الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[خطبة الكتاب]
بسم الله الرّحمن الرّحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما [قال الشيخ الفقيه الولي الصالح السالك السني الأسني أبو المعالي الطالب محمد بن أبي بكر الصديق بن عبد الله بن محمد بن الطالب علي بنان البرتلي الولاتي المالكي الأشعري اعتقادا، رحمه الله تعالى ونفعنا به وبعلومه آمين آمين]
(1)
.
الحمد لله الذي جعل التاريخ يفيد موعظة وعلما، ويزيد بيانا ويذهب هما، وأشهد أن لا إله إلا الله لا شريك له الملك الحق المبين، وأشهد أن سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله الصادق الأمين. والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد سيد العرب والعجم، المبعوث لسائر الأمم، صلى الله عليه وسلم. وشرف وكرم، عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد، فلما كان جاهل علم التاريخ يركب عمياء، ويخبط خبط عشواء، ينسب خبر من تقدم لمن تأخر، ولا يميز بين من حضر ومن غبر، ورأيت سلفنا قد ألفوا تآليف عديدة في تعريف العلماء في كل نوع من التاريخ، فمنهم من ألف في رجال مذهبه، ومنهم من ألف في
(1)
ما بين معقوقتين ناقص من أوب.
النحاة، وغير ذلك، ورأيتهم لم يذكروا علماء تكرور لبعد المسافة بينهم وبين علمائنا، وكان في تعريفهم صحة ما قالوا أو ضعفه بالإسناد إليهم.
وعد الإسناد من خصائص هذه الأمة، وكان في التعريف بهم تبرك بذكرهم كما هو معلوم، إلى غير ذلك من الثمرات، أردت أن آتي بتاريخ أعيان علماء التكرور لتعرف مراتبهم في الفقه والدين. وقد قال الفقيه سيدي أحمد بن أندغمحمد في أول الفتوح القيومية له: إن ما كان من العلم معقولا لا يحتاج إلى معرفة قائله إلا من حيث كون ذلك كمالا فيه، وما كان منه منقولا فموكول إلى أمانة ناقله، فلزم تعريفه والبحث عن حاله، لأن من اعتمد في نقله عمن لا يعرف حاله، كان كالباني على غير أساس في نقله. انتهى. ولم أذكر غير المشاهير من العلماء، لأن الإحاطة متعذرة، وربما تركت ذكر من كان مشتهرا منهم لبعد داره مني، أو لعدم معرفتي بأخباره، مرتبا لهم على حروف المعجم المغربية، مقدما عند اتفاق أسمائهم من سبقت وفاته على غيره، وذاكرا فيهم من دخل التكرور من غير أهله، وكان شيخا لهم مشتهرا رجاء بركته، وسميته فتح الشكور في معرفة أعيان علماء التكرور.
ولتكرور إقليم واسع ممتد شرقا إلى ادغاغ
(2)
، ومغربا إلى بحر بني زناقية
(3)
وجنوبا إلى بيط، وشمالا إلى آدرار، والله الموفق للصواب، وإليه المرجع والمآل. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما، والحمد لله رب العالمين.
(2)
في نسخة أ: إدغانج.
(3)
سقطت كلمة «بني» من ب.