الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(1) ـ تقرأ في الأصل: ينتهب. والتصويب: من مصادر التخريج، وفيها: تلتهب نورا. وفي بعضها: تلتهب التهابا.
(2)
ـ سنده ضعيف: حفص بن عمر العدني ضعيف الحديث، وقد خالفه إبراهيم بن الحكم بن أبان كما سيأتي وهو ضعيف أيضا والحكم بن أبان صدوق يهم، وقد روي من غير طريق عن وهب بن منبه قوله، وهو أشبه. وعزا السيوطي في "الدر المنثور"(1/ 681) للمصنف. وقد أخرجه الحكيم الترمذي في "الرد على المعطلة"(ق 31) عن سلمة بن شبيب عن إبراهيم بن الحكم بن أبان عن أبيه، عن إدريس بن سنان عن وهب بن منبه عن ابن عباس قال: قال الله لآدم سأبوئك بيتا أخصه بكرامتي وأحوزه لنفسي وأوثره على بيوت الأرض كلها فهو بعيني وصفوتي من البيوت. وإبراهيم بن الحكم ضعيف الحديث. وقد روي عن إدريس بن سنان خلاف ذلك، فأخرجه الدينوري في "المجالسة"(1296)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(3699) -ومن طريقهما ابن عساكر في "تاريخه"(7/ 425 ـ 426) -من طريق عبد المنعم بن إدريس بن سنان عن أبيه عن جده وهب بن منبه، قوله. وعبد المنعم ضعيف، لكن روايته هذه أشبه بالصواب، فقد أخرجه الأزرقي في "أخبار مكة"(1/ 48)، وابن جرير الطبري في "تاريخه"(1/ 131)، وأبو الشيخ في العظمة (1053)، وابن عساكر في "تاريخه"(7/ 423) من طريق عبد الصمد بن معقل عن وهب بن منبه، قوله. وسنده صحيح إلى قائله. وأخرجه الأزرقي في "أخبار مكة"(1/ 46 ـ 48 و 2/ 153) من طريق عثمان بن ساج، وابن عساكر في "تاريخه"(6/ 263) و (7/ 429 و 430) من طريق المرادي والمعتمر بن سليمان ثلاثتهم عن وهب بن منبه، قوله.
53 -
حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا أبو قرة، قال: بلغني عن معمر: «أن سفينة نوح عليه السلام، طَافَتْ بالبيت سَبْعًا، حتى إذا أَغْرَقَ الله عز وجل قوم نوح، رفعه وبقي أَسَاسُهُ، فَبَوَّأَهُ الله عز وجل -لإبراهيم عليه السلام، فبناه بعد ذلك، فذلك قوله عز وجل: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ} [البقرة: 127]» (1).
(1) ـ وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(1/ 676) للمصنف. وقد أخرجه عبد الرزاق (9096) عن معمر، بلاغا. إلا أنه ذكره في قوله:{وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ} . وروي مرفوعا ولا يصح، ففي"تنزيه الشريعة"(1/ 250) ذكر الساجي حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا الشافعي، قيل لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم حدثك أبوك عن جدك عن رسول الله أنه قال: إن سفينة نوح طافت بالبيت سبعا وصلت خلف المقام فقال نعم". قلت: لم يبين السيوطي علته، وعلته عبد الرحمن بن زيد، قال: الساجي منكر الحديث، وقال ابن عبد الحكم، سمعت الشافعي يقول: ذكر رجل لمالك حديثا منقطعا فقال: اذهب إلى عبد الرحمن بن زيد يحدثك عن أبيه عن نوح، وكأن الشافعي إنما روى حديثه هذا متعجبا من نكارته، وقال ابن الجوزي أجمعوا على ضعفه، وقال الحاكم وأبو نعيم روى عن أبيه أحاديث موضوعة والله أعلم. اهـ.
قلت: وقد أخرجه عن الشافعي ابن أبي حاتم الرازي في "آداب الشافعي ومناقبه"(ص 175)، ابن عدي في "الكامل"(5/ 443)، والدارقطني كما في "تعليقاته على المجروحين" لابن حبان (ص 160)، وابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 100)، والديلمي في "مسنده" - كما في "الغرائب الملتقطة" للحافظ ابن حجر (ق 282) -. وروي نحوه عن ابن عباس ولا يصح، أخرجه الحاكم (2/ 342 و 473) من طريق من طريق النضر بن عبد الرحمن الخزاز عن عكرمة عن ابن عباس، قال: كان بين نوح وهلاك قومه ثلاث مائة سنة، وكان قد فار التنور في الهند وطافت سفينة نوح بالكعبة أسبوعا. وصححه الحاكم وتعقبه الذهبي في أحد الموضعين. قلت: والنضر متروك.
54 -
وذكر ابن جريج -في حديثه -: «أنه لما كان الغرق، رفع الله إليه البيت، واستودع الركن أبا قُبَيْسٍ، حتى إذا كان بناء إبراهيم، نادى أبو قُبَيْسٍ، إبراهيم، فقال لإبراهيم: هذا الركن، فجاء إبراهيم، فحفر عنه، فجعله في البيت، حتى بناه إبراهيم عليه السلام» (1).
(1) ـ عزا السيوطي في "الدر المنثور"(1/ 676) هذا المتن ضمن حديث معمر السابق، للمصنف.
وأخرجه عبد الرزاق (9099) عن ابن جريج قال: قال سعيد بن المسيب، قال: قال علي:
…
وذكر الحديث.
(2)
ـ سنده حسن إلى ابن جريج: لكنه لم يذكر عمن أخذه. وقد روي نحوه مرفوعا ولا يصح كما سيأتي بيانه. الأثر لم أقف عليه من هذا الطريق وقد روى نحوه مجاهد بن جبر، أخرجه يحيى بن سلام في "تفسيره"(2/ 775) عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، قال: يدخل جبريل نهر النور كل يوم سبعين مرة فيغتمس فيه ثم يخرج، فينتفض فيسقط منه سبعون ألف قطرة تعود كل قطرة ملكا يسبح الله إلى يوم القيامة. وليث اختلط فلم يتميز حديثه فترك. وروي نحوه عن العلاء بن هارون أخو يزيد: أخرجه أبو الشيخ في العظمة (329) عن إبراهيم بن محمد بن أبي عمير الرملي، عن ضمرة، عن العلاء بن هارون، قال: لجبريل عليه السلام في كل يوم اغتماسة في الكوثر، ثم ينتفض، فكل قطرة يخلق منها ملك. وسنده حسن إلى قائله من أجل ضمرة وهو ابن ربيعة الفلسطيني صدوق يهم. وله شاهد من حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري ومرسل عن الحسن البصري وكلها ضعيفة جدا لا يصح منها شيء:
أما حديث أبي هريرة: فأخرجه أبو العباس التميمي في "نسخته عن هشام بن عمار"(ق 107/ب/الظاهرية)، والعقيلي في "الضعفاء"(2/ 59)، وابن عدي في "الكامل"(4/ 60)، والحسن بن رشيق في "حديثه"(52)، وأبو أحمد الحاكم في "الأسامي والكنى"(ق 200)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه"(1/ 122)، والواحدي في "الوسيط"(4/ 184)، وابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 146 ـ 147)، والديلمي -كما في "هامش الفردوس"(8841) -جميعا من طريق روح بن جناح عن ابن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه: في السماء الدنيا بيت يقال له: البيت المعمور بحيال الكعبة، وفي السماء الرابعة نهر يقال له: الحيوان يدخله جبريل في كل يوم، فينغمس فيه انغماسة ثم يخرج فينتفض انتفاضة يخر عنه سبعون ألف قطرة، يخلق الله من كل قطرة ملكا، ثم يؤمرون فيزورون البيت المعمور فيصلون فيه، ثم يخرجون فلا يعودون إليه إلى يوم القيامة، يولى عليهم أحدهم يقف بهم من السماء موضعا يسبحون الله إلى أن تقوم الساعة. وأخرجه ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه في "تفاسيرهم" من هذا الطريق كما في "اللآلئ المصنوعة" (1/ 84). قال العقيلي: لا يحفظ من حديث الزهري إلا من حديث روح بن جناح هذا، وفيه رواية من غير هذا الوجه بإسناد صالح في ذكر البيت المعمور بخلاف هذا اللفظ. وقال ابن عدي: ولا يعرف هذا الحديث إلا بروح بن جناح، عن الزهري. وقال أبو أحمد الحاكم: هذا حديث منكر لا أعلم له أصلا من حديث أبي هريرة ولا في حديث سعيد بن المسيب ولا في حديث محمد بن مسلم الزهري. وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يتهم به إلا روح بن جناح فإنه يعرف به ولم يتابعه عليه أحد، قال ابن حبان: يروي عن الثقة ما إذا سمعه من ليس بمتبحر في هذه الصناعة شهد بالوضع.
وأما حديث أبي سعيد الخدري: فأخرجه يحيى بن سلام في "تفسيره"(2/ 775) عن أبي أمية إسماعيل بن يعلى الثقفي، أبو الشيخ في العظمة (317) من طريق زياد بن المنذر، كلاهما عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لله نهرا في الجنة يغتمس فيه جبريل ثم يخرج فينتفض، قال: فما من قطرة تقطر من ريشه إلا خلق الله منها ملكا. قلت: زياد بن المنذر رافضي كذاب، وأبو أمية الثقفي متروك وشيخهما عطية العوفي صدوق كثير الخطأ والتدليس.
وأما مرسل الحسن البصري: فأخرجه يحيى بن سلام في "تفسيره"(2/ 775) من طريق رجل عن أبان بن أبي عياش عن الحسن مرسلا، بلفظ:«أن سائلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خلق الملائكة، فقال: من أي شيء خلقت؟ فقال: خلقت من نور الحجب السبعين التي تلي الرب، كل حجاب منها مسيرة خمس مائة عام، فمنها خلقت الملائكة، فليس ملك إلا هو يدخل في نهر الحياة، فيغتسل فيكون من كل قطرة من ذلك الماء ملكا من الملائكة، فلا يحصي أحد ما يكون في يوم واحد، فهو قوله: {وما يعلم جنود ربك إلا هو} [المدثر: 31]» . وهو مرسل ضعيف جدا؛ لجهالة الراوي عن أبان وأبان متروك.
55 -
حدثنا محمد بن يوسف، ثنا أبو قرة، قال: ذكر ابن جريج، قال:«بلغني أن جبريل عليه السلام -يدخل كل يوم نهر النور، ثم يخرج، فَيَنْتَفِضُ، فيسقط منه سبعون ألف قطرة، يخلق الله عز وجل بكل قطرة منها ملكا، يدخل ذلك اليوم البيت المعمور، ثم لا يدخلونها أبدا» (2).