الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تعلم العلم الشرعي ابتغاء الدنيا
المجيب عبد الله بن عبد العزيز الدريس
مدير إدارة التوعية بجهاز الإرشاد والتوجيه بالحرس الوطني
التصنيف الفهرسة/ العلم/مسائل متفرقة
التاريخ 23/10/1424هـ
السؤال
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظكم من كل سوء، لدي سؤال أرجو أن تجيبوني عليه: أدرس في الجامعة وأسأل الله دائماً أن تكون نيتي خالصة لوجهه عز وجل، إلا أنني دائماً ما أجد في نفسي أنني أتعلم من أجل الدنيا، ومن أجل أن أعتمد على نفسي في المستقبل ومن أجل و....، وهذا مما يؤلمني، لأنني لا أريد علماً لا أبتغي به وجه الله.
أنقذوني بارك الله فيكم، أريد أن أسلك طريق العلم الخالص لوجه الله، حتى يسهل الله لي طريق الجنة.
الجواب
جميل جداً أن يخالط هذا الشعور قلبك، إذ إن الحياة كلها تنقلب حين ننطلق في كل أعمالنا من منطلق الإخلاص وابتغاء رضوان الله تعالى.
وأود أن تعلمي أختي الكريمة أن العلوم على نوعين:
النوع الأول: العلوم الأخروية، وهي علوم الشريعة كالتفسير والفقه والحديث وغيرها، وهذه العلوم لا يجوز تعلمها إلا إذا كانت النية خالصة لوجه الله تعالى، لا لأجل الدنيا أو الوظيفة أو المدح والثناء والجاه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من تعلم علماً مما يبتغى به وجه الله عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة" رواه أبو داود (3664) وابن ماجة (252) بإسناد صحيح.
فلا بد أن يكون الدافع لتعلم هذه العلوم طلب رضا الله وثوابه، ثم لا مانع بعد ذلك من أن يستفيد منها في أمور الدنيا كالوظيفة وغير ذلك.
النوع الثاني: العلوم الدنيوية مثل الطب والهندسة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، فهذه إن طلبها الإنسان لأجل الدنيا فلا إثم عليه، ولكنه يحرم نفسه الأجر والثواب، وإن حسن نيته بأنه سيخدم -مثلاً- أمته بهذه العلوم، ويكفي المسلمين الاستعانة بغيرهم فلا شك أنه مأجور على هذه النية الطيبة.
وأنت أختي الكريمة إذا كنت تجاهدين نفسك على هذه النية الطيبة فأرجو أن يأجرك الله تعالى عليها، ولكن لا تعارض بينها وبين أن ترجي من شهادتك نفعاً دنيوياً، فالحج هو عبادة عظيمة وركن من أركان الإسلام، قال الله عز وجل فيه:"ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم"[البقرة: 198] أي لا حرج على الحاج أن يتكسب بالحلال في موسم الحج بالبيع والشراء وغيرها إذا لم تشغله عن العبادة، وهكذا يجمع الإسلام بين الدين والدنيا في انسجام تام لا يطغى فيه جانب على آخر، ثبتك الله على طاعته، ووفقك لمرضاته.