الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قربليان
بالأندلس، بينها وبين أوريولة عشرون ميلاً، وهي كثيرة الزيتون، وبها سقى كثير.
قرطاجنة
هذا الأسم في ثلاثة مواضع: أحدها بالأندلس عند جبل طارق، وهي مدينة للأول غير مسكونة، وبها آثار كثيرة، وتعرف بقرطاجنة الجزيرة، وبمرساها نهر يريق في البحر يعرف بوادي البحر؛ والثانية:
قرطاجنة الخلفاء
بالأندلس أيضاً من كورة تدمير.
وهي فرضة مدينة مرسية، وهي مدينة قديمة أزلية، لها مينا ترسو فيها المراكب الكبار والصغار، وهي كثيرة الخصب والرخاء المتتابع، ولها إقليم يسمى الفندون، وقليلاً ما يوجد مثله في طيب الأرض وعذوبة الماء. ويحكى أن السنبل يحصد فيه عن مطرةٍ واحدةٍ، وإليه المنتهى في الجودة. ومن مدينة قرطاجنة إلى مرسية في البر أربعون ميلاً.
وبقرطاجنة هذه، هزم عبد العزيز بن موسى بن نصير تدمير عبدوس، الذي سميت به تدمير؛ هزمه وأصحابه، ووضع المسلمون فيهم السيف، يقتلونهم كيف
شاءوا، حتى نجا تدمير في شرذمةٍ من قلال أصحابه إلى حصن أوريولة، وكان مجرباً بصيراً ذاهيبة؛ فلما رأى قلة أصحابه، أمر النساء فنشرن شعورهن، وأمسكن القصب بأيديهن فيمن بقى من الرجال، وقصد بنفسه كهيئة الرسول واستأمن، فأمن، وانعقد الصلح له ولأهل بلده، وفتحت تدمير صلحا؛ فلا نفذ أمره عرفهم بنفسه وأدخلهم المدينة، فلم يروا بها إلا نفراً يسيراً من الرجال، فندم المسلمون على ما كان منهم؛ وكان ما انعقد من صلح تدمير مع عبد العزيز على إتاوةٍ يؤديها، وجزيةٍ عن يدٍ يعطيها، وذلك على سبع مدائن: منها أوريولة، ولقنت، وبلانة، وغيرها. وتأريخ فتحها سنة94.
ومن الغرائب ما حكى أن ديراً بقرطاجنة الخلفاء، كان على مقربة منها، بني لا مرأةٍ شهيدةٍ ولها قدر عندهم، وعلى القبر قبة، في أعلاها كوة، لا يعلو تلك القبة طائر، فإن علاها اجتذبته قوة من تلك الكوة، فسقط في القبة.
وقد أخبر رجل بهذه القصة وهو يتصيد بقرطاجنة فأنكر ذلك، واعتمد دفع جوارح وصيده على القبة، فتساقطت داخلها. وكان لتلك القبة مشهد عظيم في يوم من العام، يجتمع إليه الدانى والقاصى من نصارى تلك النواحي، وذلك في الرابع والشعرين من أعشت؛ فلما كانت سنة 414، قصده جماعة من نصارى بلاد إفرنجة في مركبٍ جرى إلى تلك القبة، فاستخرجوا منها الشهيدة وحملوها؛ فلما وصلوا بها إلى جزيرة صقلية بذل لهم نصاراها مالاً عريضاً ليتركوا المرأة عندهم فيقبروها في كنائسهم، فأبوا عليهم؛ ووصلوا بها إلى بلادهم.