الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الطّاء
79 - [طالبين (سنير) بن الوافي بن طالبين الأرواني]
طالبن الملقب بسنبير بن القاضي سيدي الوافي بن طالبن بن السيد الصالح بن سيدي أحمد بن ءادّ الأرواني رحمهم الله تعالى.
هو الشيخ الإمام العالم العلامة البحر الفهامة الفقيه النحوي قاضي أروان المشتهر ذكره وعلمه. ومعنى سنبير العربي الكبير بالسودانية.
كان رحمه الله تعالى من صدور الفقهاء وأعلام النجباء، وكان نبيلا رئيسا من عيون القضاة رفيع الدرجة، عالي الهمة، بحرا في الدراية والرواية، إماما محققا مشهورا بحرا متلاطم الأمواج، قاضي القضاة وإمام الفقهاء النجباء، قدوة العلماء ونخبة النجباء. صرف همته العلية في فنون العلم فأوضح منها الإشكال، وحل عن عويصات المسائل الأقفال.
قرأ على الفقيه الحاج أبي بكر بن الحاج عيسى الغلاوي نحو ثلث خليل. أتاه شيخه هذا يوم فطر أو أضحى فقال له: إقرأ حزبك بسرعة فإنّا مشغولون اليوم، فقال له اليوم يوم عيد، فقال له الشيخ لا عيد على مسافر، فقال له: إن لم يقطع حكم السفر، فسكت عنه الشيخ والله أعلم. وأجازه الشيخ سيدي أحمد بن الشيخ السوقي أن يروي عنه جميع
مروياته عن شيخه من الحديث والفقه وغيرهما. ومن جملة ما أجازه صحيح مسلم، والخصائص الكبرى والصغرى للسيوطي.
ألّف فتح الرب اللطيف في تخريج بعض ما في المختصر من الضعيف، وصنجة الوزان في نوازل أروان. وحكى أنه ذات يوم جالس في بيت كتبه ينظر فيهم حتى جاءته أخت زوجته وقالت له: زوجتك نفساء، اخرج وآتنا بشيء من الزرع نجعله لها الحسى، فلم يخرج، فعادت إليه فلم يخرج، فقالت له: إن الكتب ما يصنع منها الحسى.
فخرج إلى فم الدار ومر عليه بربوشي فأتاه بنحو عشرين مثقالا فدفعها لأخت زوجته وقال لها: دونك وهذا (الذهب)
(1)
واصنعي لزوجتي منه الحساء، وأما الكتب فلا يصنغ منها الحساء.
توفي رحمه الله في الليلة الأخيرة من رمضان عام ثمانين ومائة وألف. ومن كراماته رحمه الله تعالى أنه لما توفي - رحمه الله تعالى - كان الضوء الكثير البين الظاهر حتى فرغوا من تجهيزه كله، فعادت الظلمة كما كانت والله أعلم.
ولم أر من أذكر اسمه في حرف الظاء. والله تعالى أعلم.
(1)
سقطت كلمة (الذهب) من أوب.