الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الأول:
خطبتها، ومشاورة النبي صلى الله عليه وسلم لها في زواجها
.
30.
[1] قال الإمام أحمد رحمه الله: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا أيوب بن عتبة، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت: كان رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا أراد أنْ يُزَوِّجَ شيئاً مِنْ بنَاتِه، جلَسَ إلى خِدْرِها فقال:«إنَّ فلاناً يذكر فلانة» ، يُسمِّيها ويُسَمِّي الرجلَ الذي يَذكُرُها، فإنْ هي سكَتَتْ، زوَّجَهَا، وإنْ كَرِهَتْ نَقَرَتْ السِّتْرَ، فَإذَا نَقَرَتْهُ، لَمْ يُزَوِّجْهَا.
[«المسند» للإمام أحمد (41/ 42)، حديث رقم (24494)]
دراسة الإسناد:
ــ حسين بن محمد بن بَهْرام التميمي، أبو أحمد، ويقال: أبو علي، المؤدب المروزي. سكن بغداد.
ثقة.
وثقه: ابن سعد، والعجلي، وابن قانع، وذكره ابن حبان في «الثقات» .
قال النسائي: ليس به بأس. وقال ابن نمير: صدوق.
وذكر الذهبي في «الميزان» أنه لا مغمز فيه. وقال في «السير» : الإمام،
الحافظ، الثقة. وقال ابن حجر: ثقة.
أخرج حديثه الجماعة.
(ت 213 هـ)، وقيل:(214 هـ).
(1)
ــ أيوب بن عُتْبَة اليمامي، أبو يحيى، قاضي اليمامة، من بني قيس بن ثعلبة.
ضعيف.
قال الإمام أحمد: ثقة إلا أنه لا يقيم حديث يحيى بن أبي كثير. وفي لفظ: مضطرب الحديث عن يحيى بن أبي كثير، وفي غير يحيى على ذاك.
ضعفه: الإمام أحمد ـ في رواية ـ، وابن معين، وابن المديني، والجوزجاني، والفلاس، ومحمد بن عبداللَّه بن عمار، والإمام مسلم، والبسوي.
زاد الفلاس: وكان سئ الحفظ، وهو من أهل الصدق.
(1)
ينظر: «الطبقات الكبرى» لابن سعد (7/ 338)، «الثقات» للعجلي (1/ 303)
…
رقم (313)، «الجرح والتعديل» (3/ 64)، «الثقات» لابن حبان (8/ 185)، «تاريخ بغداد» (8/ 650)، «تهذيب الكمال» (6/ 471)، «ميزان الاعتدال» (1/ 500)،
…
«سير أعلام النبلاء» (10/ 216)، «التراجم الساقطة من مطبوعة إكمال تهذيب الكمال» ـ ط. دار المحدِّث ـ (ص 167) رقم (90)، «تهذيب التهذيب» (2/ 366)، «تقريب التهذيب» (ص 205).
قال العجلي: يُكتب حديثه، وليس بالقوي. قال البخاري: هو عندهم ليِّن. وقال النسائي: مضطرب الحديث. وقال في موضع: ضعيف. وقال ابن حبان: كان يخطئ كثيراً، ويَهِمُ شديداً، حتى فحش الخطأ منه. وقال ابن عدي: في حديثه بعض الإنكار، وهو مع ضعفه يُكتب حديثه. وقال الدارقطني: يترك. وقال مرة: يعتبر به، شيخ.
وقد بيَّنَ الإمامان: أبو حاتم، وأبو زرعة سبب ضعف حديثه من رواية أهل العراق عنه، فقال ابن أبي حاتم: (سمعت أبا زرعة يقول: قال لي سليمان بن داود بن شعبة اليمامي: وقع أيوب بن عتبة إلى البصرة، وليس معه كُتُب، فحدَّثَ من حفظه، وكان لا يحفظ، فأما حديث اليمامة ما حدث به ثمَّةَ، فهو مستقيم.
سمعتُ أبي يقول: أيوب بن عتبة، فيه لين، قدم بغداد ولم يكن معه كتبه، فكان يُحَدِّث من حفظه على التوَهُّمِ؛ فيغلط، وأما كُتُبُه في الأصل فهي صحيحة عن يحيى بن أبي كثير، قال لي سليمان بن شعبة هذا الكلام، وكان عالماً بأهل اليمامة، وقال: هو أروى الناس عن يحيى بن أبي كثير، وأصحُّ الناس كتاباً عنه.
فقيل لأبي: عبد اللَّه بن بدر أحب إليك أو أيوب بن عتبة؟ فقال: أيوب بن عتبة أعجب إليَّ وهو أحبُّ إليَّ من محمد بن جابر.
وسئل أبا زرعة عن أيوب بن عتبة فقال: ضعيف).
قال أبو داوود: صحيح الكتاب.
قال الذهبي في «السير» : ليِّنٌ من قِبَل حفظه. وفي «المغني» : ضعَّفوه، لكثرة مناكيره.
قال ابن حجر: ضعيف.
(ت 160 هـ)، وقيل:(170 هـ).
(1)
ــ يحيى بن أبي كثير ــ واسمه: صالح، وقيل: يسار، وقيل: نشيط، وقيل: دينار ــ، الطائي مولاهم، أبو نصر اليمامي.
ثِقَةٌ، ثَبْتٌ، لكِنَّه يُدَلِّسُ، وَيُرْسِلُ.
(1)
ينظر: «الطبقات الكبرى» لابن سعد (5/ 556)، «التاريخ الكبير» (1/ 420)،
…
«تاريخ ابن معين» رواية الدوري (4/ 86)، ورواية الدرامي (ص 71) رقم (123)،
…
«الكنى» لمسلم (2/ 199) رقم (3692)، «أحوال الرجال» للجوزجاني (ص 115) رقم (187)، «الثقات» للعجلي (1/ 240) رقم (136)، «الجرح والتعديل»
…
(2/ 253)، «الضعفاء والمتروكون» للنسائي رقم (24)، «الضعفاء» للعقيلي
…
(1/ 124)، «المجروحون» لابن حبان (1/ 186)، «الكامل» لابن عدي (1/ 351)، «سؤالات البرقاني للدارقطني» (ص 50) رقم (13)، «تاريخ بغداد» (7/ 450)،
…
«المعرفة والتاريخ» (3/ 60)، «تهذيب الكمال» (3/ 484)، «سير أعلام النبلاء»
…
(7/ 319)، «ميزان الاعتدال» (1/ 276)، «المغني» (1/ 148)، «إكمال تهذيب الكمال» لمغلطاي (2/ 338)، «تهذيب التهذيب» (1/ 408)، «تقريب التهذيب»
…
(ص 158).
وَثَّقَهُ: شعبة ـ حيث قدَّمه على الزهري ـ، والعجلي، وأبو حاتم، والبسوي، وغيرهم. وذكره ابن حبان في «الثقات» .
قال الإمام أحمد: يحيى بن أبي كثير من أثبت الناس
…
قال أبو حاتم: (إمامٌ لا يحدِّثُ إلا عن ثِقَةٍ).
وكان يدَلِّس، وصفه بذلك: النسائي، والعقيلي، والدارقطني.
قال الذهبي في «الميزان» : أحد الأعلام الأثبات، ذكره العقيلي في كتابه، ولهذا أوردته
…
ثم ذكر إرساله، وقال في آخر الترجمة: هو في نفسه عدل حافظ، من نظراء الزهري، وروايته عن زيد بن سلام منقطعة، لأنها من كتاب وقع له.
وقال في «الكاشف» : كان من العباد، العلماء، الأثبات.
وقال ابن حجر في «التقريب» : ثقة، ثبت، لكنه يُدلِّس ويُرسِل.
وأورده في المرتبة الثانية من مراتب المدلسين، وهم: مَنْ احتمل الأئمة تدليسه، وأخرجوا له في الصحيح؛ لإمامته، وقلة تدليسه في جنب ما روى، أو كان لايدلس إلاعن ثقة.
(ت 129 هـ).
(1)
(1)
ينظر: «الطبقات الكبرى» لابن سعد (5/ 555)، «التاريخ الكبير» (8/ 301)،
…
«تاريخ ابن معين» رواية الدوري (2/ 652)، «الثقات» للعجلي (2/ 357)، «المعرفة والتاريخ» (1/ 621)، و (2/ 466)، «ذكر المدلسين» للنسائي رقم (4)، «الضعفاء» للعقيلي (4/ 1532)، «الجرح والتعديل» (9/ 141)، «الثقات» لابن حبان
…
(7/ 591)، «العلل» للدارقطني (11/ 124)، «تهذيب الكمال» (31/ 504)، «سير أعلام النبلاء» (6/ 27)، «الكاشف» (4/ 497)، «ميزان الاعتدال» (5/ 138)،
…
«جامع التحصيل» رقم (880)، «تهذيب التهذيب» (11/ 268)، «تقريب التهذيب» (ص 627)، «تعريف أهل التقديس» رقم (63).
ــ أبو سَلمة بن عبد الرحمن بن عوف القرشي الزهري المدني، قيل: اسمه عبد اللَّه، وقيل: إسماعيل، وقيل: اسمه كنيته.
ثِقَةٌ.
وثَّقَهُ وأثنى عليه: ابن سعد، وأبو زرعة، وزاد: إمام، والدارقطني، وغيرهم.
قال الذهبي في «تاريخ الإسلام» : كان إماماً حجة، واسع العلم.
وفي «السير» : كان طلَّابَةً للعلم، فقيهاً، مجتهداً، كبيرَ القَدْرِ، حُجَّةً.
وقال ابن حجر في «تقريب التهذيب» : ثِقَةٌ، مُكْثِر.
أخرج حديثه الجماعة.
قال الهيثم بن عدي، وابن سعد، توفي سنة 94 هـ، قال ابن سعد:«وهذا أثبت من قول من قال إنه توفي سنة أربع ومئة» .
وعمره 72 سنة، فتكون ولادته سنة 22 هـ.
والذي قال: توفي سنة 104 هـ هو الواقدي، ولا يُتابع عليه كما قال
الذهبي في «السير» .
(1)
تخريج الحديث:
هذا الحديث روي من وجوه مختلفة، وقد اختُلف فيه على: أيوب بن عتبة، ويحيى بن أبي كثير، وهشام الدستوائي.
1.
الاختلاف على أيوب بن عتبة ــ وهو ضعيف كما تقدم ــ.
الوجه الأول: رواه حسين بن محمد المروزي ــ ثقة كما تقدم ــ، عن أيوب بن عتبة، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبدالرحمن، عن عائشة.
أخرجه: الإمام أحمد في «مسنده» ـ كما سبق ـ.
تابعه على هذا الوجه: السكن بن أبي السكن الأنصاري الأصم
…
ــ صدوق
(2)
ــ، عن حجاج الصواف ــ ثقة، حافظ
(3)
ــ، عن يحيى بن أبي كثير، به.
(1)
ينظر: «الطبقات الكبرى» لابن سعد (5/ 155)، «التاريخ الكبير» للبخاري
…
(5/ 130)، «الجرح والتعديل» (5/ 93)، «الثقات» لابن حبان (5/ 1)، «تهذيب الكمال» (33/ 370)، «تاريخ الإسلام» (2/ 1199)، «سير أعلام النبلاء»
…
(4/ 287)، «تهذيب التهذيب» (12/ 115)، «تقريب التهذيب» (ص 671).
(2)
«تقريب التهذيب» (ص 278).
(3)
«تقريب التهذيب» (ص 191).
ذكره الدارقطني في «العلل» (9/ 277) رقم (1759).
الوجه الثاني: رواه عبداللَّه بن صالح العجلي المقرئ ـ ثقة
(1)
ـ، عن أيوب بن عتبة، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبدالرحمن، عن أبي هريرة، عن عائشة.
أضاف: أبا هريرة.
أخرجه: ابن عدي في «الكامل» (1/ 353).
والراجح: الوجه الأول، لرواية ثقتين: حسين، وحجاج.
2.
الاختلاف على: يحيى بن أبي كثير.
الوجه الأول: أيوب بن عتبة ـ واختُلِف عليه كما سبق ـ، وحجاج الصواف، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عائشة ــ كما سبق ـ.
الوجه الثاني: رواه حاتم بن إسماعيل المدني الحارثي
…
ــ صحيح الكتاب، صدوق يهم
(2)
ــ، عن أبي الأسباط بشر بن رافع الحارثي ــ فقيه، ضعيف الحديث
(3)
ــ، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة؛ وعن عكرمة، عن ابن عباس. لم يذكر عائشة.
(1)
«تقريب التهذيب» (ص 342).
(2)
«تقريب التهذيب» (ص 183).
(3)
«تقريب التهذيب» (ص 162).
أخرجه: الطبراني في «المعجم الكبير» (11/ 355) رقم (11999)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (7/ 123).
قال البيهقي عقبه: (كذا رواه أبو الأسباط الحارثي، وليس بمحفوظ، والمحفوظ من حديث يحيى مرسل).
وأخرجه: الحربي في «غريب الحديث» (2/ 673) من طريق حاتم بن إسماعيل، عن أبي الأسباط، عن يحيى، عن عكرمة، عن ابن عباس. لم يذكر حديث أبي سلمة.
الوجه الثالث: رواه يحيى بن سعيد القطان، عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن المهاجر بن عكرمة ــ مقبول
(1)
ــ، عن عبداللَّه بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث ــ صدوق
(2)
ــ، مرسلاً.
أخرجه: مسدد في «مسنده» ـ كما في «المطالب العالية» (8/ 144) رقم (1583)، ومن طريقه:[ابن قانع في «معجم الصحابة» (2/ 100)].
الوجه الرابع: رواه إسحاق بن سيار النصيبي ــ ثقة
(3)
ــ، عن داوود بن شبيب، أبي سليمان الباهلي ــ صدوق
(4)
ــ، عن همام بن يحيى العَوْذي
(1)
«تقريب التهذيب» (ص 577).
(2)
«تقريب التهذيب» (ص 332).
(3)
«الجرح والتعديل» (2/ 223)، «سير أعلام النبلاء» (13/ 194).
(4)
«تقريب التهذيب» (ص 234).
ــ ثقة، ربما وَهِم
(1)
ــ، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبداللَّه بن أبي قتادة
…
ـ ثقة
(2)
ـ، عن أبي قتادة.
الوجه الخامس: رواه معمر بن راشد، وعمر بن راشد اليمامي، وهشام الدستوائي، وعلي بن المبارك، والأوزاعي، خمستهم عن يحيى بن أبي كثير، عن المهاجر بن عكرمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.
أخرجه: عبدالرزاق في «المصنف» (6/ 141) رقم (10277) عن معمر بن راشد.
وفي «المصنف» أيضاً (6/ 142) رقم (10279) عن عمر بن راشد.
ـ وأخرجه: عبدالرزاق في «المصنف» أيضاً (6/ 141) رقم
…
(10278)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (7/ 123) عن سفيان الثوري. وأخرجه: سعيد بن منصور في «سننه» (1/ 155) رقم (562) عن هشيم بن بشير. وفي (1/ 159)(577) عن إسماعيل بن إبراهيم ابن عُلَيَّة. وأخرجه: البيهقي في «السنن الكبرى» (7/ 123) من طريق يونس بن بُكير. أربعتهم: عن هشام الدستوائي.
ـ وذكر الدارقطني في «العلل» (9/ 277) رقم (1759) أن
(1)
«تقريب التهذيب» (ص 604).
(2)
«تقريب التهذيب» (ص 352).
الأوزاعي، وعلي بن المبارك روياه.
الوجه السادس: رواه أبو حنيفة، عن شيبان النحوي ــ ثقة، صاحب كتاب
(1)
ــ، عن يحيى بن أبي كثير، عن المهاجر بن
(2)
عكرمة، عن أبي هريرة.
أخرجه: أبو نعيم في «مسند أبي حنيفة» (ص 127).
3.
الاختلاف على هشام الدستوائي:
يلحظ مما سبق أنه اختُلف على هشام من وجهين:
1.
رواه يحيى بن سعيد القطان، عنه، عن يحيى بن أبي كثير، عن المهاجر بن عكرمة، عن عبداللَّه بن أبي بكر. مرسلاً.
2.
رواه الثوري، وابن علية، ويونس بن بكير، وهشيم بن بشير، عنه، عن يحيى بن أبي كثير، عن المهاجر بن عكرمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. مرسلاً.
وهذا الوجه أرجح؛ لرواية الجماعة، وقد توبع هشام، كما سبق.
(1)
«تقريب التهذيب» (ص 303).
(2)
في مطبوعة «مسند أبي حنيفة» : المهاجر، عن عكرمة. وجاء على الصواب في «شرح مسند أبي حنيفة» للملا علي قاري (ص 512).
النظر في الاختلاف على يحيى بن أبي كثير:
الراجح رواية هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن المهاجر بن عكرمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. مرسلاً.؛ لأمرين اثنين:
1.
هشام الدستوائي أوثق أصحاب يحيى بن أبي كثير، قاله: ابن معين، وابن المديني، وأبو حاتم، وأبو زرعة.
(1)
2.
تابعه أربعة في رواية هذا الوجه عن يحيى.
قال البيهقي: (والمحفوظ من حديث يحيى: المرسل).
(2)
وقد رجح هذا الوجه الدارقطني لما سئل عن حديث أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: (يرويه يحيى بن أبي كثير، واختُلف عنه:
فرواه أيوب بن عتبة، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة.
وكذلك قال السكن بن أبي السكن الأصم، عن حجاج الصواف، عن يحيى.
وكذلك قال أبو الأسباط الحارثي، وزاد فيه، عن يحيى، عن عكرمة، عن ابن عباس.
وخالفهم همام بن يحيى:
فرواه عن يحيى، عن عبد اللَّه بن أبي قتادة، عن أبيه، قاله داود بن شبيب عنه، وكلُّهَا وَهْم.
والصحيحُ ما رواه هشام الدستوائي، ومعمر، وشيبان، وعلي بن المبارك، عن يحيى، عن المهاجر بن عكرمة مرسلاً، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه أبو حنيفة، عن شيبان، فقال: عن يحيى بن أبي كثير، عن المهاجر بن عكرمة، عن أبي هريرة.
والصواب: مرسل). انتهى كلام الدارقطني
(1)
ورجَّح أبو حاتم، وأبو زرعة الوجه الثالث هنا، في مقابل الوجه الأول.
فقد سألهما ابنُ أبي حاتم عن الطريق الأول هنا: أيوب بن عتبة، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أو عائشة؟
فقال أبو زرعة: هذا خطأ؛ روي عن يحيى، عن المهاجر بن عكرمة، عن عبد اللَّه بن أبي بكر، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم.
وقالا: هذا الصحيح.
قال أبو حاتم: وكان أيوب قدم بغداد، ولم يكن معه كتبه، وكان يحدِّث من حفظه على التوهم فيغلط. وأما كتبه في الأصل فهي صحيحة عن يحيى بن
(1)
«العلل» للدارقطني (9/ 277) رقم (1759).
أبي كثير).
(1)
والحديث من وجه الراجح: يحيى بن أبي كثير، عن المهاجر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ضعيف؛ لإرساله.
وهو كذلك الوجه الثالث الذي رجحه أبو حاتم وأبو زرعة في مقابل الوجه الأول: ضعيف؛ لإرساله.
وسيأتي في نهاية التخريج ما في الصحيحين من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وقد روي من وجه آخر:
أخرجه: أبو يعلى في «مسنده» (8/ 294) رقم (4883)، وابن عدي في «الكامل» (4/ 160) من طريقين عن يزيد بن زريع، قال: حدثنا فضيل أبو معاذ، عن أبي حريز، عن الشعبي، عن عائشة رضي الله عنها: أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يُزوج امرأة من نسائه قال: «إنَّ فلان ابن فلان يخطب فلانة ابنة فلان» . لفظ أبي يعلى.
ــ فضيل بن ميسرة، أبو معاذ البصري. صدوق.
(2)
(1)
«العلل» لابن أبي حاتم (3/ 702) رقم (1198).
(2)
«تقريب التهذيب» (ص 478).
ــ أبو حَريز هو: عبداللَّه بن الحسين الأزدي البصري، قاضي سجستان. صدوق يخطئ.
(1)
وذكر ابن عدي في ترجمة أبي حريز الأحاديث التي أنكرت عليه، ومنها هذا الحديث، وقال في آخر الترجمة:(ولأبي حريز هذا من الحديث غير ما ذكرتُه، وعامة ما يرويه لا يتابعُه أحدٌ عليه).
(2)
ــ الشعبي لم يسمع من عائشة رضي الله عنها.قاله: ابن معين، وأبو حاتم، وعلي بن المديني.
(3)
فالحديث ضعيف.
وقد اضطرب فيه أبو حريز، فرواه من وجه آخر:
أخرجه: ابن عدي في «الكامل» (4/ 160) من طريق عثمان بن مطر، قال: حدثنا أبو حريز، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يُزوِّج أحداً من بناته، جاء فأخذ بعضادتي الباب، ثم قال: إن فلاناً يذكر فلانة بنت محمد، فإذا سكتت زوَّجَها.
ـ وعثمان بن مطر الشيباني البصري. ضعيف.
(4)
(1)
«تقريب التهذيب» (ص 334).
(2)
«الكامل» (4/ 160).
(3)
ينظر: «تاريخ ابن معين» رواية الدوري (3/ 485) رقم (2372)، «المراسيل» لابن أبي حاتم رقم (589، 591)، «المعرفة والتاريخ» للبسوي (2/ 152).
(4)
«تقريب التهذيب» (ص 417).
وللحديث شواهد:
1.
من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
أخرجه: البزار في «مسنده» ـ كما في «كشف الأستار» (2/ 160) رقم (1421) قال: حدثنا زكريا بن يحيى، قال: حدثنا شبابة بن سوار، قال: حدثنا المغيرة بن مسلم، عن هشام، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أراد أن يُزوِّج بنتاً من بناته جلس عند خِدْرها، ثم يقول:«إن فلاناً يخطب فلانة» ، فإن سكتت فذاك إذنها، أو قال: سكوتها إذنها.
ــ زكريا بن يحيى بن أيوب، أبو علي المدائني المكفوف، محله الصدق.
(1)
ــ شبابة بن سوار المدائني، ثقة، حافظ، رُمي بالإرجاء.
(2)
ــ المغيرة بن مسلم القَسْمَلِي السراج. صدوق.
(3)
ــ هشام بن حسان الأزدي القُرْدُوسي. ثقة من أثبت الناس عن ابن سيرين.
(4)
(1)
«تاريخ الإسلام» (6/ 84).
(2)
«تقريب التهذيب» (ص 297).
(3)
«تقريب التهذيب» (ص 573).
(4)
«تقريب التهذيب» (ص 602).
2.
حديث أبي موسى رضي الله عنه.
أخرجه: أبو يعلى في «مسنده» (13/ 200) رقم (7229) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا سلم بن قتيبة، قال: حدثنا يونس، سمع أبا بردة، سمع أبا موسى، سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:«إذا أراد الرجل أن يزوج ابنته فليستأذنها» .
ــ سَلْم بن قتيبة الشَّعيري، صدوق.
(1)
وقال أيضاً ــ رقم (8230): حدثنا بندار، قال: حدثنا عبداللَّه بن داود، قال: حدثنا يونس، عن أبي بردة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. وهذا مرسل.
وقال البزار ـ كما في «كشف الأستار» (2/ 160) رقم (1422): حدثنا خلاد بن أسلم المروزي، قال حدثنا النضر بن شُميل، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«تُستأمر اليتيمة في نفسها، فإن سكتَتْ فقد أذِنَتْ، وإن كَرِهَتْ فلا كُرْهَ عليها، أو لا جَوازَ عليها» .
ــ خلاد بن أسلم الصفار البغدادي، أصله من مرو. ثقة.
(2)
(1)
«تقريب التهذيب» (ص 279).
(2)
«تقريب التهذيب» (ص 232).
3.
حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
أخرجه: الطبراني في «المعجم الأوسط» (7/ 146) رقم (7113) من طريق عثمان بن عبدالرحمن الطرائفي، عن عبد العزيز بن الحصين، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب بعض بناته جلس إلى الخدر، فقال:«إن فلاناً يخطب» ، فإن هي سكتت، كان سكوتها رضاها، وإن هي كَرِهَتْ، طعَنَتْ في الحجاب، فكان ذلك منها كراهية.
قال الطبراني: (لم يرو هذا الحديث عن ثابت إلا عبد العزيز بن الحصين، تفرد به: عثمان بن عبد الرحمن).
ــ عثمان بن عبدالرحمن الطرائفي. قال ابن حجر: (صدوق أكثر الرواية عن الضعفاء والمجاهيل، فضُعِّف بسبب ذلك، حتى نَسبَهُ ابنُ نمير إلى الكذب، وقد وثَّقَه ابن معين).
(1)
ــ عبدالعزيز بن الحصين. ضعيف، وبعضهم يضعفه جداً.
(2)
(1)
«تقريب التهذيب» (ص 416)، وانظر:«ميزان الاعتدال» (3/ 50).
(2)
«لسان الميزان» (5/ 203).
4.
حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
أخرجه: الطبراني في «المعجم الكبير» (1/ 73) رقم (88) من طريق يزيد بن عبد الملك، عن يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد، عن عمر رضي الله عنه مرفوعاً.
ــ يزيد بن عبدالملك النوفلي. ضعيف.
(1)
ــ يزيد بن عبداللَّه بن خُصَيفة، وقد يُنسب لجده. ثقة.
(2)
5.
حديث جبير بن حية الثقفي رحمه الله.
أخرجه: البيهقي في «السنن الكبرى» (7/ 123) من طريق محمد بن إسحاق، قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا جرير بن حازم، عن حميد الطويل، عن جبير بن حية الثقفي.
ــ جبير بن حيَّة الثقفي ـ تابعي ـ، ثقة، جليل.
(3)
قال البيهقي: مرسل.
6.
ومن الشواهد في استئذان النبي صلى الله عليه وسلم بناته، ما سيأتي من حديث أبي ذر، ومرسل عطاء، برقم (31)، و (32) ففيهما استئذانه صلى الله عليه وسلم فاطمةَ رضي الله عنها.
(1)
«تقريب التهذيب» (ص 634).
(2)
«تقريب التهذيب» (ص 633).
(3)
«تقريب التهذيب» (ص 176).
ومسألة استئذان البكر، وأنها تستحي، وإذنها سكوتها
وردت فيها أحاديث في «الصحيحين» من حديث عائشة، ، وأبي هريرة، وابن عباس رضي الله عنهم:
1.
أخرج البخاري في «صحيحه» رقم (5137)، و (6949)،
…
و (6971)، ومسلم في «صحيحه» رقم (1420) من طريق ابن أبي مليكة، عن أبي عمرو ذكوان مولى عائشة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت
…
رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الجارية ينكحها أهلها، أتستأمر أم لا؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:«نعم، تستأمر» ، فقالت عائشة: فقلت له: فإنها تستحي، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:«فذلك إذنها، إذا هي سكتت» . لفظ مسلم. وعند البخاري بنحوه، وفيه:«رضاها صمتها» ، وفي لفظ له:
…
«إذنها صماتها» ، وفي لفظ له:«سكاتها إذنها» .
2.
أخرج البخاري في «صحيحه» رقم (5136)، و (6968)، ومسلم في «صحيحه» رقم (1419) من طريق هشام.
وأخرجه البخاري برقم (6970)، ومسلم (1419) من طريق شيبان. وأخرجه مسلم برقم (1419) من طريق الأوزاعي، ومعمر، ومعاوية
خمستهم: (هشام، وشيبان، والأوزاعي، ومعمر، ومعاوية) عن يحيى
بن أبي كثير، عن أبي سلمة، أن أبا هريرة رضي الله عنه حدثهم: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تُنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن» قالوا: يا رسول اللَّه، وكيف إذنها؟ قال:«أن تسكت» .
أخرجه مسلم في «صحيحه» برقم (1421) من طريق عبد اللَّه بن الفضل، عن نافع بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«الأيم أحق بنفسها من وليها، والبكر تستأذن في نفسها، وإذنها صماتها» .
وفي لفظ: «الثيب أحق بنفسها من وليها، والبكر تستأمر، وإذنها سكوتها» .
الحكم على الحديث:
الحديث ــ محل الدراسة ـ، الصواب فيه الإرسال.
ومتابعاته ضعيفة، وشواهده لا تخلو من ضعف، وهي التي فيها تفصيل استئذان النبي صلى الله عليه وسلم من بناته.
وبمجموعها يكون الحديث حسناً ـ واللَّه أعلم ـ.
وقد أورده الألباني في «السلسلة الصحيحة» (6/ 1168) رقم
…
(2973) من حديث عائشة، وأبي هريرة، وأنس رضي الله عنهم، وصحَّحَه بمجموع طُرُقِه.
وأما مسألة الاستئذان، وحياء البكر، وإذنها سكوتها، ففيها أحاديث في الصحيحين ـ وقد سبق ذكرها ـ.
غريب الحديث:
ــ (خِدْرِها): الخِدْر: ناحية في البيت يترك عليها ستر فتكون فيه الجارية البكر. وقال القاضي عياض: ستر يكون للجارية في ناحية البيت وقيل سرير عليه ستر.
خدرت فهي مخدرة. وجمع الخدر: الخدور.
(1)
ــ (نَقَرَتْ السِّتْرَ): جاء في بعض روايات الحديث «طعنت الستر» : قال ابن الأثير: معنى طعنت في الخدر: أي دخلت وذهبت فيه، كما يقال طعن في المفازة إذا دخل فيها. وقيل: معناه ضربت بيدها على الستر، ويشهد له ما جاء في رواية أخرى «نقرت الخدر» مكان طعنت.
وقال في موضع آخر: «فإن طعنت في الخدر لم يزوجها» أي: طعنت بأصبعها ويدها على الستر المرخى على الخدر. وقيل: طعنت فيه: أي دخلته.
(2)
* * *
(1)
ينظر: «غريب الحديث» للحربي (2/ 674)، «المجموع المغيث» (1/ 553)، «مشارق الأنوار» للقاضي عياض (1/ 231)، «النهاية» (2/ 13).
(2)
«النهاية» لابن الأثير (2/ 13)، و (3/ 127)، وانظر:«المجموع المغيث» (1/ 554).
31.
[2] قال أبو عبد اللهِ الحاكم رحمه الله: حدثني أبو عبداللهِ محمد بن العباس الشهيد، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن رزين، قال: حدثنا علي بن خشرم، قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن أبي بكر، عن راشد بن سعد، عن أبي ذر رضي الله عنه أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة رضي الله عنها:«إنَّ ابنَ عمِّك خطبَكِ إليَّ، ولسْتُ بمُنكِحَكِ إلا برضا منكِ، وأنا بين يديك؛ فإنْ كَرِهتِ، فاغمِزِيني بأصبعكِ» ، فلَمْ تغمِزْهُ.
[«فضائل فاطمة» للحاكم (ص 153) رقم (231)]
دراسة الإسناد:
ــ محمد بن العباس بن أحْمَد بن محَمَّد بن عصم بن بلال، أبو عبداللَّه، ابن أبي ذهل، الضَّبي، العصمي، الهَرَوي، الفقيه، الشافعي.
ثقة.
قال الخطيب: (ثبتاً، ثقةً، نبيلاً رئيساً جليلاً، من ذوى الأقدار العالية، وله إفضال بيِّنٌ على الصالحين، والفقهاء، والمستورين
…
).
قال الذهبي في «السير» : (الإمام، الحافظ، الأنبل، رئيس خراسان
…
وكان إماماً نبيلاً، وصدراً معظماً، كثير الأموال والبذل، للمحدِّثين والأخيار).
ولد سَنَة (294 هـ)، ثمّ استشهد بنيسابور لتسع بقين من صفر
سَنَة (378 هـ).
(1)
ــ أحمد بن محمد بن علي بن رزين، أبو علي الباشاني الهروي.
ثقة.
وثقه: الذهبي. (ت 321 هـ).
(2)
ــ علي بن خَشْرَم بن عبد الرحمن بن عطاء بن هلال بن ماهان بن
…
عبد اللَّه، أبو الحسن المروزي.
ثقة.
وثقه: النسائي، ومسلمة بن القاسم، وذكره ابن حبان في «الثقات» .
قال الذهبي في «السير» : الإمام، الحافظ، الصدوق
قال ابن حجر في «التقريب» : ثقة.
أخرج له الإمام مسلم تسعةَ أحاديث، والأربعةُ.
وقد عُمِّر 98 سنة، ولد سنة (160 هـ)، وتوفي سنة (257 هـ).
(3)
(1)
ينظر: «المستدرك» للحاكم (3/ 445) رقم (5687)، «تاريخ بغداد» (4/ 203)،
…
«طبقات الشافعية» لابن السبكي (3/ 175)، «تاريخ الإسلام» (8/ 458)، «سير أعلام النبلاء» (16/ 380)، «الدليل المغني لشيوخ الدارقطني» (ص 398) رقم
…
(441).
(2)
ينظر: «سير أعلام النبلاء» (14/ 523)، «تاريخ الإسلام» (7/ 440).
(3)
ينظر: «تسمية الشيوخ» للنسائي (ص 59) رقم (77)، «الجرح والتعديل» (6/ 184)،
…
«الثقات» لابن حبان (8/ 471)، «تهذيب الكمال» (20/ 421)، «سير أعلام النبلاء» (11/ 552)، «إكمال تهذيب الكمال» لمغلطاي (9/ 315)، «تهذيب التهذيب»
…
(7/ 316)، «تقريب التهذيب» (ص 432).
ــ عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السَّبِيعي، أبو عمرو ويقال: أبومحمد، الكوفي.
ثِقةٌ.
وثَّقَه: ابن سعد، وابن معين، وابن المديني، وأحمد، وأبو حاتم، ويعقوب بن شيبة، والعجلي، والنسائي، وغيرهم، وذكره ابن حبان في
…
«الثقات» وقال: كان متقناً.
قال الذهبي في «الكاشف» : أحد الأعلام في الحفظ والعبادة.
قال في «التقريب» : ثقة، مأمون.
أخرج حديثه الجماعة.
(ت 187 هـ)، وقيل:(191 هـ).
(1)
(1)
ينظر: «الطبقات الكبرى» لابن سعد (7/ 488)، «تاريخ ابن معين» رواية الدوري
…
(2/ 466)، «الثقات» للعجلي (2/ 200) رقم (1467)، «الجرح والتعديل»
…
(6/ 291)، «الثقات» لابن حبان (7/ 238)، «تهذيب الكمال» (23/ 62)، «سير أعلام النبلاء» (8/ 430)، «الكاشف» (3/ 584)، «تهذيب التهذيب» (8/ 237)، «تقريب التهذيب» (ص 471).
ــ أبو بكر بن عبداللَّه بن أبي مريم الغسَّاني الشامي، وقد ينسب إلى جده. قيل: اسمه كنيته، وقيل: بكر. وفي «الجرح والتعديل» : بكير بن عبداللَّه. وقيل: عبدالسلام. وقال ابن حبان: لم أسمع أحداً من أصحابنا يذكر له اسماً.
ضَعيفٌ.
ضعفه: ابن سعد، والإمام أحمد، وابن معين، وأبوزرعة، وزاد: منكر الحديث. وضعفه: الجوزجاني، والنسائي، والدارقطني، وابن حبان، وغيرهم.
قال أبو حاتم الرازي: ضعيف الحديث، طَرَقه لصوصٌ فأخذوا متاعه؛ فاختلط. وقال أبو داوود: سرق له حُليٌّ، فأُنكرعقله.
قال ابن حبان: (كان ردئ الحفظ، يحدث بالشئ، ويهم فيه، لم يفحش ذلك منه حتىستحق الترك، ولا سلك سنَنَ الثقات حتى صار يحتج به، فهو عندي ساقط الاحتجاج به إذا انفرد).
قال ابن عدي: (الغالب على حديثه الغرائب، وقلَّ ما يوافقه عليه الثقات، وأحاديثه صالحة، وهو ممن لا يحتج بحديثه، ولكن يكتب حديثه).
قال الذهبي في «الكاشف» : ضعفوه، له علم وديانة. وفي «الميزان»: ضعيف عندهم.
قال في «التقريب» : ضعيف، وكان قد سُرق بيته فاختلط.
(1)
ــ راشد بن سعد المَقْرائي، ويقال: الحُبراني، الحِمصي.
ثقة، كثير الإرسال، ولم يدرك أبا ذر رضي الله عنه.
وثقه: ابن سعد، وابن معين، وأبو حاتم، والعجلي، ويعقوب بن شيبة، وذكره ابن حبان في «الثقات» .
وقال الإمام أحمد، والدراقطني: لا بأس به.
قال الذهبي في «السير» : (وقال ابن حزم وحده: هو ضعيف. فهذا من أقواله المردودة).
وفي «الميزان» : (وشذَّ ابن حزم فقال: ضعيف).
وقال في «الكاشف» : ثقة. وفي «من تكلم فيه وهو موثق أو صالح الحديث» : (تابعي صدوق، وقال ابن حزم: ضعيف، ووثقه غيره).
وقال ابن حجر في «التهذيب» : ذكر الحاكم أن الدارقطني ضعَّفَه.
(1)
ينظر: «الطبقات الكبرى» لابن سعد (7/ 467)، «الجرح والتعديل» (2/ 404)،
…
«الكامل» لابن عدي (2/ 36)، «المجروحون» لابن حبان (2/ 500)، «تهذيب الكمال» (33/ 108)، «سير أعلام النبلاء» (7/ 64)، «ميزان الاعتدال» (5/ 217)، «الكاشف» (5/ 16)، «تهذيب التهذيب» (12/ 28)، «تقريب التهذيب»
…
(ص 653).
قلت: لم أجده في «سؤالات الحاكم للدراقطني» .
وقال في «التقريب» : ثقة، كثير الإرسال.
وراشد بن سعد، لم يدرك أبا ذر رضي الله عنه، قاله: ابن عساكر، والذهبي، وابن كثير، وابن حجر.
(1)
توفي أبو ذر الغفاري رضي الله عنه سنة 32 هـ، وتوفي راشد بن سعد، سنة 113 هـ، وقيل: 108 هـ.
(2)
(1)
ينظر: «تاريخ دمشق» (57/ 243)، «المستدرك للحاكم» ومعه تلخيص الذهبي
…
(4/ 525) رقم (8475)، و «تاريخ الإسلام» للذهبي (2/ 706)، «البداية والنهاية»
…
(9/ 268)، و (11/ 710)، «إتحاف المهرة» لابن حجر (14/ 118) رقم
…
(17498).
وانظر: «الضعيفة» للألباني (12/ 63) رقم (5542)، و «الثقات التابعون المتكلم في سماعهم من الصحابة ممن لهم رواية عنهم في الكتب الستة» د. مبارك الهاجري
…
(1/ 499).
(2)
ينظر: «الطبقات الكبرى» (7/ 456)، «تاريخ ابن معين رواية الدرامي» (ص 106)(328)، «الثقات» للعجلي (1/ 347)(437)، «الجرح والتعديل» (3/ 483)،
…
«الثقات» لابن حبان (4/ 233)، «المحلى» لابن حزم (7/ 413)، «تاريخ دمشق»
…
(17/ 450)، «تهذيب الكمال» (9/ 8)، «سير أعلام النبلاء» (4/ 490)، «ميزان الاعتدال» (2/ 33)، «من تكلم فيه وهو موثق أو صالح الحديث» (ص 200)
…
رقم (111)، «الكاشف» (2/ 387)، «إكمال تهذيب الكمال» (4/ 305)، «تهذيب التهذيب» (3/ 225)، «تقريب التهذيب» (ص 240).
تخريج الحديث:
أخرجه الحاكم في «فضائل فاطمة» ـ كما سبق ـ، ولم أجده عند غيره.
الحكم على الحديث:
إسناه ضعيف، فيه علتان:
1.
ضعف أبي بكر بن عبداللَّه بن أبي مريم، وقد تفرد به.
2.
الانقطاع، راشد بن سعد لم يدرك أبا ذر رضي الله عنه.
وله شواهد كثيرة، سبق ذكرها في الحديث السابق، وسيأتي مرسل عطاء.
وشواهده تدل على أن له أصلاً، ويكفي عنها ما ثبت في الصحيحين
…
ـ كما ذكرت في الحديث السابق ـ
وليس في الشواهد: فاغمزيني بأصبعك، وإنما فيها:«طعنت في الخدر» ، و «نقرت الستر» .
* * *
32.
[3] قال ابن سعد رحمه الله: أخبرنا وكيع بن الجراح، عن عبَّاد بن منصور، قال سمعت عطاء يقول: خطبَ عليٌّ فاطمةَ رضي الله عنهما فقال لها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ عَلِياً يَذكُرُكِ، فسَكتَتْ؛ فزَوَّجَهَا» .
[«الطبقات الكبرى» لابن سعد (8/ 20)]
دراسة الإسناد:
ــ وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي. ثقة، حافظ.
(1)
ــ عباد بن منصور الناجي، أبو سلمة البصري، قاضي البصرة. قال الذهبي: ضعيف. وقال ابن حجر: صدوق، رُمي بالقدر، وكان يدلِّس، وتغيَّر بأَخَرَة. وذكره ابن حجر في «المرتبة الرابعة من مراتب المدلسين»
(2)
، وقال:
…
(ذكره أحمد، والبخاري، والنسائي، وغيرهم، بالتدليس عن الضعفاء).
(3)
ــ عطاء بن أبي ربَاح القرشي مولاهم، المكي. ثقة، فقيه، فاضل، لكنه
(1)
«تقريب التهذيب» (ص 611).
(2)
وهُم ـ كما قال في مقدمته (ص 21) ـ: (من اتُّفِقَ على أن لا يحتج بشئ من حديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع؛ لكثرة تدليسهم عن الضعفاء، والمجاهيل، كبقية بن الوليد).
(3)
«الكاشف» (3/ 77)، «تقريب التهذيب» (ص 326)، تعريف أهل التقديس»
…
(ص 54) رقم (121).
كثير الإرسال، وقيل: تغيَّر بأخَرَة، ولم يكثر ذلك منه. ت (114 هـ).
(1)
تخريج الحديث:
ــ أخرجه: ابن سعد ـ كما سبق ـ عن وكيع.
ـ وابن إسحاق في «السيرة» (ص 246)، والدولابي في «الذرية الطاهرة» (ص 64) رقم (93) عن يونس بن أبي إسحاق.
كلاهما: (وكيع، ويونس) عن عبَّاد بن منصور.
وأخرجه: عبدالرزاق في «مصنفه» (6/ 144) رقم (10289)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (9/ 47) رقم (16219)، عن عبدالملك بن جريج.
كلاهما: (عباد بن منصور، وابن جريج) عن عطاء بن أبي رباح.
ـ لفظ ابن جريج عند عبدالرزاق: (أن زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم أنكحت في الجاهلية، ونكح علي، وعثمان في الإسلام، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي خدر المخطوبة من بناته، فيقول: «إن فلاناً يخطب فلانة»، فإن طعنت بيدها في خدرها، فذلك نهي منها، فلا ينكحها، وإن هي لم تطعن بيدها في خدرها أنكحها النبي صلى الله عليه وسلم، وسكت).
ولفظ ابن أبي شيبة وقد رواه عن حفص، عن ابن جريج، عن عطاء:
…
(كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا خُطِبَ أحدٌ من بناته، جَلَسَ إلى جنب
(1)
«تقريب التهذيب» (ص 422)، وانظر في اختلاطه:«سير أعلام النبلاء» (5/ 86).
خِدْرِهَا ، فقال:«إن فلاناً يخطب فلانة» ، فإنْ سكتَتْ به؛ زوَّجَها ، وإن طعَنَتْ بيدِها ــ وأشار حفصٌ بيدِه السبابة ــ أي يطعن في فخذه؛ لم يزوِّجْهَا).
عطاء: جاء مصرحاً به: ابن أبي رباح في رواية: ابن إسحاق، والدولابي.
وعند عبدالرزاق: عطاء الخراساني، والباقون: من دون تحديد.
ــ عباد بن منصور مدلِّس ـ كما سبق ـ، ولم يصرِّح بالسماع إلا عند ابن سعد.
ــ عبدالملك بن عبدالعزيز بن جُريج، ثقة، فقيه، فاضل، وكان يدلس ويرسل. ذكره ابن حجر في «المرتبة الثالثة من مراتب المدلِّسين»
(1)
، وقال:
…
(فقيه الحجاز، مشهور بالعلم والتثبت، كثير الحديث، وصفه النسائي وغيره بالتدليس. قال الدارقطني: شر التدليس تدليس ابن جريج، فإنه قبيح التدليس، لا يدلِّس إلا فيما سمعه من مجروح).
(2)
ولم يصرح ابن جريج بالتحديث، ونسبَه في رواية عبدالرزاق فقال: عطاء الخراساني.
(1)
وهُم ـ كما قال في مقدمته (ص 21) ـ: (مَن أكثر من التدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرَّحوا فيه بالسماع، ومنهم من رد حديثهم مطلقاً، ومنهم من قبلهم، كأبي الزبير المكي).
(2)
«تقريب التهذيب» (ص 395)، تعريف أهل التقديس» (ص 45) رقم (83).
ــ وهو عطاء بن أبي مسلم، أبو عثمان الخراساني، صدوق يهم كثيراً، ويرسل، ويدلِّس.
(1)
وعند عبدالرزاق في «مصنفه» (6/ 144)(10290) بعد حديث عطاء، قال:(قال ابن جريج: وأُخبرتُ عن عكرمة، مولى ابن عباس نحواً من هذا الحديث).
وهذا شاهدٌ آخر مرسل أيضاً.
الحكم على الحديث:
الحديث مرسل، وفيه ضعف آخر من جهة عباد بن منصور، وتابعه: ابن جريج، وهما جميعاً مدلسان، وجاء مصرحاً من رواية ابن جريج عند عبدالرزاق أن عطاء هو الخراساني، لذا يخشى من تدليسهما، وأن المراد بعطاء: الخراساني، وفيه ضعف ـ كما سبق ـ.
ومهما يكن، فقد سبقت شواهده في الحديث قبل الماضي، وبالجميع يدل على أن للحديث أصلاً، وسبق تحسينه بمجموعها ـ واللَّه أعلم ـ.
* * *
(1)
«تقريب التهذيب» (ص 423).
33.
[4] قال الإمام النسائي رحمه الله: أخبرنا الحسين بن حريث، قال: حدثنا الفضل بن موسى، عن الحسين بن واقد، عن عبداللهِ بن بريدة، عن أبيه، قال: خطبَ أبو بكر، وعمر رضي الله عنهما
…
فاطمةَ رضي الله عنها، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«إنها صَغِيرةٌ» . فخَطبَهَا عليٌّ رضي الله عنه، فَزوَّجَهَا منه.
[«المجتبى» للنسائي (ص 341)، كتاب النكاح، باب تزوُّج المرأة مثلها في السن، حديث (3221)]
دراسة الإسناد:
ــ الحسين بن حُريث بن الحسن بن ثابت بن قطبة الخُزاعي مولاهم، أبو عمار المروزي.
ثقة.
وثقه: النسائي، ومسلمة بن القاسم، وذكره ابن حبان في «الثقات» .
قال الذهبي في «الكاشف» ، وابن حجر في «التقريب»: ثقة.
أخرج له الجماعة إلا ابن ماجه.
(ت 442 هـ).
(1)
(1)
ينظر: «الجرح والتعديل» (3/ 50)، «تسمية الشيوخ» للنسائي (ص 73) رقم (181)،
…
«الثقات» لابن حبان (8/ 187)، «تاريخ بغداد» (8/ 564)، «التعديل والتجريح» للباجي (2/ 492) رقم (238)، «تهذيب الكمال» (6/ 358)، «سير أعلام النبلاء»
…
(11/ 400)، «التراجم الساقطة من كتاب إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي» (ص 135) رقم (639)، «تهذيب التهذيب» (2/ 333)، «تقريب التهذيب» (ص 203).
ــ الفضل بن موسى السيناني، أبو عبد اللَّه المروزي مولاهم.
ثقة، ثبت، وربما أغرب.
وثقه: وكيع ــ وزاد: صاحب سُّنَّة ــ، ووثقه: ابن المبارك، وابن سعد، وابن معين، والبخاري، وذكره ابن حبان في «الثقات» .
قال إسحاق بن راهويه: كتبت العلم، فلم أكتب عن أحد أوثق في نفسي من هذين: الفضل بن موسى، ويحيى بن يحيى التميمي.
قال أبو نعيم الفضل بن دكين: الفضل بن موسى أثبت من ابن المبارك.
وقال أبو حاتم: صدوق، صالح.
وقال الذهبي في «الكاشف» : ثبت. وفي «السير» : الإمام، الحافظ، الثبت.
وقال في «الميزان» : (أحد العلماء الثقات، يروي عن صغار التابعين، ما علمتُ فيه لِيناً إلا ما روى عبداللَّه بن علي بن المديني، سمعت أبي وسُئل عن أبي تُمَيلة، والسِّيناني، فقدَّم أبا تميلة، وقال: روى الفضلُ أحاديثَ مناكير).
وقال ابن حجر في «التقريب» : ثقة، ثبت، وربما أغرب.
ومما يدل على روايته بعض الغرائب مع ثقته، ما جاء في بعض كُتُب العلل.
(1)
(ت 191 هـ)، وقيل:(192 هـ). أخرج له الجماعة.
(2)
ــ الحسين بن واقد المروزي، أبو علي القرشي مولاهم، قاضي مَرُو.
صدوق.
أثنى عليه: ابن المبارك، والإمام أحمد.
وثقه: ابن معين، وابن وضَّاح، وذكره ابن حبان في «الثقات» .
وقال ابن سعد: حسن الحديث.
وقال أحمد، وأبو زرعة، وأبوداوود، والنسائي: لا بأس به.
وقال الساجي: فيه نظر، وهو صدوق يهم.
(1)
ينظر: «العلل» لابن أبي حاتم (2/ 459) رقم (513)، و «علل الترمذي الكبير»
…
(1/ 516) رقم (202)، و (2/ 623) رقم (252)، و «العلل» للدراقطني (8/ 19) رقم (1382)، و (14/ 105) رقم (3452)، و (15/ 420) رقم (4113)،
…
«سؤالات البرقاني للدراقطني» (ص 177) رقم (674).
(2)
ينظر: «الطبقات» لابن سعد (7/ 372)، «تاريخ ابن معين» للدوري (2/ 475)،
…
«الجرح والتعديل» (7/ 68)، «الثقات» لابن حبان (7/ 319)، «الثقات» لابن شاهين» ـ ط. الفاروق ـ (ص 249) رقم (1156)، «تهذيب الكمال» (23/ 254)،
…
«سير أعلام النبلاء» (9/ 103)، «الكاشف» (4/ 19)، «ميزان الاعتدال»
…
(3/ 358)، «تهذيب التهذيب» (8/ 286)، «تقريب التهذيب» (ص 476).
قال الإمام أحمد: ما أنكر حديث حسين بن واقد، وأبي المنيب، عن ابن بريدة.
وقد ذكر الإمام أحاديث حسين، وقال: ما أدري أي شئ هي، ونفض يده.
وقال ابن حبان في «الثقات» : (ربما أخطأ في الروايات، وقد كتب عن أيوب السختياني، وأيوب بن خوط جميعاً، فكلُّ حديثٍ مُنكر عنده عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر؛ إنما هو أيوب بن خوط، وليس بأيوب السختياني).
قال الخليلي: (قد روى عن عكرمة جماعة ممن لم يلقوه ، وإنما يدلسون كالحسين بن واقد المروزي، وغيره).
قلت: ولعل المراد بالتدليس هنا الإرسال.
وذكره ابن حجر في «المرتبة الأولى من مراتب المدلسين»
(1)
، وقال:
…
(أحد الثقات، من أتباع التابعين، وصفه: الدارقطني، والخليلي، بالتدليس).
قال الذهبي في «المغني» : صدوق، استنكَرَ أحمدُ بعضَ حَدِيثه.
وقال ابن حجر في «التقريب» : ثقة، له أوهام.
وذكر ابن رجب في «شرح العلل» ضمن من روى عن ضعيف وسمَّاه
(1)
وهُمْ ـ كما قال في مقدمته (ص 21) ـ: (مَن لم يوصف بذلك إلا نادراً، كيحيى بن سعيد القطان).
باسم يُتوَهَّم أنه ثقة:
قال: (ومنهم: حسين بن واقد، يروي عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، وعنده عن أيوب السختياني، وعن أيوب بن خوط.
وأيوب بن خوط ضعيف جداً. فالمنكرات التي عنده عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، إنما هي عن أيوب بن خوط، ذكره ابن حبان).
خرَّجَ له البخاريُّ في صحيحه تعليقاً في موضع واحد في فضائل القرآن، ومسلم حديثين متابعةً، والأربعة.
والأقرب في حاله أنه صدوقٌ، لا بأسَ به، وهو رأيُ غالبِ الأئمة.
(ت 157 هـ)، وقيل:(159 هـ)، وصوَّبه في «الميزان» .
(1)
(1)
ينظر: «الطبقات الكبرى» لابن سعد (7/ 371)، «تاريخ ابن معين» رواية الدارمي
…
(ص 98) رقم (290)، «العلل لأحمد» رواية عبداللَّه (1/ 301) رقم (497)،
…
(2/ 22) رقم (1420)، «الجرح والتعديل» (3/ 66)، «الثقات» لابن حبان
…
(6/ 209)، «الضعفاء» للعقيلي (1/ 270)، «الإرشاد» للخليلي (1/ 349)، «رجال صحيح مسلم» لابن منجويه (1/ 137)، «تهذيب الكمال» (6/ 491)، «سير أعلام النبلاء» (7/ 104)، «ميزان الاعتدال» (1/ 502)، «المغني» (1/ 269)، «التراجم الساقطة من كتاب إكمال تهذيب الكمال» لمغلطاي (ص 178) رقم (98)، «شرح علل الترمذي» لابن رجب (2/ 692)، «تهذيب التهذيب» (2/ 373)، «تقريب التهذيب» (ص 206)، «تعريف أهل التقديس» (ص 27) رقم (8)، «هدي الساري»
…
(ص 457).
ــ عبداللَّه بن بُرَيدة بن الحُصَيب الأسلمي، أبو سهل المروزي، قاضي مرو، أخو سليمان بن بريدة، وكانا توأمين.
ثقة.
وثَّقَه: ابن معين، وأبو حاتم، والعجلي، وذكره ابن حبان في «الثقات» .
وقد تُكلِّم في سماعه من أبيه بريدة رضي الله عنه:
قال أبو القاسم البغوي: حدثني محمد بن علي الجوزجاني، قال: قلت: لأبي عبد اللَّه ـ يعني أحمد بن حنبل ـ سمع عبدُاللَّه من أبيه شيئاً؟ قال: ما أدري، عامة ما يُروى عن بريدة عنه، وضعَّفَ حديثَه.
وقال إبراهيم الحربي: عبدُاللَّه أتمُّ من سليمان، ولم يسمعا من أبيهما، وفيما روى عبدُاللَّه عن أبيه أحاديث منكرة، وسليمان أصحُّ حديثاً.
وقال البخاري في «التاريخ الكبير» : (عن أبيه، سمع سمرة، ومن عمران بن الحصين).
علَّق عليه مغلطاي بقوله: (فيه إشعارٌ، بل جَزمٌ بأنه لم يسمَعْ منه).
لكن أخرج مؤلِّفُو الصحاح: البخاري
(1)
، ومسلم
(2)
، وابن خزيمة
(1)
ينظر: رقم (4350)، و (4473).
(2)
ينظر: رقم (793)، و (977)، و (1149)، و (1695)، و (1814).
(1)
، وابن حبان
(2)
، من رواية عبداللَّه، عن أبيه، مما يدل على أنها متصلة.
وقد صرَّح عبداللَّه بالسماع من أبيه في أحاديث من رواية حسين بن واقد عنه.
وعبداللَّه أدرك أباه إدراكاً بيناً، ووالده رضي الله عنه ما زال في المدينة حتى فُتحت البصرة، فتحوَّل إليها، ثم خرج غازياً إلى خراسان زمن عثمان رضي الله عنه، وأقام هناك حتى توفي بمرو، سنة 62 هـ، وقيل: 62 هـ، وبقي ولده بمرو.
وعلى هذا، فإن عبداللَّه أدرك من حياة أبيه ثمانية وأربعين سنة، فكيف لم يسمع منه؟ ولعلَّ مَن تكلَّم في سماعه من أبيه، لم يثبت عنده بإسناد صحيح
…
خاصة ما ذُكر في الترجمة السابقة من تضعيف الإمام أحمد لبعض حديث حسين بن واقد، عن عبداللَّه.
(3)
قال الذهبي في «الكاشف» و «الميزان» ، وابن حجر في «التقريب»: ثقة.
(1)
ينظر: رقم (1801)، و (1802).
(2)
ينظر: رقم (47)، و (700)، و (892)، و (1035)، و (4386)، و (6892)،
…
و (7087)، وغيرها.
(3)
ينظر: «الثقات التابعون المتكلم في سماعهم من الصحابة» د. الهاجري (2/ 498)، ومنه استفدت هذه المسألة، لطول بحثه فيها، وجودته.
روى له الجماعة.
ولد سنة (15 هـ)، وتوفي سنة (115 هـ).
(1)
تخريج الحديث:
ــ أخرجه النسائي في «المجتبى» ـ كما سبق ـ، وأيضاً في «السنن الكبرى» (5/ 153) رقم (5310)، و (7/ 452) رقم (8454).
ــ وأخرجه ابن حبان في «صحيحه» (15/ 399) رقم (6948) عن محمد بن أحمد بن أبي عون.
كلاهما: (النسائي، ومحمد بن أحمد) عن الحسين بن حريث.
(1)
ينظر: «الطبقات الكبرى» لابن سعد (7/ 221)، «تاريخ ابن معين» رواية الدوري
…
(2/ 298)، «التاريخ الكبير» للبخاري (5/ 51)، «الثقات» للعجلي (2/ 21) رقم
…
(857)، «معجم الصحابة» لأبي القاسم البغوي (1/ 344) رقم (220)، «الجرح والتعديل» (5/ 13)، «الضعفاء» للعقيلي (2/ 630)، «الثقات» لابن حبان (5/ 16)، «تاريخ دمشق» (27/ 125)، «تهذيب الكمال» (14/ 328)، «الكاشف» (3/ 92)، «سير أعلام النبلاء» (5/ 50)، «ميزان الاعتدال» (2/ 358)، «إكمال تهذيب الكمال» لمغلطاي (7/ 256)، «جامع التحصيل» للعلائي (ص 207) رقم (338)، «تهذيب التهذيب» (5/ 157)، «تقريب التهذيب» (ص 331)، «التابعون الثقات المتكلَّم في سماعهم من الصحابة ممن لهم رواية عنهم في الكتاب الستة» د. مبارك الهاجري
…
(2/ 497 ـ 505).
وأخرجه: القطيعي في «زوائده على فضائل الصحابة لأحمد»
…
(2/ 761) رقم (1051) من طريق علي بن خَشرم.
كلاهما: (الحسين بن حريث، وعلي بن خشرم) عن الفضل بن موسى.
وأخرجه: الحاكم في «المستدرك» (2/ 181) رقم (2705)، وفي
…
«فضائل فاطمة» (ص 68) رقم (68) من طريق علي بن الحسن بن شقيق.
كلاهما: (الفضل، وعلي بن الحسن) عن الحسين بن واقد، عن عبداللَّه بن بريدة، عن بريدة رضي الله عنه.
خالفهما: محمد بن حميد الرازي، فرواه عن أبي تميلة، قال: حدثنا حسين بن واقد، فذكره، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر: أنتظر بها القضاء، وكذا قال لعمر.
أخرجه: ابن شاهين في «فضائل فاطمة» (ص 44) رقم (37).
ــ محمد بن حميد الرازي: ضعيف.
(1)
ــ وأبو تميلة هو يحيى بن واضح، ثقة.
(2)
قال الحاكم: (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه).
وسبق أن البخاري لم يخرج للحسين بن واقد إلا في موضع واحد
(1)
«تقريب التهذيب» (ص 505).
(2)
«تقريب التهذيب» (ص 629).
تعليقاً، ومسلم أخرج في موضعين متابعةً.
فالحديث حَسَن؛ لأجل الحسين بن واقد.
من شواهد الدالة على خطبة أبي بكر، وعمر رضي الله عنهما ابنةَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فاطمةَ رضي الله عنها، وهي مما يحسن ذكرها؛ لأن الرافضة استغلوها في الطعن بالشيخين، ولا مطعن فيها البتة:
1.
حديث عِلْبَاء بن أحمر اليشكري رحمه الله
(1)
رواه عن عِلْباء: المنذرُ بنُ ثعلبة، واختُلِف عليه:
فرواه مسلم بن إبراهيم الأزدي
(2)
، عن المنذر
(3)
، عن عِلْبَاء، أن أبا بكر
(1)
وثقه: ابن معين، وأبو زرعة، وأخرج له مسلم في «صحيحه» ، وذكره ابن حبان في
…
«الثقات» ، وقال ابن حجر: صدوق من القرَّاء. «تهذيب الكمال» (20/ 293)، «إكمال تهذيب الكمال» (9/ 268)، «تقريب التهذيب» (ص 428).
وفي سماعه من عليٍّ بحثٌ، والظاهر أنه سمع علياً رضي الله عنه، لكنه ـ بعد البحث ــ مُقلٌّ جداً عنه، ينظر في السماع:«العلل لأحمد» رواية عبداللَّه (1/ 213) رقم (234)،
…
«الإكمال» لابن ماكولا (6/ 266 ـ 267)، «مغاني الأخيار» للعيني (2/ 366).
وقارِن بِـ «موضح أوهام الجمع والتفريق» للخطيب (1/ 211)، مع تعليق المعلِّمي عليه.
(2)
مسلم بن إبراهيم الأزدي الفراهيدي، ثقة، مأمون، مكثر، عمي بأخرة. «تقريب التهذيب» (ص 558).
(3)
المنذر بن ثعلبة الطائي أو السعدي، أبو النضر البصري: ثقة. «تقريب التهذيب»
…
(ص 575).
خطب فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «يا أبا بكر، أنتظر بها القضاء» .
فذكر ذلك أبو بكر لعمر، فقال له عمر: ردَّك يا أبا بكر.
ثم إن أبا بكر قال لعمر: اخطب فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فخطبها. فقال له مثل ما قال لأبي بكر: «أنتظر بها القضاء» .
فجاء عمر إلى أبي بكر فأخبره، فقال له: ردَّكَ يا عمر.
ثم إنَّ أهلَ عليٍّ قالوا لعلي: اخطب فاطمة إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: بَعْدَ أبي بكر وعمر ؟ ! فذكروا له قرابته من النبي صلى الله عليه وسلم، فخطبها؛ فزوَّجَهُ النبي صلى الله عليه وسلم، فباع عليٌّ بعيراً له، وبعض متاعه، فبلغ أربعمئة وثمانين، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:«اجعل ثلثين في الطيب، وثلثاً في المتاع» .
أخرجه: ابن سعد في «الطبقات الكبرى» (8/ 19) ـ وهو مرسل ـ.
خالفَه وكيعُ بنُ الجراح
(1)
، فرواه عن المنذر، عن عِلْبَاء، مختصراً، بلفظ: أن علياً تزوج فاطمة، فباع بعيراً له بثمانين وأربعمئة درهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«اجعلوا ثلثين في الطيب، وثلثا في الثياب» .
أخرجه: ابن سعد في «الطبقات الكبرى» (8/ 21)، وهذا مرسل أيضاً، ولم يذكر خطبة الشيخين أبي بكر وعمر، ولم يذكر مع البعير متاعاً.
(1)
الرؤاسي، ثقة، حافظ، عابد. «تقريب التهذيب» (ص 611).
وخالفهما حماد بن مسعدة
(1)
، فرواه عن المنذر، عن علباء، قال: قال علي بن أبي طالب: خطبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة، قال: فباع عليٌّ درعاً له، وبعض ما باع من متاعه، فبلغ أربعمئة وثمانين درهماً.
قال: وأَمَر النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل ثلثيه في الطيب، وثلثا في الثياب، ومجَّ في جَرَّةٍ من ماءٍ، فأمرهم أن يغتسلوا به.
قال: وأمرها أن لا تسبقه برضاع ولدها.
قال: فسبقته برضاع الحُسَين، وأمَّا الحسَن، فإن النبي صلى الله عليه وسلم صنَعَ في فيه شيئاً لا ندري ما هو، فكان أعلم الرجلين).
أخرجه: أبو يعلى في «مسنده» (1/ 290) رقم (353)، ومن طريقه:[الضياء المقدسي في «المختارة» (2/ 307) رقم (684)].
(2)
وهذا الوجه موصول، ولم يذكر خطبة الشيخين فاطمةَ رضي الله عنهم. وفيه زيادة: المجة، والرضاع.
ولعل أصح هذه الأوجه الثلاثة: رواية وكيع؛ لأنه ثقة إمام، وهو أوثقهم، وأما حماد بن مسعدة فقد خالف وكيعاً ومسلمَ بنَ إبراهيم حيث رواه موصولاً مع زيادات.
(1)
التميمي، أبو سعيد البصري، ثقة. «تقريب التهذيب» (ص 215).
(2)
وأخرجه بهذا اللفظ: سعيد بن منصور في «سننه» ، كما في «كنز العمال» (13/ 680) رقم
…
(37745). ولم أجده فيما طُبع من «السنن» .
وأما مسلم بن إبراهيم فقد خالف وكيعاً وحماد بن مسعدة، فذكر خطبة الشيخين، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: أنتظر بها القضاء.
فالصحيح ما رواه وكيع بن الجراح مرسلاً، دون ذكرِ خطبة الشيخين، وقولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم:«أنتظرُ بها القضاء» . ـ واللَّه أعلم ـ.
2.
مرسل المخضرم: حُجْر بن عَنْبَس الحضرمي الكوفي رحمه الله.
(1)
أخرج ابن سعد في «الطبقات الكبرى» (8/ 19)، وأبو القاسم
(1)
مخضرم: قال أبو حاتم: (أدرك الجاهلية، ولم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً).
وقال ابن الأثير: (حجر بن العنبس وقيل: ابن قيس، أبو العنبس الكوفي، وقيل: يكنى أبا السكن، أدرك الجاهلية، وشرب فيها الدم، ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه آمن به في حياته، وروايته عن على بن أبى طالب، ووائل بن حُجْر، وشهد مع علي الجمَل وصفين). قال الذهبي: ثقة. وقال ابن حجر: صدوق، مخضرم.
وفي «الإصابة» ـ بعد أن عرض الحديث في ترجمته ـ قال: (واتفقوا على أن حجر بن العنبس لم ير النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فكأنه سمع هذا من بعض الصحابة).
ينظر: «المراسيل» لابن أبي حاتم (ص 30) رقم (53)، «أسد الغابة» (1/ 462)، «تهذيب الكمال» (5/ 473)، «الكاشف» (2/ 247)، «إكمال تهذيب الكمال» (4/ 6)،
…
«الإصابة» (2/ 143)، «تقريب التهذيب» (ص 191)، ومِن أوعب مَن ترجم له:
…
«الرواة المختلف في صحبتهم ممن لهم رواية في الكتب الستة» د. كمال الجزائري
…
(1/ 447 ـ 456) وقد رجح قول الجمهور أنه مخضرم، تابعي، ثقة.
البغوي في «معجم الصحابة» (2/ 130) رقم (501)، والعقيلي في
…
«الضعفاء» (4/ 1316)، ومن طريقه: [ابن الجوزي في «الموضوعات»
…
(2/ 159) رقم (716)]، والطبراني في «المعجم الكبير» (4/ 34) رقم
…
(3571)، ومن طريقه: [أبو نعيم في «معرفة الصحابة» (2/ 895) رقم
…
(2311)، وابن العديم في «بغية الطلب في تاريخ حلب» (5/ 2133)]، وابن منده في «معرفة الصحابة» (1/ 442) رقم (253) من طريق أبي نعيم الفضل بن دُكين.
وأخرجه: البزار في «مسنده» ـ كما في «كشف الأستار» (2/ 151) رقم (1406)، والطبراني في «المعجم الكبير» (4/ 34) رقم (3570) من طريق عبداللَّه بن داوود الخريبي.
(1)
والخطابي في «غريب الحديث» (1/ 626) من طريق وكيع بن الجراح.
ثلاثتهم: (أبو نعيم الفضل بن دكين، وعبداللَّه بن داوود، وكيع بن الجراح) عن موسى بن قيس الحضرمي
(2)
، قال: سمعتُ حُجر بن عنبس
(1)
ثقة. «تقريب التهذيب» (ص 336).
(2)
أبو محمد الفراء الكوفي، يُلقَّب: عصفور الجنة. قال أحمد: لا أعلم إلا خيراً، ووثقه: ابن معين، وابن نمير، وقال ابن معين في رواية: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: لا بأس به. وقال ابن سعد: كان قليل الحديث.
قال الذهبي: ثقة، شيعي. وقال ابن حجر: صدوق، رمي بالتشيع.
ينظر: «الجرح والتعديل» (8/ 157)، «تهذيب الكمال» (29/ 134)، «الكاشف»
…
(4/ 369)، «إكمال تهذيب الكمال» (12/ 34)، «تقريب التهذيب» (ص 582).
ــ وقد كان أكل الدم في الجاهلية وشهد مع علي رضي الله عنه الجمل وصفين ـ قال: خطب أبو بكر وعمر فاطمة رضي الله عنهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «هي لك ياعلي» .
(1)
هذا لفظ البغوي.
زاد ابن سعد، والبزار، والعقيلي
(2)
، والخطابي، في آخره: لستُ بدجال.
وزاد الطبراني في الموضع الثاني ــ وأشار لها أبو نعيم (2/ 895) ــ، من طريق عبداللَّه بن داوود الخريبي:«هي لك ياعلي، على أن تُحسن صحبتها» .
ــ وليس عند البزار: خطب أبو بكر وعمر.
ولفظ الخطابي: (أنَّ أبا بكر خطب فاطمة إلى النبيِّ
(1)
صححها الألباني في «السلسلة الصحيحة» (1/ 317) رقم (166).
(2)
لفظ العقيلي: (ألست بدجال. قال أبو بكر: أظن ليس بدجال). قلت: وهو تصحيف، صوابه ما أثبت: لستُ بدجال.
وقد روى عقبه من طريق قيس بن الربيع، عن حجر بن عنبس، قال: لما زوَّج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فاطمة من علي رضي الله عنهما قال: «لقد زوجتك غير دجال» .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إني قد وعدتها لعلي، ولستُ بدجال» ).
(1)
قال ابن سعد عن قوله: «لست بدجال» : (يعني: لست بكذاب، وذلك أنه كان قد وعد علياً بها قبل أن يخطب إليه أبو بكر وعمر).
وقال البزار: (ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: «هي لك، لست بدجال» : يدل على أنه قد كان وعده، فقال: إني لا أخلف الوعد.
قال البزار: وحُجْر لا نعلم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا هذا، ولا نعلم إلا بهذا الإسناد).
قال الخطابي: (قوله: «لستُ بدجال» معناه: لست بخداع، ولا ملبس أمرك عليك.
والدجل: الخلط. ويقال الطلي؛ وسمي مسيح الضلالة دجالاً؛ لخلطه الحق بالباطل).
(1)
وفي إسناده اختلاف، ولفظه:(حدثنيه بعض أصحابنا، قال: حدثنا الهيثم بن كليب، قال: حدثنا الحسين بن محمد بن أبي معشر، قال: حدثنا وكيع بن الجراح، عن موسى، عن مُسلِم البَطِين، ثم قال مرة: عن حُجْر بن عنبس).
فيه جهالة شيخ الخطابي.
ــ والحسين بن محمد بن أبي معشر الحراني، فيه ضعف. «تاريخ بغداد» (8/ 655)،
…
«لسان الميزان» (3/ 207).
ــ ومسلم بن عمران البَطين، ثقة. «تقريب التهذيب» (ص 559).
قال أبو القاسم البغوي: (وليس له عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا، ولا أحسبه سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم).
ساق الحديث العقيلي في ترجمة: موسى بن قيس الحضرمي، وقد قال عنه:(يلقَّب: عصفور الجنة، من الغلاة في الرفض، وساق له أحاديث، ثم قال: هذه الأحاديث من أحسن مايروي عصفور، وهو يحدث بأحاديث رديئة وبواطيل).
فالحديث مرسل، وإسناده حسن.
وقد بالغ ابن الجوزي فأورد الحديث في «الموضوعات» (2/ 159) رقم (716) وذكر أنه مِن وضع موسى بن قيس، وأنه من غلاة الرافضة.
قلتُ: الأئمة على توثيقه، ولم يصفه أحد بالغلو في الرفض إلا العقيلي.
لذا تعقبه السيوطي في «اللآلئ المصنوعة» (1/ 365)، ثم ابن عراق في «تنزيه الشريعة» (1/ 386) رقم (111)، بذكر حال موسى بن قيس.
3.
حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وهو ما أخرجه: الدولابي في «الذرية الطاهرة» (ص 63) رقم (90)، ومن طريقه:[ابن الأثير في «أسد الغابة» (6/ 221)] من طريق إسماعيل بن أبان، قال: حدثنا أبو مريم، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي، قال:
…
(خطب أبو بكر وعمر رضي الله عنهما إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأبى
رسولُ اللَّه عليهما، فقال عمر: أنت لها يا علي، .... إلخ.
وهو موضوع، وسيأتي في الدراسة الموضوعية لهذا المبحث.
4.
حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
رواه الحسن بن حماد الحضرمي، واختُلِف عليه من أوجه:
الأول: رواه أبو شيبة داوود بن إبراهيم بن داوود البغدادي
(1)
، عن الحسن بن حمَّاد الحضرمي
(2)
، قال: حدثنا يحيى بن يعلى الأسلمي
(3)
، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: جاء أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقعد بين يديه، فقال: يا رسول اللَّه، قد علمتَ مناصحتي، وقِدَمي في الإسلام، وأَنِّي وأَنِّي، قال:«وما ذاك» ؟ قال: تزوِّجُني فاطمة، قال: فسكتَ عنه.
فرجع أبو بكر إلى عمر، فقال له: قد هلكت وأهلكت، قال: وما ذاك؟ قال: خطبت فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأعرَض عني، قال: مكانك حتى آتي النبي صلى الله عليه وسلم، فأطلب مثل الذي طلبت، فأتى عمرُ
…
(1)
قال الدارقطني: صالح. «سير أعلام النبلاء» (14/ 244)، «لسان الميزان» (3/ 394).
(2)
أبو علي البغدادي، يلقَّب «سجَّادة» . صدوق. «تقريب التهذيب» (ص 198).
(3)
ضعيف، شيعي. وذكره ابن حبان في «المجروحين» ، ومع ذلك أخرج له هذا الحديث في
…
«صحيحه» . «المجروحون» (2/ 473)، «تقريب التهذيب» (ص 630).
النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقعد بين يديه، فقال: يا رسول اللَّه، قد علمتَ مناصحتي، وقِدَمِي في الإسلام، وإنِّي وإنِّي، قال:«وما ذاك» ؟ قال: تزوِّجُني فاطمة، فسكتَ عنه.
فرجعَ إلى أبي بكر، فقال له: إنه ينتظر أمر اللَّه فيها، قُمْ بِنَا إلى عليٍّ حتى نأمره يطلب مثل الذي طلبنا، قال علي: فأتياني وأنا أُعالِجُ فَسِيلاً
(1)
لي، فقالا: إنا جئناك من عند ابن عمِّك بخِطْبَة، قال عليُّ: فنبَّهَاني لأمر، فقُمْتُ أجُرُّ رِدَائِي، حتى أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقعدتُ بين يديه، فقلتُ:
…
يا رسولَ اللَّه، قد علمتَ قِدَمِي في الإسلام، ومناصَحَتِي، وإنِّي وإنِّي، قال:
…
«وما ذاك» ؟ قلتُ: تزوجني فاطمة، قال:«وعندك شيء» ؟ ، قلتُ: فرسي وبَدَني
(2)
، قال:«أما فرسك فلا بُدَّ لك منه، وأما بَدَنُك فبِعْهَا» .
قال: فبعتها بأربعمئة وثمانين، فجئتُ بها حتى وضعتُها في حِجْرِه، فقبَضَ منها قبضةً، فقال:«أيْ بِلال، ابتغنا بها طيباً» . وأمرَهُم أن يجهِّزُوها، فجُعِلَ لها سريراً مُشرَطاً بالشرط، ووسادةً من أدَم حشوُها لِيف، وقال
(1)
الفسيل: صغار النخل. «مقاييس اللغة» لابن فارس (4/ 503).
(2)
البَدَن: الدرع، قال ابن فارس: وسميت بذلك لأنها تضم البدن. قال قاسم السرقسطي:
…
(البَدَن: شبه درع إلا أنه قصير بقدر ما يكون على الجسد، قصير الكمين، والجمع: الأبدان). وقال ابن الأثير: البدن: الدرع من الزرد. وقيل هي القصيرة منها. «مقاييس اللغة» (1/ 212)، «الدلائل» (2/ 666)، «النهاية» (1/ 108).
لعلي: «إذا أتَتْكَ فلا تُحدِثْ شيئاً، حتَّى آتيكَ» .
فجاءت مع أمِّ أيمن، حتى قَعَدتْ في جانب البيت، وأنا في جانب، وجاءَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال:«ها هنا أخي» ؟ قالت أم أيمن: أخوكَ وقد زوَّجْتَه ابنتَك؟
قال: «نعم» .
ودخل رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم البيتَ فقال لفاطمة: «ائتيني بماء» ، فقامت إلى قَعْب
(1)
في البيت، فأتت فيه بماء، فأخذه صلى الله عليه وسلم ومجَّ فيه، ثم قال لها:«تقدَّمِي» ، فتقدَّمَت، فنضح بين ثدييها، وعلى رأسها، وقال:
…
«اللَّهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم» ، ثم قال صلى الله عليه وسلم لها:«أدبري» ، فأدبرت، فصَبَّ بين كتفيها، وقال:«اللَّهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم» .
ثم قال صلى الله عليه وسلم: «ائيتوني بماء» ، قال عليٌّ: فعلمتُ الذي يريد، فقُمتُ، فملأت القَعْبَ ماءً، وأتيتُه به، فأخذه ومَجَّ فيه، ثم قال لي:«تقدَّم» فصَبَّ على رأسي، وبين ثديي، ثم قال:«اللَّهم إني أعيذه بكَ وذريَّتَه من الشيطان الرجيم» ، ثم قال:«أدْبِر» ، فأدبَرتُ، فصَبَّهُ بين كتِفَيَّ، وقال: «اللَّهم
(1)
القَعْب: إناء قَدْر رِيِّ الرَّجُل، وقد يروي الاثنين والثلاثة. ويُطلق على القدح الضخم الجافي. «تهذيب اللغة» (1/ 186)، «القاموس» (ص 126).
إني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم»، ثم قال لعلي:«ادْخُل بأهلِك، بسمِ اللَّه، والبَركة» .
أخرجه: ابن حبان في «صحيحه» (15/ 393) رقم (6944).
ــ لم يذكر الحسن بين قتادة، وأنس. كذا في مطبوعة «صحيح ابن حبان» ، و «موارد الضمآن» (7/ 171) رقم (2225)، ويحتمل أنه سقط، لأن ابن السني رواه في «عمل اليوم والليلة» ـ ط. دار الأرقم ـ (ص 367) رقم (606) عن أبي شيبة داوود، به. وذكر الحسن، عن أنس.
وبناء عليه فيكون الوجه الأول والثاني واحداً.
الثاني: رواه محمد بن الهيثم
(1)
، ومحمد بن عبداللَّه الحضرمي
(2)
، وأحمد بن أبي خيثمة
(3)
، وأبو العباس أحمد بن محمد البراثي
(4)
، (أربعتهم) عن الحسن بن حماد الحضرمي، عن يحيى بن يعلى، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن أنس.
فزادا: الحسن بين قتادة وأنس.
(1)
ابن حمَّاد الثقفي، ثقة، حافظ. «تقريب التهذيب» (ص 540)، «معجم شيوخ الطبري» للفالوجي (ص 602).
(2)
ثقة. «سير أعلام النبلاء» (14/ 41)، «ميزان الاعتدال» (4/ 169).
(3)
ثقة. «تاريخ الإسلام» (6/ 481).
(4)
ثقة. «تاريخ بغداد» (6/ 130).
أخرجه: ابن جرير الطبري ــ كما في «كنز العمال» (13/ 684)
…
(37758) مسنداً ــ عن محمد بن الهيثم.
والطبراني في «المعجم الكبير» (22/ 408) رقم (1021) عن محمد بن عبداللَّه الحضرمي.
وابن حزم في «المحلى» (9/ 490)، وابن المغازلي في «مناقب علي»
…
(ص 413) رقم (399) من طريق أحمد بن زهير أبي خيثمة.
وابن المغازلي ــ أيضاً ـ (ص 412) رقم (397) من طريق أبي العباس أحمد بن محمد البراثي.
ولفظ حديث البراثي مختلف، وهو: عن أنس: أنَّ أبا بكر خطب فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرد إليه جواباً!
ثم خطبها عمر فلم يرد إليه جواباً! ثم جمعهم فزوَّجها عليَّ بنَ أبي طالب.
وقيل: أقبل على أبي بكر وعمر فقال: «إنَّ اللَّهَ عز وجل أمرَني أنْ أُزوِّجَها من عَليٍّ، ولم يأذن لي في إفشائِهِ إلى هذا الوقت، ولم أَكُنْ لأُفْشِيَ مَا أمَرَ اللَّهُ عز وجل به» .
الثالث: رواه إبراهيم بن زياد الصائغ
(1)
، عن الحسن بن حماد الحضرمي، عن أبي يحيى التيمي
(2)
، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن أنس.
رواه عن أبي يحيى التيمي وهو إسماعيل بن إبراهيم الأحول بدل يحيى بن يعلى.
وزاد الحسن بين قتادة وأنس.
أخرجه: البزار في «البحر الزخار» (13/ 195) رقم (6652).
والوجه الثاني أرجح، لرواية جماعة الثقات.
وثمة وجه آخر:
رواه محمد بن زكريا بن دينار الغلابي
(3)
، قال: حدثنا قحطبة بن غُدانة الجُشَمي
(4)
، قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن أنس
(1)
ثقة. «الجرح والتعديل» (2/ 100)، «تاريخ الإسلام» (5/ 1077).
(2)
هو: إسماعيل بن إبراهيم الأحول. قال الذهبي: مجمع على ضعفه. وقال ابن حجر:
…
ضعيف.
وهو ممن سمع سعيداً بعد اختلاطه. ينظر: «ميزان الاعتدال» (1/ 215)، «المغني في الضعفاء» (1/ 116)، «تقريب التهذيب» (ص 145)، «الكواكب النيرات» لابن الكيال (ص 208).
(3)
وضَّاع. «لسان الميزان» (7/ 140).
(4)
قال أبو حاتم: صدوق. «الجرح والتعديل» (7/ 149)، «تاريخ الإسلام» (5/ 429).
بن مالك رضي الله عنه
…
فذكره.
أخرجه: الحاكم في «فضائل فاطمة» (ص 68) رقم (69).
وهناك وجه آخر:
قال البزار ـ كما في «البحر الزخار» (13/ 312) رقم (6911): وجدت في كتابي، عن محمد بن عمر بن علي المقدمي
(1)
، قال: حدثنا بشار
(2)
بن محمد، قال: حدثنا محمد بن ثابت
(3)
، عن أبيه، عن أنس، أن عمر بن الخطاب ـ رحمةُ اللَّه عليه ـ أتى أبا بكر ـ رحمةُ اللَّه عليه ـ فقال: يا أبا بكر، ما يمنعك أن تزوج فاطمةَ بنتَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا يزوجني، قال: إذا لم يزوجك فمَن يزوج؟ وإنكَ من أكرمِ الناس عليه، وأقدِمهم في
(1)
صدوق. «تقريب التهذيب» (ص 528).
(2)
تصحفت في مطبوعة «البحر الزخار» إلى: يسار، وجاء على الصواب في «كشف الأستار عن زوائد البزار» (2/ 153) رقم (1409)، وبشار بن محمد البناني البصري، يروي عن محمد بن ثابت البناني. ذكره ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (2/ 417)، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
(3)
محمد بن ثابت بن أسلم البناني. قال ابن معين: ليس بشئ، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، يكتب حديثه، ولا يحتج به. وقال البخاري: فيه نظر. وضعفه: أبو داوود، والنسائي، والبسوي، وابو زرعة، وابن حبان، وغيرهم.
قال ابن حجر: ضعيف. ينظر: «تهذيب الكمال» (24/ 547)، «تقريب التهذيب»
…
(ص 501).
الإسلام، قال: فانطلق أبو بكر ـ رحمةُ اللَّه عليه ـ إلى بيتِ عائشة رضي الله عنها، فقال: يا عائشة، إذا رأيت من رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طِيب نفسٍ وإقبالاً عليك، فاذكري له أني ذكرتُ فاطمة، فلعل اللَّهَ أن ييسرها لي، قال: فجاء رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فرأتْ منه طِيبَ نفس وإقبالاً، فقالت:
…
يا رسول اللَّه، إن أبا بكر ذكر فاطمة، وأمرني أن أذكرها، فقال:«حتى ينزل القضاء» .
قال: فرجع إليها أبو بكر، فقالت: يا أبتاه، وددتُ أني لم أذكر له ما ذكرتَ.
فلقي أبو بكر عمر، فذكر أبو بكر لعمر ما أخبرته عائشة، فانطلق عمر إلى حفصة، فقال: يا حفصة، إذا رأيت من رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إقبالاً، يعني: عليك، فاذكريني له، واذكري فاطمة، لعل اللَّهَ أن ييسرها لي، قال: فلقي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حفصة، فرأتْ طِيب نفس، ورأت منه إقبالاً، فذكرت له فاطمة رضي الله عنها، فقال:«حتى ينزل القضاء» .
فلقي عمر حفصة، فقالت: يا أبتاه، وددتُ أني لم أكن ذكرتُ له شيئاً.
فانطلق عمر إلى علي بن أبي طالب، فقال: ما يمنعك من فاطمة؟ قال: أخشى أن لا يُزوِّجَني، قال: فإن لم يزوِّجْكَ، فمن يُزوِّج؟ وأنتَ أقربُ خَلْق اللَّهِ إليه.
فانطلق عليٌّ إلى رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم، ولم يكن له مثل عائشة
ولا مثل حفصة، قال: فلقي رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال: إني أريد أن أتزوج فاطمة، قال:«فافعل» ، قال: ما عندي إلا درعي الحطمية، قال:
…
«فاجمع ما قدرت عليه، وائتني به» .
قال: فأتاه بثنتي عشرة أوقية، أربعمئة وثمانين، فأتى بها رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فزوَّجَه فاطمة، فقبض ثلاث قبضات، فدفعها إلى أم أيمن، فقال:«اجعلي منها قبضة في الطيب، أحسبه قال: والباقي ما يصلح المرأة من المتاع» ، فلما فرغت من الجهاز، وأدخلتهم بيتاً، قال:«يا علي، لا تحدثن إلى أهلك شيئاً حتى آتيك» .
فأتاهم رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فإذا فاطمة متقنعة، وعليٌّ قاعد، وأم أيمن في البيت، فقال:«يا أم أيمن، ائيتِ بقدح من ماء» ، فأتته بقَعب فيه ماء، فشرب منه، ثم مَجَّ فيه، ثم ناوله فاطمة فشربت، وأخذ منه فضرب جبينها، وبين كفيها، وبين كتفيها، وصدرها، ثم دفعه إلى علي، فقال:«يا علي اشرب» ، ثم أخذ منه فضرب جبينه، وبين كتفيه، ثم قال:«أهل بيتي أذهِب عنهم الرجس وطهِّرهُم تطهيراً» .
فخرج رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، وأمُّ أيمن، وقال:«يا علي، أهلك» .
قال البزار: (وهذا الحديث لا نعلم رواه، عن ثابت، عن أنس إلا محمد بن ثابت، ولا عن محمد إلا يسار بن محمد).
وفي «إتحاف السائل» : (رواه البزار، وفيه محمد بن ثابت، وهو ضعيف، بل لوائح الوضع عليه ظاهرة).
(1)
أقوال العلماء في حديث أنس:
قال البزار عقب الحديث: (ولا نعلم أحداً روى هذا الحديثَ إلا الحسنُ بن حمَّاد.
وقد رُوِيَ عن أنس من وجه آخر، رواه محمد بن ثابت البناني، عن أبيه، عن أنس).
قال ابن حجر في ترجمة يحيى بن يعلى: (وأخرج بن حبان له في
…
«صحيحه» حديثاً طويلاً في تزويج فاطمة؛ فيه نكارة.
وقد قال ابن حبان في «الضعفاء» : يروي عن الثقات المقلوبات، فلا أدري ممن وقع ذلك منه أو من الراوي عنه أبي ضرار بن صرد، فيجب التنكب عما رويا.
وقال البزار: يغلط في الأسانيد).
(2)
وقال ابن حجر ـ أيضاً ـ: (يحيى بن العلاء هذا ضعَّفه أبو حاتم الرازي وغيره، وقال ابن معين: ليس بشيء.
(1)
«إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل» المنسوب للمناوي (ص 27).
(2)
«تهذيب التهذيب» (11/ 304).
والحديث ظَاهرٌ عليه الافتعال).
(1)
قال الألباني: (ضعيف الإسناد ، منكر المتن).
(2)
الحكم على حديث أنس:
الحديث ضعيف جداً، إن لم يكن مفتعلاً موضوعاً ـ كما قال ابن حجر ـ
وفيه علل:
1.
يحيى بن يعلى ضعيف شيعي.
2.
الاضطرب فيه، من يحيى.
3.
عنعنة قتادة، والحسن، وهما مدلسان.
4.
الأوجه الأخرى لا تخلو من ضعيف أو وضاع.
5.
النكارة في متنه، كما قال ابن حجر.
ومن النكارة كما في لفظ ابن حبان، والحاكم، والمغازلي: قول أبي بكر وعمر لعلي رضي الله عنهم: جئناك من ابن عمك! ! وائت ابن عمك: يعني: النبي صلى الله عليه وسلم!
وهل يتصور من الصحابة، بل من أفضل هذه الأمة بعد نبيها، أن يقولا: ابن عمك، ولا يقولا: رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ !
(1)
وجد في هامش مخطوطة «موارد الضمآن» ، بخط ابن حجر العسقلاني، انظر (7/ 171) رقم (2225) بتحقيق: حسين أسد، وعبده كوشك.
(2)
«التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان» للألباني (10/ 81).
ومنها: اتفاق الحديث بين عائشة وحفصة مع والديهما رضي الله عنهم
ومنها: قول أبي بكر: «هلكت وأهلكت» ، عبارة كبيرة، لا معنى لها في مثل هذا المقام.
ومنها: الثناء على النفس قبل الخطبة، لا يفعله عقلاء الناس، فكيف إذا كان الثناء بأمر شرعي، كقِدمه في الإسلام، والمناصحة، ويصدر من خليفة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أفضل هذه الأمة بعد نبيها، وكذا الخليفة الثاني: عمر رضي الله عنهم؟ !
وفي بعض جمل الحديث مثل مج النبي صلى الله عليه وسلم الماء على فاطمة وعلي، ستأتي في بعض الأحاديث في المبحث التالي.
الحكم على الحديث:
الحديث ــ محل الدراسة ــ حديث بُريدة، حسَن؛ لأجل الحسين بن واقد.
ويشهد له في خطبة الشيخين: المراسيل: مرسل عِلْباء بن أحمر، ومرسل حُجر بن عنبس.
وقد اختلفا في رد النبي صلى الله عليه وسلم الشيخين:
ففي حديث بريدة: قال: إنها صغيرة.
وفي مرسل عِلْباء: أنتظر بها القضاء. ـ وهو ضعيف ـ.
وفي مرسل حُجْر بن عنبس: لأنه وعد بها علي. ـ وإسناده حسن ـ.
وفي حديث أنس: ينتظر بها أمر اللَّه. ـ وهو ضعيف جداً ـ
وفي حديث علي: أبى عليهما. ـ وهو موضوع ـ.
والصحيح ما في حديث بريدة ـ واللَّه أعلم ـ.
* * *
34.
[5] قال ابن شاهين (ت 385 هـ) رحمه الله: حدثنا أحمد بن الحسن، قال: حدثنا محمد بن يونس قال: حدثنا أبو زيد الأنصاري، قال: حدثنا قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن عَبَاية، عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه:
…
«أُمِرتُ بتزويجِكَ مِنَ السَّمَاءِ» .
[«فضائل فاطمة» لابن شاهين (ص 45)، حديث (38)]
تخريج الحديث:
ــ أخرجه ابن شاهين في «فضائل فاطمة» ـ كما سبق ـ، ومن طريقه:
…
[ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (42/ 125)].
وأخرجه ابن المغازلي في «مناقب علي» (ص 157) رقم (142)،
…
و (143)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (42/ 131) من طريق محمد بن يونس، به.
ولفظه: قال: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول لعلي بن أبي طالب: «إنَّ لك لأضراساً ثواقب: أُمرت بتزويجك من السماء، وقتلك المشركين يوم بدر، وتقتل من بعدي على سنتي، وتبرئ ذمتي» .
وليس عند ابن عساكر الجملة الأولى: «إنَّ لكَ لأضراساً ثواقب» .
ــ محمد بن يونس الكديمي. متروك.
(1)
وهو المتهم بوضع هذا الحديث.
ــ عباية بن ربعي، من غلاة الشيعة. قال العقيلي:(روى عنه موسى بن طريف كلاهما غاليان ملحدان).
وقال الذهبي: أحد المتروكين.
(2)
ورُوي من وجه آخر:
أخرجه ابن المغازلي
(3)
(ت 483 هـ) في «مناقب علي» (ص 158) رقم (144): قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي
(4)
رحمه الله إذناً، أنَّ أبا الفتح محمد بن الحسن البغدادي
(5)
حدَّثهم قال: قُرئ على أبي محمد جعفر بن نصير الخلدي
(6)
ــ وأنا أسمع ــ: حدثنا محمد بن عبد اللَّه بن
(1)
«الضعفاء» للعقيلي (3/ 1108)، «الميزان» (4/ 299)، وانظر:«تهذيب الكمال»
…
(27/ 66).
(2)
«لسان الميزان» (4/ 417).
(3)
ضعيف. ستأتي ترجمته في الحديث رقم (9) في الباب الثالث.
(4)
محمد بن أحمد بن سهل، أبو غالب بن بشران اللغوي الأديب العلامة ، ويعرف بابن الخالة. كان معتزلياً. «تاريخ الإسلام» (10/ 167)، «لسان الميزان» (6/ 508).
(5)
لم أجد له ترجمة.
(6)
جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، الصوفي. وثقه: الخطيب البغدادي. «سير أعلام النبلاء» (15/ 559)، «الدليل المغني لشيوخ الدارقطني» (ص 162) رقم (142).
سليمان
(1)
، قال: حدثنا محمد بن مرزوق
(2)
، قال: حدثنا حسين الأشقر
(3)
، عن قيس بن الربيع
(4)
،
عن الأعمش، عن عباية بن ربعي، عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مرض مرضة فدخلت عليه فاطمة ـ صلى اللَّه عليها ــ تعوده، وهو ناقِهٌ من مرضه، فلما رأت ما
…
برسول اللَّه من الجهد والضعف؛ خنقتها العبرة حتى خرجت دمعتها، فقال لها:«يا فاطمة إن اللَّه عز وجل اطلع إلى الأرض اطلاعة، فاختار منها أباك فبعثه نبياً، ثم اطلع إليها ثانيةً فاختار منها بعلك، فأوحى إلي فأنكحته، واتخذته وصياً، أما علمتِ يا فاطمة أن لكرامة اللَّه إياك زوَّجَك أعظمُهم حِلْماً، وأقدمُهُم سِلْماً، وأعلَمُهُم عِلْمَاً» .
فسُرَّت بذلك فاطمة عليها السلام واستبشرت.
ثم قال لها رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: «يا فاطمة لعلي ثمانية أضراس
(1)
الحضرمي. الملقب بِـ «مُطيَّن» ، ثقة. «سير أعلام النبلاء» (14/ 41).
(2)
محمدبن محمد بن مرزوق بن بكير، أبو عبداللَّه الباهلي البصري. صدوق له أوهام.
…
«تقريب» (ص 535).
(3)
حسين بن الحسن الأشقر، قال البخاري: فيه نظر. وقال الذهبي: واهٍ. قال ابن حجر: صدوق يهم، ويغلو في التشيع. والراجح أنه ضعيف. «تهذيب الكمال» (6/ 366)،
…
«الكاشف» (2/ 281)، «تحرير تقريب التهذيب» لبشار عواد والأرناؤوط (1/ 287).
(4)
الأسدي، صدوق تغيِّر لما كبر، وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه، فحدَّث به. «تقريب التهذيب» (ص 487) ..
ثواقب: إيمان باللَّه وبرسوله، وحكمته، وتزويجه فاطمة، وسبطاه الحسن والحسين، وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، وقضاه بكتاب اللَّه عز وجل؛
…
يا فاطمة إنا أهل بيت أعطينا سبع خصال لم يعطها أحد من الأولين ولا الآخرين قبلنا ــ أو قال: ولا يدركها أحد من الآخرين غيرنا ــ: نبينا أفضل الأنبياء وهو أبوك، ووصينا خير الأوصياء وهو بعلك، وشهيدنا خير الشهداء وهو عمُّ أبيك، ومنا من له جناحان يطير بهما في الجنة حيث يشاء وهو جعفر ابن عمك، ومنَّا سبطا هذه الأمة وهما ابناك، ومنا والذي نفسي بيده مهدي هذه الأمة».
وأخرجه: الطبراني في «المعجم الصغير» ــ الروض الداني ـ (1/ 75) رقم (94) من طريق حرب بن الحسن الطحان، عن حسين الأشقر، به
…
قال الطبراني عقبه: (لم يروه عن الأعمش إلا قيس، تفرد به حسين الأشقر).
قلت: عباية: متروك، وحسين الأشقر: ضعيف، وقيس: فيه ضعف، والمتن الذي أورده ابن المغازلي فيه نكارة. فهو حديث موضوع، من وضع
أحد الرافضة، لذكر مسألة الوصية لعلي رضي الله عنه، وأعلَمِ الصحابة! !
وبهذا الإسناد من محمد بن عبداللَّه الحضرمي، عن محمد بن مرزوق إلى آخره، ورد بلفظ:«إنَّ اللَّهَ اطلع إلى أهل الأرض واختار بعلك، فأوحى إليَّ، فأنكحته، واتَّخذته وصياً» .
أخرجه: الطبراني في «المعجم الكبير» (4/ 205) رقم (4046) عن الحضرمي، به.
أورده السيوطي في «ذيل اللآلئ المصنوعة» (1/ 246) رقم (279)، وقال:(حسين الأشقر متهم، وقيس بن الربيع لا يحتج به، وعباية بن ربعي، قال العقيلي: شيعي غال ملحد).
وذكره ابن عراق في «تنزيه الشريعة» (1/ 396) رقم (40)، والألباني في «الضعيفة» (10/ 530) رقم (4898).
وقد ورد من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه.
أخرجه: الطبراني في «المعجم الكبير» (10/ 156)(10305)، و
…
(22/ 407) رقم (1020)، والعقيلي في «الضعفاء» (3/ 863)، ومن طريقه:[ابن الجوزي في «الموضوعات» (2/ 216) رقم (772)]، والخطيب في «المتفق والمفترق» (1/ 519) رقم (275) من طريق بشر بن الوليد الهاشمي، قال: حدثنا عبدالنور بن عبداللَّه المسمعي، عن شعبة بن
الحجاج، عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم، قال حدثني مسروق، عن عبد اللَّه بن مسعود، قال: سأحدثكم بحديث سمعته من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فلم أزل أطلب الشهادة للحديث فلم أرزقها، سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك يقول ــ ونحن نسير معه ـ:«إنَّ اللَّه أمرني أن أُزوِّج فاطمة من علي ففعلت» ، قال جبريل عليه السلام: إن اللَّه بنى جنة من لؤلؤة قصب بين كل قصبة إلى قصبة لؤلؤة من ياقوت مشذرة بالذهب، وجعل سقوفها زبرجداً أخضر، وجعل فيها طاقات من لؤلؤ مكللة بالياقوت، ثم جعل عليها غرفاً لبنة من فضة، ولبنة من ذهب، ولبنة من در، ولبنة من ياقوت، ولبنة من زبرجد، ثم جعل فيها عيوناً تنبع في نواحيها، وحفت بالأنهار، وجعل على الأنهار قباباً من دُرِّ قد شُعِّبت بسلاسل الذهب، وحُفت بأنواع الشجر وبنى في كل غصن قبة، وجعل في كل قبة أريكة من دُرَّة بيضاء، غشاؤها السندس والإستبرق، وفُرِش أرضها بالزعفران، وفُتِق بالمسك والعنبر، وجُعل في كل قبة حوراء، والقبة لها مئة باب، على كل باب حارسان، وشجرتان في كل قبة مفرش، وكتاب مكتوب حول القباب آية الكرسي، قلت:«يا جبريل، لمن بنى اللَّه هذه الجنة» ؟ ، قال: بناها لفاطمة ابنتك، وعليِّ بن أبي طالب، سوى جنانها تحفة أتحفها وأقر عينيك
…
يا رسول اللَّه).
وهذا حديث موضوع، آفته: عبدالنور بن عبداللَّه المسمعي، وهو
رافضي كذاب، قال العقيلي: كان ممن يغلو في الرفض، لا يقيم الحديث، وليس من أهله
…
وذكر أن الحديث لا أصل له، وضعه: عبدالنور.
(1)
وذكره في الموضوعات: ابن الجوزي ـ كما سبق ـ، والسيوطي في
…
«اللآلئ المصنوعة» (1/ 396)، وابن عراق في «تنزيه الشريعة»
…
(1/ 410)، والشوكاني في «الفوائد المجموعة» (ص 390) رقم (116)، والألباني في «سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة» (4/ 323) رقم
…
(1845).
وورد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما
وهو الحديث الآتي برقم (35).
وورد من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه
وهو الحديث الذي ورد فيه خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في زواج فاطمة، وهو حديث موضوع، سيأتي برقم (36).
(1)
ينظر: «الضعفاء» للعقيلي (3/ 863)، «لسان الميزان» (5/ 284)، «الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث» (ص 174) رقم (465).
والعجيب أن ابن حبان ذكره في «الثقات» (8/ 423)! ! قال ابن حجر: كأنه ما اطلع على هذا الحديث الذي رواه عن شعبة.
وروي حديث آخر عن أنس بن مالك رضي الله عنه
أخرجه: ابن المغازلي في «مناقب علي» (ص 411) رقم (396) قال: حدثنا القاضي أبو الحسن محمد بن علي المعروف بابن الراسبي الشافعي إملاءً في جامع واسط، قال: حدثنا أبو القاسم عبد اللَّه بن تميم القاضي، قال: حدثنا أبو أحمد محمد بن الحسين، قال: حدثنا عمر بن الربيع، قال: حدثني شيخ صالح من أهل مكة، قال: حدثنا دينار بن عبد اللَّه الأنصاري، قال: حدثنا محمد بن جنيد، عن الأعمش، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: «كنت ذات يوم في المسجد أصلي، إذ هبط علي ملَكٌ له عشرون رأساً، فوثَبْتُ لأُقبِّل رأسه، فقال: مَه يا محمد، أنت أكرم على اللَّه من أهل السماوات وأهل الأرضين أجمعين. وقبَّل رأسي ويدي، فقلت: حبيبي جبرائيل ما هذه الصورة التي لم تهبط علي في مثلها قط؟ قال:
…
ما أنا بجبرائيل! ولكن أنا ملك يقال لي: محمود! بين كتفي مكتوب:
…
«لا إله إلا اللَّه محمد رسول اللَّه» ، بعثني اللَّه أزوِّج النور بالنور، قلت:
…
ما النور؟ قال: فاطمة من علي، وهذا جبرائيل وإسرافيل وإسماعيل! ! صاحب السماء الدنيا، وسبعون ألف ملك من الملائكة قد حضروا».
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا علي قد زوجتك على ما زوجك اللَّه من فوق سبع سماواته» ، ثم التفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى محمود! فقال:«مُذْ كَمْ كُتِبَ هذا بين كتفيك» ؟
فقال: من قبل أن يخلُقَ اللَّه آدم بألفي عام!
وناوله جبرائيل قدحاً فيه خلوق من الجنة، وقال: حبيببي مُرْ فاطمة أن يُلطَّخَ رأسُها وبدَنُها من هذا الخَلُوق، فكانت فاطمة عليها السلام إذا حكَّت رأسَها شَمَّ أهل المدينة رائحة الخلوق.
علامات الوضع والقبح ظاهرة، قبَّح اللَّه الكذبة.
ــ عمر بن الربيع الخشاب، كذاب.
(1)
وفيه مجاهيل، ومَن لم أعرفهم.
وروي من حديث أنس رضي الله عنه من وجه آخر، جاء في بعض طرقه، عند ابن المغازلي في «مناقب علي» ـ وقد سبق تخريجه في شواهد حديث بريدة رضي الله عنه رقم (33) ـ.
وروي من حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه، وهو موضوع، انظره في الباب الثالث: مسند فاطمة، حديث رقم (31).
وورد من حديث علي بن علي الهلالي، عن أبيه، في حديث طويل جاء فيه أنه أنكحه بوحي من اللَّه. وهو موضوع، وقد سبق تخريجه في الدراسة الموضوعية في الفصل الأول: المبحث السادس.
(1)
«لسان الميزان» (6/ 100).