الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
به إجازة الشيخ صالح نزيل الحرم الشريف في جوار المصطفى صلى الله عليه وسلم، أبو إسحاق إبراهيم بن حسن بن شهاب الدين الكردي الشافعي المدني، عن شيوخه بالأسانيد العالية إلى عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الرّاحمون يرحمهم الله، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السّماء.
له فتاوى مفيدة وقصيدة لامية نحو ثلاثين بيتا في معاني الحروف أي حروف الجر، استوفى فيها ما أتى به الأشموني من معانيها. وشرحتها شرحا حسنا مفيدا سميته فتح الرب الرؤوف، في شرح قصيدة معاني الحروف. وله قصيدة نونية في الدعاء في بحر المتقارب، وهي منفرجة عجيبة، مطلعها:
حمدت إلهي على امتنان
…
بحمد يوافي أيادي الإحسان
توفي رحمه الله في العام الثاني والعشرين بعد المائة والألف.
161 - [عبد الله بن محمد بن عبد الله الشنجيطي العلوي]
سيدي عبد الله بن محمد بن الفقيه القاضي عبد الله الشنجيطي العلوي رحمهم الله تعالى.
كان رحمه الله تعالى فريد دهره، ووحيد عصره، صدرا من صدور العلماء، ومفخرا من مفاخر الأدباء، فصيح اللسان، ذكي الجنان، عارفا بعلم أصول الدين والتفسير والحديث والفقه والأصول، برع في النحو واللغة والأدب وعلم البلاغة من المعاني والبيان والبديع، مهر في هذه العلوم كلها، إماما فقيها مهذبا فيها على أهل عصره، عارفا بالعروض خبيرا بالنحو واللغة والغريب والبيان وصناعة البديع وميزان العروض والخبر والنسب والتاريخ، ماهرا في المنطق مستحضرا عنده بحيث لا يكاد يتكلم في فن إلاّ خرج إليه، مجمعا على بلوغه الغاية في لسان العرب والأدب والبيان والمنطق. له حظ من علم الحساب الأعداد وعلم الهندسة والله
تعالى أعلم. محققا ماهرا في الفنون، جامعا لشتات العلوم. رزق من الدراية والفهم والراوية حظا، كان الكلام طوع لسانه، كان أشعر زمانه، وفارس ميدانه، شهد له بذلك الموافق والمخالف، وأقر به المعادي والمحالف، يورد في شعره من محاسن البديع ما تعجز عنه أفهام البلغاء وألسنة الشعراء، كأنه شعر العرب المولدين. قال الفقيه عمر بن بابا بن عمر الولاتي رحمه الله تعالى لما وقف على قصيدة أخينا سيدي عبد الله بن محمد بن القاضي الحائية التي مدح بها ابن الشريف، اعجبتني فقلت مذيلا لها ببيت.
كذا فليكن من ينشد الشّعر أو ويدع
…
وإلاّ فقد يأتي بما يوجب الفضحا
وعثرت (كذا) أعني صاحب الترجمة الطالب محمد، منها قوله فكن قمرا الخ بقولي.
تعرّض لنفحات الإله برحلة
…
وسام العلى بكلّ وجه وحيلة
وإن رمت أن تحظى بعز ودولة
…
فكن قمرا يبري الدّجا كلّ ليلة
تفتّح لك الأبواب حينئذ فتحا
…
وسافر ففي الأسفار صحبة جلّة
وصحّة أجسام وإذهاب علّة
ولا تالف الأوطان تظفر بوصلة
…
كل الأرض بالتّسيار أيّة كيلة
ولا تك كالقمريّ يستعذب الصّدحا
انتهى. صدح الطائر كمنع صدحا وصداحا رفع صوته بغناء، قاله في القاموس.
والشريف الممدوح بالقصيدة هو مولاي محمد بن أمير المؤمنين مولاي إسماعيل، وهي قصيدة بديعة في غاية الحسن، واحد وخمسون بيتا والله أعلم.
أخذ عقائد أهل السنة وعلم المعاني والبيان وعلم المنطق عن عدة
من الأشياخ الجلة الذين أدركهم في المغرب الأقصى وسوس الأدنى، كالسيد أحمد العطار، وأبي مدين القاضي الأكبر، والسيد أحمد بن يعقوب الولالي عن سيدي محمد ميارة الفاسي، عن سيدي أحمد المقري عن عمه الإمام سعيد المقري، عن ابن ملال، عن شيخه سعيد الشهير بالكفيف، عن الإمام السنوسي رحمهم الله تعالى ونفعنا بهم.
وتخرجت به جماعة وافرة، منهم شيخنا الفقيه سيدي أحمد بن سيدي محمد بن موسى بن إيجل الزيدي، فسر عليه القرآن وقرأ عليه تآليف السنوسي، وإضاءة الدجنة، وقرأ عليه ألفية العراقي وصحيح البخاري، وجمع الجوامع لابن السبكي، وتلخيص المفتاح لابن هشام، وديوان امرئ القيس، والسلم، ومختصر السنوسي في المنطق. له نظم في البيان نظم فيه معظم التلخيص في نحو خمسمائة بيت سماه: نزهة المعاني في ظهور البيان والمعاني. وله تأليف في المنطق، وله قصيدة عجيبة فائقة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وله أجوبة عجيبة عن أسئلة للفقيه محمد بن علي الولاتي رحمهم الله تعالى، تشهد بتبحّره في الفنون أجاب فيها نثرا ونظما وأجاد وأفاد، ولا سيما جوابه عن مسألة البيان. ومن نظمه قبل وفاته.
تبهّجت عند الموت، والموت بغيتي
…
ولو كنت هتّاكا لما الله حرّما
وطابت بها نفسي لأنّي قادم
…
على خير ممدوح عليه وأكرما
عسى غافر الزّلاّت يغفر زلّتي
…
ويستر أوزاري وما قد تقدّما
وغير ذلك. وتوفي رحمه الله تعالى عام ثلاثة وأربعين ومائة وألف.
ورمز شيخنا الفقيه سيدي محمد بن موسى بن إيجل لعام وفاته بيتا في روي الفشتالية وهو قوله:
لشنجيط أمّ السيد العلم الرّضا
…
أخي الفهم عند الله فتح المقفّل
والرمز في «لشنجيط أم» وفتح مبتدأ مؤخر، ولشنجيط خبر مقدم.