الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب فضل مكة والصبر على لأوائها والمقام
58 -
حدثنا عبد الله بن أبي غسان، ثنا عبد الرحيم بن زيد العمي، عن أبيه، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وعن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خلق الله عز وجل مكة فوضعها على المكروهات والدرجات، فقال رجل لسعيد بن جبير: ما الدرجات يا أبا عبد الله؟ قال: الجنة الجنة» (1).
(1) ـ باطل: عبد الرحيم بن زيد العمي تقدم في الحديث [23] أنه متروك وأبوه ضعيف. وسيكرره المصنف بسنده ومتنه في الحديث [89]؛ وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(3/ 676) للمصنف. وقد أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(1571) عن عبد الله بن منصور عن عبد الرحيم بن زيد العمي، به.
59 -
حدثنا محمد بن عَزِيزٍ الأَيْلِيُّ، قال: ثنا سلامة بن روح، [عن عقيل](1) بن خالد، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، أن عبد الله بن عدي -وهو رجل من بني زهرة - قال:«رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم -وهو على راحلته بِالْحَزْوَرَةِ، وهو يقول لمكة: والله إنك لَخَيْرُ أرض، وأحب أرض لله إلي، ولولا أني أُخْرِجْتُ منك، ما خرجت» (2).
(1) ـ ما بين المعقوفين بياض بالأصل قدر المثبت، وقد استدركناه عمن أخرجه من طريق المصنف، وسلامة بن روح معروف بروايته عن عمه عقيل بن خالد بكتاب الزهري، وقد تابعه الليث عن عقيل كما سيأتي في مصادر التخريج الآتية.
(2)
ـ سنده فيه محمد بن عزيز الأيلي وقد تقدم في الحديث [27] أنه فيه ضعف ومتكلم في سماعه من عمه روح، ولكن الحديث صح من طرق أخر، وقد اختلف فيه على ابن شهاب الزهري والصواب رواية عقيل بن خالد هذه ومن تابعه من الثقات من أصحاب الزهري وهو ما رجحه أبو حاتم وأبو زرعة وغيرهما كما سيأتي. وقد أخرجه ابن جماعة في "مشيخته"(ص 553) من طريق المصنف، به. وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(678)، والدارمي (2552)، وابن ماجه (3108)، والترمذي (3925)، وابن أبي خيثمة في "تاريخه"(434/السفر الثالث)، و (1199/السفر الثاني)، والنسائي في "الكبرى"(4238)، والبغوي في "معجم الصحابة"(1552)، وابن حبان (3708)، والحاكم (3/ 7)، وابن عبد البر في "التمهيد"(2/ 289 و 5/ 33) وغيرهم من طريق الليث بن سعد عن عقيل بن خالد، به. وأخرجه ابن سعد في "طبقاته"(6/ 284)، والأزرقي في "أخبار مكة"(2/ 155)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(622) من طريق ابن أبي ذئب، وأحمد (18716)، وعبد بن حميد في "مسنده"(491/المنتخب)، وابن أبي خيثمة في "تاريخه"(435/السفر الثالث)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(621)، والنسائي في "الكبرى"(4239)، والبغوي في "معجم الصحابة"(1552)، وابن قانع في "معجم الصحابة"(2/ 97 و 176) وغيرهم من طريق صالح بن كيسان، وأحمد (18715)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ"(1/ 244)، والبغوي في "معجم الصحابة"(1555)، والطبراني في "مسند الشاميين"(3034)، والحاكم (3/ 431)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(4378)، والبيهقي في "دلائل النبوة"(2/ 517 و 5/ 106)، من طريق شعيب بن أبي حمزة، والفاكهي في "أخبار مكة"(2514)، وابن جرير الطبري في "تاريخه"(11/ 558) من طريق عبيد الله بن أبي زياد، والبغوي في "معجم الصحابة"(1552 و 1555) من طريق يونس بن يزيد وعبد الرحمن بن خالد بن مسافر، جميعهم (ابن أبي ذئب، وصالح بن كيسان، وشعيب بن أبي حمزة، وعبيد الله بن أبي زياد، ويونس بن يزيد، وعبد الرحمن بن خالد) عن ابن شهاب الزهري، به.
وخالفهم جميعا محمد بن عبد الله ابن أخي الزهري، فأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط"(454)، والحاكم (3/ 280) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن محمد بن عبد الله ابن أخي الزهري، عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن عبد الله بن عدي بن الحمراء قال: وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحزورة، فقال:«والله إني لأعلم أنك خير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت» قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن ابن أخي الزهري إلا الدراوردي.
قلت: والدراوردي صدوق لكنه كان يحدث من كتب غيره فيخطئ، وروايته هذه عن ابن أبي الزهري جاءت مخالفة لرواية الجماعة عن الزهري كما تقدم. ورواه معمر بن راشد عن الزهري، واختلف عنه:
فأخرجه أحمد (18717)، والبزار (7874)، والبيهقي في "الدلائل"(2/ 518) من طريق عبد الرزاق، وأحمد (18718 و 18718)، والبغوي في "معجم الصحابة"(1554) من طريق رباح بن زيد، والنسائي في "الكبرى"(4240) من طريق إبراهيم بن خالد، ثلاثتهم عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف على الحزورة فقال: لقد علمت أنك أحب أرض الله إليه، يعني مكة، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما خرجت. إلا أنه في رواية رباح من الموضع الثاني عند أحمد والبغوي لم يسم الصحابي، وإبراهيم بن خالد رواه مرة عن رباح ومرة معمر. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة إلا معمر. قال البيهقي: وهذا وهم من معمر، والله أعلم. وقد روى بعضهم عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وهو أيضا وهم، والصحيح رواية الجماعة. أي: حديث عبد الله بن عدي بن الحمراء، وسيأتي تخريجه.
ومن هذا الطريق أخرجه الفاسي في"شفاء الغرام"(1/ 103)، وقال: رواية معمر شاذة، يعني روايته لهذا الحديث، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا. قال: والظاهر أن الوهم فيه من عبد الرزاق، لأن معمرا كان لا يحفظ اسم صحابيه كما جاءت رواية رباح عنه، وعبد الرزاق سلك الجادة فقال: عن أبي سلمة عن أبي هريرة. ثم قال: وإذا تقرر ذلك علم أن لا أصل له من حديث أبي هريرة. وقال ابن أبي حاتم في "العلل"(830) -وسألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب بالحزورة فقال: إنك أحب أرض الله إلي، ولولا أني أخرجت، ما خرجت منه؟ فقالا: هذا خطأ؛ وهم فيه محمد بن عمرو؛ ورواه الزهري عن أبي سلمة عن عبد الله بن عدي بن الحمراء عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ وهو الصحيح. وانظر ايضا المسألة (836).
قلت: وهو في "المصنف" لعبد الرزاق (8868) -ومن طريقه البغوي في "معجم الصحابة"(1553) -عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة، مرسلا. وأخرجه ابن سعد في "طبقاته"(6/ 284)، والأزرقي في "أخبار مكة" (2/ 155) من طريق الواقدي عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي عمر عبد الله بن عدي بن الحمراء؛ إلا أنه تصحف عن الأزرقي أبي عمر لابن عمر. والواقدي متهم. ورواه محمد بن عمرو عن أبي سلمة واختلف عليه:
فأخرجه ابن أبي خيثمة في "تاريخه"(432/السفر الثالث)، والطحاوي في "مشكل الآثار"(12/ 281)، وفي "معاني الآثار"(2/ 261) و (3/ 328) من طريق حماد بن سلمة، والبزار (7937) من طريق عبد الوهاب، وأبو يعلى في "مسنده"(5954) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، والطحاوي في "معاني الآثار"(2/ 261) و (3/ 328) من طريق عبد العزيز بن محمد، جميعهم (حماد، وعبد الوهاب، وخالد، ومحمد) عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة. إلا أنه سقط من مطبوعة "التاريخ" لابن أبي خيثمة محمد بن عمرو والصواب إثباته فرواية حماد عنه عن أبي سلمة.
وخالفهم إسماعيل بن جعفر وعثمان بن ساج ومحمد بن إبراهيم فجعلوه مرسلا، فأخرجه علي بن حجر في "حديثه"(204) عن إسماعيل بن جعفر، والأزرقي في "أخبار مكة"(2/ 126 و 156) من طريق ابن ساج ومحمد بن إبراهيم، ثلاثتهم عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة، مرسلا. ومحمد بن عمرو صدوق له أوهام. قال الدارقطني في "العلل"(1743) وقد سئل عن حديث أبي سلمة، عن أبي هريرة، هذا، فقال: يرويه الزهري، ومحمد بن عمرو واختلف عنهما؛ فرواه يعقوب بن عطاء، ومعمر بن راشد، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. واختلف عن يونس بن يزيد، فرواه أبو صفوان الأموي، عن يونس، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وخالفه ابن وهب، رواه عن يونس، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن عدي بن الحمراء، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وكذلك رواه صالح بن كيسان، وشعيب بن أبي حمزة، وعقيل بن خالد، وعبد الرحمن بن خالد بن مسافر، ومعمر بن أبان بن عمران، عن الزهري. وخالفهم ابن أخي الزهري، فرواه عن عمه، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن عبد الله بن عدي، وأرسله ابن عيينة، عن الزهري. وأما محمد بن عمرو فاختلف عنه أيضا؛ فرواه حماد بن سلمة، وأبو ضمرة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وخالفهما إسماعيل بن حفص، فرواه عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة مرسلا. والصحيح عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
قلت: ولعل ترجيح الدراقطني يتنزل على الخلاف في رواية محمد بن عمرو فقط، وإلا فقد رواه جماعة من الثقات من أصحاب الزهري عنه عن أبي سلمة عن عبد الله بن عدي الزهري، وهو ما رجحه إماما العلل أبو حاتم وأبو زرعة، وقد ذهب بعض أهل العلم: إلى الجمع بين الروايتين مع احتمال كون أبي سلمة سمعه مرة من أبي هريرة ومرة من عبد الله بن عدي، وانظر أيضا "الاستذكار" لابن عبد البر (7/ 236).
60 -
حدثنا محمد بن يوسف، ثنا أبو قرة، عن ابن جريج، قال:«سمعت أن خير واد على وجه الأرض: وادي مكة، وخير بئر على وجه الأرض: بئر زمزم، وشر واد على وجه الأرض: وادي حضرموت، وشر بئر على وجه الأرض: بئر بَرَهُوتَ، يجتمع فيها أرواح الكفار» (1).
(1) ـ سنده صحيح إلى ابن جريج: لكنه لم يذكر عمن أخذه وقد صح نحوه عن علي بن أبي طالب كما سيأتي. وأخرجه عبد الرزاق (9119). وأخرجه الأزرقي في "أخبار مكة"(2/ 53) من طريق ابن ساج، والفاكهي في "أخبار مكة"(1090) من طريق من طريق ابن جعشم، ثلاثتهم (عبد الرزاق، وابن ساج، وابن جعشم) عن ابن جريج، قال: سمعت أنه يقال: خير ماء في الأرض ماء زمزم، وشر ماء في الأرض ماء برهوت -شعب من شعاب حضرموت -وخير بقاع الأرض المساجد، وشر بقاع الأرض الأسواق. وري نحوه موقوفا عن علي رضي الله عنه، أخرجه عبد الرزاق (9118) عن ابن عيينة، عن فرات القزاز، عن أبي الطفيل، عن علي قال: خير واديين في الناس ذي مكة، وواد في الهند هبط به آدم صلى الله عليه وسلم فيه هذا الطيب الذي تطيبون به، وشر واديين في الناس وادي الأحقاف، وواد بحضرموت يقال له: برهوت، وخير بئر في الناس زمزم، وشر بئر في الناس بلهوت، وهي بئر في برهوت تجتمع فيه أرواح الكفار. وسنده صحيح.
61 -
حدثنا محمد بن يوسف، ثنا أبو قرة، قال: ذكر ابن جريج، قال: كان ابن أُمِّ مَكْتُومٍ الأعمى، يقول:
«يا حَبَّذَا مكة من واد
…
بها أمشي بلا هاد.
بها أهلي وَعُوَّادِي
…
بها تَرْسَخُ أَوْتَادِي» (1).
(1) ـ هذا معضل، ولا يروى إلا معضلا أو منقطعا: أخرجه ابن سعد في "طبقاته"(2/ 131) من طريق عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، قالا: لما كان يوم فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، كان عبد الله ابن أم مكتوم
…
الحديث. وهذا مرسل فكلاهما لم يدرك القصة. وأخرجه محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني في "مسنده"(1305/المطالب العالية) عن بشر بن السري عن طلحة بن عمر عن عطاء عن ابن أم مكتوم. وأخرجه الأزرقي في "أخبار مكة"(2/ 154) من طريق داود بن عبد الرحمن عن طلحة بن عمرو فذكره مرسلا. ولم يذكر عطاء. وطلحة بن عمرو متروك. وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(1430)، وابن شاذان في "مشيخته الصغرى"(54) -ومن طريقه ابن الجوزي في "مثير العزم الساكن"(344) -والخطيب في "تاريخ بغداد"(15/ 399) من طريق عمر بن قيس عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله. وفي رواية الفاكهي عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله. وابن قيس متروك. وقد روي مثله عن أبي بكر الصديق وابن جحش وغيرهما ولا يصح سنده.
62 -
حدثنا يونس بن محمد، ثنا يزيد بن أبي حكيم، ثنا مسلم بن خالد، عن ابن جريج، عن عطاء، قال: قالت عائشة رضي الله عنها: «ما رأيت السماء في موضع أقرب منها إلى الأرض من مكة، ولا اطمئن قلبي في موضع ما اطمئن بمكة، ولا رأيت القمر أحسن منه بمكة، ولا أحببت موضعا قط حبي مكة» (1).
63 -
حدثنا أبو يحيى المقرئ، ثنا سفيان بن عيينة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: «دخلت على أبي بكر رضي الله عنه أعوده، فقلت: كيف تَجِدُكَ؟ فقال:
كل امرئ مُصَبَّحٌ في أهله
…
والموت أدنى من شراك نعله
ثم دخلت على عامر بن فهيرة، فقلت له: كيف تَجِدُكَ؟ فقال:
وجدت طعم الموت قبل ذوقه
…
إن الجبان حتفه من فوقه.
والثور يحمي جلده بروقه.
قالت: ثم دخلت على بلال، فقلت: كيف تَجِدُكَ؟ فقال -ورفع عَقِيرَتَهُ -:
أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً
…
بِفَخٍّ وَحَوْلِي إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ؟
وَهَلْ أَرِدَنْ يَوْمًا مِيَاهَ مَجِنَّةٍ
…
وَهَلْ يَبْدُوَنْ لِي شَامَةٌ وَطَفِيلُ؟
قالت عائشة: فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت له ذلك، قالت عائشة: رضي الله عنها فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم إن إبراهيم عبدك ونبيك، دعاك لأهل مكة، وأنا أدعوك لأهل المدينة بمثل ما دعاك به إبراهيم لأهل مكة، اللهم بارك لهم في صاعهم، وفي مدهم، وفي ثمرهم، وحَبِّبْها إلينا كحبنا مكة، أو أشد، وَانْقُلْ وَبَاءَهَا إِلَى خُمٍّ أو قال: الْجُحْفَةِ» (2).
(1) ـ شيخ المصنف تقدم أنه له ذكر في جملة من روى عن يزيد بن أبي حكيم ولم أجد من ترجم له، ومسلم بن خالد هو الزنجي صدوق لكنه كثير الأوهام ولعله أخطأ فيه فقد روي بخلاف ذلك كما سيأتي. وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" (3/ 676) للمصنف. وأخرجه الأزرقي في "أخبار مكة" (2/ 153) عن جده عن مسلم بن خالد عن ابن أبي نجيح قال: قالت عائشة
…
فذكره.
(2)
ـ أخرجه الحميدي (225) عن سفيان بن عيينة، به. إلا أنه جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم هو من دخل عليهم يعودهم ويسألهم. وأخرجه مالك في "الموطأ"(ص 890) - ومن طريقه البخاري (3926 و 5677) - عن هشام بن عروة، به. وأخرجه البخاري (1889)، ومسلم (1376) من طريق أبي أسامة، والبخاري (6372) من طريق الثوري، ومسلم (1376) من طريق عبدة وابن نمير، جميعا عن هشام بن عروة، به.
64 -
حدثنا ابن أبي بزة، ثنا إسماعيل بن يعقوب الزهري، قال: أخبرني إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز، عن أبيه، عن ابن شهاب الزهري، قال:«قدم أصيل الغفاري قبل أن يضرب الحجاب على أزواج -النبي صلى الله عليه وسلم -فدخل على أم المؤمنين عائشة، فقالت له: أَصِيلُ كيف عَهِدْتَ مكة؟ قال: عهدتها قد أَخْصَبَ جِنَابُهَا، وَابْيَضَّتْ بَطْحَاؤُهَا، فقالت: أقم حتى يأتيك رسول الله صلى الله عليه وسلم -فلم يلبث أن دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم -فقال له: يا أصيل كيف عهدت مكة؟ قال عهدتها والله قد أَخْصَبَ جِنَابُهَا، وَابْيَضَّتْ بَطْحَاؤُهَا، وَأَغْدَقَ سَلَمُهَا، وإِذْخِرُهَا، وَأُسْلِتَ ثُمَامُهَا، وَأَمَشَّ سَلَمُهَا، قال: حسبك يا أصيل لا تُحْزِنَّا» . يعني بقوله: أَمَشَّ سَلَمُهَا: يعني نَوَامِيَهُ الرَّخْصَةَ (1).
(1) سنده ضعيف جدا، إسماعيل مجهول الحال، وإبراهيم متروك الحديث وأبوه ضعيف، وقد روي من طرق أخر لا يصح منها شيء كما سيأتي. ونقله ابن ناصر الدين في "جامع الآثار"(5/ 371) عن المصنف سندا ومتنا. وقد أخرجه الأزرقي في "أخبار مكة"(2/ 155) - ومن طريقه الخطابي في "غريب الحديث"(1/ 278) -عن هارون بن أبي بكر عن إسماعيل بن يعقوب الزهري، به. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "المطر والرعد والبرق"(80) -ومن طريقه أبو الشيخ في "العظمة"(749) وتصحف عنده-من طريق محمد بن عمر مولى أسلم عن حزام بن هشام عن أبيه، فذكره.
قلت: محمد بن عمر هو الواقدي متروك؛ وأخرجه الأزدي في"المخزون"(ص 47) من طريق بُدَيْحٍ قال: قدم أصيل الهذلي
…
فذكره مختصرا. وقال: هذا حديث لا يخرج إلا من حران، ولا أحفظ رواه إلا عبد الله بن معية الحراني. وفي سند من لم أقف على ترجمته ومن لم أجد فيه جرحا أو تعديلا. ومن هذا الطريق أخرجه أبو موسى المديني في "ذيله" - كما في "الإصابة"(1/ 190) - إلا أنه وقع عنده عبد الله بن سعيد بدلا من عبد الله بن معية، والظاهر أنه الصواب، ولعله عبد الله بن سعيد بن عبد الملك فهذه طبقته. وأخرجه الربعي في "المنتقى من أخبار الأصمعي"(29) - ومن طريقه ابن الجوزي في "مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن"(1/ 104) عن أبي بكر الهذلي، عن رجال من قومه:
أن أصيل الهذلي قدم
…
فذكره.
وأبو بكر الهذلي إخباري متروك وهو مرسل أيضا والإسناد إليه لا يصح. وروي من وجه أخر، فأخرج ابن الأعرابي في "معجمه"(2408) - ومن طريقه الخطابي في "غريب الحديث"(1/ 494)، وابن عساكر في "تاريخه" (6/ 131) - من طريق أبي بكر الضبي وعبد القدوس بن حبيب عن الحسن قال: لما قدم أبان بن سعيد بن العاص على رسول الله صلى الله عليه، فقال:«يا أبان، كيف تركت أهل مكة؟ » قال: تركتهم وقد جيدوا، يعني المطر، وتركت الإذخر وقد أغدق، وتركت الثمار وقد جاص قال: فاغرورقت عينا النبي صلى الله عليه وقال: «أنا أفصحكم، ثم أبان بعدي» قال الحسن: فكان أبان يقرأ هذا الحرف، «وقالوا أئذا صللنا في الأرض» ، أي مكنا
قلت: وهو إسناد باطل، أبو بكر الضبي متهم بالوضع وعبد القدوس متروك.