الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ألفاظ شائعة بين العوام
المجيب د. رشيد بن حسن الألمعي
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد
التصنيف الفهرسة/ الآداب والسلوك والتربية/ أدب الحديث/مسائل متفرقة في أدب الحديث
التاريخ 18/1/1425هـ
السؤال
أود أن أسأل فضيلتكم عن ألفاظ شائعة بين العوام، ومن الأمثلة على هذه الألفاظ:
(1)
شرف الله - وشرف الله (2) حل عن ربي
(3)
يسعد الله
(4)
الله فوق وفلان تحت
(5)
الله يظلم اللي ظلمني (6) هو الله داري عنك؟.
(7)
لو يحط أيده بيد ربنا ما يفعل كذا وكذا.
(8)
فلان الله ما بيطيقه.
(9)
لو ينزل ربنا ما يفعل كذا وكذا.
(14)
يلعن اليوم اللي خلقت فيه.
(21)
الله بيعطي الرزقة للي ما بيستاهلها.
(22)
الله ما بيسمع من ساكت (.
(24)
لا حول الله يا رب.
(25)
وغير ذلك الكثير من الألفاظ -والله المستعان-.
ومن الأخطاء أيضاً أنه لا يجوز شتم إبليس أو الشيطان الرجيم؛ لأنه يتعاظم بذلك، وإنما يجب التعوذ منه كما أخبرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. نرجو إرسال الجواب في أسرع وقت ممكن، وأن ترسلوا أيضاً حديثاً نبوياً شريفاً بالنسبة لشتم إبليس أو الشيطان بشكل عام، -وجزاكم الله خيراً-.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد:
فأود بادئ ذي بدء أن أنبه إلى أمور مهمة:
أولها: أن تعلم - بارك الله فيك - أن من الضروري التثبت عند إطلاق الأحكام والأوصاف الشرعية على الأشخاص، وذلك لأن الكفر والفسق أحكام شرعية ليست من الأحكام التي يستقل بها العقل، فالكافر من جعله الله ورسوله صلى الله عليه وسلم كافراً، والفاسق من جعله الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فاسقاً، كما أن المؤمن والمسلم من جعله الله ورسوله مؤمناً ومسلماً، والعدل من جعله الله ورسوله صلى الله عليه وسلم عدلاً، والمعصوم الدم من جعله الله ورسوله صلى الله عليه وسلم معصوم الدم، ولهذا ينبغي التنبه إلى خطورة الحكم على معين بكفر أو فسق أو نحوها من غير تثبت، كما نبه على ذلك العلماء، ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في غير موضع، ومنها ما ذكره من ذلك في كتابه الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح (5/92) .
وثانياً: أن يعلم أن الحكم المعلق بالوصف لا ينطبق على الشخص إلا إذا توفرت شروط انطباقه وانتفت موانعه، وثمرة هذا أن تعلم أن كثيراً ممن تندرج على ألسنتهم عبارات مخالفة لا ينطبق على أشخاصهم الحكم المترتب على القول أو الفعل؛ لعدم توفر شروط انطباقه عليهم، أو لوجود موانع، وهؤلاء في الغالب إنما يحتاجون إلى دعوة وتبصير، وبيان للمحاذير المترتبة على أقوالهم وأفعالهم بحكمة؛ إذ الغرض هو هداية الناس واستصلاحهم، ودلالاتهم على الخير وبيان الحق؛ حتى لا يقعوا في شيء من المحاذير والمخالفات.
وثالثاً: هناك بعض الألفاظ التي وردت في سؤالك يتوقف الحكم فيها على معرفة مراد القائل؛ ليحكم عليها بما يناسبها، ومن الألفاظ التي أوردتها قول القائل:(الله فوق وفلان تحت) ، وذكرت أن ذلك شرك أكبر، وهنا يقال: إن كان مراد القائل: إثبات الفوقية لله بذاته وقدره وقهره فما المحظور في ذلك؟ إذ أن ذلك هو الثابت الذي نصت عليه الأدلة الشرعية والعقلية، ومن المعلوم أن سائر المخلوقات تحت الله ودونه ذاتاً وقدراً، وقولك إن ذلك شرك أكبر غير صحيح.
ورابعاً: أنصح لك يا أخي باقتناء كتاب: (معجم المناهي اللفظية) لفضيلة الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد -حفظه الله- فقد أورد فيه نحواً من ألف وخمسمائة لفظ مبينة بأحكامها وما قيل فيها، وهو نافع جيداً في بابه.
وأما الحديث الذي سألت عن لفظه المتضمن نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن شتم إبليس فهو حديث خرجه أبو داود في سننه كتاب الأدب باب رقم (85) ، حديث
(4982)
جـ (5/260)، بسنده عن رجل قال: كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم فعثرت دابته فقلت: تعس الشيطان فقال: "لا تقل تعس الشيطان؛ فإنك إذا قلت ذلك تعاظم حتى يكون مثل البيت، ويقول: بقوتي، ولكن قل: بسم الله، فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يكون مثل الذباب" وخرجه الإمام أحمد في مسنده جـ (5/79-71-365) قال ابن القيم رحمه الله بعد أن أورده وفي حديث آخر: "إن العبد إذا لعن الشيطان يقول: إنك لتلعن ملعناً"، ثم قال: "ومثل هذا قول القائل: أخزى الله الشيطان، وقبَّح الله الشيطان فإن ذلك كله يفرحه ويقول: علم ابن آدم أني نلته بقوتي، وذلك مما يعينه على إغوائه، ولا يفيده شيئاً، فأرشد النبي صلى الله عليه وسلم من مسه شيء من الشيطان أن يذكر الله - تعالى- ويذكر اسمه، ويستعيذ بالله منه؛ فإن ذلك أنفع له، وأغيظ للشيطان) انظر زاد المعاد جـ (2/355-356) . والله الموفق.