الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْحَدِيثِ) أَيِ الْمَذْكُورِ (وَهَذَا أَصَحُّ الْحَدِيثَيْنِ) يَعْنِي أَنَّ حَدِيثَ وَهْبِ بْنِ بَقِيَّةَ أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ يُرِيدُ أَنَّ الْمُرْسَلَ أَصَحُّ وَقَالَ غَيْرُهُ إِنَّمَا يَرْوِي أَبُو حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ عَمِّهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ وَلَا يُحْفَظُ لَهُ سَمَاعٌ مِنْ أَبِي ذَرٍّ انْتَهَى
وَقَالَ الْمِزِّيُّ فِي الْأَطْرَافِ إِنَّمَا يَرْوِي أَبُو حَرْبٍ عَنْ عَمِّهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ وَلَا يُحْفَظُ لَهُ سَمَاعٌ عَنْ أَبِي ذَرٍّ وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ أَبِيهِ بِإِسْنَادِهِ وَرَوَاهُ فِيهِ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ انْتَهَى
[4784]
(فَكَلَّمَهُ) أَيْ عُرْوَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ (فَأَغْضَبَهُ) أَيْ أَغْضَبَ الرَّجُلُ عُرْوَةَ (فَقَامَ) أَيْ عُرْوَةُ (إِنَّ الْغَضَبَ مِنَ الشَّيْطَانِ) أَيْ مِنْ أَثَرِ وَسْوَسَتِهِ (وَإِنَّ الشَّيْطَانَ خُلِقَ) بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ (مِنَ النَّارِ) قَالَ تَعَالَى وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ وقال خلقتني من نار وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ مِنَ الْجِنِّ لِأَنَّ الملائكة خلقوا من النور قاله القارىء (وَإِنَّمَا تُطْفَأُ) بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ مَهْمُوزًا أَيْ تُدْفَعُ (فَلْيَتَوَضَّأْ) أَيْ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ وَإِنْ كَانَ عَلَى وضوء
قال المنذري عطية هذا هو بن سعد ويقال بن قيس ويقال بن عَمْرِو بْنِ عُرْوَةَ سَعْدِيٌّ مِنْ بَنِي بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ وَنَزَلَ الشَّامَ وَكَانَ مَوْلِدُهُ بِالْبَلْقَا وَلَهُ صُحْبَةٌ وَكُنْيَتُهُ أَبُو مُحَمَّدٍ
(بَاب فِي التَّجَاوُزِ فِي الْأَمْرِ [
4785])
(مَا خُيِّرَ) بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ مِنَ التَّخْيِيرِ (إِلَّا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا) فِيهِ
اسْتِحْبَابُ الْأَخْذِ بِالْأَيْسَرِ وَالْأَرْفَقِ مَا لَمْ يَكُنْ حَرَامًا أَوْ مَكْرُوهًا
قَالَ الْقَاضِي وَيَحْتَمِلُ أَنْ يكون تخييره صلى الله عليه وسلم ها هنا مِنَ اللَّهِ تَعَالَى فَيُخَيِّرَهُ فِيمَا فِيهِ عُقُوبَتَانِ أَوْ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكُفَّارِ مِنَ الْقِتَالِ وَأَخْذِ الْجِزْيَةِ أَوْ فِي حَقِّ أُمَّتِهِ فِي الْمُجَاهَدَةِ فِي الْعِبَادَةِ أَوِ الِاقْتِصَادِ وَكَانَ يَخْتَارُ الْأَيْسَرَ فِي كُلِّ هَذَا
قَالَ وَأَمَّا قَوْلُهَا مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا فَيُتَصَوَّرُ إِذَا خَيَّرَهُ الْكُفَّارُ وَالْمُنَافِقُونَ فَأَمَّا إِنْ كَانَ التَّخْيِيرُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى أَوْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَيَكُونُ الِاسْتِثْنَاءُ مُنْقَطِعًا كَذَا فِي شَرْحِ مُسْلِمٍ لِلنَّوَوِيِّ (فَإِنْ كَانَ) أَيْ أَيْسَرُ الْأَمْرَيْنِ (إِثْمًا كَانَ) أَيْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (مِنْهُ) أَيْ مِنْ أَيْسَرِهِمَا الَّذِي يَكُونُ إِثْمًا (إِلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللَّهِ) انْتَهَاكُ حُرْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى ارْتِكَابُ مَا حَرَّمَهُ وَالِاسْتِثْنَاءُ مُنْقَطِعٌ أَيْ لَكِنْ إِذَا انْتُهِكَتْ حُرْمَةُ اللَّهِ انْتَصَرَ لِلَّهِ تَعَالَى وَانْتَقَمَ مِمَّنِ ارْتَكَبَ ذَلِكَ
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ
[4786]
(مَا ضَرَبَ إِلَخْ) فِيهِ أَنَّ ضَرْبَ الزَّوْجَةِ وَالْخَادِمِ وَالدَّابَّةِ وَإِنْ كَانَ مُبَاحًا لِلْأَدَبِ فَتَرْكُهُ أَفْضَلُ
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ
[4787]
(فِي قَوْلِهِ) أَيْ فِي تفسير قوله تعالى (خذ العفو) لَمَّا عَدَّدَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ أَحْوَالِ الْمُشْرِكِينَ مَا عَدَّدَهُ وَتَسْفِيهِ رَأْيِهِمْ وَضَلَالِ سَعْيِهِمْ أَمَرَ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم بِأَنْ يَأْخُذَ الْعَفْوَ مِنْ أَخْلَاقِهِمْ يُقَالُ أَخَذْتُ حَقِّي عَفْوًا أَيْ سَهْلًا وَهَذَا نَوْعٌ مِنَ التَّيْسِيرِ الَّذِي كَانَ يَأْمُرُ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا وَبَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا
وَالْمُرَادُ بِالْعَفْوِ هُنَا ضِدُّ الْجَهْدِ وَالْعَفْوُ التَّسَاهُلُ فِي كُلِّ شَيْءٍ كَذَا فِي بَعْضِ التَّفَاسِيرِ
وَفِي جَامِعِ الْبَيَانِ خُذِ الْعَفْوَ مِنْ أَخْلَاقِ النَّاسِ كَقَبُولِ أَعْذَارِهِمْ وَالْمُسَاهَلَةِ مَعَهُمْ انْتَهَى