الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسألة الثامنة: الصلاة في السفينة والطائرة
.
استقبال القبلة في الفرض شرط، وأما في النافلة فيسقط استقبال القبلة وهذا ليس شرطاً وليس واجباً لكن يستحب فقط في تكبيرة الإحرام استقبال القبلة كما في حديث أنس أن يستفتح الصلاة إلى جهة القبلة، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي حيث توجه به ركابه، وأما في الفريضة فاستقبال القبلة شرط فنقول الإنسان يجتهد في استقبال القبلة، فإذا كان يتمكن من استقبال القبلة فإنه كما قال الله عز وجل:{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} (1) وقول النبي صلى الله عليه وسلم:" إذا أمرتكم بأمر فائتوا منه ما استطعتم "(2) .
فإذا انحرفت السفينة فإن قدر أن ينحرف معها فلينحرف معها ، المهم أن هذا متعلق بالاستطاعة فإذا كان هناك مكاناً يتمكن فيه من استقبال القبلة فإنه يستقبل ، وإن أخر الصلاة إلى أن ينزل إذا كان سينزل في الوقت أو كانت الصلاة تجمع مع ما قبلها كالظهر تجمع إلى العصر فهذا أحسن، وأما إذا كان سينزل بعد خروج الوقت مثلاً لو كان سينزل بعد طلوع الشمس بالنسبة لصلاة الفجر فهذا لا يجوز له أن يؤخر الصلاة بل يجب عليه أن يصلي. ولو صلى مع أنه يعلم أنه سوف ينزل قبل خروج الوقت فصلاته صحيحة.
والعلماء مجمعون على صحة الصلاة في السفن، لأن السفن كانت موجودة في وقتهم.
وذكر النووي رحمه الله في كتابه المجموع قال: وتصح صلاة الرجل المحمول على سرير في الهواء (3) ، وأخذ منه المتأخرون الآن أن الصلاة في الطائرة هذه جائزة وأنه لا بأس بذلك.
ما يتعلق بصلاة الجماعة
المسألة الأولى: حضور من ابتلي بشرب الدخان لصلاة الجماعة في المسجد
.
هل يجب عليه أن يحضر لصلاة الجماعة أو أن حضور الجماعة ساقط عنه.
(1) التغابن16
(2)
أخرجه البخاري (4 / 422) ومسلم (7 / 91) وأحمد (2 / 258) .
(3)
المجموع: 3/214
تعريف الدخان: الدخان (التبغ) هو نبات من الفصيلة الباذنجانية تشتمل على أكثر النباتات السامة كالبْلادونا والبنج. وأصل هذه النباتات في بلاد الغرب، ولم يعرفها المسلمون إلا في نهاية القرن العاشر وأدخل الإنجليز الدخان على المسلمين في عهد الدولة العثمانية، وأدخله إلى بلاد المغرب رجل يهودي يزعم أنه حكيم يداوي الناس، ثم بعد ذلك جُلب إلى بقية بلاد المسلمين كمصر وبلاد الحجاز وغالب بلاد المسلمين.
لما ظهر هذا الدخان اختلف العلماء رحمهم الله في شربه هل هو محرم أو مكروه أو مباح؟ على ثلاثة آراء، والصواب في هذه الآراء أنه محرم:
والدليل على ذلك:
أن الله عز وجل قال: {وَلَا تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً} (1) .
وثبت طبياً أن هذا الدخان يحمل سموماً قاتلة للإنسان، والإحصائيات الطبية تذكر أنه ما يقرب من خمسة وعشرون مليون شخص يموتون سنوياً في العالم بسب الدخان، فهذا من قتل النفس
والله عز وجل يقول: {وَلَا تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (2) .
وأيضاً لما في ذلك من الأضرار التي يتفق عليها الأطباء، للقاعدة الشرعية:" لا ضرر ولا ضرار".
وأيضاً لأن هذا البدن لا يملكه الإنسان.
ولأنه أيضاً من الخبائث ومن صفات النبي صلى الله عليه وسلم أنه يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث. -- وهذا الدخان له رائحة كريهة.
وبعض العلماء قال يحرم عليه حضور صلاة الجماعة وبعض العلماء قال يكره.
والأقرب في ذلك الإيذاء فإذا كان يؤذي فإنه لا يجوز له أن يحضر صلاة الجماعة ويدل لهذا:
(1) النساء29
(2)
البقرة195