الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اجعله من أهل الخير والرشد والصلاح والفلاح، وأجب دعوته، فكان ذلك كله فيه والحمد لله.
مولده ليوم أو يومين خليا من شهر الله تعالى رمضان عام أربعين ومائة وألف.
وتوفي رحمه الله تعالى عام تسعة وسبعين
(36)
ومائة وألف.
36 - [أحمد بن البشير بن محمد الكلسوكي]
الطالب سيدي أحمد بن البشير بن محمد بن محمد
(37)
بن موسى الكلسوكي رحمه الله تعالى.
نشأ رحمه الله في بلد السوقيين بلاده، ثم قدم أروان وهو ابن خمس وعشرين سنة. وسبب خروجه عن بلده أنه خرج يطلب رجلا صالحا اسمه سيدي أحمد الهكاري
(38)
وهو معلم عند أهل رأس الماء، وله أولاد ثمت يعرفهم أهل رأس الماء. فلما قدم عليه أمره أن يتوجه لأروان، وذكر له أنه يدرك الخير ثمة، ثم إنه توجه لأروان ونزل عند كاهية البلد، وأخذ الورد عن سيدي أحمد بن عبد القادر بن محمد بن أحمد بن محمد الرقادي، وأخذ القراءات السّبع عن الشيخ سيدي الأمين بن حبيب الجكني، وسيدي إبراهيم بن الإمام العلوي رحمهما الله تعالى، وأجازاه. وأخذ روايات البخاري ومسلم والشفاء والخصائص إلى غير ذلك عن القاضي سيدي الوافي بن طالبن الأرواني؛ وأخذ التفسير أيضا في أروان، وكان أكثر ما يستعمل من الكتب التفاسير والأحاديث والقراءات، وقد كان رحمه الله تعالى قليل الكلام فيما لا يعنيه، ولا يكاد يفتر عن الذكر ليلا ونهارا، ولا تراه إلا يقرأ أو يقرئ أو يذكر، وكثيرا ما يرتل
(36)
في ب: وتسعين.
(37)
في ج: بن محمد (مرّة واحدة فقط)، وهو من غير مسبوق بإبن.
(38)
في ج: الهكار بدون ياء النسبة.
القرآن بقالون، ولا يكاد يترك من يتكلم حذاءه، ويأمره أن يذكر الله.
وكثيرا ما يسرد للعوام المواعظ، ويعظ كل واحد ويسرد لهم الترغيب والترهيب، وكتاب السمرقندي والعلوم الفاخرة في أمور الآخرة، وشرح الصدور في أحوال الموتى والقبور، وتنبيه المغترين.
وذكر رحمه الله تعالى: أنه ذكر له بعض الصالحين قبل أن يبلغ خمسين عاما أن الصالحين اجتمعوا وجعلوه من أهل التصريف، وذكر أيضا رحمه الله تعالى أنه مرض عام تيكر، فكان أصحاب التآليف المشهورون لدينا يأتونه يعودونه في مرضه ذلك، وآخر من يقوم من عنده الإمام الحطاب، وسألوه عن ذلك فقال: إني كنت أدعو لهم.
وذكر أيضا رحمه الله تعالى أنه رأى أبا بكر الصدّيق رضي الله تعالى عنه في المنام وقال له: إن بيني وبينك رحما، وكان رحمه الله تعالى يعظم أهل الله وآل النبي صلى الله عليه وسلم وذرية أشياخه، وكانت بنت شيخه عند بعض الرفافدة، فكان يعطي الزوج كثيرا من الأباكير وكسوة البنت والإنفاق عليها.
وكان رحمه الله تعالى سخيا كثير العطاء حتى إنه بين
(39)
دارين في البادية أعطى ثلاثين ناقة، وكان عنده نحو ابلين [أبى سرحين]
(40)
فأعطى واحدة منهما وجلس راعي تلك الابل، وكان رحمه الله تعالى كثيرا ما يقول: إن بعض أشياخه أمره بالانفاق وقال له: أنفق فإنك جالس على كنز، وكان رحمه الله تعالى حسن العهد في العوام واللصوص فكيف بأهل الله، قال ابنه محمد الأمين.
وذكر لي من أثق به أنه سمع من سيدي محمد الطاهر بن سيدي علي أنه قال له: ما رأيت مثل شيخي سيدي أحمد الكلسوكي، قال لي إذا
(39)
: في ب: بني.
(40)
ما بين معقوفتين سقط من ج.