الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مصافحة الأجنبيات في بلاد الغرب
المجيب د. أحمد بن محمد الخضيري
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإٌسلامية
التصنيف الفهرسة/ الآداب والسلوك والتربية/الأخلاق
التاريخ 28/06/1425هـ
السؤال
أنا أعمل في إحدى شركات الاتصالات، وأنا من الشباب الملتزمين -ولله الحمد-، ومرة طُلِب مني السفر للخارج لأخذ دورة متخصصة في مجال عملي، وعند وصولي إلى الدولة الغربية حصلت أمور كثيرة أحصرها فيما يلي، وأود إجابتكم عنها واحدة واحدة مشكورين مأجورين، مع الأخذ في الاعتبار أن هذه الدورة متخصصة جدًا، ولا يوجد لها مثيل في الدول العربية جميعاً، وكذلك سافرت برفقة مجموعة من الزملاء:
1-
عند دخولنا المعهد المخصص قابلتنا امرأة كبيرة في السن، واستقبلتنا استقبالاً حاراً، وكل واحد منا تسلم عليه مصافحة وتسأله عن اسمه الخ
…
فأنا عملت كما عمل أصحابي، وسلمت عليها محرجاً منها.
2-
بعض المحاضرات تقدمها نسوة متبرجات فما العمل؟.
3-
عند مقابلتنا لمسؤولات، أو عندما نريد أن نسألهن لا بد أن تضع وجهك ونظرك إلى وجهها، وتتحدث معها، فهل هناك محظور شرعي؟.
4-
ونحن في شوارع تلك الدولة نرى نساء شبه عاريات، مع حرصنا الشديد على تجنب ذلك.
سؤالي يا شيخ في هذه الحالة، هل علينا إثم؟ وماذا نعمل؟ أرجو إجابة عن سؤالي من منظور التسامح والرفق في الدين، وكذلك تزويدي بأكثر من رأي لعلمائنا الأجلاء؛ لكي تتم الفائدة.
الجواب
لا يجوز للرجل أن يصافح امرأة أجنبية منه، ولو كانت كبيرة في السن، لعموم النصوص الواردة في تحريم ذلك، ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم:"إني لا أصافح النساء " رواه النسائي (4181) وابن ماجة (2874)، ولما رواه البخاري (4891) وغيره عن عائشة رضي الله عنها قالت:"والله ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط غير أنه يبايعهن بالكلام ".ولما رواه معقل بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لأن يطعن في رأس رجل بمخيط من حديد خير من أن يمس امرأة لاتحل له " أخرجه الطبراني في الكبير (20/210) والرويائي في مسنده (227/2)، وقال المنذري: ورجال الطبراني ثقات رجال الصحيح " وحسن الحديث الألباني في غاية المرام [196] والصحيحة [226] .
ويمكن لمن ابتلي بامرأة أجنبية تمد يدها لتصافحه أن يعتذر عن ذلك برفق، ويبين أن سبب امتناعه هو سبب شرعي يلزمه به دينه، وليس القصد منه تنقص المرأة أو الترفع عنها، وغالباً ما يحصل الاقتناع إذا أحسن الشخص تفسير موقفه بالامتناع من المصافحة، وقد يكون هذا الموقف أحيانا وسيلة إلى جذب انتباه الطرف الآخر إلى أحكام الإسلام ومبادئه، وربما أدى به ذلك في النهاية إلى الإسلام.
ولكن إذا تيقَّن الإنسان في بعض الحالات أن امتناعه عن المصافحة سيجر عليه مفسدة أكبر، أو يفوت عليه مصلحة أعظم من مفسدة المصافحة، كعدم القبول للعمل أو الدراسة، وهو محتاج إليهما حاجة شديدة، ولا يجد بديلاً عن ذلك، فيرى بعض العلماء أنه لو صافح المرأة في مثل هذه الحال فلا حرج عليه، لأن كثيراً من أحكام المسلمين في بلاد الغرب ينطبق عليها حكم الضرورة أو الحاجة التي تقرب منها، لكن لا يجوز أن يتساهل في هذا الأمر ويجعله قاعدة عامة، بل هو وضع استثنائي، وحالة خاصة تقدر بقدرها، ومثل ذلك يقال في المحاضرات التي تقدمها نسوة متبرجات، والنظر إلى النساء، فهذا لا يجوز، وعلى المسلم أن يختار المحاضرات التي يتولاها الرجال، ويغض بصره عن النظر إلى النساء، مادام ذلك ممكناً، وأما إذا اضطر إلى حضور مثل هذه المحاضرات؛ نظراً لعدم وجود الرجال، ولا يستطيع أن يحصل على هذه الدورة أو الشهادة إلا عبر المرور بهذه المحاضرات، وهذا التخصص مهم يحتاجه المجتمع المسلم ولا يستغني عنه، فعليه إذا حضر هذه المحاضرات أن يقتصر على الحد الأدنى منها، مع الحرص على غض البصر، والبعد عن مجتمع النساء داخل القاعة الدراسية، فيكون جلوسه وحديثه ومشاركته مع الرجال دون النساء. والله أعلم.