الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب إحصاء الطواف والصلاة خلف المقام وفضل ذلك
20 -
ثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر، ثنا سفيان بن عيينة، عن عطاء بن السائب، عن عبيد بن عمير، أنه سأل ابن عمر، أسمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول:«لا يطوف أحد طوافا يحصيه إلا كعدل رقبة نفيسة من الرقاب، ولا يرفع رجلا ولا يضع أخرى أخرى إلا كتب الله له بها حسنة، وحط بها عنه خطيئة ورفع له بها درجة» (1).
(1) ـ مداره على عطاء بن السائب وكان قد اختلط ولم يسمعه عنه أحد ممن سمع منه قبل الاختلاط بهذا اللفظ، وقد رواه حماد بن زيد - وسماعه من عطاء قديما قبل اختلاطه -عن عطاء بن السائب عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن ابن عمر، -ولم يقل عن أبيه عن ابن عمر -يرفعه: من طاف بهذا البيت أسبوعا كانت له بها رقبة. وهذا هو الصحيح كما سيأتي.
قال البوصيري في "إتحاف الخيرة"(2539) عن عبيد بن عمير عن ابن عمر
…
الحديث رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر-شيخ المصنف -ولم يذكر سنده كاملا. وقد أخرجه الأزرقي في "أخبار مكة"(2/ 3) من طريق معمر بن راشد، والبيهقي في "الكبرى"(5/ 110)، وفي "شعب الإيمان"(3751) من طريق إبراهيم بن طهمان، عن عطاء بن السائب، به، كرواية المصنف. لم يذكر عبيد الواسطة بينه وبين ابن عمر. وقد خالفهما في ذلك جماعة فذكروا الواسطة بين عبيد وابن عمر. فأخرجه الطيالسي (2012) -ومن طريقه البيهقي في "الكبرى"(5/ 110)، وفي "شعب الإيمان"(3750) -، وأحمد (5701)، والطبراني (12/رقم 13440)، وابن بشران في "أماليه"(130) من طريق همام بن يحيى، وأحمد (4462)، وأبو يعلى (5688)، والبيهقي في "الكبرى"(5/ 110)، والبغوي في "شرح السنة"(1916) من طريق هشيم بن بشير، وعبد بن حميد في "مسنده"(832/المنتخب) من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم، والفاكهي في "أخبار مكة"(300) من طريق عبيدة بن حميد، والترمذي (959)، وأبو يعلى (5687) -وعنه ابن حبان (3697) -، وابن خزيمة (2753)، والطوسي في "المستخرج"(794)، وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب والترهيب"(1060) من طريق جرير بن عبد الحميد، جميعهم (همام بن يحيى، وهشيم، وأبو الأحوص، وعبيدة بن حميد، وجرير) عن عطاء بن السائب، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبيه، عن ابن عمر، مرفوعا - يزيد بعضهم على بعض في حديث وفيه-: من طاف بهذا البيت أسبوعا يحصيه، كتب له بكل خطوة حسنة، وكفر عنه سيئة، ورفعت له درجة، وكان عدل عتق رقبة.
ورواه محمد بن فضيل عن عطاء واختلف عنه:
فأخرجه ابن أبي شيبة (12806). وأخرجه ابن خزيمة (2753) من طريق علي بن المنذر، كلاهما (ابن أبي شيبة، وعلي بن المنذر) عن محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه عن ابن عمر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من طاف بالبيت لم يرفع قدما، ولم يضع أخرى، إلا كتبت له بها حسنة، وحطت عنه بها خطيئة، ورفعت له بها درجة. وسمعته يقول: من أحصى سبوعا كان كعدل رقبة.
وخالفهما علي بن محمد، فأخرجه ابن ماجه (2956) عنه عن محمد بن فضيل عن العلاء بن المسيب عن عطاء عن عبد الله بن عمر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من طاف بالبيت، وصلى ركعتين، كان كعتق رقبة. وخالفهم جميعا سفيان بن وكيع، فأخرجه الآجري في "مسألة الطائفين" (14) -ومن طريقه ابن الجوزي في "مثير العزم الساكن" (242) - من طريق سفيان بن وكيع عن محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من طاف بالبيت لم يرفع قدما ولم يضع أخرى إلا كتب الله عز وجل له بها حسنة وحط عنه بها خطيئة ورفع له بها درجة.
قلت: والوجه الأول عن ابن فضيل أشبه؛ لوجود المتابع من ناحية، ولموافقته لرواية جماعة آخرين، ويبقى الحديث بهذا اللفظ ضعيفا، فجميع هؤلاء ممن سمعوا من عطاء بعد تغيره، وهو صحيح باللفظ الآتي من طريق حماد: فقد أخرجه الطبراني (12/رقم 13447) من طريق حماد بن زيد عن عطاء بن السائب عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن ابن عمر، يرفعه: من طاف بهذا البيت أسبوعا كانت له بها رقبة. وسنده صحيح، وحماد بن زيد ممن سمع من عطاء قديما.
21 -
حدثنا يونس بن محمد العدني (1)، قال: ثنا يزيد بن [أبي](2) حكيم، عن ياسين بن معاذ الزيات، عن عبد الله بن عمر، عن عمر، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:«من طاف بالبيت سبعا وأحصاه، وركع ركعتين، كان له كعدل رقبة نفيسة من الرقاب» (3).
(1) ـ انقلب اسمه في الأصل، والصواب ما أثبتناه كما في مصادر الترجمة، والمصنف روى عنده بضع أحاديث عن يزيد بن أبي حكيم.
(2)
ـ ما بين المعقوفين ساقط من الأصل، والمثبت من مصادر الترجمة.
(3)
ـ كذا بالأصل، والصواب:[عبد الله عن عمه عن ابن عمر] فقد عزاه الزبيدي في "إتحاف السادة المتقين"(4/ 359) للمصنف من حديث ابن عمر. وأخرجه أيضا الفاكهي في "أخبار مكة"(296) من طريق عبد الله بن الحارث، عن ياسين الزيات، عن عبد الله بن عبد الله، عن عمه، عن ابن عمر رضي الله عنهما. ومداره على ياسين الزيات وهو متروك الحديث. وانظر الحديث السابق.
22 -
حدثنا عبد الرحمن بن محمد، ثنا عبد الرزاق، عن أبي معشر المدني، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ طاف بالبيت سَبْعًا، وصلى خلف المقام ركعتين، وشرب من ماء زمزم، غفر الله له ذنوبه كلها، بَالِغَةً مَا بَلَغَتْ» (1).
(1) ـ حديث منكر، عبد الرحمن بن محمد هو: ابن أخت عبد الرزاق واهٍ، قاله الذهبي في "تلخيص كتاب الموضوعات"(ص 149)، وانظر:"لسان الميزان"(5/ 126)، وأبو معشر المدني هو نجيح بن عبد الرحمن السندي، ضعيف، وكان قد أسن فاختلط. وروي عن ابن المنكدر عن أبيه بدلا من جابر، بغير هذا اللفظ بإسناد أصح من ذلك كما سيأتي. وعزاه السخاوي في "المقاصد الحسنة"(1144)، والزبيدي في "إتحاف السادة المتقين"(4/ 359) للمصنف. وقد أخرجه الواحدي في "التفسير الوسيط"(1/ 206) من طريق المصنف، به.
وأخرجه ابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال"(332) من طريق إسحاق بن بشر عن أبي معشر، به. وإسحاق بن بشر كذاب. وقد روي عن ابن المنكدر عن أبيه بغير هذا اللفظ: فأخرجه ابن أبي شيبة (12807)، والبخاري في "التاريخ الكبير"(8/ 35)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ"(2/ 116)، والطبراني (20/رقم 845)، والمخلص في "المخلصيات"(2982)، والحاكم (3/ 457)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(6267)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(3758 و 3759)، من طريق حريث بن السائب عن ابن المنكدر عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من طاف بالبيت أسبوعا، لم يلغ فيه كان كعدل رقبة يعتقها. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن عدي في "الكامل"(2/ 477) في ترجمة حريث، وقال: وليس لحريث بن السائب إلا اليسير من الحديث وقد أدخله الساجي في كتاب "ضعفائه" الذي خرجه. ومن طريق المخلص أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"(5/ 263)، وقال: قال أبو عمر: حديثه عندهم مرسل، ولكنه ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تثبت له صحبة.
قلت: وحريث صدوق يخطئ. وأخرجه الدارقطني في "الغرائب والأفراد"(4417/أطراف الغرائب)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(6268) من طريق أبي عبيدة بن أبي السفر عن وهب بن جرير بن حازم عن شعبة، عن محمد بن المنكدر، عن أبيه. قال الدارقطني: تفرد به أبو عبيدة بن أبي السفر عن وهب بن جرير بن حازم عن شعبة، عن محمد بن المنكدر، عن أبيه. وذكر في "العلل" (3429): -وسئل عن حديث المنكدر-، فقال: يرويه أبو عبيدة بن أبي السفر، عن وهب، عن شعبة، عن ابن المنكدر، عن أبيه. وإنما روى هذا حريث بن السائب، عن ابن المنكدر، عن أبيه، ولا يصح عن شعبة.
قلت: وابن أبي السفر صدوق يهم. وله طريق أخر، أخرجه الفاكهي في "تاريخ مكة"(294) من طريق الحجاج بن أرطاة عن أبي الزبير عن جابر، يرفعه بلفظ: من طاف بهذا البيت سبعا يحصيه، وصلى ركعتين كان، كعدل عتاق رقبة. وحجاج صدوق ولكنه كثير الخطأ والتدليس.
23 -
حدثنا عبد الله بن أبي غسان، قال: ثنا عبد الرحيم بن زيد العمي، حدثني أبي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:«من طاف حول البيت الحرام سبعا، في يوم صائف، شديد حره، وحسر عن رأسه، وقارب بين خطاه، وقل التفاته، وغض بصره، وقل كلامه إلا بذكر الله عز وجل، واستلم الحجر في كل طواف من غير أن يؤذي أحدا، كتب الله له بكل قدم يرفعها ويضعها سبعين ألف حسنة، ومحا عنه سبعين ألف سيئة، ويرفع له سبعين ألف درجة، ويعتق عنه سبعين رقبة، ثمن كل رقبة عشرة آلاف درهم، ويعطيه الله سبعين شفاعة، إن شاء في أهل بيته من المسلمين، وإن شاء في العامة، وإن شاء عجلت له في الدنيا، وإن شاء أخرت له في الآخرة» (1).
(1) ـ سنده ضعيف جدا؛ فعبد الرحيم بن زيد العمي: متروك، وأبوه: ضعيف، كما في "التقريب". وعزاه التقي الفاسي في "شفاء الغرام"(1/ 176)، والسخاوي في "المقاصد الحسنة"(1144) للمصنف. وقد أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(362) من طريق عثمان بن عبد الرحمن عن عبد الرحيم بن زيد، به.