الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشافعية أيضاً لا يجوزون الجمع في الحضر إلا المريض ويمنعونه لغيره، مثله أيضاً المالكية يقولون بالنسبة للمريض إذا خشي المانع فإنه يقدم الثانية ويصليها مع الأولى في أول وقتها.
والصحيح هو ما ذهب إليه الحنابلة أنه إذا كان يلزم من ترك الجمع حرج ومشقة في الحضر فإن الجمع جائز ولا بأس به، واستدلوا على ذلك بحديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء من غير خوف ولا مطر، - وفي رواية من غير خوف ولا سفر - ، فسئل ابن عباس رضي الله تعالى عنهما عن ذلك فقال: أراد أن لا يحرج أمته.
فدل ذلك إذا كان في الجمع حرج ومشقة فإنه يصار إليه وعلى هذا من يحتاج إليه لإنقاذ معصوم ونحو ذلك كالطبيب الذي يحتاج إلى ساعات لإجراء العملية أو المداواة..إلخ أو رجل الإسعاف أو رجل الإطفاء لإطفاء الحرق ونحو ذلك إذا كان لا يتمكن من أن يصلي كل صلاة كل صلاة في وقتها فإنه يصير إلى الجمع، وعلى هذا يحمل فعل الصحابة رضي الله تعالى عنهم في غزو فتح تُسْتر فإنهم أخروا صلاة الفجر إلى الضحى حيث أنهم لم يتمكنوا أن يفعلوا الصلاة في وقتها.
ما يتعلق بصلاة الجمعة
المسألة الأولى: الحديث أثناء خطبة الجمعة
من قِبَل القائمين على المسجد
المساجد الكبار التي تؤدى فيها صلاة الجمعة بعضها قد يكون له أناس يقومون عليه ينظمون الناس ويرتبونهم إلى آخره، فما هو حكم حديثهم حال خطبة الإمام؟
الرأي الأول: جمهور أهل العلم على أن استماع الخطبة واجب. والدليل:
لأن الله عز وجل -قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} (1) ، فيجب السعي بحيث يتمكن الإنسان من استماع الخطبة.
(1) الجمعة9
وأيضاً يدل لذلك حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت والإمام يخطب فقد لغوت " وهذا الحديث في الصحيحين (1) ، (ومن لغا فلا جمعة له) .
وأيضاً استدلوا على ذلك بقول الله عز وجل: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (2) .أمر الله عز وجل بالإنصات قال بعض العلماء: المراد بذلك الخطبة وعُبَّر عن الخطبة بالقرآن لأنه يُكثر فيها قراءة الآيات وهذا محل نزاع.
الرأي الثاني:رأي الشافعي رحمه الله في الجديد، قال: بأن استماع الخطبة مستحب وليس واجباً واستدل على ذلك:
بحديث أنس رضي الله عنه المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم -كان قائماً يخطب فدخل رجل فقال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل وجاع العيال فادع الله أن يغيثنا " فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه فقال:" اللهم أغثنا اللهم أغثنا الله أغثنا". فلما كان في الجمعة الأخرى فقال يا رسول الله ادع الله أن يصرفه عنا. فقال صلى الله عليه وسلم الله حولينا لا علينا اللهم على الآكام والضراب وبطون الأودية ومنابت الشجر.. . فقالوا هذا الرجل لم يستمع الخطبة وتكلم مع النبي صلى الله عليه وسلم.
وكذلك أيضاً استدلوا بحديث أنس رضي الله عنه أن رجلاً دخل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال: يا رسول الله متى الساعة؟ فجعل الناس يشيرون إليه فقال:متى الساعة؟ فجعل الناس يشيرون إليه قال ذلك ثلاث مرات فلما كان بعد الثالثة قال له النبي صلى الله عليه وسلم:ويحك ما أعددت لها قال: حب الله ورسوله.فقال النبي: صلى الله عليه وسلم -أنت مع من أحببت ".فقالوا بأن هذا الرجل تكلم مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالسكوت.
(1) أخرجه الشيخان وغيرهما
(2)
الأعراف204