الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البدعة، ورعا في مطعمه لا يعيش إلا من لبن نياق ورثهم عن والديه رحمهم الله تعالى. موضحا للمسالك، محذرا من المهالك، قام وقعد مع ابن حب الملقب بالمجيدري لما ظهرت بدعته، وجد في إطفائها.
وألف رحمه الله تعالى تأليفا في كراستين في الرد عليه سماه بتحفة التابع السني في الرد على المشاقق البدعى، وآخر في كراسته نحو كراسة في الرد عليه سماه نضرة الورث في الرد على أبي الحارث، وقد أجاد فيها وأفاد، وفيها ما يدل على وسع باعه وتفننه في الفنون.
توفي رحمه الله تعالى عام تسعة بعد مائتين وألف.
167 - [عبد الله بن أحمد بن المصطفى الغلاوي الأحمدي الشنجيطي]
عبد الله بن الفقيه الطالب أحمد بن الحاج المصطفى الغلاوي الأحمدي الشنجيطي رحمهم الله تعالى.
كان رحمه الله تعالى عارفا بأصول الدين، قارئا فقيها شاعرا مجيدا له حظ في الأصول، فائقا في العربية وعلوم البلاغة لا يبارى ولا يجارى فيها، مشاركا فيما سوى ذلك من الفتوى. وكان رحمه الله تعالى نجيبا مشى به والده رحمه الله تعالى إلى شيخ الحقيقة والطريقة محمد أحمد بن عبد الرحمان الغلاوي المساوي يبدأ له في لوحه ولم يكن كتب التهجي، فكتب له في لوحه الفاتحة حتى كتب آمين، فقالت أمه رحمها الله تعالى امح هذا حتى يعرف الحروف والتهجي. فقال والده: والله لا أمحو ما كتب شيخي، فنال منه بركة والحمد لله حتى بلغ سورة الفتح، فأفرد له ضميرا بعد جمع، قال: فتفطنت له وقلت ما هذا وهذا؟ وكان يغلبني التعبير. ولم يفهم، فتحير ولم أزد على الإشارة بما هذا وهذا، فهم فضربني ضربا وجيعا. وسمعته ليلة يقول: ربّنا أخرجنا منها يعني شنجيط، فقلت له: لا أحب الدعاء بآية بعدها اخسئوا. فضربني ضربا أوجع من ذلك حرصا علي وعلى إخفاء فهمي.
أخذ عن خاله سيدي عبد الله بن الفاضل التشمشاوي اليعقوبي الحديث، والمنطق عن المختار إبن بون، وأجازه قدوة المحققين ونخبة المدققين سيدي مالك بن المختار الغلاوي الأحمدي صحيح البخاري وكتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم وغيرها.
ولفظه: وبعد، فقد أجزت الفقيه السيد عبد الله إبن شيخنا الفقيه أحمد بن الحاج حمى الله كتاب صحيح البخاري وكتاب الشفا للقاضي عياض، كما أجازنيهما شيخنا الفقيه أحمد بن الفقيه خليفة بن الطالب أحمد أكد الحاج العلوي الشنجيطي رحمهم الله تعالى بإجازة أبيه عن شيخه شيخ الشيوخ، وفقيه أهل الرسوخ، سيدي محمد بن المختار بن الأعمش العلوي رحمهم الله تعالى، قال: وقد أجزت عبد الله المذكور ما أخذ عني وما لم يأخذ من غير الكتابين المذكورين، لما ظهر فيه من أهلية الإجازة معتمدا في ذلك على ما نص عليه العلماء، لأن من علم فيه أهليته الإجازة وجب إعطاؤها له وحرم منعها.
له تواليف عديدة مفيدة منها: تقرير المنة بشرح إضاءة الدجنة، ونظم في التوحيد في أحد عشر بيتا. قال إنه يكفي يقول في آخره:
والمؤمن المؤمن بالقرآن
…
والمسلم العامل باللّذفيه
وذا من التّوحيد قد يكفيه
وله نظم في الحذف في نحو مائة بيت، ونظم في المتشابه من القرآن على نمط السخاوي، وتأليف في قراءة السبع. وله نظم في اختصار إبن بر على ما به الأخذ، وشرحه، وشرح ابن بر، وله تعليق على البخاري، ونظم صغير في المسلسلات، وله نظم الأخضري وشرحه، ونظم الرسالة وشرحه، وشرح العاصمية، وتأليف في الزكاة، واختصار مختصر خليل، يأتي فيه بالمستعمل في بلادنا، ويمشي فيه على ما يصوبه شراح المختصر بدلا من نصه، وتأليف في جلب ما وافق نص الرسالة ونص
خليل، يعتبر نص الرسالة نظما ويضع تحته نص خليل، وإذا أفتى بمسألة فيه يتمثل بقول الشاعر: وإنكار مع العدلين عار. وله تأليف في جامع الإيمان، ونظم في الرخص، وتأليف في البحث أي الإكثار سماه دفع الضرر في تحريم الطّرر، ونظم نوازل ابن الأعمش والورزازي والشريف حمى الله. وله شرح منظومة لابن البناء في التصوف، ومنظومة في المديح شطر البيت من الألفية وشطر من المديح والله أعلم. وله شرح على الكفاية، وتعليق على الشواهد، ومقدمة في النحو للمبتدئين. وله نظم في إعراب منصوبات القرآن، وله نظم في الرمل في النحو، ورجز فيه يسمى الرباني محاذيا لنص الألفية على نمط تأليفه الذي حاذى به نص خليل، ونظم جمع فيه كثيرا من أحكام المغني، قيل وشرح الألفية. وله في اللغة تأليف كبير وصغير على بانت سعاد، وشرح ذخر المعاد على وزن بانت سعاد، وشرح لامية العرب، وشرح فائية سيدي عبد الله بن محم بن القاضي العلوي في المديح وشرح حائية علي الشريف التي مطلعها:
دع العيس والبيداء تذرعها شحطا
وشرح مرثية علي بن يوسف التي مطلعها:
هو الأجل الموقوف لا يتخلّف
…
وليس يردّ الفائت المتأسّف
قيل وشرح علي اليوسية، ومقامات فيها والله أعلم. وله في البلاغة شرح على نظم سيدي عبد الله بن محم بن القاضي لتلخيص المفتاح المعروف بالسيدية. قيل ونظم فيها نحو المائتين، وله نظم في المنطق، وقيل إنه شرح نظم أصول ابن عاصم، ونظم النقاية، وله نظم في العروض في تسعة وستين بيتا، ونظم الأعارض والضروب. قيل وشرح الخزرجية والله أعلم. وله نظم في رد مقالات المجيدري وطريقته وذمها محاذيا لأبواب الألفية والله أعلم. ومن شعره قبل وفاته بيسير رحمه الله تعالى.