المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(باب في تنزيل الناس منازلهم [ - عون المعبود وحاشية ابن القيم - جـ ١٣

[العظيم آبادي، شرف الحق]

فهرس الكتاب

- ‌(بَاب فِي الْجَهْمِيَّةِ)

- ‌(بَاب فِي الرُّؤْيَةِ [

- ‌(بَاب فِي الرَّدِّ عَلَى الْجَهْمِيَّةِ [

- ‌(بَاب فِي الْقُرْآنِ [4734] قَالَ فِي فَتْحِ الْوَدُودِ)

- ‌(بَابُ ذِكْرِ الْبَعْثِ [

- ‌(بَاب فِي الشَّفَاعَةِ [

- ‌(بَابٌ فِي خَلْقِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ [

- ‌(بَاب فِي الْحَوْضِ [

- ‌(باب الْمَسْأَلَةِ فِي الْقَبْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ [

- ‌(بَاب فِي ذِكْرِ الْمِيزَانِ [

- ‌(بَاب فِي الدَّجَّالِ [

- ‌(باب في الْخَوَارِجِ [

- ‌(بَاب في قتل الْخَوَارِجِ [

- ‌(بَاب فِي قِتَالِ اللُّصُوصِ [

- ‌40 - كِتَابُ الْأَدَب

- ‌(بَاب فِي الْحِلْمِ وَأَخْلَاقِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم [

- ‌(بَاب فِي الْوَقَارِ [

- ‌(بَاب مَنْ كَظَمَ غَيْظًا)

- ‌(بَاب مَا يُقَالُ عِنْدَ الْغَضَبِ [

- ‌(بَاب فِي التَّجَاوُزِ فِي الْأَمْرِ [

- ‌(بَاب فِي حُسْنِ الْعِشْرَةِ [

- ‌(بَاب فِي الْحَيَاءِ [

- ‌(بَاب فِي حُسْنِ الْخُلُقِ [

- ‌(بَاب فِي كَرَاهِيَةِ الرِّفْعَةِ فِي الْأُمُورِ [

- ‌(بَاب فِي كَرَاهِيَةِ التَّمَادُحِ [

- ‌(بَاب فِي الرِّفْقِ بِالْكَسْرِ ضِدُّ الْعُنْفِ [

- ‌(بَاب فِي شُكْرِ الْمَعْرُوفِ [

- ‌(بَاب فِي الْجُلُوسِ بِالطُّرُقَاتِ [4815] جَمْعُ الطُّرُقِ)

- ‌(بَاب فِي سَعَةِ الْمَجْلِسِ)

- ‌(باب في الجلوس بين الشمس والظل [

- ‌(بَاب في التحلق [4823] أي الجلوس)

- ‌(باب الْجُلُوسِ وَسْطَ الْحَلْقَةِ [

- ‌(بَاب فِي الرَّجُلِ يَقُومُ لِلرَّجُلِ مِنْ مَجْلِسِهِ [

- ‌(بَاب مَنْ يُؤْمَرُ أَنْ يُجَالِسَ [

- ‌(بَاب فِي كَرَاهِيَةِ الْمِرَاءِ [

- ‌(بَاب الْهَدْيِ فِي الْكَلَامِ [4837] الْهَدْيُّ)

- ‌(بَاب فِي الخطبة [

- ‌(بَاب فِي تَنْزِيلِ النَّاسِ مَنَازِلَهُمْ [

- ‌(بَاب فِي الرَّجُلِ يَجْلِسُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ بِغَيْرِ إِذْنِهِمَا [

- ‌(بَاب فِي جُلُوسِ الرَّجُلِ [

- ‌(بَاب فِي الْجِلْسَةِ الْمَكْرُوهَةِ [

- ‌(بَاب فِي السَّمَرِ بَعْدَ الْعَشَاءِ [

- ‌(بَاب فِي الرَّجُلِ يَجْلِسُ مُتَرَبِّعًا [

- ‌(بَاب فِي التَّنَاجِي [

- ‌(باب إذا قام من مجلسه ثُمَّ رَجَعَ [

- ‌(بَاب كَرَاهِيَةِ أَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ مِنْ مَجْلِسِهِ وَلَا يَذْكُرَ اللَّهَ [

- ‌(بَاب فِي كَفَّارَةِ الْمَجْلِسِ [4857] (عِنْدَ قِيَامِهِ))

- ‌(بَاب فِي رَفْعِ الْحَدِيثِ مِنْ الْمَجْلِسِ [

- ‌(بَاب فِي الْحَذَرِ مِنْ النَّاسِ [

- ‌(بَاب فِي هَدْيِ الرَّجُلِ [

- ‌(بَاب فِي الرَّجُلِ يَضَعُ إِحْدَى رِجْلَيْهِ على الأخرى [

- ‌(بَاب فِي نَقْلِ الْحَدِيثِ [

- ‌(بَاب فِي الْقَتَّاتِ [

- ‌(بَابُ فِي ذِي الْوَجْهَيْنِ [

- ‌(بَاب فِي الْغِيبَةِ [

- ‌(باب الرجل يذب عن عرض أخيه [

- ‌(بَاب مَنْ لَيْسَتْ لَهُ غِيبَةٌ [

- ‌(بَاب مَا جَاءَ فِي الرَّجُلِ يُحِلُّ الرَّجُلَ قَدْ اغْتَابَهُ [

- ‌(بَابٌ فِي التَّجَسُّسِ [

- ‌(بَاب فِي السَّتْرِ عَلَى الْمُسْلِمِ [

- ‌(بَابٌ فِي الْمُؤَاخَاةِ [

- ‌(بَابٌ فِي الْمُسْتَبَّانِ [

- ‌(بَاب فِي التَّوَاضُعِ [

- ‌(بَاب فِي الِانْتِصَارِ [

- ‌(بَاب فِي النَّهْيِ عَنْ سَبِّ الْمَوْتَى [

- ‌(بَاب فِي اللَّعْنِ [

- ‌(بَاب فِيمَنْ دَعَا عَلَى مَنْ ظَلَمَهُ [

- ‌(باب في هجرة الرجل أخاه [

- ‌(بَاب فِي الظَّنِّ [

- ‌(بَابُ فِي النَّصِيحَةِ وَالْحِيَاطَةِ [

- ‌(بَاب فِي إِصْلَاحِ ذَاتِ الْبَيْنِ [

- ‌(بَابٌ فِي الْغِنَاءِ [

- ‌(بَاب كَرَاهِيَةِ الْغِنَاءِ وَالزَّمْرِ [

- ‌(بَابُ الْحُكْمِ فِي الْمُخَنَّثِينَ [

- ‌(بَابُ اللَّعِبِ بِالْبَنَاتِ [

- ‌(بَاب فِي الْأُرْجُوحَةِ [

- ‌(بَاب فِي النَّهْيِ عَنْ اللَّعِبِ بِالنَّرْدِ [

- ‌(بَاب فِي اللَّعِبِ بِالْحَمَامِ [

- ‌(بَاب فِي الرحمة [

- ‌(بَاب فِي النَّصِيحَةِ [

- ‌(باب في المعونة للمسلم [

- ‌(باب في تغيير الأسماء [

- ‌(باب في تغيير اسم القبيح [

- ‌(بَاب فِي الْأَلْقَابِ [

- ‌(بَاب فيمن يتكنى بِأَبِي عِيسَى [

- ‌(بَابٌ فِي الرَّجُلِ يَقُولُ لِابْنِ غَيْرِهِ يَا بُنَيَّ [

- ‌(بَاب فِي الرَّجُلِ يَتَكَنَّى بأبي القاسم [

- ‌(بَابٌ فِيمَنْ رَأَى أَنْ لَا يَجْمَعَ بَيْنَهُمَا [

- ‌(بَاب فِي الرُّخْصَةِ فِي الْجَمْعِ بَيْنَهُمَا [

- ‌(بَابٌ فِي الرَّجُلِ يَتَكَنَّى وَلَيْسَ لَهُ وَلَدٌ [

- ‌(بَاب فِي الْمَرْأَةِ تُكْنَى [

- ‌(بَاب فِي الْمَعَارِيضِ [

- ‌(بَابٌ فِي زَعَمُوا [

- ‌(باب في الرجل يقول في خطبته أما بعد [

- ‌(بَابٌ في الكرم [

- ‌(بَاب لَا يَقُولُ الْمَمْلُوكُ رَبِّي وَرَبَّتِي [

- ‌(بَابٌ لَا يُقَالُ خَبُثَتْ نَفْسِي [

- ‌(بَابٌ فِي صَلَاةِ الْعَتَمَةِ [

- ‌(بَابُ التَّشْدِيدِ فِي الْكَذِبِ [

- ‌(بَاب في حسن الظن [

- ‌(بَاب فِي الْعِدَةِ [

- ‌(باب فيمن يَتَشَبَّعُ بِمَا لَمْ يُعْطِ [

- ‌(بَاب مَا جَاءَ فِي الْمِزَاحِ [

- ‌(بَابُ مَنْ يَأْخُذُ الشَّيْءَ مِنْ مُزَاحٍ [

- ‌(بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّشَدُّقِ فِي الْكَلَامِ [

- ‌(بَاب ما جاء في الشعر [

- ‌(بَاب فِي الرُّؤْيَا [

- ‌(بَاب فِي التَّثَاؤُبِ [

- ‌(بَاب فِي الْعُطَاسِ [5029] بِضَمِّ الْعَيْنِ)

- ‌(بَابُ كَيْفَ تَشْمِيتُ الْعَاطِسِ [

- ‌(بَابُ كَمْ يُشَمَّتِ الْعَاطِسُ [

- ‌(بَابُ كَيْفَ يُشَمَّتُ الذِّمِّيُّ [

- ‌(باب فيمن يعطس ولا يحمد الله [

- ‌(بَابٌ فِي الرَّجُلِ يَنْبَطِحُ عَلَى بَطْنِهِ [

- ‌(بَابٌ فِي النَّوْمِ عَلَى السَّطْحِ لَيْسَ عَلَيْهِ حِجَارٌ [

- ‌(باب في النوم على طهارة [

- ‌(باب كيف يتوجه [5044] الرجل عند النوم)

- ‌(بَابُ مَا يَقُولُ عِنْدَ النَّوْمِ [

- ‌(بَاب مَا يَقُولُ الرَّجُلُ إِذَا تَعَارَّ مِنْ اللَّيْلِ)

- ‌(بَاب فِي التَّسْبِيحِ عِنْدَ النَّوْمِ)

- ‌(بَاب مَا يَقُولُ إِذَا أَصْبَحَ)

- ‌(بَاب مَا يَقُولُ الرَّجُلُ إِذَا رَأَى الْهِلَالَ)

- ‌(بَاب مَا يَقُولُ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ)

- ‌(بَاب ما يقول الرجل إذا دخل بيته)

الفصل: ‌(باب في تنزيل الناس منازلهم [

فَالْحَاصِلُ أَنَّ هَذِهِ الْوُجُوهَ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ فِي هَذِهِ الْمَوَاضِعِ الْأَفْضَلُ أَنْ يَقُولَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ بِتَمَامِهِ وَإِنْ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ فَقَطْ فَقَدْ ذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ بِلَا شُبْهَةٍ وَكَفَاهُ وَلِذَلِكَ قَالَ النَّوَوِيُّ فِي الْأَذْكَارِ مِنْ أَهَمِّ مَا يَنْبَغِي أَنْ يَعْرِفَ صِفَةَ التَّسْمِيَةِ وَقَدْرَ الْمُجْزِئِ مِنْهَا فَاعْلَمْ أَنَّ الْأَفْضَلُ أَنْ يَقُولَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فَإِنْ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ كَفَاهُ وَحَصَلَتِ السُّنَّةُ وَسَوَاءٌ فِي هَذَا الْجُنُبِ وَالْحَائِضِ وَغَيْرِهِمَا انْتَهَى

وَأَمَّا تَعَقُّبُ الْحَافِظِ بْنِ حَجَرٍ عَلَى كَلَامِ النَّوَوِيِّ هَذَا فِي فَتْحِ الْبَارِي بِقَوْلِهِ وَأَمَّا قَوْلُ النَّوَوِيِّ فِي أَدَبِ الْأَكْلِ مِنَ الْأَذْكَارِ صِفَةُ التَّسْمِيَةِ مِنْ أَهَمِّ مَا يَنْبَغِي مَعْرِفَتُهُ وَالْأَفْضَلُ أَنْ يَقُولَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فَإِنْ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ كَفَاهُ وَحَصَلَتِ السُّنَّةُ فَلَمْ أَرَ لِمَا ادَّعَاهُ مِنَ الْأَفْضَلِيَّةِ دَلِيلًا خَاصًّا انْتَهَى

فَمُتَعَقَّبٌ كَيْفَ وَقَدْ رَأَيْتُ وُجُوهًا ثَلَاثَةً لِلْأَفْضَلِيَّةِ

هَذَا عِنْدِي وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ

3 -

‌(بَاب فِي تَنْزِيلِ النَّاسِ مَنَازِلَهُمْ [

4842])

(فَأَعْطَتْهُ كِسْرَةً) بِكَسْرِ أَوَّلِهِ أَيْ قِطْعَةٌ مِنْ خُبْزٍ وَنَحْوَهُ (فَقِيلَ لَهَا) أَيْ لِعَائِشَةَ (فِي ذَلِكَ) أَيِ الْمَذْكُورِ مِنْ صَنِيعِهَا بِالْمَارِّينَ بِهَا

وَالْمَعْنَى قِيلَ لِعَائِشَةَ لِمَ فَرَّقْتِ بَيْنَهُمَا حَيْثُ أَعْطَيْتِ الْأَوَّلَ كِسْرَةً وأقعدت الثاني وأطعمته (أَنْزِلُوا النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ) أَيْ عَامِلُوا كُلَّ أَحَدٍ بِمَا يُلَائِمُ مَنْصِبَهُ فِي الدِّينِ وَالْعِلْمِ وَالشَّرَفِ

قَالَ الْعَزِيزِيُّ وَالْمُرَادُ بِالْحَدِيثِ الْحَضُّ عَلَى مُرَاعَاةِ مَقَادِيرِ النَّاسِ وَمَرَاتِبِهِمْ وَمَنَاصِبِهِمْ وَتَفْضِيلِ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْمَجَالِسِ وَفِي الْقِيَامِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْحُقُوقِ

(قَالَ أَبُو دَاوُدَ مَيْمُونٌ لَمْ يُدْرِكْ عَائِشَةَ)

قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَقِيلَ لِأَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ مَيْمُونُ بْنُ أَبِي شُبَيْبٍ عَنْ عَائِشَةَ مُتَّصِلٌ قَالَ لَا

انْتَهَى كَلَامُ الْمُنْذِرِيِّ

وَقَالَ النَّوَوِيُّ فِي مُقَدِّمَةِ شَرْحِ صَحِيحِ مُسْلِمٍ فِي فَصْلِ التَّعْلِيقِ وَأَمَّا قَوْلُ مُسْلِمٍ فِي خُطْبَةِ

ص: 131

كِتَابِهِ وَقَدْ ذُكِرَ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نُنْزِلَ النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ فَهَذَا بِالنَّظَرِ إِلَى أَنَّ لَفْظَهَ لَيْسَ جَازِمًا لَا يَقْتَضِي حُكْمَهُ بِصِحَّتِهِ وَبِالنَّظَرِ إِلَى أَنَّهُ احْتَجَّ بِهِ وَأَوْرَدَهُ إِيرَادَ الْأُصُولِ لَا إِيرَادَ الشَّوَاهِدِ يَقْتَضِي حُكْمَهُ بِصِحَّتِهِ وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ حَكَمَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ فِي كِتَابِهِ كِتَابِ مَعْرِفَةِ عُلُومِ الْحَدِيثِ بِصِحَّتِهِ وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ بِإِسْنَادِهِ مُنْفَرِدًا بِهِ وَذُكِرَ أَنَّ الرَّاوِيَ لَهُ عَنْ عَائِشَةَ مَيْمُونُ بْنُ أَبِي شُبَيْبٍ وَلَمْ يُدْرِكْهَا

قَالَ الشَّيْخُ بن الصَّلَاحِ وَفِيمَا قَالَهُ أَبُو دَاوُدَ نَظَرٌ فَإِنَّهُ كُوفِيٌّ مُتَقَدِّمٌ قَدْ أَدْرَكَ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ وَمَاتَ الْمُغِيرَةُ قَبْلَ عَائِشَةَ وَعِنْدَ مُسْلِمٍ التَّعَاصُرُ مَعَ إِمْكَانِ التَّلَاقِي كَافٍ فِي ثُبُوتِ الْإِدْرَاكِ فَلَوْ وَرَدَ عَنْ مَيْمُونٍ أَنَّهُ قَالَ لَمْ أَلْقَ عَائِشَةَ اسْتَقَامَ لِأَبِي دَاوُدَ الْجَزْمُ بِعَدَمِ إِدْرَاكِهِ وَهَيْهَاتَ ذَلِكَ انْتَهَى

قَالَ النَّوَوِيُّ وَحَدِيثُ عَائِشَةَ هَذَا قَدْ رَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ وَقَالَ هَذَا الْحَدِيثُ لَا يُعْلَمُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ مَوْقُوفًا انْتَهَى

[4843]

(أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُمْرَانَ) بِضَمِّ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ (عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ) بِكَسْرِ الْمِيمِ وَسُكُونِ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ (إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ) أَيْ تَبْجِيلِهِ وَتَعْظِيمِهِ (إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ) أَيْ تَعْظِيمَ الشَّيْخِ الْكَبِيرِ فِي الْإِسْلَامِ بِتَوْقِيرِهِ فِي الْمَجَالِسِ وَالرِّفْقِ بِهِ وَالشَّفَقَةِ عَلَيْهِ وَنَحْوِ ذَلِكَ كُلُّ هَذَا مِنْ كَمَالِ تَعْظِيمِ اللَّهِ لِحُرْمَتِهِ عِنْدَ اللَّهِ (وَحَامِلِ الْقُرْآنِ) أَيْ وَإِكْرَامَ حَافِظِهِ وَسَمَّاهُ حَامِلًا لَهُ لِمَا يَحْمِلُ لِمَشَاقَّ كَثِيرَةٍ تَزِيدُ عَلَى الأحمال الثقيلة قاله العزيزي

وقال القارىء أَيْ وَإِكْرَامَ قَارِئِهِ وَحَافِظِهِ وَمُفَسِّرِهِ (غَيْرِ الْغَالِي) بِالْجَرِّ (فِيهِ) أَيْ فِي الْقُرْآنِ

وَالْغُلُوُّ التَّشْدِيدُ وَمُجَاوَزَةُ الْحَدِّ يَعْنِي غَيْرَ الْمُتَجَاوِزِ الْحَدَّ فِي الْعَمَلِ بِهِ وَتَتَبُّعِ مَا خَفِيَ مِنْهُ وَاشْتَبَهَ عَلَيْهِ مِنْ مَعَانِيهِ وَفِي حُدُودِ قِرَاءَتِهِ وَمَخَارِجِ حُرُوفِهِ قَالَهُ الْعَزِيزِيُّ (وَالْجَافِي عَنْهُ) أَيْ وَغَيْرِ الْمُتَبَاعِدِ عَنْهُ الْمُعْرِضِ عَنْ تِلَاوَتِهِ وَإِحْكَامِ قِرَاءَتِهِ وَإِتْقَانِ مَعَانِيهِ وَالْعَمَلِ بِمَا فِيهِ

وَقِيلَ الْغُلُوُّ الْمُبَالَغَةُ فِي التَّجْوِيدِ أَوِ الْإِسْرَاعُ فِي الْقِرَاءَةِ بِحَيْثُ يَمْنَعُهُ عَنْ تَدَبُّرِ الْمَعْنَى

وَالْجَفَاءُ أَنْ يَتْرُكَهُ بَعْدَ مَا عَلِمَهُ لَا سِيَّمَا إِذَا كَانَ نَسِيَهُ فَإِنَّهُ عُدَّ مِنَ الْكَبَائِرِ قَالَ في النهاية ومنه الحديث اقرؤوا الْقُرْآنَ وَلَا تَجْفُوا عَنْهُ أَيْ تَعَاهَدُوهُ وَلَا تَبْعُدُوا عَنْ تِلَاوَتِهِ بِأَنْ تَتْرُكُوا قِرَاءَتَهُ وَتَشْتَغِلُوا بِتَفْسِيرِهِ وَتَأْوِيلِهِ وَلِذَا قِيلَ اشْتَغِلْ بِالْعِلْمِ بِحَيْثُ لَا يَمْنَعُكَ عَنِ الْعَمَلِ وَاشْتَغِلْ بِالْعَمَلِ بِحَيْثُ لَا يَمْنَعُكَ عَنِ الْعِلْمِ وَحَاصِلُهِ أَنَّ كُلًّا مِنْ طَرَفَيِ الْإِفْرَاطِ وَالتَّفْرِيطِ مَذْمُومٌ وَالْمَحْمُودُ هُوَ الْوَسَطُ الْعَدْلُ الْمُطَابِقُ لِحَالِهِ

ص: 132