الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هوائية صوتية، مستخدمًا في ذلك علم الطبيعة الصوتية Acconatique وأثر ذلك على علم الأصوات.
كما أصبحت تستخدم اليوم الأجهزة للتسجيل الصوتي، والقياس الإلكتروني للصوت وذلك لمعرفة طبيعته ودرجة ارتفاعه أو انخفاضه.
ويدرس هذا العلم كذلك صفات الأصوات التي ينبغي أن تكون عليها من جهر أو همس أو شدة أو رخاوة، إلى غير ذلك من الصفات.
ويمكن حصر هذه الصفات في قسمين:
1-
صفات أصلية لازمة.
2-
صفات عَرَضية.
والصفات الأصلية: أي الأساسية اللازمة للحرف لا تفارقه بحال من الأحوال كالاستعلاء والجهر والإطباق والقلقلة.
والصفات العَرَضية: هي التي تعرض للحروف، أي: تظهر فيه في بعض الأحوال وتنفك عنه لسبب ما: كالإدغام والترقيق والتفخيم.
والصفات الأصلية يمكن أن تنقسم إلى قسمين: قسم له ضد، وتسمى الصفات ذوات الأضداد، وقسم لا ضد له.
الصفات ذوات الأضداد
وهي عشر صفات تجمع في خمسة أقسام:
الهمس والجهر:
1-
الهمس: عبارة عن خفاء التصويت بالحرف لضعفه بسبب
جريان النفس معه حالة النطق به، وحين يجري النفس معه يشعر أن فيه همسًا أو خفاء، ولذا سمي الحرف مهموسًا، وحروف الهمس عشرة يجمعها قولك: سكت شخص فحثه، والهمس يسميه الأوروبيون Voiceless أي: الخفي.
فالصوت المهموس هو الذي لا يهتز معه الوتران الصوتيان، ولا يسمع له رنين حين النطق به، فالمراد بالهمس هو صمت الوترين الصوتيين معه، ويلاحظ أن النظر هنا إلى اهتزاز الأوتار الصوتية أو عدم اهتزازها، ولكن ما من صوت يحدث إلا نتيجة ذبذبات صوتية يحملها الهواء حتى يسمع.
2-
الجهر: ضد الهمس، ومعناه: الإعلان وقوة التصويت بالحرف؛ ولذا كان الجهر معناه: إظهار الحرف لقوته بسبب انحصار الصوت من عدم جريان النفس معه حالة النطق به، وحروفه تسعة عشر، وهي الباقية من حروف الهمس.
والجهر يحدث عن طريق ذبذبة الوترين الصوتيين في الحنجرة؛ ولذا تسمى مجهورة، أي يقوي الصوت فيها Voiced.
والأصوات الساكنة المجهورة في اللغة العربية هي ثلاثة عشر: ب، ج، د، ذ، ر، ز، ض، ط، ع، غ، ل، م، ن، ويضاف إليها كل أصوات اللين بما فيها الواو والياء.
- الشدة والرخاوة:
3-
الشدة معناها: انحباس الصوت من أن يجري معه، أي
1 اللغة: فندرس، ص:51.
2 الأصوات اللغوية: د. إبراهيم أنيس، ص:21.
لزوم الحرف لمخرجه، وكأن فيه شدة أو قوة؛ ولذا سمي شديدا، ونحس به عند نطق الحروف: أ، ج، د، ق، ط، ب، ك، ت، وهي ثمانية، مجموعة في: أَجِدْ قَط بَكَتْ.
ويسمي المحدثون الصوت الشديد انفجاريا Plosive؛ ذلك لأن مجرى النفس في أثناء النطق يضيق حتى ينحبس في مكان ما لحظة ثم ينطلق بقوة؛ ولذا نلحظ له انفجارا أو دويًّا.
4-
الرخاوة: وهي ضد الشدة، ومعناه في اللغة: اللين، وفي الاصطلاح: ضعف لزوم الحرف لموضعه؛ لضعف الاعتماد عليه في المخرج؛ ولذا سمي رخوا، أي يجري الصوت مع الحرف، وحروفه هي الباقية من حروف الشدة، وهي ستة عشر حرفا.
ونلاحظ أن هناك بعض الحروف المتوسطة، أي بين الشديدة والرخوة، أي ينحبس بعض الصوت مع الحرف ويجري بعضه؛ ولذا سميت بالمتوسطة، وحروفها خمسة، مجموعة في قولهم: ِلنْ عُمَر.
وتوضح لنا الدراسات الحديثة الخطوات التي يمر بها الصوت الشديد، فيقول فندرس: ففي كل صوت صامت انفجاري، إذن ثلاث خطوات متميزة هي:
أ- الإغلاق أو الحبس.
ب- الإمساك الذي يكون طويل المدى أو قصير.
ج- والفتح أو الانفجار.
وعند إصدار صوت صامت بسيط مثل: التاء، فإن الانفجار يتبع الحبس مباشرة، والإمساك يضؤل إلى مدى لا يكاد يحس، وعلى العكس من ذلك، تظهر الخطوات الثلاث بوضوح فيما يسمى بالصوامت
المضعفة، وهي ليست إلا صوامت طويلة 1.
وإذا عدنا إلى ما ذكره سيبويه عند تعريفه للصوت الشديد والرخو، فإنه يقول: إن الحرف الشديد هو الذي يمنع الصوت أن يجري معه، وهو الهمزة والقاف والكاف والجيم والطاء والتاء والدال والباء، وذلك أنك لو قلت: الحج، ثم مددت صوتك، لم يجز ذلك.
ومنها: الرِّخوة وهي: الهاء والحاء والغين والخاء والشين والصاد والضاد والزاي والسين والظاء والثاء والذال والفاء، وذلك إذا قلت: الطُّس، وانقض، وأشباه ذلك أجريتَ فيه الصوت إن شئت 2.
وهنا نرى أن سيبويه يذكر لنا ما انتهي إليه علماء الغرب من أن الأصوات الشديدة أصوات وقتية آنية Momen Momentanlaute، لا يمكن التغني بها وترديدها؛ لأنها تنتهي بمجرد زوال العائق، وخروج الهواء، أما الأصوات الرخوة، فإنها أصوات استمرارية متمادة Dauerlaute، يمكن التغني بها، واستمرار نطقها مادام في الرئتين هواء 3.
والأصوات المتوسطة تسمى في بعض الدراسات الحديثة: بالأصوات المائعة Liquide، ويسميه بعضهم: بالصوت المزدوج، فهو يبدأ شديدا انفجاريا، وينتهي رخوا احتكاكيا 4.
وبهذا نجد ثلاثة أنواع من الصفات:
أ- الشديدة أو ما يسمى بالصوت الانفجاري.
1 اللغة: فندرس، ص:48.
2 الكتاب: لسيبويه، ج: 2، ص:406.
3 المدخل إلى علم اللغة: د. رمضان عبد التواب، ص:41.
4 انظر المدخل، ص:34.
ب- الصوت الرخو أو اللين الذي يتسع له المجرى.
ج- الصوت المائع أو بَيْنَ بَيْنٍ أي: الذي يضيق له المجرى، ولكن لا يحدث له انفجار.
وينبغي في ذلك أن يلاحظ الفرق بين مخرج الصوت ومجراه.
فالمخرج: عبارة عن نقطة معينة في المجرى، عندها يتكون الصوت ويتشكل، عندما يضيق المجرى أو يتسع حسب طبيعة الصوت.
والمجرى: هو الطريق الذي يسير فيه الصوت من الرئتين حتى يندفع خارج الفم أو الأنف.
ويلاحظ في عملية النطق، أن الكثرة الغالبة من الأصوات اللغوية في كل كلام مجهور، رغم أن النظرة العادية توضح أن نسبتهما متعادلة، والحق أن نسبة شيوع الأصوات المجهورة أكثر من الأصوات المهموسة2، ذلك حتى يتحقق للغة عنصرها الموسيقي، ورنينها الخاص بالأصوات؛ لأن الجهر يعطي لرنين الصوت نغمته.
وقد لوحظ في الدراسات الحديثة أن كلا: من الطاء والقاف، كما ينطق بها الآن صوت مهموس في حين أن القدماء ذكروا أنهما من المجهورات.
وكذلك الهمزة ليست صوتا مجهورا في التجارب المعملية
1 اللغة: فندرس، ص:50.
2 الأصوات اللغوية: د. إبرهيم أنيس، ص:21.
الحديثة، ولوحظ أن الضاد كما ينطق بها الآن، صوت شديد على حين أن القدماء يعدُّون الضاد صوت رخو، وكذلك صوت الجيم من الأصوات الشديدة، على حين أن التجارب الصوتية الحديثة تدل على أن الجيم التي يقال عنها: إنها فصيحة، صوت مزيج بين الشدة والرخاوة، وعلى قدر ما فيه من تعطيش تكون رخوة1.
الاستعلاء والاستفال:
5-
الاستعلاء: هو استعلاء طائفة من اللسان عند النطق ببعض الحروف، فيرتفع الصوت معه؛ ولذا سمي مستعليا، وحروفه سبعة يجمعها قولك: خص ضغط قظ، وهي حروف مفخمة.
6-
الاستفال: وهو عبارة عن انخفاض اللسان وانحطاطه عن الحنك الأعلى إلى الحنك الاسفل أي إلى قاع الفم، وحروفه ما عدا السبعة المستعلية، أي: اثنان وعشرون حرفا، وهي حروف مرققة.
الإطباق والانفتاح:
7-
الإطباق: أي انطباق طائفة، أي جملة من اللسان على ما يحاذيها من سقف الحنك -الحنك الأعلى- عند النطق بالحرف، وانحصار الصوت بينها عند النطق بحروفه، وحروف أربعة: ص، ض، ط، ظ.
8-
الانفتاح: وهو ضد الإطباق، وهو عبارة عن انفتاح ما بين اللسان والحنك الأعلى عند النطق بالحرف وخروج النفس من بينها، فلا ينحصر الصوت بينها؛ ولذا سمي منفتحا، وحروفه: خمسة وعشرون حرفا وهي الباقية من حروف الهجاء.
1 الأصوات اللغوية: د. إبراهيم أنيس، ص: 112، 113.