الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الغلاوي. رحمهم الله تعالى.
كان رحمه الله تعالى عالما فقيها مدرسا صالحا تقيا فاضلا عاقلا لبيبا حسن الدراية والإقراء لمختصر خليل، مخصوصا بمختصر خليل لم يشتغل بإقراء غيره، بيته بيت علم وصلاح وجلالة، محبا للعافية ساعيا في مصالح المسلمين وفي إصلاح ذات البين، أخذ عن والده، وأخذ عن الفقيه سيدي الحسن بن الطالب أحمد البرتلي، وسيدي أحمد بن سيدي عثمان بن مولود الغلاوي وغيرهما.
ولد رحمه الله تعالى في العام الموفي عشرين ومائة وألف.
وتوفي رحمه الله عام تسعة وسبعين ومائة وألف.
119 - [محمد بن عبد الله بن أبي ردة العلوشي]
الصالح الولي العارف بالله تعالى سيدي محمد بن الحاج عبد الله بن أبي ردة
(40)
العلوشي رحمهم الله تعالى.
كان رحمه الله تعالى وليا صالحا تقيا متواضعا فاضلا مهذبا عاقلا أذيبا لبيبا وقورا حسن السيرة حسن الهيئة معظما عند العامة والخاصة، محبوبا عند العلماء والصلحاء، حسن الخلق والخلق، لا يطوي بشره عن أحد، يهش للّصوص إذا لقيهم ويقول إنا لنبش في وجوه قوم وإن قلوبنا تلعنهم.
ويسلم على من لقيه ويلقاه ببشر وطلاقة وجه وتعظيم حتى إنه ليقول للأمة إذا لقيها في الطريق السلام عليك يا خالتي. وفي الحديث: إنّ حسن الخلق هو أعظم ما يوضع في الميزان. وفي الجامع الصغير لجلال الدين السيوطي: أفضل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا. وكان رحمه الله تعالى كثير الرؤية له صلى الله عليه وسلم، وهي كرامة عظيمة من كرامات الأولياء والله أعلم.
ورؤيته له صلى الله عليه وسلم لا تكاد تعدّ. ورؤيته صلى الله عليه وسلم تدل على السعادة ولو مرة واحدة
(40)
كتب في أصل ج: درة، ثم صححت في الهامش وكتب المصحح: ردة بتقديم الراء على الدال.
لقوله صلى الله عليه وسلم: من رآني في المنام فسيراني في اليقظة. القسطلاني، بفتح القاف، يوم القيامة رؤية خاصة في القرب منه، وفيه بشارة لرائيه في المنام بأنه فسيراني في اليقظة يموت على الإسلام. وكفى بها بشارة ربك لأنه لا يراه في القيامة تلك الرؤية الخاصة باعتبار القرب منه إلا من تحققت له الوفاة على حسن الخاتمة. حقق الله تعالى لنا ولا حبابنا وللمسلمين ذلك بمنه وكرمه آمين انتهى.
وكان رحمه الله تعالى سخيا من الأسخياء عظيم النفع للخلق، كان الناس يتصدقون عليه بأنواع الأموال من حيوان وعروض وعيبه (كذا) وغير ذلك فيأخذها ويتصدق على كل من لقيه من الصلحاء والفقراء، وكان يؤثرهم بها على نفسه وأهله، حتى إنه ربما أتى أهله وليس معه شيء منها، والخلق كلهم عيال الله تعالى، وأحبّهم إليه أنفعهم لعياله.
وكان رحمه الله تعالى إذا رأى حرا من أحرار السودان اشتراه من العرب أو الزوايا لا يفارقه حتى يفديه من غيره ويطلق سراحه، فانتفع الناس به جاها ونفعا. وقد أطلق في السنة التي توفي فيها رحمه الله تعالى كثيرا من الأحرار، ثبت الله تعالى له ذلك في الدار الآخرة آمين.
وكان رحمه الله تعالى خبيرا بالأنساب، له حظ في الحديث والسير، يعرف أنساب الناس خبيرا بقبائلهم، يقول لمن سأله عن نسبه أنت فلان بن فلان حتى يصل نسبه بالعرب أو بأحد الصحابة ولو كان ما رآه قبل ذلك الوقت. فكان رحمه الله تعالى أعجوبة في ذلك، وله أمر عجيب في إخراج الجن والكنوز والسحر، ما أظن أن أحدا من أهل عصره مثله في ذلك.
لقي الأشياخ وانتفع بهم، أخذ عن سيدي عبد الله بن محمد بن القاضي العلوي وغيره رحمه الله تعالى.
توفي رحمه الله تعالى في شوال من العام السابع والثمانين بعد المائة والألف.