الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال غيرُ واحد من السلف: بسكينة، ووقار، من غير تكبُّر ولا تماوت، وهي مِشْيةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه مع هذه المِشْيَة كان كأنَّما ينحطُّ من صَبَب، وكأنما الأرض تُطوى له، حتى كان الماشي معه يُجهِدُ نفْسَهُ
…
ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم غيرُ مُكْتَرِثٍ، وهذا يدل على أمرين: أن مشيته لم تكن مشية بتماوتٍ ولا بمهانةٍ، بل مشيةُ أعدلِ المِشيات.
و
المِشْيَات عَشْرةُ أنواع:
هذه الثلاثة منها.
والرابع: السعي.
والخامس: الرمل، وهو أسرع المشي مع تقارب الخطى، ويُسمى: الخبب
…
وذكر رحمه الله بقية المشيات، وهي باختصار:
السادس: النسلان، وهو العدو الخفيف الذي لا يزعج الماشي ولا يكرثه.
والسابع: الخوزلى، وهي مشية التمايل، وهي مشية يقال: إن فيها تكسُّراً وتخنُّثَاً.
والثامن: القهقرى، وهي المشية إلى وراء.
والتاسع: الجمزى، وهي مشية يثب فيها الماشي وثباً.
والعاشر: مشية التبختر، وهي مشية أولي العجب والتكبر.
قال: وأعدل هذه المشيات: مِشيةُ الهَونِ والتَّكَفُّؤ
…
).
(1)
فالخلاصة:
أن فاطمة رضي الله عنها تشبه أباها صلى الله عليه وسلم، في مِشْيَتِه، وهَدْيِهِ، وسَمْتِه، ودَلِّه، وخُلُقِه، وفي خِلْقَته أيضاً ـ كما ذكرها ابن حجر، ومَن بعده، في المُشَبَّهِين بالنبي صلى الله عليه وسلم، ومما يُستَأنَسُ لِذلك تأييداً: ثبوت تشبيه ابنيها: الحسن والحسين بالنبي صلى الله عليه وسلم، وهي أقرب منهما ـ والله أعلم ـ.
* * *
(1)
«زاد المعاد» (1/ 167 ـ 168) باختصار يسير.
وانظر في مِشيَتِه أيضاً: «الأنوار في شمائل المختار» للبغوي (1/ 351)، «إمتاع الأسماع» للمقريزي (8/ 75)، «غذاء الألباب» للسفاريني (2/ 348)، و «الآيات البينات فيما في أعضاء الرسول من المعجزات» لسعيد باشنفر (ص 91).