الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حكم دراسة هذه النوازل
فرض كفاية إذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين ، لأن تبين العلم وما يحتاج إليه الناس هذا واجب على الكفاية إذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين.
والدليل على أنه فرض قال الله عز وجل: {وَإِذَ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ} (1) . فتبين العلم ونشره هذا واجب على العلماء وطلاب العلم. ومثل هذه النوازل بالنسبة للعامي قد لايحسن تخريج حكمها على ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما ذكره العلماء رحمهم الله.
إنما كان على سبيل الكفاية لأن هذا العمل يتعلق بالعمل ولا يتعلق بالعامل وقد سبق لنا في القواعد الفقهية أن بينا الفرق بين فرض الكفاية وفرض العين وأن الأمر إذا تعلق بالعامل فهو فرض عين وأما إذا تعلق بالعمل فإنه فرض على الكفاية ، وهذا يتعلق بالعمل يعني المطلوب تحصيل هذا العمل سواء كان من هذا الشخص أو من غيره.
أهمية دراسة النوازل
دراسة النوازل له أهمية فمن أهميته:
أولاً: بيان كمال الشريعة وأنها صالحة لكل زمان ومكان ، فما من نازلة من النوازل إلا ولها حكم في الشريعة جاء بيان ذلك في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يعلم ذلك ويعرفه الراسخون في العلم ،ودليل ذلك:
قول الله عز وجل: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِيناً} (2) .
وقال سبحانه وتعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} (3) .
وقال أبو ذر رضي الله عنه: " تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما من طائر يقلب بجناحيه إلا ذكر لنا منه علماً "(4) .-
(1) آل عمران187
(2)
المائدة3
(3)
النحل89
(4)
رواه أحمد والطبراني
وقيل لسلمان الفارسي رضي الله عنه علمكم رسول الله كل شيء حتى الخراءة قال نعم" (1) ، يعني حتى ما يتعلق بآداب قضاء الحاجة فإن الشريعة جاءت ببيان هذه الآداب القولية والفعلية.
ثانياً: الاستجابة لأمر الله وأمر رسول صلى الله عليه وسلم فإن دراسة هذه النوازل من تبليغ العلم والعمل به.
وتبليغ العلم أمر الله به وأمر به رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته، فقال الله عز وجل:{وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً} (2) .
وقال سبحانه وتعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} (3) .
وقال سبحانه وتعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} (4) .
والسنة كثيرة جداً من ذلك:
قول النبي صلى الله عليه وسلم: " من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة "(5) .
وأيضاً قول النبي صلى الله عليه وسلم: " من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع"(6) .
ثالثاً: التعبد لله عز وجل بدراسة هذه النوازل ن لأن دراستها هذه من تعلم العلم وتعليمه، والعلم من أفضل العبادات وأجل القربات فالتصدي لمثل هذه النوازل هذا عبادة لله عز وجل يؤجر عليها الإنسان.
رابعاً: كسب الثواب والأجر عند الله عز وجل، لأن العالم والمجتهد إذا بذل جهده ونظره في تعلم حكم هذه النازلة وما هو حكمها هذا فيه أجر وثواب عند الله عز وجل، وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد " متفق عليه.
(1) رواه مسلم وأبو داود والترمذي
(2)
طه114
(3)
الزمر9
(4)
المجادلة11
(5)
رواه أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي وابن عساكر
(6)
رواه الترمذي وقال حديث حسن من حديث أنس