الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
120 - [محمد بن يدغور بن أحمد الماسي الكابي]
القاضي محمد بن يدغور بن أحمد بن الشيخ بن الأمين بن محمد بن كبّ، بكاف مغلظة فباء موحدة، قاضي تشيت الماسني الكابي رحمهم الله تعالى.
كان رحمه الله تعالى عالما بأصول الدين، فقيها نحويا قارئا بقراءة نافع، عابدا تقيا صالحا وليا كثير الحياء، يقرأ عقائد السنوسي الخمسة، ودليل القائد، وإضاءة الدجنة، وجوهرة التوحيد، والرسالة، ومختصر خليل، وقطر الندى، وألفية ابن مالك. وله رحمه الله تعالى حظ وافر في الحديث، ملازما حضور محله.
أخذ عن الفقيهين الشريفين ابني فاضل الشريف أحمد بن أحمد بن أحمد بن الإمام أحمد، وأخيه الشريف حمى الله، وعن الفقيه الحاج سيدي محمد بن الحاج الحسن الزيدي رحمهم الله تعالى.
توفي رحمه الله في ثمانية وعشرين من شوال عام ثمانية وثمانين ومائة وألف.
121 - [محمد بن أبي بكر بن بابا، الولاتي]
الطالب محمد بن أبي بكر بن الشيخ المحدث بابا بن عمر بن علي بن أند عبد الله بن سيدي أحمد الولاتي رحمهم الله تعالى.
كان رحمه الله تعالى وليا صالحا عابدا يصلي كل ليلة ركعتين بألفين من سورة الإخلاص ويفرغ بسرعة، وكان ملازما لقراءة الصبيان القرآن، يخدم في مهنة أهله ويخدم الحرث، ويعمل لدنياه مع الزهد فيها كما يعمل لآخرته. وكان صبورا يفرح لمن أساء عليه من الإخوان ويقول هذا يعلمني حسن الأدب بالصبر عليه. وكان ملازما لنظر كتب الصوفية وأشدها له ملازمة كتاب العهود والمواثيق، وكتاب المحاسبين الذي قيل فيه إنه لا
يعمل به إلاّ وليّ، ولا يلقي أحدا إلاّ أفاده بشيء من أخبار الدين. بيته بيت علم وصلاح ودين، وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. ولقد رأيته نهى عن منكر وكان المطر قد أمسك عن الناس والناس محتاجون إليه لسقي الأنعام والحرث، فلما نهى عنه وانقطع ذلك المنكر جاء مطر عظيم في ثاني يوم نهيه، فأغاث الله الناس والحمد لله. وكان يستر الحقيقة بالشريعة في جميع أقواله وأفعاله، وكان بعض أقاربه يرد عليه مرارا متكررا في شأنه:
ورث الإمام الشّاذليّ طريقة
…
واللّيث يسري سرّه في الفرهد
ومكث ستا وثلاثين سنة
(41)
وهو مريض بالسوداء تجري حرارتها في بدنه كله، ولم يشغله ذلك. وله حظ في الكلام والفقه.
أخذ عن والده وقرأ أمّ البراهين ودليل القائد والجزائريّة، والإضاءة والرسالة على شيخنا الطالب الأمين. ولا أدري عن من أخذ مختصر خليل. له كرامات، منها أنه حان وقوع شيء في بلده فرأى والده في المنام وقال له إقرأ أسوارك، فقرأ عليه حتى إذا بلغ ما فيه إشارة لهذا الذي يريد أن يقع، قال له قف، فيقف فيراه بعد الصباح كما يراه في المنام، فقال له معبرا له لرؤياه هذه: ذلك مثالها بقي من الدين في هذا الزمان والله أعلم. وسألته عن ما يقول فيه من الأذكار من أكثر من ذكر كذا كالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، مثلا: ما هو الإكثار؟ فقال: ثلاثمائة له
(42)
كل يوم هو الإكثار. والله أعلم. وسألته أيضا عن المداومة ما تحصل به؟ فقال لي إذا كان فعلك له أكثر من تركه فتلك مداومة، كمن يصوم يومين ويفطر اليوم، أو ربما يبتر دوره أياما ويأتي به أياما، وأيام الإتيان أكثر من أيام الغب.
وسألته أيضا عن الوصول فقال: الوصول عبارة عن نوع من اليقين
(41)
في ج: ومكث شيئا وثلاثين سنة.
(42)
لعل الأصل: ثلاثمائة ألف.