الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مللت الحياة..فما الحل
؟
المجيب عبد الرحمن بن عبد العزيز المجيدل
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
التصنيف الفهرسة/ الآداب والسلوك والتربية/ استشارات نفسية وتربوية/
اكتئاب
التاريخ 7/5/1423
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا يوجد شيء يشدّني في هذه الحياة، لا مال ولا زواج ولا أي شيء، حتى مللت كل شيء، فما الحل قبل أن يفوتني كل شيء؟ والسلام.
الجواب
الأخ الكريم سلام الله عليك ورحمته وبركاته، وبارك فيك، وشرح قلبك، وأنار فؤادك بما يسعدك.
قرأت شكواك، فقلت في نفسي كيف يبلغ اليأس في مسلم تلك الدرجة؟ أخي إن الحزن والكبد جزء من سمات هذه الحياة فلن تجد إلا مكتئباً وحزيناً، ولكن تحمُّل النفوس له مختلف ودرجاته متفاوتة فنظرتك للحياة تحتاج إلى تغيير، فأكثر من تذكر ما جرى لك مما يفرح ويسر وكثِّر من تخيله فسوف يحدث لك توازن في عقلك الباطن الذي حفظ مواقف كثيرة سلبية، ثم هل من كان بلا زوجة ومال هل فقد الحياة؟ وأن يكون ناجحاً موفقاً، إن حصول ما يأمل الإنسان نجاح، ولكن هل هناك نجاح بلا خطة عمل وألم وتذكر لما سوف تكون عليه الحياة.
أخي العزيز إن سعادة الإنسان ليس فيما يملك، لكن في شعوره بما يملك، وقد قال صلى الله عليه وسلم:"ليس الغنى بكثرة العرض، لكن الغنى غنى النفس" البخاري (6446) ومسلم (1051) ، نعم، أيها المبارك إن كثرة العرض غنى، فإن لم يجتمع معه شعور بالغنى وتلذذ به فليس صاحبه بالغني، فصار شعور المرء هو مصدر سعادته أو قلقه وعذابه، واعلم أن السعادة تكون من داخل النفس فتنعكس على الخارج وليس العكس، فلا تعول على الأشياء التي لم تحصل عليها وتظن أنها سوف تسعدك، أيها المتلهف على الطمأنينة تأكد أن فراغ النفس من العمل والبدن من الطاقة مؤلم للشعور فاشغل نفسك وبدنك بما ينفعك، وإياك والفراغ السلبي الباعث على الشعور المهلك، وقلل من خلوتك بنفسك مدة حتى تستقر، واستعن بالله -سبحانه- وأدم ذكره، والقيام بأعظم حقوقه وهي عبادته وأداء فرائضه الواجبة والنافلة، وبعد ذلك شارك في تفريج هم ونصرة مظلوم ورعاية يتيم ومساعدة محتاج، ولو كنت محتاجاً، فإن أثر الإحسان على النفس عظيم فكن واسطة خير بين الأغنياء والفقراء، وقم بزيارة للمرضى وأخرى للسجناء، فتتذكر كم هي نعم الله عليك، وفقك الله لطمأنينة النفس وراحة البال، وأعطاك فوق ما تتمناه من خير الدنيا والآخرة، وكن مقتنياً لبعض الكتب حول موضوعك علها أن تسعفك، ولك التحية وعليك السلام.