الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الأول:
ولادتها، وترتيبها بين أخواتها
.
1.
[1] قال ابن سعد رحمه الله: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة، عن يحيى بن شبل، عن أبي جعفر قال:(دخَلَ العبَّاسُ عَلى عَليِّ بنِ أبي طالبٍ وفاطمةَ رضي الله عنهم وهِيَ تقُولُ: أنَا أسَنُّ مِنكَ ، فقال العبَّاسُ: أمَّا أنتِ يا فاطمةُ، فوُلِدْتِّ وقريشٌ تَبنِي الكعبة، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم ابنُ خمسٍ وثلاثين سَنَةً، وأمَّا أنتَ يا عَليُّ فوُلِدْتَّ قَبلَ ذلك بسنوات).
[«الطبقات الكبرى» لابن سعد (8/ 26)]
دراسة الإسناد:
ــ محمد بن عمر الواقدي.
مُجمَعٌ على تركه. وقد يُحتاجُ إليه في الغزوات والتاريخ ـ كما قال الذهبي ـ.
(1)
ــ أبو بكر بن عبدالله بن محمد بن أبي سَبْرَةَ القرشي.
متروك.
(1)
ستأتي ترجمته في الباب الثالث: مسند فاطمة، حديث رقم (13).
ضعفه: ابن المديني، وابن معين، والبخاري، وغيرهم. وقال الإمام أحمد: كان يضع الحديث. وقال ابن المديني والبخاري في موضع: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك.
قال الذهبي: عالم مُكثر، لكنه متروك.
قال ابن حجر: رموه بالوضع.
(1)
ــ يحيى بن شبل. لم أجد فيه جرحاً ولا تعديلاً.
قال ابن أبي حاتم: (روى عن: عمرَ بنِ عبد الرحمن المزني، وعن جدِّه ابن حسين، عن علي رضي الله عنه. روى عنه: سعيدُ بن أبي هلال، وعبدُ العزيز بنُ عبد الله بنِ أبي سلمة، وأبو معشر، وموسى بن عبيدة الربذى، وابن أبي سبرة. سمعتُ أبي يقولُ ذلك).
(2)
وليس هو البلخي: مجهول، ومتأخر عن المدني.
(3)
(1)
ينظر: «الجرح والتعديل» (7/ 298)، «تهذيب الكمال» (33/ 102)، «الكاشف» (5/ 16)، «ميزان الاعتدال» (5/ 223)، «تقريب التهذيب» (ص 653).
(2)
«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (9/ 157).
(3)
مترجم في «تهذيب الكمال» (31/ 374)، و «ميزان الاعتدال» (5/ 124). وقد فرَّق بينهما ابن حجر في «تهذيب التهذيب» (11/ 229).
ــ أبو جعفر هو: محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ثقة، وروايته عن جده الحسين مرسلة.
(1)
تخريج الحديث:
أخرجه: ابن سعد في «الطبقات الكبرى» ــ كما سبق ـ، ومن طريقه:
…
[ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (3/ 157)].
ــ وعلَّقه ابنُ جرير في «تاريخه» (11/ 597)، والدولابيُّ في «الذرية الطاهرة» (ص 110) رقم (210) عن الواقدي، به.
ــ وجاء في معناه من قولِ ابن شهاب الزهري ـ مرسلاً ـ، ومن قول المؤمل بن وهب الله القرشي، مرسلاً ـ أيضاً ـ:
1) أخرج الحاكم في «فضائل فاطمة» (ص 74) حديث رقم (79) بإسناده إلى ابن شهاب الزهري قال: (توفيت فاطمة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بستة أشهر، وهي بنت ثمان وعشرين سنة، وكان مولِدُها وقريشٌ تبني الكعبة، ورسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ابنُ خمسٍ وثلاثين).
…
وهذا مرسل ضعيف.
(2)
(1)
ستأتي ترجمته في الباب الثالث: مسند فاطمة، حديث رقم (4).
(2)
فيه ابن لهيعة، وهو ضعيف. ينظر:«تحرير التقريب» (2/ 258).
2) أخرج أبو نعيم في «تاريخ أصبهان» (1/ 224)، ومن طريقه:
…
[ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (3/ 156)] من طريق عبد العزيز بن عمران
(1)
، قال: حدثني عبدُ الله بن المؤمل بن وهب اللهِ المخزومي القرشي
(2)
، عن أبيه
(3)
قال: (وُلِدت فاطمة قبل النبوة بأربع سنين).
…
وهذا مرسل ضعيف.
الحكم على الحديث:
الحديث ضعيف جداً؛ فيه علل: الواقدي، وابن أبي سبرة: متروكان. مع إرساله.
وستأتي في الدراسة الموضوعية، أقوال أئمة السير والتاريخ في هذه المسألة.
* * *
(1)
الزهري. قال في «تقريب التهذيب» (ص 390): (متروك، احترقت كتبه، فحدَّثَ من حفظه؛ فاشتَدَّ غلَطُه، وكان عارفاً بالأنساب).
(2)
ضعيف الحديث. كما في «تقريب التهذيب» (ص 359).
(3)
مستور. كما في «التقريب» (ص 584)، وفي «الميزان» (4/ 418): لا يُعرف، تفرد عنه ولده عبدالله.
2.
[2] قال أبو عبدالله الحاكم: أخبرنا أبو الحسين بن يعقوب الحافظ، قال: أخبرنا أبو العباس الثقفي، قال: حدثني علي بن عقيل بن عبد الله بن محمد بن عقيل، قال: حدثني عيسى بن
…
عبدالله العلوي، عن أبيه، عن أم الحسن بنت أبي جعفر محمد بن علي، عن أخيها جعفر بن محمد قال:«ماتت فاطمة رضي الله عنها وهي ابنة إحدى وعشرين، ووُلِدَتْ على رأس سنة إحدى وأربعين من مولد النبي صلى الله عليه وسلم» .
[«المستدرك على الصحيحين» للحاكم (3/ 178)، حديث رقم (4765)]
دراسة الإسناد:
ــ محمد بن محمد بن يعقوب بن إسماعيل، أبو الحسين الحجَّاجي النيسابوري. ثقة.
(1)
ــ محمد بن إبراهيم السرَّاج أبو العباس الثقفي مولاهم، صاحب
…
«المسند» . ثقة ثبت.
(2)
(1)
«سير أعلام النبلاء» (16/ 240)، «الروض الباسم في تراجم شيوخ الحاكم»
…
(2/ 1247) رقم (1080).
(2)
«تاريخ بغداد» (2/ 56)، «سير أعلام النبلاء» (14/ 388).
ــ علي بن عقيل بن عبدالله بن محمد بن عقيل. لم أجد له ترجمة.
ــ عيسى بن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب العلوي.
قال الدارقطني: متروك.
وقال ابن حبان: يروي عن أبيه، عن آبائه أشياء موضوعة
…
، وذكر أنها نسخة، قال: كتبناها عنه أكثرها معمولة.
(1)
ــ عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، أبو محمد العلوي المدني، لقبه دافن.
مقبول
(2)
ــ أم الحسن بنت أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين.
لم أجد لها ترجمة.
ــ جعفر بن محمد بن علي بن الحسين، ثقة، ولد سنة (80 هـ)، وتوفي سنة (148 هـ).
(3)
(1)
ينظر: «الكامل» لابن عدي (5/ 242)، «المجروحون» لابن حبان (2/ 103)،
…
«ميزان الاعتدال» (3/ 316)، «لسان الميزان» (6/ 269)، «معرفة النسخ والصحف الحديثية» للشيخ: بكر أبو زيد (ص 218) رقم (189).
(2)
«تهذيب الكمال» (16/ 93)، «تقريب التهذيب» (ص 356).
(3)
ستأتي ترجمته في الباب الثالث: مسند فاطمة، حديث رقم (4).
تخريج الحديث:
أخرجه: الحاكم في «المستدرك» ــ كما سبق ـ. ولم أجده عند غيره.
وله شاهد:
أخرجه: الحاكم في «فضائل فاطمة» (ص 73) رقم (78)، ومن طريقه:[ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (3/ 157)]، والحاكم أيضاً في
…
«المستدرك» (3/ 176) رقم (4760) من طريق أبي العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم
(1)
، يقول سمعت عبدَ الله
(2)
بن محمد بن سليمان بن جعفر بن سليمان الهاشمي، يقول: سمعتُ أبي، يقول: سمعت أبا جعفر بن سليمان
(3)
يقول: (وُلِدَتْ فاطمةُ سنةَ إحدى وأربعين من مَولِد النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وماتت فاطمة وهي ابنة إحدى وعشرين سنة).
هذا لفظ الحاكم في «فضائل فاطمة» ، ولم يذكر في «المستدرك» الجملة الأخيرة: وماتت فاطمة
…
وهو مرسل، ورجاله لم أقف لهم على ترجمة عدا أبي العباس الثقفي.
(1)
هو الثقفي، ثقة، سبق في دراسة الإسناد.
(2)
كذا في مصادر الحديث، وفي عدد من مصادر رواياته الأخرى «عبيدالله» .
(3)
كذا في «جزء فاطمة» ، وقد سقطت العبارة من مطبوعة «تاريخ دمشق» ، وفي
…
«المستدرك» : (عبدالله بن محمد بن سليمان بن جعفر الهاشمي، يذكر عن أبيه، عن جده). وهذا هو الصواب ـ والله أعلم ـ.
ويُحتمل أن سليمان بن جعفر بن سليمان هو ابن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، والي مكة في أيام هارون الرشيد، ثم والي البصرة (سنة 248 هـ)، وهو من الخطباء الفصحاء.
(1)
الحكم على الحديث:
الحديث ضعيف جداً؛ علَّته عيسى بن عبدالله وهو متروك، ووالده ضعيف، وعلي بن عقيل، وأم الحسن لم أجد لهما ترجمة. وهو مرسل، وشاهده ضعيف مرسل أيضاً.
ومع ضعفه الشديد فإن في متنه غرابة، إن كانت ولدت على رأس سنة إحدى وأربعين من مولد النبي صلى الله عليه وسلم فكيف يكون عمرها: إحدى وعشرين سنة؟ ! لابد أن يكون عمرها على هذا القول ثنتين وعشرين سنة ونصف سنة أو تزيد قليلاً.
* * *
(1)
«تاريخ الرسل والملوك» لابن جرير (5/ 16)، «الأعلام» للزركلي (3/ 122).
3.
[3] قال أبو الفرج المعافى بن زكريا الجَرِيْرِي
(1)
(ت 390 هـ): حدثنا عبد الباقي بن قانع، قال: حدثنا محمد بن زكريا، قال: حدثنا العباس بن بكار، قال: حدثني محمد بن زياد، والفرات بن السائب، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «ولَدَت خديجةُ من النبي صلى الله عليه وسلم عبدَالله بن محمد، ثم أبطأ عليه الولدُ من بعده، فبينا رسولُ الله يُكلِّمُ رجلاً والعاصُ بنُ وائل ينظر إليه، إذْ قال له رجلٌ: مَنْ هذا؟ قال له: هذا الأبتر ـ يعني النبي
(1)
النهرواني، المعروف بابن طرارا الفقيه، ولد سنة (303 هـ) وقيل:(305 هـ)، الجَرِيري نِسبةً إلى مذهب ابن جرير الطبري. قال الخطيب: كان من أعلم الناس في وقته بالفقه والنحو واللغة وأصناف الأدب، وولي القضاء بباب الطاق. وقال: وسألت البرقاني عن المعافى؟ فقال: كان أعلم الناس، وكان ثقة، لم أسمع منه.
قال ياقوت: (كان من أعلم الناس بفقه مذهب ابن جرير والنحو واللغة وفنون الأدب والأخبار والأشعار، وكان ثقة ثبتاً). وقال ابن خلكان: (وكان ثقة مأموناً في روايته). قال الذهبي في «السير» : (العلامة، الفقيه، الحافظ، القاضي، المتفنن، عالم عصره)، وقال:(وله «تفسير» كبير في ست مجلدات جم الفوائد، وله كتاب «الجليس والأنيس» في مجلدين. وكان من بحور العلم). (ت 390 هـ) رحمه الله.
ينظر: «تاريخ بغداد» (15/ 308)، «معجم الأدباء» (6/ 2702)، «وفيات الأعيان» (5/ 222)، «تاريخ الإسلام» (8/ 670)، «سير أعلام النبلاء»
…
(16/ 544).
- صلى الله عليه وسلم ــ، فكانَتْ قريش إذا وُلِدَ للرَّجُل، ثمُّ أبطأَ عليه الولدُ مِن بَعْدِه، قالوا: هذا الأبتر. فأنزل اللهُ عز وجل: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ}
(1)
(سورة الكوثر، آية 3) أي: مُبغِضُك هو الأبْتَر الذي بُتِر مِنْ كُلِّ خير.
قال: ثم ولدَتْ له زينب، ثم ولدَتْ له رقية، ثم ولدَتْ له القاسم، ثم ولدت الطاهر، ثم ولدت المُطهَّر، ثم ولدت له الطيِّب، ثم ولدت المُطيَّب، ثم ولدتْ أمَّ كلثوم، ثم ولدت فاطمة، وكانت أصغرهم، وكانت خديجة إذا ولدت ولداً دَفَعَتْهُ إلى مَنْ يُرضِعُهُ، فلمَّا ولَدَتْ فاطِمةَ لمْ يُرْضِعْهَا أحَدٌ غيرَها».
[«الجليس الصالح الكافي» للجُريري (4/ 33) في المجلس (85)]
دراسة الإسناد:
ــ عبدالباقي بن قانع البغدادي، مصنِّف «معجم الصحابة» .
صدوق.
(2)
ــ محمد بن زكريا الغَلابي البصري الأخباري، أبو جعفر.
(1)
وانظر في نزول الآية: «دلائل النبوة» للبيهقي (2/ 69)، و «أسباب نزول القرآن» للواحدي (ص 466).
(2)
«سير أعلام النبلاء» (15/ 526).
ضَعِيفٌ، ورُمي بالوضع.
ذكره ابن حبان في «الثقات» وقال: كان صاحب حكايات وأخبار، يُعتبر بحديثه، إذا روى عن الثقات، لأن في روايته عن المجاهيل بعض المناكير.
وقال ابن مندة: صاحب أخبار، تُكُلِّم فيه.
وقال الدارقطني: يضع الحديث.
قال السمعاني: سمعت بعض الحفاظ ينسبه إلى التشيع، والله أعلم.
ذكر الحاكم في «تاريخه» حديثاً، ثم قال: رواته ثقات، إلا محمد بن زكريا، وهو الغلابي المذكور، فهو آفته.
وقد ذكر ابن الجوزي في «الموضوعات» حديثاً، وقال: وضعه محمد بن زكريا.
قال الذهبي في «الميزان» : ضعيف.
(ت 290 هـ)، وقيل:(298 هـ).
(1)
(1)
ينظر: «الثقات» لابن حبان» (9/ 154)، «الضعفاء» للدارقطني رقم (483)
…
«سؤالات الحاكم للدارقطني» رقم (209)، «الأنساب» للسمعاني (4/ 294)،
…
«الموضوعات» لابن الجوزي (2/ 221) رقم (775)، «الكشف الحثيث عمن رمي بوضع» للحلبي (663)، «ميزان الاعتدال» (4/ 119)، «لسان الميزان» (7/ 139).
ــ العباس بن بكار، أبو الوليد الضبي البصري.
وضَّاع.
قال الدارقطني: كذاب. وقال العقيلي: الغالب على حديثه الوهم والمناكير. وقال ابن عدي: منكر الحديث عن الثقات، وغيرهم.
قال الذهبي في «تاريخ الإسلام» : كان كذاباً.
(1)
ــ محمد بن زياد الطحَّان اليشْكُري الميموني الرَّقي، ثم الكوفي.
وضَّاع.
قال الإمام أحمد: كان أعور، كذاباً خبيثاً، يضع الحديث.
وكذبه أيضاً: ابن معين، وأبو زرعة، والفلاس، والجوزجاني، والنسائي في موضع، والدارقطني، وغيرهم. وضعفه ابن المديني جداً. وقال أبو حاتم، والبخاري، والنسائي: متروك الحديث.
قال ابن حجر في «التقريب» : كذَّبُوه.
(2)
(1)
ينظر: «الكامل» لابن عدي (6/ 6)، «الضعفاء» للعقيلي (3/ 1067)، «الضعفاء والمتروكون» للدارقطني (ص 321) رقم (423)، «تاريخ الإسلام» (5/ 592)،
…
«لسان الميزان» (4/ 402)، «الكشف الحثيث» (ص 147) رقم (372).
(2)
ينظر: «الجرح والتعديل» (7/ 258)، «الكامل» لابن عدي (6/ 129)، «تهذيب الكمال» (25/ 222)، «ميزان الاعتدال» (4/ 121)، «الكشف الحثيث» (ص 230)
…
(665)، «تقريب التهذيب» (ص 509).
ــ الفرات بن السائب، أبو سليمان ، وقيل: أبو المعلى، الجزري.
متروك.
قال الإمام أحمد في رواية الميموني عنه: (قريب من محمد بن زياد الطحان في ميمون، يُتَّهَم بما يتهم به ذاك).
وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال البخاري، وابن معين في رواية: منكر الحديث. وقال أبو حاتم الرازي: ضعيف الحديث منكر الحديث. وقال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث.
وقال الساجي: تركوه. وقال النسائي، والدارقطني، وغيرهم: متروك الحديث.
ساق ابن عدي بعض مناكيره، ثم قال:(وله غير ماذكرت من الحديث، خاصة أحاديثه عن ميمون بن مهران مناكير).
(1)
ــ ميمون بن مهران الجزري، أبو أيوب الكوفي.
ثقة، فقيه.
(2)
(1)
ينظر: «العلل ومعرفة الرجال لأحمد» رواية المروذي، والميموني، وصالح ـ ط. الفاروق ـ (ص 163) رقم (353)، «سؤالات ابن الجنيد لابن معين» (ص 114) رقم (244)،
…
«الجرح والتعديل» (7/ 80)، «الكامل» لابن عدي (6/ 22)«الكشف الحثيث»
…
(ص 208) رقم (587)، «لسان الميزان» (6/ 322).
(2)
«تقريب التهذيب» (ص 585).
تخريج الحديث:
ــ أخرجه: المعافى بن زكريا في «الجليس الصالح» ــ كما سبق ـ، ومن طريقه:[ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (3/ 128)].
وأخرجه العسكري في «الأوائل» ــ ط. دار العلوم ـ (1/ 178)
…
وـ ط. دار الكتب العلمية ـ (ص 80)، عن أبي القاسم بن شيران، عن عبدالرحمن بن جعفر، عن الغلابي، عن العباس بن بكار، عن الهذلي، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما من وجه آخر:
أخرجه: ابن إسحاق في «السيرة» ـ ط. دار الفكر ـ (ص 245)، والدولابي في «الذرية الطاهرة» (ص 44)(47)، والحاكم في «المستدرك»
…
(3/ 176) رقم (4758)، ومن طريقه: [البيهقي في «دلائل النبوة»
…
(2/ 70)] من طريق يونس بن بُكير بن واصل
(1)
، عن إبراهيم بن عثمان
(2)
، عن الحكَم بن عُتيبة الكوفي
(3)
، عن مِقْسَم بن بُجْر
(4)
، عن ابن عباس رضي الله عنهما
(1)
صدوق يخطئ. «تقريب التهذيب» (ص 643).
(2)
أبو شيبة العبسي الكوفي. متروك. «تقريب التهذيب» (ص 131).
(3)
ثقة، ثبت، فقيه، إلا أنه ربما دلَّس. «تقريب التهذيب» (ص 212).
(4)
صدوق، وكان يُرسِل. «تقريب التهذيب» (ص 574).
قال: (ولَدَتْ خديجةُ رضي الله عنها لِرسول الله صلى الله عليه وسلم غلامين وأربعَ نسوة: القاسم، وعبدالله، وفاطمة، وأم كلثوم، وزينب، ورقية).
وهذا ضعيف، علَّته: إبراهيم بن عثمان، وهو متروك.
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما من وجه ثالث:
أخرجه: ابن سعد في «الطبقات» بإسنادٍ واحدٍ، ومتنين مختلفين.
1) قال ابن سعد في «الطبقات الكبرى» (1/ 133)، ومن طريقه:
…
[ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (3/ 125)]:
أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي
(1)
، عن أبيه
(2)
، عن أبي صالح، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان أول من ولد لرسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل النبوة: القاسم، وبه كان يكنى، ثم ولد له زينب، ثم رقية، ثم فاطمة، ثم أم كلثوم، ثم ولد له في الإسلام عبدالله، فسمي الطيب والطاهر، وأمهم جميعاً خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي، وأمها فاطمة بنت زائدة بن الأصم بن هرم بن رواحة بن حجر بن عبد بن
(1)
أبو المنذر الأخباري النسَّابة. قال الدارقطني، وغيره: متروك. وقال ابن عساكر: رافضي ليس بثقة. ينظر: «لسان الميزان» (8/ 338).
(2)
محمد بن السائب بن بِشْر الكَلْبي، أبو النَّضْر الكوفي، النسَّابة المفسِّر. متهمٌ بالكذب، ورُمِيَ بالرَّفضِ. «تقريب التهذيب» (ص 510).
معيص بن عامر بن لؤي، فكان أول من مات من ولده القاسم، ثم مات
…
عبدالله بمكة، فقال العاص بن وائل السهمي: قد انقطع ولده فهو أبتر، فأنزل الله تبارك وتعالى
…
{
…
إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} (الكوثر: 3)
2) وقال ابن سعد ـ أيضاً ـ في «الطبقات الكبرى» (3/ 7)، ومن طريقه:[ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (3/ 126)] قال: أخبرنا هشام بن محمد بن السائب، قال: أخبرني أبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان أكبر ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم القاسم، ثم زينب، ثم
…
عبد الله، ثم أم كلثوم، ثم فاطمة، ثم رقية، فمات القاسم وهو أول ميت من ولده صلى الله عليه وسلم بمكة، ثم مات عبد الله، فقال العاص بن وائل: لقد انقطع نسله فهو أبتر، فأنزل اللهُ تبارك وتعالى:{إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ}
…
(الكوثر: 3)، ثم ولَدَتْ له ماريةُ بالمدينة إبراهيم في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة، فمات وهو ابن ثمانية عشر شهراً).
وهذان متنان ضعيفان مضطربان، آفتهما: هشام الكلبي ووالده.
الحكم على الحديث:
الحديث موضوع، مسلسل بالكذابين.
وفي متنه نكارة: حيث ذكر أنَّ أولاد النبي صلى الله عليه وسلم عشرة: الذكور منهم ستة. وهذا مخالف لما عليه أهل السير ـ كما سيأتي في الدراسة الموضوعية ـ.
(1)
* * *
(1)
وانظر: «سبل الهدى والرشاد» للصالحي (11/ 16).
الدراسة الموضوعية
لم يصح في هذا المبحث حديثٌ مَرفوعٌ، ولا مَوقوفٌ.
لذلك اختلفَ أئمة العلم في تحديد ذلك، وبيان ذلك فيما يلي:
المسألة الأولى: سنة ولادتها.
يُحدِّد العلماء مولدها رضي الله عنها بحادثة: كبناء الكعبة، أو بعُمرِ
…
النبيِّ صلى الله عليه وسلم، أو بالبعثة النبوية، ويؤخذ التحديد ـ أيضاً ـ من خلال تحديدهم لعُمرِها عند وفَاتِها.
قال الذهبي: (وعاشت أربعاً، أو خمساً وعشرين سنة. وأكثرُ ما قيل: إنها عاشت تسعاً وعشرين سنة. والأول أصح).
(1)
وقال: (والصحيحُ أنَّ عُمُرَها أربعٌ وعشرون سَنةً رضي الله عنها وأرضاها).
(2)
ونقل السيوطيُّ أنَّ الذهبيَّ قال
(3)
: (والصحيح أن عمرها أربع وعشرون سنة. وقيل: إحدى وعشرون. وقيل: ست وعشرون. وقيل: سبع وعشرون. وقيل: ثمان وعشرون. وقيل: تسع وعشرون. وقيل:
ثلاثون. وقيل: ثلاث وثلاثون. وقيل: خمس وثلاثون)
(1)
. وذكره أيضاً محمد حجازي الشهير بالواعظ (ت 1035 هـ).
(2)
قال ابن كثير: (واختُلِف في مقدار سنها يومئذ، فقيل: سبع. وقيل: ثمان. وقيل: تسع وعشرون. وقيل: ثلاثون. وقيل: خمس وثلاثون سنة. وهذا بعيد، وما قبله أقرب منه. والله أعلم. ودُفنت بالبقيع).
(3)
وذكر ابنُ جرير الطبري (ت 310 هـ) أنه توفيت وهي ابنة تسع وعشرين سنة، أو نحوها.
(4)
ذكر بعض هذه الأقوال المحبُّ الطبري المكي (ت 694 هـ)، وقال:
…
(وعلى الأقوال كلِّها يكون مولدُها قبلَ النبوة).
(5)
(1)
«الثغور الباسمة» (ص 80).
(2)
في كتابه «إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب» (ص 68)، والمنسوب خطأً للمُناوي
…
ـ وقد سبق بيان ذلك في التمهيد ـ.
(3)
«البداية والنهاية» (9/ 490).
وانظر: «تهذيب الأسماء واللغات» للنووي (2/ 352)، و «جامع الآثار» لابن ناصر الدين الدمشقي (3/ 503).
(4)
«تاريخ الرسل والملوك» لابن جرير (11/ 498).
(5)
«ذخائر العقبى» (ص 101). وذكر بعد ذلك نصاً من كتاب «تاريخ مواليد أهل البيت» لأحمد بن نصر الذرَّاع، وفيه أن عمرها ثمان عشرة سنة، وفي كلام الذراع تناقض كثير، حيث ذكر أن عمرها ثمان عشرة، ووُلِدت بعد النبوة بخمس سنين، وقريش تبني الكعبة! وولدت الحسنَ بعد الهجرة بثمان سنين، وعمرها إحدى عشرة سنة!
وكلام الذرَّاع لا يُلتفت إليه؛ لأنه كذاب، كما في ترجمته في «لسان الميزان» (1/ 684).
وبناءً على تحديد عمرها عند وفاتها
(1)
،
تُعرف سنة ولادتها.
(1)
فائدة: قال الذهبي في «تاريخ الإسلام» (1/ 10): (ولم يعتنِ القُدماء بضبط الوفيات كما ينبغي، بل اتَّكَلوا على حفظهم، فذهبتْ وفياتُ خَلْقٍ من الأعيان من الصحابة، ومن تبعهم إلى قريب زمان أبي عبدالله الشافعي رحمه الله فكتبنا أسماءهم على الطبقات تقريباً، ثم اعتنى المتأخرون بضبط وفيات العلماء وغيرهم، حتى ضبطوا جماعة فيهم جهالة بالنسبة إلى معرفتنا لهم، فلهذا حُفظت وفيات خلق من المجهولين، وجُهِلَت وفيات أئمة من المعروفين.
وأيضاً فإن عِدَّة بلدان لم يقع إلينا تواريخها؛ إما لكونها لم يؤرخ علماءها أحدٌ من الحفاظ، أو جمع لها تاريخ ولم يقع إلينا). وعنه: السخاوي في «الإعلان بالتوبيخ» (ص 160).
وأشار المعلِّمي في «التنكيل» ـ ط. المعارف ـ (1/ 176) إلى وجود اختلاف كثير بين العلماء في معرفة سنة وفاة بعض الصحابة
…
وقال: (يُؤخذ بما لا مخالِف له، ويُنظر في المتخالِفَين، فيؤخذ بأرجحهما، فإن لم يظهر الرجحان، أُخذ بما اتفقا عليه. مثال ذلك: ماقيل في وفاة سعد بن أبي وقاص: سنة 51، 54، 55، 56، 57، 58، فإن لم يترجح أحدها، أُخذ بما دل عليه مجموعها: أنه لم يعش بعد سنة 58 هـ. فإن جاءت رواية عن رجل أنه لقي سعداً بمكة سنة 65 هـ مثلاً استنكرها أهلُ العلم، ثم ينظرون في السند، فإذا وجدوا فيه من لم تثبت ثقته؛ حملوا عليه). وذكرَ أن الاختلاف في تاريخ وفيات متأخري الصحابة لا يكون التفاوت فيه شديداً.
…
=
…
=
وقال أيضاً كما في «مجموع مؤلفاته» (18 ـ الفقه 3/ 570): (وقد عُرف تسامح المؤرخين، وتهاون السلف في ضبط الولادة، وحسبك أن المؤرخين لم يضبطوا مولد النبي صلى الله عليه وسلم، ولا تاريخ وفاته على التحقيق، بل قال أكثرهم: اثنا عشر ربيع الأول، وتبيَّن أنه خطأ).
فمن قال: توفيت وعمرها أربع وعشرون سنة: تكون ولادتها قبل المبعث بسنة.
ومن قال: توفيت وعمرها خمس وعشرون سنة: تكون ولادتها قبل المبعث بسنتين.
ومن قال: توفيت وعمرها ثمان وعشرون سنة: تكون ولادتها قبل المبعث بخمس سنين.
ومن قال: توفيت وعمرها تسع وعشرون سنة: تكون ولادتها قبل المبعث بست سنين.
ومن قال: توفيت وعمرها ثلاثون سنة: تكون ولادتها قبل المبعث بسبع سنين.
ومن قال: توفيت وعمرها خمس وثلاثون سنة: تكون ولادتها قبل المبعث باثنتي عشرة سنة.
(1)
(1)
ويرى الرافضة ـ في قول أغلبهم ـ: أن فاطمة رضي الله عنها وُلِدَتْ بعد مَبعث النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنين، أي قبل هجرته بثمان سنين. وحددها بعضهم:(2 وقيل: 20/ 6/سنة 5 من البعثة النبوية). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والقول الثاني عندهم: أن ولادتها بعد البعثة بسنتين قاله المفيد.
فيكون عمرها عند الهجرة ـ بناء على القول الأول ـ: ثمان سنين، وعند الزواج
…
ـ البناء بها ـ: تسع سنين وقيل: عشر سنين، وتوفيت ولها ثمان عشرة سنة، وخمسة وسبعون يوماً.
وبناء على القول الثاني: عمرها عند الهجرة: إحدى عشرة سنة، وعند الزواج ـ البناء بها ـ: ثنتا عشرة سنة أو ثلاث عشرة سنة، وتوفيت ولها: إحدى وعشرون سنة وخمسة وسبعون يوماً.
وفي «الوافي» للكاشاني: قال علي بن الحسين: لم يُولَد لرسول الله صلى الله عليه وسلم من خديجة على فطرة الإسلام إلا فاطمة! !
قلت: وكل هذه أقوال بلا إسناد، وتخرصات تفتقد العلمية والمصداقية، وقد حرصوا أن يميزوا فاطمة من بين سائر أخواتها بولادتها بعد النبوة، كما حرص قلة منهم على ادِّعاء أنه ليس للنبي صلى الله عليه وسلم إلا فاطمة، والبقية لسن بناته بل ربائبه! ! فالعاطفة عندهم هي التي تولِّد الأقوال وتفصِّلُها حسب الرغبة، مُراعِيةً مخالفة أهل السنة والجماعة في اختياراتهم كلها.
وذكَرَتْ الرافضة: أن دعوى أهل السنة والجماعة بأنها وُلِدَتْ قبل المبعث بخمس سنين، له غايات وأهداف للنيل من فاطمة وآل البيت، ولينسفوا الأحاديث التي فيها أن نطفتها انعقدت من ثمار الجنة، في الإسراء، وغيره.
وليُثبِتوا أن فاطمة مزهوداً فيها ولم يخطبها أحدٌ إلا بعد أن بلَغَتْ ثمان عشرة سنة.
قالوا: لذا أهل السنة والجماعة هم سبب تهجم المستشرقين على فاطمة ووصفها بعدم الجمال وتأخرها في الزواج! ! =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلت: سبحانك ربي، هذا إفك مفترى، وبهتان عظيم، ولا يقال لهم إلا: رمتني بدائها وانسلَّتْ.
انظر: «الكافي» للكليني (1/ 458)، «الوافي» للكاشاني (3/ 726) رقم (1339)،
…
«كشف الغمة» (1/ 135)، «بحار الأنوار» (43/ 7، 8)، «مسار الشيعة» (ص 7)، «تاريخ اليعقوبي» (2/ 115)، «إعلام الورى» (ص 90)، وغيرها.
أفدته من: «فاطمة الزهراء من المهد إلى اللحد» للرافضي: محمد كاظم القزويني
…
(ص 42 ـ 44)، و «الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء» للرافضي: إسماعيل الزنجاني الخوئيني، المجلد الثاني، و (4/ 11) و (21/ 10)، ومقدمة تحقيق: الرافضي: محمد جواد الجلالي لِـ «مسند فاطمة الزهراء للرافضي: حسن التويسركاني» (ص 7).
وقد ذكر المسعودي ـ وهو متَّهَمٌ بالتشيُّع ـ في «مروج الذهب» (2/ 295) أن من الأقوال في ولادتها: قبل الهجرة بثمان سنين.
قلت: أي بعد النبوة بخمس سنين، ولم يقل أحدٌ من أهل السُّنَّة بهذا القول.
وفيما يلي بيان الأقوال في ذلك:
القول الأول: وُلِدَت فاطمةُ رضي الله عنها قبل النبوة بخمس سنين، وقريشٌ تبني الكعبة
(1)
، وكان عُمْرُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم خمساً وثلاثين سنة.
نُسب هذا القول للعباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه، ولم يثبت عنه، كما سبق في الحديث الأول من هذا المبحث.
وقال به: ابن سعد
(2)
، وابن أبي شيبة
(3)
، وسعيد بن عفير
(4)
، حيث ذكر ابنُ أبي شيبة وسعيدُ بن عفير أنها توفيِّت وهي بنت سبع وعشرين سنة. ومعناه أنها وُلِدَت قبل النبوة بنحو خمس سنين. ورُوي عن أبي جعفر محمد بن علي، أنها توفيت وهي بنت ثمان
(1)
قال الآقشهري (ت 739 هـ) في «الروضة الفردوسية» (1/ 447): (والظاهر أن هذا الخبر تقدير لا تحرير).
منهم من يحدِّد الولادة ببناء الكعبة دون ذكر سنةَ البناء. أقبلَ البعثة بخمس أو سبع سنين؟ ممن ذكرَ ذلك القضاعي (ت 454 هـ) في تاريخه = «الإنباء بأنباء الأنبياء، وتواريخ الخلفاء، وولايات الأمراء» (ص 138).
(2)
«الطبقات الكبرى» (8/ 19).
(3)
«المعجم الكبير» للطبراني (22/ 399) رقم (997).
(4)
«تاريخ الإسلام» للذهبي (2/ 32).
وعشرين سنة.
(1)
وقال ابن أبي عاصم: (سمعت أبا بكر بن أبي شيبة يقول: «توفيت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بنت سبع وعشرين سنة»).
(2)
ونقل ابن ناصر الدين الدمشقي من «دلائل النبوة» لابن شاهين قوله: (قال لنا ابن منيع، قال لنا أبو بكر ابن أبي شيبة: بلغني أن فاطمة رضي الله عنها توفيت وهي ابنة تسع وعشرين سنة).
(3)
وكذا قال الواقدي: توفيت وهي ابنة تسع وعشرين سنة، أو نحوها. ذكر ذلك عنه ابنُ سعد.
(4)
وممن قال بهذا القول: ابن إسحاق
(5)
، وابن جرير الطبري
(6)
، وابن أبي عاصم
(7)
، وجزم به المدائني.
(8)
(1)
«تاريخ الإسلام» (2/ 33).
(2)
«الآحاد والمثاني» (5/ 354).
(3)
«جامع الآثار في السير» لابن ناصر الدين (3/ 504).
(4)
«الطبقات الكبرى» (8/ 28)، وقال ابن الجوزي في «تلقيح الفهوم» (ص 32): توفيت ولها تسع وعشرون سنة.
(5)
«المعجم الكبير» للطبراني (22/ 399) رقم (998).
(6)
«تاريخه» (11/ 498). حيث ذكر أنها توفيت وهي ابنة تسع وعشرين سنة، أو نحوها.
(7)
«الآحاد والمثاني» (5/ 354).
(8)
«الاستيعاب» لابن عبدالبر (4/ 1899) و «الإصابة» لابن حجر (8/ 263).
وهو اختيار: ابن الجوزي
(1)
، والذهبي
(2)
، والعامري الحرضي
…
(ت 893 هـ)
(3)
، والصفوري (ت 894 هـ)
(4)
، والدِّيَار بَكْري
…
(ت 966 هـ)
(5)
، ومحمد حجازي الشهير بالواعظ (ت 1035 هـ)
(6)
، والسفَّاريني.
(7)
القول الثاني: وُلِدَتْ فاطمةُ رضي الله عنها سنة إحدى وأربعين من مَولِدِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
قال به: عبدالله بن محمد بن سليمان بن جعفر الهاشمي.
(8)
(1)
«المنتظم» (2/ 328)، و «تلقيح فهوم أهل الأثر» (ص 31)، وفي «الموضوعات»
…
(2/ 213) بعد حديث (770)، وفي «تلقيح فهوم أهل الأثر» (ص 32) ذكر أن عمرَها تسعٌ وعشرون سنة.
(2)
«ميزان الاعتدال» في ترجمة مجالد بن سعيد (4/ 19)، وقد ذكر أنها وُلِدَتْ قبل المبعث بخمس سنين أو نحوها.
(3)
«بهجة المحافل وبغية الأماثل» ـ ط. المنهاج في جدة ـ (ص 67)، و «الرياض المستطابة»
…
(ص 316).
(4)
«نزهة المجالس ومنتخب النفائس» (2/ 176).
(5)
«تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس» (1/ 279).
(6)
في كتابه «إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب» (ص 16)، المنسوب خطأً للمُناوي
…
ـ وقد سبق بيان ذلك في التمهيد: المبحث الأول ـ.
(7)
«عَرْف الزرنَب في بيان شأن السيدة زينب» للسفاريني (ص 103).
(8)
«الاستيعاب» لابن عبدالبر (4/ 1893)، «الإصابة» لابن حجر (8/ 263).
ونُسِب لجعفر الهاشمي.
(1)
وقال به: التقي الفاسي
(2)
، والمقريزي
(3)
، وغيرهم.
القول الثالث: وُلدَت وقريشٌ تبني الكعبة، وكان ذلك قبل المبعث بسبع سنين وستة أشهر.
قال به: عبدالله بن حسن بن حسن الهاشمي في مجلس هشام بن عبدالملك
(4)
، وابن أبي خيثمة
(5)
، والعيني.
(6)
(1)
«دلائل النبوة» للبيهقي (2/ 70).
(2)
«الجواهر السنية في السيرة النبوية» (ص 286).
(3)
«إمتاع الأسماع» (5/ 351).
(4)
قال ابن أبي خيثمة في «التاريخ الكبير» (2/ 40) رقم (1608): (وأخبرنا الزبير بن بكار، عن محمد بن الحسن، عن إبراهيم بن أبي يحيى، عن صالح مولى التوأمة، أن عبدَالله بن حَسن بنِ حسَن دخل على هشام بن عبد الملك، وعنده الكلبي، فقال هشام لعبدِالله بن حسن: يا أبا محمد، كم بلغت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم من السن؟ قال: بلغت ثلاثين، فقال للكلبي: ما تقول؟ قال: بلغت خمساً وثلاثين سنة. فقال هشام
…
لعبد الله: ألا تسمع ما يقول الكلبي وقد عنَى بهذا الأمر؟ فقال عبدالله بن حسن:
…
يا أمير المؤمنين سَلْنِي عن أمِّي فأنا أعلم بها، وسَلْ الكلبي عن أمِّه فهو أعلم بها).
…
وانظر ـ أيضاً ـ «التاريخ الكبير» (1/ 388) رقم (1457).
(5)
«التاريخ الكبير» (1/ 388) رقم (1456).
(6)
«عمدة القاري» (16/ 249).
القول الرابع: قبل المبعث باثنتي عشرة سنة.
قال به: الكلبي، حيث ذكر أنَّ عمرها خمس وثلاثون سنة، ومعنى ذلك أنها ولدت قبل المبعث باثنتي عشرة سنة. وقد قال ذلك في مجلس هشام بن عبدالملك
(1)
، ورد عليه عبدُالله بنُ حسَن بنِ حسن بأنَّ عمرَها ثلاثون سنة.
القول الخامس: قبل المبعث بسنتين.
ذكر ابن حزم أنها ماتت رضي الله عنها وعمرها خمس وعشرون سنة.
(2)
فتكون ولادتها قبل المبعث بسنتين.
القول السادس: قبل المبعث بقليل.
قاله الذهبي.
(3)
وقال أيضاً: (وعاشت أربعاً، أو خمساً وعشرين سنة. وأكثر ما قيل: إنها عاشت تسعاً وعشرين سنة. والأول أصح)
(4)
.
وقال أيضاً: (والصحيح أن عمرها أربع وعشرون سنة رضي الله عنها وأرضاها).
(5)
(1)
«التاريخ الكبير» لابن أبي خيثمة (2/ 40) رقم (1608).
(2)
«جمهرة أنساب العرب» لابن حزم (ص 16).
(3)
«سير أعلام النبلاء» (2/ 119).
(4)
«سير أعلام النبلاء» (2/ 121).
(5)
«تاريخ الإسلام» (2/ 32).
ومعنى هذا أنها وُلِدَتْ قبل المبعث بسنة واحدة، وعُمْرُ النبي صلى الله عليه وسلم تسع وثلاثون سنة.
قال ابن حجر: (وكان مولدها قبل البعثة بقليل نحو سَنَةٍ أو أكثر).
(1)
القول السابع: بعد المبعث بخمس سنين = قبل الهجرة بثمان سنين.
قال به: أبو بكر محمد بن علي المطوِّعي الغازي النيسابوري المجاور بمكة (كان حياً سنة 435 هـ).
ولم أره لغيره. وأبو بكر هذا، شبه مجهول، تلميذٌ للحاكم، جاور بمكة، وغالبُ من نقل عنه العلم: المغاربة والأندلسيون.
(2)
وسيأتي رأيُه في مبحث وفاتها أن عمرَها عند وفاتها سبعَ عشرَةَ سنة! !
وقوله في فاطمة غريب منكر.
(3)
(1)
«الإصابة في تمييز الصحابة» (8/ 263).
(2)
ترجمَ له محققُ كتابِه ـ وهو الآتي ـ.
(3)
«مَن صبرَ ظفِر» للمطوعي الغازي، تحقيق د. طارق طاطمي (ص 133).
وانظر أيضاً في المسألة: «جامع الآثار في السير» لابن ناصر الدين (3/ 477)، «طرح التثريب» (1/ 149)، «سبل الهدى والرشاد» للصالحي (11/ 37).
الراجح
ليس هناك ما يمكن أن أتمسك به من الأدلة، والخلاف واسع، ولعل قرينة الكثرة كما في القول الأول، تميل بالمسألة للترجيح، ويلحظ أن بعضهم يقول:(أو نحوها)، فيكون قبل المبعث بأربع أو خمس أو ست سنين.
ويأتي القول السادس نحو القول الأول في القوة؛ لجَزْمِ الحافظين: الذهبيِّ وابنِ حجر. والله أعلم.
س: هل يُعرَف الشهرُ والليلة التي وُلِدَت فيها؟
ج: لا يُعرف البتة. لم تُعرَف السَّنَة، حتى يُعرف الشهر، فكيف باليوم؟ !
وأغربُ ما رأيتُ أنَّ أديباً صوفياً متأخراً في (القرن 11 هـ)
(1)
(1)
هو: محمد بن عبدالله بن محمد، من أحفاد شرف الدين بن يحيى الحمزي الحسيني المولوي، ويعرف بِـ «محمد كبريت» (ت 1070 هـ) في كتابه «الجواهر الثمينة في محاسن المدينة» تحقيق د. عائض بن بنيَّة الردَّادي (ص 562).
وكبريت هذا، أديب صوفي جلد، ليس له في غير الأدب رسوخ، كتابُه ملئ بالأخطاء العقدية والخرافات، شأنه شأن المخرِّفِين الصوفية. ينقل كثيراً عن الشيخ الأكبر ابن عربي الصوفي! ! وغيره من كتب كبار الصوفية الغلاة. قال المحبي في «الخلاصة»: (وعكف آخر عمره على مطالعة الفتوحات المكية والفصوص للشيخ الأكبر ابن عربى، وألَّفَ فى وحدة الوجود رسالة، وكان يصدرُ عنه مقولات ربما أنكرها بعض معاصريه ونسبوه فيها إلى الإلحاد، وله أشعار كثيرة حسنة التركيب بينة الجودة
…
). وقد دافع عنه يسيراً في
…
«نفحة الريحانة» .
له ترجمة في: «خلاصة الأثر» للمحبي (4/ 28)، «نفحة الريحانة» للمحبي أيضاً
…
(4/ 355 ـ 361)، و «هدية العارفين» (2/ 288)، «الأعلام» للزركلي (6/ 240)، «معجم المؤلفين» (3/ 455).
فائدة: أفضل من كتب عن ابنِ عَربي وعَقيدتِه الفاسِدَة، وتَكفيرِ الأئمةِ له: «ابنُ عربي،
…
عقيدته، وموقفُ علماء المسلمين منه من القرن السادس إلى القرن الثالث عشر» للشيخ د. دغش بن شبيب العجمي.
حدَّدَ الشهرَ والليلة التي وُلِدَت فيها! ! فقال: في شهر ربيع الثاني، في الليلة الثانية عشرة!
قلتُ: لا أعلم مَن ذكر ذلك غيره، ولم يذكر مستنده، وقد اختُلِفَ كثيراً في تحديد سنة ولادتها، فكيف يحدد هنا الشهر والليلة؟ ربما نقل التحديد من عَمَل الفاطميين! !
الاحتفال بمولد فاطمة رضي الله عنها! !
من بدع الفاطميين العبيديين الكفرة
(1)
: احتفالهم بمولد فاطمة! ! كيف عرفوا شهر وليلة ولادتها؟ !
قال المقريزي (ت 845 هـ) رحمه الله: (ذكر الأيام التي كان الخلفاء الفاطميون يتخذونها أعياداً ومواسمَ تتَّسع بها أحوال الرعية، وتكثُر نعمُهم.
(1)
سبق التعريف بهم في التمهيد: المبحث الأول، عند الحديث عن كتاب العقاد «فاطمة الزهراء والفاطميون» .
وكان للخلفاء الفاطميين في طول السنة: أعيادٌ ومواسم، وهي: موسم رأسِ السنة، وموسم أوَّلِ العام، ويوم عاشوراء، ومولد النبي صلى الله عليه وسلم، ومولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومولد الحسن، ومولد الحسين عليهما السلام، ومولد فاطمة الزهراء عليها السلام، ومولد الخليفة الحاضر، وليلة أول رجب، وليلة نصفه، وليلة أول شعبان، وليلة نصفه، وموسم ليلة رمضان، وغرَّة رمضان، وسماط رمضان، وليلة الختم، وموسم عيد الفطر، وموسم عيد النحر، وعيد الغدير، وكسوة الشتاء، وكسوة الصيف، وموسم فتح الخليج، ويوم النوروز، ويوم الغطاس، ويوم الميلاد، وخميس العدس، وأيام الركوبات).
ثم ذكر المقريزي أنَّ: (المواليد الستة: كانت مواسم جليلة، يَعمَلُ الناسُ فيها ميزان من ذهب وفضة، وخشكنانج، وحلواء كما مرَّ ذلك).
(1)
تأمل كيف يحتفل العبيديون الزنادقة بأعياد النصارى والمجوس؟ !
وهم أول من أحدثَ بدعة الموالد في الإسلام، ليس حباً في النبي صلى الله عليه وسلم وآله، بل طريقاً لبث عقائدهم الملحدة.
(2)
(1)
«المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار» ـ ط. بولاق ـ (1/ 490 ـ 491)، ط. الكتب العلمية (2/ 436).
(2)
انظر: «البدع الحولية» لعبدالله بن عبدالعزيز التويجري (ص 146 ـ 147 و 151).
مكان ولادتها:
في بيت النبيِّ صلى الله عليه وسلم وخديجة رضي الله عنها، وقد ورد أثرٌ ضعيفٌ عند الفاكهي في أخبار مكة» (3/ 384) قبل رقم (2300)، والأزرقي في
…
«أخبار مكة» (2/ 199)، والفاسي في «شفاء الغرام» (1/ 360) أنَّ البيت الذي يسكنه النبيُّ صلى الله عليه وسلم وخديجةُ، وفيه ابتنى بها، وولدَت فيه أولادها جميعاً، فأخذه عقيل بن أبي طالب، ثم اشتراه منه معاوية
…
ـ وهو خليفة ـ، فجعله مسجداً يُصلَّى فيه.
وعند الأزرقي أنه كان يُسمَّى «مَولد فاطمة» ، لأنها وأخواتها وُلِدَنْ فيه.
قال ابن بطوطة (ت 779 هـ) رحمه الله: (ومن المشاهد الكريمة بمقربة من المسجد الحرام قبة الوحي، ودار خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها بمقربة من باب النبي صلى الله عليه وسلم، وفي البيت قبة صغيرة حيث وُلِدَتْ فاطمةُ عليها السلام، وبمقربة منها دار أبي بكر الصديق رضي الله عنه).
(1)
(1)
«تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار» المشهورة بِـ «رحلة ابن بطوطة»
…
ـ ط. أكاديمية المملكة المغربية ـ (1/ 379).
قال جار الله ابن فهد (ت 954 هـ) رحمه الله: (وبزقاق الحجَر المنسوب لكلام النبي صلى الله عليه وسلم مولد السيدة فاطمة رضي الله عنها).
(1)
وقد ذكر الأديب الرحالة المصري: محمد لبيب البتنوني (ت 1357 هـ) رحمه الله
(2)
في كتابه «الرحلة الحجازية» ـ وكانت رحلته سنة 1327 هـ ـ مشاهداته في مكة، منها: مكان مولد فاطمة في بيت خديجة .. وذكر تفصيلات دقيقة جداً عن سماع ومشاهدة من بعض أهالي مكة
…
ووصف رحى فاطمة في البيت! ! والحجَر، و
…
(3)
قلتُ: وهذا كلُّه خرافات وأكاذيب ودجَل من المجاورين وغيرهم ممن عشعشت عليه الصوفية وفرَّخَتْ، وسبحان الله! كيف يبقى بيت صغيرٌ
(1)
«نيل المنى بذيل بلوغ القرى لتكملة إتحاف الورى» لابن فهد (1/ 57). وعنه: حسام مكاوي في «المصطلحات الحضارية في مكة المكرمة من خلال بعض الكتب والوثائق المكية من القرن التاسع الهجري إلى منتصف القرن الرابع عشر» (ص 178).
(2)
نسبته إلى «البتنون» من بلاد المنوفية في «مصر» ، من مؤلفاته:«الرحلة الحجازية» ،
…
و «رحلة إلى الأندلس» ، و «رحلة الصيف إلى أوربا» ، و «الرحلة إلى أميركا» ، و «تاريخ كلوت بك ــ ترجمه عن الفرنسية ــ» . توفي في القاهرة.
…
ترجمتُه في: «الأعلام» للزركلي (7/ 15)، «معجم المؤلفين» لكحالة (3/ 610).
(3)
«الرحلة الحجازية» للبتنوني ــ ط. الثانية سنة 1329 هـ ــ (ص 53).
بتفصيلاته من حياة النبي صلى الله عليه وسلم إلى زماننا هذا في القرن الرابع عشر الهجري؟ !
والغلو من مدارج إبليس، فقد حوَّلَ هذا الموضع المكذوب إلى قُبَّةٍ تُعبَدُ من دون الله ــ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ـ، يزعم أهلُ البدع من الصوفية والرافضة أنها مولد فاطمة رضي الله عنها، وقد قيَّض اللهُ لها ولغيرِها الملكُ الصالحُ: عبدالعزيز آل سعود رحمه الله وجزاه خير الجزاء، فأمرَ بَهدمِهَا، وذلك سنة (1343 هـ).
(1)
وأما الآن فقد دخل الموضع ـ إن صحَّ ـ ضمن المسجد الحرام، لا يستطيع أحدٌ معرفته.
(2)
(1)
انظر: «دعوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب» د. عبدالعزيز آل عبداللطيف (ص 308). وانظر في هدم القباب المبنية على القبور في الحرمين ما سيأتي في الدراسة الموضوعية لمبحث وفاتها.
(2)
لأحمد زكي يماني كتاب بعنوان: «دار السيدة خديجة بنت خويلد» ، رجَّح كما في
…
(ص 137) أن دار خديجة في رِباع بني عبد شمس، في المنطقة الشمالية الشرقية من المسجد الحرام في زقاق الحجر أو العطارين قديماً، جنوب غرب رِباع بني هاشم. ا. هـ.