الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صلاح وخير، حريصا على العلم استفادة وافادة ونقلا، ولا سيما علم الكلام. وكان يذهب إلى النظر وترك التقليد، كثير العناية بتحصيل الكتب، حتى حصل خزانة نفيسة بخطه الحسن النفيس محتوية على علم كثير وعدة فنون، أكثر فيها من نقل أصول الدين نصوصا وشروحا، فصار لا يرى كتابا منه إلا نقله، وداوته لا تيبس ولا يقف عن الكتابة ولو كان لا يكتب إلا سطرين.
كان رحمه الله تعالى مداوما على علم الكلام قراءة ونقلا وتعليما.
وحكي عنه أنه قال: لو علمت عقيدة من علم الكلام لا أعرفها وفي مصر من يعلمها لرحلت إليها حتى أتعلمها. كان رحمه الله تعالى موصوفا بالصلاح وسلامة الباطن والتقوى والزهد والحرف المهمة والاشتغال بما يعنيه، عاملا بما علم ملازما إسباغ الوضوء عند المكاره والجماعات في الشتاء في زمن البرد الشديد على كبر سنه، يجتمع هو وأخوه الحاج علي ويتذاكران أخبار الآخرة ويبكيان، لا رغبة ولا أنس لهما إلا فيما يبلغ إلى الدار الآخرة، فدارهما من دور أهل الآخرة. وكان هو شيخ علم الكلام في زمنه مبرزا فيه، يقرأ كتب السنوسي ودليل القائد، والجزائرية، وإضاءة الدجنة، وغير ذلك وعلم الكلام قراءة تحقيق. أخذ عنه شيخنا الطالب الأمين وغيره.
مولده رحمه الله تعالى اليوم الثامن من شعبان عام ثمانية وعشرين بعد الألف.
وتوفي رحمه الله تعالى بعد صلاة العشاء ليلة الأحد رابع عشر ذي القعدة الحرام، عام سبعة ومائة وألف. فعمره تسع وثمانون عاما وشهران ونحو عشرين ليلة.
180 - [محمد بن بابا بن علي، الولاتي]
عمر بن بابا بن علي بن أند عبد الله بن سيدي أحمد الولاتي رحمهم الله تعالى.
كان رحمه الله تعالى فقيها متفننا محدثا نحويا لغويا عروضيا شاعرا مفلقا ناثرا إماما في العربية، قبيلا في صحيح اللسان حسن الخطّ واحد عصره في عمل الوثائق بصيرا بها، ظريف الخط بارع الأدب فصيح القلم صحيح الخط جيد الضبط، وخطه عمدة كل كلسانه، حسن التعليم للعربية، شاعرا مصيبا مجيدا كاتبا بليغا، ذاع فضله وانتشر عمله، ظاهر التخصص كثير الوقار صدر الصدور، فاضلا جميل العشرة، مديد الباع في الأدب، خطيبا بليغا عالما علامة متفننا مدرسا صدرا وحيدا عالما بالنحو والفقه، له حظ وافر في الحديث، له شعر حسن وخطّ رائق، مبرزا في علوم اللسان نحوا ولغة وأدبا، متقدما في الكتابة والفصاحة والشعر، جامعا فنونا من الفضائل والمعارف. ولي الصلاة وخطبة الجمعة وقراءة الحديث، فهو الذي يقرأ الحديث صحيح البخاري وغيره في المسجد.
كان شيخا جليلا فاضلا من أعلام المشيخة، أجازه الفقيه المحدث الحاج الحسن بن أغبد الزيدي، وأول ما حدثه به الحديث المسلسل بالأولية. ودرس وأفتى وعني بالحديث ولازم قراءة الحديث وإقراء العربية إلى أن توفي رحمه الله تعالى.
كان رحمه الله تعالى حسن الخلق والخلق، حسن السمت والهيئة جميل العشرة، مليح البزة، حسن الثياب، حسن النعمة، مداحا حسن الصوت في مدحه صلى الله عليه وسلم. وله ضربة (كذا) حسنة في تخميس ابن مهيب للعشرينات يقال لها ضربة الطالب محمد بابا، يمدح بها المادحون في مولد النبي صلى الله عليه وسلم. أخذ عن الفقيه أحمد الولي، وعن الفقيه محمد بن أبي بكر بن هاشم الغلاوي. رحمهم الله تعالى. وأخذ عنه شيخنا الإمام عمر وغيره. ومن شعره في جواب مسألة لغوية سأله عنها سيدي أحمد بن سيدي محمد بن موسى بن إيجل الزيدي ما نصه:
ألا يا إمام النّحو قطب زمانه
…
ومن أتت ذو ذهن صقيل وذو فهم