بضيق وشدة.

1463 -

أخبرنا أبو محمد بن يوسف أنا أبو سعيد بن الأعرابي ثنا أبو داود ثنا عثمان قال: وأنا أبو سعيد ثنا ابن أبي مسرة

(1)

ثنا الحميدي قالا: ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار ومعمر بن راشد عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:

كانت أموال بني النضير مما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم مما لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب وكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خالصة وكان ينفق منها على أهله نفقة سنة وما بقي جعله في الكراع والسلاح عدة في سبيل الله تعالى.

أخرجاه في الصحيح.

1464 -

أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصغار ثنا إسماعيل بن الفضل البلخي وجعفر بن محمد قالا: ثنا قتيبة بن سعيد ثنا

1462 - ولحما وحده ولكن يأكل مع الناس.

وقيل الضفف أن تكون الأكلة أكثر من مقدار الطعام والحفف أن تكون بمقداره.

1463 -

أخرجه البخاري (8/ 629 - فتح) ومسلم (3/ 1376 و 1377) من طريق سفيان-به.

(1)

يعني يحيى بن أبي مسرة.

1464 -

أخرجه الترمذي (2362) عن قتيبة-به.

وقال الترمذي: هذا حديث غريب وقد روى هذا الحديث عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.

ص: 171

جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخر شيئا لغد.

1465 -

أخبرنا أبو سعيد عبد الرحمن بن شبانة بهمدان ثنا أبو العباس الفضل بن الفضل الكندي أنا أحمد بن الحسن الصوفي ثنا يحيى بن معين ثنا مروان بن معاوية ثنا هلال بن سويد قال:

سمعت أنسا يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أهدي له ثلاثة طوائر فأطعم خادمه طائرا فلما كان من الغد أتاه به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ألم أنهك أن تخبئ شيئا لغد إن الله يأتي برزق كل يوم» .

1466 -

أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنا أبو حامد بن بلال البزار ثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي ثنا مفضل بن صالح الأسدي عن الأعمش عن طلحة بن مصرف عن مسروق بن الأجدع عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«اطعمنا يا بلال» قال: يا رسول الله ما عندي إلا صبر من تمر خبأته لك.

قال: «أما تخشى أن يخسف الله به في نار جهنم انفق يا بلال ولا تخشى من ذي العرش إقلالا» .

1467 -

أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي ثنا سليمان بن محمد بن ناجية المديني ثنا أبو عمرو أحمد بن المبارك المستملي أبو خالد الفراء ثنا عبد الله بن المبارك عن يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«عرض عليّ ربي أن يجعل بطحاء مكة ذهبا فقلت لا يا رب ولكن أشبع يوما وأجوع يوما فإذا جعت تضرعت وإذا شبعت حمدتك وذكرتك» .

1465 - أخرجه ابن حبان في المجروحين (3/ 86) عن أحمد بن الحسن عن عبد الجبار عن يحيى بن معين-به.

والحديث ضعيف لأن في إسناده هلال بن سويد الأزدي أبو ظلال القسملي قال ابن حبان: كان شيخا مغفلا يروي عن أنس ما ليس من حديثه لا يجوز الاحتجاج به بحال.

1466 -

أخرجه الحكيم الترمذي والطبراني في الكبير عن عائشة (كنز العمال 16188).

1467 -

أخرجه الترمذي (2347) عن سويد بن نصر عن عبد الله بن المبارك-به.

وقال الترمذي: هذا حديث حسن.

وعلي بن يزيد ضعيف الحديث ويكنى أبا عبد الملك.

ص: 172

1468 -

أخبرنا أبو علي الروذباري في الفوائد أنا أبو علي إسماعيل بن الصفار قراءة عليه في شوال. سنة تسع وثلاثين وثلاثماية نا الحسن بن عرفة بن يزيد ثنا عباد بن عباد المهلبي عن مجالد بن سعيد عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت: دخلت عليّ امرأة من الأنصار فرأت فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم قطيفة مثنية فانطلقت فبعثت إليّ بفراش حشوه الصوف فدخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «ما هذا يا عائشة؟» .

قالت: قلت يا رسول الله فلانة الأنصارية دخلت عليّ فرأت فراشك فذهبت فبعثت إليّ بهذا فقال: «رديه يا عائشة فو الله لو شئت لأجرى الله معي جبال الذهب والفضة» .

1469 -

أخبرنا أبو الحسين بن بشران ثنا أبو عمرو بن السماك قال: قال القاسم بن منبه سمعت بشرا يقول: قالت عائشة رضي الله عنها:

لو شئنا أن نشبع شبعنا ولكن محمدا صلى الله عليه وسلم كان يؤثر على نفسه.

1470 -

أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنا أبو الحسن الطرايفي (ح).

وأخبرنا جامع بن أحمد أبو الخير الوكيل أنا أبو طاهر المحمدأبادي قالا:

ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا إبراهيم بن المنذر الحرامي ثنا بكر بن سليم الصواف عن أبي طوالة عن أنس بن مالك قال:

أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أحبك. قال: «فاستعد للفاقة» .

1471 -

أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي إملاء ثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد الرازي ثنا سعيد بن سليمان ثنا شداد بن سعيد عن أبي الوازع عن عبد الله بن مغفل قال:

1468 - أخرجه المصنف في الدلائل (1/ 345) بنفس الإسناد.

1470 -

أخرجه الشجري (2/ 202) من طريق محمد بن عبد الله بن رسته عن إبراهيم بن المنذر الحرامي-به.

وقال الهيثمي في المجمع (10/ 274) رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير بكر بن سليم وهو ثقة.

1471 -

أخرجه أحمد (3/ 42) عن هارون بن معروف عن ابن وهب-به.

وقال الهيثمي في المجمع (10/ 274) رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أنه شبه المرسل.

ص: 173

جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني لأحبك قال: انظر إن كنت صادقا فأعد للفقر تجفافا فالفقر أسرع إلى من يحبني من السيل إلى منتهاه.

1472 -

قال البيهقي رحمه الله:

وكذلك رواه جماعة عن شداد أبي طلحة الراسبي تفرد به.

1473 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الرحمن السلمي قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنا بحر بن نصر ثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي سعيد أن أبا سعيد الخدري شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته فقال: «اصبر أبا سعيد فإن الفقر إلى من يحبني أسرع من السيل في أعلى الوادي يهوي من أعلى الجبل إلى أسفله» .

هذا مرسل.

1474 -

وروي في هذا المعنى عن أبي ذر أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أحبكم أهل البيت.

1475 -

أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنا أبو محمد حاجب بن أحمد الطوسي ثنا محمد بن حماد الأبيوردي ثنا محمد بن الفضل عن عبد الله بن سعيد المقبري عن جده عن أبي هريرة قال:

جاء رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله مالي أرى (

)

(1)

فانطلق الأنصاري إلى رحله فلم يجد فيه شيئا فخرج يطلب فإذا هو بيهودي يسقي نخلا له فقال الأنصاري لليهودي: اسقي لك قال: نعم كل دلو ثمرة وشرط عليه الأنصاري أن لا يأخذ منه حرره ولا بادرة ولا حشفة ولا يأخذ إلا جيده فاستقى له نحو من صاعين تمرا فجاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: من أين لك هذا فأخبره الأنصاري وكان يسأل عن الشيء إذا أتى به فأرسل إلى نسائه بصاع وأكل هو وأصحابه صاعا وقال الأنصاري: أتحبني قال: زعم والذي بعثك بالحق لأحبك.

قال: إن كنت تحبني فأعد للبلاء تجفافا فو الذي نفسي بيده للبلاء أسرع

(1)

غير واضح في الأصل.

ص: 174

إلى من يحبني من الماء الجري من قلة الجبل إلى حضيض الأرض ثم قال:

«اللهم فمن أحبني فارزقه العفاف والكفاف ومن أبغضني فأكثر ماله وولده» .

عبد الله بن سعيد غير قوي في الحديث.

1476 -

أخبرنا أبو سعد الماليني أنا أبو أحمد بن عدي ثنا محمد بن بشر بن يوسف وعبد الصمد بن عبد الله الدمشقيان قال: ثنا هشام بن عمار ثنا عمرو بن واقد أبو حفص حدثني يونس بن ميسرة بن حلبس عن أبي إدريس الخولاني عن معاذ بن جبل قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم من آمن بي وصدقني وشهد أن ما جئت به الحق من عندك فأقل ماله وولده وعجل قبضه.

اللهم ومن لم يؤمن بي ولم يصدقني ولم يشهد أني ما جئت به هو الحق من عندك فأكثر ماله وولده وأطل عمره».

تفرد بإسناده هذا عمرو بن واقد.

1477 -

وروي مثل هذا عن عمرو بن غيلان الثقفي عن النبي صلى الله عليه وسلم فإن صح شيء من هذه الأحاديث فإنما هو زهادته صلى الله عليه وسلم في الدنيا واختياره الآخرة على الأولى لعلمه بمعائب الدنيا فلم يرضها لنفسه ولا لمن يحبه من أمته أعاذنا الله من فتنة الدنيا وعذاب الآخرة برحمته.

1478 -

أخبرنا أبو نصر بن قتادة ثنا الإمام أبو سهل محمد بن سليمان إملاء حدثني أبو العباس محمد بن إسحاق السرّاج ثنا قتيبة بن سعيد أبو رجاء الثقفي ثنا جعفر بن سليمان الضبعي عن ثابت عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدخر شيئا لغد قال أبو نصر: قال الإمام أبو سهل رحمه الله:

فإن قال قائل كان النبي صلى الله عليه وسلم يرجع إلى (

)

(1)

ومفرش وكان يعد

1476 - أخرجه المصنف من طريق ابن عدي (5/ 1769) في ترجمة عمرو بن واقد وهو ضعيف.

1477 -

عمرو بن غيلان بن سلمة الثقفي مختلف في صحبته له حديث رواه ابن ماجة (تقريب).

1478 -

مسبق برقم (1464) وانظر شرح السنة (13/ 53).

(1)

غير واضح.

ص: 175